مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو لبوتين: إسرائيل ستمنع إنتاج صواريخ دقيقة على الأراضي اللبنانية إذا اقتضت الضرورة
ليبرمان: إسرائيل ستستخدم كل الوسائل السياسية والأُخرى من أجل منع تحويل لبنان إلى مصنع كبير لإنتاج الصواريخ
الجيش الإسرائيلي ينوي تعزيز سيطرته الأمنية على الأحياء الفلسطينية الواقعة خارج جدار "غلاف القدس"
مقالات وتحليلات
تهديد الناطق بلسان الجيش ليس موجهاً فقط إلى نصر الله بل الى المجتمع الدولي
علاقة بوتين المزدوجة بإيران
هل تقترب إسرائيل بخطوات حثيثة نحو حرب مدبرة ضد لبنان؟
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 30/1/2018
نتنياهو لبوتين: إسرائيل ستمنع إنتاج صواريخ دقيقة على الأراضي اللبنانية إذا اقتضت الضرورة

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه أكد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الاجتماع الذي عقده معه في موسكو أمس (الاثنين)، عزم إسرائيل على وقف التموضع العسكري الإيراني في سورية، وعلى كبح عملية إقامة مصانع للصواريخ الدقيقة في لبنان.  

وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى مراسلي وسائل الإعلام الإسرائيلية الذين رافقوه خلال زيارته القصيرة التي قام بها إلى روسيا أمس، أنه أوضح لبوتين أيضاً أن إسرائيل لن تسلّم بوضع يتم فيه إنتاج صواريخ دقيقة على الأراضي اللبنانية، وأنها ستعمل على منع ذلك إذا اقتضت الضرورة. كما أشار إلى أن الرئيس الروسي يفهم خطورة الوضع وجدية الموقف الإسرائيلي.

وقال مصدر سياسي مقرب من نتنياهو إن المحادثات بين الزعيمين كانت مُعمقة جداً واستمرت نحو ساعة ونصف الساعة، أي أكثر مما كان مُخططاً لها.

وأشار نتنياهو خلال قيامه مع بوتين بتفقد معرض أُقيم في متحف الديانة اليهودية والتسامح في موسكو، إلى أن هذه المحادثات التي تجري بين الفينة والأُخرى تسهم في تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين. وشدد على أن العبرة الرئيسية التي يجب استخلاصها من صعود النازيين ودحرهم، هي ضرورة الوقوف إزاء أي أيديولوجيات قاتلة في الوقت المناسب والقوة المطلوبة.

وكان نتنياهو صرح في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب قبيل إقلاعه إلى موسكو، بأنه يرغب في التحدث مع بوتين بشأن المساعي المشتركة الهادفة إلى ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وبشأن التعاون بين إسرائيل وروسيا.

 

وأضاف: "إننا نلتقي بين الحين والآخر بهدف ضمان التنسيق العسكري الذي يجرى بين الجيش الإسرائيلي وقوات الجيش الروسي العاملة في سورية وهذا تكلل بالنجاح حتى الآن ومن المهم أن يستمر. سأبحث مع الرئيس بوتين المحاولات الإيرانية غير المتوقفة للتموضع عسكرياً في سورية، وهو ما نرفضه بشدة ونعمل ضده أيضاً. كما سنبحث المحاولة الإيرانية الرامية إلى تحويل لبنان إلى موقع كبير للصواريخ، ولإنتاج الصواريخ الدقيقة ضد دولة إسرائيل، وهو ما لن نتحمله".

 

"يسرائيل هيوم"، 30/1/2018
ليبرمان: إسرائيل ستستخدم كل الوسائل السياسية والأُخرى من أجل منع تحويل لبنان إلى مصنع كبير لإنتاج الصواريخ

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] أن إسرائيل ستستخدم كل الوسائل السياسية والأُخرى من أجل منع تحويل لبنان إلى مصنع كبير لإنتاج الصواريخ. 

وأضاف ليبرمان في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته كتلة "إسرائيل بيتنا" في الكنيست أمس (الاثنين)، أن إيران تسعى لذلك، كما تسعى لإقامة بنى تحتية ضد إسرائيل في سورية، ولتعزيز البنى التحتية لحركة "حماس" الإرهابية في قطاع غزة.

وشدّد ليبرمان على أن إسرائيل تعلم علم اليقين من له ضلع في إنتاج الصواريخ في لبنان، وعلى أنها لن تسمح لإيران بالتموضع في سورية.

 

من ناحية أُخرى أكد ليبرمان أن إسرائيل لا ترغب في خوض حرب لبنان الثالثة مشيراً إلى أن هناك ما يكفي من وسائل لتجنب حرب كهذه.

 

"هآرتس"، 30/1/2018
الجيش الإسرائيلي ينوي تعزيز سيطرته الأمنية على الأحياء الفلسطينية الواقعة خارج جدار "غلاف القدس"

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أمس (الاثنين) أن الجيش ينوي في الأيام القريبة المقبلة تعزيز سيطرته الأمنية على الأحياء الفلسطينية التي تقع خارج الجدار المسمى "غلاف القدس"، بما في ذلك مخيم شعفاط للاجئين وقرية كفر عقب، وذلك في إطار تطبيق خطة إعادة انتشار قوات الجيش في هذه الأحياء.

وأضاف البيان أن هذه الخطوة تأتي في ضوء مصاعب مواجهة الوضع الأمني في المنطقة، وأشار إلى أنها ستتم بالتنسيق مع الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام ["الشاباك"]، وستجري ترجمتها عن طريق تعزيز وجود الجنود الإسرائيليين وسط السكان المدنيين.

وقال البيان إن "الإرهاب" في منطقة القدس أصبح مختلفاً خلال السنوات الأخيرة، وتشير آخر الوقائع إلى أن هناك ارتفاعاً في عدد العمليات التي ينفذها أشخاص يحملون بطاقات هوية إسرائيلية ويجدون مأوى لهم في بلدات لا ينشط فيها الجيش الإسرائيلي، ولذا تقرر تعزيز وجود قوات الجيش في هذه البلدات.

 

ويسكن في هذه الأحياء نحو 150.000 فلسطيني، أكثر من نصفهم يحمل بطاقة شخصية زرقاء ومكانة مقيم. وتدّعي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن منفذي عمليات كثيرة وقعت خلال السنوات الأخيرة في القدس هم من سكان هذه الأحياء التي تواجه الشرطة الإسرائيلية صعوبة كبيرة في العمل فيها.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 28/1/2018
تهديد الناطق بلسان الجيش ليس موجهاً فقط إلى نصر الله بل الى المجتمع الدولي
طال ليف رام - محلل عسكري

•تحت غطاء الحرب في سورية عادت إيران إلى إنشاء معمل للصواريخ الدقيقة قي لبنان، هذا هو المانشيت الأكثر أهمية الذي أرادت إسرائيل إرساله عبر المقال غير المسبوق الذي كتبه يوم الإثنين الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، رونين منليس،  إلى عدد من مواقع الإنترنت العربية، ولم يكن ذلك صدفة في التوقيت الحالي.

•إن هدف  المقال ظاهرياً هو اللبنانيون، لكن ثمة هدف آخر لا يقل أهمية أيضاً هو المجتمع الدولي لكي يتدخل في الوضع قبل هجوم إسرائيلي محتمل. يجب على إيران وحزب الله أن يحلّلا الكلام كتحذير وتهديد واضحين، وليس كمجرد مقال تحليلي للناطق بلسان الجيش. ويبدو تهديد إسرائيل واضحاً: "نحن نشاهد المحاولات ولن نتردد في شن هجوم أيضاً على الأراضي اللبنانية إذا استمر البناء".

•في الواقع، قبل سنة أُرسلت رسائل مشابهة من جانب جهات رفيعة المستوى في إسرائيل علناً، ومن المستوى السياسي، إلى إيران وحزب الله. ويقدّرون في إسرائيل أن إيران وحزب الله أوقفا محاولات إقامة مصانع على الأراضي اللبنانية لأسباب عديدة، ربما لأن إسرائيل كشفت أمر هذه المحاولات. ورسالة اليوم لم تصدر صدفة في هذا التوقيت، وهي تنبع من تقدير الجيش الإسرائيلي بتجدد محاولات البناء، ومواصلة المضي قدُماً في مشروع الصواريخ الدقيقة في منشآت إضافية.

•إن استخدام الرسائل العلنية للناطق بلسان الجيش لتحقيق هدف فعلي عملاني، أو كوسيلة أخيرة لنقل تهديد علني وضمني ليس أمراً جديداً. والناطق بلسان الجيش تابع من ناحية القيادة والتحكم للشعبة العملانية في الجيش، ولا يقتصر هدفه على تحسين صورة الجيش الإسرائيلي وعرضها في وسائل الإعلام داخل إسرائيل وفي العالم فقط. في المقال المهم للناطق بلسان الجيش يمكن التقدير أنه جرى "غسل" معلومات استخباراتية من خلال صياغة الكلام. وذلك لعدم المسّ بمصادر المعلومات.

•في حالات مشابهة أخذ الجيش في اعتباره أهمية نشر المعلومات في العالم مقابل احتمال المسّ بأمن المعلومات. ومن المؤكد أن هذا الاعتبار قد أخذ في الحسبان في هذه الحالة أيضاَ. وبصورة عامة، يجب أن نفهم أن مقالاً من هذا النوع، يمكن أن تكون له انعكاسات عملانية، قد اطّلع عليه كثيرون في الجيش الإسرائيلي - شعبة العمليات، والاستخبارات العسكرية، وشعبة التخطيط، هم شركاء واضحون في إصدار وثائق من هذا النوع، وليس من المستبعد أن هذا المقال المهم قد طُرح أيضاً على طاولة هيئة الأركان العامة، وربما أيضاً حصل على موافقة المستوى السياسي.

•في ظل واقع السنوات الأخيرة، وبينما يدور بين إسرائيل وبين إيران وحزب الله نوع من حرب تحت عتبة الضجيج، بشأن تعاظم قوة المحور الشيعي في المنطقة، فإن الكلام العلني والهجومي أحياناً له أهمية أكبر من الهجمات الماضية التي نُسبت إلى إسرائيل في الأشهر الأخيرة. ومن هنا تأتي أهمية الكلام، الذي ترك على الأقل أصداء واسعة لدينا.

•لقد تحوّل موضوع الصواريخ الدقيقة في السنة الأخيرة إلى خط أحمر هو الأكثر بروزاً بالنسبة إلى إسرائيل. ففي عصر التكنولوجيا الذي تكون فيه الفوارق أحياناً مرتبطة بمعلومات صغيرة، وبأشخاص مناسبين في المكان الصحيح، يدرك الإيرانيون جيداً أنه من الأسهل إنتاج وسائل قتال متقدمة في دول معادية لإسرائيل، بدلاً من المخاطرة بنقل شحنات سلاح غالية الثمن واحتمال اكتشافها كبير. إن التهديد الاستراتيجي في هذا الموضوع على إسرائيل واضح وبارز. يوجد في سورية لاعبون كبار آخرون، على الرغم من الوجود الإيراني، وعلى ما يبدو، فإن المرونة الإيرانية في تطوير هذا المشروع هناك مقيّدة أكثر.

 

•مؤخراً، نشرنا في "معاريف" أنه على الرغم من تطلعات إيران في الأراضي السورية ليس لدى المؤسسة الأمنية حالياً معلومات عن وجود مصنع  إيراني للصواريخ على الأراضي السورية. وفي تقدير المؤسسة أيضاً لا توجد أيضاً قواعد عسكرية تحمل ألوان الجيش الإيراني حتى هذه اللحظة. إن سيطرة حزب الله شبه المطلقة على الدولة اللبنانية هي، على ما يبدو، التي تعطي الثقة لإيران لمواصلة جهود التطوير على الأراضي اللبنانية. وكما قلنا إسرائيل تلاحظ ذلك، وفي سنة 2018، إذا استمرت هذه التوجهات فإن التوترات الكلامية يمكن أن تتحول إلى توتر عسكري.

 

"يسرائيل هًيوم"، 30/1/2018
علاقة بوتين المزدوجة بإيران
عوديد غرانوت - محلل سياسي

•إن الزيارة الخاطفة التي قام بها نتنياهو إلى موسكو هي استمرار مباشر للقائه مع الرئيس بوتين في سوتشي على ساحل البحر الأسود، في آب/أغسطس الماضي. في تلك المحادثة أيضاً قال رئيس الحكومة للرئيس الروسي إنه عند الحاجة لن تتردد إسرائيل في التحرك وحدها أيضاً لمنع تمركز إيران في سورية ولبنان.

•يدل تواصل الاجتماعات في روسيا على أن إسرائيل لم تهدأ بعد، وربما العكس هو الصحيح. هناك سلسلة طويلة من المؤشرات التي تدل على أن إسرائيل لا تزال قلقة مما يحدث على حدودها الشمالية. ويتجلى هذا في الهجمات المنسوبة إلى سلاح الجو ضد مخازن للسلاح تابعة لحزب الله في سورية، وفي التحذير غير المسبوق الذي نشره الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي في وسائل إعلامية لبنانية من تحويل لبنان إلى مخزن ضخم للصواريخ الإيرانية". كما يشمل هذا كلام وزير الدفاع، أمس، الذي تحدث عن جهود إسرائيل لاستنفاذ "كل وسائل الضغط السياسي" لمنع الوصول إلى حرب لبنان الثالثة.

•في هذا الموضوع تُعتبر روسيا من دون شك العنوان الأساسي، وفي استطاعتها، إذا شاءت، استخدام وسيلة ضغط مهمة على الإيرانيين. ويعتبر الروس علاقتهم بإيران بصفتها "حليفاً استراتيجياً"، وهم بحاجة إلى الإيرانيين من أجل الدفع قدُماً بتسوية سياسية لإنهاء الحرب في سورية، لكن مصالحهم مع إيران ليست متطابقة، بل متعارضة أحياناً. فعلى سبيل المثال ليس واضحاً حتى الآن إذا كانت طهران ستكون شريكة وتحصل على حصص اقتصادية من عملية إعادة إعمار سورية.

•بالإضافة إلى ذلك، فإن الروس الذين غضّوا النظر حتى الآن عن الهجمات المنسوبة إلى سلاح الجو ضد الأراضي السورية، يدركون جيداً أنه إذا اضطرت إسرائيل إلى مهاجمة لبنان أيضاً لمنع تحسين ترسانة حزب الله الصاروخية، فإن هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى نشوب مواجهات واسعة ستعرّض المصلحة الروسية في الشرق الأوسط للخطر وتحبط إنجازاتها في سورية.

•إن الهدف من انضمام رئيس الاستخبارات العسكرية إلى الوفد المرافق لرئيس الحكومة هو إفهام للروس بأن إسرائيل لا تستطيع القبول بنشوء "هلال شيعي" على حدودها الشمالية مع سورية ولبنان، أي التهديد المؤلف من وحدات تابعة لحزب الله وميليشيات موالية لإيران في هضبة الجولان وفي لبنان، مزودة بسلاح إيراني وترسانة صواريخ دقيقة.

•بوتين يبقى هو بوتين الذي يحتفظ بكل الأوراق لنفسه. وحتى بعد اجتماع يوم أمس لا يزال مدى استعداده لكبح الإيرانيين غير واضح. لكن روسيا هي الآن العنوان الأساسي والوحيد تقريباً.

•طبعاً، يعرف الرئيس ترامب جيداً التآمر الإيراني في المنطقة، ويوظف جهداً كبيراً في محاولته تعديل الاتفاق النووي، لكن حتى الآن لم يتعهد بأن تدعم واشنطن خطوة إسرائيلية لإبعاد التهديد الشيعي عن حدودنا إذا احتاج الأمر.

 

"يديعوت أحرونوت"، 30/1/2018
هل تقترب إسرائيل بخطوات حثيثة نحو حرب مدبرة ضد لبنان؟
أليكس فيشمان - محلل عسكري

•إن مجموعة الرسائل التي قامت إسرائيل بتمريرها علناً خلال الأيام القليلة الفائتة، وأساساً إلى الحكومة اللبنانية، والاجتماع الذي عُقد في موسكو بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا يبقيان مكاناً للشك في أن إسرائيل تقترب بخطوات حثيثة نحو "حرب اختيارية"، وبكلمات أوضح نحو حرب مدبّرة ضد لبنان.

•فقد نشر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أول أمس (الأحد) مقالاً في بعض مواقع المعارضة اللبنانية وبعض المواقع الإسرائيلية، أشار فيه إلى أن لبنان أصبح مصنعاً كبيراً للصواريخ، وإلى أن هذه العملية حولته إلى برميل بارود موجّه ضده وضد سكانه. 

•وأمس (الاثنين) أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] أن إسرائيل ستستخدم كل الوسائل السياسية والأُخرى من أجل منع تحويل لبنان إلى مصنع كبير لإنتاج الصواريخ. وهذا يعني عدم استبعاد استخدام القوة. 

•ونشر الروس أمس صورة يظهر فيها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] والسكرتير العسكري لرئيس الحكومة والملحق العسكري الإسرائيلي في موسكو وهم يقدمون شرحاً لوزير الدفاع الروسي قبل دخولهم إلى ديوان الرئيس الروسي. 

•تشير كل هذه الوقائع إلى أن إسرائيل تمارس ضغطاً مكثفاً من أجل ردع الإيرانيين عن إقامة مصانع للصواريخ الدقيقة في سورية ولبنان. فالناطق العسكري يحذر سكان لبنان، ووزير الدفاع يحضّر الرأي العام الإسرائيلي، ونتنياهو يتوجه إلى الروس من أجل تفعيل نفوذهم.

•في السنة الفائتة قدّرت إسرائيل بأن الإيرانيين قاموا بمحاولة لإقامة مصنع لتركيب صواريخ دقيقة بهدف الالتفاف على قدرة إسرائيل على كبح شحنات صواريخ كهذه من سورية إلى لبنان. وذكرت وسائل إعلام أجنبية أنه تم حفر مثل هذا المصنع تحت الأرض وأن إسرائيل تمكنت من اكتشافه، وبادرت إلى ممارسة ضغوط قوية من أجل إغلاقه، ونجحت في تحقيق ذلك. لكن ما يتبين من الأنباء التي نُشرت في الأيام الأخيرة هو أن الإيرانيين لم يتنازلوا عن الفكرة ونقلوا المصنع إلى منطقة أُخرى. 

•وفي 7 أيلول/ سبتمبر 2017 نشرت وسائل إعلام أجنبية أن الجيش الإسرائيلي هاجم مصنعاً للصواريخ الدقيقة في مصياف بالقرب من مدينة حماة في سورية. وسادت تقديرات في إسرائيل بأن الإيرانيين تراجعوا بقدر ما عن فكرة إقامة مصنع كهذا وخصوصاً في لبنان. لكن يتبين الآن أن هذه التقديرات كانت خطأ.

•من الواضح أن إسرائيل تسلقت شجرة عالية في كل ما يتعلق بهذا الموضوع. وهي تعرف أن الخيار المطروح الآن هو إمّا أن تنزل عن الشجرة من دون تحقيق هدفها، أو تضطر إلى استخدام القوة. وفي حال اتخاذ قرار بشن هجوم في لبنان سيدور الحديث بكل تأكيد عن شن حرب، لأن احتمال ردع العدو هناك المتمثل في حزب الله ضئيل للغاية. 

•يدرك وزير الدفاع هذا الأمر، ولذا أكد أمس أن إسرائيل لا ترغب في خوض حرب لبنان الثالثة. ولا شك في أن ليبرمان يعتمد في قوله هذا على وجود أذن صاغية لإسرائيل في موسكو. وفي المقابل يدرك الروس أن نتنياهو هو الزعيم الوحيد في العالم الذي لديه علاقات جيدة مع بوتين ومع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الوقت عينه، ولذا يعتبر أداة عمل حيوية في مقابل الأميركيين. كما أنه يمكن للروس أن يستغلوا تهديدات رئيس الحكومة من أجل كبح النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.

 

•يبدو هذا السيناريو جيداً من الناحية النظرية، لكن من الناحية العملية في حال استمر الإيرانيون في حفر مصانع للصواريخ الدقيقة تحت الأرض، ستكون إسرائيل عالقة في أعلى الشجرة التي تسلقتها، وسيتعين عليها أن تقرّر فيما إذا كانت عملية إقامة مصنعين أو ثلاثة مصانع للصواريخ في لبنان تشكل مبرراً كافياً لحرب مدبرة ضد هذا البلد. كما يتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تطرح هذه المعضلة على الجمهور الإسرائيلي العريض، وأن تخيّره بين شن حرب مدبرة وبين العيش تحت خطر الصواريخ الدقيقة الآخذ في التفاقم.