مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
إسرائيل تلتزم الصمت إزاء أنباء حول قيام طيرانها الحربي بشنّ غارات على أهداف داخل الأراضي السورية من دون إبلاغ روسيا
إرجاء التصويت على مشروعي قانون شرعنة بعض البؤر الاستيطانية في الضفة وحظر استخدام مكبرات الصوت في المساجد
اعتقال 14 مطلوباً فلسطينياً في الضفة
اعتقال شاب من جلجولية بشبهة التخطيط للسفر إلى سورية بهدف الانضمام إلى "داعش"
الشرطة الإسرائيلية تقرر الاستمرار في حال التأهب التي أعلنت في إثر موجة الحرائق
وصول السفير الإسرائيلي الجديد لدى تركيا إلى أنقرة
مقالات وتحليلات
الدافع للهجوم: عودة سورية الى إنتاج صواريخ لحزب الله
الأمن الإسرائيلي فوق المواجهات في سورية
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 1/12/2016
إسرائيل تلتزم الصمت إزاء أنباء حول قيام طيرانها الحربي بشنّ غارات على أهداف داخل الأراضي السورية من دون إبلاغ روسيا

ما تزال إسرائيل تلتزم الصمت إزاء الأنباء الصحافية التي ذكرت أن طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي شنّت فجر أمس (الأربعاء) غارات على أهداف داخل الأراضي السورية، رجحت وسائل إعلام أجنبية أن تكون شحنات أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان ومخازن أسلحة تابعة لنظام الرئيس بشار الأسد.

وقال مصدر عسكري سوري رفيع الليلة الماضية إن الطيران الحربي الإسرائيلي أطلق فجر أمس صاروخين من المجال الجوي اللبناني سقطا في منطقة الصبورة في ريف دمشق الغربي من دون وقوع إصابات. ولم يشر هذا المصدر إلى الهدف الذي أصابته الغارة واكتفى بادعاء أنها نُفذت في محاولة لصرف الأنظار عن النجاحات التي يحققها الجيش السوري، ولرفع معنويات العصابات الإرهابية المنهارة.

وقالت صحيفة "الجريدة" الكويتية نقلاً عن مصادر عسكرية رفيعة لم تكشف عن هويتها إن إسرائيل لم تبلغ روسيا بهذا الهجوم بالرغم من أنه استهدف مواقع داخل سورية.

 

يديعوت أحرونوت"، 1/12/2016
إرجاء التصويت على مشروعي قانون شرعنة بعض البؤر الاستيطانية في الضفة وحظر استخدام مكبرات الصوت في المساجد

قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية- الأمنية أمس (الأربعاء) أن يرجئ إلى يوم الاثنين المقبل التصويت الذي سيجريه الكنيست بالقراءة الأولى على مشروع القانون الخاص بتنظيم الوضع القانوني لبعض البؤر الاستيطانية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وأبرزها بؤرة "عمونه" التي أصدرت المحكمة العليا أمراً بإخلائها الشهر الحالي. وكان من المقرر أن تجري عملية التصويت مساء أمس.

وقالت مصادر رفيعة في ديوان رئاسة الحكومة إن هذا المجلس الوزاري قرّر تأجيل التصويت لإدراكه أن مشروع القانون المذكور لا ينطوي على حل بالنسبة لبؤرة "عمونه".

وأكد مصدر سياسي رفيع في القدس أنه ستبذل مساع لدفع حلول أخرى إلى الأمام حتى يوم الاثنين المقبل.

كما تأجلت عملية التصويت على مشروع القانون الذي يحظر استخدام مكبرات الصوت لرفع الأذان في المساجد خلال ساعات الليل. ورجحت مصادر مسؤولة في الكنيست أن يتم التصويت عليه الأسبوع المقبل كذلك.

وقال وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينت [رئيس "البيت اليهودي"] إنه لا يرى أي مشكلة أخلاقية في أن تقوم الدولة بمصادرة أراض خاصة وتعويض أصحابها على غرار ما قامت به حتى الآن في القدس ومستوطنة معاليه أدوميم ومدينة كرميئيل [الجليل].

وأضاف بينت أن القضية لا تتعلق ببؤرة "عمونه" فقط بل أيضاً بآلاف الوحدات السكنية التي تواجه مثل هذا الوضع القانوني.

وهدد حزب "البيت اليهودي" بعدم الالتزام بالانضباط الائتلافي ما لم يتم تمرير مشروع القانون الخاص بتنظيم الوضع القانوني لبعض البؤر الاستيطانية.

في المقابل حذر وزير شؤون القدس زئيف إلكين [الليكود] من أن هذه الخطوة ستعود بالضرر على "البيت اليهودي" نفسه لأن الحكومة لن تصوّت على مشاريع قوانين تخصّ هذا الحزب مثل مشروع القانون الذي يحظر استخدام مكبرات الصوت لرفع الأذان في المساجد.

على صعيد آخر ذكرت مصادر عسكرية رفيعة أن قائد المنطقة العسكرية الوسطى اللواء روني نوما وقع الليلة الماضية أمراً ينص على إقامة منازل متنقلة لمستوطني بؤرة "عمونه" في منطقة رام الله، والتي يجب إخلاؤها حتى نهاية الشهر الحالي بأمر من المحكمة العليا.

وستقام هذه المنازل على قطع أراض مجاورة مصنفة بأنها أملاك غائبين.

وأضافت المصادر نفسها أن هذا الأمر ينسجم مع خطة المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت قبل عدة أيام التي تنصّ على نقل مستوطني "عمونه" إلى أراض شمالي البؤرة والسماح لهم بالبقاء فيها لمدة 8 أشهر.

وقام عشرات المستوطنين اليهود الليلة الماضية بإغلاق طريق رقم 60 بالقرب من مستوطنة عوفرا بالحجارة وأشعلوا النيران في إطارات مطاطية. واعتقلت الشرطة اثنين منهم.

 

"يديعوت أحرونوت"، 1/12/2016
اعتقال 14 مطلوباً فلسطينياً في الضفة

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن قوات من الجيش اعتقلت خلال اليومين الفائتين 14 مطلوباً فلسطينياً في أنحاء يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بينهم 6 مطلوبين فلسطينيين في منطقة الخليل بشبهة الضلوع في نشاطات "إرهابية" والإخلال بالنظام العام.

وفرضت المحكمة المركزية في القدس أمس (الأربعاء) عقوبة السجن لمدة 16 عاماً على الشاب الفلسطيني محمد بدر من قرية أبو ديس بعد أن أدانته بطعن شاب إسرائيلي في شارع "هنفيئيم" في القدس قبل نصف سنة. وألزمته المحكمة أيضاً بدفع تعويضات للمعتدى عليه بقيمة 80،000 شيكل.

كما فرضت هذه المحكمة أمس عقوبة السجن على شابين من سكان البلدة القديمة في القدس الشرقية بعد أن أدانتهما بإلحاق أذى خطر مع سبق الإصرار ومحاولة الاعتداء على أفراد من الشرطة. وحكم على أحدهما بالسجن الفعلي ثمانية أعوام فيما حكم على الآخر بالسجن الفعلي تسعة أعوام.

وكان الاثنان تسببا بإصابة أحد أفراد الشرطة بجروح خطرة في الرأس بعد أن ألقيا الحجارة عليه قبل سنتين ونصف السنة. وألزمت المحكمة الشابين بدفع تعويضات مالية للشرطي الإسرائيلي المصاب.

 

"معاريف"، 1/12/2016
اعتقال شاب من جلجولية بشبهة التخطيط للسفر إلى سورية بهدف الانضمام إلى "داعش"

سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بعد ظهر أمس (الأربعاء) بنشر نبأ قيام جهاز الأمن العام ["الشاباك"] والشرطة أخيراً باعتقال شاب من سكان قرية جلجولية [المثلث] بشبهة التخطيط للسفر إلى سورية بهدف الانضمام إلى تنظيم "داعش".

وقال بيان صادر عن جهاز "الشاباك" إنه أثناء التحقيق مع المعتقل تبيّن أنه أقام قبل مدة طويلة علاقات مع عناصر "داعش" وأعرب عن رغبته في الانضمام إلى صفوفه. كما اتضح من التحقيق معه أنه امتلك خلال الأشهر الأخيرة سلاحاً رشاشاً من طراز "عوزي" ومسدساً، كما صوّر نفسه يطلق النار بواسطتهما.

 

"معاريف"، 1/12/2016
الشرطة الإسرائيلية تقرر الاستمرار في حال التأهب التي أعلنت في إثر موجة الحرائق

قررت الشرطة الإسرائيلية الليلة قبل الماضية وضع شابين فلسطينيين من القدس الشرقية قيد الاعتقال بعد أن ألقت القبض عليهما متلبسين بإضرام النار في إطارات للسيارات بالقرب من المنطقة الصناعية عطروت شمالي القدس الشرقية.

كما اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية فلسطينياً من سكان قرية قطنة شمال غربي القدس الشرقية للاشتباه فيه بإلقاء الزجاجة الحارقة التي تسببت باشتعال الحريق الكبير في مستوطنة نتاف المجاورة الأسبوع الفائت.

وأشارت مصادر مسؤولة في قيادة الشرطة إلى أن الشرطة قررت الاستمرار في حال التأهب التي أعلنت في إثر موجة الحرائق التي اجتاحت إسرائيل قبل أسبوع.

 

"يسرائيل هيوم"، 1/12/2016
وصول السفير الإسرائيلي الجديد لدى تركيا إلى أنقرة

من المتوقع أن يصل السفير الإسرائيلي الجديد لدى تركيا إيتان نائيه إلى أنقرة اليوم (الخميس) لتقديم أوراق اعتماده إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع المقبل.

وقالت مصادر سياسية رفيعة في القدس إن تبادل السفيرين يشكل آخر مرحلة في تطبيق اتفاق المصالحة بين إسرائيل وتركيا.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"ynet"، 30/11/2016
الدافع للهجوم: عودة سورية الى إنتاج صواريخ لحزب الله
رون بن يشاي - محلل عسكري

•منذ وقت طويل لم يُنسب لإسرائيل هجوم في سورية لأن هذه الأخيرة لم تنقل منذ وقت صواريخ نوعية خاصة إلى حزب الله. والسبب أن مصنع إنتاج هذا السلاح في السفيرة التابع للجيش السوري، كان خلال عامين في قبضة تنظيم داعش وجرى احتلاله مؤخراً من [قبل الجيش السوري]. ويدل استخدام طريق دمشق- بيروت من أجل نقل السلاح على أن شحنة السلاح كانت كبيرة بصورة خاصة.

•وبالاستناد إلى جميع المؤشرات وقع فعلاً هذه الليلة (الأربعاء) هجوم إسرائيلي على موقعين غربي دمشق. الأول استهدف مخازن للسلاح تابعة للواء 38 في الفرقة الرابعة للجيش السوري. والثاني وقع على طريق دمشق- بيروت داخل أراضي سورية. والفرقة الرابعة هي من وحدات النخبة في الجيش السوري، وهي في الواقع أكبر وحدة عسكرية للجيش السوري لا تزال حالياً لائقة للقتال.

•إن قائد الفرقة [الرابعة] هو شقيق الرئيس بشار الأسد- ماهر الأسد. فإذا كان قد جرى فعلاً تهريب وسائل قتالية من سورية إلى حزب الله في لبنان، كما تزعم وسائل الإعلام العربية وشبكات التواصل الاجتماعي، فمن المعقول أن يكون هذا السلاح قد خُزن في البداية قبل نقله إلى حزب الله في مخازن الفرقة الرابعة الموجودة في منطقة دمشق، ومن هناك خرجت القافلة. الهدف الثاني الذي هوجم كان على طريق دمشق- بيروت داخل أراضي سورية، ويبدو أن هذه القافلة كانت تهدف إلى اجتياز الحدود السورية - اللبنانية عبر الطريق السريع.

•إن حقيقية استخدام طريق دمشق- بيروت السريع والواسع كسبيل لنقل السلاح يدل على أن الشحنة كانت كبيرة وتضمنت صواريخ أرض- أرض ضخمة. ومن المعلوم أن حزب الله يملك ترسانة كبيرة جداً من الصواريخ- نحو 130 ألف صاروخ وقذيفة ذات مدى قصير ومتوسط وبعيد- لكن الأغلبية الساحقة من الصواريخ التي لديه ليست دقيقة. وهو بحاجة إلى صواريخ يحصل عليها مباشرة من إيران تكون أكثر دقة وقادرة على تدمير منشآت حيوية عسكرية ومدنية في معظم أراضي دولة إسرائيل.

•منذ وقت طويل لم تقع مثل هذه الهجمات التي تنسب إلى سلاح الجو الإسرائيلي. ويدعي خبراء عسكريون في شتى أنحاء العالم أن السبب لذلك هو نشر الروس بطاريات صواريخ مضادة للطائرات ذات مدى بعيد من طراز SA-300 وSA- 400 قادرة على إصابة طائرات سلاح الجو داخل أراضي إسرائيل أو في أجواء لبنان أو فوق البحر الأبيض المتوسط. ويستند هؤلاء الخبراء في ادعائهم الى أن سلاح الجو [الإسرائيلي] يتردد في القيام بهجمات داخل أراضي سورية لأنه لا يرغب بالدخول في مواجهة مع الروس، أو لأن الأسد يحظى بدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

•في السابق جرت حادثة أطلقت فيها بطاريات الصواريخ السورية النار على طائرات سلاحنا الجوي، كما كانت هناك حادثة أخرى تحدثت فيها تقارير أجنبية عن إطلاق نيران روسية مماثلة. لكن من المحتمل جداً ان إسرائيل لم تقم بهجمات في سورية لأن السوريين لم ينقلوا منذ وقت طويل صواريخ نوعية إلى حزب الله، والسبب هو أن مصنع تصنيع السلاح في السفيرة كان طوال عامين واقعاً تحت سيطرة داعش. 

•في الفترة الأخيرة نجح الجيش السوري في استرجاع المصنع من جديد، وهذا أمر فيه بالتأكيد ما يجيز افتراض أن السوريين عادوا إلى تصنيع الصورايخ التي تنقل إلى حزب الله. ويتعين علينا أن نذكّر باحتمال أن تكون إيران نقلت شحنة سلاح إلى حزب الله عن طريق مطار دمشق كما فعلت سابقاً، وكانت في طريقها هناك إلى لبنان ، وعندئذ فإن من مصلحة إسرائيل مهاجمة هذه الشحنة، وذلك وفقاً لمصادر أجنبية.

•ويجب التذكير بأنه قد نسب في الماضي إلى إسرائيل تنفيذ هجمات ضد شحنات كانت تنقل سلاحاً نوعياً بصفة خاصة من سورية إلى لبنان. وفي حالات معينة قيل إنها صواريخ أرض- أرض من طراز متطور ودقيق ستحل محل صواريخ قديمة أو تنضم إلى ترسانة حزب الله الصاروخية التي يقدر عددها ببضعة عشرات الآلاف من الصواريخ الدقيقة ذات المدى المتوسط والبعيد، بما فيها صواريخ سكود 7 التي بإمكانها الوصول إلى جميع أنحاء إسرائيل.

•وقيل في حالات معينة إن شحنات هاجمها سلاح الجو الإسرائيلي كانت صواريخ ومضادات للطائرات أراد أن يحصل عليها حزب الله من سورية كي يكون قادراً على الرد على هجمات سلاح الجو الإسرائيلي عند وقوع الحرب. والمقصود بصورة عامة بطاريات صواريخ متحركة وصغيرة من أنواع مختلفة من الصعب تحديد مكانها استخباراتياً، و هي قادرة على تغيير مكانها خلال ساعة أو أقل، لذا فإنه من الصعب إصابتها.

•وثمة نوع آخر من الصواريخ هو صاروخ أرض– بحر من نوع "ياخونت" من صنع روسي يصل مداه إلى نحو 300 كيلومتر، وينوي حزب الله استخدامه ضد سفن سلاح البحر الإسرائيلي. حتى الآن منع الروس وصول هذه الصواريخ إلى حزب الله، لكن من المحتمل أن تحاول سورية الآن تهريب عدد منها سراً إلى حزب الله. وثمة احتمال آخر مع أنه أقل معقولية، هو أن يحاول الجيش السوري نقل سلاح كيميائي إلى الحزب، لكن كما قلنا فإن هذا احتمال غير معقول.

•مصدر هذه الصواريخ يمكن أن يكون سورية أو إيران. قبل بضعة أسابيع تفاخر مستشار رفيع للمرشد الروحي في إيران علي خامنئي بأن بلاده تموّل تصنيع صواريخ في مصانع موجودة في شمال سورية كي يزود نظام الأسد حزب الله بها.

•ويمكن افتراض أن ما قصده المستشار هو صواريخ من نوع S-600 أو ربما يكون قد قصد أنواعاً أكثر دقة هي تقليد لصواريخ "الفاتح 111" التي تنتجها إيران نفسها ويمكنها أن تصل إلى بعد مئات الكيلومترات. وتنتج سورية في مصنع الصواريخ في السفيرة الواقع شرقي حلب هذه الصواريخ بالإضافة إلى صواريخ "سكود D" التي يبلغ مداها 700 كيلومتر، وتبلغ زنة رأسها الحربي قرابة الطن من المواد الناسفة.

•يمكن تفسير ما يُنسب إلى إسرائيل على أنه إدارة حرب ضد تعاظم قوة حزب الله من وراء الكواليس وبسرية مطلقة. هذه حرب بين الحروب، هذا هو اسم المعركة التي يحاول الجيش الإسرائيلي خوضها، بل ويخوضها – تقريباً من دون أن يترك بصمات. وإذا كان سلاح الجو الإسرائيلي هاجم بالفعل علناً هذه الليلة أهدافاً في سورية- فإن هذا يشير إلى أن الهدف هو سلاح نوعي بصفة خاصة.

•ترفض مصادر عسكرية وسياسية في إسرائيل إقرار أو تكذيب ما نُسب إليها، على أمل ألا يتطرق النظام السوري- الذي لا يرغب في أن يكون محرَجاً- إلى الحادث ولا يرد. لكن على الرغم من ذلك فقد تحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن وقوع هجوم من هذا النوع.

•في الفترة الأخيرة ازدادت ثقة الرئيس السوري بنفسه خاصة بعد نجاحاته في مدينة حلب بمساعدة الروس وحزب الله، وبسبب هذه الثقة المتزايدة بالنفس يمكن أن يرد. وإذا كان سلاح الجو الإسرائيلي هو فعلاً من نفذ الهجوم، فيبدو أن شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي وهيئة الأركان العامة أجرتا تقديراً للوضع وتوصلتا إلى خلاصة مفادها أن الروس لن يتدخلوا وأن الأسد يضاً لن يرد.

 

"يسرائيل هَيوم"، 1/12/2016
الأمن الإسرائيلي فوق المواجهات في سورية
شاؤول شاي - مدير الأبحاث في معهد هرتسليا

•أدّى دخول روسيا إلى المعركة إلى جانب الأسد إلى حدوث منعطف في الحرب الأهلية، وإلى نجاحات متراكمة للجيش السوري وحزب الله وإيران في المواجهة مع أطراف المعارضة السورية، وإلى السقوط الوشيك لمدينة حلب. وفي الوقت نفسه تدور معارك في عدة جبهات في العراق وسورية ضد تنظيم داعش الذي بدأت نهايته تقترب. وعلى ما يبدو، فإن الحرب الأهلية في سورية تقترب من نقطة تحول تاريخية تبشر باستمرار صمود نظام الأسد. وفي ضوء هذه الحقائق تحاول عناصر القوى المختلفة بلورة قواعد اللعبة المستقبلية.

•في هذه الظروف، يبدو أن محاولة نقل وسائل حربية من سورية إلى حزب الله التي جرت أول من أمس، تهدف إلى اختبار سياسة الخطوط الحمراء التي أعلنتها إسرائيل. كما يجب أن يُفحص حادث إطلاق النار في جنوب هضبة الجولان هذا الأسبوع ضمن إطار وضع قواعد جديدة، هذه المرة من جانب فرع تنظيم داعش الموجودة جنوب الهضبة.

•تعمل دولة إسرائيل على منع انتقال الوسائل القتالية إلى حزب الله بموجب قرار وقف إطلاق النار في حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو] 2006 وقرار الأمم المتحدة رقم 1701. وفي ظل غياب القدرة على المنع الكامل لانتقال وسائل قتالية إلى حزب الله، اختارت إسرائيل التركيز على منع وإحباط وصول وسائل قتالية متطورة من شأنها أن تمس بحرية عمل الجيش الإسرائيلي، أو وسائل قتالية متطورة تمنح الحزب قدرات متطورة لمهاجمة أهداف في دولة إسرائيل. 

•منذ سنة 2012 نقلت إسرائيل رسائل إلى نظام الأسد لمنعه من نقل وسائل قتالية متقدمة من سورية إلى حزب الله. ومن أجل إزالة أدنى شك بشأن جدية نياتها، أعلنت إسرائيل أنها ستمنع نقل مثل هذه الوسائل.

•بدأت الهجمات الجوية لإحباط نقل السلاح من سورية إلى حزب الله، التي نسبتها مصادر أجنبية إلى إسرائيل، في كانون الأول/يناير 2013 ومعظمها وقع داخل الأراضي السورية. وامتنعت إسرائيل بصورة منهجية عن التطرق رسمياً إلى هذه الادعاءات. وفي السابق استهدفت الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل شحنات تحتوي على منظومات سلاح نوعي: صواريخ بر- بحر دقيقة وبعيدة المدى من طراز ياخونت، وصواريخ متطورة مضادة للطائرات، وقذائف صاروخية دقيقة متوسطة المدى من طراز الفاتح- 110.

•بصورة عامة امتنع كل من سورية وحزب الله عن الرد على هذه الهجمات، لكن في عدد من المرات اتهم الأسد إسرائيل مباشرة بالمسؤولية عنها وهدّد بالرد. وفي العام 2014 قام حزب الله بهجوم في هضبة الجولان رداً على هجوم نسبه الحزب إلى إسرائيل وزعم أنه وقع في لبنان. لكن في جميع الحوادث التي، بحسب التقارير، وقعت فيها الهجمات داخل سورية، فضّل جميع الأطراف المحافظة على "هامش الإنكار"، فلم تكن إسرائيل تتطرق مباشرة إلى الهجمات وكان في إمكان الأسد وحزب الله الاستمرار في ضبط نفسيهما. وفي تقدير إسرائيل أنه في الظروف الحالية للحرب الأهلية في سورية، سيفضل الأسد وحزب الله الامتناع عن التصعيد، والظاهر أن سياسة الإنكار تخدم هذا الهدف.

•يتعيّن على إسرائيل أن تكون واعية لمحاولات تغيير قواعد اللعبة، وعليها أن تواصل سياستها الحكيمة في الامتناع عن التدخل مباشرة في الحرب الأهلية في سورية، لكن مع المحافظة بشدة على مصالحها. 

•إن تدمير قافلة السلاح على افتراض أن إسرائيل هي من فعل ذلك بحسب تقارير أجنبية، هو رسالة واضحة مفادها أنه حتى في الظروف الحالية، مع الوجود العسكري الروسي ونجاحات تحالف الأسد، فإن إسرائيل ستعمل بحزم وفاعلية للدفاع عن أمنها. وقد جرى التعبير بنجاح عن هذه السياسة قبل أيام معدودة ضد فرع تنظيم داعش في جنوب هضبة الجولان.