مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
البيت الأبيض: ترامب التزم باستمرار الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي على جميع الجيوش العربية
ترامب في ختام زيارته لإسرائيل: علاقة الشعب اليهودي بأرض إسرائيل أبدية
ترامب لم يطرح أي اقتراح يتعلق بإنهاء النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني خلال اجتماعه مع عباس في بيت لحم
الرئيس الأميركي: لم أذكـر إسرائيل خلال الاجتماع مع لافروف
مقالات وتحليلات
أكاذيب حول القدس الموحدة
زيارة ترامب لإسرائيل ما هي الرسائل التي حملها معه
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 24/5/2017
البيت الأبيض: ترامب التزم باستمرار الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي على جميع الجيوش العربية

قال بيان صادر عن البيت الأبيض في واشنطن بعد ظهر أمس (الثلاثاء) إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التزم خلال الاجتماع الذي عقده مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في القدس مساء أول من أمس (الاثنين) بأن تستمر الولايات المتحدة في الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي على جميع الجيوش العربية في منطقة الشرق الأوسط، وذلك على خلفية صفقة الأسلحة الضخمة التي تم التوقيع عليها بين الولايات المتحدة والسعودية أثناء زيارة ترامب إلى الرياض.

وأكد البيان الذي أجمل جوهر اللقاءات التي عقدت بين الزعيمين الأميركي والإسرائيلي وصدر بعد أن غادر ترامب إسرائيل متوجهاً إلى روما، أن هذا الأخير شدّد على التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، وناقش مع نتنياهو الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة لتحديث القوة العسكرية لحلفائها في المنطقة من أجل مواجهة إيران.

وأشار البيان إلى أن الزعيمين اتفقا على أن هناك ضرورة لمجابهة إيران وأذرعها في المنطقة، وبضمن ذلك بناء قدرات عسكرية قوية من أجل الدفاع عن إسرائيل والمنطقة من الخطر الإيراني.

وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أكد في تصريحات أدلى بها إلى الصحافيين على متن الطائرة التي أقلت ترامب والوفد المرافق من الرياض إلى تل أبيب أول من أمس، أن صفقة الأسلحة الضخمة مع السعودية لا تتناقض مع التزام الولايات المتحدة الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي. 

وأعرب تيلرسون عن ثقته بإمكان الرد على جميع التساؤلات والمخاوف الموجودة لدى الجانب الإسرائيلي بهذا الشأن

 

"يسرائيل هيوم"، 24/5/2017
ترامب في ختام زيارته لإسرائيل: علاقة الشعب اليهودي بأرض إسرائيل أبدية

اختتم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس (الثلاثاء) زيارته القصيرة في إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية التي استمرت 28 ساعة بخطاب مُطوّل ألقاه في المتحف القومي الإسرائيلي في القدس وأشاد فيه برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وشدّد على أنه لن يسمح لحزب الله و"حماس" وإيران و"داعش" بالمساس بإسرائيل، وعلى أن إيران لن تحصل على سلاح نووي.

وقال ترامب إن إسرائيل تحارب منذ سنوات طويلة والإسرائيليين يقتلون على أيدي إرهابيين و"حماس" وحزب الله يطلقان القذائف في وقت تسعى إيران إلى القضاء على إسرائيل، وأكد أن كل هذا "لن يحدث بعد الآن في زمن دونالد جي ترامب". 

كما تحدث الرئيس الأميركي عن العلاقة القوية التي تربط الشعب اليهودي بأرض إسرائيل، ووصف هذه العلاقة بأنها أبدية.

وتطرّق الرئيس الأميركي إلى النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني فلم يذكر حل الدولتين واكتفى بالقول إن رئيس الحكومة الإسرائيلية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يريدان السلام. وأشار إلى أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني مصران على صنع السلام، وأكد أن السلام ممكن إذا كان هناك استعداد للتنازلات وإيمان قويّ به.

وأسهب ترامب في الحديث عن أهمية مكافحة الإرهاب ضد الشعوب المتحضرة، وقال إن هدف جولته في الشرق الأوسط كان توحيد دول المنطقة ضد الإرهاب والتطرف.

وأشاد عدة وزراء إسرائيليين ولا سيما من حزب الليكود بخطاب الرئيس الأميركي وأكدوا أنه تبنى الرواية الصهيونية للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، وأنه بخلاف سلفه باراك أوباما لم يمل شروطاً على إسرائيل ولم يتحدث عن الاستيطان في المناطق [المحتلة].

وقبل هذا الخطاب رافق رئيس الحكومة وعقيلته سارة رئيس الولايات المتحدة وعقيلته ميلانيا أثناء زيارتهما إلى مؤسسة "ياد فاشيم" لتخليد ذكرى ضحايا المحرقة النازية في القدس.

وقال نتنياهو في الكلمة التي ألقاها هناك إن زيارة ترامب تاريخية فهو أول رئيس أميركي اختار زيارة إسرائيل في أولى جولاته خارج حدود الولايات المتحدة، كما أنه أول رئيس يقوم بزيارة حائط المبكى [البراق] في القدس الشرقية وهو في منصبه. 

وأضاف نتنياهو أن على إسرائيل أن تمتلك دائماً القدرة على حماية نفسها بنفسها من أي تهديد، وثمّن التزام الولايات المتحدة القديم والتزام ترامب شخصياً بالحفاظ على قوة وأمن الدولة اليهودية الوحيدة التي يتمثل دورها بحماية مستقبل الشعب اليهودي.

 

"معاريف"، 24/5/2017
ترامب لم يطرح أي اقتراح يتعلق بإنهاء النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني خلال اجتماعه مع عباس في بيت لحم

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه ملتزم بتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ويتطلع للعمل مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للتوصل إلى سلام دائم.

وأضاف ترامب في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال مؤتمر صحافي مشترك مع عباس عقداه في مقر رئاسة السلطة الفلسطينية في بيت لحم صباح أمس (الثلاثاء)، أنه يتطلع أيضاً للعمل مع عباس لدعم الاقتصاد الفلسطيني ولمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على تحقيق السلام.

وأكد ترامب ضرورة إنهاء النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني وقال إنه يشعر بفرح لأن عباس انضم إليه وأعرب عن استعداده لمحاربة الإرهاب والأيديولوجيا المتطرفة. وأشار إلى أن السلام لن يعم في المناطق التي تشهد عنفاً ولا في أماكن يحظى فيها الإرهاب بدعم أو تمويل. 

ولم يتطرق ترامب إلى أي اقتراح في ما يتعلق بإنهاء النزاع ولم يتحدث عن دولة فلسطينية بشكل واضح، وبدلاً من ذلك تحدث بشكل عام عن محاربة الإرهاب وعن الأمل في أن يعم السلام في الأراضي المقدسة.

في المقابل أكد عباس تمسكه بحل الدولتين، وأشار إلى ضرورة أن تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية بعد إقامتها. وأعرب عباس أيضاً عن أمله في أن ينجح الإسرائيليون والفلسطينيون في التوصل إلى اتفاق سلام يحول دون سقوط المزيد من الضحايا. وأضاف أن حرية البشر واستقلالهم يشكلان مفتاحاً لاستقرار العالم. وجدد التزامه بالتعاون مع ترامب لعقد صفقة سلام تاريخية مع الإسرائيليين وكذلك العمل معه كشركاء في محاربة الإرهاب. وقال إن الصراع ليس بين الأديان والمشكلة ليست مع اليهود وإنما مع الاحتلال والاستيطان وعدم اعتراف إسرائيل بدولة فلسطين.

وتحدث عباس عن معاناة الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية لليوم السابع والثلاثين على التوالي، وأكد أن مطالبهم إنسانية وعادلة وعلى إسرائيل الاستجابة لها.

ووصل ترامب صباح أمس إلى مدينة بيت لحم حيث كان في استقباله رئيس السلطة الفلسطينية وكبار المسؤولين فيها. وجرت بالقرب من مقر رئاسة السلطة تظاهرة حاشدة طالبت ترامب بالتدخل من أجل حل قضية الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية.

 

"يسرائيل هيوم"، 24/5/2017
الرئيس الأميركي: لم أذكـر إسرائيل خلال الاجتماع مع لافروف

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه لم يذكر إسرائيل خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي كشف خلاله معلومات سرية قيل إن مصدرها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. 

وجاءت أقوال ترامب هذه في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في ختام مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في مستهل الاجتماع الذي عقد بينهما في فندق "الملك داود" في القدس مساء أول من أمس (الاثنين)، وأكد فيها أيضاً أنه لم يذكر كلمة إسرائيل أبداً في الاجتماع مع لافروف وأن هناك خطأ في فهم القصة.

وتعقيباً على هذه القضية قال رئيس الحكومة نتنياهو في المؤتمر الصحافي نفسه إن التعاون الاستخباراتي بين إسرائيل والولايات المتحدة ممتاز وأقوى مما كان عليه في أي وقت مضى.

وكانت وسائل إعلام أميركية أشارت إلى أن ترامب كشف خلال اجتماع مع وزير الخارجية الروسي والسفير الروسي في واشنطن عُقد في البيت الأبيض يوم 10 أيار/ مايو الحالي، عن معلومات استخباراتية حول تهديد لتنظيم "داعش" يتعلق بالحواسيب النقالة في الطائرات.

وأفادت قناة التلفزة الأميركية "إي. بي. سي" أن مصدر هذه المعلومات جاسوس اسرائيلي مزروع في "داعش" وأن تسريب ترامب للمعلومات عرض حياة هذا الجاسوس للخطر.

من ناحية أخرى أشار الرئيس الأميركي خلال المؤتمر الصحافي مع نتنياهو إلى أن الانطباع الذي خرج به من زيارته إلى السعودية هو أن هناك مشاعر إيجابية للغاية تجاه إسرائيل. وأعرب عن اعتقاده بأن جزءاً كبيراً من هذه المشاعر يعود إلى الممارسات العدوانية التي تقوم بها إيران. 

وكرّر ترامب أن توقيع الاتفاق النووي مع طهران كان بمثابة أمر فظيع بالنسبة للولايات المتحدة وشدّد على أنه لن يسمح لإيران بأن تمتلك أسلحة نووية أبداً. 

وتعقيباً على ذلك قال رئيس الحكومة نتنياهو إن اتخاذ الرئيس الأميركي موقفاً قوياً للغاية في الشأن الإيراني، وهو موقف مختلف عما سبق، لا يعزز الأمن فحسب بل يساهم أيضاً في دعم إمكان التوصل إلى مصالحة بين دولة إسرائيل والدول العربية، مما سيساهم في التوصل إلى مصالحة بين إسرائيل والفلسطينيين.

 

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 24/5/2017
أكاذيب حول القدس الموحدة
حاييم رامون - وزير سابق لشؤون القدس، مؤسس حركة إنقاذ القدس اليهودية

 

•بمناسبة يوم القدس، نشر مكتب الإحصاء المركزي مجموعة معطيات ورسوم تخطيطية تعرض بأمانة ودقة صورة عن القدس "الموحدة" كما هي من دون تنميق. وتدحض هذه المعطيات جميع الأكاذيب عن القدس وتحطم الصورة الكاذبة للمدينة التي قدمتها حكومات إسرائيل طوال سنوات، والتي يرسمها نتنياهو اليوم ببراعته المعهودة.

•إن القدس "الموحدة" حالياً، وبعد 50 عاماً على حرب الأيام الستة، هي أكثر فلسطينية مما هي يهودية، وأقل صهيونية من أي وقت مضى، وأكثر فقراً، وأكثر حريدية، وأقل استنارة. وفي أوساط اليهود يزداد عدد الحريديم الذين يشكلون 35% من سكان المدينة بسرعة كبيرة، بينما يشكل العلمانيون واليهود التقليديون اليوم أقلية.

•ووفقاً لمكتب الإحصاء المركزي، فإن من بين المدن الكبرى في إسرائيل يشعر المقدسيون بعدم الأمان في مدينتهم، وهم على حق. فالقرى الفلسطينية هي المصدر الذي خرج منه 60% من المخربين في انتفاضة الأفراد الأخيرة. وبالإضافة إلى ذلك، تشكل القدس طريق عبور من الضفة آمن لمخربين ومقيمين بصورة غير قانونية، ومنها يتوجهون إلى تجمعات سكانية أخرى في إسرائيل. وفي مخيمات اللاجئين التي ضُمت إلى القدس، تتحرك بحرية عصابات مسلحة من دون أن تتصدى الشرطة لها.

•صحيح أن سكان القدس "الموحدة" ازداد عددهم في السنة الأخيرة، لكن 50% هم من اليهود، و50% من العرب. ويظهر ميزان الهجرة السلبية الذي نشر في الفترة الأخيرة، أن 7600 شخص من المغادرين هم من اليهود و200 فقط هم من العرب. وأوجه انتباهكم إلى ما يلي: يدل إحصاء سكان القدس على أنه يعيش اليوم في المدينة 883 ألف شخص، نحو 552 ألفاً فقط (نحو 60%) هم من اليهود، و331 ألفاً (نحو 40%) هم فلسطينيون وليسوا مواطنين إسرائيليين، لكنهم يحملون بطاقات إقامة في إسرائيل صادرة عن وزارة الداخلية. ونحو 60% من صغار السن (0 - 18 عاماً) هم فلسطينيون. فهل توجد هناك عاصمة في العالم نحو 40% من سكانها ليسوا مواطنين في الدولة؟ وأغلبية صغارها ليسوا مواطنين في الدولة، وأغلبيتهم "يحصلون" على تعليم معاد؟ 

•مما لا شك فيه، أن العامل الأساسي والحصري الذي أنتج هذا الواقع الكئيب والمأساوي هو الضم الهاذي الذي جرى سنة 1967 لـ22 قرية ولمخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي لم تكن يوماً جزءاً من القدس. إن هذا الضم هو وليد نشوة النصر وحكومة ضلت طريقها بعد احتلال الضفة الغربية في حرب الأيام الستة. وليس أكيداً أن أغلبية وزراء حكومة الوحدة الوطنية فهموا بدقة النتائج البعيدة المدى لهذا الضم. ومن الواضح اليوم أن هذا كان قراراً بائساً قوّض بقسوة يهودية القدس وأمنها واقتصادها.

•وليس من قبيل المصادفة أن احتفالات يوم القدس و"سنة القدس" التي أعلنتها الحكومة، لم تشارك فيها أو تحتفل بها 22 قرية يسكنها أكثر من 200 ألف نسمة. وسيعرض رئيس الحكومة ورئيس بلدية القدس اليوم أمام أنظار الشعب والعالم الاحتفالات، ولكنهما سينشران ستاراً كبيراً وكثيفاً على مئات آلاف الفلسطينيين الذين يسكنون مناطق الخداع والتظاهر بأن القدس "موحدة". إن نتنياهو وبركات يواصلان خداع الناس وعرض المشهد الوهمي لعاصمة إسرائيل "الموحدة"، وبذلك يجري تخليد الكارثة. 

•إن صورة هذا الوضع مخيفة، ومن الواضح أنه إذا لم يحدث شيء ما فإن هذا الوضع سيزداد تدهوراً، والقدس لن تصبح يهودية ولا صهيونية بل الأفقر بين مدن إسرائيل، وبصورة أساسية- ستصبح أكثر فلسطينية. في هذه الساعة الحرجة يتعين على إسرائيل أن تتخذ قراراً شجاعاً وسريعاً: الاعتراف بالخطأ وبوجود التهديد الذي أدى إلى تعريض القدس لخطر متزايد ولخسارة طابعها اليهودي وضعف أمنها واقتصادها، وأيضاً إعلان أن الـ22 قرية فلسطينية ومخيمات اللاجئين يجب أن تعود إلى مكانها الطبيعي- الضفة الغربية. وبذلك يمكن إنقاذ القدس اليهودية، والأهم من ذلك: إن مثل هذا الإعلان سيعزز المكانة الدولية للمدينة، وسيؤدي إلى اعتراف دولي وفعلي بيهودية عاصمة إسرائيل وسيزيد من فرص التسوية السياسية.

 

"ynet"، 24/5/2017
زيارة ترامب لإسرائيل ما هي الرسائل التي حملها معه
رون بن يشاي - محلل عسكري

 

•كانت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسرائيل زيارة تاريخية في كثير من المعاني الرمزية بالأساس. من الناحية العملية، الجزء غير الإسرائيلي من الجولة الشرق أوسطية كان هو الأكثر أهمية. بينما الزيارة لإسرائيل كانت نوعاً من التحضير، وإذا شئتم فهي نوع من تحضير لعملية تسوية النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني التي يعتزم الرئيس الأميركي إطلاقها في وقت قريب.

•من بين كل هذه الأمور، يمكن تفحص الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي في متحف إسرائيل قبل ساعة من مغادرته البلد. لقد حمل هذا الخطاب ثلاث رسائل: الأولى: أن إسرائيل هي الحليفة الأقرب إلى الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، والثانية: إسرائيل ليست المشكلة بل بمعانٍ كثيرة هي الحل لمشكلات الشرق الأوسط، والرسالة الثالثة: الولايات المتحدة لا تنوي بأي شكل من الأشكال التعامل مع طرفي النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني بصورة متساوية- وهي تفضل علانية مصلحة دولة إسرائيل.

•ثمة رسالة أخرى واضحة قيلت بالأمس: الولايات المتحدة لن تسمح بأن يكون لدى إيران سلاح نووي. وهذا أكثر بكثير من الصيغة التي اعتاد تكرارها الرئيس السابق باراك أوباما عندما كان يقول إن جميع الاحتمالات مطروحة على الطاولة، وكان واضحاً أن هذا غير صحيح.

•ضمن هذا السياق أظهر ترامب أن الحقائق ما تزال لا تزعجه. فقد قال: هناك فارق كبير بين إدارته والإدارة التي سبقته. وحينها تطرق إلى المساعدة الأمنية- الأميركية التي قدمت لمشروع القبة الحديدية، ومن أجل شراء طائرات الـF-35 الشبح. لكن ثمة أمر صغير تجدر الاشارة إليه: الصفقتان وقعتا، وإلى حد كبير بادر إليهما الرئيس باراك أوباما ورجاله في الإدارة، مما يثبت أن الرئيس دونالد ترامب يرى في "الأخبار الكاذبة" [Fake News] سلاحاً مشروعاً، شرط أن يكون هو من يستخدمه وليس الآخرون.

•وفي موضوع النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، امتنع الرئيس ترامب عملياً عن إعلان المسار الذي يريد من خلاله إحلال السلام بين الطرفين. وهو ذكر أمرين فقط، أنه وجد التزاماً بالعملية لدى أبو مازن، ووجد لدى بنيامين نتنياهو التزاماً حازماً. 

•أما الأمر الثاني الذي أشار إليه الرئيس فهو أن التغيير مطلوب من الطرفين، أي على الطرفين تقديم تنازلات متبادلة، ونحن لن نفرض عليهم، بل نساعدهم، أي نمد لهم يد العون، وربما أحياناً من خلال ممارسة القليل من الضغط، كلما اقترب الطرفان من التوصل إلى قرارات، لكن ترامب تمسك بوضوح بالخط الذي تمسكت به إدارة أوباما ووزير خارجيتها جون كيري، الذي قال دائماً إن على الطرفين القيام بالعمل بينهما، ولا ينبغي أن تفرض الولايات المتحدة شيئاً.

•لم يعرض الرئيس الأميركي أي خطوة عملية وملموسة ينوي بواسطتها إطلاق عملية التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين. فهو لم يتحدث عن مؤتمر دولي في الصيف كما توقعت "مصادر مطلعة"، ولا عن مفاوضات تستمر وفقاً لهذه المصادر سنة أو سنة ونصف السنة.

•لم يذكر ترامب أي شيء يمكن أن يشير إلى كيف أنه ينوي تحويل الكلام والوعود إلى أفعال على الأرض، حتى لو كانت هذه الأرض الساحة الدبلوماسية. لكن أشخاصاً سمعوه أو حصلوا على تقارير عن محادثاته مع زعماء الشرق الأوسط، لديهم انطباع بأن الرئيس ترامب مصرّ جداً على القيام بصفقة كبيرة ونهائية.

•لقد كان انطباع هؤلاء الأشخاص أن الصفقة الإسرائيلية- الفلسطينية هي حتى الآن الإرث الأساسي في مجال العلاقات الدولية الذي يريد ترامب أن يتركه من بعده. ومثل كل رئيس أميركي، فإن ترامب أيضاً يبدأ العمل خلال السنة الأولى من ولايته على "الإرث".

•لكن كيف تستقيم هذه المعلومة مع كلام يفتقر إلى مغزى ملموس قاله ترامب في خطابه؟ الجواب هو على ما يبدو أن ترامب لم يبلور بعد لنفسه خطة فعلية، وزيارته لإسرائيل وإلى السلطة الفلسطينية هي من أجل تهيئة القلوب. ويجب الانتباه إلى أن ترامب أغدق على مضيفيه مدائح لا تقل عن تلك التي أغدقوها عليه، ويبدو أن هذا يأتي في إطار عملية تليين المواقف، أو هي إذا شئتم مداعبات تحضيرية للخطة التي ستأتي لاحقاً.

•لكن الأكثر أهمية هو الكلام الذي لم يقله ترامب. فهو لم يتحدث عن المستوطنات، لا بالسلب ولا بالإيجاب، ولم يذكر كلمة واحدة عن موضوع الدولتين، إذ يدرك ترامب أن هذين الموضوعين يمكن أن يورطا نتنياهو مع البيت اليهودي ومع أطراف في الليكود، وهو لم يشأ أن يقيد هؤلاء رئيس الحكومة قبل أن يقرر مع مستشاريه المسار الذي سيسيرون فيه. 

•باختصار، الهدف من زيارة الشرق الأوسط بصورة أساسية تعزيز مكانة ترامب لدى الرأي العام الأميركي من خلال صفقة مع السعوديين، والتعبير عن الدعم المطلق لدولة إسرائيل وللتحالف معها.

•والزيارة موجهة أيضاً إلى الرأي العام الأميركي وإعادة موضعة الولايات المتحدة كلاعب أساسي في الشرق الوسط من خلال وقوفها إلى جانب الائتلاف السني المعتدل- الذي إسرائيل شريكة صامتة فيه- في مواجهة المحور الراديكالي الشيعي بزعامة إيران.

•وكل هذه الأمور تعمل لصالح دولة إسرائيل. لكن حكومة نتنياهو اليمينية لن تحب على ما يبدو حقيقة أن ترامب تعلم في زيارته الحالية للشرق الأوسط وخاصة خلال وجوده في السعودية، أنه ليست هناك فرصة لتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل قبل حل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني.

•ولذلك قال ترامب في بيت لحم إن شرط السلام في الشرق الأوسط هو حل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، أي أن إسرائيل ليست المتهمة بعدم تحقيق السلام في الشرق الأوسط، لكن من دون تنازل من جانب إسرائيل لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط، وإذا شئتم هذه هي كل عقيدة دونالد جي ترامب.

____________

ملاحظة:

تحتجب النشرة عن الصدور غداً بمناسبة عيد المقاومة والتحرير.