مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
نفى وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أن تكون الولايات المتحدة قررت إخراج قواتها من العراق.
وجاء هذا النفي في سياق تصريحات أدلى بها إسبر خلال مؤتمر صحافي عقده في واشنطن الليلة قبل الماضية في إثر قيام جنرال أميركي بتبليغ الحكومة العراقية في رسالة رسمية بأن قواته تستعد للخروج احتراماً لسيادة العراق، وذلك رداً على دعوة البرلمان العراقي الحكومة إلى إنهاء وجود أي قوات أجنبية في أراضي البلد.
وقال إسبر: "ليس هناك أي قرار على الإطلاق بمغادرة العراق. لم يُتخذ أي قرار بالخروج من العراق". وأكد أن تلك الرسالة لا تتوافق مع موقف الولايات المتحدة الحالي.
وتكلم في المؤتمر الصحافي أيضاً رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي فقال إن الرسالة عبارة عن مسودة وتم إرسالها عن طريق الخطأ. وأضاف أنه خطأ ارتكبه ماكينزي، في إشارة إلى قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال فرانك ماكينزي.
ويدور الحديث حول رسالة وقّعها قائد قوة المهمات الأميركية في العراق الجنرال وليام سيلي الثالث وقام بتوجيهها إلى قيادة العمليات المشتركة العراقية أول أمس (الاثنين) وأعلن فيها أن الولايات المتحدة تعدّ لسحب قواتها من أراضيها، وذلك غداة طلب البرلمان العراقي من الحكومة إنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد في إثر اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بضربة أميركية في بغداد يوم الجمعة الفائت.
وأكد مسؤولان عسكريان أميركي وعراقي لوكالة "فرانس برس" الفرنسية للأنباء صحة الرسالة التي جاء فيها على لسان قيادة الجيش الأميركي القول إن قوات التحالف التي تقودها واشنطن بصدد اتخاذ إجراءات معينة لضمان الخروج من العراق وستنفّذ عمليات إعادة تمركز خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
وأضافت الرسالة أن هذا القرار جاء احتراماً لسيادة جمهورية العراق، مشيرة إلى أنه سيكون هناك زيادة لرحلات الطائرات المروحية داخل المنطقة الخضراء وحولها خلال ساعات الليل.
قال رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين إن الوضع الحالي الذي تدير فيه حكومة انتقالية شؤون الدولة لأكثر من عام خطر للغاية ويحول دون معالجة التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية الماثلة أمام إسرائيل وتحتاج معالجتها إلى حكومة مستقرة وثابتة.
وأضاف ريفلين أن الأزمة السياسية في إسرائيل تلقي بظلالها على ثقة الجمهور العريض بمؤسسات الحكم وسلطاته.
وجاءت أقوال ريفلين خلال تلقّيه نسخة من تقريره السنوي من المعهد الاسرائيلي للديمقراطية بشأن "مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية لسنة 2019" في ديوان رئاسة الدولة في القدس أمس (الثلاثاء).
وورد في المؤشر أن 58% من سكان إسرائيل يعتقدون أن الحكم في البلد يتسم بالفساد. وأعرب 55% منهم عن اعتقادهم أن الديمقراطية الإسرائيلية يتهددها خطر داهم للغاية.
وقال المؤشر إن التوتر بين اليمين واليسار بشأن الموضوعات السياسية والحزبية يُعتبر المسبب الأول للشرخ الاجتماعي الكبير في صفوف المواطنين، ويليه التوتر القائم بين السكان العرب واليهود.
ووفقاً للمؤشر، فإن 90% من السكان اليهود يثقون بالجيش الإسرائيلي، ويليه رئيس الدولة الذي يثق به 71% منهم، ثم المحكمة العليا التي يثق بها 55%، والشرطة التي يثق بها 44%، والصحافة التي حظيت بثقة 36% فقط.
وقال رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية يوحنان بلسنر إنه على الرغم من أن السنة الفائتة اتسمت بتهجُّم جهات حكومية وحزبية على الجهاز القضائي والدوائر المسؤولة عن تطبيق القوانين، فإن هذا التهجم لم يؤثر في مواقف الجمهور المتعلقة بثقته بتلك المؤسسات.
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن تصريحات الحاخام الرئيسي لليهود الشرقيين يتسحاق يوسف ضد المهاجرين اليهود من روسيا، والتي قال خلالها إن إسرائيل أحضرت جماهير غفيرة من الأغيار [غوييم] تماماً، بينهم كارهون للدين يصوتون لأحزاب غير دينية، مثيرة للغضب وليست في مكانها.
وأضاف نتنياهو في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أمس (الثلاثاء)، أن المهاجرين من روسيا هم بركة عظيمة لدولة إسرائيل وللشعب اليهودي، وأكد أن الحكومة برئاسته ستستمر في العمل على استيعاب اليهود من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.
وكان تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس كشف عن تصريحات أدلى بها الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين خلال إحدى العظات الدينية وقال فيها إن مئات الآلاف أو عشرات الآلاف هاجروا إلى إسرائيل من دول الاتحاد السوفياتي السابق بسبب قانون "من هو يهودي"، وبينهم كثير من الأغيار وجزء منهم شيوعيون معادون للدين ويكرهونه، وهم ليسوا يهوداً بالمرة، بل أغيار، وبعد ذلك يصوتون لأحزاب تحرض ضد اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] وضد الدين.
وأضاف يوسف: "إنهم يذهبون الى الكنيسة كل يوم أحد. لقد أحضروهم الى هنا حتى يكون لهم وزن ضد الحريديم وكي لا يكون وزن كبير للحريديم في الانتخابات".
وتعقيباً على ذلك، طالب رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان بإقالة الحاخام يوسف، متهماً إياه بإطلاق تصريحات عنصرية ومعادية للاسامية.
ودعا ليبرمان رؤساء جميع الأحزاب إلى إدانة أقوال الحاخام يوسف بشدة لمنع إلحاق ضرر خطر بالنسيج الحساس للمجتمع الإسرائيلي.
وقال عضو الكنيست يائير لبيد من تحالف "أزرق أبيض" إن المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق هم مقاتلون في الجيش الإسرائيلي وأطباء ويشكلون القاعدة الأساسية لصناعة الهايتك الإسرائيلية. وأكد أن على الحاخام الرئيسي الاعتذار عن تصريحاته المخزية والقاسية.
وقدمت رئيسة كتلة "المعسكر الديمقراطي" في الكنيست عضو الكنيست تمار زاندبرغ شكوى الى المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية تطالبه بفتح تحقيق ضد الحاخام الرئيسي بشبهة التحريض والعنصرية في إثر تصريحاته هذه.
- عُقد في منزل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في القدس أول أمس (الاثنين) لقاء بعيد عن الأضواء لكنه درامي، مع المبعوث الجديد للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط المحامي آفي بيركوفيتش (32 عاماً) الذي يتابع شؤون المسألة الفلسطينية.
- وقد وصل بيركوفيتش، وهو طالب مدرسة دينية [ييشيفاه] سابقاً، إلى هذا المنصب عن طريق مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنير. ويعمل كلاهما هذه الأيام من أجل تحقيق انتصار آخر لترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجري هذه السنة، علماً بأنه كان لهما دور بارز في انتصاره خلال الانتخابات الرئاسية سنة 2016.
- ومع أنه لم ترشح أي معلومات بشأن محتوى اللقاءات التي عقدها بيركوفيتش خلال زيارته الحالية إلى إسرائيل، إلّا إن "يسرائيل هيوم" علمت أن جميع هذه اللقاءات عُقدت بحضور السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان. كما أن بيركوفيتش عقد لقاء مع رئيس تحالف "أزرق أبيض" وزعيم المعارضة عضو الكنيست بني غانتس أمس (الثلاثاء).
- ولم يفوت بيركوفيتش فرصة التقاط صورة في مدخل السفارة الأميركية في القدس.
- ويمكن الافتراض أن بيركوفيتش تحادث مع نتنياهو بشأن اتفاق عدم اعتداء بين إسرائيل ودول عربية، وذلك في ضوء ما يجري في منطقتنا في الأيام الأخيرة، وفي الأساس في ضوء التصريحات الإيرانية بشأن الانتقام على اغتيال سليماني أو طرد القوات الأميركية من العراق ما يوجب الجانب الأميركي – الإسرائيلي – السني، تحضير رد. إن اتفاق عدم اعتداء بين إسرائيل والإمارات في الخليج، سيحمل بالتأكيد رسالة إيجابية إلى المنطقة.
كما علمت "يسرائيل هيوم" أن لقاءات بيركوفيتش في إسرائيل تطرقت إلى إمكانات نشر خطة السلام الأميركية المعروفة باسم "صفقة القرن"، وما إذا كان يجب إعلانها في خضم معركة الانتخابات العامة في إسرائيل أو بعد انتهائها. ووفقاً لما أكدته مصادر سياسية مسؤولة في القدس ربما يجب إعلانها قريباً نظراً إلى قرب نفاد الوقت، سواء بسبب الأزمة السياسية في إسرائيل أو قرب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
- الزيارة المفاجئة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سورية برفقة وزير دفاعه سيرغي شويغو وضباط روس رفيعي المستوى، ولقاؤه بشار الأسد في مقر قيادة الجيش الروسي في دمشق، حظيت بعناوين أولى من دون تفصيلات في وسائل إعلام الدولتين لم تكشف القلق الحقيقي في الكرملين: بعد اغتيال سليماني، الشرق الأوسط كله يمكن أن يشتعل في أي لحظة.
- قلق بوتين هذا يمكن الاستدلال عليه، بين مؤشرات أُخرى، من خلال الرد الروسي المنضبط على الاغتيال. إيران وروسيا هما ظاهرياً حليفتان. ومؤخراً قامتا بمناورات عسكرية في شمال المحيط الهندي. كان من الممكن أن يُتوقع من بوتين أن يوجه اتهامات ثقيلة إلى ترامب بشأن "العمل غير المسؤول" الذي قام به؛ وأن يُظهر تعاطفاً مع بكاء خامنئي، ويؤيد علناً حق إيران بانتقام قاس ومؤلم. كل ذلك لم يحدث. الروس دانوا الاغتيال بلغة ضعيفة، واكتفوا بمحادثات تعزية بين كبار المسؤولين في موسكو ونظرائهم في طهران، وهذا ليس صدفة.
- يجب أن نتذكر أن بوتين ليس فقط بطلاً عالمياً في معرفة فرص ربح سياسي، بل وأيضاً لديه خبرة في تحديد المخاطر. بعد الاغتيال في بغداد، الرئيس الروسي اشتم خطراً. ردٌّ مجنون للإيرانيين على اغتيال الجنرال ضد الأميركيين المنتشرين في الشرق الأوسط، سيجر بالتأكيد رداً غير متناسب من جانب الدولة العظمى الأقوى في العالم. ومن هناك ستقصر المسافة نحو اشتعال حريق كبير يمكن أيضاً أن يُلحق ضرراً بمصالح روسيا.
- من الطبيعي أن الأمرين اللذين يقلقان بوتين يتعلقان بسورية التي تُعتبر الموقع الأساسي له في المنطقة. القلق الأول: في شرق سورية لا يزال هناك قوات أميركية. إذا حاول الإيرانيون المس بها، ستتحرك الولايات المتحدة في سورية؛ وليس فقط في شرق سورية، بل في كل مكان توجد فيه ميليشيات موالية لإيران. وهذا سيحرج كثيراً القوات الروسية المنتشرة في سورية. القلق الثاني هو أن تتلقى هذه الميليشيات أوامر من طهران للتحرك ضد إسرائيل من داخل الأراضي السورية، كجزء من حملة الانتقام على الاغتيال. يدرك بوتين أن إسرائيل لن تضبط نفسها في مواجهة أي عملية واسعة ضدها من وراء الحدود، وربما أيضاً ستتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها الدولتان، مثل المس برموز النظام في دمشق.
- في الأمس أشارت مصادر روسية إلى الزيارة المفاجئة للزعيم الروسي إلى دمشق كمحاولة للتأكد من أن الأسد سيعمل على ضبط الميليشيات الموالية لإيران الموجودة في أراضيه وتهدئتها. بوتين يريد هدوءاً في سورية، وسيبحث ذلك مع ضيوفه في إسرائيل خلال الزيارة القريبة المرتقبة التي جرى التخطيط لها مسبقاً، لكنها تحولت إلى زيارة مهمة أكثر من السابق بعد اغتيال سليماني. كل ذلك بشرط ألّا يسارع الإيرانيون إلى الرد قبل الزيارة، كما تنبأت في الأمس عدة قنوات إعلامية في الولايات المتحدة.
- من دمشق، سيواصل بوتين طريقه إلى أنقرة من أجل تبريد منطقة أُخرى. في الأيام المقبلة، ستبدأ حرب في ليبيا بين مرتزقة روس مؤيدين لجيش الجنرال خليفة حفتر، وبين مرتزقة أرسلتهم تركيا لمساعدة حكومة الوفاق الوطني. سيحاول بوتين إقناع أردوغان بأن ما يجري معركة خاسرة، لأن جيش الجنرال حفتر سبق أن سيطر على معظم الأراضي الليبية، وأن من الأفضل لموسكو وأنقرة التعاون لمنع اشتعال حريق كبير في المنطقة القريبة جداً من الحدود التركية.
- إذا نجح بوتين في مهمة التهدئة، يمكن أن تتحول ليبيا إلى موقع بحري ثان لروسيا في حوض البحر الأبيض المتوسط، بعد سورية.
- في شدة الخوف من رد إيران على اغتيال قاسم سليماني، يبدو في توازن الرعب أن "التهديد الإيراني" التقليدي صار باهتاً مقارنة بتهديد سليماني الميت. لحسن الحظ أن إيران لا تمتلك سلاحاً نووياً، وإلّا لكانت من دون شك ستستخدمه لتفجير العالم من شدة غضبها.
- الحقيقة، هي أنه بعد الابتهاج بـ"الإنجاز"، والتوقع أن إيران لن تكون كما كانت، وأن حرباً مقبلة بين الولايات المتحدة وإيران - من المسموح به أن نفكر للحظة في الإهانة الجارحة، كأن كل رزمة التهديد الإيراني تقلصت إلى جمجمة واحدة معلقة على حزام الصياد.
- لقد كانت هذه هي النظرة التي رافقت الصراع الطويل ضد القاعدة، وهكذا أيضاً بدت المعركة ضد تنظيم داعش، وكذلك أيضاً تعاملت إسرائيل مع تهديد "حماس". تعبير "قطع رأس الأفعى" لم يكن شعاراً شاعرياً - هو يمثل استراتيجيا تستند إلى وجهة نظر مركزة وضيقة وغير واقعية، مفادها أن العدو هو تنظيم أو حتى خلية إرهابية، حجمه لا يغير شيئاً. قطع رأسه يقضي على التهديد كله.
- كتب التاريخ مليئة بأسماء قادة وزعماء تنظيمات ونشطاء سياسيين، جرى اغتيالهم باسم هذه النظرية. في جزء من الحالات أدت هذه الاغتيالات إلى تغيير في المسارات التاريخية، مثل مقتل يتسحاق رابين، ومقتل السادات، والمهاتما غاندي، وجون كينيدي، إذا شئنا الإشارة فقط إلى البارزين في الزمن الحديث.
- بفضل ترامب، انضم سليماني إلى هذه المجموعة المحترمة. الذاكرة التاريخية المشوشة هذا الأسبوع اعتبرت مقتله كأول محاولة أميركية لقتل زعيم منذ الحرب العالمية الثانية؛ هي نسيت محاولة اغتيال أول رئيس لحكومة الكونغو، باتريس لومومبا في سنة 1960 التي كانت "سنة جيدة" في جهود اغتيال زعماء، أو إسقاط نظام سلفادور أليندي في تشيلي وانتحاره الحتمي. في سنة 1986، بدأت الهجمات الجوية على معمر القذافي، ومحاولة قتل سلوبودان ميلوسوفيتش في سنة 1999، وطبعاً الجهد لقتل صدام حسين في سنة 2003.
- اغتيال قاسم سليماني لن يقلل التهديد من جهة إيران، ولن يغير سياستها الإقليمية. ومهما كانت أهميته في الهرمية السياسية والعسكرية في إيران، فإنه ليس "الدولة". إيران دولة طموحة، ومن أجل تحقيق طموحاتها فعلت كل ما تفعله دولة عظمى أُخرى مثل روسيا، والصين، والسعودية، والولايات المتحدة.
- كل واحدة من هذه الدول أوجدت وكلاء يقاتلون باسمها أو من أجلها. روسيا لديها "مجموعة فاغنر" الفتاكة [مرتزقة روس] التي عملت في سورية وتعمل في ليبيا وفي أفريقيا؛ الولايات المتحدة رعت مجموعات داخل طالبان، من أجل الدفع قدماً بمصالحها؛ السعودية تستخدم مرتزقة من أميركا الجنوبية وأفريقيا في الحرب على اليمن؛ لإيران حزب الله، والميليشيات الشيعية في العراق والحوثيون في اليمن.
- مهمة سليماني كانت الدفع قدماً بالنفوذ الإيراني وتطويره في كل موقع في الشرق الأوسط، وفي آسيا، وأفريقيا وأميركا الجنوبية. ولقد قام بذلك بمهارة ونجاح، لكن سُجل له عدد غير قليل من الإخفاقات، مثل عدم توقّع التهديدات من ناحية داعش في العراق، وخسارة تفوق إيران في سورية، وعدم تقدير حركة الاحتجاج في العراق ضد وجود إيران في الدولة. لقد كان سليماني مشكلة بالنسبة إلى إيران مثلما كان رصيداً. لكن هذا التوازن لا يهم الغرب.
- يتعين على الغرب، وفي الأساس الولايات المتحدة، أن يشعرا بالقلق لأن ليس لديهما خطة سياسية واستراتيجية للدفع قدماً بنفوذهما في إيران وبناء صلات إيجابية معها.
الانزواء داخل جدران دفاعية خوفاً من "انتقام" إيراني، والتباهي بضخامة "بنك أهداف" ستجري مهاجمته، لا يمكن أن يحلا محل ضرورة لجم استمرار انهيار الاتفاق النووي الذي يمكن أن يؤدي إلى حرب إقليمية، ولن يزيلا البنية التحتية المعادية، ولن يبددا الخوف الدائم من إيران.