مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مسلح فلسطيني حاول الاقتراب من السياج الأمني الحدودي بالقرب من خانيونس
حكومة نتنياهو الانتقالية استثمرت 390 مليون شيكل في مستوطنات الضفة الغربية والقدس خلال الربع الأول من السنة الحالية
وزير العدل الإسرائيلي مصمم على تعيين محامية مقربة منه قائمة بأعمال المدعي العام على الرغم من معارضة المستشار القانوني للحكومة ومفوض خدمات الدولة
محكمة إسرائيلية تمنع شركة "نوبل إنرجي" من القيام بأي نشاط جديد مرتبط بالانبعاثات الغازية في منصة حقل الغاز "لفياتان"
مقالات وتحليلات
قيادة المنطقة العسكرية الشمالية تجهز الجيش لخوض حرب يقوم خلالها مقاتلو حزب الله بشن هجوم عسكري على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لمنطقة الحدود
السعودية وإسرائيل: مَن بحاجة إلى مَن؟
نحو 2020: مخاطر وفرص بالنسبة إلى إسرائيل
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 18/12/2019
الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مسلح فلسطيني حاول الاقتراب من السياج الأمني الحدودي بالقرب من خانيونس

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن الجيش رصد أمس (الثلاثاء) مسلحاً فلسطينياً حاول الاقتراب من السياج الأمني الحدودي بالقرب من خانيونس في قطاع غزة فقامت طائرة عسكرية بإطلاق النار في اتجاهه وأصابته بجروح.

وقالت مصادر فلسطينية في غزة إن الفلسطيني لقي مصرعه.

من ناحية أُخرى، ذكر بيان الناطق العسكري أن قوات الجيش الإسرائيلي أحبطت أمس محاولة تنفيذ عملية "إرهابية" عندما رصدت فلسطينياً يحاول إلقاء زجاجة حارقة في اتجاه مركبات عسكرية إسرائيلية بالقرب من بلدة بيت جالا في الضفة الغربية، فقامت بإطلاق النار عليه وإصابته ثم ألقت القبض عليه.

"هآرتس"، 18/12/2019
حكومة نتنياهو الانتقالية استثمرت 390 مليون شيكل في مستوطنات الضفة الغربية والقدس خلال الربع الأول من السنة الحالية

كشفت معطيات قامت الحكومة الإسرائيلية بتسليمها إلى المكتب المركزي للإحصاء أمس (الثلاثاء)، أن مجمل الميزانيات التي استثمرتها حكومة بنيامين نتنياهو الانتقالية في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس خلال الربع الأول من السنة الحالية بلغ 390 مليون شيكل (107 مليون دولار).

وقالت حركة "السلام الآن" إن هذا المبلغ يفوق المبالغ التي كانت الحكومة تعلن استثمارها في المستوطنات خلال الفترة نفسها من كل سنة على مدار العقد الأخير. وأشارت الحركة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تحرص على تمويل وتطوير مستوطنات الضفة الغربية أكثر مما تفعل لمصلحة المدن والبلدات في إسرائيل.

من ناحية أُخرى، أشارت المعطيات الرسمية للحكومة إلى أن إجمالي الإنفاق الإسرائيلي على المستوطنات الإسرائيلية سنة 2018 بلغ نحو 1.4 مليار شيكل.

"هآرتس"، 18/12/2019
وزير العدل الإسرائيلي مصمم على تعيين محامية مقربة منه قائمة بأعمال المدعي العام على الرغم من معارضة المستشار القانوني للحكومة ومفوض خدمات الدولة

قال وزير العدل الإسرائيلي أمير أوحانا [الليكود] إنه مصمم على تعيين المحامية أورلي بن آري غينزبيرغ قائمة بأعمال المدعي الإسرائيلي العام على الرغم من معارضة المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت ومفوض خدمات الدولة دانيئيل هرشكوفيتس لهذا التعيين.

وأضاف أوحانا في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] مساء أمس (الثلاثاء)، أنه مستعد للدفاع عن هذا التعيين في المحكمة العليا.

وكان أوحانا أعلن ظهر أمس أنه ينوي تعيين نائبة المدعي العام في لواء المركز أورلي بن آري غينزبيرغ مدعية عامة موقتة، الأمر الذي أثار على الفور معارضة المستشار القانوني للحكومة مندلبليت ومفوض خدمات الدولة هرشكوفيتس.

وقال مندلبليت إن هناك عائقاً قانونياً يقف أمام قرار أوحانا تعيين مسؤولة مبتدئة في منصب مدعية عامة موقتة. وأشار إلى حقيقة أنه لا يُسمح من الناحية القانونية لأوحانا بصفته وزيراً للعدل في حكومة انتقالية لا تتمتع بثقة الكنيست اتخاذ قرارات بعيدة المدى مثل تعيين مسؤول مبتدئ في منصب كبير. وأكد أن هذا التعيين غير معقول بالمرة ووصفه بأنه بعيد عن نطاق ما هو مسموح به قانونياً للحكومة الانتقالية.

وحذر مفوض خدمات الدولة هيرشكوفيتس من أن هذا التعيين قد يضر بعمل النيابة العامة، وقال إن غينزبيرغ هي مرشحة كفؤة، لكن منصبها في المستوى الثالث لوظائف النيابة العامة، يعني أنها ليست جزءاً من القيادة العليا في التسلسل الهرمي التنظيمي، وهي حقيقة من شأنها أن تقوض الأداء السليم للنيابة العامة.

ورأى هرشكوفيتس أنه كان يجب تسمية مستخدم رفيع في القطاع العام من أصحاب المناصب الرفيعة في النيابة العامة يكون مقبولاً من المستشار القانوني للحكومة.

وطغت على هذا التعيين تهم الفساد التي وُجهت إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والتي صاغها المدعي العام المنتهية ولايته شاي نيتسان وأعلنها مندلبليت مؤخراً، وهو ما دفع أوحانا الذي يُعتبر موالياً لنتنياهو إلى شن هجوم حاد على مكتب المدعي العام وغيره من هيئات إنفاذ القانون، متهماً إياها بالتآمر لإطاحة رئيس الحكومة.

وتأتي هذه الخطوة في خضم الجمود السياسي الحالي الذي ترك إسرائيل من دون حكومة منتخبة منذ سنة تقريباً ويعني أن أوحانا نفسه يشغل منصبه بصفة موقتة فقط.

ويتم عادة اختيار المدعي العام الجديد من طرف لجنة خاصة يعينها وزير العدل ويترأسها المستشار القانوني. وعادة ما يتم منح هذا الأخير حرية اختيار شخص يعتبره جديراً ويرى أن التعاون معه سيكون ممكناً. وفي الأزمة السياسية الحالية قال مندلبليت إنه بما أن أوحانا يشغل منصبه في حكومة انتقالية فإنه لا يتمتع بسلطة إقامة تلك اللجنة، وبدلاً من ذلك يُسمح لأوحانا بتعيين مدع عام بالوكالة، ويجب تمديد فترة ولايته كل ثلاثة أشهر.

وكان مندلبليت قال في جلسات مغلقة إنه سيعارض بشدة أي تعيين من طرف أوحانا لا يوافق عليه هو، وإنه قد يحيل الأمر إلى المحكمة العليا.

وأفيد أنه من بين خمسة مرشحين قدمهم أوحانا، بمن فيهم غينزبيرغ، رفض مندلبليت أربعة ووافق فقط على نائب المدعي العام للشؤون الجنائية شلومو ليمبرغر.

"معاريف"، 18/12/2019
محكمة إسرائيلية تمنع شركة "نوبل إنرجي" من القيام بأي نشاط جديد مرتبط بالانبعاثات الغازية في منصة حقل الغاز "لفياتان"

أصدرت محكمة إسرائيلية أمس (الثلاثاء) أمراً موقتاً يقضي بمنع شركة "نوبل إنرجي" للطاقة من القيام بأي نشاط جديد مرتبط بالانبعاثات الغازية في منصة حقل الغاز "لفياتان".

وجاء هذا الأمر في إثر شكوى تقدمت بها 6 سلطات محلية أشارت فيها إلى أن هذه الانبعاثات الغازية تنطوي على ملوثات يمكن أن تتسبب بضرر لا يمكن إصلاحه على الصحة العامة.

وأكدت هذه السلطات المحلية أن عملية تشغيل منصة الغاز غير قانونية، لأن الموافقة عليها عملياً تمت بشكل منفصل من دون التشاور معها، ومن دون أن تقوم وزارة شؤون البيئة بوضع أي شروط مقيدة على تشغيلها.

وقالت شركة "نوبل إنرجي" إن توقيف عمل منصة الغاز هذه سيسبب خسارة يومية لها بقيمة 5 ملايين شيكل ومن الممكن أن يشكل خطراً على قدرتها على الالتزام باتفاقاتها الدولية.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 18/12/2019
قيادة المنطقة العسكرية الشمالية تجهز الجيش لخوض حرب يقوم خلالها مقاتلو حزب الله بشن هجوم عسكري على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لمنطقة الحدود
يوسي يهوشواع - محلل عسكري
  • أنهت قيادة المنطقة العسكرية الشمالية أمس (الثلاثاء) تدريباً عسكرياً يحاكي وقوع حرب في الجبهة الشمالية بين إسرائيل وحزب الله، ويهدف إلى تجهيز الجيش لخوض حرب كهذه يقوم خلالها مقاتلو حزب الله بشن هجوم عسكري على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لمنطقة الحدود مع لبنان.
  • صحيح أن حزب الله مشغول في الوقت الحالي بالأحداث الداخلية التي يشهدها لبنان، وليس لديه أي مصلحة بالدخول في مواجهة عسكرية الآن، لكن في قيادة الجيش الإسرائيلي يدركون أن هناك احتمالاً بأن يتم توجيه النار إلى إسرائيل كي يؤدي ذلك إلى خفض حدة اللهب في بيروت. وبناء على ذلك، وبسبب خطورة التهديد الذي يشكله الحزب، يستمرون في قيادة المنطقة العسكرية الشمالية في الاستعداد لمواجهة احتمال اندلاع مواجهة كهذه.
  • وجرى التدريب العسكري الذي انتهى أمس في منطقة فرقة الجليل، وركز على خطط الدفاع في مواجهة سيناريو تسلل قوات برية لحزب الله من كتائب الرضوان التي عادت بعد 6 سنوات قتال في سورية مع تجربة عملانية كبيرة. ومع أن هذه التجربة تعتبر هائلة لمقاتلي حزب الله إلّا إن تحولهم إلى جيش نظامي يوجد فرصاً أفضل للمساس بهم.
  • يتحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله منذ سنة 2011 عن مسألة "احتلال الجليل". وهو لا يقصد التسلل عدة كيلومترات داخل الأراضي الإسرائيلية وإنما السيطرة على مستوطنات محاذية للخط الحدودي. وجرى التشديد في التدريب الذي أشرف عليه قائد المنطقة العسكرية الشمالية اللواء أمير برعام على منع تسلل قوات حزب الله وإخلاء سكان المستوطنات.
  • ويؤمن اللواء برعام أن توجيه ضربة قاسية وغير متناسبة إلى القرى الشيعية التي تعد معاقل لحزب الله بمحاذاة منطقة السياج الحدودي سيؤدي إلى تغيير مجرى القتال. فهذه القرى الآهلة تحولت إلى مناطق قتال، ويعتقد برعام أنه يجب تنفيذ "عقيدة الضاحية" فيها بغية التأكيد لحزب الله أن عملياته الهجومية لن تحقق هدفها. كما أن برعام هو من القادة المؤمنين بالمفهوم الهجومي وليس الدفاعي فقط من خلال منظومة "القبة الحديدية"، وسبق أن أكد في الماضي أن كل "قبة حديدية" بحاجة إلى مطرقة، أي إلى عملية هجومية قوية مكملة.
  • الفجوات بين الجانبين ما زالت واسعة، لكن في الحرب المقبلة سيكون هناك صعوبة كبيرة في كل ما يتعلق بمواجهة آلاف الصواريخ والقذائف التي ستسقط في منطقة الحدود، وتحت غطائها ستقوم القوات البرية لحزب الله بالتسلل إلى الأراضي الإسرائيلية. ومن أجل ذلك يجب تسريع إقامة العائق البري في الشمال، وإقامة محاور طرق بديلة، والمبادرة إلى عمليات هجومية، وأساساً ملء المخازن بالذخيرة والمضادات الدفاعية. ولا شك في أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية- الأمنية مدرك لهذه السيناريوهات، لكن بسبب الأزمة السياسية المستمرة منذ نحو سنة لا يوجد إنصات كبير لها. بناء على ذلك، بادر اللواء برعام إلى القيام باختبار جديد لفحص جهوزية قوات الجيش لخوض مواجهة في الجبهة مع لبنان.

وسيستمر هذا الاختبار، الذي سيخرج إلى حيز التنفيذ في بداية سنة 2020، نحو سنة ونصف السنة، وستخضع له كل الألوية النظامية في الجيش وكذلك قسم من ألوية تشكيلات الاحتياط. وخلال الاختبار الذي سيجري لكل لواء على حدة في قاعدة التدريبات إلياكيم أو في مناطق إطلاق النار في هضبة الجولان سيتم أيضاً التدرب على القتال الليلي في مناطق شائكة ومعقدة. كما سيجري دمج بنى تحتية تدريبية جديدة وأساليب تدريب متطورة يمكنها أن تواجه التحديات الماثلة أمام الجيش في الجبهة الشمالية.   

مركز بيغن السادات "وجهة نظر"، العدد 1370، 12/12/2019 (عن الإنكليزية)
السعودية وإسرائيل: مَن بحاجة إلى مَن؟
د. فرانك موسمار - خبير مالي واداري
  • العلاقات بين إسرائيل والسعودية شهدت حرارة لبعض الوقت. فقد شعر البلدان بالقلق الشديد بسبب ما اعتبرته حكومتيهما ضعفاً من جانب إدارة أوباما في مواجهة صعود إيران. عارضت الدولتان الاتفاق النووي الإيراني. ورغبت الاثنتان في تدابير أشدّ صرامة في مواجهة تمدد  نفوذ طهران، ليس فقط في سورية. لكن مع كل ما قيل، إسرائيل- التي لا تستورد شيئاً من الخليج - تفضل عدم التدخل مباشرة في الصراع الإيراني - السعودي، لأنه من المرجح ألّا تستفيد من مثل هذا التدخل، ويمكن في الحقيقة أن تتضرر منه بشدة.
  • ترغب دول الخليج والسعودية في تنشيط اهتمام واشنطن بالمنطقة، لكن هذا يبدو أصعب مما كان عليه في الماضي، وليس فقط لأن الأميركيين تعبوا من التدخل العسكري في نزاعات بعيدة. لقد صرح الرئيس الأميركي علناً أن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة إلى نفط الخليج، وشدد على أن المستفيدين من هذه التجارة يجب أن يهتموا بأنفسهم فقط، مع تأييد عام من الولايات المتحدة ودعمها.
  • تواجه السعودية عواقب خطيرة نتيجة اشتباكها مع إيران الشيعية ووكلائها. نحو نصف إنتاج المملكة توقف – 5ملايين برميل يومياً - نتيجة هجوم الطائرات من دون طيار، الذي شنه الحوثيون المدعومون من إيران على منشآت أرامكو النفطية في أبقيق في 14 أيلول/سبتمبر 2019.
  • أثبت الهجوم أن الرياض غير حصينة في مواجهة هجمات طهران ووكلائها. وشن المزيد من الهجمات من الحوثيين على قطاع النفط السعودي يمكن أن يكون مدمراً، لأن النفط يشكل عمود الارتكاز المركزي للاقتصاد السعودي وحجر الزاوية في نموها. بحسب الأرقام الأخيرة لصندوق النقد الدولي، تشكل إيرادات النفط نحو 85% من الصادرات السعودية، ونحو 90% من الإيرادات المالية، كما يشكل قطاع النفط نحو 40% من إجمالي الناتج المحلي. ويبلغ العجز في الميزانية السعودية في كل عام، بحسب أسعار النفط الخام، نحو 40-60 مليار دولار.
  • السعودية بحاجة ماسة إلى طريق تصدير بديل لنفطها، وهذا هو سبب إضافي لانفتاح الرياض على القدس. لقد بدأت المملكة تتحدث مع إسرائيل بشأن مد خط أنابيب إلى إيلات، على مسافة 40 كيلومتراً فقط ، من أجل استيراد الغاز الطبيعي الإسرائيلي. ويمكن، تالياً، تطوير هذه الطريق لتشكل طريقاً بديلة لنقل النفط السعودي إلى مرفأ حيفا من أجل تصديره إلى أوروبا والغرب. هذه الطريق يمكن أن تكون أكثر أمناً وأسرع، وطريقاً مضمونة لتأمين التصدير السعودي إلى الغرب يمكن بواسطتها تجنُّب [تأثير] اعتداء إيراني على مضائق هرمز وباب المندب في البحر الأحمر. كما يمكنها أن توفر رسوم المرور في قناة السويس.
  • هذه الطريق يمكن أن تفتح سوق تصدير جديدة بالنسبة إلى السعودية. في الوقت الراهن تتطلع السعودية إلى استيراد الغاز الطبيعي، لكن في الوقت المناسب يمكن أن تتحرك نحو تطوير مخزونها من الغاز الطبيعي، والذي يُعتبر الخامس من حيث الحجم في العالم.
  • إسرائيل تطور احتياطها من الغاز الطبيعي، لكنها لا تملك ما يكفي لتبرير بناء خط أنابيب تصدير إلى أوروبا. أداة ربط مع المملكة العربية السعودية يمكن أن تميّل كفّة الميزان لصالح بناء خط أنابيب شرق متوسطي، قد يكون مربحاً جداً لكلا الشريكين.
  • سواء كانت السعودية تضغط من أجل حرب مع إيران أو لا، فإن خياراتها لتجنب ذلك تضيق. المملكة، التي تقع في مرمى الصواريخ الإيرانية، لديها الكثير لتخسره جرّاء مثل هذه الحرب أكثر مما لدى إيران.
  • تواصل إيران استغلال الاضطربات العديدة في الشرق الأوسط من أجل نشر نفوذها. إنها تبني جسراً يمتد من إيران، مروراً بالعراق، وصولاً إلى سورية والحدود الإسرائيلية في الجولان وإلى لبنان ("الهلال الشيعي"). يشكل الشيعة 10% فقط من سكان العالم الإسلامي، لكنهم يشكلون الأكثرية في إيران التي استخدمت الحركات الشيعية حيثما كانت من أجل ترسيخ هيمنتها الإقليمية.
  • اكتمال بناء الهلال الشيعي يمكن أن يشكل تحدياً كبيراً للمصالح السعودية في المنطقة. ويمكن أن يهدد طرق التجارة الحيوية والأمن في المنطقة كلها. كما يمكن أن يجعل التدخل في المناطق التي تخضع للسيطرة الإيرانية أكثر تعقيداً، بالنظر إلى احتمال نشوء التصعيد بين السعودية والقوات المدعومة من إيران. على العموم، الوجود الإيراني يغذي نمو التعصب المذهبي الذي يشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي في السنوات المقبلة. الرياض ستبذل كل ما في وسعها للتخفيف من هذا الخطر، والذهاب بعيداً إلى حد مد يد الصداقة إلى إسرائيل.
"معهد القدس للشؤون العامة"، 10/12/2019
نحو 2020: مخاطر وفرص بالنسبة إلى إسرائيل
يوسي كوبرفاسر - محلل عسكري
  • سلسلة تطورات، بعضها مستمر منذ زمن طويل وبعضها جديد نسبياً، تبلور وجه الشرق الأوسط ولها تأثير كبير - مباشر وغير مباشر - في أمن إسرائيل، وفي النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.
  • التطورات الأكثر أهمية، بالإضافة إلى الاضطرابات التي تشهدها المنطقة منذ سنة 2010، هي التغييرات في المعركة بين الأطراف البراغماتية في المنطقة وبين مكونات المعسكر الإسلامي المتطرف. فبعد أن خسرت المكونات الأساسية العنيفة في المعسكر السني المتطرف، أي داعش، سيطرتها وأرصدتها البرية، بفضل التعاون بين الولايات المتحدة وأطراف محلية، في طليعتها الأكراد، تمتاز المعركة بعدم تناسب متزايد. من جهة، تقوم المجموعتان الأساسيتان المحليتان، إيران ومؤيدوها، والإخوان المسلمون بقيادة تركيا، من خلال استخدام لا هوادة فيه للقوة العسكرية، بتوسيع مناطق نفوذهما وسيطرتهما (إيران في لبنان وسورية والعراق واليمن، وتركيا في شمال سورية وفي الإطار الفلسطيني)، ويفرضان على القيادات المحلية أن تفعل ما يرغبان فيه، ويستغلان عناصر قوة محلية مؤيدة لهما من أجل الدفع قدماً بأهدافهما، والهدف فيما يتعلق بإيران، هو خلق تهديد لإسرائيل.
  • من جهة أُخرى، البراغماتيون، بالاستناد إلى العقوبات الاقتصادية للولايات المتحدة على إيران، يدافعون عن أرصدتهم في الدول التي يسيطرون عليها، ويخوضون نضالاً شعبياً في الدول التي تسيطر عليها إيران، لمنع سيطرة المتطرفين على بلادهم، لكن مع عدم وجود قوة قدرات عسكرية، مثل التي كانت لدى زعيم مصر السيسي عندما أنقذ بلده من سيطرة الإخوان المسلمين في سنة 2013، ما يجعل من الصعب التقدير إذا كانوا سينجحون في نضالهم. وبينما يتصرف المتطرفون كمعسكر لديه قيادة واضحة يعمل معاً، وتحت منطق مشترك توجهه طهران وأنقرة، لا يعمل البراغماتيون معاً كمعسكر، وليس لديهم قيادة واضحة.
  • التطور الثاني المهم، هو التغيرات في طابع عمليات الدول العظمى في المنطقة. في ظل حكم الرئيس ترامب، غيّرت الولايات المتحدة توجهها وتجندت لمحاربة المتطرفين، وعلى رأسهم إيران. وفعلت ذلك في الأساس بواسطة رافعة من قوتها الاقتصادية، ولكن أحياناً تظهر قدراتها العسكرية، أساساً، في مواجهة المتطرفين المتشددين من السنّة.
  • تحاول الولايات المتحدة الامتناع بقدر المستطاع من الانجرار إلى تدخل عسكري في نزاعات مستمرة ليست ذات قيمة استراتيجية بالنسبة إليها، وهي تسمح لروسيا والمعسكر المحلي المتشدد بترسيخ نفوذهما (أو الغرق) في تلك النزاعات، وتركز اهتمامها الإقليمي على المواجهة مع إيران وتقوية حلفائها، وفي طليعتهم إسرائيل (بما في ذلك من خلال محاولة الدفع قدماً بتسوية خلاقة بين إسرائيل والفلسطينيين). يُنظر إلى هذه السياسة، أو على الأقل تُصوَّر وكأنها تكشف ضعفاً وحذراً من الدخول في مواجهة، لكن فعلياً، لا تزال الولايات المتحدة هي القوة العظمى الأساسية في المنطقة، وهي تعتقد أن العقوبات الاقتصادية على إيران وحزب الله، ستجبر إيران خلال وقت معقول على العودة إلى طاولة المفاوضات،  وتغييرالاتفاق النووي بصورة جوهرية.
  • التغيير الثالث المهم، هو الإصرار الإسرائيلي، في الأساس بواسطة وسائل عسكرية على منع ارتفاع درجة نوعية التهديد العسكري لإسرائيل من قبل إيران والتنظيمات الدائرة في فلكها، تعمل إسرائيل علناً في هذا الإطار ضد التمركز العسكري الإيراني في سورية، وعلى ما يبدو في العراق، وتحبط الجهد الإيراني لتطوير السلاح الباليستي لدى حزب الله وتحويله إلى سلاح دقيق. وذلك بموازاة استمرار التعهد الإسرائيلي بمنع حصول إيران على قدرة إنتاج سلاح نووي.
  • على هذه الخلفية، تبرز التوترات المستمرة في مواجهة قطاع غزة، التي تظهر من خلال جولات العنف المتعددة بموازاة مساعي التوصل إلى تسوية تضمن هدوءاً متواصلاً لقاء الاعتراف بمكانة "حماس" كالحاكم الفعلي في القطاع، وتحسين نوعية حياة السكان هناك. تواجه إسرائيل مخاطر أمنية متزايدة، هي مستعدة لمواجهتها، وفي الوقت عينه، هي أمام فرصة، مستعدة أيضاً لاستنفادها، لكن الوسائل المتوفرة لديها من أجل هذا الغرض محدودة جداً.
  • المخاطر الأساسية ناجمة عن أن يؤدي الإحساس بالضائقة وبالإحباط في إيران والتنظيمات التي تدور في فلكها إلى عمل عسكري ضد إسرائيل. ذلك بالإضافة إلى عدد من محاولات نفذت أو أحبطتها إسرائيل، وبالاستناد إلى القدرات المذهلة التي طورتها إيران مع مرور السنوات، والتي استخدمت جزءاً منها في هجومها على منشآت النفط في السعودية. كل ذلك في ظل عدم القدرة على التخلص من العقوبات، والاحتجاج الداخلي الواسع، والتهديدات لأرصدة في العراق ولبنان والعمليات الإسرائيلية، وأيضاً مع الالتزام المبدئي بالمس بإسرائيل، وتسريع التقدم نحو الحصول على مواد انشطارية، والمس بحلفاء آخرين للولايات المتحدة، وربما أيضاً بأهداف أميركية، وقمع عنيف للاحتجاجات الشعبية. هدف إيران، ليس فقط ضرب إسرائيل وردعها، وتدفيعها ثمن هجماتها المستمرة ضد أرصدة إيرانية، بل أيضاً محاولة دفع الولايات المتحدة إلى التخفيف من العقوبات وزيادة فرص صمود النظام الإسلامي في طهران حتى انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2020 في الولايات المتحدة على أمل أن تحمل تغيراً.
  • خطر آخر أيضاً، هو خيبة الأمل وسط الفلسطينيين على خلفية الموقف الأميركي واحتمالات اتخاذ خطوات إسرائيلية لبدء تطبيق السيادة على جزء من المناطق التي سيطرت عليها إسرائيل في سنة 1967، بالإضافة إلى التزاماتهم مع الإيرانيين، مما قد يدفعهم أو سيدفع أطرافاً منهم إلى زيادة العنف والإرهاب.

في المقابل، تؤدي التوجهات الإقليمية إلى تطوير العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول البراغماتية التي تدرك مساهمة إسرائيل في أمنها ورفاهها، وتحتاج إلى مساعدة إسرائيلية لمواجهة التهديد من أطراف متشددة، وفي طليعتها إيران. هذا التطور هو مدماك إضافي في الضغط المتزايد على الفلسطينيين الذي تقوده الولايات المتحدة، للتخلي عن السردية التي ترفض وجود إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي وتبرر كل أنواع النضال ضد الصهيونية. إذا أعطى هذا الضغط ثماره، وفرص ذلك ضئيلة جداً في الوقت الحالي، من المحتمل أن تتطور فرصة للتقدم نحو سلام مع الفلسطينيين. حتى ذلك الحين، وعلى خلفية عدم الاستقرار الإقليمي الذي لا يزال يهدد استقرار الدول البراغماتية المجاورة، سيكون على إسرائيل استغلال الاحتمال الإيجابي الذي تنطوي عليه التطورات الإقليمية من أجل تحسين قدرتها على الدفاع عن نفسها في وجه التهديدات من أطراف متشددة ومن جانب الفلسطينيين، وذلك من خلال السيطرة الكاملة على غور الأردن. من أجل ذلك يتعين على إسرائيل المحافظة على علاقاتها الخاصة بالولايات المتحدة، وتعميق التفاهمات الضرورية مع روسيا والمعسكر البراغماتي من أجل ضمان حرية عملها.