مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
رئيس الحكومة الإسرائيلية ورئيس السنغال يعلنان انتهاء الأزمة بين البلدين
ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية: لم تفرض أي قيود على أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية
استطلاع "مؤشر السلام": 65% من السكان اليهود يعتقدون أن السيطرة على مناطق الضفة الغربية تصب في مصلحة إسرائيل أمنياً
وفاة منفذة عملية الطعن شمالي الضفة الغربية متأثرة بجروحها
الرجوب: البراق يجب أن يخضع للسيادة الإسرائيلية ضمن أي تسوية
"نيويورك تايمز": كان لدى إسرائيل برنامج سري لإجراء تفجير نووي في سيناء خلال حرب 1967
مقالات وتحليلات
حرب 1967 أطول حرب في تاريخ إسرائيل
إيران تنشط على الحدود العراقية - السورية لإيجاد تواصل جغرافي من طهران إلى بيروت
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 5/6/2017
رئيس الحكومة الإسرائيلية ورئيس السنغال يعلنان انتهاء الأزمة بين البلدين

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس السنغال ماكي سال انتهاء الأزمة بين البلدين وإعادة العلاقات إلى مجراها الطبيعي.

وجاء هذا الإعلان في ختام اللقاء الذي عقد بين الزعيمين على هامش مؤتمر قمة منظمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ECOWAS الذي عقد في ليبيريا أمس (الأحد).

وأشار نتنياهو وسال في تصريحات أدليا بها إلى وسائل إعلام في نهاية اللقاء، إلى أن إسرائيل ستعيد فوراً سفيرها إلى السنغال وأن هذه الأخيرة ستدعم ترشيح إسرائيل لمكانة مراقب في الاتحاد الأفريقي. كما سيستأنف البلدان مشاريع مشتركة تم تعليقها بعد أن قامت السنغال مع نيوزيلندا بتقديم القرار رقم 2334 الذي أدان الاستيطان الإسرائيلي في المناطق [المحتلة] إلى مجلس الأمن الدولي.

بالإضافة لذلك اتفق الزعيمان على تعزيز التعاون بين إسرائيل والسنغال في مجالي الأمن والزراعة، ووجه رئيس الحكومة دعوة إلى وزير خارجية السنغال للقيام بزيارة إلى إسرائيل تم تعليقها بسبب الأزمة التي اندلعت بين البلدين.

وعقد نتنياهو بعد اختتام قمة ECOWAS اجتماعات مع كل من رئيس غانا نانا أكوفو أدو، ورئيس توغو فاوري إيسوزيمنا غناسينغبي، ورئيس غينيا كوناكري ألفا كوندي، ورئيس الرأس الأخضر خورخي كارلوس فونسيكا، ورئيس ساحل العاج ألاساني أوتارا.

كما عقد رئيس الحكومة اجتماعاً مع رئيس مالي إبراهيم بوبكر كيتا، واتفق الزعيمان خلاله على تفعيل العلاقات بين البلدين. ومالي دولة إسلامية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وكان نتنياهو استقبل صباح أمس في مراسم رسمية أقيمت في العاصمة الليبيرية مونروفيا من طرف الرئيسة إيلين جونسون سيرليف. وبعد المراسم اجتمع رئيس الحكومة مع رئيس منظمة ECOWAS  مارسيل آلين دي سوزا وبحث معه سبل تعميق التعاون بين إسرائيل والمنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا. ثم عقد اجتماعات مع رئيس غامبيا أداما بارو ومع وزيري الخارجية والتجارة الغامبيين.

وتحدث رئيس الحكومة نتنياهو مع الرئيس الغامبي عن إمكان تعميق التعاون بين البلدين في مجالات متعددة وأكد ضرورة التعبير عن عمق العلاقات الثنائية في المحافل الدولية.

وغادر نتنياهو الليلة قبل الماضية إسرائيل متوجهاً إلى ليبيريا للمشاركة في قمة رؤساء دول غرب أفريقيا. وقال في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام قبيل مغادرته، إن هذه هي أول مرة يتم فيها توجيه دعوة إلى زعيم دولة خارج القارة الأفريقية لإلقاء كلمة في هذه القمة. وأضاف أن إسرائيل تعود إلى أفريقيا بشكل كبير وأشار إلى أن الهدف الذي حدده لهذه العودة هو تذويب الأغلبية العملاقة التي تتكون من 54 دولة أفريقية وتشكل القاعدة للأغلبية الأوتوماتيكية ضد إسرائيل في الأمم المتحدة وفي المؤسسات الدولية. 

 

وقال نتنياهو إنه قبل فترة توجّه إلى الحكومة النروجية وطلب منها أن توقف تمويل منظمات فلسطينية تمجد الإرهابيين الفلسطينيين واستجابت الحكومة النروجية لطلبه. كما توجه أيضاً إلى رئيس الحكومة الدانماركية وتحدث معه مطولاً ونتيجة هذه المكالمة وطلبه، أعلن السفير الدانماركي أن الدانمارك أيضاً أوقفت الدعم المالي لتلك المنظمات الفلسطينية.

 

"معاريف"، 5/6/2017
ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية: لم تفرض أي قيود على أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية

أكد بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد) أنه لم تفرض أي قيود على أعمال البناء في مستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية] ولا سيما من ناحية عدد الوحدات السكنية التي تبنى.

وجاء هذا البيان تعقيباً على أنباء نُشرت أخيراً أشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية قررت تقليص مخصصات البناء في يهودا والسامرة.

 

وشدّد البيان على أنه لا يوجد هناك أي مخصصات محددة للبناء في الضفة، وأشار إلى أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية- الأمنية قرّر بالإجماع انتهاج سياسة تقضي باستمرار أعمال البناء في المناطق [المحتلة] وتم إصدار جميع تراخيص البناء وفقاً لهذه السياسة.

 

"يديعوت أحرونوت"، 5/6/2017
استطلاع "مؤشر السلام": 65% من السكان اليهود يعتقدون أن السيطرة على مناطق الضفة الغربية تصب في مصلحة إسرائيل أمنياً

أظهر استطلاع "مؤشر السلام الإسرائيلي" لشهر أيار/ مايو الفائت الذي يجريه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية [القدس] وجامعة تل أبيب أن 65% بالمئة من السكان اليهود في إسرائيل يعتقدون أن السيطرة على مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] تصب في مصلحة إسرائيل في كل ما يتعلق بمجال الأمن العسكري لكنها لا تساهم في مصلحتها من النواحي الدبلوماسية والاقتصادية كما أنها تمس نظامها الديمقراطي.

وقال 62% من السكان اليهود إنه لا يمكن وصف سيطرة إسرائيل على مناطق الضفة الغربية بأنها احتلال، في حين أكد 91% من السكان العرب أن مصطلح احتلال هو الأنسب لوصف ما تقوم به إسرائيل حيال مناطق الضفة الغربية.

وأبدى 44,4% من السكان اليهود تأييدهم لضم المناطق [المحتلة] إلى إسرائيل في حين عارض ذلك 45% منهم. في المقابل أبدى 79,5% من السكان العرب معارضتهم لهذا الضم وأيده 11,5% منهم.

‏وقال 27% من السكان اليهود إنهم يعتقدون أنه كان على زعماء إسرائيل أن يقترحوا على الدول العربية فور انتهاء حرب حزيران/ يونيو 1967 إعادة كل الأراضي التي تم احتلالها أثناء الحرب في مقابل اتفاقية سلام شاملة، وقال 65,1% إنهم يعارضون ذلك. وقال 45,2% من السكان اليهود إنه كان يجب ضم كل المناطق التي تم احتلالها خلال تلك الحرب إلى إسرائيل، في حين قال 80% من السكان العرب إنهم يعارضون هذه الخطوة.

وأعرب 50،8% من السكان اليهود عن اعتقادهم أن إقامة المستوطنات في المناطق [المحتلة] كانت خطوة صحيحة من ناحية المصلحة الوطنية الإسرائيلية، بينما أكد 31,1% منهم أن إقامة المستوطنات تتناقض مع المصلحة الوطنية الإسرائيلية. 

وأعرب 68%من السكان العرب عن اعتقادهم أن المستوطنات في المناطق [المحتلة] تشكل حجر عثرة في طريق السلام، في حين أن نسبة الذين يعتقدون ذلك بين السكان اليهود لم تتجاوز 38%.

وأبدى 61,9% من السكان اليهود و70,1% من السكان العرب تأييدهم لإجراء مفاوضات سلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لكن في الوقت عينه فقط 27,6% من السكان اليهود و33,3% من السكان العرب أعربوا عن اعتقادهم  بأن هذه الخطوة من شأنها أن تساهم في صنع السلام في السنوات المقبلة. وقال 37,3% من السكان اليهود و15% من السكان العرب إن هناك احتمالاً كبيراً لاستئناف المفاوضات بين الجانبين في المستقبل المنظور.

 

وشمل الاستطلاع عينة نموذجية مؤلفة من 600 شخص يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل، بينهم 500 يهودي و100 عربي.

 

"يديعوت أحرونوت"، 4/6/2017
وفاة منفذة عملية الطعن شمالي الضفة الغربية متأثرة بجروحها

ذكرت مصادر فلسطينية أن الفتاة نوف عقاب عبد الجبار انفيعات (15 عاماً) من بلدة يعبد بالقرب من جنين، توفيت صباح أول من أمس (الجمعة) متأثرة بالجروح التي أصيبت بها برصاص الجنود الإسرائيليين بحجة قيامها يوم الخميس الفائت بطعن جندي إسرائيلي أثناء قيامه بحراسة مدخل مستوطنة "مفو دوتان" في منطقة السامرة شمالي الضفة الغربية.

وقال بيان صادر عن الناطق بلسان المركز الطبي "هيلل يافه" في الخضيرة [وسط إسرائيل] إن انفيعات عولجت في المركز أثناء الليل لكنها توفيت متأثرة بجروحها في وقت مبكر من يوم الجمعة.

 

وكان بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أشار إلى جندياً إسرائيلياً أصيب بجروح طفيفة خلال تعرضه لعملية طعن من طرف انفيعات. وأضاف البيان أن الجنود الآخرين الذين كانوا في المكان قاموا بإطلاق النار على منفذة العملية ما أدى إلى إصابتها بجروح بالغة.

 

"معاريف"، 4/6/2017
الرجوب: البراق يجب أن يخضع للسيادة الإسرائيلية ضمن أي تسوية

أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب أن حائط المبكى [البراق] يجب أن يخضع للسيادة الإسرائيلية ضمن أي اتفاق للتسوية يتم التوصل إليه بين إسرائيل والفلسطينيين في المستقبل.

وجاء تأكيد الرجوب هذا في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية مساء أمس (السبت)، قال فيها أيضاً: "عندما قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزيارة إسرائيل زار حائط المبكى، ونحن نفهم أن هذا المكان مقدس لدى اليهود وفي نهاية المطاف يجب أن يخضع للسيادة اليهودية، ولا جدال بيننا في هذا الشأن".

 

وأعرب الرجوب عن تفاؤله في ما يتعلق بترامب وشدّد على أنه يشكل فرصة للفلسطينيين وللإسرائيليين على حد سواء. وأشار إلى أن الرئيس الأميركي قام بزيارة المنطقة ولديه نيات واضحة لعقد صفقة بديلة ووضع حد لمعاناة كلا الشعبين، وأكد أن الفلسطينيين معنيون باتفاق سلام مع إسرائيل على أساس حل الدولتين. كما أكد أن الفلسطينيين يعترفون بحقيقة وجود الإسرائيليين وبحقهم في إقامة دولتهم والعيش فيها بسلام وأمان ولكن وفق خطوط 1967.

 

"يديعوت أحرونوت"، 4/6/2017
"نيويورك تايمز": كان لدى إسرائيل برنامج سري لإجراء تفجير نووي في سيناء خلال حرب 1967

قال تحقيق نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أمس (السبت) إن إسرائيل كان لديها برنامج سري لإجراء تفجير نووي يهدف إلى إخافة جيوش الدول العربية، وذلك في حال شعورها بأنها كانت على وشك الخسارة في حرب حزيران/ يونيو 1967. 

وأضاف التحقيق أنه في إطار هذا البرنامج كان من المخطط أن تنفذ قوة إسرائيلية تفجيراً نووياً في أحد جبال سيناء يظهر عن بعد ويثير الخوف لدى قوات الجيوش العربية.

ووفقاً للتحقيق لم يخرج البرنامج إلى حيز التنفيذ لأن إسرائيل انتصرت في الحرب أسرع مما توقعت. 

وأشار التحقيق إلى أن كشف النقاب عن هذا البرنامج تمّ في سياق مقابلات أدلى بها مسؤول عسكريّ إسرائيلي رفيع شارك في تلك الحرب هو العميد احتياط يتسحاق يعكوف قبل وفاته سنة 2013، وذكر فيها أن جهات إسرائيلية مسؤولة فكرت في استخدام القوة النووية الإسرائيلية. 

وقال يعكوف الذي تولى أثناء الحرب منصب رئيس شعبة البحث والتطوير في الجيش الإسرائيلي، إنه كان من المتوقع إجراء التفجيرات في قمة جبل في سيناء على بعد نحو 19 كيلومتراً من موقع عسكريّ مصري في هضبة أم قطف في منطقة أبو عجيلة. وأضاف أنه بموجب البرنامج كان من المخطط إرسال قوة صغيرة من المظليين لصرف أنظار الجيش المصري، بينما تحضر قوة خاصة لتفجير الموقع. وأكد أنه في حال اتخاذ قرار التفجير النووي كان سيظهر وميض وسحابة من الدخان على شكل فطر في  أنحاء سيناء والنقب وربما في القاهرة أيضاً.

وأشار يعكوف إلى أنه أطلق على هذا البرنامج اسم "شمشون" الذي قام بحسب سفر القضاة في التناخ بقتل أعدائه الفلسطينيين وقتل نفسه أيضاً. وأضاف أن أكثر ما كان يخشى منه في حال نفذت إسرائيل كخيار أخير هذا البرنامج السري في الأراضي المصرية، هو أن يؤدي الانفجار النووي إلى قتله وقتل الطاقم المسؤول عنه. 

 

وذكر التحقيق أن إسرائيل حكمت على يعكوف بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة عامين لأنه أدلى بمعلومات سرية للغاية.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 5/6/2017
حرب 1967 أطول حرب في تاريخ إسرائيل
افتتاحية

•تحتفل إسرائيل اليوم بمرور 50 عاماً على بدء حرب الأيام الستة. لقد كانت هذه الحرب حرباً مبررة، حرباً "لا مفر منها". ومثل حرب التحرير [حرب 1948]، فقد فرضها تحرش عنيف وتهديد وجودي على دولة إسرائيل. لكنها بعكس الحروب التي سبقتها وتلك التي أتت من بعدها، فإن الانتصار العسكري المجيد، حوّل الحرب الأقصر إلى الحرب الأطول في تاريخ الدولة. حرب غيّرت طابع الدولة، وأثمرت عن دولة - فرعية في المناطق المحتلة، وقوّمت الأيديولوجيا الدينية الخلاصية، وشوّهت الجهاز القضائي بتحويله، بين أمور أخرى، إلى أداة لشرعنة قانونية للاحتلال، وصدّعت أسس الرؤيا الصهيونية.

•لقد ولّد الانتصار في الحرب "إمبراطورية" جديدة في الشرق الأوسط، لكن ليس مثل قوى استعمارية أخرى تنظر إلى بداية احتلالها بوصفها فصلاً مخجلاً من تاريخها، بل هي تحتفل بالتبدل الذي طرأ على وضعها كما لو أنه ذكرى استقلالها الثاني. لقد شكلت هذه الحرب بالنسبة إلى الصهيونية الدينية وفروعها الخلاصية، دليلاً على بداية الخلاص وتجسيداً للوعد الإلهي لشعب إسرائيل؛ كما عززت السيطرة السلبية على الأماكن المقدسة التماهي بين الدين والدولة. أما بالنسبة إلى الصهيونية العلمانية فقد تحول الاحتلال والسيطرة على المناطق إلى ضمانة أمنية قومية لاستمرار وجود الدولة.

•في حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973] وفي حرب لبنان الأولى [سنة 1982] وفي الانتفاضتين الأولى والثانية جرى دحض هذه المقولة. والسردية المشوهة لبداية الاستيطان القائلة بأن "شعب من دون أرض جاء إلى أرض من دون شعب"، تعرضت هي أيضاً إلى لطمة شديدة، فالمناطق [المحتلة] كانت وما تزال تزدحم بالبشر. يعيش هناك فلسطينيون حافظوا على تطلعاتهم الوطنية وحظوا بالاعتراف بوجودهم كشعب، وهم الآن على طريق الحصول على اعتراف رسمي بدولتهم.

•على الرغم من ذلك، يبدو أن 50 عاماً من الاحتلال زادت فقط التجاهل الإسرائيلي لتطلعات الفلسطينيين، ووضعت أنصار السلام في كلا الجانبين في خانة الخونة. وبدلاً من أن تأخذ حرب الأيام الستة مكانها في متحف الحروب، فهي ما تزال تملي الوقائع، وتنشأ بسببها تهديدات جديدة، وهي تنشر الشر والتوحش، وتعتبر انتصاراً أبدياً منقطعاً عن التاريخ. 

•50 عاماً مدة زمنية طويلة ما فيه الكفاية كي نتفحص بشجاعة وصراحة النتائج المأساوية لهذا النصر المجيد، ليس فقط من أجل استخلاص الدروس، بل أيضاً من أجل البدء بالعد العكسي لإصلاح الضرر الهائل الذي تسببت به تلك الحرب. لم يعد هناك مكان للاحتلال في العالم الحديث، والنزعة الخلاصية لم تؤد إلاّ إلى كوارث، والسيطرة على شعب آخر لا بد من أن تؤدي إلى الانهيار.

 

"هآرتس"، 4/6/2017
إيران تنشط على الحدود العراقية - السورية لإيجاد تواصل جغرافي من طهران إلى بيروت
عاموس هرئيل - مراسل عسكري

•إن التطور الاستراتيجي الأكثر أهمية في الشرق الأوسط في هذه الأيام لا يتعلق بالقرار المتوقع سلفاً من إدارة ترامب بعدم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، بينما أجهزة الاستخبارات في إسرائيل والمنطقة تتابع الآن ما يجري على طول الحدود في سورية والعراق.

•في هاتين الدولتين تتحرك في اتجاه الحدود ميليشيات شيعية تقف وراءها طهران. وإذا نجحت هذه الميليشيات في التواصل من على جانبي الحدود وأنجزت إنشاء منطقة سيطرة فعلية، فإن هذا سيحقق طموحاً إيرانياً قديماً: إقامة نوع من ممر بري متواصل يستطيع من خلاله الإيرانيون بحرّية، تحريك قوات وسلاح، وقوافل إمدادات، من طهران مروراً بأراضي العراق، وصولاً إلى نظام بشار الأسد في سورية، وحتى إلى حزب الله في لبنان.

•يأتي هذا التواصل الجغرافي بالإضافة إلى الإنجاز الذي سجله المحور الذي تقوده إيران في المنطقة، بعد التدخل الروسي دعماً لنظام الأسد في الحرب الأهلية السورية. ومنذ الاستسلام النهائي لتنظيمات المتمردين في مدينة حلب في شمال سورية في كانون الأول/ديسمبر الأخير، يوسع النظام السوري ومؤيدوه (بصورة تدريجية وبطيئة) سيطرتهم على مناطق مختلفة في سورية.

•وفي الوقت نفسه، يساعد الإيرانيون من خلال ميليشيات شيعية محلية في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة وحكومة العراق ضد تنظيم "داعش" حول مدينة الموصل. وفي الواقع، فإن إبعاد "داعش" عن الحدود يتيح للميليشيات التي هي على علاقة بطهران احتلال مناطق استراتيجية في المنطقة الصحراوية الواقعة غربي الموصل، والقريبة من الحدود مع سورية. وقبل أسبوع سيطرت ميليشيات شيعية على عدة قرى حول بلدة بيجي في الجانب العراقي من الحدود، وأخرجوا منها عناصر "داعش". ورافق هذه الميليشيات مستشارون ومدربون إيرانيون.

•وذكرت وكالة رويترز أن احتلال تلك القرى سيسمح للإيرانيين ومؤيديهم بإعادة فتح جزء كبير من الطريق الأساسي الذي يربط بغداد ومناطق واقعة تحت سيطرة نظام الأسد في سوريا. ويرتبط استكمال التواصل الجغرافي الآن بتقدم جديد لقوات الأسد في الجانب السوري، في منطقة تنشط فيها ميليشيات كردية مدعومة من الولايات المتحدة.

•في نهاية الأسبوع قال حغاي تسوريال مدير عام وزارة شؤون الاستخبارات لـ"هآرتس": "إن الحدود العراقية - السورية هي الآن المكان الأكثر أهمية في المنطقة. هناك ستحدد صورة الوضع الإقليمي". وأضاف تسوريال الذي كان في الماضي رئيس شعبة الأبحاث في الموساد أن تواصلاً جغرافياً برياً خاضعاً لنفوذ إيران سيغير التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط. ووفقاً لكلامه: "إيران، بمساعدة الميليشيات الشيعية وبالتعاون مع قوى أخرى، تواصل القيام بخطوات تهدف إلى تعزيز قبضتها في سورية". 

•وذكّر بأنه في موازاة الخطوات على الحدود العراقية - السورية، يجري الإيرانيون في الفترة الأخيرة اتصالات مع نظام الأسد لاستئجار مرفأ في شمال غربي سورية بصورة تمنح طهران موطئ قدم على شاطئ البحر المتوسط. وهذه خطوة حذر منها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في زيارته الأخيرة إلى موسكو في آذار/مارس من هذه السنة.

•إن صمود نظام بشار الأسد بسبب الدعم العسكري الروسي، بالإضافة إلى التهريج الإعلامي اليومي الذي يشيعه الرئيس دونالد ترامب من حوله، قللا إلى حد ما من المتابعة الصحافية لما يحدث في سورية. لكن سورية تبقى ساحة المواجهة الأساسية، وساحة مركزية للعبة صراع القوة بين القوى العظمى، وسبباً للتحالفات التي نشأت موقتاً أو على المدى البعيد.

•خلال زيارته إلى الرياض في الأسبوع الماضي وقّع ترامب صفقة لبيع سلاح أميركي للسعوديين، وأعرب عن دعمه لدول الخليج وحذر من نيات طهران. لكن عملياً، يبدو أن إيران تواصل التقدم خطوة خطوة نحو تحقيق أهدافها الاستراتيجية. وحتى الآن، من غير الواضح ما إذا كانت الإدارة الجديدة في واشنطن تنوي اتخاذ خطوات عملية، سوى الكلام الإنشائي، لوقف النفوذ الإيراني. إن أغلبية الخطوات العسكرية للولايات المتحدة في المنطقة موجهة ضد "داعش"- وحتى ترامب يكثر في خطاباته من التركيز على المخاطر الناجمة عن هذا التنظيم، وليس فقط على خلفية الهجمات الأخيرة التي قام بها نشطاء إسلاميون متطرفون في بريطانيا، في مانشستر وقبلها في لندن.

•تتناول التصريحات الإسرائيلية الرسمية بشأن بسورية بصورة أساسية ما يجري بالقرب منها نسبياً - عدم الاستقرار بالقرب من المثلث الحدودي مع الأردن وما يبدو أنه توجه من جانب نظام الأسد لاستعادة السيطرة التدريجية على طول الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان. وقد أعربت إسرائيل علناً عن معارضتها لمجيء الحرس الثوري الإيراني وعناصر من حزب الله إلى منطقة الحدود في الجولان، إذا نجح النظام في مساعيه.  

•إن معظم الاهتمام الإسرائيلي مُوجّه نحو منطقة جنوب سورية. لكن يبدو أنه إلى الشرق من هناك، على الحدود السورية - العراقية، وفي منطقة يمكن أن تؤثر أيضاً على الأردن، يتشكل واقع ذو انعكاسات واسعة يمكن أن يؤثر في رسم صورة المنطقة خلال السنوات القادمة. حتى الآن على الأقل، فالإيرانيون هم الذين يفرضون الواقع الجديد، بينما تنظر الأطراف الأخرى إلى ما يجري من بعيد وتحاول بلورة خلاصاتها.