مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو: نعمل على تغيير مكانة أراض في الضفة الغربية وتحويلها إلى جزء لا يتجزأ من إسرائيل إلى الأبد
رئيس الحكومة: إسرائيل تستعد لكافة السيناريوهات المحتملة في قطاع غزة بما في ذلك إطلاق حملة عسكرية واسعة النطاق
الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط مخطط لحركة "حماس" يهدف إلى اختراق هواتف نقالة لمئات من الجنود والضباط
غارات إسرائيلية على مواقع لـ"حماس" في قطاع غزة رداً على إطلاق صاروخين في اتجاه المنطقة الجنوبية
رؤساء معسكر أحزاب اليمين والحريديم يؤكدون دعمهم لنتنياهو
الجيش الإسرائيلي ينوي إنشاء قيادة منطقة عسكرية خاصة للتعامل مع الساحة الإيرانية في إطار خطته الجديدة المتعددة السنوات]
مقالات وتحليلات
الحرب المقبلة يجب منعها لا تخليدها
الأسئلة المفتوحة التي تتضمنها خطة رئيس الأركان كوخافي
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 17/2/2020
نتنياهو: نعمل على تغيير مكانة أراض في الضفة الغربية وتحويلها إلى جزء لا يتجزأ من إسرائيل إلى الأبد

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن حكومته تعمل على تغيير مكانة أراض في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وتحويلها إلى جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل إلى الأبد.

وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، أنه تم تشكيل طاقم إسرائيلي سيعمل مع طاقم أميركي على رسم خريطة الأراضي في الضفة الغربية التي سيتم فرض السيادة الإسرائيلية عليها.

ويضم الطاقم الإسرائيلي كلاً من وزير السياحة ياريف ليفين، ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات، والمدير العام لديوان رئاسة الحكومة رونين بيرتس. وسيستعين الطاقم بالسفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة الأميركية رون ديرمر.

وتطرّق نتنياهو إلى إعلان المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بشأن فتح تحقيق شامل لتقصّي وقائع احتمال قيام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في المناطق [المحتلة]، فقال إن هذه المحكمة أصبحت أداة سياسية في الحرب ضد إسرائيل. وأشاد بموقف كل من ألمانيا وأستراليا والنمسا والبرازيل وتشيكيا وهنغاريا وأوغندا الذين انضموا إلى الولايات المتحدة وأعربوا عن موقف واضح يؤكد أن المحكمة الجنائية الدولية لا تتمتع بسلطة لمناقشة النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني.

كما تطرّق رئيس الحكومة إلى موضوع تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل بعد اجتماعه مع رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، فقال إن طاقماً إسرائيلياً خاصاً سيعمل هذا الأسبوع على بلورة خطة لتوسيع رقعة التعاون بين الدولتين بهدف التوصل في نهاية المطاف إلى إحلال التطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والسودان.

وقال نتنياهو: "نحن في أوج عملية تطبيع مع عدد كبير جداً من الدول العربية والإسلامية. أنتم ترون جزءاً صغيراً منها فقط، وهذا هو رأس كتلة جليدية يظهر فوق سطح الماء، لكن تحت سطح الماء هناك تحركات كثيرة تغيّر وجه منطقة الشرق الأوسط وتضع إسرائيل في مكانة الدولة العظمى إقليمياً وعالمياً".

"معاريف"، 17/2/2020
رئيس الحكومة: إسرائيل تستعد لكافة السيناريوهات المحتملة في قطاع غزة بما في ذلك إطلاق حملة عسكرية واسعة النطاق

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تستعد لكافة السيناريوهات المحتملة في قطاع غزة، بما في ذلك إطلاق حملة عسكرية واسعة النطاق إذا لم يكن هناك مناص من ذلك، لكنه في الوقت عينه أكد أن من مصلحة إسرائيل التوصل إلى تسوية مع "حماس" وشدّد على أنه يجب استنفاد كافة الجهود بهذا الشأن.

وجاءت أقوال نتنياهو هذه خلال لقاء مع رؤساء السلطات المحلية في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة عُقد في ديوان رئاسة الحكومة في القدس عصر أمس (الأحد)، وجرى فيه بحث آخر مستجدات الأوضاع الأمنية في منطقة الحدود مع القطاع.

وقال رؤساء السلطات المحلية إنهم يتوقعون أن تغيِّر الحكومة سياستها إزاء الفصائل الفلسطينية في القطاع. وأضافوا أنه لا مكان للحديث عن تسوية، لأنها بعيدة على الإطلاق عمّا يحدث فعلاً على الأرض، وأكدوا أنه لا يمكن استمرار تحمّل الواقع الذي يعيشه سكان المنطقة.

"يديعوت أحرونوت"، 17/2/2020
الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط مخطط لحركة "حماس" يهدف إلى اختراق هواتف نقالة لمئات من الجنود والضباط

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أحبط بالتعاون مع جهاز الأمن العام ["الشاباك"] مخططاً لحركة "حماس" يهدف إلى اختراق هواتف نقالة لمئات من الجنود والضباط.

وجاء في بيان أصدره الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أمس (الأحد) أن عناصر من "حماس" انتحلوا هويات شابات إسرائيليات على شبكات التواصل الإلكترونية "تيليغرام" و"فايسبوك" و"واتساب" و"إنستغرام" وحاولوا إغراء هؤلاء الجنود والضباط لتنزيل تطبيقات إلكترونية اتضح أنها خبيثة، وذلك بهدف جمع معلومات.
كما أشار البيان إلى أن هذه العناصر انتحلوا هويات شابات من الصم والبكم لتجنب إجراء مكالمات هاتفية مع المستهدفين.

وأشار البيان إلى أنه لم يرصد أي مساس بأمن الدولة في إثر هذه المحاولات وإلى أنه تم إخراج شبكة خوادم حواسيب تابعة لـ"حماس" من الخدمة كانت استغلتها لارتكاب مخططها.

"معاريف"، 17/2/2020
غارات إسرائيلية على مواقع لـ"حماس" في قطاع غزة رداً على إطلاق صاروخين في اتجاه المنطقة الجنوبية

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن طائرات سلاح الجو قامت الليلة قبل الماضية بشن غارات جوية في قطاع غزة، رداً على إطلاق صاروخين من القطاع في اتجاه الأراضي الإسرائيلية مساء أول أمس (السبت).

وأضاف البيان أن الغارات استهدفت مواقع تابعة لـ"حماس" في وسط القطاع.

وأشار البيان إلى أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا صاروخين على الأقل في اتجاه الأراضي الإسرائيلية مساء أول أمس سقطا في منطقة مفتوحة من دون التسبب بوقوع إصابات بشرية أو أضرار مادية كبيرة.

وجاء إطلاق الصاروخين بعد أقل من ساعة من تباهي وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينت في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية 12 [القناة الثانية سابقاً]، بخفض إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بصورة كبيرة خلال فترة ولايته كوزير للدفاع بدأت قبل 4 أشهر.

كما جاء إطلاقهما وسط تقارير بشأن بلورة اتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع، بعد أسابيع من التوترات والاشتباكات المنخفضة المستوى حول الحدود مع هجمات صاروخية متكررة وإطلاق شبه يومي للبالونات الناسفة في اتجاه المنطقة الجنوبية.

"يسرائيل هيوم"، 17/2/2020
رؤساء معسكر أحزاب اليمين والحريديم يؤكدون دعمهم لنتنياهو

بعث رؤساء معسكر أحزاب اليمين واليهود الحريديم [المتشددون دينياً] آرييه درعي رئيس شاس، ونفتالي بينت رئيس تحالف "يمينا"، ويعقوب ليتسمان من يهدوت هتوراه، أمس (الأحد)، برسالة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عبّروا له خلالها عن دعمهم له وأعربوا عن ثقتهم بأن يتمكنوا مع الليكود من الفوز بأغلبية في الانتخابات العامة التي ستجري يوم 2 آذار/مارس المقبل تتيح لهم إمكان تأليف حكومة جديدة.

وجاء في الرسالة: "نشهد في الأيام الأخيرة سلسلة من التقارير الإعلامية التي تفيد بأنه في الكنيست الـ23 سيتم تأليف حكومة بقيادة "أزرق أبيض›" وبدعم أحزاب من معسكر اليمين. هذه الأخبار ليست صحيحة بالمرة. في ضوء ذلك، نريد التوضيح أننا لن ندعم، ولن ننضم إلى أي حكومة، سوى حكومة يقوم بتأليفها الليكود ويترأسها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أمس أن تحالف "أزرق أبيض" يرى أن الصهيونية الدينية شريكة طبيعية للتحالف، وأن المتدينين القوميين هم ناخبون محتملون له. وأضافت أن التحالف بدأ بصوغ استراتيجيا تهدف إلى استمالة الصهيونية الدينية.

بالإضافة إلى ذلك، عبّر تحالف "أزرق أبيض" عن رضاه عن تصريحات أدلى بها رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان في نهاية الأسبوع الفائت، وقال فيها إنه لا يوجد لديه مشكلة في الجلوس ضمن ائتلاف مع قائمة التحالف بين حزبي العمل وميرتس.

"معاريف"، 16/2/2020
الجيش الإسرائيلي ينوي إنشاء قيادة منطقة عسكرية خاصة للتعامل مع الساحة الإيرانية في إطار خطته الجديدة المتعددة السنوات]

عرض الجيش الإسرائيلي في نهاية الأسبوع الفائت خطته الجديدة المتعددة السنوات التي أُطلق عليها اسم "تنوفا" ["رافعة"]، وأشار إلى أن من أبرز أهدافها زيادة قدرة الكشف عن قوة العدو وزيادة قدرة التدمير لأذرع الجيش المتعددة.

وأعلن الجيش أن رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال أفيف كوخافي ينوي، كجزء من الخطة، تعيين لواء يهتم فقط بالقضية الإيرانية، بدءاً من الاهتمام ببرنامج طهران النووي وحتى توسعها العسكري حيال إسرائيل. كما سيتم أيضاً إنشاء قيادة منطقة عسكرية خاصة جديدة للتعامل مع الساحة الإيرانية.

وأشار الجيش إلى أن كوخافي عرض الخطة التي ستبلغ تكلفتها أكثر من 30 مليار شيكل، أمام كل من وزير الدفاع ورئيس الحكومة وأمام جميع قادة الجيش الإسرائيلي، وأكد أن من أهداف الخطة زيادة قدرة تدمير أهداف العدو في بداية أي حرب بسبعة أضعاف القدرة الحالية، بالإضافة إلى تعزيز الهجمات السيبرانية والحرب الإلكترونية في ساحة القتال، ودعم ميدان المعركة بآلاف الطائرات المسيّرة الانتحارية والصواريخ المتطورة.

كما أشير إلى أنه من المخطط إجراء تغييرات في مبنى القوى العسكرية، إذ سيتم تعزيز الفرق النظامية، وسيقوم الجيش بتجديد أسراب طائرات الهليكوبتر الكبيرة، وسيمتلك أسلحة دقيقة لسلاح الجو تضاعف الأجهزة المتوفرة حالياً.

ووضع الجيش الإسرائيلي هدفاً يتمثل في إقامة بنية تحتية رقمية تسهّل التواصل بين الجميع وتمكّن من نقل معلومات بصورة فعالة وسريعة إلى الوحدات الجانبية. كما تنص الخطة على قيام إسرائيل بإطلاق قمر صناعي جديد إلى جانب استخدام أقمار صناعية صغيرة.  

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 16/2/2020
الحرب المقبلة يجب منعها لا تخليدها
أوري بار يوسف - أستاذ زميل في العلاقات الدولية في جامعة حيفا

 

  • الحرب المقبلة التي سيكون في مركزها تحدي مواجهة مع ترسانة الصواريخ التي تحيط بإسرائيل، كانت موضوع ثلاثة مقالات صدرت في "هآرتس" (14/2). وصف يانيف كوفوفيتس "تنوفا"، خطة تعاظم قوة الجيش الإسرائيلي خلال الفترة 2020-2024، كما عُرضت في وسائل الإعلام. الخطة هدفها إيجاد جيش إسرائيلي جديد، في مركزه "القوة الفتاكة" التي ستقصر جولات القتال المقبلة، بما فيها ضد إيران. ليس من الواضح أي جيش إسرائيلي سنحصل عليه من خطة "تنوفا"، لكن من الواضح أنها ستكلف مالاً كثيراً، أي المزيد من الضرائب، المزيد من التقليصات، وميزانيات أقل من أجل الصحة والتعليم.
  • عاموس هرئيل أوضح أن لتقديم الخطة دلالة مركزية: بخلاف تحذيرات رئيس الحكومة، في تقدير الجيش الإسرائيلي لا توجد حرب جديدة مطروحة على جدول الأعمال، لذلك نشأت "نافذة فرص" لزيادة قوته على حساب الاستعداد لحرب في المدى الزمني المباشر. مع ذلك، فإن "نافذة الفرص" ليست محصنة حيال إمكان نشوب حرب كبيرة جرّاء عملية تصعيد لا يرغب فيها الطرفان. من أجل فهم مسار كهذا، يجب العودة إلى الدينامية التي كانت موجودة بين إسرائيل وسورية في السنوات التي سبقت حرب الأيام الستة [حرب حزيران/يونيو 1967]. لم يكن أحد يريد حرباً كبيرة، ومع ذلك نشبت.
  • مقال اللواء (في الاحتياط) يتسحاق بريك والبروفسور أفشالوم إليتسور وصف الحرب المقبلة بألوان قاتمة. ليس فقط بسبب قوة تهديد آلاف الصواريخ التي تحمل رؤوساً متفجرة وقادرة تقريباً على إصابة كل نقطة في البلد، بل أيضاً لأن ردود إسرائيل، بحسب قولهما، هو "القليل جداً من الدفاع، وعند ساعة الاختبار- ببساطة لا شيء". في تقديرهما، ستؤدي الحرب إلى شل الدولة، وإلى هروب جماعي من منطقة إلى أُخرى، ومن البلد إلى الخارج، وقبل كل شيء إلى وقوع قتلى بأعداد كبيرة . الحل التكنولوجي الذي يقترحانه هو منظومة "حماية السماء" (Sky Guard) اعتماداً على ليزر كيميائي قوي للغاية، قادر على اعتراض الصواريخ بسرعة وبتكلفة رخيصة.
  • الرد الذي يقدمه الجيش على التهديد هو تضافر الاستخبارات مع قوة هجومية من الجو ومناورة برية في لبنان، من أجل احتلال المنطقة التي تُطلَق منها الصواريخ. ظاهرياً، يبدو هذا جيداً، لكن ثمة شك في نجاحه. إذا كانت الاستخبارات احتاجت إلى سنوات للعثور على أنفاق ضخمة في الشمال، فمن المعقول الافتراض أن قدرتها على العثور على مواقع أنفاق أصغر في عمق أرض لبنان خُزنت فيها الصواريخ ، محدودة أكثر. يملك سلاح الجو قدرات مذهلة، لكن يوجد فارق بين تدمير 44 منصة إطلاق صواريخ في إطار عملية "ثقل نوعي" في بداية حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006]، وبين تدمير 15 ألف صاروخ أو أكثر، تستطيع إصابة غوش دان. خطة "تنوفا" قد تقصّر مدة الحرب المقبلة، لكن قوات البر ستحتاج إلى وقت ليس قليلاً لاحتلال المناطق التي تطلَق منها الصواريخ. وإلى أن تنجز المهمة، فإن خنادق الصواريخ ستكون قد أصبحت خالية.
  • كذلك الأمر فيما يتعلق بمنظومة الليزر. الرد جيد، لكن بشرط أن تكون الأجواء صافية عندما تنشب الحرب، وليس هناك تسرب لمواد خطرة، ومع توفر عدد من الشروط، على ما يبدو قد لا تتوفر في الحرب المقبلة. ومثل المنظومات الدفاعية الموجودة ("القبة الحديدية" و"مقلاع داود" وغيرهما)، أيضاً هذه المنظومة جيدة لاعتراض صواريخ مفردة، وليس عشرات أو مئات القذائف والصواريخ، كما هو متوقع في الحرب المقبلة.
  • في ظل عدم وجود رد تكنولوجي- عسكري فعال ضد تهديد الصواريخ، لا مفر من الاستنتاج أنه يوجد بيننا وبين أعدائنا حالة "توازن رعب". أصل هذا المصطلح هو في الحرب الباردة، وهو يصف التعادل في القوة بين الطرفين، ولكل طرف القدرة على تدمير الآخر بواسطة سلاح نووي، لكن لا يقدر على منع أن يتم تدميره هو أيضاً. حالياً أيضاً تستطيع إيران وحلفاؤها إلحاق ضرر بإسرائيل يمكن أن يكون "غير محتمل"، وهذه القدرة يمكن أن تزداد. من جهتها، تملك إسرائيل ما يكفي من القوة القادرة على الرد، وعلى إعادة إيران وحلفائها أيضاً إلى العصر الحجري.
  • هذا الو ضع يفرض على واضعي سياسة الأمن القومي في إسرائيل طريقة تفكير لم نعرفها في الماضي: ليس التفكير في كيف ننتصر في الحرب المقبلة-  لأن هذا الانتصار سيكون باهظ الثمن- بل كيف نمنع الحرب المقبلة. هنا الردود معقدة ومؤلفة من استخدام "عصا" رادعة غليظة إلى جانب تقديم "جزرات" سياسية، هدفها التخفيف من حدة النزاع. ماذا ستتضمن "العصا" وكيف ستوضح التهديد، وماذا ستكون "الجزرات" وأي منها ستكون فعالة- هذه أسئلة مهمة. لكن لا شك في أن الوقت حان لمناقشتها بهدوء، لأن الحلول التكنو-عسكرية التي يقترحها الجيش الإسرائيلي وخبراء خارجيون هي أيضاً غالية جداً، وفي الأساس لا تقدم رداً حقيقياً على التهديد.
"يديعوت أحرونوت"، 16/2/2020
الأسئلة المفتوحة التي تتضمنها خطة رئيس الأركان كوخافي
غيورا إيلند - رئيس سابق لمجلس الأمن القومي

 

  • عرض رئيس الأركان في يوم الخميس الخطة المتعددة السنوات (2020-2024) الجديدة على كبار الضباط ووسائل الإعلام، ووزير الدفاع، ورئيس الحكومة. علاوة على أنه من أجل إقرار الخطة يجب إقرار الميزانية، وليس من الواضح كيف يمكن الموافقة عليها في ضوء الزيادة المطلوبة في ميزانية الجيش، وانعدام اليقين السياسي، وإعلان سياسيين التزامهم بموضوعات أُخرى، الصحة مثلاً، فإنه يمكن الإشارة إلى البشرى التي تنطوي عليها من جهة، ومن جهة أُخرى، إلى مخاطرها.
  • هدف الخطة هو تحقيق حسم استراتيجي، على الأقل في مواجهة الأعداء المباشرين: حزب الله في لبنان و"حماس" في غزة. يتحقق الحسم إذا تعرضت قدراتهما لضربة قوية جداً وخلال وقت قصير للغاية بحيث لن يتمكنا بعدها من العودة إلى الوضع الحالي، ويضطران على الأقل إلى الامتناع من العودة إلى مواجهة أُخرى لسنوات عديدة، وربما التخلي تماماً عن الاستراتيجيا التي بنياها. تحقيق هذا الهدف وأهداف أُخرى في جبهات أُخرى- مثل سورية وإيران- يفرض الأخذ في الاعتبار ثلاثة مخاطر.
  • الخطر الأول يتعلق بالتوتر بين الاستعداد الأقصى لحرب هنا والآن، وبين الاستثمار في قدرات مستقبلية. تستند الخطة إلى افتراض مؤداه أن احتمال نشوب حرب في الجبهة الشمالية في سنة 2020 ضئيل نسبياً، لذا من الأفضل توجيه الموارد إلى قدرات أكثر تطوراً في السنوات المقبلة مع تخلٍّ محسوب عن الحد الأقصى من الاستعداد حالياً.
  • الخطر الثاني يتعلق بالتوازن بين التوظيف في الهجوم في مقابل الاهتمام بالدفاع. التوظيف في الهجوم يركّز على الرغبة في استغلال تفوقنا النسبي على العدو وزيادته إلى حده الأقصى، الأمر الذي سيجبر العدو على التوظيف أكثر في الدفاع وأقل في الهجوم. المقاربة الدفاعية المضادة تحلل نقاط ضعفنا، وتوظف من أجل تقليصها. ومثل المسألة السابقة، المقصود الحاجة إلى إيجاد نقطة التوازن الصحيحة. هنا أيضاً تعبّر الخطة الجديدة عن مخاطرة محسوبة تقوم على تفضيل الهجوم على الدفاع.
  • الخطر الثالث يتعلق بالتوتر بين مبدأين في الحرب: مبدأ "استنفاد القوة"، ومعناه الاستغلال الأقصى لإمكاناتنا العسكرية، في مواجهة مبدأ "البساطة" الذي يشدد، بين أمور أُخرى، على استقلال كل وحدة في قطاعها وفي مهمتها من دون ارتباط، أو مع ارتباط ضئيل بمساعدة القيادات التي تعلوها.
  • تفضل الخطة الجديدة للجيش "استنفاد القوة"، الأمر الذي يتجلى في الأساس في إيجاد صلة فاعلة في الزمن الحقيقي بين الأطراف الاستخباراتية من كل المستويات، مع القدرة على استخدام نيران دقيقة، وكذلك وسائل أُخرى، مثل السايبر والقتال الإلكتروني.
  • الخطر ينبع من حقيقة أن الحرب تتميز بعدم يقين كبير، وأيضاً بجهد العدو لعرقلة قدراتنا. والاستناد المفرط إلى تدفق معلومات ووسائل من مستويات عالية إلى مستويات أدنى يمكن أن يلحق الضرر بالفاعلية بسبب تشويش هذا التواصل أو بسبب المس بالمستوى التكنولوجي. قائد الكتيبة الذي يتمرن في التدريبات على الحصول على الكثير من المعلومات ومساعدة كبيرة من سلاح الجو أو من مستويات عليا في القيادة، يمكن أن يلاقي صعوبة في القيادة عندما يفرض عليه الواقع العمل، بحسب الأوامر، "هذا ما يجب فعله ومع هذا سننتصر".
  • خطة كوخافي لم يقرها بعد المجلس الوزاري المصغر، وعلاوة على المسائل المالية أريد أن أنصح من سيتعين عليه الموافقة عليها أن يفحص في الأساس أمراً واحداً: إذا كانت نقطة التوازن بين التوترات التي عُرضت في الموضوعات الثلاثة هي الصحيحة. ومن أجل ذلك فإن المجلس الوزاري المصغر بحاجة إلى عدة أيام، وليس عدة ساعات، ليقر هذا  الموضوع المصيري.