مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
غارات على أهداف لـ"حماس" رداً على إطلاق قذائف وبالونات مفخخة من القطاع في اتجاه إسرائيل
ترامب يعقد اليوم اجتماعين منفصلين مع كل من نتنياهو وغانتس بشأن "صفقة القرن" تمهيداً لإعلانها على الملأ
الفلسطينيون: يوم إعلان "صفقة القرن" بصورة رسمية سيكون يوم غضب في المناطق المحتلة
درعي يوقّع مرسوماً يسمح للإسرائيليين بزيارة السعودية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية
المستشار القانوني للحكومة يقرر تقديم لائحة اتهام بحق عضو الكنيست ديفيد بيتان من الليكود بتهم تلقي رشوة وإساءة الائتمان
ليبرمان: نتنياهو فضّل السفر إلى واشنطن للتهرب من مناقشة موضوع حصانته من المحاكمة
مقالات وتحليلات
"صفقة القرن" ستقضي على حل الدولتين
الأردن ينتظر بقلق الفخ الذي سينصبه له دونالد ترامب
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 27/1/2020
غارات على أهداف لـ"حماس" رداً على إطلاق قذائف وبالونات مفخخة من القطاع في اتجاه إسرائيل

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن طائرات سلاح الجو شنت مساء أمس (الأحد) غارات على موقع عسكري تابع لحركة "حماس" في قطاع غزة، رداً على إطلاق قذيفة صاروخية وبالونات مفخخة من القطاع في اتجاه إسرائيل في وقت سابق أمس.

وأضاف البيان أن القذيفة سقطت في منطقة مفتوحة ولم تتسبب بأي إصابات بشرية أو أضرار مادية كبيرة.

وقالت مصادر مسؤولة في قيادة الجيش الإسرائيلي إن إطلاق البالونات المفخخة من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل مستمر منذ عدة أيام.

وكانت طائرات إسرائيلية شنت الليلة قبل الماضية غارات على عدد من الأهداف التابعة لـ"حماس" في جنوب قطاع غزة رداً على إطلاق عبوات حارقة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية نهار أول أمس (السبت).

وفي صباح أول أمس تم العثور على مجموعة من البالونات مرتبطة بقنبلة مشتبه بها بالقرب من كيبوتس "سديه بوكر" في النقب الذي يبعد نحو 40 كم عن القطاع. وأظهرت صور للقنبلة المشتبه بها انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي جهازاً يشبه شكل قنبلة "آر بي جي". وفي وقت لاحق تم اكتشاف مجموعة ثانية من البالونات الحارقة في منطقة رمات نيغف وجرى تحييدها من طرف خبراء متفجرات. ويوم الجمعة عُثر على جسم مشبوه آخر أُطلق، على ما يبدو، من غزة بواسطة بالونات في منطقة شاعر هنيغف.

"معاريف"، 27/1/2020
ترامب يعقد اليوم اجتماعين منفصلين مع كل من نتنياهو وغانتس بشأن "صفقة القرن" تمهيداً لإعلانها على الملأ

من المتوقع أن يعقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء اليوم (الاثنين) اجتماعين منفصلين مع كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس تحالف "أزرق أبيض" وزعيم المعارضة عضو الكنيست بني غانتس بشأن خطة إدارته للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين المعروفة باسم "صفقة القرن"، تمهيداً لإعلانها على الملأ.

وقال نتنياهو إنه سيلتقي ترامب غداً (الثلاثاء) أيضاً.

وغادر نتنياهو إسرائيل بعد ظهر أمس (الأحد) متوجهاً إلى واشنطن. وقال في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام قبيل إقلاع طائرته، إنه يعتقد أن خطة السلام الأميركية تصب في مصالح إسرائيل الأمنية. وأضاف أنه تحدث خلال السنوات الثلاث الأخيرة مرات عديدة مع الرئيس الأميركي ترامب عن مصالح إسرائيل الحيوية والأمنية، واعتبر أنهما سيصنعان التاريخ سوية.

وكان غانتس غادر إسرائيل صباح أمس إلى واشنطن على متن رحلة عادية.

ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 [القناة الثانية سابقاً] أمس عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى رفضت الكشف عن هويتها أن خطة الإدارة الأميركية تنص على سيادة إسرائيلية في القدس وفي أكثر من 100 مستوطنة وإقامة دولة فلسطينية بشرط أن تتخلى حركة "حماس" عن سلاحها وأن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية وبالقدس عاصمة لها.

وذكرت القناة أيضاً أن الخطة ستمنح إسرائيل سيطرة أمنية كاملة في منطقة غور الأردن، وتنص على تبادل أراض ضئيل، وإمكان استيعاب بعض اللاجئين الفلسطينيين في إسرائيل. وأفادت أنه في حال قبلت إسرائيل الخطة ورفضها الفلسطينيون، سيكون لإسرائيل دعم أميركي للبدء بضم المستوطنات بصورة أحادية الجانب.

"هآرتس"، 27/1/2020
الفلسطينيون: يوم إعلان "صفقة القرن" بصورة رسمية سيكون يوم غضب في المناطق المحتلة

ذكر بيان صادر عن حركة فتح أمس (الأحد) أن يوم إعلان "صفقة القرن" بصورة رسمية سيكون يوم غضب في المناطق [المحتلة].

وقال بيان صادر عن رئاسة السلطة الفلسطينية في رام الله أمس إن "صفقة القرن" لن تمر من دون موافقة الشعب الفلسطيني. وأكد أن القيادة الفلسطينية بدعم الشعب الفلسطيني ستُسقط المحاولات التي تؤدي إلى إفشال القضية الفلسطينية كما أسقطت عشرات المحاولات السابقة.

وذكر البيان أن القيادة الفلسطينية ستجري سلسلة من الاجتماعات على جميع المستويات وتعلن رفضها الحازم للتخلي عن القدس وستدرس جميع الإمكانات، بما في ذلك مصير السلطة الفلسطينية.

وأشار البيان إلى أن إعلان هذه الصفقة ليس إلّا محاولة لإنقاذ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب من أزماتهما الداخلية على حساب الشعب الفلسطيني.

وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات هدّد بالتراجع عن بنود رئيسية في اتفاقات أوسلو التي تحدد علاقات السلطة الفلسطينية مع إسرائيل إذا ما أعلن ترامب خطته للسلام.

وقال عريقات لوكالة "فرانس برس" الفرنسية للأنباء أول أمس (السبت)، إن منظمة التحرير الفلسطينية تحتفظ بحقها في إعلان انتهاء المرحلة الانتقالية في حال قيام ترامب بالكشف عن الخطة.

وأضاف عريقات أن إعلان الخطة سيوجد واقعاً جديداً ويحوّل الاحتلال من احتلال موقت إلى دائم.

"يديعوت أحرونوت"، 27/1/2020
درعي يوقّع مرسوماً يسمح للإسرائيليين بزيارة السعودية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية

وقّع وزير الداخلية الإسرائيلي أرييه درعي أمس (الأحد) لأول مرة مرسوماً يسمح للإسرائيليين بزيارة السعودية، وذلك بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية ووزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي وجهات معنية أُخرى.

وينص المرسوم على السماح للإسرائيليين بزيارة السعودية في حالتين: الأولى، لأداء مناسك الحج والعمرة، علماً بأن الحجاج من إسرائيل كانوا حتى الآن يدخلون إلى السعودية ببطاقات سفر أردنية موقتة؛ الثانية، لحضور اجتماعات مع رجال أعمال أو البحث عن استثمارات.

وقالت مصادر مسؤولة في وزارة الداخلية إن العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج، وخصوصاً السعودية، تطورت خلال السنوات الأخيرة في إثر التهديدات المتزايدة من طرف إيران وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط، وعلى خلفية محاولة السعودية تجميل صورتها المحافظة عن طريق الانفتاح على الغرب، ومحاولة جذب مستثمرين وسياح.

 

 

 

 

 

"معاريف"، 27/1/2020
المستشار القانوني للحكومة يقرر تقديم لائحة اتهام بحق عضو الكنيست ديفيد بيتان من الليكود بتهم تلقي رشوة وإساءة الائتمان

قرر المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت أمس (الأحد) تقديم لائحة اتهام بحق عضو الكنيست ديفيد بيتان من الليكود توطئة لجلسة استماع إلى طعونه.

وقالت مصادر مسؤولة في مكتب المستشار القانوني إن لائحة الاتهام ستنسب إلى بيتان تهم تلقي رشوة بأكثر من 900.000 شيكل وغسيل أموال وإساءة الائتمان في 9 قضايا جنائية تم التحقيق معه بشأنها.

وأضافت هذه المصادر أنه في القضايا التي احتفظ بها بيتان بحق الصمت لن يمكنه الإدلاء بروايته خلال جلسة الاستماع التي ستُعقد له وسيتعرض خلالها للمساءلة.

وقال محاميا الدفاع عن بيتان إنه لم يتلق رشوة أو منافع خلال توليه المناصب العامة، وإن جميع قراراته في هذه المناصب كانت موضوعية واستندت إلى اعتبارات مهنية تأخذ بالحسبان المصلحة العامة فقط.

 

"يديعوت أحرونوت"، 26/1/2020
ليبرمان: نتنياهو فضّل السفر إلى واشنطن للتهرب من مناقشة موضوع حصانته من المحاكمة

انتقد رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان، أمس (السبت)، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على خلفية تغيبه عن النقاش الذي سيجري بشأن حصانته من المحاكمة في الكنيست يوم الثلاثاء المقبل بسبب زيارته إلى الولايات المتحدة، وأكد أن نتنياهو يتهرب من مسؤولياته والتزاماته.

وقال ليبرمان خلال ندوة عُقدت في مدينة رعنانا [وسط إسرائيل]، إنه بدلاً من أن يذهب نتنياهو مسافة ميلين ونصف الميل إلى الكنيست فضّل الهروب إلى واشنطن على بعد 9500 ميل، وأضاف أنه قبل أن يصنع نتنياهو السلام في منطقة الشرق الأوسط ينبغي له أن يقول سلاماً لحصانته.

وتطرّق ليبرمان إلى نشر خطة السلام الأميركية المعروفة باسم "صفقة القرن" قبل خمسة أسابيع فقط من الانتخابات الإسرائيلية، فقال إن توقيت نشر الخطة غير موفق.

كما تطرّق ليبرمان إلى نية نتنياهو ضم غور الأردن إلى السيادة الإسرائيلية، فقال: "كان هناك التزام بتطبيق السيادة على غور الأردن، وكما هي الحال دائماً لم يكن لدى رئيس الحكومة أي نية لتطبيق السيادة، ومن الواضح أن مسألة السيادة على غور الأردن لها أغلبية مطلقة في الكنيست، و'إسرائيل بيتنا' وضع مشروع قانون لضمه، ويمكن تمريره في القراءات الثلاث في الكنيست في يوم واحد، كما طبّق مناحيم بيغن [رئيس الحكومة السابق] السيادة على هضبة الجولان".

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 26/1/2020
"صفقة القرن" ستقضي على حل الدولتين
إفرايم سنيه - عضو كنيست ووزير سابق
  • المناورة المشتركة لدونالد ترامب وبنيامين نتنياهو بدأت تشق طريقها. الهدف من "صفقة القرن" ليس إنهاء النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، بل ضمان استمرار حكم نتنياهو. وستجعل النزاع يستمر إلى الأبد، وتُدهوره، لكن من يهمه ذلك. الهدف السياسي للحلف بين الإنجيليين في الولايات المتحدة وبين اليمين الاستيطاني هو الذي سيقرر، وهو الذي سيُنجز.
  • ما هي مكونات الخطة؟ وما الذي لا تحتوي عليه؟ قبل كل شيء، ليس فيها أي ذكر لتمثيل رسمي فلسطيني في القدس الشرقية. ولن تكون حتى عاصمة رمزية. ليس فيها أي تواصل جغرافي، يمكن أن يحوّل الدولة الضعيفة في نهاية العملية إلى كيان سياسي قابل للحياة. هي ستكون في أحسن الحالات مجموعة من جيوب تتمتع بحكم ذاتي. وهذا لا يكون دولة.
  • لن يكون لدى الكيان الفلسطيني أي احتياط من الأرا ضي للقيام بتطوير حضري واقتصادي وزراعي. وسيفرض الواقع الجغرافي الناشىء، من دون تواصل جغرافي للفلسطينيين ومع بقاء المستوطنات في أماكنها، بقاء كل الوجود العسكري للجيش الإسرائيلي على الأرض، وربما سيزيده للدفاع عن أمن المستوطنات. كل سمات الاحتلال ستبقى.
  • الخطة هي بمثابة قضاء مطلق وأكيد على حل الدولتين. وهي لا تشكل أساساً لأي اتفاق ثنائي، فهي تقدس المستوطنات، وتستخف بتطلعات الفلسطينيين إلى استقلال محترم وإلى عاصمة في الأحياء الشرقية للقدس الشرقية. ليس هناك فرصة لتأييد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة الخطة. هم أيضاً تساورهم الشكوك بشأن جدية وموثوقية ترامب. اغتيال سليماني لم يبدد هذه الشكوك. بكلمات بسيطة: لا يوجد شريك عربي للخطة.
  • الخطة عندما ستُعلَن ستجعل من الأصعب قيام جبهة إقليمية ضد إيران وستفاقم الأزمة مع الأردن. وهي من الممكن أن تشعل الأرض أيضاً في الضفة الغربية وتقضي على التعاون الأمني مع الفلسطينيين. من ستفيد؟ نتنياهو طبعاً. هي ستسمح له بتحويل الانتباه عن مشاكله القانونية وعرض نفسه كمن مكّن اليمين من تحقيق حلمه التاريخي. وهذا مفيد جداً عشية الانتخابات.
  • دعوة بني غانتس إلى واشنطن هي فخ سياسي. فقط سياسي ذكي ومحنك مثل نتنياهو يستطيع أن ينصبه، بالتنسيق طبعاً مع شريكه ترامب. إذا مدح غانتس الخطة في واشنطن، فهو سيظهر كتقليد ضعيف لرئيس الحكومة الحالي، وليس كبديل منه.
  • بيد أن التحدي الذي تفرضه "صفقة القرن" ليس مشكلة شخصية لأحد. لقد حان وقت اختبار معسكر الوسط - اليسار كله. يتعين عليه أن يأخذ موقفاً- دعم الخطة، أو معارضتها. دلالات التأييد واضحة. كل مؤيد للخطة سيُزال اسمه من قائمة معارضي ضم إسرائيل وتحويلها إلى دولة ثنائية – القومية. المؤيد للخطة لا يقبل فقط انتصار اليمين الاستيطاني، بل هو متعاون معه. المطلوب شجاعة مدنية لرفض الخطة بحزم، ولكشف أنها مناورة انتخابية من نتنياهو. هذا ليس كافياً. هناك ضرورة لقول الحقيقة أخيراً بشأن الحاجة إلى حل يقوم على اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، يستند إلى تقسيم البلد إلى دولتين مستقلتين. كل المجتمع الدولي يؤيد مثل هذا الحل، بما فيه الزعماء الذين جاؤوا إلى القدس في اليوم العالمي للمحرقة. كل الإدارات السابقة في الولايات المتحدة حاولت الدفع قدماً بذلك على طريقتها. والأهم من كل شيء: عندما أظهر زعماء إسرائيليون مثل هذه الشجاعة أيدتهم أغلبية الجمهور في إسرائيل.
  • شيء واحد جيد سيخرج من نشر خطة ترامب: لأول مرة منذ سنة 1996، ستجري انتخابات في إسرائيل سيدور الصراع السياسي فيها على الأمر الحقيقي. لقد حانت ساعة الحقيقة.
"هآرتس"، 26/1/2020
الأردن ينتظر بقلق الفخ الذي سينصبه له دونالد ترامب
تسفي برئيل - محلل سياسي
  • مرة أُخرى يبحث الأردن عن ملجأ سياسي. عندما سيستمع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في واشنطن إلى تفصيلات صفقة القرن، سيضطر الملك عبد الله على ما يبدو، إلى التكهن بشأن طبيعة الفخ الذي ينصبه له الرئيس الأميركي.
  • بناء على تصريحات مسؤولين كبار في الأردن، لا تزال الحكومة الأردنية غارقة في الظلام، ولا تعرف رسمياً ما سيكون مصيرها. تستند التخمينات والتقديرات إلى تسريبات في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وإلى التخوف الشديد من تحويل الأردن إلى وطن بديل للفلسطينيين. "ماذا يعني ضم غور الأردن بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإعطائها الإذن بضم هضبة الجولان، واعترافه بشرعية قسم من المستوطنات؟" استغرب أحد كبار المحللين الأردنيين في حديث مع "هآرتس". وتابع قائلاً: "كل هذا  معناه أن الأردن لم يعد مكوناً جوهرياً في عملية السلام. أكثر من ذلك، صفقة القرن تلغي حل الدولتين، وهي تقوّض المبادرة العربية العائدة إلى سنة 2002، والتي كانت دائماً حجر الزاوية في كل اقتراح حل، وترفض حق العودة للفلسطينيين، وتطلب من الأردن استيعاب مئات الآلاف الإضافيين من اللاجئين وربما الملايين".
  • لقد أعرب الأردن عن هذه المخاوف علناً عند عقد مؤتمر البحرين في حزيران/يونيو 2019، والذي قدم تفصيلات بشأن مساعدة اقتصادية تقدر بالمليارات إلى فلسطين والأردن الذي سيُطلب منه في إطارها، أن يكون ملاذاً للاجئين الفلسطينيين، وأن يتحول عملياً إلى دولة فلسطينية.
  • يواجه الأردن حالياً ثلاثة تهديدات يعتبرها وجودية. الأول، يتعلق بالضغوط التي من المتوقع أن يتعرض لها من جانب الإدارة الأميركية كي يوافق على تبنّي صفقة القرن. وهذه قد تشمل تقليص المساعدة الاقتصادية والدعم العسكري، وإفشال جهود الملك عبد الله في جمع المال من مؤسسات تمويل دولية، وحتى الدفع قدماً بطلب السعودية بـأن تكون هي المسؤولة عن الأماكن المقدسة في القدس.
  • التهديد الثاني الأكثر خطراً، سيصل إذا قرر الجمهور الأردني الخروج في تظاهرات ضد الصفقة، وطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل وحتى إلغاء معاهدة السلام معها. التهديد الثالث، سيصل إذا كانت إسرائيل ستتبنى فعلاً صفقة القرن، وستضم غور الأردن والمستوطنات الموافق عليها، وبذلك تفصل الضفة عن الأردن. الخيارات الأردنية لمعارضة صفقة القرن محدودة.
  • ليس للأردن بديل من حلف مع الولايات المتحدة ومع السعودية. على الرغم من محاولات التقرب من روسيا، من خلال التصالح مع سورية، فإن روسيا ليست بديلاً سياسياً أو اقتصادياً من الدعم الأميركي. علاقات الأردن مع السعودية متوترة وليس من اليوم، بين أمور أُخرى على خلفية معارضة الأردن استخدام أراضيه كقاعدة للهجوم على سورية قبل أربع سنوات، وفيما بعد بسبب إعراب السعودية عن رغبتها بأن تكون قيّمة على الأماكن المقدسة في القدس.
  • لكن السعودية ودولة اتحاد الإمارات لا تزالان ركيزة اقتصادية حيوية، فقد منحت هاتان الدولتان الأردن نحو 2.5 مليار دولار في سنة 2018، لمساعدة المملكة على ترميم اقتصادها وتهدئة التظاهرات العنيفة التي حدثت في بداية تلك السنة. في الوقت عينه، تُعتبر السعودية واتحاد الإمارات ركنين أساسيين في صفقة القرن، والدولتان استكملتا تقريباً تطبيع العلاقات مع إسرائيل. المواجهة معهما على خلفية تأييدهما صفقة القرن هي خطوة خطرة.
  • السؤال المثير للقلق هو هل إلغاء اتفاق السلام بين إسرائيل والأردن يمكن أن يُستخدم كرافعة تهديد أو ضغط أردني ضد صفقة القرن؟ المنطق السياسي الأردني يقول إن إلغاء اتفاق السلام لن يلغي التهديدات التي تطرحها الصفقة على الأردن. وهو لن يردع إسرائيل عن ضم الغور، لأن هذا الضم لا يتعلق فقط بالأهمية الاستراتيجية للغور فحسب، بل بالنضال السياسي في إسرائيل الذي يتغلب إجمالاً على الأهميات الاستراتيجية، ولهذا السبب أيضاً هو لن يمنع ضم المستوطنات.
  • إلغاء اتفاق السلام سيبعد الأردن نهائياً عن التأثير ورعاية الأماكن المقدسة في القدس، وفي المقابل، سيحول الأردن إلى جزء مما سُمّي سابقاً "الجبهة الشرقية"، تعبير ملطف يُطلق على الدول العدوة. في نقاشات دارت في الأردن قبل أكثر من سنة، حول التداعيات المحتملة لإلغاء اتفاق تأجير المناطق في غور الأردن ووادي عربه، وشارك فيها عسكريون ومسؤولون مدنيون كبار، بمشاركة الجيش والحكومة الأردنيين، طُرح أيضاً سؤال عن مدى هشاشة اتفاق السلام.
  • بحسب مصادر أردنية، الاستنتاج القاطع كان أن خيار إلغاء اتفاق السلام غير مطروح وممنوع أن يكون مطروحاً، لأنه سيخدم إسرائيل أكثر مما سيساعد الأردن؟ لكن الآن من الممكن أن تتغير الظروف، على الرغم من تبنّي اتفاق السلام كمكوّن جوهري، وربما وجودي بالنسبة إلى الأردن، فإنه من الصعب معرفة كيف سيرد الأردن على نشوب أعمال عنف جارفة من جماهير كبيرة في المملكة، سترى في نشر الصفقة فرصة للدخول في مواجهة مع النظام، أيضاً لأسباب لا علاقة لها بالصفقة.