مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن الجيش أنهى أمس (الخميس) تدريباً واسعاً هو الأضخم الذي أجراه منذ سنتين، وأشار إلى أن قوات من أسلحة الجو والبر والبحر شاركت فيه وتم التركيز خلاله على التعامل مع التهديدات التي تشكلها الجبهة الشمالية.
وأضاف البيان أن التدريب حاكى سيناريوهات قتالية في مناطق آهلة في لبنان ضد عدو يتخفى تحت الأرض ومزوّد بأسلحة متطورة.
وأفاد البيان أنه تم التدرب على قدرات جديدة يتم تطويرها في الجيش الإسرائيلي ومن المتوقع أن يتم دمجها في خطة "تنوفاه" المتعددة السنوات، والتي تستند إلى خطة عملانية لتحقيق انتصار، وتتم بلورتها بقيادة رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال أفيف كوخافي. وأضاف أنه في إطار هذا التدريب جرى التمرن على قدرات المناورة والحماية المتعددة المستويات، بالإضافة إلى سيناريوهات اقتحام قوات خاصة وضربات مكثفة بالنيران والاستخبارات وتفعيل طائرات مسيّرة من دون طيار من جانب القوات القتالية. كما تم التدرب على الانتشار الواسع لتعميق الضربات في صفوف العدو.
وأشار البيان إلى أنه بموازاة ذلك جرى التدريب السنوي لسلاح الجو وشمل جميع تشكيلاته، بمشاركة المئات من جنود الاحتياط، وجرى التركيز فيه على رفع جهوزية السلاح واستعداده لسيناريوهات قتالية متصاعدة في أوقات قصيرة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين أذرع سلاحي الجو والبر. كما حاكت منظومات الدفاع الجوية سيناريوهات تطلبت اعتراض عدد كبير من القذائف الصاروخية.
وأجرى سلاح البحر تمرينات متنوعة على سيناريوهات لمحاكاة قتال في الجبهة الشمالية، حيث تدربت قوات هذا السلاح على مواجهة عدو في البحر والتعامل مع تحديات استراتيجية عديدة تتعلق برفع الجهوزية في حالات الطوارئ.
ووفقاً لبيان الناطق العسكري، حاكت قوات سلاح البحر تفعيل قدرات دفاعية وهجومية من خلال سفن الصواريخ والغواصات وسفن الأمن العام ووحدات التخطيط والسيطرة.
دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الدول المُحبة للسلام إلى دعم الولايات المتحدة في الأزمة الأخيرة مع إيران، بعد أن أسقطت هذه الأخيرة طائرة أميركية مسيّرة من دون طيار، وأكد وقوف إسرائيل إلى جانب واشنطن.
وقال نتنياهو في بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أمس (الخميس)، إنه "خلال الساعات الـ24 الأخيرة كثفت إيران عدوانها ضد الولايات المتحدة وضدنا جميعاً". وأضاف "أكرر دعوتي كل الدول المُحبة للسلام إلى الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في جهودها لوقف العدوان الإيراني. إن إسرائيل تقف مع الولايات المتحدة في هذا الأمر".
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن أمس إسقاط طائرة استطلاع اميركية من طراز "غلوبال هوك" في أثناء اختراقها المجال الجوي الإيراني بالقرب من مضيق هرمز.
وأكد البنتاغون قيام القوات الإيرانية بإسقاط الطائرة المسيّرة لكنه أكد أنها كانت في الأجواء الدولية.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن إيران ارتكبت خطأ جسيماً.
وحذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن أي استخدام للقوة من جانب الولايات المتحدة ضد إيران سيقود إلى كارثة في المنطقة.
سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الخميس) بنشر نبأ قيام جهاز الأمن العام ["الشاباك"] بالتعاون مع الشرطة الإسرائيلية يوم 17 نيسان/أبريل الفائت باعتقال المواطن الأردني ثائر شعفوط (32 عاماً) الذي تعود أصوله إلى مدينة الخليل في الضفة الغربية بشبهة الدخول إلى البلد بتعليمات من إيران لإقامة شبكة أعمال تجارية في إسرائيل والضفة تكون غطاء لجمع معلومات استخباراتية ونقلها إلى طهران.
وذكر بيان صادر عن جهاز "الشاباك" أن العلاقة بين شعفوط والاستخبارات الإيرانية بدأت في لبنان حينما التقى عميليْن إيرانييْن يتحدثان العربية.
وأشار البيان إلى أن شعفوط اجتمع عدة مرات مع مشغليه في سورية ولبنان خلال السنتين الأخيرتين. وفي أثناء وجوده في إسرائيل بدأ بإجراء اتصالات بجهات في البلد لمساعدته على القيام بمهمته. وزودت الاستخبارات الإيرانية شعفوط بوسائل اتصالات مشفرة استخدمها للاتصال بها وتلقّي معلومات من خلالها.
وأضاف البيان أن الاستخبارات الإيرانية اعتزمت استخدام شعفوط لتحويل أموال إلى عناصر إرهابية في الضفة الغربية وإسرائيل، وأنه كان ينوي السفر إلى إيران من أجل استكمال تدريباته كجاسوس والمشاركة في دورات متقدمة في مجال التجسس والاستخبارات.
وقدمت النيابة العسكرية الإسرائيلية لائحة اتهام ضد شعفوط إلى المحكمة العسكرية في الضفة الغربية تنسب إليه تهم التخابر مع العدو، وإقامة علاقات مع تنظيم معادٍ، والتآمر لإدخال أموال العدو إلى المنطقة.
شنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هجوماً حاداً على معسكر اليسار في إثر التصريحات التي أدلى بها الرئيس السابق لجهاز الموساد شبتاي شافيط وقال فيها إن ناخبي نتنياهو هم أناس مغفلون يفتقرون إلى الفهم العميق والأخلاق الحميدة.
وقال نتنياهو في بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أمس (الخميس)، إن اليسار سبق أن نعت ناخبي الليكود بأنهم رعاع ومقبلو تمائم وبوتات إنترنت [ذباب إلكتروني] والآن ينعتهم بأنهم مغفلون. وأضاف أنه يبدو أنه ليس هناك حد لنظرة اليسار الاستعلائية تجاه ناخبي الليكود، وأكد أن الرد على ذلك سيكون في صناديق الاقتراع خلال الانتخابات التي ستجري يوم 17 أيلول/سبتمبر المقبل.
وكان شافيط قال في سياق مقابلة أجرتها معه صحيفة "معاريف" أمس، إن القاعدة الانتخابية لنتنياهو هي عبارة عن أشخاص مغفلين ذوي مستوى أخلاقي متدنٍّ. وأضاف أنه في حال سيطرة وزير المواصلات بتسلئيل سموتريتش ["اتحاد أحزاب اليمين"] وأمثاله على مقاليد الحكم في إسرائيل فلن يبقى فيها.
أعلنت الأحزاب العربية الأربعة في إسرائيل حداش [الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة] وبلد [التجمع الوطني الديمقراطي] وتعل [الحركة العربية للتغيير] ورعم [القائمة العربية الموحدة] عزمها خوض الانتخابات للكنيست الـ22 في قائمة واحدة.
وجاء هذا الإعلان في سياق بيان صادر عن الأحزاب الأربعة في ختام الاجتماع الذي عقدوه أمس (الخميس)، وأكدوا فيه التزامهم الكامل بالقائمة المشتركة كخيار وحيد لخوض الانتخابات وضرورة الإسراع في إتمام تشكيلها للانطلاق في حملة انتخابية قوية لتقوية التمثيل السياسي للجماهير العربية. كما أكدوا أن الأسباب والدوافع لإقامة القائمة المشتركة سنة 2015 لم تنخفض بل زادت، وأن التحديات السياسية المقبلة تحتّم الوحدة.
وأوضح البيان أن المجتمعين ناقشوا آليات صوغ برنامج سياسي للقائمة المشتركة وكذلك برنامج مفصّل للعمل البرلماني وخطة استراتيجية وإدارية، كما بحثوا سبل زيادة المشاركة الشعبية والجماهيرية في عمل القائمة المشتركة، وذلك عبر تشكيل طواقم عمل وطواقم استشارية تساهم في دعم العمل البرلماني.
وأكد المجتمعون أن نتائج الانتخابات الأخيرة شكلت ضربة قوية للعمل السياسي العربي عموماً، وأن هناك ضرورة لاستخلاص العبر منها والعمل على العودة إلى القائمة المشتركة والالتزام بها ليس كخيار للأحزاب فقط بل تلبية لمطلب المجتمع العربي.
وقرر المشاركون في الاجتماع تكثيف جلسات التفاوض للتوصل إلى اتفاق نهائي يشمل البرنامج السياسي وخطة العمل وتركيبة القائمة وهيكليتها التنظيمية. وأكّدوا جميعاً أنهم متفقون على إقامة القائمة المشتركة وأن الحوار والنقاش هو بشأن التفصيلات لضمان نجاح القائمة وتحقيق الأهداف المرجوة منها.
- "تريتون MQ-4C" - الصيغة البحرية من "غلوبال هوك RQ-4"، من إنتاج الصناعة الأميركية - هي طائرة التجسس المسيّرة من دون طيار التي أسقطتها إيران فوق مضيق هرمز اليوم (الخميس)؛ وهي الإنتاج التكنولوجي الأكثر تطوراً بين هذه الطائرات التجسسية في الولايات المتحدة وفي العالم بصورة عامة. إنها أول مرة يتم فيها إسقاط هذه الطائرة المتطورة جداً.
- لا تقتصر أبعاد إسقاطها في مياه الخليج الفارسي على خسارة عشرات ملايين الدولارات فقط، وإنما تتعداها أيضاً إلى التخوف الحقيقي الأكبر من احتمال سقوط أجزاء من هذه الطائرة، وبصورة خاصة المجسات المثبتة عليها ـ وهي بين الأكثر تطوراً وسرّية التي تستخدمها الولايات المتحدة - في أيدي الإيرانيين.
- يوجد على هذه الطائرة من دون طيار جهاز رادار ومجسات ضوئية، نهارية وليلية، وكاميرات تصوير قادرة على التقاط الصور من ارتفاع نحو 20 كيلومتراً. بعد إسقاط الطائرة يمكن الافتراض أن الإيرانيين سيبذلون جهوداً جبارة من أجل انتشالها وانتشال أجزاء منها سقطت في مياه الخليج. وإذا ما نجح الإيرانيون في وضع أيديهم على هذه الطائرة، فمن المرجح أن يحاولوا إنتاج مجسات مماثلة بواسطة "الهندسة العكسية"، ومن شبه المؤكد أنهم سيحاولون بيع هذه التكنولوجيا إلى الصين أو كوريا الشمالية. كما أن من شأن الاستيلاء على هذه المجسات تمكين الإيرانيين، أيضاً، من معرفة المضامين الاستخباراتية التي يستطيع الأميركيون الحصول عليها من خلال استخدامهم طائرة التجسس من دون طيار من طراز "غلوبال هوك". ومن المؤكد أن هذا سيثير، أيضاً، اهتمام الصين، وروسيا وكوريا الشمالية. ولذا فإن الضرر الناجم عن إسقاط هذه الطائرة جسيم وخطر جداً.
- لإيران تجربة سابقة في الهندسة العكسية لطائرة من دون طيار. فقبل ثماني سنوات، أسقطت طائرة شبح من دون طيار من طراز RQ-170 - من الأكثر تطوراً لدى الولايات المتحدة - عند الحدود مع أفغانستان. وبعد ثلاث سنوات عرضت إنتاجاً محلياً يسمى "الحيوان من قندهار"، كان صيغة تحاكي تلك الطائرة، بسبب عملها في أفغانستان. وفي إثر الاستيلاء عليها من جانب إيران، طلبت الولايات المتحدة ردّها إليها، لكن طلبها قوبل بالرفض. وقبل سنتين، أُسقطت طائرة إيرانية من دون طيار في إثر اختراقها الحدود الإسرائيلية. وقد أفادت التقارير آنذاك بأن تلك الطائرة هي محاكاة للنموذج الأميركي المتطور.
- إن السباق على انتشال حطام الـ"غلوبال هوك"، وخصوصاً مجساتها، من مياه الخليج الفارسي، قد يؤدي إلى صدام ومواجهة عنيفة بين القوة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني وبين القوات البحرية الأميركية التي تطوف في مياه الخليج.
- وما لا يقل أهمية عن هذا، أن إسقاط الطائرة والحاجة الأميركية الملحة إلى منع وقوعها في أيدي الإيرانيين، كما الحاجة الأميركية أيضاً إلى القيام بردة فعل عقابية ورادعة لهم، جرّاء تعرضهم للطائرة الأميركية بينما هي في المجال الجوي الدولي - كلها أمور - قد تدفع بالأميركيين إلى إدخال حاملة الطائرات التابعة لهم، "أبراهام لنكولن"، مع الوحدة البحرية الكبيرة التي ترافقها إلى داخل مياه الخليج الفارسي.
- لهذا الغرض، يتعين على الوحدة العسكرية البحرية وحاملة الطائرات العبور في مضيق هرمز الذي كان الإيرانيون قد هددوا بإغلاقه بالقوة. في هذه الأثناء، تطوف حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن" في منطقة خليج عُمان، لأن الأميركيين لم يكونوا معنيين، حتى الآن، بالإقدام على خطوة قد يتم تفسيرها بأنها تحرش بالإيرانيين، وربما تعرّض القطع البحرية الأميركية إلى الخطر. الآن، وفي أعقاب إسقاط طائرة التجسس من دون طيار، إذا ما عبرت حاملة الطائرات والوحدة العسكرية البحرية المرافقة لها مضيق هرمز إلى داخل مياه الخليج الفارسي - فقد يشكل الأمر بؤرة جديدة للتوتر والصدام العسكري المحتمل.
- وكان الناطق بلسان القيادة المركزية للجيش الأميركي والمسؤول عن الشرق الأوسط قد صرح، في وقت سابق، بـأنه "لم تحلق أي طائرة أميركية في سماء إيران اليوم"، لكنه لم ينفِ، مطلقاً، الادعاء أن الطائرة قد أسقِطت. وبعد مضي وقت غير طويل، أكد مسؤول أميركي رفيع أن الإيرانيين أسقطوا طائرة التجسس من دون طيار فعلاً.
- يبدو أن الطائرة الأميركية من دون طيار كانت تحلق فوق المياه الدولية في الخليج الفارسي، قرب إقليم هرمزجان، المتاخم لمضيق هرمز في جنوب إيران. ومن هنا، ربما قام الإيرانيون بإسقاطها كي لا تتمكن من تعقّب ورصد نشاطاتهم العسكرية في المنطقة. في مثل هذه الحالة، يكون الإيرانيون قد انتهكوا القانون الدولي بإسقاطهم الـ"غلوبال هوك".
- تحلق طائرة الـ"غلوبال هوك"، عادة، على ارتفاع عال، وهو ما يجعل من الصعب جداً إسقاطها. ومع ذلك كان الإيرانيون قد نقلوا إلى الخليج الفارسي مؤخراً بطاريات S-300، التي اشتروها من روسيا، كما نقلوا بطاريات صواريخ مضادة للطائرات حديثة جداً وقادرة على إسقاط طائرة "غلوبال هوك"، حتى وهي تحلق على ارتفاع شاهق جداً.
- الطائرة من دون طيار التي تم إسقاطها هي "تريتون MQ-4C"، الصيغة البحرية من "غلوبال هوك RQ-4"، وهي من بين الطائرات من دون طيار الأكبر في العالم. يعادل طول هذه الطائرة طول الطائرة من دون طيار من طراز "إيتان"، وهي الطائرة الأكبر لدى سلاح الجو الإسرائيلي، لكن الجناحين فيها طويلان جداً ـ 40 متراً، في مقابل 26 متراً في "إيتان".
- يبلغ ثمن طائرة "تريتون MQ-4C" من دون طيار 182 مليون دولار وهي قادرة على استطلاع ورصد 100.000 كيلومتر يومياً، أي ما يعادل خمسة أضعاف مساحة دولة إسرائيل. حلقت هذه الطائرة من دون طيار في رحلتها الجوية الأولى سنة 2013 في ولاية كاليفورنيا، وفي السنة الماضية فقط تم إدخالها إلى النشاط العملاني في الأسطول الأميركي.
- تم تصميم طائرة "تريتون MQ-4C" من دون طيار وإنتاجها، كما ذكرنا آنفاً، كصيغة محدثة من طراز "غلوبال هوك"، الطائرة الأولى من دون طيار التي قطعت المحيط الهادئ، في رحلة جوية من اسكتلندا إلى أستراليا، وذلك سنة 2001. آنذاك، حطمت "غلوبال هوك" الرقم القياسي العالمي في مسافة التحليق لطائرة من دون طيار ـ 13219 كيلومتراً، في رحلة جوية دامت 22 ساعة. أمّا الوقت الأطول الذي حلقت هذه الطائرة خلاله بصورة متواصلة وخلال عمليات قتالية فقد استمر 32.5 ساعة.
- تستطيع طائرة "تريتون MQ-4C" من دون طيار، أيضاً، البقاء في الجو وقتاً يزيد على 30 ساعة، على ارتفاع 17.000 متر وبسرعة حتى 330 عقدة (العُقْدَةُ هي وحْدة سرعة تُستخدم للسفن والطائرات وتُعادل ميلاً بحرياً أو جغرافياً واحداً - 1.852 كيلومتر في الساعة). بين التغييرات التي أُدخلت في الصيغة البحرية، يمكن الإشارة إلى شكل الجناح، منظومات إذابة الجليد ومنظومات الحماية من الصواعق البرقية. تمكّن هذه القدرات الطائرة من دون طيار من التحليق على ارتفاع منخفض بين الغيوم، بغية الإطلال عن قرب على السفن والأهداف الأُخرى. لكن عملياً، ليس من المتوقع أن تكون هذه الطائرة جاهزة تماماً للمهمات العملانية قبل العام 2023.
- من المتوقع أن يُعقد في إسرائيل، في نهاية حزيران/يونيو الحالي، لقاء بين مستشاري شؤون الأمن القومي في الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل. إنه إنجاز لسياسة إسرائيل التي تحسن توجيه نفسها بين المصالح الروسية والأميركية وتشكيل عنصر مشارك في الحوار بين الدول العظمى في مسألة مستقبل سورية والتدخل الإيراني فيها. بالنسبة إلى الولايات المتحدة وروسيا، يمثل الأمر خطوة أُخرى في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الحوار الذي يجري بينهما وتركيزه على القضايا الخلافية. سنحاول في هذه المقالة تبديد جزء، على الأقل، من الضباب الذي يحيط بهذا اللقاء.
- لم يُنشر شيء، بعد، عن مضامين اللقاء الذي يُعقد بهيئة استثنائية. لكن يتضح من تقارير وسائل الإعلام العالمية أن الهدف منه هو بحث التسوية في سورية. في هذا الإطار، سيجري البحث في استمرار تدخل إيران في هذه الدولة. لكن يمكن أن نقدّر أنه حيال تعميق الحوار بين روسيا والولايات المتحدة، ستكون لهذا اللقاء أيضاً أهمية سياسية قائمة بذاتها وسيعالج أيضاً، كما يبدو، قضايا دولية مطروحة على جدول أعمال الدول العظمى.
- يبدو أن النية (من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل على الأقل) تتجه نحو البحث في بلورة سياسة مشتركة بشأن سورية وإيران. أمّا بخصوص سورية تحديداً، فمن المرجح أن تعملا من أجل الدفع نحو تسوية تقوم على أساس مضامين المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف، خلافاً للاتصالات التي تجري في أستانة وتشارك فيها سورية وإيران وتركيا فقط. وهذا بغية الدفع نحو تنفيذ إصلاحات سياسية في سورية. من جانبها، ستطلب روسيا الحصول على قبول واعتراف أميركييْن بالمكانة الرسمية للرئيس بشار الأسد، وبأنه يستطيع المنافسة في الانتخابات القريبة للرئاسة في سورية. وعلى خلفية تفاقم الأزمة بين إيران والولايات المتحدة في منطقة الخليج، ثمة توقع أميركي بالحصول على دعم روسي لسياستها في المسألة الإيرانية، مع التشديد على تفعيل العقوبات بغية إعادة إيران إلى المفاوضات التي ترمي إلى تحسين شروط الاتفاق في الموضوع النووي، إلى جانب تقليص التأثير الإيراني في سورية بصورة خاصة، وفي الشرق الأوسط بصورة عامة.
- لا يجب استثناء إمكان أن يكون التحول في السياسة الروسية في الشرق الأوسط، والذي ينعكس على التقارب مع إسرائيل والتعاون المتزايد معها بعد فترة من الفتور، كما على التوتر المتصاعد مع إيران ومع نظام الأسد على حد سواء، نابعاً، أساساً، من الجهود الروسية للتقارب مع الولايات المتحدة. ويبدو، على الأرجح، أن اللقاء الذي من المخطط أن يُعقد في إسرائيل هو تعبير إضافي آخر عن هذا المنحى.
- تجسد التقارب بين واشنطن وموسكو في الاتصالات الحثيثة التي جرت مؤخراً بين مسؤولين كبار من الجانبين. وفي البرنامج، أيضاً، لقاء قريب مرتقب بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس فلاديمير بوتين في قمة الدول الأعضاء في "مجموعة العشرين" التي ستُعقد في طوكيو، عاصمة اليابان. هذا على الرغم من أنه لا يزال من السابق لأوانه تقدير مدى نجاح هذه السيرورة، بما في ذلك بسبب الضغوط الداخلية التي يتعرض لها كل من الرئيسين لثنيه عن تقديم مكرمات من أجل تحسين العلاقات.
- فيما يتعلق بالرئيس ترامب، يبدو أنه أصبح أكثر تحرراً بعد نشر تقرير المحقق الخاص مولر، ولو في مسألة تعميق الحوار مع روسيا على الأقل. كما يبدو، أيضاً، أن الإدارة الأميركية معنية في الوقت الراهن باستثمار الاستعداد الروسي للبحث في إخراج القوات الإيرانية من سورية، بالتعاون مع إسرائيل، وربما التحرك في مقابل إيران أيضاً من أجل تخفيف حدة التوتر في الخليج وتحفيزها على الموافقة على استئناف المفاوضات بشأن الاتفاق النووي. وفي خلفية السعي الروسي لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة تقف، أيضاً، رغبتها في وضع نهاية قريبة للأزمة السورية، من خلال استخدام الأوراق التي استجمعتها في هذه الدولة، بالإضافة إلى رغبتها في تحسين علاقاتها مع الغرب، أي مع أوروبا، في كل ما يتعلق بالفضاء الما - بعد سوفياتي. هذا كله، على أمل برفع وإلغاء العقوبات التي فُرضت عليها في أعقاب الأزمة في أوكرانيا.
- مع ذلك، يبقى من غير الواضح ما إذا كان التطلع الأميركي إلى بلورة تفاهمات مع روسيا سوف يتحقق أم لا. يُشار هنا إلى أن روسيا وإيران هما شريكتان في إدارة الحرب في سورية، إلى جانب نظام الأسد، على الرغم من أن الفجوات - كما ذُكر آنفاً - تتعمق، بالتدريج، منذ فترة غير قصيرة، بين مواقف الطرفين بشأن بلورة مستقبل سورية. وقد تصاعدت حدة التوتر بينهما مؤخراً، على خلفية الأزمة بين إيران والولايات المتحدة أيضاً.
- يمكن التقدير أن الرغبة الروسية في تغيير نمط التعاون بينها وبين إيران، إلى جانب تقربها من الغرب وإسرائيل، قد تبلورت قبل نحو سنة. وقد كان في الإمكان العثور على تعبيرات عن ذلك في المقترحات التي قدمتها روسيا إلى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن إبعاد إيران من سورية، والتي طـُرحت خلال قمة هلسنكي في تموز/يوليو 2018، ثم خلال المؤتمر الذي عُقد في باريس في تشرين الثاني/نوفمبر من السنة نفسها. لكن يبدو أن تطبيق الخطة قد اصطدم بمعارضة جهات ذات تأثير في داخل سورية، تملكها تخوف من تقرُّب روسيا من الولايات المتحدة وتخلّيها عن إيران، إلى جانب تفضيلها استمرار المواجهة بين الدولتين العظميين، إذ تمثل إيران في إطارها شريكاً مناوئاً للغرب. ومع ذلك، يبدو أن الرئيس بوتين يحقق في الفترة الأخيرة نجاحاً في دفع هذه الخطة قُدماً، على الرغم من جمرات المقاومة التي تواصل المعارضة السورية النفخ فيها. ولهذا من السابق لأوانه تقدير مدى جدية القيادة الروسية فيما يتعلق بهذه الخطة، وبصورة خاصة أن تطبيقها لا يزال بعيد المنال، بسبب معارضة إيران ونظام الأسد أيضاً لها.
- فيما يخص إسرائيل، يلاحَظ في الفترة الأخيرة جهد تبذله القيادة الروسية من أجل توثيق وتعميق العلاقات معها. وقد برز هذا الجهد، بصورة خاصة، على خلفية معارضة تغيير السياسة الروسية في الشرق الأوسط في روسيا نفسها. فقد أججت المعارضة الأزمة بين الدولتين في أعقاب حادثة إسقاط طائرة التجسس الروسية في سماء سورية في أيلول/سبتمبر 2018، إلّا إنها بلغت نهايتها في أواخر شباط/فبراير 2019، حين عُرض على إسرائيل، خلال لقاء بين الرئيس بوتين ورئيس الحكومة نتنياهو، إنشاء إطار جديد للتعاون في وضع صيغة للتسوية في سورية، من خلال إخراج القوات الأجنبية، مع تشديد خاص على الإيرانية، من أراضي الدولة السورية. قد يكون المقصود من هذه الخطوة المساعدة في الدفع نحو التوصل إلى تفاهمات بين موسكو وواشنطن. ومن المرجح، أيضاً، أن إسرائيل قد أدّت دوراً جدياً في دفع الرغبة الروسية في تعميق الحوار مع الولايات المتحدة، فحظيت إسرائيل بالثناء والعرفان الروسيين على ذلك.
- يبدو أن روسيا ستحاول، أيضاً، الدفع نحو خروج القوات الأميركية من سورية، مع أنها قد تطلب تنسيق هذا الخروج مع موسكو، لتمكينها من الاستعداد لملء الفراغ الذي سيخلفه الأميركيون في القطاع الشمالي - الشرقي من الدولة السورية، علماً بأن مجموعة من الأطراف تتنازع السيطرة والتأثير في هذه المنطقة، وهي: نظام الأسد، إيران التي تسعى للسيطرة على الحدود العراقية - السورية، القوات الكردية المنضوية ضمن "قوات سورية الديمقراطية " (SDF)، وتركيا التي ستبذل كل ما في وسعها للحيلولة دون نشوء حكم ذاتي كردي في شمال سورية.
- يبدو، في المحصلة، أن اللقاء الروسي - الأميركي - الإسرائيلي المخطط هو مرحلة إضافية أخرى في مسيرة استئناف الحوار الأميركي - الروسي الهادف، أساساً، إلى الدفع قُدماً بالقضايا الحيوية للطرفين في الحلبة الدولية. ومن المتوقع أن يجري، في إطار اللقاء، بحث يرمي إلى صوغ سياسة مشتركة بشأن سورية والتأثير الإيراني هناك، بما في ذلك سحب القوات الأجنبية من أراضي الدولة السورية، فضلاً عن محاولة بلورة استعداد للعمل المشترك في مواجهة التحديات الماثلة أمام الإقليم. وفيما يتعلق بسورية بوجه خاص، سوف يتركز البحث في سبل تثبيت الاستقرار في الدولة وتحقيق التسوية السياسية فيها، على الرغم من أنه من المشكوك فيه ما إذا كانت الولايات المتحدة على استعداد لدفع ثمن يتمثل في الاعتراف بسلطة الأسد أو المساهمة في تمويل إعادة إعمار سورية في مقابل التعاون الروسي معها. أمّا بخصوص إيران، فسيسعى الطرفان لصوغ تفاهمات مشتركة بشأن سبل إنهاء الأزمة معها.
- يأتي اختيار الملعب الإسرائيلي لاستضافة هذا الحدث من أجل تأكيد مكانته ودوره الإقليميين، ولا سيما في ضوء حقيقة أن التقارب الروسي - الأميركي لا يحظى، حتى الآن، بدعم واسع وكاف، لا في الولايات المتحدة ولا في روسيا أيضاً. وربما تكون الولايات المتحدة وروسيا معنيتين بالتعبير عن دعمهما إسرائيل، سواء في السياق السوري أو في السياق الإيراني. إسرائيل التي تؤدي دوراً واضحاً في هذا الحوار، معنية من جانبها بأن تكون شريكة في المباحثات التي تتعلق بالجوانب الإقليمية الخاصة بسورية وإيران. لكن ربما تكون إسرائيل مُقدِمة على مخاطرة معينة في هذه الأثناء، نظراً إلى أن هذه المباحثات قد تتمخض عن تفاهمات مشتركة، وخصوصاً بشأن التسوية السياسية وتثبيت الاستقرار في سورية، من دون تلبية المصالح الإسرائيلية في هذا السياق.
- وأياً يكن الأمر، يشكل لقاء مستشاري الأمن القومي الثلاثي في إسرائيل مكسباً لدولة إسرائيل، حتى لو لم يتوصل المشاركون فيه إلى تفاهمات عملية بشأن مستقبل سورية وإخراج القوات الإيرانية منها، لأن مجرد عقده فيها يرفع من مكانة إسرائيل ويزيد من قدرتها على التأثير في أي تسوية سياسية مستقبلية في سورية. وكانت روسيا تعهدت من قبل بتحجيم النشاط الإيراني في سورية وهي تتخذ، من حين إلى آخر، خطوات عملية ظاهرة للعيان في هذا الاتجاه كي تؤكد التزامها ووفاءها بتعهدها، من ضمنها إبعاد القوات الإيرانية ومبعوثيها عن الحدود مع إسرائيل.
- سيحاول مستشار الأمن القومي الروسي الحصول، في هذا اللقاء، على شرعية لبقاء نظام الأسد في سورية، وعلى اعتراف بأنه الطرف المنتصر في الحرب الأهلية ولا بديل منه، خلال السنوات القريبة على الأقل. ولذا يوصى بأن تطالب إسرائيل بثمن في مقابل الاعتراف بسلطة الأسد وشرعيته يتجسد في ترسيخ ومأسسة قناة اتصال عسكري مع النظام السوري من أجل ما يلي: ملاءمة التوقعات وتجنب حالات سوء التفاهم؛ التحقق من أن النظام يعمل لمنع العناصر الإرهابية، مبعوثة إيران، من الانتشار في هضبة الجولان؛ منع التصعيد المحتمل جرّاء تقديرات خاطئة لنيات الطرف الآخر وتصرفاته.