مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي أمس (الثلاثاء) إن هذا السلاح أجرى يوم الأحد الفائت تمريناً عسكرياً واسعاً بالتعاون مع سلاح البر يحاكي حرباً في عدة ميادين مع التركيز على المنطقة الشمالية.
وأضاف الضابط نفسه أن الهدف من هذا التمرين هو تجهيز سلاح الجو لمواجهة منظومات S300 وS400 المتقدمة المضادة للطائرات في الساحة الشمالية. وأوضح أن سلاح الجو تدرب خلال التمرين على مواجهة هجمات عديدة في فترات زمنية قصيرة. وأشار إلى أن وتيرة إطلاق القذائف التي يتم التخطيط لإطلاقها في اتجاه إسرائيل في حال وقوع حرب في المنطقة الشمالية هي مئات وآلاف القذائف، وبالتالي ستكون المهمة الماثلة أمام الجيش الإسرائيلي هي إحباط إطلاق هذه الصواريخ أو إسقاطها قبل أن تنفجر في الأرض.
وذكر الضابط أن التدريب أُجري بمشاركة طائرات مقاتلة وطائرات هيلوكوبتر وطائرات نقل بالإضافة إلى منظومات الدفاع الجوية ومنظومات الرقابة التابعة لسلاح الجو، مشيراً إلى أنه لأول مرة يتم استخدام طائرات F-35 الجديدة.
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تقيم علاقات علنية وسرية مع كثير من الزعماء العرب، وأكد أن هناك علاقات واسعة النطاق بينها وبين معظم الدول العربية.
وجاءت أقوال نتنياهو هذه في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية لضحايا إغراق سفينة "ألتلينا" أقيمت في القدس أمس (الثلاثاء).
وتطرق نتنياهو إلى ورشة العمل الاقتصادية التي ستُعقد في البحرين الأسبوع المقبل، فقال إن إسرائيل ترحب بهذه الورشة باعتبارها مسعى أميركياً لتحقيق مستقبل أفضل ويهدف إلى حل مشاكل منطقة الشرق الأوسط. وأوضح أن إسرائيليين سيحضرون هذه الورشة.
كما أشار رئيس الحكومة إلى قمة مستشاري الأمن القومي الأميركي والروسي والإسرائيلي التي ستُعقد في القدس في مطلع الأسبوع المقبل، فأكد أنها مهمة جداً ومن شأنها أن تضمن الاستقرار في الشرق الأوسط في فترة هائجة وحساسة. وشدّد على أن هذه القمة الثلاثية التي تجمع بين الدولتين العظميين في إسرائيل تدل على مكانة إسرائيل الحالية في الساحة الدولية.
وجهت الولايات المتحدة دعوة إلى المنسق السابق لشؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق [المحتلة] اللواء احتياط يوآف مردخاي للمشاركة في الورشة الاقتصادية التي ستُعقد في البحرين الأسبوع المقبل في إطار الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة باسم "صفقة القرن".
وكان البيت الأبيض أعلن أنه لن يوجه الدعوة إلى مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية لحضور الورشة. وأضاف أنه تم توجيه دعوة إلى رجال أعمال فلسطينيين لحضور الورشة وليس إلى مسؤولين في السلطة الفلسطينية.
ذكرت مصادر فلسطينية في قطاع غزة أمس (الثلاثاء) أن إسرائيل زادت مساحة الصيد قبالة شواطئ القطاع إلى 10 أميال بحرية.
وأكدت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى ذلك.
ويأتي هذا القرار بعد أسبوع من فرض طوق بحري شامل على القطاع على خلفية تصاعد عمليات إطلاق البالونات الحارقة من القطاع في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، وكذلك في ظل الحديث عن تطبيق جزء جديد من تفاهمات التهدئة.
على صعيد آخر، من المقرر أن يزور وفد أمني مصري من جهاز الاستخبارات العامة إسرائيل ورام الله وغزة غداً (الخميس) بهدف تثبيت تفاهمات التهدئة في مقابل تخفيف الحصار الإسرائيلي.
وقالت مصادر فلسطينية في غزة إن الوفد المصري سيتوجه بداية إلى القدس لعقد لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين تتعلق بملف الوساطة الذي تقوده القاهرة لتثبيت تفاهمات التهدئة في القطاع، ويتوجه بعد ذلك إلى رام الله للقاء مسؤولين في السلطة الفلسطينية، ثم إلى قطاع غزة للقاء مسؤولي الفصائل الفلسطينية.
شارك سكان القرى الدرزية الأربع في هضبة الجولان [المحتلة] أمس (الثلاثاء) في إضراب عام احتجاجاً على مشروع نصب مراوح عملاقة لتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح في الأراضي الزراعية التابعة لقرية مجدل شمس.
كما نظم الأهالي تظاهرة رافضة إقامة هذا المشروع على أراضيهم، أكدوا خلالها أن المشروع ينطوي على عواقب وخيمة للبيئة والصحة والزراعة.
وهددت المرجعيات الدينية في الجولان بفرض حرمان ديني واجتماعي على كل من يقوم بتأجير أراضيه لإقامة المشروع.
بلّغت النيابة الإسرائيلية العامة المحكمة العليا أول أمس (الاثنين) أن إجلاء قرية خان الأحمر البدوية الفلسطينية سيتأخر حتى منتصف كانون الأول/ديسمبر المقبل على الأقل.
وجاء هذا التبليغ في سياق رد للنيابة العامة على طلب التماس قدمته جمعية "رجافيم" اليمينية إلى المحكمة العليا دعت فيه إلى إصدار أمر يطالب الدولة بأن تشرح لماذا لا تنفذ أمر هدم خان الأحمر ووضع جدول زمني لهدم القرية.
وأشار رد النيابة العامة إلى أن التأجيل نجم عن إجراء انتخابات عامة في نيسان/أبريل الفائت لم تسفر عن تأليف حكومة جديدة، وكذلك عن التوجه إلى انتخابات أُخرى يوم 17 أيلول/سبتمبر المقبل.
وجاء في الرد أيضاً أن توقيت الإجلاء سيتم تحديده من جانب المستوى السياسي، مع مراعاة مجمل الاعتبارات المطلوبة لهذه المسألة.
وطلبت النيابة العامة من المحكمة تأجيل تقديم رد الدولة على طلب الالتماس إلى يوم 16 كانون الأول/ديسمبر المقبل.
وأشارت جمعية "رجافيم" في طلب الالتماس إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو صرح خلال مقابلة تلفزيونية قبل الانتخابات السابقة بثلاثة أيام أن إجلاء خان الأحمر سيتم قريباً جداً.
- قد تبادر إيران إلى تصعيد المواجهة مع الولايات المتحدة قريباً ـ هذا هو التقدير الذي يزداد ترجيحاً لدى أجهزة الاستخبارات في إسرائيل والدول الغربية. طبقاً للتحليلات الاستخباراتية هذه، تُلاحَظ لدى النظام الإيراني خيبة أمل عميقة جرّاء عدم قدرته، حتى الآن، على إجبار الولايات المتحدة على إعادة النظر في العقوبات المشددة التي فرضتها على إيران والشركات التي تتاجر معها، وهي العقوبات التي خلقت أزمة اقتصادية خطِرة في إيران. وعلى هذه الخلفية، لا تستبعد التقديرات الاستخباراتية لجوء إيران إلى إطلاق عمليات تحرُّش عند أحد الحدود مع إسرائيل، بغية تصعيد أجواء الأزمة الإقليمية وإجبار إدارة ترامب، بالتالي،على إعادة النظر في خطواتها، بصورة عاجلة وملحة.
- كانت إيران قد شرعت في تصعيد إجراءاتها في منطقة الخليج الفارسي منذ مطلع أيار/مايو المنصرم، رداً على تشديد العقوبات الأميركية التي وضعت ضغوطاً ثقيلة جداً على اقتصادها. قبل ذلك، كانت التقديرات الإسرائيلية والغربية تشير إلى أن الإيرانيين يناورون لتمرير الوقت وأنهم يأملون بأن تؤدي خسارة دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 إلى التخفيف من حدة السياسة التي تعتمدها الولايات المتحدة في مسألة المشروع النووي الإيراني. لكن سلسلة الخطوات الإيرانية التي شملت أيضاً ضرب حاويات النفط في الخليج وإرسال طائرات من دون طيارين لضرب منشآت نفطية سعودية (من دون تحمّل المسؤولية عن ذلك)، دلت على تغيير في المنحى السياسي الإيراني: إيران تصعّد من خطواتها على أمل بعودة الولايات المتحدة إلى مائدة المفاوضات.
- لكن هذه النتيجة المرجوة لم تتحقق حتى الآن. لم يبدِ الأميركيون قلقاً حيال هذه التطورات ولم يبد الرئيس ترامب، حتى الآن، علامات انجرار إلى حرب تهديدات علنية مع الإيرانيين. ولم تردّ سوق النفط، أيضاً، بارتفاع حاد في أسعار النفط، مثلما كانت تتمنى إيران حيال اعتماد اقتصادها الكلي، تقريباً، على الصادرات النفطية. ولم يحصل أي تغيير في هذه الأمور حتى بعد الهجوم الثاني على حاويات النفط، الأسبوع الماضي. إيران نفسها تنفي أي علاقة لها بالهجمات المتكررة وتلمح إلى أن الأمر مجرد عمل استفزازي من جانب طرف آخر يقصد توريطها مع الولايات المتحدة.
- الخطوة الوحيدة التي اتخذها الأميركيون حتى الآن هي نشر البيان - فجر يوم أمس - بشأن إرسال نحو ألف جندي إضافي آخر إلى منطقة الشرق الأوسط، حيال استمرار الأزمة. "الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكد المعلومات الاستخباراتية التي في حيازتنا بشأن سلوك عدواني من جانب القوات الإيرانية ومجموعات تشغلها إيران"، قال أمس القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي، باتريك شنهان، الذي سيُخلي منصبه قريباً، "وهو ما قد يعرّض مواطنين أميركيين ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة للخطر". وفي إثر القرار بإرسال جنود أميركيين إضافيين، دعت روسيا جميع الأطراف إلى التعقل وضبط النفس.
- نظراً إلى أن الأزمة تتطور بصورة بطيئة، قد تجد إيران نفسها مضطرة إلى اتخاذ مبادرة ترمي إلى تصعيدها، وهو ما يمكن أن يحصل، أيضاً، من خلال استدراج إسرائيل إلى قلب الأحداث. على هذه الخلفية يأتي ذكر السيناريو الذي يتحدث عن إجراء التفافي، بواسطة أحد التنظيمات التي تشغلها إيران في المنطقة، مثل الميليشيات الشيعية التي يوجد مقاتلوها في جنوب سورية، أو حتى عملية يقوم بها حزب الله أو عناصر مرتبطة به في الجنوب اللبناني.
- في الخطاب الذي ألقاه في حفل إحياء ذكرى شهداء سفينة ألتلينا الذي أقيم أمس، تطرق رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، إلى الوضع الإقليمي، فقال: "إننا نحذر حزب الله من مغبة إخضاع الدولة اللبنانية للأجندات الإيرانية، كما نحذر لبنان من مغبة تحويله إلى قاعدة لمهاجمة إسرائيل". وأضاف: "لسنا متحمسين للحرب، لكن الجيش الإسرائيلي جاهز ومستعد للرد على أي تهديد وعلى أي سيناريو. لن تقف دولة إسرائيل على الحياد. سنفعل كل ما هو مطلوب كي يواصل مواطنو إسرائيل النوم بهدوء".
- يقيم الجيش الإسرائيلي، هذا الأسبوع، تدريبين واسعين كانا قد تقررا في وقت سابق، طبقاً لخطة التدريبات السنوية. في شمال البلاد، يقام تدريب بمشاركة وحدات عسكرية نظامية وأُخرى احتياطية. وفي موازاة ذلك، بالتزامن معه، يجري تدريب واسع لسلاح الجو. وقال رئيس قسم التدريبات في سلاح الجو، العقيد (أ)، للصحافيين إن التدريب يحاكي عمليات قتالية متزامنة على جبهات متعددة ويشمل شن غارات عديدة خلال فترة زمنية قصيرة جداً وتقديم مساعدة واسعة للقوات البرية. ويتدرب الجنود، أيضاً، على اختبار جهوزية التصدي لمنظومات الدفاعات الجوية المتطورة، مثل "S 300" و"S 400"، إضافة إلى وسائل قتالية وتكنولوجية لم يحصل عليها حزب الله والجيش السوري بعد.
- ويعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية- الأمنية جلستين له هذا الأسبوع، وهو أمر استثنائي في الفترة الأخيرة بين جولتين انتخابيتين، إذ من النادر استعانة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو به في مثل هذه الأوقات عادة. ومن المقرر أن يعقد المجلس الوزاري المصغر اليوم جلسته الثانية لهذا الأسبوع.
- يُفترض بأفيغدور ليبرمان أن يكون في انتخابات أيلول/سبتمبر 2019 الوشيكة "رفـول" [رفائيل إيتان ـ رئيس سابق لهيئة أركان الجيش ووزير سابق في إسرائيل] انتخابات 1992. فقد حصل رفول آنذاك على ثمانية مقاعد، بعد أن نجح في استمالة صقور علمانيين معارضين للحريديم [اليهود المتشددون دينياً]، ممن أرادوا اعتماد قبضة حديدية ضد الإرهاب، وفاعلية أمنية، وعارضوا في المقابل الإكراه الديني ونفروا من التطفل الحريدي الممأسَس. وعشية تلك الانتخابات، صرح بأنه يعتزم الانضمام إلى ائتلاف حكومي مع الليكود أو مع العمل بحسب أيهما يقبل مواقفه أو مع كليهما معاً. وبعد أن حقق العمل برئاسة رابين الفوز في الانتخابات، قرر رفول البقاء في المعارضة.
- يتهم الليكود ليبرمان بالمسؤولية عن الاضطرار إلى إعادة الانتخابات. والحقيقة هي أنه بعد 42 يوماً حاول خلالها تأليف حكومة جديدة، لم يكن بنيامين نتنياهو قد توصل إلى أي اتفاق مع أي من الأحزاب. وأيقنت جميع الأحزاب أن في وسعها ممارسة الضغط الذي تريده عليه، لأن ما كان يشغله هو ليس مصير حكومته ولا مصيره السياسي، وإنما مصيره الشخصي. كان كل حزب يدرك أن في مقدوره حرمانه القدرة على تأليف حكومة جديدة وسلبه حريته الشخصية في الوقت نفسه. كان كل حزب يدرك أنه يستطيع الدفع به إلى مقاعد المعارضة، ثم إلى ما وراء القضبان لاحقاً.
- لا تقعوا فريسة الارتباك ولا تدعوا البلاغة تخدعكم. لا تشتروا البضاعة القديمة المستعمَلة؛ الانتخابات المقبلة ليست صراعاً بين اليمين واليسار، بين الحمائم والصقور، بين الرأسماليين والاشتراكيين ـ الديمقراطيين. الانتخابات هي معركة على الحصانة. نقطة. لذا يبذل نتنياهو كل ما في وسعه من جهود جبارة من أجل توحيد المتدينين والحريديم، القومجيين المتعصبين والمخبولين، ورصّهم في بلورات كبيرة. فهو يعلم أن شرخاً قد حدث لدى كثيرين من مصوّتي الليكود، وأن أشخاصاً كثيرين أدركوا أنه يطلب أصواتهم من أجله هو لا من أجلهم هم، ولغايات شخصية لا قومية، وكي ينجو من أفعاله لا كي ينفذ أعمالاً.
- يستطيع حزب "أزرق أبيض" العثور على لـُقىً هنا وهناك بين الجمهور الليكودي، لكن هذا الحزب يبدو، حتى الساعة على الأقل، فاقداً الدافعية الحقيقية، كأنه حزب بحذاء منزلي. سينزل إلى أرض الملعب بالتركيبة ذاتها، وربما يضع في المكان الخامس أورلي ليفي - أبكسيس [عضو كنيست سابقة، خاضت الانتخابات الأخيرة في قائمة مستقلة أخفقت في اجتياز نسبة الحسم] التي تشير نتائج الانتخابات الماضية إلى أن قوتها تعادل مقعدين اثنين بالتأكيد.
- حزب العمل من جهته، سيمر بعملية تفكيك وإعادة تركيب. والجناح اليميني والصقري منه سيلتحق بحزب وسط، على شاكلة "أزرق أبيض" أو كديما. أمّا الجناح اليساري والحمائمي فسيتّحد مع حزب ميرتس ليؤسسا حزباً يسارياً صريحاً معلـناً وواثقاً بنفسه. لكن هذا لن يحصل الآن فجأة أو اليوم. الانتخابات المقبلة هي امتحان فجائي ولا متسع من الوقت فيه للتجدد السياسي.
- في الانتخابات التمهيدية الداخلية [برايميرز] الأخيرة لحزب العمل فاز عمير بيرتس بالمرتبة الثانية، بعد رئيس الحزب آفي غباي. كان ثمة مَن حذر من أن غباي سيحقق النتائج الأسوأ في تاريخ هذا الحزب، غير أن الرفاق رفضوا الإصغاء فكادوا يحصدون صفراً من المقاعد. بعد تلك الحادثة المؤسفة التي سبّبها غباي، والتي كان في إمكان أي ممتحن سير سياسي ـ حزبي توقعها مسبقاً، يجب الآن الإسراع في انتخاب عمير بيرتس لرئاسة الحزب. لن يكون في مقدوره إحداث انقلاب، ولا حتى انقلاب صغير، لكنه الوحيد القادر على نقل مقعدين - ثلاثة من الليكود.
- يمتاز حزب العمل، ضمن ما يمتاز به، بقلة احترام نفسه وقادته. خذوا إيتسيك شمولي مثالاً. إنه برلماني نشيط ومجتهد، عمل كثيراً من أجل الفئات المستضعفة، لكن كل تجربته تتلخص في ست سنوات من عضوية الكنيست. لم يتول إدارة شيء من قبل سوى مساعد برلماني ومستشار إعلامي. حين يتنافس الآن على رئاسة الحزب، بل ويتعهد أيضاً بإحداث تغيير في الحزب وفي الدولة (!)، يبدو لي أن في الأمر طموحاً مبالغاً فيه في أفضل الأحوال وكثيراً من جنون العظمة في أسوئها.
- أو خذوا، مثلاً، ستاف شافير، الفعالة بامتياز، التي يمكن رؤيتها قائدة للحزب بعد عقد من الزمن بالتأكيد. بالنسبة إلى سنها المبكر، تقول إن "أشخاصاً أقل مني سناً أقاموا الدولة". أمّا الادعاء بشأن قلة تجربتها الإدارية فيثير حنقاً شديداً لديها: "ما معنى أنني لم أتول إدارة شيء في حياتي؟ لقد توليتُ إدارة لجنة الشفافية". صحيح أنها كانت صاحبة المبادرة إلى إقامة لجنة الشفافية وإتاحة المعلومات الحكومية للجمهور الواسع وتولت رئاستها، لكن يبقى الحديث هنا عن رصيد هوائي، بل فارغ حتى، لا يؤهل للمطالبة بصولجان القيادة.
سيدور السجال السياسي في الانتخابات المقبلة بأصوات خفيضة، لا بل بالهمس، هذا إن جرى أصلاً. لن يتحدثوا فيها عن السلام، ولا عن التسوية، ولا عن إنهاء الاحتلال أو تقليصه. قد تكون النتيجة الأفضل تأليف حكومة يمين - وسط، حكومة "أزرق أبيض" مع الليكود من دون نتنياهو. أمّا اليسار فسيضطر إلى انتظار فرصة أُخرى.