مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
دعوة نتنياهو وغانتس لزيارة واشنطن لمناقشة خطة "صفقة القرن" قبل إعلانها على الملأ
عباس يجتمع مع كل من بوتين وماكرون على هامش مشاركتهما في المنتدى الدولي للمحرقة النازية
نتنياهو في ختام المنتدى الدولي للمحرقة النازية: إيران أكثر الأنظمة معاداة للسامية على وجه الأرض
نتنياهو يجتمع مع بوتين ويشكره على العلاقة الشجاعة بين روسيا وإسرائيل
استطلاع قناة التلفزة "كان": 55 مقعداً لمعسكر أحزاب اليمين والحريديم
مقالات وتحليلات
الهدف الحقيقي لـ"صفقة القرن" هو السلام بين نتنياهو وغانتس
لنتنياهو صديق في موسكو، حتى يتوقف أن يكون صديقاً
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 24/1/2020
دعوة نتنياهو وغانتس لزيارة واشنطن لمناقشة خطة "صفقة القرن" قبل إعلانها على الملأ

رحب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالدعوة التي قدمها إليه نائب الرئيس الأميركي مايك بينس لزيارة واشنطن الأسبوع المقبل من أجل مناقشة خطة السلام الأميركية المعروفة باسم "صفقة القرن" قبل إعلانها على الملأ.

وتمت دعوة نتنياهو وزعيم تحالف "أزرق أبيض" عضو الكنيست بني غانتس إلى زيارة البيت الأبيض يوم الثلاثاء المقبل قبيل قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالكشف عن "صفقة القرن" التي سيتم إعلانها على الأغلب قبل الانتخابات الإسرائيلية العامة التي ستجري يوم 2 آذار/مارس المقبل.

وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام بعد تلقيه الدعوة في مستهل الاجتماع الذي عقده مع بينس في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس مساء أمس (الخميس)، أن الرئيس الأميركي يتطلع إلى منح إسرائيل السلام والأمن اللذين تستحقهما. وأشار إلى أنه هو من اقترح على ترامب أن يدعو غانتس إلى هذا الحدث حتى لا تفوّت هذه الفرصة التاريخية.

في المقابل، جددت السلطة الفلسطينية أمس رفضها خطة السلام الأميركية بعد إعلان دعوة نتنياهو وغانتس إلى واشنطن لمناقشة الخطة.

وقال نبيل أبو ردينة الناطق بلسان رئيس السلطة الفلسطينية في بيان صادر عنه، إن السلطة الفلسطينية تؤكد مرة أُخرى رفضها القاطع للقرارات الأميركية التي جرى إعلانها بشأن القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، إلى جانب جملة القرارات الأميركية المخالفة للقانون الدولي. وأشار إلى أن السلطة تجدد تأكيد موقفها الثابت الداعي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وحذّر أبو ردينة من أنه إذا ما تم إعلان هذه الصفقة بهذه الصيغ المرفوضة، فستعلن القيادة الفلسطينية سلسلة إجراءات تحافظ فيها على حقوق الفلسطينيين الشرعية، وستطالب إسرائيل بتحمّل مسؤولياتها كاملة كسلطة احتلال.

من ناحية أُخرى، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن جميع التقارير بشأن تفصيلات "صفقة القرن" ليست إلّا مجرد تكهنات.

وقال ترامب في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مساء أمس: "إن الولايات المتحدة تتطلع إلى استقبال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس تحالف ‹أزرق أبيض› بني غانتس في البيت الأبيض الأسبوع المقبل. إن التقارير بشأن تفصيلات خطتنا للسلام التي لم نكشف عنها بعد وتوقيت إعلانها ليسا إلّا مجرد تكهنات".

وقالت مصادر رفيعة المستوى في تحالف "أزرق أبيض" إنه يجب التأكد مما إذا كانت خطة السلام الأميركية جادة وصادقة أم أنها مجرد مناورة انتخابية لرئيس الحكومة نتنياهو. وأشارت هذه المصادر إلى أن توقيت الزيارة في واشنطن يتزامن مع عقد جلسة للهيئة العامة للكنيست من أجل الدفع قدماً بإقامة لجنة الكنيست التي ستناقش طلب نتنياهو الحصول على حصانة برلمانية تجنّبه المثول أمام المحاكمة بشبهة ارتكاب مخالفات فساد. لكن هذه المصادر أكدت في الوقت عينه أن قيام الرئيس الأميركي بدعوة غانتس إلى واشنطن لكونه المرشح لرئاسة الحكومة إلى جانب نتنياهو تُظهر أن في إمكان غانتس استبدال نتنياهو بعد الانتخابات المقبلة.

وأضافت المصادر نفسها أنه في حال شملت الخطة إخلاء مستوطنات أو إقامة دولة فلسطينية فهذا من شأنه أن يعقّد علاقات نتنياهو مع معسكر اليمين.

ويبدو أن نية الإدارة الأميركية نشر تفصيلات "صفقة القرن" تأتي في ظل تصريحات أدلى بها عدد من الساسة الإسرائيليين مؤخراً بشأن ضم أراض من الضفة الغربية الى السيادة الإسرائيلية، إذ أعلن نتنياهو نيته بسط السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت وجميع المستوطنات في الضفة الغربية، وأعلن غانتس نيته ضم غور الأردن وشمال البحر الميت، إلّا إنه أوضح أنه سيفعل ذلك بعد نيل موافقة المجتمع الدولي، بينما أعلن وزير الدفاع نفتالي بينت ضرورة بسط السيادة الإسرائيلية على مناطق ج في الضفة الغربية.

وكان الشق الاقتصادي لـ"صفقة القرن" نُشر في حزيران/يونيو الفائت خلال مؤتمر عُقد في البحرين، وينص على تأسيس صندوق استثمار دولي تبلغ ميزانيته 50 مليار دولار لإقامة مشاريع إنمائية لتحسين الاقتصاد الفلسطيني والاستثمار في دول مجاورة.

"هآرتس"، 24/1/2020
عباس يجتمع مع كل من بوتين وماكرون على هامش مشاركتهما في المنتدى الدولي للمحرقة النازية

ذكر بيان صادر عن رئاسة السلطة الفلسطينية أن رئيس السلطة محمود عباس عقد أمس (الخميس) اجتماعاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر الرئاسة في مدينة بيت لحم تباحثا خلاله في إعلان اسرائيل نيتها ضم أراض فلسطينية و"صفقة القرن" التي يمكن أن يعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأضاف البيان أن عباس أعرب عن شكره لبوتين على دعمه الشعب الفلسطيني سياسياً واقتصادياً وثقافياً ومالياً وأمنياً.

وقال الرئيس الروسي إن للعلاقات الروسية- الفلسطينية جذوراً تاريخية وعميقة، وأكد استعداد روسيا لتعزيز العلاقات بين الجانبين فيما يتعلق بالاقتصاد والمجال الإنساني وقضايا التسوية الفلسطينية- الإسرائيلية.

وكان بيان سابق صادر عن رئاسة السلطة الفلسطينية ذكر أن عباس عقد في رام الله أول أمس (الأربعاء) اجتماعاً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد خلاله رئيس السلطة أهمية الدور الفرنسي والأوروبي لإنقاذ عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وأضاف البيان أن عباس أعرب عن شكره للرئيس الفرنسي على مواقف بلاده الداعمة لإحلال السلام وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية والقانون الدولي، ومواقفها الداعمة لفلسطين في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية. كما أكد عباس أهمية الدور الفرنسي والأوروبي لإنقاذ العملية السياسية من المأزق الذي وصلت إليه جرّاء التعنت الإسرائيلي، وخصوصاً بعد مواقف الإدارة الأميركية المنحازة لمصلحة إسرائيل، وهو ما أفقدها دورها كوسيط وحيد للعملية السياسية.

وكان بوتين وماكرون وصلا إلى إسرائيل للمشاركة في المنتدى الدولي للمحرقة النازية الذي عُقد في القدس في مناسبة ذكرى مرور 75 عاماً على تحرير معسكر أوشفيتز النازي في بولندا.

"يديعوت أحرونوت"، 24/1/2020
نتنياهو في ختام المنتدى الدولي للمحرقة النازية: إيران أكثر الأنظمة معاداة للسامية على وجه الأرض

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إيران هي أكثر الأنظمة معاداة للسامية على وجه الأرض.

وجاءت أقوال نتنياهو هذه في سياق خطاب ألقاه في متحف "ياد فشيم" لضحايا المحرقة النازية في القدس في ختام أعمال المنتدى الدولي للمحرقة أمس (الخميس)، وأكد فيه أيضاً أنه يشعر بالقلق لأنه لم ير بعد موقفاً موحداً وحازماً ضد النظام الأكثر معاداة للسامية على هذا الكوكب، والذي يسعى علنا لتطوير أسلحة نووية، ولإبادة الدولة اليهودية الواحدة والوحيدة.

وأضاف نتنياهو أن إسرائيل تحيي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائبه مايك بينس على تصديهما لطغاة طهران.

وألقى نائب الرئيس الأميركي مايك بينس خطاباً دعا فيه إلى الوقوف أمام إيران ووصفها بأنها الدولة الوحيدة في العالم التي تنكر المحرقة النازية كجزء من سياستها الخارجية، وتهدد بتدمير إسرائيل.

كما ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطاباً دعا فيه إلى عقد قمة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا خلال سنة 2020 الحالية من أجل الالتزام بالذاكرة التاريخية ومناقشة سبل حماية السلام وحفظ الحضارة.

وقال بوتين إن نسيان الماضي والانقسام أمام التهديدات يمكن أن يؤديا إلى تداعيات هائلة ومن الضروري أن تكون لدى الجميع شجاعة كافية لتأكيد ذلك مباشرة وفعل كل شيء ممكن لحماية السلام والدفاع عنه.

وشارك في المنتدى الدولي للمحرقة النازية أكثر من 40 زعيم دولة، وذلك لإحياء ذكرى مرور 75 سنة على تحرير معسكر أوشفيتز النازي في بولندا.

"يسرائيل هيوم"، 24/1/2020
نتنياهو يجتمع مع بوتين ويشكره على العلاقة الشجاعة بين روسيا وإسرائيل

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الاجتماع الذي عقده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ديوان رئاسة الحكومة في القدس صباح أمس (الخميس) كان مؤثراً جداً، وأشار إلى أن والدة الإسرائيلية نعمة يسسخار المعتقلة في روسيا انضمت إلى الاجتماع وقال لها بوتين إن كل شيء سيكون على ما يرام.

واستقبل نتنياهو بوتين فور وصوله إلى إسرائيل صباح أمس في زيارة تستمر يوماً واحداً للمشاركة في المنتدى الدولي للمحرقة النازية الذي عُقد في القدس.

وشكر نتنياهو بوتين في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع، على العلاقة الشجاعة بين روسيا وإسرائيل، وأكد أنها تخدم الشعبين والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط.

وانضمت الى الاجتماع بين بوتين ونتنياهو والدة الإسرائيلية المعتقلة في روسيا نعمة يسسخار لإطلاعها على آخر الاتصالات لمنحها العفو.

وقالت مصادر مسؤولة في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن تقدماً كبيراً حدث في هذه القضية بفضل العلاقات القريبة والشخصية بين نتنياهو وبوتين.

وافتتح الرئيس الروسي أمس النصب التذكاري لضحايا معركة ليننغراد في مدينة القدس في احتفال شارك فيه رئيس الحكومة نتنياهو.

"معاريف"، 24/1/2020
استطلاع قناة التلفزة "كان": 55 مقعداً لمعسكر أحزاب اليمين والحريديم

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] أمس (الخميس) أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الآن سيحصل معسكر أحزاب اليمين على 39 مقعداً، ومعسكر أحزاب الوسط - اليسار على 44 مقعداً، ويحصل حزبا اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] على 16 مقعداً، ويحصل حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان على 8 مقاعد، وتحصل القائمة المشتركة على 13 مقعداً.

ووفقاً للاستطلاع، تحصل قائمة حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو على 31 مقعداً، وقائمة تحالف "أزرق أبيض" برئاسة بني غانتس على 35 مقعداً، وتحصل قائمة تحالف "يمينا" برئاسة وزير الدفاع نفتالي بينت والمكونة من حزب "اليمين الجديد" برئاسة بينت، وحزب "البيت اليهودي" برئاسة وزير التربية والتعليم رافي بيرتس، وحزب "الاتحاد القومي" برئاسة وزير المواصلات بتسلئيل سموتريش على 8 مقاعد.

ويحصل كل من قائمة حزب شاس الحريدي، وقائمة الحزب الحريدي يهدوت هتوراه على 8 مقاعد، وتحصل قائمة التحالف بين أحزاب العمل و"جيشر" وميرتس برئاسة عضو الكنيست عمير بيرتس على 9 مقاعد.

ولن تتمكن قائمة "عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 23/1/2020
الهدف الحقيقي لـ"صفقة القرن" هو السلام بين نتنياهو وغانتس
نوعا لنداو - مراسلة سياسية
  • بعد سنوات من التصريحات والتخطيطات، المرفقة بقدر كبير من التوقعات، من المتوقع أخيراً الكشف كلياّ عن الجزء السياسي من خطة إدارة ترامب للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، المعروفة أيضاً بـ"صفقة القرن". الطاقم المسؤول برئاسة صهر رئيس الولايات المتحدة جاريد كوشنير، سئم من انتظار نتائج الانتخابات التي لا تنتهي في إسرائيل. الموفد الشاب إلى المنطقة، آفي بركوفيتش، مساعد كوشنير السابق الذي حل محل جايسون غرينبلات، رأى كيف تخسر مهمته قيمتها بمرور الوقت. وكلما قصرت الولاية السياسية للمسؤولين في القدس وواشنطن، كلما فقد العاملون في هذه المهمة صبرهم، وخشوا من أن تُدفن المسودة التي كتبوها حتى من دون نعي.
  • لذلك، عندما أعطى غانتس هذا الأسبوع الضوء الأخضر رسمياً للتدخل في المعركة الانتخابية الثالثة، بعد أن أدرك أن الخطة من الممكن أن تُنشر معه أو من دونه، بدأ العد العكسي العلني لحفل إطلاقها في البيت الأبيض. غانتس المحاط بالألغام لم يكن قادراً على تقدير حجم المواد الناسفة التي تحيط به، ويا للعجب، الموعد المقرر لإطلاق الصفقة، ليس سوى اليوم الذي من المتوقع أن تجري فيه أيضاً مناقشة حصانة بنيامين نتنياهو. كل ذلك بينما المضيف نفسه غارق في التحقيقات حتى رقبته. هكذا تحولت صفقة السلام الموعود بين إسرائيل والفلسطينيين إلى صفقة السلام بين نتنياهو وغانتس، أو لمزيد من الدقة، صفقة القرن لنتنياهو. الاثنان دُعيا معاً إلى مناقشتها، كأنهما هما اللذان يجب أن يتوصلا إلى تفاهمات.
  • هذا التوجه ليس من المفترض أن يفاجىء مَن تابع عن قرب الكشف عن الجزء الأول، الاقتصادي، من الخطة، في المؤتمر الاحتفالي الذي عُقد في حزيران/يونيو في العاصمة البحرينية المنامة. لقد كان واضحاً لكل الذين حضروا المؤتمر أن الفلسطينيين ليسوا طرفاً. هم يظهرون في الصور وفي الفيديوهات، لكن هذا الحدث لم يكن أبداً من أجلهم.
  • في مناسبات عديدة أثبت الأميركيون مرة بعد أُخرى أن صفقة السلام لا تهدف إلى تحقيق سلام إسرائيلي - فلسطيني. كل موضوع طالبوا بـ"إبعاده عن طاولة المفاوضات" - من نقل السفارة إلى القدس، مروراً بتقليص الأموال المخصصة للسلطة، وصولاً إلى الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان - كان للمحافظة على سلامة نتنياهو. الربط بين "طاقم السلام" من مؤيدي المستوطنين، وبينهم السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان الذي يتصرف كسفير إسرائيل في واشنطن، وبين قاعدة المؤيدين من الإنجيليين للرئيس ترامب ونائبه مايك بنس، لم يترك منذ البداية مجالاً للخيال.
  • إلى جانب الوعود المتكررة من جانب أطراف إسرائيلية منذ أيلول/سبتمبر بأن الخطة ستضمن سيادة إسرائيلية على كل المستوطنات، وضم غور الأردن وترسيخه كحدود شرقية لإسرائيل، تؤكد هذه الأطراف أن رفضاً فلسطينياً فورياً لترامب سيؤدي إلى شرعنة هذه الخطوات أيضاً من طرف واحد. لذا يُطرح السؤال أليس من الأصح تسمية هذه الخطة خطة الضم. من جهة أُخرى، تحذر هذه الأطراف من وجود وجه آخر للعملة: كل المدنيين الفلسطينيين سيبقون أيضاً تحت سيطرة السلطة التي ستُعتبر دولة منزوعة السلاح.
  • مع ذلك، من المهم أن نتذكر أن كل ذلك هو تسريبات تمثل في الأساس المصلحة في تسويق هذه الخطة للجمهور الإسرائيلي، اليميني في أغلبيته. ما الذي يوجد فعلاً في الوثيقة، كله سنعرفه بالتحديد فقط مع الكشف الكامل عنها قريباً. المشهد سيكون من دون شك غريباً جداً: اثنان يطمعان بعرش إسرائيل يناقشان معاً في البيت الأبيض خطة سلام من دون شريك فلسطيني، بدعم من اليمين وبمعارضة اليسار. ربما على الأقل سينتج من ذلك حكومة.
"هآرتس"، 24/1/2020
لنتنياهو صديق في موسكو، حتى يتوقف أن يكون صديقاً
تسفي برئيل - محلل سياسي
  • "منتدى المحرقة" الذي عُقد هذا الأسبوع في القدس وجمع عشرات الزعماء وكبار المسؤولين من دول العالم، وحوّل المحرقة النازية إلى موضوع ثانوي، عتّمت عليه قضية نعمه يسسخار، [الإسرائيلية التي اعتقلتها السلطات الروسية في مطار موسكو لحيازتها كمية من المخدرات]، التي تحولت إلى اختبار مهم للمؤهلات الدولية لبنيامين نتنياهو، وفي الأساس لقوة تأثيره على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هل نجح نتنياهو في مساعيه لدفع بوتين إلى العفو عن يسسخار؟ وهل سلسلة الزيارات التي قام بها في العامين الأخيرين إلى روسيا ستعطي ثماراً؟
  • يبدو أنه في كل ما يتعلق بإسرائيل، لا تحتاج روسيا إلى هجوم سيبراني للتأثير في الانتخابات الإسرائيلية؛ يكفي اعتقال مواطنة إسرائيلية وإطلاق سراحها لترجيح الكفة لمصلحة رئيس الحكومة. لكن يوجد بين روسيا وإسرائيل عدد من الموضوعات الحساسة. التنسيق العسكري في الساحة السورية هو موضوع حساس يعالَج بكثير من الدقة، ويحتاج إلى صيانة دائمة. وذلك كي تتمكن إسرائيل من الاستمرار في المناورة بين العمليات الهجومية في الأراضي السورية من دون أن تزعج تطلّع روسيا لاستكمال سيطرة الأسد على كل أراضي دولته.
  • ظاهرياً، يبدو أن التنسيق يجري بصورة عامة من دون وقوع حوادث، إذا لم نعتبر إسقاط الطائرة الروسية بصواريخ سورية في سنة 2018 خللاً في التنسيق. لقد نشأ بين روسيا وإسرائيل، وبينهما وبين إيران، توازن متفَق عليه، بموجبه تستطيع إسرائيل الاستمرار في مهاجمة أهداف موجهة لمساعدة حزب الله، مثل شحنات صواريخ وسلاح آخر، أو قواعد تنقل منها إيران سلاحاً. تُعتبر مهاجمة أهداف إيرانية في سورية مشروعة ما دامت إسرائيل تستطيع تبريرها بأن المقصود أهداف ترسل منها إيران سلاحاً وعتاداً آخر إلى حزب الله - عموماً، يبدو أن روسيا تفضل أن ترى في الحوار العسكري بين إسرائيل وإيران مسألة لا علاقة لها بها، بشرط أن تُنسّق هذه الهجمات مع ضباط الاتصال في سلاح الجو الروسي المنتشرين في قاعدة حميميم في شمال غرب سورية.
  • يطرح هذا التنسيق قضية مثيرة للفضول تتعلق بالثقة بين سلاحي الجو الروسي والإسرائيلي، لأن كل هجوم يجري تنسيقه ينطوي أيضاً على خطر نقل معلومات مسبقة عن هدف الهجوم إلى القيادة الإيرانية وسلاح الجو السوري.
  • مصدر إسرائيلي كان قريباً من ترتيبات التنسيق قال لـ"هآرتس" إن هذا الخطر قائم فعلاً، لكن الأسلوب المتبع هو "إذا أرادت روسيا منع هجوم إسرائيلي في منطقة معينة، أو في وقت معين، فإنها ستقول ذلك بوضوح ولن تمارس الألاعيب". وأضاف المصدر نفسه: "في المحصلة، لدينا انطباع أن روسيا لا تنوي التدخل في العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله، وأن اعتباراتها لا تتعلق فقط بالمواجهة الإسرائيلية - الإيرانية. لكن ليس هناك ضمانة بأنه إذا تغيرت الظروف وجرى إيجاد حل سياسي للحرب في سورية لن يحدث تحول في سياسة روسيا إزاء الهجمات الإسرائيلية".
  • فرضية العمل الإسرائيلية هي أن روسيا نفسها معنية بإخراج إيران من الأراضي السورية، ليس فقط التخلّص من وجودها المادي، بل أيضاً من أجل تقليص تأثيرها في نظام الأسد. ولا يهدف التدخل العسكري الروسي في سورية الذي بدأ في سنة 2015 فقط إلى الإبقاء على نظام مؤيد ومتعاون، بل أيضاً يهدف إلى تحويل الدعم العسكري إلى موطىء قدم في الشرق الأوسط. لكن روسيا ورثت وضعاً قائماً فيه إيران حليف الأسد، كما أنها قدمت له مساعدة وقروضاً بمليارات الدولارات.
  • كانت النتيجة على الصعيد السياسي، أن روسيا اضطرت إلى المناورة بين تركيا وإيران، في مسعى لاستكمال سيطرة الأسد على سورية. استخدمت تفوقها على إيران وتركيا ونجحت في إقناع بعض الدول العربية، بينها اتحاد الإمارات والبحرين والسودان، بإعادة علاقاتها الدبلوماسية مع النظام، لكن يبدو أن الإنجاز الأهم يكمن في نجاحها في الجمع هذا الشهر في موسكو بين رئيس الاستخبارات التركية ونظيره السوري علي المملوك.
  • التقارير التي خرجت من الاجتماع لا تشير إلى التوصل إلى اتفاق بين تركيا وسورية بشأن مسألة انسحاب القوات التركية من سورية، لكن مجرّد حدوث الاجتماع يمكن أن يشير إلى تغير توجّه تركيا حيال نظام الأسد. استغلال تفوق روسيا العسكري في الساحة السورية، وخصوصاً استخدامها سلاح الجو لحسم معارك محلية لمصلحة نظام الأسد، بالإضافة إلى نجاحها في تثبيت وقف إطلاق النار بين جزء من الميليشيات وبين النظام، منحها رافعة قوية جداً للسيطرة مستقبلاً على موارد طبيعية مثل النفط والفوسفات، بحيث يكون نظام الأسد معتمداً على موسكو أيضاً في نهاية الحرب. أيضاً يبدو بوضوح في هذا المجال أن روسيا تنجح في دفع إيران إلى زوايا النفوذ، مع أن موسكو بالمقارنة مع إيران لا توظف مليارات الدولارات في تمويل الأنشطة الجارية للحكم السوري.
  • تدور معركة حُسمت تقريباً بين إيران وروسيا على تقاسم الاقتصاد السوري. فقد وضعت روسيا يدها على حقول النفط، ووقّعت شركات روسية اتفاقات مستقبلية لتطوير وإنتاج النفط. كذلك ايضاً بالنسبة إلى شركات الفوسفات. بينما اضطرت إيران إلى الاكتفاء بالمجال المخصص لها "إعادة إعمار الدولة"، ومعناه بناء وحدات سكنية في محافظات سورية، وفي الأساس في المناطق الفقيرة في الدولة. وفي مقابل الأرباح التي من المفترض أن يجني الروس ثمارها في الأمد القصير ولا تتطلب استثمارات كبيرة نسبياً، فإن المشاريع الإيرانية، مثل بناء 200-300 ألف وحدة سكنية، تفرض على إيران استثمار مال كثير في المدى القصير، بينما الأرباح، إذا حدثت، ستوزَّع على سنوات طويلة.
  • بالنسبة إلى إسرائيل، هذه الظروف تمنحها حرية عمل أكبر في سماء سورية، مع مراعاة الاتفاقات مع روسيا، المشكلة هي أن حرية العمل هذه تنشىء اعتماداً إسرائيلياً على مصالح روسيا، وهذه المصالح لا تنحصر فقط فيما يحدث في الساحة السورية أو بتعهدات إسرائيلية بعدم المس بالأسد ونظامه.