مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
صادقت الحكومة الإسرائيلية على زيادة الميزانيات المخصصة للخطة الخماسية لتطوير القدس وعلى إقامة مشروع سياحي خاص يتضمن مدّ قطار هوائي من محيط محطة القطار القديمة إلى باب المغاربة بمحاذاة حائط المبكى [البراق] في القدس الشرقية.
وجاءت هذه المصادقة في ختام اجتماع عقدته الحكومة الإسرائيلية في أنفاق حائط المبكى أمس (الأحد) في مناسبة إحياء الذكرى السنوية الـ50 لتحرير [احتلال] القدس الشرقية وإعادة توحيد المدينة بشطريها الغربي والشرقي.
وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل اجتماع الحكومة، إنه في أنفاق حائط المبكى بنى الملك سليمان الهيكل الأول وفيه بنى العائدون من المنفى في بابل الهيكل الثاني، وبعد خرابه كان هذا المكان القلب النابض لأشواق الشعب اليهودي على مر أجيال، وبعد أن مرت آلاف السنوات عاد الشعب اليهودي إلى وطنه وأقام فيه دولته وهو يبني عاصمته الموحدة.
وأضاف نتنياهو أن القرارات التي ستتخذها الحكومة في هذه المناسبة تهدف إلى تعزيز مكانة القدس وتأكيد حق اليهود في أن تكون عاصمتهم إلى الأبد.
صادقت الإدارة المدنية الإسرائيلية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] أمس (الأحد) على خطة إقامة مستوطنة جديدة جنوبي نابلس لإيواء مستوطني بؤرة "عمونه" الاستيطانية غير القانونية التي أقيمت على أراض فلسطينية خاصة وتم إخلاؤهم منها قبل أشهر تنفيذاً لقرار صادر عن المحكمة الإسرائيلية العليا.
وذكرت مصادر مسؤولة في الإدارة المدنية أن هذه المصادقة جاءت تنفيذاً لوعد سابق تعهد به رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بإقامة مستوطنة جديدة لمستوطني "عمونه".
وستُقام المستوطنة الجديدة في أراض سيطر عليها الجيش الإسرائيلي واعتبرها أراضي دولة.
صادقت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع أمس (الأحد) على اقتراح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تعيين الوزير في ديوان رئاسة الحكومة أيوب قرّا [الليكود] وزيراً للاتصالات.
ورحب قرّا، وهو درزي في الثانية والستين من عمره من قرية دالية الكرمل، بهذا التعيين وأعرب عن أمله بأن يدفع أجندة الحكومة ورئيسها في منصبه هذا.
قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع إن الإضراب عن الطعام الذي أعلنه الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية واستمر 41 يوماً نجح في تحقيق 80% من مطالبهم الإنسانية والمعيشية.
وأضاف قراقع في بيان صادر عنه أمس (الأحد)، أن الاتفاق الذي أدى إلى إنهاء هذا الإضراب أول من أمس (السبت) تم التوصل إليه خلال مفاوضات جرت بين قيادة الإضراب وعلى رأسها الأسير مروان البرغوثي وسلطة السجون الإسرائيلية.
وأشار قراقع إلى أن أهم القضايا المطلبية التي تم إنجازها هي: توسيع أرضية ومعايير الاتصال الهاتفي مع أهل الأسرى وفق آليات محددة واستمرار الحوار حول هذه المسألة التي ستبقى مطلباً أساسياً للأسرى؛ الاتفاق على مجموعة من القضايا التي تتعلق بزيارة الأهل عبر عدة مداخل أولها رفع الحظر الأمني المفروض على المئات من أبناء عائلات الأسرى ووقف إعادة الأهالي عن الحواجز ورفع الحظر غير المبرر عن أكثر من 140 طفلاً لم تسمح إدارة السجون لهم مسبقاً بزيارة آبائهم؛ تقديم التزام مبدئي وأولي بتقصير الفترة الزمنية بين الزيارات التي يقوم بها أهل الأسرى من قطاع غزة بحيث تكون كل شهر بدلاً من كل شهرين أو أكثر؛ إدخال ملابس وأغراض أخرى؛ إدخال معايير جديدة تسمح بحلول لمسألة زيارة أقارب من الدرجة الثانية؛ تحسين ظروف اعتقال الأشبال؛ تحسين الظروف الحياتية الصعبة في سجن نفحة الصحراوي؛ الموافقة على إنشاء زاوية طعام في كل الأقسام الأمنية تكون لائقة لإعداد الطعام ويتم فيها وضع وسائل للطبخ؛ إدخال أجهزة رياضية حديثة في ساحات الفورة؛ حل مشكلة الاكتظاظ في بعض الأقسام وحل مشكلة ارتفاع درجة الحرارة عبر وضع نظام للتهوية والتبريد متفق عليه؛ إضافة سيارة إسعاف تكون مجهزة كسيارة للعناية المكثفة في سجون النقب وريمون ونفحة لكون هذه السجون بعيدة عن المستشفيات؛ نقل الأسرى إلى سجون قريبة من أماكن سكن عائلاتهم.
وقال قراقع إنه بالإضافة إلى ما ذكر فقد تم وضع آليات لاستمرار الحوار حول قضايا تم تلقي ردود إيجابية من ناحية مبدئية عليها وأخرى تم تلقي ردود سلبية عليها، وذلك من خلال لجنة مشتركة تبدأ عملها فور انتهاء الإضراب. كما تم الاتفاق على إعادة الأسرى الذين نقلوا في بداية الإضراب إلى السجون التي كانوا فيها ورفع العقوبات التي فرضت عليهم بحجة الإضراب.
من المتوقع أن يمثل وزير الداخلية الإسرائيلي أرييه درعي [رئيس شاس] وزوجته يافه اليوم (الاثنين) أمام الشرطة الإسرائيلية للتحقيق معهما حول شبهات فساد.
وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أنه سيتم التحقيق مع درعي وزوجته كلا على حدة في غرفتين منفصلتين.
وأشارت مصادر مسؤولة في الشرطة إلى أن هذا التحقيق يأتي في إثر الكشف عن أن أثرياء كبار ورجال أعمال إسرائيليين ومديري بنوك تبرعوا بملايين الشيكلات لجمعية تربوية حريدية تديرها زوجة الوزير درعي وتشغل إحدى بناته منصب المديرة العامة لها وتعمل فيها ابنتان أخريان له.
وأضافت هذه المصادر أن التحقيق سيركز أيضاً على طرق تمويل عقارات اشتراها درعي خلال السنوات الأخيرة وفي مقدمها منزل فاخر في بلدة صفصوفا في شمال إسرائيل [مقامة على أراضي قرية الصفصاف المهجرة].
شارك أكثر من 15,000 شخص أمس (السبت) في تظاهرة أقيمت في "ميدان رابين" في تل أبيب في مناسبة ذكرى مرور 50 عاماً على احتلال إسرائيل مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.
وجرت التظاهرة تحت شعار "دولتان - أمل واحد"، ودعت إليها حركة "السلام الآن" وحزبا العمل وميرتس ومبادرة جنيف والصندوق الجديد لإسرائيل
وقرأ المنظمون كلمة وجهها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى المتظاهرين قال فيها إنه "آن الأوان للعيش أنتم ونحن بسلام وانسجام وأمن واستقرار".
وأضاف عباس أن الطريق الوحيد لإنهاء النزاع ومحاربة الإرهاب في المنطقة والعالم كله هو حل دولتين لشعبين وفق حدود حزيران/ يونيو 1967. وأشار إلى أن الفلسطينيين قبلوا قرارات الأمم المتحدة، واعترفوا بدولة إسرائيل، ووافقوا على حل الدولتين، واعترف العالم بدولة فلسطين، وفي الوقت الراهن آن الأوان لأن تعترف إسرائيل بدولة فلسطين وتنهي الاحتلال.
وتكلم في التظاهرة كل من رئيس تحالف "المعسكر الصهيوني" زعيم المعارضة عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ، ورئيسة حزب ميرتس عضو الكنيست زهافا غالئون، والمدير العام لحركة "السلام الآن"، ورئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة، ورئيسة الصندوق الجديد لإسرائيل.
أظهر استطلاع للرأي العام أجرته قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية ونشرت نتائجه الليلة الماضية، أن 47% من الإسرائيليين يعتقدون أن الحل الأنسب للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني هو حل الدولتين على أساس خطوط 1967، في حين قال 37% منهم إنهم يعارضون هذا الحل.
كما أظهر الاستطلاع أنه في حال إجراء الانتخابات الإسرائيلية العامة الآن سيفوز حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بـ30 مقعداً بعد أن حصل على 22 مقعداً في الاستطلاع السابق، وسيهبط حزب "يوجد مستقبل" بزعامة عضو الكنيست يائير لبيد الذي حصل في الاستطلاع السابق على 26 مقعداً وكان متفوقاً على حزب الليكود إلى 22 مقعداً، وستحافظ القائمة المشتركة على قوتها (13 مقعداً).
وأشار الاستطلاع إلى أن تحالف "المعسكر الصهيوني" برئاسة عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ سيحصل على 12 مقعداً، وفي حال تولي وزير الدفاع السابق إيهود باراك زعامته سيحصل على 15 مقعداً. وسيحصل حزب "البيت اليهودي" برئاسة وزير التربية والتعليم نفتالي بينت على 9 مقاعد.
وسيحصل كل من حزب "كلنا" بزعامة وزير المال موشيه كحلون، وحزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، وحزب شاس بزعامة وزير الداخلية أرييه درعي، وحزب يهدوت هتوراة بزعامة وزير الصحة يعقوب ليتسمان، على 7 مقاعد، فيما سيحصل حزب ميرتس على 6 مقاعد.
وقال 35% من المستطلعين إن بنيامين نتنياهو ما زال الشخص الأنسب لتولي منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية، في حين قال 14% منهم إن رئيس حزب "يوجد مستقبل" عضو الكنيست يائير لبيد هو الشخص الأنسب لتولي هذا المنصب، وقال 9% إن وزير الدفاع السابق إيهود باراك هو الشخص الأنسب.
•يوم الخميس الماضي كان من المفترض أن تحدث بعيداً عن الاعلام جولة سرية حساسة جداً سياسياً. فقد طلب جيمس غرينبلات، موفد الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط، القيام بجولة في شمال منطقة السامرة التي أخلتها إسرائيل خلال خطة الانفصال [عن قطاع غزة] سنة 2005.
•وقد حددت إدارة ترامب شمال السامرة كمنطقة محتملة للقيام بخطوة إسرائيلية تعبر بالنسبة للعالم العربي عن التزام إسرائيل بالاعتراف بحل الدولتين. والمقصود هنا نقل أراض واقعة تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة إلى سيادة فلسطينية جزئية، مدنية فقط. وبتعبير أكثر تداولاً: نقل أراض من منطقة "ج" إلى منطقة "ب". وتبدو هذه الخطوة في نظر الأميركيين كمهمّة محتملة للحكومة الإسرائيلية في إطار الصفقة الكبيرة مع العالم العربي.
•طلب غرينبلات أن يرافقه في الجولة اللواء يوآف (بولي) مردخاي، منسق الأنشطة في المناطق [المحتلة]. وما كان يخطر ببال بولي المشاركة في الجولة من دون الحصول على موافقة نتنياهو وليبرمان، اللذين يعرفان بدقة ماذا يريد أن يفحص غرينبلات. وبالتالي يتضح أن التكذيبات الصادرة عن مكتب رئيس الحكومة التي تنفي أن الأميركيين طرحوا على إسرائيل امكانية نقل أراض من منطقة "ج" إلى "ب" بعيدة عن الحقيقة.
•يوم الأربعاء سُرب خبر إلى القناة العاشرة بأن الإدارة الأميركية طرحت فكرة نقل أراض إلى المسؤولية المدنية للفلسطينيين، وأن الجولة التي كان غرينبلات يعتزم القيام بها في السامرة قد أُلغيت. في اليوم التالي التقى غرينبلات ونتنياهو، ويمكن الافتراض أنه خلال الاجتماع طرحت أفكار بشأن دور إسرائيل في الصفقة التي يجري حبكها في الشرق الأوسط.
•لقد تحدث غرينبلات ومساعدوه إلى السعوديين والإمارتيين والفلسطينيين عن وجود ورقة عمل لديهم بشأن "إعادة تعريف مناطق في الضفة". وهم لا يتحدثون عن تغيير حدود أراض كبيرة، بل عن أراض صغيرة، شيء رمزي يمكن أن يلمح للعالم العربي بأن إسرائيل مستعدة للسير قدماً باتجاه حل الدولتين ليس بالكلام فقط، وأنه ليست لديها نيه لضم المناطق كلها.
•وإلى جانب فكرة نقل أراض في السامرة إلى منطقة "ب"، طرح الأميركيون فكرة أخرى سبق أن نوقشت في المؤسسة الأمنية قبيل تسلم ليبرمان منصبه، وذلك كجزء من سياسة "العصا والجزرة". والمقصود هنا "شرعنة" البناء الفلسطيني غير القانوني الذي ينزلق من منطقة "ب" إلى أراضي منطقة "ج"، وذلك لمنع حدوث انفجار على الأرض. ويجري الحديث هنا عن 20 ألف مبنى موزعين على مئات النقاط صدرت بحق 13 ألف منهم أوامر هدم، وقد نفذ 3500 أمر هدم حتى الآن. وهذه الفكرة التي باعها الجيش إلى ليبرمان تبناها الأميركيون، الذين مضوا بها خطوة أخرى: تقومون بشرعنة المنازل، وتعلنون أن ما يجري هو نقل أراضي من منطقة "ج" إلى "ب". والمقصود مئات من نقاط صغيرة، وأرض غير كبيرة- وهذا يكفي.
•طرحت فكرة "شرعنة منازل" على المجلس الوزاري المصغر عشية وصول ترامب إلى إسرائيل كبادرة حسن نية إسرائيلية حيال رئيس لا يمكن توقع ردات فعله. لكن وزراء المجلس اختزلوا القصد الأميركي، ووافقوا - لأسباب إنسانية - على وقف هدم المنازل، ولم يذكروا مسألة نقل أراضي من "ج" إلى "ب". ويبدو أن رئيس الحكومة يلاقي صعوبة في الالتزام بالحد الأدنى من التعهدات التي قدمتها الولايات المتحدة للعرب.
•يطلب الأميركيون من الفلسطينيين أيضاً ما يبدو اليوم مستحيلاً، مثل إخراج التعاون الأمني مع إسرائيل من الخفاء إلى العلن، ووقف توزيع المال على المخربين في السجون وغيرها. كما طلبوا من السعوديين، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال"، خطوات تطبيعية أولى إزاء إسرائيل، مثل مد خطوط هاتف مباشرة بين الدولتين، ومنح الإسرائيليين إمكانية إجراء صفقات في السعودية، وتحليق طائرات إسرائيلية فوق السعودية في طريقها إلى الشرق الأقصى.
•الآن، يتعين على كل طرف أن يقدم ما هو مطلوب منه. غرينبلات بقي في المنطقة كي يتأكد من أن أحداً لن يتهرب. في المرحلة المقبلة، سيخطط الأميركيون لعقد قمة في واشنطن، وبعدها إجراء مفاوضات متزامنة بين إسرائيل والعالم السني وعلى رأسه السعودية، ومع الفلسطينيين. يضغط المحيطون بترامب من أجل عقد قمة واشنطن خلال شهر لتحقيق إنجاز في الساحة الدولية. وإذا جرت الموافقة على وجهة النظر هذه يمكن أن تجد إسرائيل نفسها تحت كم من الضغوطات يمارسها عليها أهم صديق لنتنياهو في البيت الأبيض.
•انتهت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسرائيل الأسبوع الماضي من دون أن تترك بصمة واضحة. وباستثناء تصريحات عامة، كان من الصعب أن نفهم إلى أين تتوجه الولايات المتحدة في سياستها إزاء إسرائيل والمنطقة. والنتيجة الملموسة التي أثمرت عنها جولة ترامب في الشرق الأوسط كانت في الدولة التي زارها ترامب قبل وصوله إلى إسرائيل: أي الاتفاق مع السعودية على شراء سلاح وعتاد بـ110 مليارات دولار، والتصريحات بشأن عمليات شراء أخرى تفوق 350 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة. لكن من المحتمل أن تكون لهذه الصفقات الضخمة انعكاسات كبيرة أيضاً على إسرائيل.
•إن الشركات الأميركية المنتجة للسلاح مثل لوكهيد مارتن (Lockheed Martin) ونورثروب غرونمان (Northrop Grunman) وراثيون (Raytheon)، شركات المنتجات الأمنية التي تحتل المركز الخامس من حيث الحجم في العالم، والتي تصنع لحساب شركة رفائيل منتجات القبة الحديدية [المنظومة الاعتراضية للصواريخ]، استجابت أسهمها بسرعة للأخبار وارتفعت كثيراً في مطلع الأسبوع الماضي. كما ارتفعت أسهم شركة العقارات بلاك ستون (Black stone) التي وقعت اتفاقاً يقضي بأن يستثمر السعوديون من خلالها قرابة 40 مليار دولار في البنية التحتية. كما ارتفعت أسهم شركة بوينغ التي وُقعت معها اتفاقات مباشرة.
•تابعت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وشركات صناعة السلاح الإسرائيلية الصفقة السعودية بتوتّر. يمكن أن يكون هناك تأثير على الشركات الإسرائيلية سواء بسبب كونها زبوناً لصناعات السلاح الأميركية التي ستبيع بضاعتها للسعوديين وستوثق تعاونها مع زبون كبير آخر؛ أو بصفتها مصدرة لصناعات السلاح الأميركية وللجيش الأميركي؛ أو لكونها منافسة لجزء من الشركات الأميركية.
•إن ما حدث يمكن أن يكون بمثابة ارتقاء درجة بالنسبة للصناعة الأميركية. على سبيل المثال جرى خلال 8 سنوات من حكم إدارة أوباما توقيع صفقات سلاح بنحو 115 مليار دولار مع السعوديين - لم تتحقق كلها حتى الآن. أما صناعات السلاح الأميركية التي تلقت خلال سنوات أوباما أخباراً سيئة مثل خروج الجيش الأميركي من العراق ومن أفغانستان مما أدى إلى تقليص نشاطها، فقد حظيت هذا الأسبوع بمؤشر على أن السنوات الثماني الجيدة لإدارة ترامب بدأت.
•إن حجم التأثير على إسرائيل مرتبط بوتيرة إنجاز الصفقات وبمسألة ما إذا كانت ستنفذ كلها أم لا. وفي الواقع، فإن الصفقات الضخمة بين السعودية والولايات المتحدة تستطيع أن تنشط صناعة السلاح العالمية كلها - والإسرائيلية أيضاً.
•مسؤول رفيع سابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية فسر لنا أنه "بعد أن أخرج أوباما الجيش الأميركي من العراق وأفغانستان - لم يعد للصناعات الأميركية العسكرية ما تفعله. وفي السنوات الأخيرة كان الجيش الأميركي بحاجة إلى عتاد أقل، وتنافست الشركات على أي مناقصة تُطرح، حتى على مناقصات صغيرة للغاية. ومن المحتمل أنه من الآن فصاعداً سيكون للصناعة العسكرية الإسرائيلية هامش للمنافسة في مناقصات تستطيع فيها أن تتنافس على قدم المساواة، بينما ستكون الصناعة العسكرية الأميركية مشغولة".
"أمركة" المنطقة مفيدة لإسرائيل
•للخطوة التي قام بها ترامب تأثير أيضاً على المكانة الجيو - سياسية لإسرائيل في المنطقة. إن الصفقة بين الولايات المتحدة والسعودية، والبشرى التي تحملها هذه الصفقة للشركات المنتجة للسلاح في العالم، من شأنها أن توقظ سباقاً لتسلح إقليمي - وقد يكون هذا بشرى سيئة لإسرائيل على الصعيد الأمني. قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي: "لقد وصلت صفقات السلاح في المنطقة إلى 215 مليار دولار، وهذا مبلغ لا يستهان به. ولا أشعر بالارتياح حيال سباق التسلح وعمليات الشراء السعودية الضخمة".
•وقال مهران بروزنفير، وهو مستشار مالي سابق لرئيس الأركان الإسرائيلي ورئيس سابق لشعبة المال في وزارة الدفاع: "لهذه الخطوة تأثير واسع على المنطقه كلها. على سبيل المثال، في اللحظة التي يحصل فيها السعوديون على سلاح، سيجري الإيرانيون حساباتهم وسيقولون: يجب أن نعزز قواتنا نحن أيضاً، وستفكر دول أخرى في المنطقة بأنها ستحتاج إلى المزيد من السلاح. وهذه انعكاسات إقليمية يجب أخذها في الاعتبار".
•من جهة أخرى، فإن الصفقة مع السعودية - التي لا تشكل تهديداً أمنياً مباشراً على إسرائيل - يمكن أن تمنح إسرائيل أداة للضغط ولمطالبة الولايات المتحدة بمساعدة إضافية، عسكرية أو اقتصادية.
•يقول بروزنفير: "من الزاوية السياسية - الأمنية فإن التساؤل هو: ما تأثير الصفقة على التفوق النوعي النسبي لإسرائيل وعلى التفوق الكمي - وعلى ماذا ستحصل إسرائيل في المقابل - ليضمن لها ذلك المحافظة على تفوقها النوعي والكمي؟ قد تكون الحلول على صورة أموال، أوخطوات دبلوماسية، أو زيادة التعاون الصناعي. هناك أشياء كثيرة يمكن فعلها".
•إن الارتقاء درجة في التعاون بين السعودية والولايات المتحدة هو بشرى جيدة بالنسبة إلى إسرائيل، طالما أن ما يجري هو ضمن نطاق "أمركة" المنطقة.
فرصة بالنسبة إلى الشركات الصغيرة المنتجة للسلاح
•إن إحدى علامات الاستفهام المركزية التي تحوم فوق الصفقة هي فيما إذا كان سلاح وتكنولوجيا من صنع إسرائيلي سيصلان إلى السعودية؟ صحيح أنه لا يوجد بين إسرائيل وهي من أكبر الدول المنتجة للسلاح في العالم، والسعودية - أكبر دولة مستوردة للسلاح في العالم - اتفاق سلام، لكن هذا لم يمنع في الماضي من وصول سلاح إسرائيلي إلى السعودية.
•هناك العديد من المتعهدين الإسرائيليين الفرعيين يعملون مع الصناعات العسكرية الأميركية، يقول بروزنفير: "الأميركيون سيكونون يقظين جداً ولن يضعوا أشياء لها علاقة بإسرائيل في منظوماتهم". وفي رأيه "لن يبيع الأميركيون منظومات إسرائيلية للسعوديين، لذا من المعقول افتراض أن دور المتعهدين الإسرائيليين الفرعيين لن يكون مهماً. وإذا جرى ذلك فسيكون على الهامش."
•على الرغم من ذلك، فما يعتبر أن له تأثيراً ضئيلاً على متعهد فرعي كبير يمكن أن يكون له تأثيرات أكبر بكثير على مصنع صغير للسلاح، الذي بالنسبة إليه بضعة ملايين من الدولارات تغير الصورة. يقول طال مشرقي، صاحب شركة تصنيع أجهزة اتصال عسكرية: "ليس لدى السعوديين شركات محلية لصناعة السلاح. ومن هنا فإن مثل هذه الصفقة ستكون جيدة للسوق. فالصناعات العسكرية الأميركية تعمل مع كثير من المتعهدين الإسرائيليين الفرعيين ـ أو مع متعهدين فرعيين هي شركات إسرائيلية لها قواعد في الولايات المتحدة حيث من المتوقع أن يحدث ارتفاع في الطلب على المقاولات الفرعية".
•إن التصدير الأمني من إسرائيل مراقب. وكل شركة إسرائيلية تبيع سلاحاً إلى الخارج يجب عليها الحصول على الكثير من الموافقات التي تطالب بتحديد هوية المستخدم النهائي للمنظومة التي جرى بيعها. على سبيل المثال، شركة أميركية تشتري راديو من إسرائيل يجب عليها أن تُصرّح من هو المستخدم النهائي الذي ستصل إليه هذه المنظومة. لكن على الرغم من ذلك، هناك وسائل للالتفاف على الرقابة. وهناك شركات تكنولوجية إسرائيلية مسجلة في قبرص تستطيع بهذه الطريقة الالتفاف على الرقابة من خلال تصدير تكنولوجيا لأهداف أمنية.
•الولايات المتحدة أيضاً تراقب التصدير الإسرائيلي - وهي فرضت في الماضي فيتو على صفقات سلاح بين الصناعة الأمنية الإسرائيلية والصين. وفي رأي مشرقي أن الصفقة مع السعودية يمكن أن تؤثر في ذلك أيضاً: "من المحتمل أن تؤدي الصفقة إلى إزالة جزء من القيود المفروضة حالياً على الإسرائيليين من خلال صورة اتفاق صامت بين إسرائيل والولايات المتحدة مفاده: أنتم تبيعون الكثير من السلاح للسعودية- اسمحوا لنا بأن نبيع سلاحاً أكثر إلى الصين".
ارتباط إسرائيل باللوبي في الولايات المتحدة
•تشتري إسرائيل أيضاً الكثير من السلاح من الصناعات الأميركية. والاتفاق الموقع مع الإدارة الأميركية في أيلول/سبتمبر الماضي، والذي بموجبه تحصل إسرائيل على مساعدة أميركية تقدر بـ3.8 مليارات دولار خلال السنة الجارية، يقضي أيضاً بأن يجري خلال السنوات الست المقبلة، تحويل نحو 3 مليارات دولار من مجموع المبلغ من أجل عمليات شراء من الشركات الأميركية لتصنيع السلاح. وفي السنوات التالية سيزداد المبلغ.
•التقارير التي نشرت عن الصفقة مع السعودية تطرقت إلى شراء دبابات أبرامز - التي لا تشتريها إسرائيل، وطوافات بلاك هوك وصواريخ باتريوت - التي ليس لدى الجيش الإسرائيلي خطط لشرائها حالياً.
•إن محاولة فهم الانعكاسات الاقتصادية للصفقة الضخمة التي أجراها ترامب مع السعوديين ترسم صورة معقدة في ما يتعلق بالسيئات والحسنات بالنسبة لإسرائيل. وعلى ما يبدو فإنه من المتوقع سنوات جيدة للصناعة العسكرية في الولايات المتحدة وفي العالم. ويدفع ترامب نحو ارتفاع بيع السلاح الأميركي، وليس من المتوقع أن تتقلص ميزانيات الأمن الأميركي. لكن إذا نظرنا إلى ما هو أبعد من النظرة الاقتصادية الضيقة، فإن إغراق الشرق الأوسط بالسلاح ويقظة محتملة لسباق تسلح إقليمي، ليسا بشرى جيدة لأي طرف سواء في إسرائيل أو في العالم.