مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو: أتوقع من أوباما الالتزام بموقفه أن تحقيق السلام من خلال المفاوضات المباشرة فقط
ليبرمان: إسرائيل سترد بقوة على أي استفزاز تتعرض له من دون تنسيق مع أي جهة
المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية يقرّ حلاً موقتاً لبؤرة "عمونه"
إصابة جندي إسرائيلي في حادث رشق حجارة في طولكرم
رئيس شعبة "أمان": تضعضع مكانة عباس سيؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار في الضفة
مقالات وتحليلات
إسرائيل تتوقع عودة العلاقات مع الولايات المتحدة إلى مسارها الطبيعي لدى تسلم إدارة ترامب زمام السلطة
أسباب الارتفاع المُريب في درجات الحرارة في مثلث الحدود إسرائيل - سورية - الأردن
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 29/11/2016
نتنياهو: أتوقع من أوباما الالتزام بموقفه أن تحقيق السلام من خلال المفاوضات المباشرة فقط

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه يتوقع من الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يلتزم خلال المدة المتبقية لانتهاء ولايته بما قاله قبل ستة أعوام أن طريق السلام مع الفلسطينيين  لا تمر من خلال إصدار قرارات أحادية الجانب في مجلس الأمن الدولي وإنما من طريق إجراء مفاوضات مباشرة فقط.

وأضاف نتنياهو في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم إحياء ذكرى الجنود الإسرائيليين القتلى في حرب 1956 التي أقيمت في "جبل هيرتسل" في  القدس أمس (الاثنين)، أنه خلال موجة الحرائق التي اجتاحت إسرائيل قبل عدة أيام اتصل هاتفياً برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقال له "دعنا لا نشعل حرائق بل نخمدها ونسير معاً نحو السلام".

وتكلم في المراسم نفسها رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين فقال إن على إسرائيل أن تكون يقظة ومستعدة وجاهزة للدفاع عن نفسها في أي وقت وظرف في ظل التحديات الأمنية غير المتوقعة في منطقة الشرق الأوسط. 

 

"معاريف"، 29/11/2016
ليبرمان: إسرائيل سترد بقوة على أي استفزاز تتعرض له من دون تنسيق مع أي جهة

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] أن إسرائيل سترد بقوة على أي استفزاز تتعرض له.

وأشار ليبرمان في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال الاجتماع الذي عقدته كتلة "إسرائيل بيتنا" في الكنيست أمس (الاثنين)، إلى أن هذا هو ما فعلته إسرائيل بالأمس في هضبة الجولان [ردّاً على هجوم عناصر من تنظيم "داعش"] من دون التنسيق مع أي جهة، لكنه في الوقت عينه شدّد على أن إسرائيل لا تبحث عن مغامرات.

 

"يديعوت أحرونوت"، 29/11/2016
المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية يقرّ حلاً موقتاً لبؤرة "عمونه"

أقرّ المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت الليلة الماضية خطة تتضمن حلاً موقتاً لبؤرة "عمونه" الاستيطانية غير القانونية التي أقيمت على أراض فلسطينية خاصة بالقرب من رام الله وأصدرت المحكمة الإسرائيلية العليا قراراً يقضي بإخلائها حتى نهاية السنة الحالية. وينص هذا الحلّ على نقل سكان البؤرة الاستيطانية إلى ثلاث قطع أرض تقع إلى الشمال من البؤرة وتعتبر أملاك غائبين بحيث يمكنهم البقاء فيها لمدة ثمانية أشهر. واشترط مندلبليت المصادقة النهائية على هذا الحل بعدم إقرار مشروع القانون الخاص بتنظيم الوضع القانوني لبعض البؤر الاستيطانية غير القانونية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] الذي من المتوقع أن يُطرح على الكنيست غداً (الأربعاء) للتصويت عليه في القراءة الأولى.

وقالت مصادر في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيعقد اليوم (الثلاثاء) اجتماعاً آخر للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية- الأمنية في مسعى لإيجاد حل لمسألة بؤرة "عمونه" قبل أن يطرح مشروع القانون المذكور على الكنيست.

وحاول مسؤولون كبار في وزارة العدل الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة إقناع وزير التربية والتعليم نفتالي بينت [رئيس "البيت اليهودي"] بأن مشروع القانون هذا ينطوي على إشكاليات جمّة من شأنها أن تعرض إسرائيل للمواجهة في الحلبتين الدولية والسياسية الداخلية. وقالت مصادر في وزارة العدل إن مشروع القانون لا يصمد أيضاً أمام اختبار المحكمة العليا.

وأعربت "هيئة النضال لمستوطني عمونه" عن رفضها لخطة المستشار القانوني ووصفتها بأنها سخيفة ومهينة. وأكدت هذه الهيئة أن مستوطني "عمونه" ليسوا أغراضاً يمكن رميها من مكان إلى آخر في غضون عدة أشهر، وشدّدت على أنهم يرفضون الاقتلاع من منازلهم بإرادة منهم إلى مكان آخر ليتم إخلاؤهم مرة أخرى منه بعد مرور ثمانية أشهر إلى جهة غير معروفة.

وقالت الهيئة إن هناك خيارين لحل مشكلة بؤرة "عمونه"، وهما إما إقرار مشروع القانون المذكور أو إخلاء المستوطنين من منازلهم بالقوة.

في المقابل انتقدت منظمة "يش دين" ["يوجد قانون"] اليسارية لحقوق الإنسان التي تمثل أصحاب الأراضي الفلسطينيين أمام المحكمة العليا، المستشار القانوني للحكومة وأكدت أنه رضخ لضغوط سياسية ووافق على حل يخرق القانون ويمس حقوق الملكية لأصحاب الأراضي.

 

"يديعوت أحرونوت"، 29/11/2016
إصابة جندي إسرائيلي في حادث رشق حجارة في طولكرم

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن جندياً إسرائيلياً أصيب بجروح طفيفة أمس (الاثنين) في إثر تعرض أربعة جنود احتياط للرشق بالحجارة لدى دخولهم بسيارة إلى مدينة طولكرم من طريق الخطأ.

وأضاف البيان أن الشرطة الفلسطينية قامت بتسليم الجنود إلى الجانب الإسرائيلي، وأشار إلى أن رشق الحجارة وقع بعد أن كان الجنود الأربعة بمعية أفراد الشرطة الفلسطينية.

وضبطت قوة من الجيش الإسرائيلي الليلة قبل الماضية عبوتين ناسفتين أنبوبيتين في مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين بالقرب من بيت لحم.

واعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي الليلة قبل الماضية 11 مطلوباً فلسطينياً بينهم خمسة نشطاء من حركة "حماس" في أنحاء يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بشبهة الضلوع في نشاطات "إرهابية" والإخلال بالنظام العام.

وحكمت المحكمة المركزية في اللد أمس بالسجن الفعلي لمدة 16 عاماً ونصف العام على الشاب تامر الوريدات (25 عاماً) من سكان الظاهرية في جبل الخليل بعد أن أدانته بارتكاب عملية طعن في مدينة بيتاح تكفا [وسط إسرائيل] قبل نحو عام أدت إلى إصابة شاب إسرائيلي بجروح متوسطة. وألزمت المحكمة الوريدات بتعويض المُصاب بمبلغ 100،000 شيكل.

كما أصدرت المحكمة المركزية في تل أبيب حكماً بالسجن المؤبد مرتين و20 عاماً إضافية على الشاب رائد خليل مسالمة (36 عاماً) من بلدة دورا قضاء الخليل بعد أن أدانته بارتكاب عملية طعن في مبنى بانوراما في تل أبيب العام الفائت أسفرت عن مقتل إسرائيليين. وفرضت المحكمة على مسالمة تعويض كل واحدة من عائلتي القتيلين بمبلغ 258،000 شيكل.

 

"هآرتس"، 29/11/2016
رئيس شعبة "أمان": تضعضع مكانة عباس سيؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار في الضفة

حذر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] اللواء هيرتسي هليفي من احتمال تصعيد الوضع وتفاقم حالة عدم الاستقرار في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] السنة المقبلة من جراء تضعضع مكانة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والنزاعات السياسية داخل السلطة.

وأشار هليفي خلال مؤتمر مغلق عقد في جامعة تل أبيب الليلة قبل الماضية، إلى أن سبب الانخفاض الذي طرأ على عدد الاعتداءات "الإرهابية" في المناطق [المحتلة] خلال الأشهر الأخيرة يعود إلى ثمنها الباهظ بالنسبة للمجتمع الفلسطيني وإلى قيام إسرائيل بالتعامل مع "الإرهابيين" فقط وامتناعها عن معاقبة الفلسطينيين بصورة جماعية. 

من ناحية أخرى أعرب رئيس شعبة "أمان" عن تفاؤله بإمكان الدفع قدماً بالعلاقات بين إسرائيل ودول عربية مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة، وأكد أن لدى إسرائيل والدول السُنيّة مصالح مشتركة.

وتطرق هليفي إلى الانتخابات الإيرانية العامة التي ستجري في أيار/ مايو 2017 فقال إنها قد تكون مؤشراً آخر إلى استمرار إيران في التوجه نحو نزعة أكثر اعتدالاً .

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 29/11/2016
إسرائيل تتوقع عودة العلاقات مع الولايات المتحدة إلى مسارها الطبيعي لدى تسلم إدارة ترامب زمام السلطة
موشيه آرينز - وزير دفاع سابق

•سيدخل دونالد ترامب إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض بعد نحو شهر من الآن. وفيما ما يزال مشغولاً بتنظيم طاقمه وتعيين أعضاء إدارته، بدأ بعض السياسيين الإسرائيليين في إسداء النصائح له على شاكلة: عليه أن ينتهج سياسة عسكرية أكثر حزماً في الشرق الأوسط، وعليه التخلي عن حل الدولتين، وعليه تأييد ودعم إقامة مستوطنات أخرى في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، وعليه نقل السفارة الأميركية إلى القدس. 

•من الواضح أن لترامب وأعضاء طاقمه سلم أولويات خاصاً بهم وأن النصائح التي تُقدَّم لهم، مهما تكن أهميتها، لا تحتل مرتبة متقدمة في صدارة سلم أولوياتهم. ثمة حاجة هنا إلى قليل من الصبر، لكن لدينا توقعات. 

•على مدار ثماني سنوات أملى باراك أوباما على إسرائيل ما يجب أن تفعله وما يجب ألا تفعله. ما تزال إسرائيل والولايات المتحدة صديقتين، ولم يجر رمي إسرائيل تحت عجلات حافلة الباص، كما يدعي بعض مؤيدي الولايات المتحدة، لكن هذه ليست طريقة مناسبة للتعامل مع حليف. لقد تنامت العلاقة بين الدولتين وتعززت عبر سنوات طويلة جدا، ومن المحتم أن تكون الحليفتان مختلفتين في الآراء في بعض الأحيان، غير أنهما تعالجان هذه الاختلافات من دون تحويلها إلى جدالات علنية، ومن دون أن تصدر إحداهما الأوامر للأخرى، وبحيث يحترم كل طرف قادة الطرف الآخر، الذين تم انتخابهم بطريقة ديمقراطية. 

•مثلت السنوات الثماني الأخيرة انحرافا واضحا في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. ومن المباح للإسرائيليين أن يتوقعوا عودة العلاقات بين الدولتين إلى مسارها الطبيعي، لدى تسلم إدارة ترامب زمام السلطة. ما من شك في أن خلافات في الرأي ستظهر بين الجانبين، لكن معالجتها ستتم بمثل ما تُعالَج اختلافات الرأي بين الحلفاء. ومن حق كل الإسرائيليين توقع هذا. 

•كانت المفاوضات التي جرت مع إيران ـ والتي أفضت إلى توقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأم المتحدة إضافة إلى ألمانيا ـ إحدى الحالات التي تجاهل فيها أوباما دولة إسرائيل بوصفها حليفاً. ورغم أن الولايات المتحدة كانت متخوفة ـ مثل الدول الأخرى ـ من السلاح النووي الإيراني، إلا إن إسرائيل كانت الدولة الوحيدة التي أطلق قادة إيران التهديدات، صباح مساء، بمحوها عن خريطة العالم. فإسرائيل هي الهدف الذي يضعه المشروع النووي الإيراني نصب عينيه، وإسرائيل هي هدف حملة الإرهاب التي تشنها إيران وأذرعها. وكان من بين تطبيقاتها مثلا تفجير إيران السفارةَ الإسرائيلية في بوينس آيرِس [الأرجنتين] والمركزَ الجماهيريَّ اليهودي في المدينة نفسها. 

•لكن أوباما لم يُشرك إسرائيل في تفاصيل المفاوضات مع إيران، بل تم تلخيصها وإنجازها بالرغم عن المعارضة الإسرائيلية. ما هكذا يتم التعامل مع الحلفاء. نأمل في أن تعيد إدارة ترامب النظر في الاتفاق النووي مع إيران، من خلال التشاور مع إسرائيل وإبقائها في صورة الأحداث والتطورات. ومن حق كل الإسرائيليين أن يتوقعوا هذا.  

•تبقى مسألة موقع السفارة الأميركية في إسرائيل، وهي مسألة مؤلمة فعلاً. فالولايات المتحدة، ومنذ اعترافها بإسرائيل في أيار/ مايو 1948 وحتى اليوم، ما تزال ترفض الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على القدس الغربية، مما يجعلها تُبقي سفارتها في مدينة تل أبيب. في سنة 1995 صادق الكونغرس الأميركي على "قانون السفارة في القدس" الذي جاء تشريعه بغية المبادرة إلى نقل السفارة من تل أبيب إلى العاصمة [القدس] وتمويل هذه العملية. بل وتم اختيار قطعة أرض مناسبة لهذا الغرض في حي "تلبيوت" [الطالبية] في القدس. لكن أوباما كما سابقيه بيل كلينتون وجورج دبليو بوش، اختار عدم تطبيق القانون، وحتى أصدر أمرا رئاسيا يقضي بتجميده بذريعة الحفاظ على المصالح الأمنية القومية. نأمل أن يطبق الرئيس دونالد ترامب هذا القانون وأن يأمر بنقل السفارة. ومن حق كل الإسرائيليين أن يتوقعوا ذلك. 

 

"يديعوت أحرونوت"، 29/11/2016
أسباب الارتفاع المُريب في درجات الحرارة في مثلث الحدود إسرائيل - سورية - الأردن
أليكس فيشمان - محلل عسكري

•يصرّ الجيش الإسرائيلي على أن الكمين الذي نصبه تنظيم "داعش" لوحدة مختارة من "لواء غولاني" في نقطة محدّدة على طول المئة كيلومتر من خط الحدود في هضبة الجولان بالأمس، كان حدثاً موضعياً يعبر في الوقت عينه عن الحراسة الدقيقة التي تقوم بها إسرائيل لحماية سيادتها في منطقة الحدود مع سورية. لكن مع ذلك لا يمكن لنا أن نتجاهل حقيقة أنه في الأشهر الأربعة الأخيرة تشهد درجات الحرارة في مثلث الحدود إسرائيل - سورية - الأردن ارتفاعاً مريباً.

•وثمة [في إسرائيل] تخوف متصاعد من نيات تنظيم "شهداء اليرموك" - وهو فرع من "داعش" في هضبة الجولان - لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، بداية ضد منفذي أشغال روتينية في منطقة الحدود ومن ثمّ ضد أهداف مدنية في الجولان. وتلزم هذه التخوفات وسلوك "داعش" وباقي التنظيمات في الفترة الأخيرة الجيش الإسرائيلي أن يكون على أهبة الاستعداد لمواجهة "هجمة إرهابية فجائية" عبر الحدود بإخطار قصير، في حال توفر إخطار كهذا أصلاً، أو لخوض ما يسمى باللغة العسكرية معركة بين المعارك. ولدى هيئة الأركان العامة شعور عام بأن مستوى المعلومات الاستخباراتية التي تتلقاها إسرائيل في الجبهات المتعدّدة بما في ذلك الجولان جيد جداً، الأمر الذي يتيح إمكان التصدي الناجح لأي تهديدات في منطقة الحدود الشمالية مثلما حصل صباح الأمس.

•إن احتمال أن يحاول "داعش" تحقيق إنجازات في إحدى الجبهات ضد إسرائيل ما يزال قائماً. ومنذ بداية السنة الحالية تم تشخيص جهد بذله هذا التنظيم لنصب صواريخ بغية إطلاقها على مستوطنات في الجولان. في الوقت عينه انضمت إلى "شهداء اليرموك" مجموعة من الأكراد والسنة المتطرفين تسمى "كتائب المثنى"، وجعلت التهديد سواء للأردن أو لإسرائيل ملموساً أكثر بل ومفرطاً. 

•وبموجب تقارير في سورية جلبت هذه المجموعة معها صواريخ مضادة للطائرات. وكي نفهم أكثر مدى هذا الشطط الجنوني نشير إلى أنه قبل نحو سنة، ووفقاً لوسائل إعلام أجنبية، سيطر رجال "شهداء اليرموك" على مخزون من قذائف الهاون التي تحمل رؤوسا كيميائية كانت تعود إلى لواء سوري في الجبهة الأمر الذي أوجد تخوفا من أن يحاولوا إطلاقها نحو إسرائيل. وفي تلك الفترة انفجرت سيارات مفخخة في لقاء لقادة "شهداء اليرموك" أدت إلى مقتل مؤسس وقائد التنظيم الشيخ الخال ومجموعة أخرى من قادته وأعلن تنظيم إسلامي معارض في الجولان مسؤوليته عن ذلك.

•إن الانطباع العام السائد عن هذه الجبهة من مثلث الحدود هو وجود مظاهر تعيد إلى الأذهان عناصر الحرب الباردة، فالأردنيون أنهوا أخيراً إقامة جدار في مواجهة "داعش" في الجولان يشبه الجدار الإسرائيلي. وفي تموز/ يوليو الفائت هاجمت مروحيات أردنية أهدافاً لـ"داعش" في وادي اليرموك في جنوب الجولان. ولدى الولايات المتحدة والأردن قيادة مشتركة تدرب المتمردين في جنوب سورية للقتال ضد "داعش". ويهاجم الروس بين الحين والآخر مدينة درعا بهدف مساعدة اللواء السوري في المنطقة لإعادة السيطرة على مناطق في جنوب الجولان وقطع محاور التوريد لـ"داعش" من دمشق. ويمكن أن نفترض بأن إسرائيل أيضا ليست غير مبالية إزاء ما يجري هناك.

•ولا بُد من القول إن معظم نشطاء "داعش" في الهضبة سكان محليون، وجلّ طاقتهم كان حتى الآن موجهاً للقتال ضد منظمات معارضة أخرى، بما في ذلك منظمات إسلامية سلفية كجبهة النصرة التي ترى فيهم عدوا خطرا يهدّد سيطرتها في الجولان. أما الصراع ضد إسرائيل فقد اعتبر حتى وقت قريب هدفاً ثانوياً فقط.

•هناك علاقة جليّة بين استيقاظ "داعش" في جبهة الجولان ضد إسرائيل وازدياد نشاطه في شبه جزيرة سيناء ضد مصر وضد إسرائيل، وبين ما يجري في جبهات قتاله الشرقية ولا سيما في الرقة والموصل. فكلما تم حشر "داعش" أكثر فأكثر في الزاوية سواء في العراق أو في سورية كلما كانت التعليمات لفروعه في العالم وتلك التي على طول مناطق الحدود الإسرائيلية تقضي بزيادة الجهود لتحقيق نجاحات توازن الضربات القاسية التي يتلقاها التنظيم. 

•وهذا هو ما حدث فعلاً في الفترة الأخيرة، فـ"داعش" سيناء الذي كان في حالة دفاع في مواجهة هجوم الجيش المصري ضده استيقظ في الأسابيع الأخيرة وكشف عن قدرات خُيّـل للبعض أنها نزعت منه، وقام بتنفيذ سلسلة من الهجمات الفتاكة في سيناء. وفي مواقع الإنترنت التابعة لـ"داعش" في سيناء يتهم التنظيم إسرائيل بتقديم مساعدة جوية للجيش المصري الذي يهاجم نشطاءه في شبه الجزيرة ويهدّد بمهاجمتها. وعلى ما يبدو فإن صورة استيقاظ "داعش" في سيناء تُكرّر نفسها في هضبة الجولان أيضاً.