مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
تدشين منظومة "مقلاع داود" المضادة للصواريخ متوسطة المدى
بينت: السياسة التي تم الاتفاق عليها مع الولايات المتحدة بخصوص أعمال البناء في المستوطنات خطأ تاريخي وتفويت استراتيجي
ليبرمان: لا يوجد أي تغيير في سياسة إسرائيل تجاه "حماس"
إصابة جندي من حرس الحدود ومستوطنين إسرائيليين في عملية طعن في القدس
إدانات عربية وعالمية لقرار إقامة مستوطنة جديدة في الضفة لمستوطني بؤرة "عمونه"
هيرتسوغ يتوقع انهيار الائتلاف الحكومي لمعاناته تصدعات خطرة
مقالات وتحليلات
المنظومة الجديدة لاعتراض الصواريخ المتوسطة المدى: تحسن كبير لكنها لا توفّر دفاعاً مطلقاً • دخول منظومة الدفاع الجوي
خمس ملاحظات على ميثاق "حماس" الجديد
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 3/4/2017
تدشين منظومة "مقلاع داود" المضادة للصواريخ متوسطة المدى

أقيمت مساء أمس (الأحد) في إحدى قواعد سلاح الجو الإسرائيلي مراسم تدشين منظومة "العصا السحرية" المضادة للصواريخ متوسطة المدى التي ستُسمى من الآن فصاعداً "مقلاع داود".

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في سياق الكلمة التي ألقاها خلال مراسم التدشين، إن هذه المنظومة التي تنضم إلى منظومات سابقة مضادة للصواريخ مثل "القبة الحديدية" و"حيتس" تشكل دعامة كبيرة لقوة دولة إسرائيل. 

وأشار نتنياهو إلى أن "مقلاع داود" تطوير إسرائيلي أصلي إذ إنها تتضمن تكنولوجيا خارقة، وأكد أن إسرائيل تبقى رائدة في العالم في هذا المجال.

وشدّد رئيس الحكومة على أنه بالرغم من الأهمية التي يوليها للقدرات الدفاعية للدولة فإنه يتعهد باستباق ضرب كل من يسعى إلى المساس بإسرائيل والقضاء على كل من يهدّد وجودها.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في مراسم التدشين إنه بواسطة هذه المنظومة يمكن الردّ على أي تهديد، وأشار إلى أن هناك قوى في العالم ما تزال تسعى لاستهداف إسرائيل والقضاء عليها.

وكان نتنياهو أدلى بتصريحات إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية ظهر أمس، أشار فيها إلى أن منظومة "مقلاع داود" ستدخل إلى الخدمة بعد ظهر أمس. وأكد أن الحكومة ملتزمة بشكل مطلق بضمان أمن السكان الإسرائيليين، وأنها في هذا السياق تعمل بشكل ممنهج على تعزيز قدرات إسرائيل الهجومية ضد أعدائها وبالتساوي تعمل أيضاً بشكل ممنهج على تعزيز قدراتها الدفاعية.

 

وأشار رئيس الحكومة إلى أن إدخال منظومة "مقلاع داود" لاعتراض الصواريخ إلى الخدمة يعتبر بشرى مهمة، وإلى أن جميع السكان الإسرائيليين شاهدوا الإنجاز المهم الذي تمثل باستخدام منظومة "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى خلال الحرب الأخيرة في غزة [2014] بالإضافة إلى تطوير منظومة "حيتس" لاعتراض الصواريخ الاستراتيجية بعيدة المدى ووسائل أخرى. وقال إن منظومة "مقلاع داود" تعترض الصواريخ متوسطة المدى وتحمل أهمية هائلة بالنسبة لأمن إسرائيل وحماية الجبهة الداخلية.

 

"هآرتس"، 3/4/2017
بينت: السياسة التي تم الاتفاق عليها مع الولايات المتحدة بخصوص أعمال البناء في المستوطنات خطأ تاريخي وتفويت استراتيجي

انتقد وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينت [رئيس "البيت اليهودي"] السياسة التي قال إنه تم الاتفاق عليها مع الولايات المتحدة بخصوص أعمال البناء في مستوطنات المناطق [المحتلة]، معتبراً إياها خطأ تاريخياً وتفويتاً استراتيجياً للفرصة.

وأضاف بينت في تغريدة نشرها على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" الليلة الماضية، أن هذه السياسة ما هي إلا عودة إلى مبدأ الدولتين الذي لن يفضي إلى أي نتيجة سوى إلى المزيد من الإحباط.

وردّ حزب الليكود على هذا الانتقاد بالقول إنه يجدر ببينت ألاً يقدم المواعظ لرئيس الحكومة إذ إنه هو نفسه خضع للضغوط من قبل جمعيات يسارية وتجاهل التحريض في المدارس العربية.

وجاء ذلك كله تعقيباً على تصريحات أدلى بها مسؤول رفيع في السلطة الفلسطينية أمس (الأحد) وقال فيها إن النقاش الدائر الآن بين إسرائيل والإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب يتناول موضوع الاستيطان ومخاطره على حل الدولتين. 

وأضاف هذا المسؤول أن واشنطن تفهمت تماماً وجهة النظر الفلسطينية بهذا الشأن، وأشار إلى حدوث ما أسماه "نقلة نوعية" في توجهات الولايات المتحدة تجاه الصراع مع إسرائيل.

وعلمت صحيفة "هآرتس" من مصادر مطلعة أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أطلع أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية- الأمنية خلال الاجتماع الذي عقده هذا المجلس يوم الخميس الفائت، على أن إدارة ترامب تطالب إسرائيل بتقديم سلسلة من اللفتات والخطوات على أرض الواقع إلى الفلسطينيين بغية تحسين أوضاعهم الاقتصادية. وقال نتنياهو إن ترامب عاقد العزم على إنجاز صفقة تسوية إسرائيلية - فلسطينية وإنه من الأهمية بمكان أن تكون إسرائيل الطرف الذي يبدي حسن النية وألا تُظهر نفسها على أنها هي الجهة التي تفشل الخطوات الأميركية. وأضاف أنه ينوي الاستجابة للطلب الأميركي وتنفيذ هذه اللفتات التي قد يكون لها تأثير إيجابي على الاقتصاد الفلسطيني في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وقطاع غزة.

كما أطلع رئيس الحكومة المجلس الوزاري المصغر على أنه تقرر تقليص عمل لجنة التخطيط التابعة للإدارة المدنية التي تصادق على مشاريع البناء في المستوطنات، وأن هذه اللجنة ستنعقد مرة كل ثلاثة أشهر بدلاً من مرة في الأسبوع كما هي عليه الحال الآن.

وألمح نتنياهو خلال الاجتماع إلى أن البناء في مستوطنات القدس الشرقية لن يبقى كما كان في السابق، وشدّد على أنه لا بُد من العمل بحكمة وذكاء في هذا الشأن. 

 

كما أكد نتنياهو أنه سيفرض قيوداً على البناء في البؤر الاستيطانية غير القانونية، وأشار إلى أن أحد هذه القيود منع بناء أي بيت جديد في هذه البؤر والحفاظ على ما هو قائم.

 

"يديعوت أحرونوت"، 3/4/2017
ليبرمان: لا يوجد أي تغيير في سياسة إسرائيل تجاه "حماس"

قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] إنه لا يوجد أي تغيير في سياسة إسرائيل تجاه حركة "حماس".

وأضاف ليبرمان في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في ختام الاجتماع الذي عقده مع رئيس بلدية سديروت [جنوب إسرائيل] أمس (الأحد)، أن إسرائيل ليست بصدد البحث عن مغامرات ولكنها تدير سياسة الدفاع بمسؤولية وحزم.

وألمح ليبرمان إلى أن إسرائيل لا تقف وراء تصفية القيادي في حركة "حماس" مازن فقها، وقال إن هذه الحركة معروفة بتطرفها وبعمليات التصفية الداخلية.

من ناحية أخرى أكد المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية أودي آدم أن عملية بناء العائق المحيط بقطاع غزة تجري على قدم وساق. 

وتوقع آدم في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"] أمس، أن تنتهي عملية البناء أواخر السنة المقبلة. 

 

وكانت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة أشارت في الماضي إلى أن هذا العائق سيشمل سوراً تحت الأرض بالإضافة إلى سياج فوق الأرض على غرار السياج الذي أقيم في منطقة الحدود مع مصر.

 

"معاريف"، 2/4/2017
إصابة جندي من حرس الحدود ومستوطنين إسرائيليين في عملية طعن في القدس

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن جندياً من حرس الحدود ومستوطنين إسرائيليين أصيبوا بجروح بين طفيفة ومتوسطة في عملية طعن وقعت بعد ظهر أمس (السبت) في شارع الواد في البلدة القديمة من القدس الشرقية.

وأضاف البيان أن قوات الأمن الإسرائيلية أطلقت النار على مرتكب العملية فأردته قتيلاً. 

وقالت مصادر فلسطينية إن القتيل هو الشاب أحمد زاهر غزال (17 عاماً) من سكان منطقة نابلس. 

 

وأضافت هذه المصادر أنه بعد عملية الطعن اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية 20 فلسطينياً بينهم 17 تاجراً من البلدة القديمة في القدس.

 

"معاريف"، 2/4/2017
إدانات عربية وعالمية لقرار إقامة مستوطنة جديدة في الضفة لمستوطني بؤرة "عمونه"

أدان الأردن أمس (السبت) قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية- الأمنية يوم الخميس الفائت إقامة مستوطنة جديدة في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] لمستوطني البؤرة الاستيطانية غير القانونية "عمونه" التي أقيمت على أراض فلسطينية خاصة بالقرب من رام الله وتم إخلاؤهم منها بموجب قرار صادر عن المحكمة الإسرائيلية العليا. 

وقال وزير الإعلام الأردني محمد المومني إن هذا القرار يعدّ مساً خطراً بحقوق الفلسطينيين وخصوصاً حقهم في إقامة دولة مستقلة على حدود 1967، كما أنه يمهّد لتعزيز عناصر التطرف والإرهاب.

وأدانت مصر والجامعة العربية أيضاً قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر.

ورأى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن الهدف من هذه الخطوة عرقلة عملية سياسية تؤدي إلى حل الدولتين. وأضاف أن حكومة إسرائيل أصبحت أسيرة بيد المستوطنين المتطرفين حيث يتبنى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أجندتهم بالكامل.

وحذر مسؤول كبير في البيت الأبيض إسرائيل من تسريع وتيرة أعمال البناء في المستوطنات. 

وأوضح هذا المسؤول في تصريحات أدلى بها الليلة الماضية إلى وسائل إعلام، أن المستوطنات بحد ذاتها لا تشكل عائقا أمام السلام لكنه في الوقت عينه أشار إلى أن أعمال البناء غير المنضبطة لا تساهم في دفع عملية السلام إلى الأمام.

وحول قرار إقامة مستوطنة جديدة لمستوطني بؤرة "عمونه"، قال المسؤول الأميركي إن هذا عهد قطعه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لهؤلاء المستوطنين قبل تولي الرئيس دونالد ترامب مهمات منصبه. وأضاف أن نتنياهو أبلغ ترامب أنه سيفي بهذا العهد. وأشار إلى أن حكومة إسرائيل أعلنت أنها ستنتهج سياسة تأخذ في الحسبان موقف الرئيس ترامب.

وانتقدت فرنسا قرار إقامة المستوطنة الجديدة.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية في باريس أن توسيع أعمال البناء في المستوطنات يهدد السلام وقد يصعد التوتر في المناطق [المحتلة].

كما أعرب السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن خيبة أمله من قرار إسرائيل إقامة مستوطنة جديدة في الضفة الغربية.

 

وقال الناطق بلسان السكرتير العام للمنظمة الدولية إن غوتيريش يندد بأي أعمال أحادية الجانب تهدد السلام وتقوض حل الدولتين، ويرى أنه لا بديل لعيش الإسرائيليين والفلسطينيين معاً بسلام وأمن.

 

"يديعوت أحرونوت"، 2/4/2017
هيرتسوغ يتوقع انهيار الائتلاف الحكومي لمعاناته تصدعات خطرة

قال رئيس تحالف "المعسكر الصهيوني" زعيم المعارضة عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ إنه يتوقع انهيار الائتلاف الحكومي نظراً إلى كونه يعاني تصدعات خطرة.

وأضاف هيرتسوغ خلال ندوة ثقافية عقدت في مدينة بئر السبع [جنوب إسرائيل] أمس (السبت)، إلى أنه يسعى لبلورة ائتلاف بديل يكون أساسه تحالف "المعسكر الصهيوني" وحزب "كلنا" [بزعامة وزير المال موشيه كحلون] مع أعضائهما الـ34 في الكنيست.

وأعرب هيرتسوغ عن استعداده لتقديم تنازلات كثيرة تضمن إطاحة بنيامين نتنياهو عن رئاسة الحكومة.

ووصف هيرتسوغ تعامل رئيس الحكومة مع هيئة البث الجديدة بأنه مجرد هوس. وأضاف أنه أرسل إخطارات إلى المستشار القانوني للحكومة ومراقب الدولة بأنه سيتوجه إلى المحكمة العليا إن لم يتلق توضيحات حول تعامل رئيس الحكومة مع قضية تلك الهيئة.

وقال عضو الكنيست أريئيل مرغليت من "المعسكر الصهيوني" إن المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت يسمح لرئيس الحكومة بتجاوز القانون في ما يتعلق بقضية هيئة البث الجديدة.

 

وأشار مرغليت خلال ندوة ثقافية عقدت في تل أبيب أمس، إلى أن مندلبليت قدّم إلى المحكمة قبل سنة ونصف السنة موقفاً يعارض فيه تدخل رئيس الحكومة في الإعلام، لكنه الآن يعمل بنقيض موقفه هذا ويُعد شريكاً في تحقير المحكمة.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 3/4/2017
المنظومة الجديدة لاعتراض الصواريخ المتوسطة المدى: تحسن كبير لكنها لا توفّر دفاعاً مطلقاً • دخول منظومة الدفاع الجوي
عاموس هرئيل - مراسل عسكري

•دخول منظومة الدفاع الجوي "مقلاع داود" (التي كانت معروفة حتى اليوم لدى الجمهور الإسرائيلي باسم "العصا السحرية") الاستخدام العملياتي يكمل الطبقة التي كانت ناقصة في منظومة اعتراض الصواريخ والقذائف الإسرائيلية. ومن المفترض أن توفّر منظومة "مقلاع داود" رداً عملياتياً على تهديدات متوسطة المدى، وهي بمثابة استكمال للطبقة العليا التي بواسطتها تعالج منظومة حيتس تهديد الصواريخ البعيدة المدى، وللطبقة الأدنى التي من خلالها تعترض بطاريات القبة الحديدية صواريخ قصيرة المدى نسبياً. وبذلك تستكمل للمرة الأولى منظومة اعتراضية بدأ تطويرها منذ بداية التسعينيات.

•وعلى الرغم من أن بذور الفكرة نبتت في أواسط الثمانينيات (وارتبطت بصورة عامة بمنظومة الاعتراض التي طورتها الولايات المتحدة ضد الصواريخ النووية السوفياتية)، فإن الأحداث التي أعطت دفعاً لتحقيقها كانت أقرب لإسرائيل. لقد شجعت صواريخ السكود العراقية التي سقطت في إسرائيل خلال حرب الخليج الأولى على تطوير صاروخ حيتس؛ وتهديد صواريخ حزب الله الذي تجسد في حرب لبنان الثانية سنة 2006 حسم معارضة المؤسسة الأمنية لتطويرمنظومة اعتراض لصواريخ قصيرة المدى أطلق عليها اسم القبة الحديدية. وجرى تطوير هذه المنظومات الثلاث بفضل القدرة التكنولوجية الفائقة للصناعات الأمنية المحلية، حيث تجد إسرائيل نفسها في جبهة تطوير عالمية. لكن هذا لم يكن ليحدث من دون دعم قوي وتمويل سخي من أموال دافعي الضرائب الأميركيين.

•إن إعلان تحول "مقلاع داود" إلى منظومة عملياتية هو رسالة من إسرائيل إلى دول المنطقة وفي طليعتها إيران، وهي تعلن من خلالها أنها مستعدة لمواجهة جميع أنواع التهديدات من البعيدة المدى حتى القصيرة المدى، وأنها ليست بحاجة إلى استغلال كامل طاقة منظومتي حيتس والقبة الحديدية، من أجل مواجهة التهديدات المتوسطة المدى. 

•وبذلك تفرض إسرائيل على معسكر الأعداء - إيران، حزب الله، وإلى حد ما على "حماس" والجهاد الإسلامي اللذين تساعدهما إيران في تطوير الصواريخ في غزة (لكنها اليوم تواجه صعوبة في تهريب منظومات سلاح جاهزة من إنتاجها) - مواصلة السباق التكنولوجي في محاولة للعثور على رد على التقدم الإسرائيلي. وبالاستناد إلى ما يقوله مسؤولون كبار في إسرائيل، علناً وأحياناً تلميحاً، فإن "مقلاع داود" لا يشكل فقط رداً على الصواريخ المنحنية المسار المتوسطة المدى، وإنما أيضاً قدرة على اعتراض صواريخ بحرية، وعلى التصدي لصواريخ مضادة للطائرات وللطائرات من دون طيار. ويأتي إعلان "مقلاع داود" برهاناً إضافياً على قدرة منظومة حيتس التي بواسطتها جرى اعتراض صاروخ مضاد للطائرات تسلل إلى أجواء إسرائيل فوق وادي الأردن - وكانت أول عملية اعتراض تعلن إسرائيل حصولها.

•بيد أن الرد الإسرائيلي على تهديد الصواريخ والقذائف ما يزال بعيداً من أن يكون كاملاً، وثمة شك في حدوث ذلك يوماً ما. بدايةً، هناك مشكلة اقتصادية، فالتكلفة الضخمة لصاروخ اعتراضي (قرابة 100 ألف دولار في القبة الحديدية؛ وثلاثة ملايين دولار لصاروخ حيتس) لا تسمح بإطلاق صواريخ من دون حساب. المعادلة بسيطة - إذا كان حزب الله يحتفظ بقرابة 100 ألف صاروخ و"حماس" تملك بضعة آلاف، فمن الطبيعي وقت الحرب أن يسعى العدو إلى إغراق منظومات الاعتراض الإسرائيلية بهدف عرقلة قيامها بمهاتها بنجاح، وأن يفرض على المؤسسة الأمنية سياسة إدارة مخاطر كي لا تبقى من دون صواريخ اعتراضية.

•في غزة تبدو المشكلة محدودة. ووفقاً لتقديرات الاستخبارات الإسرائيلية التي نشرت طوال سنوات، تملك التنظيمات الفلسطينية عدداً محدوداً من الصواريخ المتوسطة المدى، الجزء الأكبر منها مرتجل ومحلي الصنع نظراً إلى أن تهريب السلاح من إيران إلى القطاع تقلص كثيراً بسبب الجهد المصري المبذول ضد التهريب. وهذه كميات تستطيع القبة الحديدية مواجهتها من دون صعوبة، كما برز ذلك في اعتراض الصواريخ التي أطلقت على غوش دان خلال عملية "الجرف الصامد" في 2014.

•التحدي الأكبر والأكثر تعقيداً هو في الجبهة الشمالية. فهناك يحتفظ حزب الله بترسانة كثيفة من الصواريخ والقذائف المختلفة المدى، بينها صواريخ دقيقة موجهة بواسطة منظومات توجيه مرتبطة بالأقمار الصناعية (GPS).

•إن التقدم التكنولوجي الإسرائيلي يتيح نجاحاً حقيقياً في عملية اعتراض تهديدات من كل أنواع المدى، لكن ثمة علامة استفهام تتعلق بالقدرة على معالجة كتلة كثيفة: كيف نستعد لاعتراض مئات الصواريخ المختلفة المدى التي تطلق في كل يوم من أيام القتال.

•الرد في جزء منه على الأقل هو رد هجومي، ولهذه الغاية أجرى الجيش تدريبات ومناورات مختلفة في السنوات الأخيرة. لكن هذا ليس كافياً. من هنا التشديد الذي يضعه وزراء وضباط كبار على احتمال أن تقوم إسرائيل بضرب بنى استراتيجية في لبنان في حال نشبت حرب. 

 

•إن هذه محاولة إسرائيلية لترسيخ الردع في مواجهة حزب الله قبل الحرب، وكي توضح للتنظيم الشيعي وللحكومة اللبنانية على حد سواء، أن أي ضربة قوية تصيب حيفا وتل أبيب سيُردّ عليها بضربة أقوى بمرات عديدة في بيروت.

 

"nrg"، 3/4/2017
خمس ملاحظات على ميثاق "حماس" الجديد
شمريت مئير - معلقة الشؤون العربية

•في حركة "حماس" يدركون أن الزمان تغيّر وأن سر حركة صغيرة تكافح من أجل بقائها يكمن في مرونتها السياسية وفي تكيّفها مع الظروف. في الأيام القريبة المقبلة سيقدم زعيم "حماس" المنتهية ولايته خالد مشعل، الميثاق الجديد للحركة الــذي، مع انتخاب قائــد جديد، يرمز إلــى نــوع من عمليــة تجميلية - هي كما يبدو  حدث سطحي وخارجي، لكنه حدث مهم بالنسبة إلى "حماس". وإليكم بضعة أمور من المفيد الانتباه إليها:

1-إن هذا التجدد في "حماس" جدير بالتقدير، خاصة لدى مقارنته بالجمود السياسي الذي يسود خصمها التاريخي حركة "فتح". فخلال أشهر معدودة جدّدت "حماس" قيادتها وأعادت تحديد مبادئها من خلال رغبة في استعادة علاقاتها مع العالم العربي وترميم صورتها. في المقابل تجدون في "فتح" جموداً وعدم حيوية.

2-المسار السياسي الذي تحاول "حماس" سلوكه من خلال إقامة علاقات جيدة مع إيران من جهة ومع السعودية وحلفائها في العالم العربي من جهة أخرى، يمكن تشبيهه بشخص يؤيد فريق برشلونة وريال مدريد في كرة القدم في آن معاً. وهذا يبدو مستحيلاً، لكن ليس لدى "حماس" من خيار سوى أن تحاول، فالذراع العسكرية فيها مرتبطة مالياً بالحرس الثوري الإيراني، والذراع السياسية بدول الخليج، وكل طرف يشد الأمور نحوه، وأحياناً يقوى على حساب الطرف الثاني، لكنهم في "حماس" ليسوا قادرين على التخلي عن أي طرف من الطرفين. ومن هنا يصرون على عدم تكرار الخطأ الذي ارتكبوه عندما وقفوا ضد بشار الأسد في سورية وأغضبوا الإيرانيين، وهم ينوون إعلان حيادهم والتركيز على المشكلة الفلسطينية.

3-تحتاج غزة إلى منفذ نحو العالم. والمنفذ الوحيد المتوفر هو مصر من خلال معبر رفح. ومن أجل التخلص من تضييق الخناق الذي يمارسه السيسي عليهم، هم مستعدون في "حماس" للقيام بما لا يمكن تصديقه، الانفصال عن التنظيم الأم "الإخوان المسلمون". ومن المهم الإشارة إلى أن المقصود ليس الانفصال الإيديولوجي، بل التوضيح فقط أن "حماس" حركة مستقلة وليست خاضعة لإمرة المرشد العام للإخوان.

4-التفريق بين اليهود وإسرائيل - إن الميثاق الأساسي لحركة "حماس" سيئ السمعة لكونه وثيقة معادية للسامية بكل معنى الكلمة، وهو حافل بالتعليقات العنصرية إزاء اليهود. وفي عصر ترامب بالذات، حيث السياسي المستقيم معرض للتشهير، يشعرون في "حماس" بالحاجة إلى ترميم صورة الحركة المعادية للسامية لدوافع نفعية. وتفسر جهات في "حماس" هذه الخطوة [بأنها أتت رداً على] استخدام إسرائيل ميثاق "حماس" كي تظهر أنها حركة عنصرية تدعو إلى الجهاد ضد اليهود أينما كانوا. وسوف ينشر النص باللغتين العربية والإنكليزية لمنع تأويلات مختلفة للنص العربي.

 

5-بالنسبة إلى حدود 1967- لا تنوي حركة "حماس" الاعتراف بدولة إسرائيل، وهي مستعدة للاعتراف بدولة فلسطين. أي ستقبل الحركة بدولة فلسطينية في حدود 1967 عاصمتها القدس، لكن من دون التخلي عن رؤيا تحرير كامل فلسطين. ويدركون في "حماس" أنهم عملياً يديرون شيئاً قريباً من دولة فلسطينية مستقلة في غزة، وأن عليهم استخدام اللغة الدبلوماسية بفاعلية أكبر إذا كانوا يرغبون في السيطرة أيضاً على الضفة الغربية في وقت قريب. وبهذا المعنى تنتهج "حماس" تكتيكاً عرفاتياً - التحدث بأصوات معتدلة (نسبياً) من دون التخلي عن الكفاح المسلح الذي هو معروف في أنحاء العالم بأنه إرهاب إسلامي. فهل هناك أحد في العالم يمكن أن يشتري هذه البضاعة المستهلكة؟ في "حماس" يعتقدون أن الأمر يستحق المحاولة.