مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
أيزنكوت: حزب الله يشكل التهديد الرئيسي لإسرائيل
نتنياهو: أوضحت لبوتين أن إسرائيل لن تتوقف عن قصف أهداف في سورية كلما استدعت الحاجة
رئيس الموساد: إيران مع نظام الملالي ستبقى أكبر تهديد لإسرائيل
الرئيس السابق للموساد: التهديد الوجودي الوحيد الماثل أمام إسرائيل هو الخطر الديموغرافي
اعتقال مدير فرع جمعية خيرية تركية في غزة بشبهة التعاون مع كتائب القسام
مقتل شاب فلسطيني وإصابة آخرين من جراء قصف مدفعي إسرائيلي استهدف جنوب قطاع غزة
طلب التماس إلى المحكمة العليا لإسقاط صفقة الادّعاء مع عضو الكنيست السابق باسل غطاس
مقالات وتحليلات
إسرائيل والصين: نحو شراكة ابتكارية شاملة
الجبهة الشمالية: بين إحباط تزايد قوة حزب الله والتدهور إلى تصعيد
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 22/3/2017
أيزنكوت: حزب الله يشكل التهديد الرئيسي لإسرائيل

قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت إن حزب الله يشكل التهديد الرئيسي لدولة إسرائيل على الرغم من الأزمة الداخلية والاقتصادية التي يعاني منها. 

وأضاف أيزنكوت في سياق كلمة ألقاها أمام "مؤتمر الأمن والاستراتيجيا" الذي عقد في الكلية الأكاديمية نتانيا [شمال إسرائيل] أمس (الثلاثاء) إحياء لذكرى مرور عام على وفاة رئيس جهاز الموساد السابق مئير داغان، أن هناك تهديدات أخرى محدقة بإسرائيل هي سورية وغزة وسيناء ويهودا والسامرة [الضفة الغربية] وإيران لكنها أقل خطورة من تهديد حزب الله.

وأشار أيزنكوت إلى أن الأسلحة المتطورة التي قد تمتلكها منظمات "إرهابية" من جراء تفكك الكيانات السياسية في منطقة الشرق الأوسط تشكل أيضاً تهديداً خطراً لإسرائيل. 

وتوقع أيزنكوت أن تواصل روسيا تدخلها في المنطقة وخصوصاً في سورية خلال السنوات المقبلة. وأشار إلى أن إسرائيل قامت في السنوات الست الأخيرة بممارسة سياسة صحيحة جداً تتمثل بعدم التدخل العلني في الحرب الأهلية الدائرة في سورية إلى جانب الحفاظ على مصالحها، وأكد أن لإسرائيل مصلحة في أن يستمر هذا الواقع سنوات كثيرة.

 

وقال أيزنكوت إن إسرائيل تواجه تهديداً جديداً يتمثل بالحرب في الفضاء الإلكتروني، ويتسبب بإحداث تغييرات في الاستعدادات على المستويين السياسي والعسكري. وأشار إلى أن قيادة الجيش قامت بتغييرات كبيرة داخل الجيش في ما يتعلق بالقدرة الدفاعية وجمع المعلومات الاستخباراتية والهجوم، وذلك انطلاقاً من إدراكها أن هذا التهديد في الفضاء الإلكتروني سيتطور.

 

"يسرائيل هيوم"، 22/3/2017
نتنياهو: أوضحت لبوتين أن إسرائيل لن تتوقف عن قصف أهداف في سورية كلما استدعت الحاجة

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه أوضح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن إسرائيل لن تتوقف عن قصف أهداف في سورية كلما استدعت الحاجة.

وجاءت أقوال نتنياهو هذه في تصريحات أدلى بها أمس (الثلاثاء) إلى صحافيين إسرائيليين مرافقين له خلال زيارته الحالية إلى الصين، ونفى فيها أيضاً أن تكون موسكو وضعت قيوداً جديدة على سياسة إسرائيل المتعلقة بقصف أهداف في سورية. 

وقال نتنياهو: "كما كان في السابق، عندما نحصل على معلومات استخباراتية تستدعي تنفيذ قصف سوف نقوم بذلك. هذا ما كان وهذا ما سيكون في المستقبل".

وأكد نتنياهو أنه خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الروسي، أوضح أن إسرائيل سوف تستمر في قصف شحنات السلاح إلى حزب الله في لبنان. 

 

ورفض نتنياهو التعقيب على قيام وزارة الخارجية الروسية باستدعاء السفير الإسرائيلي في موسكو في إثر الغارة الجوية التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي في سورية يوم الجمعة الفائت. وهذه هي المرة الأولى التي تستدعي موسكو السفير الإسرائيلي بالرغم من شن العديد من الغارات في سورية منذ التدخل الروسي.

 

"معاريف"، 22/3/2017
رئيس الموساد: إيران مع نظام الملالي ستبقى أكبر تهديد لإسرائيل

قال رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين إنه ما دام نظام الملالي مسيطراً على الحكم في إيران فستبقى هذه الدولة أكبر تهديد بالنسبة لإسرائيل بغض النظر عن الاتفاق النووي الموقع معها.

وأضاف كوهين في سياق كلمة ألقاها أمام "مؤتمر الأمن والاستراتيجيا" الذي عقد في الكلية الأكاديمية نتانيا [شمال إسرائيل] أمس (الثلاثاء) بمناسبة إحياء ذكرى مرور عام على وفاة رئيس جهاز الموساد السابق مئير داغان، أن إيران وحزب الله وحركة "حماس" وغيرها من التنظيمات "الإرهابية" لم تتخل عن نزعتها العدوانية وأكد ضرورة أن تعمل أجهزة الأمن على قهرها. 

وأشار رئيس الموساد إلى أن منطقة الشرق الأوسط تتغير بسرعة، ولفت إلى أن التهديدات أصبحت جلية وصعبة لكنه في الوقت عينه أكد وجوب البحث عن فرص لإقامة تعاون والتوصل إلى تفاهمات وسلام. 

وأوضح أنه لم يكن بإمكان الموساد التكهن بالتغيرات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وما تزال تشهدها، وأشار إلى أن الربيع العربي تحوّل إلى شتاء متجهّم إذ إن دولاً مثل ليبيا والعراق وسورية لم تتفكك بشكل مطلق. وقال إن الوضع يشبه رقاص الساعة الذي ما يزال يتحرك ولم يتوقف بعد عند نقطته النهائية.

 

"يديعوت أحرونوت"، 22/3/2017
الرئيس السابق للموساد: التهديد الوجودي الوحيد الماثل أمام إسرائيل هو الخطر الديموغرافي

قال رئيس الموساد السابق تامير باردو إن التهديد الوجودي الوحيد الماثل أمام إسرائيل هو الخطر الديموغرافي، وأكد أنه أشبه بقنبلة موقوتة تعمل كل الوقت ومنذ فترة طويلة وأن قادة إسرائيل اختاروا بصورة غير مألوفة دفن رؤوسهم عميقاً في الرمل وتغذية أنفسهم بحقائق بديلة والهروب من الواقع من طريق اختراع تهديدات خارجية متنوعة.

وأضاف باردو في سياق كلمة ألقاها أمام "مؤتمر الأمن والاستراتيجيا" الذي عقد في الكلية الأكاديمية نتانيا [شمال إسرائيل] أمس (الثلاثاء) إحياء لذكرى مرور عام على وفاة رئيس جهاز الموساد السابق مئير داغان، أنه في المنطقة الواقعة بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن يسكن أبناء ديانتين هم اليهود والمسلمون وعددهم متشابه تقريباً، وأكد أنه في مواجهة هذا الواقع الديموغرافي حان الوقت كي تتوقف دولة إسرائيل عن دفن الرأس في الرمل وتختار ما هو الأفضل بالنسبة لها وأي دولة تريد. 

وشدّد باردو على أن المخاطرة التي تحملها مؤسس إسرائيل ديفيد بن غوريون لدى إعلان إقامة الدولة سنة 1948 أقل بعشرات المرات من المخاطر الماثلة أمامها الآن والتي تتعلق بقرارات مطلوب اتخاذها. كما شدّد على أن مفتاح سير الدولة في الاتجاه الصحيح يستلزم قيادة شجاعة تكون مستعدة لمواجهة الواقع غير البسيط وقيادته نحو طريق جديد.

 

وقال باردو إن الفلسطينيين في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] يعيشون تحت احتلال فرضته دولة إسرائيل بعد حرب الأيام الستة [حرب حزيران/ يونيو 1967] وما يزال على حاله. كما أشار إلى أنه بالرغم من الانسحاب [الأحادي الجانب] من قطاع غزة، فإن المسؤولية عن كل ما يحدث في القطاع ما تزال بيد إسرائيل.

 

"يسرائيل هيوم"، 22/3/2017
اعتقال مدير فرع جمعية خيرية تركية في غزة بشبهة التعاون مع كتائب القسام

سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الثلاثاء) بنشر نبأ قيام جهاز الأمن العام الإسرائيلي ["الشاباك"] الشهر الفائت باعتقال مدير فرع غزة التابع لجمعية "تيكا" الخيرية التركية محمد مرتجى (40 عاماً) للاشتباه فيه بأنه تعاون خلال 8 سنوات مع كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة "حماس"، كما قام باستغلال موارد الفرع وأمواله المخصصة لمشروعات إنسانية من أجل مساعدة الكتائب.

وذكر بيان صادر عن جهاز "الشاباك" أن من بين الشبهات المنسوبة إلى مرتجى إنتاج وسائل قتالية وتصنيع عبوات ناسفة وحفر الأنفاق وتخزين وسائل قتالية في منزله. 

وأضاف البيان أنه اتضح من التحقيق مع مرتجى أنه استغل سفره عن طريق إسرائيل بقصد الحصول على معلومات عسكرية تساعد حركة "حماس" على تحسين دقة الصواريخ التي تطلقها الحركة في إصابة أهداف إسرائيلية. 

 

وتنشط منظمة "تيكا" في غزة بإذن من الحكومة التركية. 

 

"يديعوت أحرونوت"، 22/3/2017
مقتل شاب فلسطيني وإصابة آخرين من جراء قصف مدفعي إسرائيلي استهدف جنوب قطاع غزة

قالت مصادر فلسطينية في قطاع غزة إن شاباً فلسطينياً قتل الليلة قبل الماضية من جراء قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مجموعة من الشبان لدى محاولتهم التسلل إلى إسرائيل شرق رفح في جنوب القطاع.

وأكد الناطق بلسان وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أن القصف الإسرائيلي أسفر أيضاً عن إصابة شابين آخرين بجروح.

وأضاف أن الشاب القتيل هو يوسف شعبان أبو عاذرة (18 عاماً) من سكان مخيم الشابورة في رفح.

وتعقيباً على ذلك قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إنه تم رصد 3 فلسطينيين بالقرب من السياج الأمني الفاصل جنوب القطاع. وأضاف أن إحدى الدبابات أطلقت عدة قذائف باتجاههم بعد الاشتباه بهم بزرع عبوات ناسفة في تلك المنطقة وتمت ملاحظة إصابتهم.

واعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] الليلة قبل الماضية 5 أشخاص من سكان مخيم الجلزون بالقرب من رام الله بشبهة إلقاء زجاجات حارقة وحجارة باتجاه قوات الأمن في المنطقة خلال السنة الفائتة ومطلع السنة الحالية.

وضبطت قوة من الجيش الإسرائيلي الليلة قبل الماضية كمية من الأسلحة والوسائل القتالية كانت سرقت من قواعد تابعة للجيش الإسرائيلي. وقالت مصادر في قيادة الجيش إنه تم ضبطها بعد اعتقال 3 أشخاص من سكان قرية تياسير بالقرب من طوباس حاولوا المتاجرة بها.

واعتقلت قوة من حرس الحدود الليلة قبل الماضية شاباً فلسطينياً بشبهة إلقاء عبوة ناسفة باتجاه حاجز الجلمة العسكري شمالي جنين من دراجة نارية مسرعة كان يركبها مع شاب فلسطيني آخر. ولم يصب أي من الجنود المرابطين في الحاجز بأذى. 

 

وأعلنت سلطات الجيش الإسرائيلي اعتقال 12 مطلوباً فلسطينياً في أنحاء الضفة الغربية الليلة قبل الماضية وفجر أمس (الثلاثاء) بشبهة الضلوع في نشاطات "إرهابية" والمشاركة في أعمال شغب عنيفة.

 

"يسرائيل هيوم"، 22/3/2017
طلب التماس إلى المحكمة العليا لإسقاط صفقة الادّعاء مع عضو الكنيست السابق باسل غطاس

قدّمت جمعية يمينية يهودية أمس (الثلاثاء) طلب التماس إلى المحكمة الإسرائيلية العليا تطلب فيه إسقاط صفقة الادعاء المتفق عليها بين النيابة الإسرائيلية العامة وعضو الكنيست السابق من حزب بلد [التجمع الوطني الديمقراطي] في القائمة المشتركة باسل غطاس. 

وقال رؤساء الجمعية إن التسوية التي توصل إليها الطرفان تنال من المصلحة العامة وتسيء إلى ثقة الجمهور بالجهاز القضائي وتضر بمبدأ المساواة. 

وتقضي صفقة الادعاء بأن يعترف غطاس بتهريب هواتف خليوية إلى سجينين أمنيين فلسطينيين، وفي مقابل ذلك تكتفي النيابة بفرض عقوبة السجن الفعلي عليه لمدة عامين.

 

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"مباط عال"، العدد 906، 19/3/2017
إسرائيل والصين: نحو شراكة ابتكارية شاملة
متان فيلناي وأساف أوريون وغاليا لافي - باحثون في معهد دراسات الأمن القومي

•بعد 25 عاماً على الإعلان عن إقامة علاقات دبلوماسية بين الصين وإسرائيل [في كانون الثاني/يناير 1992]، يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الصين في زيارة رسمية تستغرق يومين (في 20 و21 آذار/ مارس) هي الثانية له خلال رئاسة "شي جين بينغ" للصين. وتجري هذه الزيارة على خلفية تنامي العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والصين؛ واهتمام الصين المتزايد في منطقة الشرق الأوسط؛ والدينامية المتصاعدة بين القوى العالمية الثلاث [الولايات المتحدة، الصين وروسيا] في مستهل عهد دونالد ترامب. وهذه مناسبة جيدة لدرس نموّ العلاقات الإسرائيلية - الصينية منذ زيارة نتنياهو السابقة في عام 2013، والاتجاه الذي يمكن أن تسلكه هذه العلاقات.

•ومن الأفضل إجراء هذا التحليل ضمن إطار نظرة أشمل على مصالح الصين في منطقة الشرق الأوسط وعلى سياستها الشرق أوسطية. في ضوء سياسة الصين المعلنة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ونفورها الحذر من المخاطر، فإن معظم النشاط الصيني في منطقة الشرق الأوسط هو نشاط ذو طابع اقتصادي. تدخّل الصين السياسي في المنطقة هامشي، ووجودها العسكري الضئيل موقوف على المشاركة في بعثات قوات حفظ السلام. أكثر من نصف واردات الصين من النفط الخام تأتي من منطقة الشرق الأوسط، وفي إطار "مبادرة حزام واحد وطريق واحد" (One Belt One Road-OBOR) تستثمر الصين بكثافة في تطوير البنى التحتية للنقل البري والبحري، مثل: طرق، وسكك حديد، وموانئ بحرية. وتهدف المبادرة إلى ربط الصين بأسواق أوروبية وأفريقية، وتمول جزئيا من قِبل "البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية" (AIIB)، الذي انضمت إليه إسرائيل بمجرد تأسيسه. وفي عام 2015 وحده استثمرت الصين ما يقارب 5,7 مليار دولار في مشاريع بنى تحتية في الشرق الأوسط وأفريقيا. وفي عام 2016 قفز هذا المبلغ إلى 21,5 مليار دولار. وتشارك الصين في مشاريع بنى تحتية في إسرائيل، مثل حفر "أنفاق الكرمل"، وتنفيذ مشروع "القطار الخفيف" في تل أبيب، وتوسيع ميناءي أسدود وحيفا. كما بدأت تنخرط في مجال تشييد المباني السكنية. 

•وبالإضافة إلى هذه الاستثمارات، اهتمام الصين الرئيسي المعلن في إسرائيل هو في مجال الابتكار. ومن وجهة نظر الصين، تتميز إسرائيل على صغر حجمها بإنجازاتها العلمية وعدد الشركات الناشئة وعدد الحائزين على جائزة نوبل. ونظرا لحاجة الصين الماسة لتقنيات متطورة وحلول ابتكارية لتركيبتها السكانية الكبيرة الشائخة، تستثمر الصين في صناعات إسرائيل في مجالات التكنولوجيا العالية والزراعة والغذاء والمياه والتكنولوجيا الطبية والتكنولوجيا الحيوية. ووفقاً لتقديرات وزارة الاقتصاد، بلغ مجموع استثمارات الصين في إسرائيل عام 2015 أكثر من نصف مليار دولار. كما تشجع الصين إقامة منشآت إسرائيلية ابتكارية في الصين، مثل مشروع "مدينة المياه شوغوانغ"، الذي يشمل استخدام تقنيات مياه إسرائيلية. ومشروع إقامة معهد أكاديمي تكنولوجي في "مقاطعة غواندونغ" بمساعدة معهد "التخنيون"، الممول بمبلغ تبرع به الملياردير الصيني "لي كا شينج" يبلغ 130 مليون دولار، هو مثال على الدور الذي يلعبه رجال أعمال صينيون في تشجيع العلاقات الثنائية. وبالفعل، منذ عام 2013، استقبلت إسرائيل عدة وفود من قطاع الأعمال الصيني ضمت مهتمين بالابتكار في مجالات تحظى بأولوية واهتمام الحكومة الصينية، وفي عام 2016 وحده أصدرت السفارة الإسرائيلية في "بكين" أكثر من عشرة آلاف تأشيرة فيزا لرجال أعمال صينيين.  

•إن تركيز الصين على الجانب الاقتصادي مناسب لإسرائيل التي تربطها بالولايات المتحدة علاقة استراتيجية تشكل حجر الزاوية لسياسة الأمن القومي الإسرائيلي. فعلاقات إسرائيل السابقة مع الصين في مجال الأمن [تصدير أنظمة أسلحة تتضمن مكونات أميركية حساسة ] سببت توتراً بلغ حد الأزمة أحياناً مع الولايات المتحدة، ومن هنا حرصت إسرائيل منذ العقد الماضي على التركيز في علاقاتها مع الصين على الصعد الاقتصادية. وبناء على ذلك، واستكمالا لزيارة نتياهو السابقة للصين، تقرر أن تبذل الحكومة جهداً جامعاً لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والصين للتوصل إلى تحقيق الطاقة الاقتصادية الكامنة في العلاقات الثنائية، وفعلا، ارتفع حجم التبادل التجاري من 8 مليار دولار عام 2013 إلى 11 مليار دولار عام 2016. وكما هو الحال مع العديد من الشركاء التجاريين للصين في كافة أنحاء العالم، تتاجر إسرائيل مع الصين بعجز: فقد بلغ العجز التجاري الإسرائيلي مع الصين نحو 3,386 مليار دولار في عام 2015، أي بزيادة نسبتها 12%  قياسا لعام 2010.    

•ونظراً للنمو الملفت في العلاقات الاقتصادية بين الدولتين، يمثل ضعف إسرائيل النسبي على صعيد البحث الأكاديمي والتطبيقي حول الصين الحديثة وعدم توفر قاعدة معلومات ضرورية لاتخاذ قرارات سليمة، إخفاقاً مدوّياً. ومن أجل نمو مستمر مسؤول وفعلي قائم على صياغة سياسة عامة وتطوير علاقات تجارية منتجة واسعة النطاق ولديها إمكانات طويلة الأمد، تحتاج الحكومة الإسرائيلية والسوق الإسرائيلي إلى مزيد من الخبراء في شؤون الصين الحديثة في جملة موضوعات مثل الاقتصاد وإدارة الأعمال والقانون والعلاقات الخارجية وغيرها. وندرة الخبراء بهذه الموضوعات في الوزارات الحكومية والأوساط الأكاديمية تعرقل التطور المتصاعد للعلاقات الاقتصادية.

•تجسد علاقات إسرائيل والصين طاقة نمو ملفتة بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي ينبغي زيادتها إلى الحد الأعلى الممكن مع الحرص الشديد على صون علاقة إسرائيل الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية. والهدف من زيارة نتنياهو القادمة هو تحديد العلاقات بين إسرائيل والصين بوصفها "شراكة ابتكارية شاملة"، وهو تعريف يعبر عن فهم الجانبين لمركز الثقل في علاقاتهما. ومن الواضح أن الطرفين اتفقا على هذا التعريف، تجنباً لإطلاق صفة "استراتيجية" على شراكتهما على خلفية علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة من جهة، وعلاقة الصين مع دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط من جهة أخرى.  

•وفي هذا السياق، ما يلي توصيات مقترحة بالنسبة لأهداف زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي المقبلة للصين: 

على الصعيد الثنائي:

1.مواصلة تعزيز الظروف المثلى لتوسيع نطاق التعاون في المجالات الهامة للصين التي تتمتع فيها بأفضلية نسبية، مثل التكنولوجيا العالية والابتكار، الزراعة والغذاء، تكنولوجيا المياه، التكنولوجيا الطبية وتكنولوجيا علم الأحياء (biology).

2.أن تُشمل إسرائيل بمبادرة حزام وواحد وطريق واحد (OBOR): تشجيع مزيد من الاستثمارات الصينية في مشاريع بنية تحتية في إسرائيل، واقتراح حلول إسرائيلية ومشاركة في مجالات ريادية على صلة بتعزيز المبادرة، مثل الأمن ومكافحة الإرهاب والاتصالات.

3.التشديد على أهمية زيارة زعيم صيني كبير لإسرائيل (مثل الرئيس نفسه أو رئيس الوزراء)، وذلك في ضوء الفجوة الصارخة على مستوى التمثيل في زيارات الصين الرسمية لإسرائيل مقارنة مع زيارات صينية رسمية لدول إقليمية أخرى.

4.توسيع تبادل وفود كبار رجال الأعمال وتشجيع زيارات كبار أعضاء مجتمع الأعمال الصيني لإسرائيل.

5.تعزيز المعرفة والتعلم المتبادل الرامي إلى تسريع نموّ العلاقات (أن تدرس الصين إسرائيل، وأن تدرس إسرائيل الصين وتوسيع الحوار بين مراكز الأبحاث ومجموعات التفكير) بتشجيع من الحكومة (عن طريق صندوق مشترك، وحوافز، وتخصيص ميزانية، واستثمارات).

وعلى الصعيد الإقليمي:

•بينما تمتلك الصين القدرة المثبتة وفائض العرض على تشييد بنى تحتية اقتصادية وللنقل، وعلى التنمية والتطوير، ويوجد طلب كبير على هذه القدرات تحديدا في منطقة الشرق الأوسط، يشكل عدم الاستقرار الأساسي وانعدام الأمن في المنطقة عقبتين أمام انخراط الصين في مثل هذه النشاطات في المنطقة. إسرائيل جزيرة من الاستقرار والأمن في المنطقة، وانطلاقاً من ذلك، التوصيات هي ما يلي:

1.تشجيع الصين على المساعدة في تعزيز العلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية من خلال استثمار ودعم مشاريع بنى تحتية في مناطق السلطة الفلسطينية وقطاع غزة بمباركة إسرائيل وضمانها للأمن وإرساء "سلام اقتصادي" مع الفلسطينيين. ومن بين عدة أمور أخرى، يمكن تشييد بنى تحتية من شأنها أن تقدم خدمات لقطاع غزة (أيضاً على أراضي إسرائيلية، يمكن إدراجها ضمن تبادل أراض في المستقبل)، مثل الطاقة المتجددة والبنى التحتية للنقل البحري ومحطات تحلية مياه البحر. وفي الضفة الغربية: بنى تحتية للنقل البري ومناطق صناعية وتجارية (تشمل التكنولوجيا العالية) وهلم جرا. 

2.سياسة الصين في منطقة الشرق الأوسط لديها قدرة مثبتة على إقامة علاقات مثمرة مع مجموعة من اللاعبين في المنطقة، بل وحتى على الحفاظ على علاقات طيبة في آن معا مع أعداء مريرين (إيران والعربية السعودية؛ إسرائيل). وعلى أساس من ذلك، من المناسب دعم مبادرات مشتركة للصين وإسرائيل ودول براغماتية، من أجل تعظيم إمكانات راهنة أو كامنة، من شأنها إظهار الصين بوصفها لاعباً هاماً في تعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال استراتيجيا اقتصادية تنطوي على مخاطر محدودة. 

3.الإعراب عن القلق إزاء علاقات الصين مع إيران في المجال العسكري (زيارات كبار المسؤولين [لإيران]، التعاون العسكري، وعلى وجه التحديد المساعدة الصينية للصناعات العسكرية في إيران)، ما دامت إيران تواظب على التزامها تدمير إسرائيل، وتدعم الإرهاب، وتسعى لامتلاك أسلحة نووية. ويتعين التشديد على أن نماذج صواريخ إيرانية معدلة عن أنظمة صواريخ صينية، مثل الصاروخ المضاد للسفن من طراز C802، تصل إلى منظمات إرهابية مثل حزب الله والمتمردين الحوثيين في اليمن، وتؤدي في نهاية المطاف إلى إصابة سفن بحرية تابعة لشركاء الصين الآخرين في المنطقة، بمن فيهم إسرائيل، والعربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة. 

•وفي الختام، لا ريب أن الصين لاحظت مدى قرب رئيس الوزراء نتنياهو من الرئيس [دونالد] ترامب وإمكانية وصوله إلى الرئيس بوتين. وبينما تسعى الصين لتلمس المسارب المؤدية إلى البيت الأبيض وثلاثي القوى العالمية منخرط في عمليات إعادة هندسة مليئة بالتوتر، من المناسب لإسرائيل أن تختبر بدقة إمكانية تقديم مساهمة متواضعة في نقل الرسائل وفي الوساطة السرية بين هذه القوى. 

 

"يديعوت أحرونوت"، 22/3/2017
الجبهة الشمالية: بين إحباط تزايد قوة حزب الله والتدهور إلى تصعيد
عاموس يادلين - مدير معهد دراسات الأمن القومي

•حدثان في الأسبوع الماضي يثيران النقاش من جديد بشأن سياسة إسرائيل في مواجهة ما يحدث في الجبهة الشمالية. بدايةً هناك الهجوم في عمق أراضي سورية الذي أدى إلى إطلاق الجيش السوري صاروخ SA5 البعيد المدى الذي اعترضته منظومة حيتس الإسرائيلية. وفي ما بعد تحدثت تقارير عن هجوم إسرائيلي آخر قتل فيه مسؤول كبير في ميليشيا يدعمها نظام الأسد وحزب الله.

•ويعتبر هذان حدثين بارزين على خلفية الخيار الإسرائيلي الثابت منذ العام 2011 بعدم التدخل في الحرب الأهلية السورية. لقد اعتمدت إسرائيل حتى الآن سياسة تحديد خطوط حمراء والتحرك عند الحاجة لدى تجاوزها. على المستوى التكتيكي، تألفت سلة الردود من هجوم على مصادر إطلاق النار على إسرائيل؛ هجوم على الجيش السوري الذي لم يمنع إطلاق النار؛ وضرب تنظيمات إرهابية يوجّهها ويموّلها حزب الله وإيران في هضبة الجولان السورية.

•على المستوى الاستراتيجي، خاض الجيش الإسرائيلي، وفقاً لمصادر أجنبية، معركة ضد ازدياد تسلح حزب الله بعناصر قوة عسكرية نوعية: بطاريات صواريخ أرض- جو متطورة من صنع روسي، صواريخ باليستية دقيقة من صنع إيران، صواريخ بر - بحر متطورة وغير ذلك.

•جرت هذه المعركة مع محاولة الموازنة بين الفوائد الكامنة في ضرب تعاظم قوة حزب الله ومخاطر التصعيد التي ينطوي ذلك عليها. وحرصت إسرائيل على المحافظة على الغموض انطلاقاً من تقديرها أنها بهذه الطريقة تقلل من احتمالات رد حزب الله أو نظام الأسد. 

•إن ما ساعد العمليات الإسرائيلية الذوبان في الضجة العامة للحرب الأهلية السورية هو الهجمات التي لم تتوقف لسلاح الجو الروسي والأميركي والتركي. واعتراف إسرائيل في الأسبوع الماضي بالهجوم لا يعبّر عن سياسة جديدة، بل ما فرضه هو إطلاق صاروخ "حيتس" الذي لا يمكن إخفاؤه.

•إنما على الرغم من ذلك، فإن المقاصد التي تتشكل في سورية حالياً تتطلب تحديث السياسة الإسرائيلية في ظل المتغير الأكثر أهمية وهو الوجود والهيمنة العسكرية الروسية في سورية، وهذا ما ساعد بالإضافة إلى دعم إيران، في استعادة النظام السوري قوته وإعادة بناء ثقته بنفسه.

•في هذا السياق يتعين على إسرائيل أن توضح مجدداً أهدافها الاستراتيجية، وأن تتفحص بصورة مستمرة وعميقة الفائدة من تحركاتها مقابل مخاطر التصعيد غير المرغوب فيه. إن المكون الأساسي هو ترسيخ الردع وتعزيزه، ويتعين على إسرائيل أن توضح للبنان وسورية أن وضع أراضيهما وبناهما التحتية في خدمة البنية التحتية الإرهابية التابعة لإيران وحزب الله معناه تعريض الجيش والنظام والبنى الوطنية في هاتين الدولتين مستقبلاً إلى ضربة قاسية. 

•في موضوع تعاظم قوة حزب الله، المطلوب هو تقدير محدّث يجيب على السؤال: هل الهجمات [الإسرائيلية] تعرقل عملية بناء قوة هذا التنظيم بصورة تبرر مخاطر التصعيد: إذا كانت الفائدة من الهجمات ضد تعاظم قوة حزب الله ضئيلة، فربما تكون مخاطر التصعيد غير مبررة؛ لكن إذا كانت كبيرة فيمكن حينها الاستمرار في ضرب تزوّد حزب الله بسلاح نوعي.

•وبالنسبة إلى منع نشوء بنية إرهابية في الجولان، فإنه على أساس من استخبارات نوعية يجب العمل ضد بنى إرهابية تديرها إيران وحزب الله أو النظام السوري في هضبة الجولان. يجب المحافظة على الهدوء في الجولان كما استمر على حدود إسرائيل مع لبنان منذ سنة 2006، وممنوع فتح جبهة إرهابية في الجولان السوري.

 

•وعلى صعيد المدماك الاستراتيجي العميق، فإن الهدف السياسي والعسكري المهم بالنسبة لإسرائيل هو منع تمركز إيران في سورية. إن إنشاء قواعد جوية أو بحرية إيرانية في سورية هو بمثابة منعطف استراتيجي سلبي، ويجب أن نبذل كل ما في وسعنا لمنعه. والأداة الأكثر نجاعة للقيام بذلك هي الحوار مع الكرملين وتوضيح الخطر على الاستقرار في سورية مع وجود إيراني من جهة، الحوار مع إدارة ترامب التي يمكن أن تتوصل إلى صفقة شاملة مع روسيا، من جهة أُخرى. ويجب في أي صفقة من هذا النوع ضمان المصلحة الإسرائيلية في إبعاد إيران عن سورية.