مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أولمرت، عباس يعلن استعداده لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل على أساس قرارات الشرعية الدولية
غانتس رداً على عودة: القائمة المشتركة لن تكون جزءاً من الحكومة التي سيؤلفها "أزرق أبيض" في حال نجاحه في الانتخابات المقبلة
وزارة الخارجية الإسرائيلية تستدعي نائب سفير بلجيكا إلى جلسة توبيخ
تمزيق إطارات نحو 170 سيارة وكتابة شعارات عنصرية في بلدة الجش العربية في إطار عمليات "تدفيع الثمن"
مقالات وتحليلات
أعضاء القائمة المشتركة يترددون فيما إذا كان عليهم طرح خطة ترامب في مركز حملتهم الانتخابية
صفقة القرن ضربة قاسية لمعسكر السلام
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 12/2/2020
خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أولمرت، عباس يعلن استعداده لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل على أساس قرارات الشرعية الدولية

قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إنه على استعداد للبدء بمفاوضات مع الإسرائيليين برعاية دولية، وشدّد على أن تحقيق السلام لا يمكن أن يتم بالضم أو الإخضاع أو بفرض رأي أحد الطرفين على الآخر.

وجاءت أقوال عباس هذه خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت عُقد في نيويورك مساء أمس (الثلاثاء).

وجدّد عباس رفضه خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ["صفقة القرن"]، وأشار إلى أنها تتنكر لقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، وأكد أنها لن تكون أساساً لأي مفاوضات في المستقبل.

وشدّد عباس على أنه مستعد لاستكمال المفاوضات من حيث انتهت مع أولمرت على أساس قرارات الشرعية الدولية وليس على أساس خطة "صفقة القرن".

وقال عباس: "إن شعبنا يريد دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل بأمن وسلام وعاصمتها القدس الشرقية"، ودعا الإسرائيليين إلى رفض المواقف المتطرفة التي لا تؤدي إلى شيء. وأضاف: "أيا تكن الأوضاع بيننا وبين الإسرائيليين لن نلجأ إلى العنف. إننا نؤمن بمحاربة الإرهاب ولدينا 83 اتفاقاً دولياً لمحاربته، ونعبّر عن مواقفنا من خلال المقاومة الشعبية السلمية."

وقال أولمرت إن عباس فعل كل ما هو ممكن للتعبير عن التزامه بالسلام، والعمل على إيجاد بيئة مناسبة لتحقيقه بين البلدين. وأضاف أن الطريقة التي تعالج بها الولايات المتحدة عملية السلام ليست صحيحة.

وأكد أولمرت أن عباس هو الشريك الوحيد للسلام في صفوف الشعب الفلسطيني، وهو رجل سلام ويحارب الإرهاب، ولذلك تفاوض معه.

واعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن المؤتمر الصحافي المشترك لأولمرت وعباس يعبّر عن لحظة انحطاط في تاريخ دولة إسرائيل.

كما هاجم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون المؤتمر الصحافي المشترك بين أولمرت وعباس، وقال إنه في اليوم الذي يخفق عباس في محاولته قيادة تحرك سياسي في الأمم المتحدة ضد إسرائيل اختار أولمرت رد الاعتبار للإرهاب السياسي الفلسطيني.

على صعيد آخر أكد رئيس السلطة الفلسطينية خلال كلمة ألقاها أمس في مجلس الأمن الدولي رفضه خطة "صفقة القرن"، وقال إنها لا يمكن أن تحقق السلام والأمن، لأنها ألغت قرارات الشرعية الدولية، وأشار إلى أنه ستتم مواجهة تطبيقها على الأرض.

وشدد عباس على أن السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي لا يزال ممكناً وقابلاً للتحقيق، ودعا إلى بناء شراكة دولية لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم، مؤكداً أنه ما زال متمسكاً به كخيار استراتيجي.

"معاريف"، 12/2/2020
غانتس رداً على عودة: القائمة المشتركة لن تكون جزءاً من الحكومة التي سيؤلفها "أزرق أبيض" في حال نجاحه في الانتخابات المقبلة

أوضح رئيس تحالف "أزرق أبيض" زعيم المعارضة عضو الكنيست بني غانتس أن القائمة المشتركة لن تكون جزءاً من الحكومة التي سيؤلفها في حال نجاحه في الانتخابات العامة التي ستجري يوم 2 آذار/مارس المقبل.

وقال غانتس في سياق كلمة ألقاها خلال افتتاح مقر المجلس النسائي العربي في "أزرق أبيض" في بلدة البعنة العربية [بالقرب من مدينة عكا] مساء أمس (الثلاثاء)، إن هناك خلافات عميقة غير قابلة للجسر بين تحالفه وبين القائمة المشتركة في كل ما يتعلق بالقضايا السياسية والقومية والأمنية التي تتصل بدولة إسرائيل. وأشار إلى أن إسرائيل هي دولة يهودية وديمقراطية، والوحيدة في العالم التي يجب أن تدافع عن نفسها من أعداء خارجيين ولا يمكنها التسامح مع الإرهاب أو الامتناع من إدانته.

وتطرّق غانتس إلى خطة السلام الأميركية ["صفقة القرن"]، فقال إنه ينوي تطبيقها بالتنسيق مع جميع الجهات في المنطقة، لكنه شدّد في الوقت عينه على أنه لن يتم نقل أي مواطن إسرائيلي يهودي أو عربي بالقوة إلى أرض دولة أُخرى.

وتعقيباً على تصريحات غانتس هذه، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن رئيس "أزرق أبيض" مستمر في تضليل الجمهور، لأنه من دون دعم القائمة المشتركة في الكنيست لن يكون في إمكانه تأليف حكومة.

وجاءت تصريحات غانتس هذه رداً على تصريحات أدلى بها رئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"] في وقت سابق أمس، وذكر فيها أنه بناء على مواقف غانتس في الأسبوعين الأخيرين من المستحيل أن تدعم القائمة المشتركة ترشيحه لمنصب المكلّف تأليف الحكومة الإسرائيلية المقبلة.

وأضاف عودة أنه لن يوصي بغانتس كرئيس للحكومة بعد الانتخابات القريبة ما لم يصدر رئيس "أزرق أبيض" بياناً واضحاً يرفض فيه جانبين رئيسيين من خطة ترامب للسلام.

وأشار عودة إلى أنه يتعين على غانتس أن يستبعد علناً توسيع السيادة الإسرائيلية لتشمل غور الأردن ومناطق أُخرى في الضفة الغربية، وبالإضافة إلى ذلك يتعين عليه أيضاً رفض بند في الخطة ينص على أن تصبح بلدات عربية في إسرائيل وسكانها [منطقة المثلث] جزءاً من الدولة الفلسطينية التي ستُقام في المستقبل.

واستبعد عودة أيضاً الانضمام إلى أي حكومة تضم عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان وحزبه "إسرائيل بيتنا"، وقال: "لا يوجد شيء مشترك بيننا وبين ليبرمان. نحن أبعد ما يكون عنه. من المستحيل أن ندعم أي حكومة تشمل ليبرمان."

وتوقع عودة أن يرتفع تمثيل القائمة المشتركة في الكنيست من 13 مقعداً إلى 15 أو 16 مقعداً، وهو ما سيمنحها وزناً كافياً لمساعدة غانتس في جمع أغلبية وسط- يسار تضم 61 مقعداً من دون الحاجة إلى "إسرائيل بيتنا" أو إلى أي عضو كنيست منشق من معسكر أحزاب اليمين المؤيدة لنتنياهو.

"يديعوت أحرونوت"، 12/2/2020
وزارة الخارجية الإسرائيلية تستدعي نائب سفير بلجيكا إلى جلسة توبيخ

قال بيان صادر عن الناطق بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية إن الوزارة استدعت أمس (الثلاثاء) نائب سفير بلجيكا لدى إسرائيل باسكال بوفين إلى جلسة توبيخ في إثر قرار بروكسل دعوة منظمة مناهضة لإسرائيل مرتبطة بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.

وكانت وزارة الخارجية البلجيكية استدعت الأسبوع الفائت السفير الإسرائيلي في بروكسل عمانوئيل نحشون احتجاجاً على استدعاء وزارة الخارجية الإسرائيلية السفير البلجيكي في تل أبيب وتبليغه معارضتها الدعوة التي وجهتها بلاده إلى رئيس منظمة "الدفاع عن أطفال فلسطين" بيرد باركر للمشاركة في جلسة لمجلس الأمن الدولي.

وتتولى بلجيكا حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي.

واعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية دعوة باركر هذه بمثابة استمرار للنشاط العدائي الذي تقوم به بلجيكا ضد إسرائيل في مجلس الأمن.

وتتهم المنظمة التي يرأسها باركر إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وتعذيب ضد الأطفال في المناطق [المحتلة].

"معاريف"، 12/2/2020
تمزيق إطارات نحو 170 سيارة وكتابة شعارات عنصرية في بلدة الجش العربية في إطار عمليات "تدفيع الثمن"

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أن الشرطة فتحت أمس (الثلاثاء) تحقيقاً لتقصي وقائع ما يبدو أنه جريمة كراهية ارتُكبت في إطار عمليات "تدفيع الثمن" في بلدة الجش العربية [شمال إسرائيل] الليلة قبل الماضية، وتم خلالها تمزيق إطارات نحو 170 سيارة وكتابة شعارات عنصرية تدين التعايش بين الأديان على جدران عدد من المباني العامة. كما كتبت على جدار المسجد عبارة "أيها اليهود استيقظوا وكفوا عن الانصهار!".

وقال رئيس مجلس الجش المحلي إلياس إلياس إن هذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها استهداف البلدة بمثل هذا الهجوم في السنوات الأخيرة، حيث وقعت آخر جريمة يشتبه بأنها جريمة كراهية في نيسان/أبريل 2019.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 12/2/2020
أعضاء القائمة المشتركة يترددون فيما إذا كان عليهم طرح خطة ترامب في مركز حملتهم الانتخابية
جاكي خوري - مراسل سياسي

 

  • أعضاء القائمة المشتركة يواجهون هذا الأسبوع قضية حاسمة تتعلق بحملتهم الانتخابية: هل يجب وضع الخطة السياسية للرئيس دونالد ترامب في رأس جدول الأعمال؟ في الأسبوعين الأخيرين انتظروا في الحزب قرار محكمة العدل العليا بشأن عضو الكنيست هبة يزبك التي كان منع ترشيحها سيخلق أزمة في القائمة ويدفع حزب التجمع الوطني الديمقراطي – بلد إلى التفكير في مقاطعة الانتخابات. بعد السماح بترشيحها، ينوي أعضاء القائمة تكثيف الحملة الانتخابية التي تجري حتى الآن بصورة بطيئة وغير منظمة. بينما ركّز الحزب في المعركتين الانتخابيتين السابقتين على قضايا مدنية - بينها محاربة العنف، وقانون العقوبات على مخالفات البناء (قانون كمينتس)، والميزانيات لتطوير البلدات العربية -  فإن خطة ترامب، وفي الأساس اقتراح انتقال مناطق في المثلث إلى السيادة الفلسطينية، مطروحان، في الأسابيع الأخيرة، في مركز جدول الأعمال العام في المجتمع العربي. تقريباً في كل اجتماع عقده أعضاء الحزب،  كانت الخطة وتبادل الأراضي الذي تضمنته في مركز الحديث.
  • "خطة ترامب ونتنياهو للقضاء على حل الدولتين تحولت فعلاً إلى القضية السياسية الأكثر اشتعالاً"، قالت عضو الكنيست من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة عايدة توما سليمان. وبحسب كلامها، الحديث عن الموضوع ساخن أكثر من أي موضوع آخر، لأن الخطة تضمنت "بند الترانسفير وحرمان أكثر من نحو 300 ألف مواطن عربي من الجنسية. وهذا دليل على أنه لا وجود لحقوق مدنية من دون مواطنية كاملة ومساواة." وأضافت: "هذا الكلام، تحديداً، سيشجع الناخبين العرب واليهود المعارضين للاحتلال الذين يتطلعون إلى السلام على الاقتراع بعيداً عن نتنياهو."
  • القضية السياسية - القومية أشعلت نقاشاً واسعاً أيضاً على المستوى العام والثقافي في المجتمع العربي. "خطة ترامب تطرح تحدياً جديداً على القائمة"، قال البروفيسور أمل جمّال من كلية العلوم السياسية في جامعة تل أبيب. وبحسب كلامه، "الخطة تؤكد بصورة غير مباشرة حرمان مئات الآلاف من العرب من الجنسية، أو تقترح جنسية مشروطة." وأضاف أن الحزب يستطيع أيضاً "تحويل الموضوع إلى النقاش المركزي في معركة الانتخابات." وفي رأيه، "الموضوعات المدنية الأكثر التهاباً تتضاءل في مواجهة الحرمان من الجنسية وتغيير جوهري إلى هذا الحد بالنسبة إلى آلاف المواطنين."
  • وما يراه البرفسور جمال تحدياً، يراه آخرون هدية بالنسبة إلى القائمة المشتركة، كما يشرح د. حنا سويد من المركز العربي للتخطيط البديل، "يوجد هنا هدية، بمعنى أن الموضوع السياسي عاد إلى مقدمة المسرح." فبحسب كلامه، خطة ترامب أحيت من جديد النقاش بشأن حل الدولتين. "عرض الخطة مع كل المخاطر التي تنطوي عليها، وبينها الانعكاسات على منطقة وادي عارة، يفرض على كل الأطراف العمل على تقديم خطة مضادة." وأشار إلى أن هذا يمكن أن يجري على "مستوى السلطات المحلية العربية في المنطقة. والعمل على تقديم رؤيا وخطة عمل أيضاً أمام عامة الجمهور في إسرائيل، وهذا يمكن بالتأكيد أن يخدم القائمة بكل مكوناتها- إذا عملت بصورة صحيحة."
  • في المعركتين الانتخابيتين السابقتين، وفي الأساس في أيلول/سبتمبر، قال أعضاء القائمة إن الموضوع السياسي يُبعد الناخبين وسط الجمهور العربي، وبصورة خاصة الناخبين الشباب. لكن هناك من يعتقد أن الحديث عن خطة ترامب والقضايا السياسية يمكن أن يتحول إلى رافعة تؤدي إلى زيادة نسبة التصويت. "ما يمكن أن يلعب لمصلحة القائمة المشتركة هو حقيقة أن فكرة ضم المثلث إلى الدولة الفلسطينية العتيدة استُقبلت بتحفظات من جانب الجمهور الإسرائيلي الواسع، وبرفض مطلق من جانب الجمهور العربي"، شرحت رئيسة مشروع العلاقات اليهودية - العربية في معهد الديمقراطية د. نسرين حداد حاج يحيى: "هذه فرصة بالنسبة إلى أعضاء القائمة المشتركة لتمرير رسائل قومية وفلسطينية إلى الجمهور الإسرائيلي الواسع، مع التشديد على أن التعبير عن شعور قومي- فلسطيني لا يتناقض مع كون العرب مواطنين في إسرائيل. حان الوقت لإنهاء هذا التناقض."
  • البروفيسور مصطفى كبها مؤرخ من سكان وادي عارة ومن المشاركين في صوغ استراتيجيا القائمة المشتركة، يوافق على أن خطة ترامب تتطلب مقاربة مختلفة عن تلك التي انتُهجت في الانتخابات الماضية. "شعار إسقاط صفقة القرن سُمع في المعركة الأخيرة، لكن عرض الخطة وتأييد الحزبين الكبيرين [الليكود وأزرق أبيض] لها يفرض تقديم رؤية واضحة"، وقال: "يجب استغلال ذلك من ناحية الاقتراع ودفع مزيد من الناخبين إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع." وبحسب كلامه هذه المرة، الموضوع السياسي ليس فقط قضية قومية - عامة، بل يمكن أن يؤثر بصورة مباشرة في مئات آلاف المواطنين العرب.
  • المحاضِرة في العلوم السياسية في جامعة القدس د. رولا هردل قالت إن خطة ترامب ليست هي فقط ما يفرض على القائمة المشتركة إعادة فحص سياستها. "ما يجري في إسرائيل اليوم في كل ما له صلة بعلاقة الدولة بالمواطنين العرب، هو ليس إقصاء فقط، وتمييزاً، وعنصرية وحرماناً من حقوق ينص عليها القانون. إنه ببساطة فاشية، تُفرض علينا كلنا - وهذا يشمل أعضاء القائمة المشتركة - إعادة فحص طريقنا." ففي رأيها، الكلام عن خطة ترامب يمكن أن يحفز الناخبين أو يبعدهم، الأمر مرتبط بالبدائل التي تطرحها القائمة. وهي لا ترى في هذه المرحلة في القائمة "تفكيراً جدياً، أو رغبة أو نية بالتوقف وإعادة فحص جدول أعمالها."
"هآرتس"، 11/2/2020
صفقة القرن ضربة قاسية لمعسكر السلام
رامي ليفني - محلل سياسي
  • يجب أن نعترف: ألوف بن [رئيس تحرير صحيفة "هآرتس"] على حق. معسكر السلام تلقى ضربة قاسية لدى نشر "صفقة القرن"، ربما هي الأقسى منذ فشل محادثات كامب - ديفيد والانتفاضة الثانية، وليس لديه أي فكرة عن مصير رؤية السلام وحل الدولتين. مَن يعتقد أن هذه مبالغة، يتعين عليه أن يفسر أبعاد النشوة في صفوف اليمين الذي يفهم جيداً أنه حصل على هدية من السماء. اليسار في ورطة حقيقية، وهو موزع بين محاولات سخيفة للغاية لتقديم خطة الرئيس دونالد ترامب كقبول يميني متأخر بمنطق أوسلو، وتقليل غير مقنع من أهمية العملية كلها (الفلسطينيون لن يوافقوا، الإدارة في الولايات المتحدة يمكن أن تتغير، لذلك لن يتغير شيء فعلاً)، وبين يأس مطلق. الموقف الصريح لحزب أزرق أبيض هو تحويل الخطة إلى المخطط السياسي الجديد لإسرائيل، والتلعثم المعتاد من جانب حزب العمل يجعلان الوضع مرتبكاً أكثر. ما الذي يفكر فيه معسكر السلام فعلاً؟ وماذا يريد؟ متى سيتعافى من الصدمة ويرد على الفيل الجديد الهائل الذي وُضع في الغرفة؟
  • صفقة القرن دراماتيكية لعدة أسباب. إنها تغيّر، من السابق لأوانه القول إن ذلك بشكل دائم، دور الولايات المتحدة، من وسيط يريد التوصل إلى سلام متفق عليه، إلى طرف يعمل تقريباً علناً في خدمة إسرائيل. وهي تُقلص مكانة أوروبا وتأثيرها في حل النزاع. وهي تُضعف جدار الدعم التقليدي للفلسطينيين في العالم العربي، وتالياً قدرتهم التفاوضية في مواجهة إسرائيل، والذي كان يوازن قليلاً فجوات القوة. وهي تحول فكرة ضم الضفة إلى سيناريو حقيقي كارثي. في السياق الإسرائيلي الداخلي: هي يمكن أن تؤدي إلى دفن الرواية التأسيسية لليسار - روحية السلام.
  • روحية السلام هي مجد عمل اليسار الإسرائيلي كله، حتى في نسختها الضامرة الحالية. ماهيتها هي أن العقيدة الصهيونية التي أقامت دولة، ومزجت مهاجرين وابتكرت ثقافة عبرية، تركت للأجيال المقبلة المهمة الكبرى الأخيرة - تحقيق السلام مع الجيران، وفي طليعتهم الفلسطينيون. وإلى أن تتحقق المهمة، سيظل الكيان الإسرائيلي معاقاً وجزئياً وغير طبيعي، لذلك، فإن السلام ليس خياراً بل ضرورة وهدف بالنسبة إلى الذين يعتبرون أنفسهم وطنيين. طوال سنوات كان التوق إلى السلام، حتى عندما حوله البعض إلى ضريبة كلامية، الأساس في التباهي التقليدي لليسار، وفي خلفية المشهد المستقبلي الذي أنشأه، والقوة التي تكمن وراء جذبه للجمهور. لقد ضعف هذا فعلاً بعد كامب - ديفيد، وبعد المحادثات الفاشلة بين إيهود أولمرت ومحمود عباس، لكن حتى حينها الجمهور لم ييأس، وواصل تمسكه بنموذج السلام والدولتين، وبالأمل بأن تتحقق مجدداً الظروف السياسية الملائمة لتحقيقهما، ومن خلال التعلم من أخطاء الماضي. كان من الممكن أن يحدث هذا، لكنه لم يحدث. ثمّ جاء ترامب.
  • الجديد في خطة ترامب أنها تعطي صفة رسمية للنظرة التي تقول إن السلام ليس مهماً. وهو لن يحدث قط، وفي الحقيقة ليس هناك حاجة إليه. ويمكن إخراجه من النظام. كارهون بارزون لليسار مثل غادي تاوب وميخا غولدمان، يشجعان بكل قوتهما استبدال نموذج السلام بـ"إعادة تنظيم النزاع "، أو بـ"حكم ذاتي في أراضي دولة إسرائيل"، ومعناه العملي، كما يفهم أي إنسان جدي، هو القضاء على الحركة القومية الفلسطينية، وعلى الجبهة الخلفية للفلسطينيين في العالم وفي الدائرة العربية، وفي الوقت عينه، خنق اليسار الإسرائيلي، وكنتيجة لهذا كله استمرار التدهور، واستمرار النزاع إلى الأبد والتخلي عن إيجاد حل له.

التحدي الذي تفرضه صفقة القرن على معسكر السلام هو من أصعب ما عرفه. كيف نقنع الرأي العام بأن "خطة السلام" التي جرى صوغها من أجل المصلحة الإسرائيلية، هي بالتحديد كابوس بالنسبة إلى إسرائيل والصهيونية؟ كيف نزرع من جديد السلام كقيمة وكهدف عملي وممكن في مجتمع يعتقد أنه ليس بحاجة إلى السلام؟ يبدو الأمر عملية مستحيلة، ولا يناسب ضعاف القلوب الذين يسارعون إلى تلطيف لهجتهم إزاء خطة ترامب لاعتبارات "براغماتية". هذا التوجه هو ليس أقل من خيانة لليسار.