مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
إيشل: حزب الله عزّز قوته بصورة كبيرة وعلى الجيش الإسرائيلي أن يحقق تفوقاً جوياً أكثر مما كان مطلوباً في الماضي
بيان البيت الأبيض حول مباحثات كوشنر في إسرائيل: تحقيق السلام سوف يستغرق وقتاً
اعتقال والدة أحد منفّذي الهجوم في القدس الشرقية الأسبوع الفائت بشبهة التحريض
قرّا يرحّب بتعيين ولي عهد جديد للسعودية وكاتس يحث الملك سلمان على توجيه دعوة إلى نتنياهو لزيارة الرياض
مقالات وتحليلات
ولي العهد السعودي الجديد بشرى جيدة بالنسبة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل
طموح الدفع قدماً بالسلام بين إسرائيل والفلسطينيين تحوّل إلى ملجأ لترامب
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 22/6/2017
إيشل: حزب الله عزّز قوته بصورة كبيرة وعلى الجيش الإسرائيلي أن يحقق تفوقاً جوياً أكثر مما كان مطلوباً في الماضي

قال قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء أمير إيشل إن سلاح الجو يدرك أن حزب الله عزّز قوته بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة لكنه في الوقت عينه أكد أن السلاح مستعد لأي مواجهة مع الحزب في المستقبل.

وأضاف إيشل في سياق كلمة ألقاها أمام مؤتمر هرتسليا حول ميزان المناعة والأمن القومي الإسرائيلي المنعقد في المركز المتعدّد المجالات في هرتسليا [وسط إسرائيل] أمس (الأربعاء)، أن سلاح الجو يقوم بعمل مهم في ما أسماه "المجال الدبلوماسي الجويّ" في الشرق الأوسط، وأشار إلى أنه يشارك في عمليات مكثّفة لمنع نقل وسائل قتالية متطورة جداً إلى جهات لا ترغب إسرائيل في أن تكون مثل هذه الوسائل القتالية بحيازتها.

وتطرق إيشل إلى التهديدات المحددة التي يستعد سلاح الجو الإسرائيلي لها، فقال إن هناك احتمالاً بأن يحارب الجيش في الحرب المقبلة في شمال البلد في وقت تتعرض الثكنات العسكرية الإسرائيلية إلى إطلاق النيران، وأكد أن سلاح الجو يستعدّ لهذه التهديدات من خلال تعزيز قدراته وتحسينها وأن على الجيش الإسرائيلي أن يحقق تفوقاً جوياً أكثر مما كان مطلوباً في الماضي من جراء التهديدات التي تتعرض لها الطائرات الإسرائيلية. 

 

كما أكد إيشل أن سلاح الجوّ بات يستخدم أسلحة تشكل رأس حربة التكنولوجيا العالميّة، وأن قيادة هذا السلاح تدرك أنه في خضم القتال الفتاك هناك احتمال كبير لإلحاق ضرر بالأبرياء ولذا تبذل قصارى جهدها لتقليل حجم هذا الخطر. ودعا السكان المدنيين في جنوب لبنان الذين يتعاونون مع حزب الله إلى مغادرة المواقع التي يستخدمها الحزب لحاجاته العملانية لتلافي أي ضرر قد يلحق بهم. 

 

"يديعوت أحرونوت"، 22/6/2017
بيان البيت الأبيض حول مباحثات كوشنر في إسرائيل: تحقيق السلام سوف يستغرق وقتاً

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن مبادرة الولايات المتحدة الرامية إلى الدفع قدماً بعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين تشكل فرصة للسعي من أجل تحقيق غايات الأمن والازدهار والسلام، وأكد أنه يتطلع للتجاوب مع هذه المبادرة في سبيل الوصول إلى تلك الغايات.

وجاءت أقوال نتنياهو هذه في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقده مع صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط جاريد كوشنر في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس أمس (الأربعاء)، وأكد فيها رئيس الحكومة أيضاً أن الزيارة التي قام بها ترامب إلى إسرائيل الشهر الفائت كانت تاريخية وعكست تأييد الولايات المتحدة الكبير لإسرائيل وشعبها.

وشارك في الاجتماع السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان، ومبعوث الرئيس الأميركي إلى مفاوضات السلام الإسرائيلية- الفلسطينية جيسون غرينبلات.

وبعد الاجتماع مع نتنياهو، توجه كوشنر وغرينبلات إلى رام الله لإجراء محادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وكلف ترامب كوشنر بتجهيز ما وصفه بـ"الصفقة النهائية" لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. وفي هذا الإطار قام غرينبلات بعدة زيارات الى المنطقة. وعاد كوشنر إلى الولايات المتحدة الليلة الماضية، بينما بقي غرينبلات ليوم آخر.

وذكر البيت الأبيض في بيان نشره في واشنطن الليلة الماضية، أن الإدارة الأميركية متفقة مع إسرائيل على أن تحقيق السلام سوف يستغرق وقتاً، وأنه يستلزم إيجاد أجواء ملائمة تفضي إليه.

ووصف البيان المباحثات التي أجراها مبعوثا ترامب مع نتنياهو بأنها مثمرة، وقال إن الجانبين أكدا خلالها التزامهما بتحقيق الرؤية الذي وضعها الرئيس الأميركي للتوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين ولتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وشدد البيان على أنه تم التأكيد في هذه المباحثات على ضرورة مراعاة أولويات إسرائيل في أي خطوات مقبلة في إطار الإقرار بدور إسرائيل المهم في أمن المنطقة.

 

وكان كوشنر قام فور وصوله إلى إسرائيل بزيارة إلى عائلة جندية حرس الحدود الإسرائيلية التي قُتلت في هجوم طعن في البلدة القديمة في القدس الشرقية الأسبوع الفائت. ورافقه في هذه الزيارة السفير الأميركي فريدمان. وقال كوشنر لأقرباء الجندية إن ترامب طلب منه توصيل تعازي الشعب الأميركي إليها.

 

"يسرائيل هيوم"، 22/6/2017
اعتقال والدة أحد منفّذي الهجوم في القدس الشرقية الأسبوع الفائت بشبهة التحريض

اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي أمس (الأربعاء) والدة شاب فلسطيني نفذ هجوماً في القدس الشرقية الأسبوع الفائت أسفر عن مقتل جندية في حرس الحدود، كما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية شخصاً يشتبه بأنه قام بنقل منفذي الهجوم بسيارته.

وقال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن المرأة التي تم اعتقالها في قرية دير أبو مشعل القريبة من رام الله، قامت بالتحريض على تنفيذ هجمات بما في ذلك الإدلاء بتصريحات أشادت فيها بالشهداء ودعت إلى تنفيذ مزيد من الهجمات ضد اليهود.

وأضاف البيان أنه تم العثور في منزل المرأة على مواد تدعو إلى العنف من ضمنها ملصقات وأعلام.

واعتقلت شرطة القدس أمس أحد سكان حي العيساوية في القدس الشرقية بشبهة نقل منفذي الهجوم الثلاثة إلى البلدة القديمة في القدس الشرقية.

 

وقالت مصادر مسؤولة في الشرطة إن هذا الشخص كان على علم بنيات الثلاثة لكنه لم يحاول منعهم أو تحذير السلطات.

 

"يسرائيل هيوم"، 22/6/2017
قرّا يرحّب بتعيين ولي عهد جديد للسعودية وكاتس يحث الملك سلمان على توجيه دعوة إلى نتنياهو لزيارة الرياض

دعا وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس [الليكود]، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى توجيه دعوة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لزيارة السعودية ودول الخليج، وأكد أن إسرائيل بإمكانها أن تقدم للسعودية والخليج شراكة أمنية واستخباراتية في كل ما يتعلق بالتصدي لإيران وأتباعها في مقابل تطبيع العلاقات بين الجانبين.

وأضاف كاتس في سياق كلمة ألقاها أمام مؤتمر هرتسليا حول ميزان المناعة والأمن القومي الإسرائيلي المنعقد في المركز المتعدّد المجالات في هرتسليا [وسط إسرائيل] أمس (الأربعاء)، أن على الجميع أن يدركوا أنه لا يمكن تحقيق الأمن الإقليمي من دون مشاركة إسرائيل. وأكد أن إسرائيل قوية تعني أن السعودية والدول العربية المعتدلة قوية وأن إيران ضعيفة.

ودعا كاتس إلى تحقيق سلام اقتصادي مع إسرائيل عبر تفعيل مبادرة إقليمية تتضمن مدّ خطّ سكة حديد للسلام الاقتصادي الإقليمي وإقامة جزيرة مع ميناء قبالة سواحل غزة، وأشار إلى أن مثل هذه المشاريع ستعود بالنفع على الواقع اليومي للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية من طريق تحسين وضعهم الاقتصادي.

وحثّ كاتس السعودية ودول الخليج على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل من دون شروط مسبقة، وأكد أن الخطوات التطبيعية بين إسرائيل والدول العربية من شأنها أن تعزز ثقة الجمهور الإسرائيلي في العملية السلمية.

من ناحية أخرى رحب وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرّا [الليكود] بقرار العاهل السعودي تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً جديداً للعهد، وأعرب عن أمله في أن يساهم هذا التغيير في تسريع التقارب بين المملكة وإسرائيل.

 

وقال قرّا في بيان صادر عنه أمس إن تعيين محمد بن سلمان يعني المزيد من التعاون في الشرق الأوسط وليس فقط في ما يتعلق بالنفط، وأضاف أن تعزيز علاقات السعودية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو بمثابة بداية لفترة جديدة ومتفائلة بين السعودية ودول المنطقة بما في ذلك إسرائيل.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 21/6/2017
ولي العهد السعودي الجديد بشرى جيدة بالنسبة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل
تسفي برئيل - محلل سياسي

•تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد في المملكة العربية السعودية كان فقط مسألة وقت. فـ"الولد" الذي سيحتفل في آب/أغسطس المقبل بعيد ميلاده الـ32 هو أصلاً الحاكم الفعلي للمملكة، وهو الحاكم الآمر في كل ما له علاقة بالسياسة الخارجية، والتقدير أنه خلال وقت لن يطول سيستقيل الملك سلمان المريض من منصبه وسيسلمه إلى ابنه.

•خلال عامين ونصف العام، ومنذ تنصيب الملك سلمان ملكاً، جرت تهيئة ابنه لوراثة مهماته الرفيعة، سواء كمبعوث في مهمات سياسية قام بها نيابة عن والده، أو عندما بادر وخطط ونفذ (بطريقة لم تكن ناجحة بصورة خاصة) حرب اليمن، بصفته وزيراً للدفاع.

•وإذا كان في بداية مسيرته الرسمية من أشرف على العلاقات مع الإدارة الأميركية وخاصة مع الـ سي. آي. إي هو، ابن عمه محمد بن نايف ابن وزير الداخلية السابق، فإن بن نايف نُحي جانباً، وخلال زمن قضير فهمت الإدارة الأميركية بدقة من هو الرجل القوي في المملكة. وتحول محمد بن سلمان إلى رجل الاتصال ليس فقط مع الإدارة الأميركية بل أيضاً مع روسيا بوتين، الذي التقى ولي العهد الجديد عدة مرات كي ينسق معه السياسة إزاء سورية وإيران.

•حتى الآن، كان محمد بن سلمان بشرى جيدة لإسرائيل والولايات المتحدة، ومواقفه الحازمة ضد إيران تجعله شريكاً استراتيجياً مهماً، ليس في الصراع ضد إيران فحسب، بل وأيضاً لأن بن سلمان يتفق مع الإدارة الأميركية على ضرورة كبح النفوذ الروسي في المنطقة، وإسقاط نظام الأسد، والعمل بحزم ضد داعش وتنظيمات راديكالية أخرى من الإخوان المسلمين إلى حزب الله.

•في العامين الماضيين، تحدثت تقارير في مواقع عربية عن لقاءات جرت بين مسؤولين سعوديين ومسؤولين إسرائيليين. ووفقاً لهذه التقارير، ففي سنة 2015 جرى مثل هذه اللقاءات في إيلات، كما جرى لقاء آخر على هامش القمة العربية التي انعقدت في الأردن في آذار/مارس، كما تجري اجتماعات منتظمة بين ضباط سعوديين وإسرائيليين في إطار غرفة الحرب المشتركة بين الأردن والسعودية والولايات المتحدة، من أجل تنسيق عمل الميليشيات.

•مثل هذه الاجتماعات تتطلب موافقة بن سلمان بصفته وزيراً للدفاع. والشيء الذي ما يزال غير معروف حتى الآن هو: إلى أي حد يستطيع ويرغب بن سلمان في الدفع قدماً بعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين كجزء من خطة الرئيس ترامب؟ وهل سيكون قادراً على إحداث انعطافة في شبكة العلاقات بين إسرائيل والسعودية؟

•هذا الأسبوع نشر صاحب المدونة السعودي المعروف باسم "مجتهد" سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر، كشف فيها "مؤامرة" مشتركة بين الأمير بن سلمان وولي العهد في أبو ظبي محمد بن زايد، لإحداث انقلاب في قطر. وكتب مجتهد الذي اتضح أن أكثر تغريداته صحيحة وتستند على ما يبدو إلى مصادر من داخل بلاط المملكة السعودية، أن وليا العهد كانا ينويان إرسال مرتزقة من شركة "بلاك ووتر" المشهورة بعملياتها في العراق، مع قوات من دول اتحاد الإمارات، إلى قطر، من أجل السيطرة على الحكم وتعيين شخص موال للسعودية من عائلة آل ثاني، العائلة الحاكمة في قطر. وبحسب "مجتهد"، فإن الرجلين أملا بهذه الطريقة إنهاء الأزمة مع قطر وإخضاعها لمشيئة السعودية. ووفقاً لصاحب المدونة، فإن الولايات المتحدة هي التي ضغطت بصورة غير مباشرة لوقف المؤامرة.

•حتى الآن ليس هناك ما يدعم صحة هذه المعلومات، ولا يوجد دليل على أن هذه التغريدات استندت إلى وقائع حقيقية. لكن الأمر الذي لا شك فيه هو عمق العلاقة التي تربط بين ولي العهد السعودي وولي العهد الإمارتي، علاقة تكرّس بينهما تحالف شباب يؤمن بالرسالة العالمية، أو على الأقل العربية، الملقاة على أكتافهم، وأنه ليس هناك أحد غيرهم يستطيع إدارة الشرق الأوسط. وهؤلاء هم جيل جديد، ينتمي إليه أيضاً حاكم قطر، تميم بن حمد آل ثاني، الذي عمره 37 عاماً، إنه جيل وصل متأخراً إلى الحكم في دول الخليج، بعد أن سبقه زعماء شباب في المغرب والأردن وسورية.

•الأسلوب الحاد في إدارة السياسة الخارجية السعودية شعر به جيداً زعماء عرب مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وعبد الله ملك الأردن، اللذين تلقيا انتقادات سعودية على "سلوكهما" وحتى عوقبا عليه. فقد توقف تزويد مصر بالنفط قبل نصف سنة بسبب تأييدها القرار الروسي المقدم بشأن سورية، وبسبب ما اعتبرته السعودية تراجعاً مصرياً عن قرار نقل جزيرتي صنافير وتيران في البحر الأحمر إليها. كما جرى تجميد المساعدة السعودية للأردن بسبب رفضه السماح لقوات من الخليج بالتحرك داخل أراضيه ضد قوات سورية. لكن الضربة الأقسى تلقتها بالتأكيد قطر، التي اعتبرت "دولة غير مرغوب فيها" بين دول الخليج ومصر واليمن والأردن. والحصار البري والجوي اللذان فُرضا عليها تحولا إلى حصار اقتصادي. وفي جميع هذه القرارات كان ولي العهد السعودي هو القوة الدافعة، وكل ما هو مطلوب حصوله على الموافقة الشكلية لوالده.

 

•ليس من المتوقع أن يثير التعيين الجديد الذي حظي بموافقة أغلبية أعضاء مجلس الشورى ومن صلاحياته بحسب القانون الموافقة على تعيين أولياء العهد، اضطرابات جديدة في المملكة. وقد استُدعي معارضون محتملون إلى "محادثة" في قصر الملك. أما وزير الداخلية الجديد عبد العزيز بن سعود، فهو أيضاً شاب في الـ34 من عمره ومقرب جداً من بن سلمان، وهو سيكون المسؤول من الآن عن إدارة الصراع ضد الإرهاب الداخلي وسيكون مساعداً لولي العهد في كل ما يتعلق بقمع التخريب. وبهدف إشاعة الارتياح بين مواطني المملكة بمناسبة التغيير، أعلن الملك سلمان تمديد عطلة عيد الفطر أسبوعاً إضافياً، وكذلك إعادة دفع المكافآت المالية التي توقفت في الفترة الأخيرة إلى موظفي الدولة وعناصر الجيش. إن تقديم زيادات مالية كان وما يزال أداة ثابتة ومضمونة للمحافظة على الهدوء في المملكة.

 

"معاريف"، 21/6/2017
طموح الدفع قدماً بالسلام بين إسرائيل والفلسطينيين تحوّل إلى ملجأ لترامب
شلومو شامير - محلل سياسي

•"جاريد كوشنر يقفز إلى الدبلوماسية الشرق أوسطية"، هذا ما كتبته "النيويورك تايمز" أول من أمس في تقرير لها عن زيارة كوشنر إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وكاتب التقرير لا يمدح صهر الرئيس ترامب كثيراً، وشدد على أن كوشنر وموفد ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، ليست لديهما خبرة ومهارات في المجال الدبلوماسي. لكن الصحيفة أشارت أيضاً إلى أنها لمست الجهد الذي بذله البيت الأبيض كي يوضح أن زيارات كوشنر وغرينبلات إلى إسرائيل والسلطة هي فقط بداية سلسلة زيارات متوقعة في الأشهر المقبلة. وكانت "التايمز" مهذبة في تقريرها عن زيارات المسؤولين لإسرائيل، ومتحفظة في تقديراتها للنتائج.

•في الأوساط الدبلوماسية في مركز الأمم المتحدة ومعلقين في نيويورك وواشطن، تبدو التعليقات ميالة إلى الشك وحتى إلى السخرية، وهي تتوصل إلى تقدير عام مفاده تقريباً أنه ليست هناك أهمية سياسية لزيارة كوشنر وغرينبلات إلى القدس ورام الله، ومن غير المتوقع أن تؤدي المحادثات التي يجريها الاثنان إلى نتيجة تشير إلى إحراز تقدم معيّن نحو حل سياسي.

•المشكلة ليست في عدم خبرة الدبلوماسيين الرفيعين، يقول خبراء في الشرق الأوسط، ولكن المشكلة في أن الطموح للدفع قدماً بالسلام بين إسرائيل والفلسطينيين تحول بالنسبة إلى الرئيس دونالد ترامب إلى ملجأ أمين يهرب إليه ويجد فيه مخبأ موقتاً للهرب من المصائب والأزمات التي تتوالى عليه من دون توقف، وأغلبها يتحمل هو مسؤوليتها.

•"عندما يعاني الرئيس من حصار سياسي ودبلوماسي، فإن أكثر ما يمكن أن يفعله كوشنر وغرينبلات هو الاستماع. وكل فكرة أو مبادرة سيقومان بطرحها ستواجه في أفضل الأحوال بلامبالاة مهذبة" قال دبلوماسي غربي رفيع.

•قبل توجّهه إلى إسرائيل قال غرينبلات: "أنا مسرور بالعودة إلى إسرائيل والمناطق الفلسطينية للتحاور بشأن إمكانيات السلام". هو على الأقل مسرور. أما كوشنر فلا يعتبر نفسه كذلك. يأخذ غرينبلات المهمة التي كلفه بها مديره ترامب من أجل الدفع قدماً بالسلام بجدية. أما كوشنر الواثق من نفسه، فهو يُظهر تفكيراً مستقلاً. 

•في تقدير يهود رفيعي المستوى في نيويورك، يتطلع غرينبلات حقاً وبصدق إلى تحريك الأمور، بينما كوشنر، الأكثر تشاؤماً، يجري حسابات واعتبارات لها هدف آخر هو: كيف يُعلي من مكانته في نظر نسيبه ترامب.

 

•قال زعيم يهودي: "سيكون كوشنر حذراً خلال وجوده في إسرائيل من أن يقول كلاماً يضر أو يثير غضب الأصدقاء السعوديين الجيدين الذين تعرف إليهم في الرياض". والرئيس ترامب، الذي لا يعرف لحظة راحة من الفضائح، هو بحاجة ماسة إلى بوادر نشاط سياسي له هدف إيجابي مثل السلام. وإذا نجح في الدفع قدماً بالسلام، جيد جداً. وإذا فشل فسيذكرونه بالخير ويقولون إنه حاول. كما أن السلام هو أيضاً هدف لا ينطوي على تهديد في التحقيقات الجارية معه.