مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
كوشنير: إذا لم يلتزم الفلسطينيون بالشروط التي وضعناها، فإن إسرائيل لن تعترف بدولتهم
أبو مازن: "إسرائيل ليست دولة يهودية هناك ملايين من العرب والروس والمسيحيين والمسلمين
الاتحاد الأوروبي ينتقد خطة ترامب: ملتزمون بحل الدولتين
2019 تسجل ارتفاعاً في عدد المستوطنين في الضفة الغربية: 463.901 مستوطن يعيشون في 150 مستوطنة
نتنياهو يقوم بزيارة رسمية إلى أوغندة وسيلتقي زعماء المنطقة
مقالات وتحليلات
تجدُّد إطلاق النار من القطاع يطرح علامات استفهام حيال نوايا "حماس"
صفقة أحادية الجانب ستؤدي إلى فوضى دولية
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 3/2/2020
كوشنير: إذا لم يلتزم الفلسطينيون بالشروط التي وضعناها، فإن إسرائيل لن تعترف بدولتهم

قال مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنير في مقابلة أجرتها معه شبكة الـCNN ليل الأحد - الاثنين، إنه إذا لم يلتزم الفلسطينيون بشروط معينة  في خطة ترامب، فإن إسرائيل لن تكون مضطرة إلى الاعتراف بهم كدولة. وأضاف أنهم إذا كانوا يعتقدون أنهم غير قادرين على قبول هذه الشروط، حينها أقول لهم إننا لسنا قادرين على جعل إسرائيل تخاطر وتعترف بهم كدولة، وأن نسمح لهم بحكم أنفسهم." وقال إن الولايات المتحدة تحاول منع إسرائيل من التوسع في الضفة. ووصف كوشنير السلطة الفلسطينية بأنها "دولة غير ديمقراطية وغير مزدهرة"، وقال "الأمر الأكثر خطورة مما يجري اليوم هو قيام دولة فاشلة."

ودعا كوشنير الفلسطينيين إلى استغلال الفرصة وبحث خطة السلام التي نشرتها الإدارة الأميركية بجدية، وقال: "نجحنا في حمل الإسرائيليين على الموافقة على دولة فلسطينية وعلى المبادىء التي ستقوم على أساسها. يوجد في الضفة الغربية 500 ألف مستوطن، ونحن نحاول إيجاد سبيل لوقف توسع إسرائيل في المنطقة ومنحها الأرض التي لا تريد مغادرتها." وأضاف: "هذا ليس اقتراحاً بسيطاً. إنه اقتراح جدي ويتعين على القيادة الفلسطينية بحثه معنا. إذا أرادوا تغيير شيء، وإذا كانوا لا يحبون الحدود التي رسمناها على الخريطة - ليأتوا ويتحدثوا معنا عن ذلك. قولوا أين تعتقدون أن الحدود يجب أن تمر."

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (3/2/2020) أن الشروط التي وضعها الأميركيون على الفلسطينيين هي: "عدم اقتلاع أي إسرائيلي من منزله؛ نزع سلاح "حماس"، وغزة والضفة منزوعتا السلاح؛ الاعتراف بالدولة اليهودية؛ التخلي عن حق العودة إلى إسرائيل؛ الاعتراف بالحدود الشرقية لإسرائيل، القدس ستبقى عاصمة إسرائيل الموحدة؛ الولايات المتحدة ستعترف بالسيادة الإسرائيلية على المناطق التي ستبقى تحت سيطرتها".

ولخصت الصحيفة كيف ستبدو الدولة الفلسطينية: "عاصمتها في القدس الشرقية؛ نفق سيربط بين غزة والضفة الغربية؛ سيحصل الفلسطينيون على أراض في النقب الغربي، وسيُجمّد البناء في المستوطنات خلال 4 سنوات؛ في استطاعة اللاجئين العودة مستقبلاً إلى الدولة الفلسطينية؛ ستقوم الدولة الفلسطينية على 70% من أراضي الضفة، المستوطنات المعزولة ستبقى كجيوب تابعة للسيادة الإسرائيلية؛ إنشاء صندوق للتعويض على اللاجئين، حماية حرية ممارسة الشعائر الدينية."

"معاريف"، 2/2/2020
أبو مازن: "إسرائيل ليست دولة يهودية هناك ملايين من العرب والروس والمسيحيين والمسلمين

أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي يوم الأحد في ختام الاجتماع الطارىء الذي عقدته الجامعة العربية أن الجامعة "تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني بعد إعلان صفقة القرن التي ترفضها". وقال المالكي إن أبو مازن سيعرض في اجتماع مجلس الأمن في 11 الشهر الجاري خطة سلام بديلة، بدلاً من خطة ترامب. وبحسب كلامه : "المبادرة العربية هي خطة السلام الدنيا  التي تقبلها الدول العربية." وكان رئيس السلطة محمود عباس قال في الاجتماع: "الأميركيون يريدون أن أعترف بإسرائيل كدولة يهودية، لكنها ليست كذلك. هناك ملايين من العرب والروس والمسيحيين والمسلمين. عندما سقط الاتحاد السوفياتي، كل من أراد الهجرة هاجر إلى إسرائيل، وهم  حالياً مواطنون."

وتطرق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى كلام عباس فقال: يبدو انه لم يسمع بأسباط إسرائيل - أي المهاجرين من أثيوبيا ومن دول الاتحاد السوفياتي سابقاً، هم أخوتنا وأخواتنا، هم يهود حلموا في المنفى طوال سنوات بالعودة إلى صهيون، ولقد تحقق حلمهم."

أمّا زعيم حزب أزرق أبيض بني غانتس فكتب على صفحته في تويتر معلقاً على كلام عباس: "أبو مازن لا يضيع فرصة للرفض. حان الوقت كي يعمل من أجل المستقبل بدلاً من التشبث بالماضي ومنع المنطقة كلها من الأمل بمستقبل أفضل."

"هآرتس"، 3/2/2020
الاتحاد الأوروبي ينتقد خطة ترامب: ملتزمون بحل الدولتين

انتقد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل (الأحد) الخطة السياسية التي قدمتها إدارة ترامب وشدد على التزام الاتحاد الأوروبي بحل الدولتين والقانون الدولي. وقال في أثناء زيارة قام بها إلى الأردن إن خطة ترامب "تتحدى العديد من القرارات المتفق عليها دولياً: حدود 1967- كما اتفق عليها الطرفان- مع دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل، وأمن وسلام متبادلان."

في وقت سابق، قال الناطق بلسان الكرملين إن خطة السلام تتعارض مع بعض القرارات الدولية. وهذه المرة الأولى التي تتطرق روسيا بصورة علنية إلى الخطة، بعد أن التقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو في الأسبوع الماضي، وتحدث معه في الموضوع.

 ومن المتوقع أن يُعقد محلس الأمن في الأسبوع المقبل للبحث في الخطة. وسيشارك محمود عباس في الجلسة، بالإضافة إلى سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون، وسفيرة الولايات المتحدة هناك كالي كرافت. ويستعد الوفد الفلسطيني لتقديم اقتراح قرار لإدانة خطة ترامب، لكن على الأرجح أن الولايات المتحدة ستفرض الفيتو عليه.

"يسرائيل هَيوم"، 3/2/2020
2019 تسجل ارتفاعاً في عدد المستوطنين في الضفة الغربية: 463.901 مستوطن يعيشون في 150 مستوطنة

أظهر تعداد المستوطنين في الضفة الغربية في سنة 2019 ارتفاعاً قدره 3.4% لأول مرة في عدد السكان منذ سنة 2012. وتبين أن عدد المستوطنين زاد في سنة 2018 بـ12,964 مستوطناً، وفي سنة 2019 زاد بـ15,229. وزاد عدد المستوطنين خلال العقد الأخير بـ152,263. وحالياً يعيش 463,901 مستوطن في 150 مستوطنة.

"هآرتس"، 3/2/2020
نتنياهو يقوم بزيارة رسمية إلى أوغندة وسيلتقي زعماء المنطقة

يصل بنيامين نتنياهو هذا الصباح إلى أوغندة في زيارة تستغرق يوماً واحداً، سيلتقي خلالها بزعماء المنطقة. وصرح نتنياهو قبل صعوده إلى الطائرة: "إسرائيل تعود إلى أفريقيا بقوة، وأفريقيا تعود أيضاً إلى إسرائيل. هذه العلاقات مهمة جداً على الصعيد السياسي والصعيدين الاقتصادي والأمني. اليوم سأزور أوغندة، ونحن نوثق علاقاتنا بهذه الدولة، وآمل بأن أعود في نهاية اليوم وأنا أحمل أخباراً جيدة جداً لدولة إسرائيل."

في السنوات الأخيرة، جرى الحديث عن توجه إسرائيل إلى إعادة علاقاتها مع الدول الأفريقية المسلمة، بينها مالي، والنيجر والسودان.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 2/2/2020
تجدُّد إطلاق النار من القطاع يطرح علامات استفهام حيال نوايا "حماس"
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • الظاهرة المفاجئة جداً، المتعلقة بالتصعيد الأخير في الجنوب، هي الصمت المستمر للقيادة الإسرائيلية. منذ يوم الثلاثاء الماضي أُطلق على الأقل 11 صاروخاً وقذيفة مدفعية من القطاع، في 7 حالات مختلفة، على مستوطنات غلاف غزة. في إحدى الحالات أُصيبت رضيعة من سديروت تبلغ من العمر 3 أسابيع بجراح طفيفة بينما كانت تحملها أمها في أثناء ركضها إلى الملجأ بعد إطلاق صفارات الإنذار. وعلى الرغم من هذه الحوادث، كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مشغولاً بإعادة أسيرة صهيون [نعمه يسسخار] من موسكو إلى إسرائيل، ولم يجد الوقت للرد. أيضاً وزير الدفاع نفتالي بينت الذي وقف بالمرصاد ضد الحكومة بسبب سياستها في القطاع، إلى أن تسلم منصبه، لم يتطرق في الأمس إلى الموضوع.
  • قبل عام ونصف العام، تشاجر بينت عندما كان وزيراً للتعليم وعضو كنيست، مع غادي أيزنكوت الذي رفض طلبه إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على خلايا مُطلقي البالونات المشتعلة. قبل بضعة أسابيع وفي نهاية تهدئة مستمرة عادت البالونات، وهذه المرة تحمل عبوات ناسفة أخطر بكثير. اكتفى بينت بإعطاء توجيهاته بمهاجمة عدة أهداف تابعة لـ"حماس" كعقوبة على إطلاق البالونات.
  • الرد على إطلاق الصواريخ كان أيضاً في الحد الأدنى، من خلال هجمات موضعية على أهداف بيد سلاح الجو؛ وحتى انتقال المال القطري إلى القطاع، الذي هاجمه بينت بشدة في الفترة التي كان خارج الحكومة، استمر كالعادة في فترة توليه وزارة الدفاع.
  • هذا الكلام ليس دعوة إلى الحكومة لضرب "حماس" والدخول في عملية عسكرية واسعة، ستكون الرابعة خلال 12 عاماً في القطاع، وستنتهي على ما يبدو، كسابقاتها بنفس النتائج المخيبة للأمل. يعمل نتنياهو تحت قيود كثيرة. الجبهة الشمالية مع إيران مشتعلة وأكثر خطورة، وأيضاً خطة السلام المشكوك فيها التي قدمتها إدارة ترامب في الأسبوع الماضي تزعزع الساحة الفلسطينية. وحكومة تقف على أبواب انتخابات ثالثة بعد شهر لن تجرؤ على الدخول في حرب لا إجماع عليها لدى الجمهور، ويمكن أن تحصد ثمناً باهظاً من حياة الجنود.
  • لكن تجدُّد إطلاق الصواريخ يثير شكوكاً بشأن تحليلات شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي الواثقة المتعلقة بأحداث الأشهر الأخيرة. منذ بضعة أشهر تدّعي الاستخبارات العسكرية أن قيادة "حماس" في غزة اتخذت خياراً استراتيجياً لمصلحة تهدئة طويلة الأجل. بعد اغتيال المسؤول الكبير في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، قيل إنه جرى التخلص من عقبة أساسية في وجه تهدئة شاملة مع "حماس". وأوصى الجيش الحكومة أيضاً بصورة علنية بتقديم تسهيلات مهمة في القطاع، من أجل التوصل إلى تسوية. استجاب نتنياهو، مع أن التسهيلات كانت بكميات قليلة وبعيداً عن الأضواء، خوفاً من تعقيدات سياسية. لكن على ما يبدو، وتيرة تقديم التسهيلات لم تُرضِ "حماس"، وقد تكون هناك اعتبارات أُخرى أيضاً. بعد البالونات عادت الصواريخ، في البداية بالتنقيط والآن بوتيرة أكبر بكثير. وحتى لو كان المسؤول عن إطلاق الصواريخ فصائل فلسطينية صغيرة، فإنه من الصعب تصديق أن "حماس" لا تعرف بذلك أو لم تبذل كل ما في وسعها لمنع إطلاق النار (في الجيش يعترفون بأن المسؤول عن البالونات هو "حماس" نفسها).
  • نشأ انطباع بخلاف التوقعات أن "حماس" أقل التزاماً بالتهدئة. ربما لم تنضج الحركة لذلك. في هذه الأثناء من الواضح أن "حماس" تحفظ لنفسها هامش مناورة من خلال استخدام محدود للعنف. وهذا رهان خطر بالنسبة إليها: عاجلاً أم آجلاً يمكن أن ترى إسرائيل نفسها مضطرة إلى الرد بصورة أكثر عنفاً. وليس من المستبعد أن تصبح هذه الهجمات أعنف في وقت قريب.
  • في الخلفية، هناك القنبلة الموقوتة التي رمتها الإدارة الأميركية في الأسبوع الماضي، على صورة صفقة القرن. ففي الوقت الذي تنتهج السلطة الفلسطينية خط مواجهة إزاء مبادرة ترامب، وتعتبرها خطوة منحازة إلى إسرائيل بصورة واضحة، أيضاً "حماس" لا تستطيع أن تسمح لنفسها بالبقاء وراءها.
  • في هذه الأثناء، وبعد أن تحرك الأميركيون في اللحظة الأخيرة، أُزيلت من جدول الأعمال رغبة نتنياهو في أن يطرح على الحكومة اقتراح ضم المستوطنات في الضفة الغربية وغور الأردن. لكن مع تراكم هذه التطورات، من الصعب توقُّع تهدئة في الفترة المقبلة في الضفة وفي القطاع. الساحة الفلسطينية تغلي من جديد.
"يديعوت أحرونوت"، 1/2/2020
صفقة أحادية الجانب ستؤدي إلى فوضى دولية
شمعون شباص - مدير عام سابق لمكتب رئيس الحكومة يتسحاق رابين
  • تستمر احتفالات "صفقة القرن" منذ وقف بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب في يوم الثلاثاء في وسط القاعة في البيت الأبيض ووزعا ابتسامات الانتصار في كل الاتجاهات. وسط هذه الضجة، جرى إهمال حقيقة مهمة هي: أن زعماء الدول العربية الذين كان يُفترض أن يكونوا شركاء مركزيين في الاحتفال، لم يكونوا موجودين هناك. على ما يبدو، صفقة القرن تطورت من فوق رؤوسهم، وباستثناء التحية الغامضة والباهتة التي أرسلوها بعد ذلك، لا يبدو أنه كان لهم دور فيها. التداعيات الصعبة على الطريق.
  • في الأيام الأخيرة، أتى كثيرون على ذكر نقاط التشابه بين خطة ترامب وبين الخطة السياسية التي قدمها رابين في خريف 1995، والتي كان من المفروض أن تتحول إلى تسوية دائمة بعد خمس سنوات من ذلك. قلائل ذكروا الفجوة بين الرد الذي حظي به رابين - من ساحة صهيون حتى اغتياله - وبين الرد الاحتفالي الصاخب الذي انتظر نتنياهو هذه المرة. الأيدي التي هددت رابين والأفواه التي نعتته بالخائن هي نفسها الأكف التي تستقبل نتنياهو والشفاه التي تمدحه.
  • بالفعل، يوجد بعض الفروق بين الخطتين، لكنها على ما يبدو، ليست لمصلحتنا. الأول يتعلق بمنطقة النقب. لقد شبّه نتنياهو نفسه بديفيد بن غوريون، لكن على الأرجح، رئيس الحكومة الأول بالتأكيد يتقلب في قبره لدى سماعه التشبيه، وفي الأساس بسبب أن "خطة القرن" تتضمن تقديم تنازلات في رحبة فتحة نيتسنا [منطقة تقع جنوب النقب بالقرب من الحدود المصرية] ومعنى ذلك اقتراب الحدود الفلسطينية من منطقة سديه بوكر [مكان إقامة بن غوريون].
  • الفارق الجوهري يكمن في صوغ الاتفاق وتنفيذه. خطة رابين وضعت في الأساس مع ممثلين عن الشعب الفلسطيني والدول العربية، وكان من المفترض لاحقاً أن تحصل على مصادقة الأمم المتحدة والولايات المتحدة. هذه المرة جرت المفاوضات من دون وجود الدول المجاورة لنا، والتي وقّعت معنا اتفاقات سلام، والأرضية التي قامت عليها علاقتنا بها بدأت تزول، وسيكون من الصعب جداً في المستقبل وضع أسس فيها.
  • أول مؤشر إلى هذا التدهور حصلنا عليه مع قرار العاهل الأردني الملك عبد الله استعادة السيادة على نهاريم وتسوفر، بعد انتهاء تاريخ استئجارهما كما حُدد في اتفاق السلام. المقصود هو مناطق كان من المعقول أن نحتفظ بها لو واصل نتنياهو الطريق الذي سلكه رئيس الحكومة الذي وقّع الاتفاق.
  • من المهم أن نفهم أن تدهور العلاقات مع الأردن ليس رمزياً فقط: هو يمكن أن يتفاقم، وأن يشكل ضرراً لإسرائيل، سواء من الناحية الاستخباراتية أم من الناحية الأمنية.
  • في السنوات الأخيرة، العلاقات بيننا وبين الفلسطينيين تشتعل من تحت الأرض. أي خطوة أحادية الجانب تنفَّذ بعد خطة ترامب يمكن أن تتسبب بانهيارها النهائي. ناهيك عن أن نتنياهو يجري في المقابل صفقات نصف علنية مع "حماس"، ويفتح الباب أمام قطر لتوزيع ملايين الدولارات نقداً لمساعدة التنظيم الإرهابي الذي يسيطر على القطاع. في المقابل، يتعرض سكان غلاف غزة للصواريخ والقذائف المدفعية من دون الرد عليها.
  • في الوقت نفسه، مُنع وقوع 530 حادثة إرهابية بفضل التنسيق الأمني بيننا وبين السلطة الفلسطينية، وكيف ستنظر القيادة الفلسطينية إلى الخطوات الأحادية الجانب التي يقوم بها ترامب ونتنياهو؟ وكيف ستؤثر في استعدادهم للتعاون معنا؟
  • صفقة القرن هي اتفاق بين إسرائيل والولايات المتحدة وليست اتفاقاً بين إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية. النقاشات بشأن تسوية أو صفقة لا يمكن أن تجري من طرف واحد، لأنها ستؤدي إلى خطوات من طرف واحد، ومن هناك إلى الفوضى.
  • كنت أود التهئنة بهذه الخطة التي تمثل استمراراً لدرب رابين في العديد من خطوطها، لكن مع الأسف، كونها لم تحدث كما خطّط لها رابين، من المعقول ألّا نحصل على السلام. بل نحن نتوجه نحو تصعيد، وبعده نحو ضم ثلاثة ملايين فلسطيني آخرين يعيشون في الضفة الغربية، سيكونون مواطنين في دولة ثنائية القومية. والمقصود هو نهاية الدولة اليهودية الديمقراطية وبداية دولة الأبرتهايد.