مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "معاريف" بواسطة معهد "بانيلز بوليتيكس" المتخصص في شؤون الاستطلاعات بعد انتهاء الزيارة القصيرة التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية هذا الأسبوع، أن 64% من الإسرائيليين يعتبرون أنه لا يوجد شريك للسلام مع إسرائيل في الجانب الفلسطيني، و17% منهم فقط يعتبرون أنه يوجد شريك كهذا.
وقال 78% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يعتقدون أنه لا يوجد احتمال للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين في المستقبل المنظور، في حين قال 18% منهم فقط إنه يوجد احتمال كهذا.
وأشار 58% إلى أنهم يرغبون باستئناف المفاوضات السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، بينما قال 33% إنهم لا يرغبون باستئنافها.
وشمل الاستطلاع عينة نموذجية مؤلفة من 542 شخصاً يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل، مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4,3%.
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية إن الثري اليهودي الأميركي شيلدون أدلسون أدلى أمس (الخميس) بإفادة في وحدة التحقيقات في قضايا الفساد والجريمة المنظمة ["لاهف 433"] التابعة للشرطة الإسرائيلية، في إطار التحقيق الجاري في ما بات يعرف بـ"القضية 2000" التي يُشتبه بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قام في إطارها بإجراء محادثات مع مالك صحيفة "يديعوت أحرونوت" وناشرها أرنون (نوني) موزيس بخلاف القانون.
وقالت مصادر مسؤولة في الشرطة الإسرائيلية إنه من المتوقع أن تطالب زوجة أدلسون أيضاً بالإدلاء بإفادة في القضية نفسها.
وأدلسون هو مالك صحيفة "يسرائيل هيوم" وناشرها وأسسها لتشكل بوقاً لسياسة نتنياهو.
وبحسب الشبهات سعى نتنياهو إلى إبرام صفقة مع موزيس تقضي بإضعاف "يسرائيل هيوم" لمصلحة "يديعوت أحرونوت" في مقابل أن تتوقف هذه الأخيرة عن تغطية نشاطات نتنياهو بصورة سلبية وأن تتحوّل إلى تغطية إيجابية وداعمة.
وذكرت مصادر الشرطة أن أدلسون سئل هل كلف نتنياهو بإجراء محادثات مع موزيس باسمه وفيما إذا كان على علم بهذه المحادثات.
كما يجري التحقيق مع نتنياهو في قضية ثانية تُعرف بـ"القضية 1000" وتتعلق بشبهة تلقيه هدايا من رجال أعمال بخلاف القانون.
ألغت وزارة المواصلات الإسرائيلية أخيراً رحلة تجريبية للقطار السريع من تل أبيب إلى القدس كان من المقرر القيام بها في حزيران/ يونيو المقبل بمشاركة أعضاء السلك الدبلوماسي الأجنبي في إسرائيل، بعد أن أعلن سفراء الدول الأوروبية نيتهم مقاطعة هذه الرحلة لكون القطار يمر في أراض تابعة لمناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] التي تُعتبر محتلة بموجب القوانين والمواثيق الدولية.
وعلمت صحيفة "هآرتس" أن إعلان سفراء الدول الأوروبية هذا جاء في ختام اجتماع عقدوه وشارك فيه 28 سفيراً أوروبياً وأكدوا خلاله أن القطار المذكور يمرّ في بعض مساراته في أراض تقع في الضفة الغربية وراء الخط الأخضر وتُعدّ أراضي محتلة غير خاضعة للسيادة الإسرائيلية.
قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إنه طلب من مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات أن يتدخل لحل قضية الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية منذ يوم 17 نيسان/ أبريل الفائت.
وأضاف عباس خلال كلمة ألقاها أمام اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح" الذي عقد في مقر رئاسة السلطة الفلسطينية في رام الله مساء أمس (الخميس)، أنه اجتمع صباح أمس مع غرينبلات في رام الله بعد يومين من انتهاء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية وشرح له قضية إضراب الأسرى بشكل تفصيلي وطلب منه التدخل لضمان حقوق الأسرى وتحقيق مطالبهم الإنسانية.
وأكد عباس أن العالم كله يعرف أن مطالب الأسرى إنسانية وأنه لا يوجد لدى إسرائيل أي مبرر لرفضها خصوصاً وأن هذه المطالب كانت مطروحة في الماضي.
في غضون ذلك حثّ مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد إسرائيل على تحسين أوضاع الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم في سجونها.
وأعرب بن رعد في بيان أصدره أول من أمس (الأربعاء)، عن قلقه من التقارير الواردة حول الإجراءات العقابية التي تتخذها السلطات الإسرائيلية ضد المضربين عن الطعام بما في ذلك تقييد الاستعانة بمحامين والحرمان من الزيارات الأسرية. وقال إن مكتبه تلقى تقارير تفيد أن سلطة السجون الإسرائيلية نقلت ما لا يقل عن 60 أسيراً فلسطينياً مضربين عن الطعام إلى مستشفيات من جراء تدهور حالتهم الصحية. وأضاف أن 592 آخرين وضعوا في الآونة الأخيرة تحت الملاحظة في منشآت طبية أقيمت في السجون.
وجاء هذا الإضراب عن الطعام استجابة لدعوة أطلقها الأسير مروان البرغوثي احتجاجاً على الحبس الانفرادي وسياسة إسرائيل المتعلقة بالاعتقال الإداري من دون محاكمة المطبقة على آلاف الأسرى منذ ثمانينيات القرن الفائت.
قال مسؤول رفيع في السلطة الفلسطينية إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ رئيس السلطة محمود عباس خلال الاجتماع الذي عقد بينهما في مقر رئاسة السلطة في بيت لحم يوم الثلاثاء الفائت، أنه عاكف على بلورة خطة سياسية تستند إلى الدفع قدماً بتسوية إقليمية شاملة في إطار مبادرة السلام العربية أولاً.
وأضاف هذا المسؤول في تصريحات خاصة أدلى بها إلى صحيفة "يسرائيل هيوم" أمس (الأربعاء)، أن ترامب أكد لعباس أن الحديث لا يدور حول تنازل عن رؤيا حل الدولتين كأساس لاتفاق سلام مستقبلي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بل حول محاولة تهدف إلى فحص إمكانيات أخرى والعمل خارج المألوف. وأشار ترامب أيضاً إلى أن من بين هذه الإمكانيات العمل في البداية على الدفع قدماً ببرنامج سلام عربي - سعودي ومن ثم بلورة اتفاق مرحلي يتطرق الجانبان في إطاره إلى سُبل التوصل إلى اتفاق دائم يتيح إقامة دولة فلسطينية مستقلة وإعلان الجانبين إنهاء النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.
ووفقاً لأقوال هذا المسؤول الفلسطيني، تحدث ترامب أمام عباس عن أهم أسس الخطة التي يعكف على بلورتها بشكل عامّ ولم يتطرق إلى تفاصيلها، لكن يتضح مما قاله أن الولايات المتحدة معنية بدفع خطة سلام عربية تبدأ بتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية السنية المعتدلة، وبعد ذلك ستعمل على إجراء مفاوضات مباشرة ومكثّفة بين إسرائيل والفلسطينيين يُحدد موعد انتهائها مسبقاً وفي إطارها يعمل الجانبان من أجل التوصل إلى حل للقضايا الرئيسية وأهمها رسم حدود الدولة الفلسطينية التي ستُقام ومكانة القدس والأماكن المقدسة فيها والمستوطنات الإسرائيلية الواقعة خارج الكتل الاستيطانية الكبيرة في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وحقّ العودة وغيره.
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية أكد للرئيس الأميركي أن الفلسطينيين يعارضون بحزم هذه الخطة الآخذة بالتبلور، وشدّد على أنها لا تساعد في حل القضية الفلسطينية.
كما أشار إلى أن عباس لم يُفاجأ من حقيقة أن مصر والأردن أعربتا عن موافقتهما الأولية على الخطة ولفت إلى كونهما أول دولتين عربيتين وقعتا اتفاقيتي سلام مع إسرائيل من دون التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية.
أشاد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالقرار الذي اتخذه البرلمان التشيكي وأكد فيه رفضه لقرار منظمة الثقافة والفنون التابعة للأمم المتحدة [اليونسكو] عدم الاعتراف بسيادة إسرائيل في القدس الشرقية.
وقال نتنياهو في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية الـ50 لتحرير [احتلال] القدس الشرقية وإعادة توحيدها أقيمت في القدس الليلة الماضية، إن قرار البرلمان التشيكي يشكل رمزاً للاعتراف بأمر بسيط للغاية، مشيراً إلى أن التشيكيين كانوا أول من منح الجيش الإسرائيلي سلاحاً أثناء حرب الاستقلال [حرب 1948].
وأشار نتنياهو إلى أن البرلمان التشيكي ناشد حكومته احترام مكانة القدس بصفتها عاصمة إسرائيل واقترح أيضاً الكف عن دفع رسوم العضوية التشيكية في اليونسكو إذا واصلت هذه المنظمة تمييزها السياسي ضد إسرائيل، وأكد أن هذا الموقف صحيح ومناسب وشجاع ويجدر بدول أخرى أن تتخذه.
أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن الحصيلة الأهم للزيارة القصيرة التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إسرائيل في بداية الأسبوع الحالي تكمن في التزام الولايات المتحدة بضمان التفوق العسكري النوعي للجيش الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف نتنياهو في سياق كلمة ألقاها خلال المراسم الرسمية لإحياء الذكرى السنوية الـ50 لاندلاع حرب الأيام الستة [حرب حزيران/ يونيو 1967] التي أقيمت في القدس مساء أمس (الأربعاء)، أن الولايات المتحدة زادت قبل 3 أيام المساعدات المُخصصة لبرنامج الدفاع الصاروخي بـ75 مليون دولار.
وأشار نتنياهو إلى أن التاريخ أثبت أن أمن إسرائيل يعتمد على استعدادها وقدرتها على الدفاع عن نفسها بقواها الذاتية في مواجهة أي تهديد كان.
وعقد الكنيست الإسرائيلي بعد ظهر أمس جلسة خاصة في مناسبة الذكرى السنوية الـ50 لتوحيد القدس ألقى فيها رئيس الحكومة كلمة أكد في سياقها أن تحرير [احتلال] الجزء الشرقي في إثر حرب 1967 وإعادة توحيد المدينة تسببا بإنقاذها من السنوات الـ19 التي كانت خلالها منقسمة وممزقة ووصلت فيها إلى الحضيض.
وشدّد نتنياهو على أن جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] وحائط المبكى [البراق] سيظلان تحت سيادة إسرائيل إلى الأبد، وعلى أن تصحيح الخطأ التاريخي الذي تم إحرازه قبل 50 عاماً بفضل بسالة جنود الجيش الإسرائيلي سيبقى إلى أبد الآبدين.
•يدخل إضراب الأسرى الأمنيين عن الطعام في يومه الأربعين مرحلة حساسة، سواء من ناحية الوضع الصحي للأسرى أم من ناحية الأجواء في الشارع الفلسطيني. فقد نُقل عشرات الأسرى إلى المستشفيات بعد تدهور حالتهم الصحية. 15 من بينهم بقوا في المستشفى. وحذّر رئيس هيئة شؤون الأسرى عيسى قراقع من تعرض حياة بعض الأسرى إلى خطر حقيقي، وشدد على أن موت أحد الأسرى مسألة وقت.
•وكلما استمر الإضراب سيستمر التدهور في وضعهم ومن المحتمل أن تتخذ إسرائيل قراراً بالتغذية القسرية للأسرى، على الرغم من خطورة هذا الاستخدام ومنعه من جانب المجتمع الطبي.
•ما تزال إدارة السجون مصرة على كسر الإضراب. وقد حاولت إسرائيل إجراء محادثات مع الأسرى بصورة منفصلة في جميع السجون من أجل كسر التضامن بينهم. كما سعت إلى إهانة قيادة الإضراب وعلى رأسها مروان البرغوثي، من خلال عرض شريط التورتة. لكن هذه المحاولات لم تحقق هدفها، بل كانت لها نتيجة عكسية، إذ شدد الأسرى تصميمهم على مواصلة الإضراب حتى تحقيق مطالبهم. وهذا الأسبوع نقل كريم يونس، من أقدم أسرى حركة "فتح"، وعباس السّيد من كبار أسرى "حماس"، رسائل بهذا المعنى. إن اضراب الأسرى هو القضية التي تؤجج الشارع الفلسطيني اليوم، وتفرض جدول الأعمال السياسي أيضاً، خلال زيارة رئيس الولايات المتحدة الأميركية.
•ويمكن أن نفهم من التقارير أن مطالب الأسرى تنصب على مطلبين مركزيين: تنظيم الزيارات العائلية، وتركيب خط هاتف عمومي يسمح للأسرى بالتحدث مع علائلاتهم تحت الرقابة. وهذان مطلبان إنسانيان في استطاعة إدارة السجون والشاباك توفيرهما بسهولة. ويمكن، لا بل يجب، أن يفعلا ذلك الآن قبل أن يتصاعد الوضع على الأرض، وقبل أن يدفع أشخاص حياتهم ثمناً.
•لقد وضحت الرسالة الإسرائيلية. لا يستطيع أحد التشكيك بقوة إسرائيل العسكرية. وفي زيارته إلى إسرائيل شهد الرئيس الأميركي عن نيّتها الصادقة بتحقيق السلام وغادر من دون أن يطلب منا شيئاً سوى إظهار نية حسنة. ويتعين على قيادة حسنة النية وذات استراتيجية بعيدة المدى أن تستوعب حقيقة أن الأسرى يشكلون قوة أساسية في الساحة الفلسطينية، وهم يملكون القدرة على التهدئة والمضي نحو تسوية والمساعدة في الدفع قدماً بخطوات سياسية. لدى بنيامين نتنياهو فرصة كي يثبت للعالم أنه قادر على القيام ببادرات سخيّة، ومنع موت وتصعيد لا لزوم له.
•إن المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في الرياض عاصمة السعودية، بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هو فرصة للسلام الكامل، وأيضاً خطر على المدى البعيد إذا ضاعت هذه الفرصة. لقد نقل ترامب رسالة مهمة من خلال سابقة انتقاله مباشرة من الرياض إلى مطار بن غوريون في إسرائيل.
•وعلى الرغم من الفرح الشديد الذي ساد في السعودية بعد الدعم غير المحدود الذي أبداه الرئيس الأميركي الجديد للسعودية وموقفه الواضح ضد إيران، فإن المعطيات في ذلك البلد لا تُبشر بالخير. ومن غير المتوقع حدوث تغير في العلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية تسمح بحدوث الانعطافة السياسية المرجوة. وبين فرص ومخاطر، وسلام وحرب، هل ثمة مجال للتفاؤل؟
مؤشرات إيجابية
•هل الملك سلمان بن عبد العزيز الذي وصل إلى الحكم قبل عامين ونصف العام يبشر بسلام قريب آتٍ؟ لقد طُرح الاقتراح السعودي للسلام منذ مطلع الألفين، وقريباً سيمر 20 عاماً من دون تحقيقه ومن دون بحثه بجدية من الطرفين. وفي أساس الاقتراح هناك المبدأ الذي يسمى بالعربية "سلام شامل وكامل"، أي أن على إسرائيل أن تعطي كل شيء- تتنازل عن المناطق التي احتلتها في سنة 1967، وتقدم حلاً عادلاً للاجئين الفلسطينيين مقابل الحصول على تطبيع كامل مع العالم العربي، التي تتباهى السعودية بتمثيله.
•منذ ذلك الحين وحتى اليوم ازدادت المصالح المشتركة بين السعودية وإسرائيل في المجالات الاستراتيجية والاقتصادية. فقد أظهرت الثورات في العالم العربي مساعي إيران لتعزيز نفوذها في المنطقة كقوة عظمى شيعية. وثمة تخوف مشترك في السعودية وإسرائيل من القوة الصاعدة لإيران. وروسيا هي حليف لإيران والنظام السوري المخلص لإيران. وفي المقابل، فإن إسرائيل والسعودية هما أهم حليفين للولايات المتحدة في المنطقة. والدولتان حليفتان مركزيتان، الأولى على الصعيد الاستراتيجي، والثانية على الصعيد الاقتصادي بصورة أساسية. وتتعرض إسرائيل والسعودية للتهديد ليس فقط من جانب العالم الشيعي والأذرع التابعة لإيران حزب الله في لبنان والمتمردون الحوثيون في اليمن، بل أيضاً من جانب تنظيمات إرهابية سنية – "حماس" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
مؤشرات سلبية
•لقد كانت قرارات القمة الإسلامية موجهة ضد إيران وضد إرهاب داعش. ووقعت السعودية مع الولايات المتحدة اتفاقات غير مسبوقة لشراء سلاح. وستقيم القمة في السنة المقبلة "الائتلاف الاستراتيجي الشرق أوسطي" الذي ستكون قيادته في الرياض. وسيبلغ عديد القوة العسكرية في البداية 34 ألف جندي، وستكون مسؤولة عما يسمى "إحلال السلام"، و"محاربة الإرهاب". وستشكل هذه القوة عملياً استمراراً مباشراً للائتلاف السابق الذي أنشأه السعوديون لمحاربة الحوثيين في اليمن، الذين يهددون طرق النفط. صحيح أن أهداف هذه القوة تبدو إيجابية على المدى القصير، لكن لا أحد يعرف ماذا ستكون أهدافها في السنوات المقبلة.
•أكثر من مرة اعتبرت الدول السنية المعتدلة عمليات إسرائيل في المناطق [المحتلة] "عمليات إرهابية". ونذكّر أنه في المرات السابقة التي أُنشئت فيها قوة عربية كبيرة مشتركة أدى ذلك إلى حرب شاملة ضد إسرائيل- حرب 1948، وحرب الأيام الستة حزيران/يونيو 1967، وحرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973]. صحيح أن الظروف تغيرت منذ ذلك الوقت تغيراً جذرياً، لكن الوضع في الشرق الأوسط مائع ولا يمكن توقعه.
•تحرص السعودية على عدم إقامة علاقات علنية مع إسرائيل، وعلى الصعيد الدعائي، يصوّر رجال الدين في السعودية إسرائيل بشكل لا يقل سلبية عما تفعله إيران. هذا الواقع، بالإضافة إلى قوة رجال الدين في الدولة السعودية التي أقيمت بالاستناد إلى الأيديولوجيا الوهابية المتطرفة، يطرحان علامات استفهام بشأن جدية اقتراح "السلام الكامل". بالإضافة إلى ذلك تقرر في قمة الرياض تشكيل قيادة في الرياض "لمحاربة التطرف وتشجيع التعاون والتسامح بين الأديان". فهل يمكن التعامل بجدية مع قرار من هذا النوع في دولة تطبق فيها قوانين الشريعة الإسلامية؟
هل ثمة مكان لتفاؤل في إسرائيل؟
•يبدو أنه لا توجد فرصة كبيرة لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية في هذا الوقت. فالأحزاب اليمينية في الحكومة الإسرائيلية ستعمد إلى إسقاط الحكومة إذا دعا رئيس الحكومة إلى نقاش جدي للتقدم في المفاوضات وإعطاء الفلسطينيين مناطق [محتلة].
•وفي الجانب الفلسطيني أيضاً ليس هناك جديد منذ عشرة أعوام. الانقسام الداخلي الفلسطيني ما يزال في ذروته وليس هناك اتفاق بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية و"حماس" في قطاع غزة على أي موضوع، وبخاصة على موضوع المفاوضات مع إسرائيل. ولا يستطيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يلتزم أمام إسرائيل بالسلام مع غزة التي لا يسيطر عليها. وحتى "حماس" ليست مستعدة أبداً للاعتراف بالاتفاق بين السلطة وإسرائيل على أساس حدود 1967، لأنها لم تغير مواقفها الجهادية منذ قيامها قبل 30 عاماً.
•مع الأسف الشديد، وعلى الرغم من التهديد الإيراني الذي يشمل إسرائيل والعالم السني، فإن الشروط السياسية هي اليوم أسوأ مما كانت عليه في فترة اتفاق أوسلو، لأنه على الرغم من التصريحات الجميلة في الإعلام، لا توجد عملياً إرادة أو رغبة بين زعماء الطرفين في النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني للتوصل إلى اتفاق. والوصاية السعودية لا تستطيع المساهمة في الدفع قدماً بالسلام.
•بناء على ذلك، وبسبب قرار المحور السني اشتراط التقدم الدبلوماسي على المستوى العربي الشامل بالتقدم على المستوى الفلسطيني، فإن مبادرة ترامب على الأغلب ستفشل مثل المبادرات التي سبقتها - مبادرة أوباما، وبوش، وكلينتون وغيرهم.
•ومع ذلك، فالسلام مع السعودية يمكن أن يشكل منعطفاً في علاقات إسرائيل بدول المنطقة. وربما، وخلافاً لكل التوقعات، فإن المفاوضات مع الفلسطينيين يمكن أن تؤدي إلى منعطف مع دول الخليج ومع السعودية. ونذكّر بأن المفاوضات مع الفلسطينيين في عملية أوسلو التي فشلت في النهاية، هي التي سمحت باتفاق السلام الذي وُقع مع الأردن في تلك الفترة.