مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الاتحاد الأوروبي يؤجل رده على "صفقة القرن" إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية
مجلس الأمن سيستمع إلى مستشار "الاتحاد الدولي لحقوق الطفل الفلسطيني" خلال مناقشة موضوع الأطفال في مناطق النزاعات المسلحة
أول طائرة إسرائيلية تعبر الأجواء السودانية
استطلاع للرأي يُظهر تقدم حزب أزرق أبيض على الليكود بثلاثة مقاعد
محاولة طعن أحد حراس الحدود في الخليل
مقالات وتحليلات
أيضاً 15 مقعداً في الكنيست للقائمة المشتركة لا يكفي
عباس ينتظر نتائج الانتخابات في إسرائيل
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 18/2/2020
الاتحاد الأوروبي يؤجل رده على "صفقة القرن" إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية

أجّل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا أمس في بروكسيل مناقشة موضوع النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني وموقفهم من "صفقة القرن" إلى الجلسة المقررة في 23 آذار/مارس. وصرّح وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل في نهاية الجلسة بأن الوزراء اكتفوا بالاستماع إلى تقرير عن محادثاته مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ومع المستشار الخاص للرئيس الأميركي جاريد كوشنير، وأعربوا عن رغبتهم في إجراء نقاش معمق للموضوع في الجلسة المقبلة في الشهر المقبل.

ورفض بوريل التطرق إلى طلب دول معينة - بينها إيرلندا - اتخاذ خطوات لردع إسرائيل عن ضم مناطق فلسطينية إليها، بحسب خطة ترامب للسلام. وشدد  على أن الاتحاد لا يمكنه الموافقة على الضم الذي يتعارض مع القانون الدولي.

وكان وزيرا خارجية كل من فرنسا وألمانيا قد بحثا عشية انعقاد مؤتمر ميونيخ للأمن مع نظيريهما المصري والأردني إمكان القيام بمبادرة مشتركة بين بعض الدول الأوروبية والعربية المعتدلة لمواجهة خطة ترامب. لكنهما أجّلا إعلان هذه الخطوة إلى الشهر المقبل.

وكان رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية قد دعا، في كلمة ألقاها في مؤتمر ميونيخ للأمن، الدول الأوروبية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام والاعتراف بدولة فلسطين.

 

"يديعوت أحرونوت"، 17/2/2020
مجلس الأمن سيستمع إلى مستشار "الاتحاد الدولي لحقوق الطفل الفلسطيني" خلال مناقشة موضوع الأطفال في مناطق النزاعات المسلحة

دعت بلجيكا التي تترأس الدورة الحالية لمجلس الأمن براد باركر مستشار "الاتحاد الدولي لحقوق الطفل في فلسطين" إلى إلقاء خطاب أمام أعضاء المجلس في إطار مناقشة موضوع الأطفال في مناطق النزاعات المسلحة. ويمثل باركر الفرع الفلسطيني للاتحاد ومقره جنيف.

أدت هذه الدعوة  إلى زيادة التوتر بين بروكسل والقدس، وذلك في ضوء الخط المتشدد الذي تنتهجه بلجيكا ضد إسرائيل في الأمم المتحدة. وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد استدعت السفير البلجيكي مرتين خلال الأسبوعين الماضيين للتعبير عن استياء إسرائيل من الدعوة الموجهة إلى باركر، لكن بلجيكا لم تتراجع عن موقفها، ومن المفترض أن يحضر باركر للإدلاء بشهادته أمام مجلس الأمن في 24 شباط/فبراير الجاري.

"يسرائيل هَيوم"، 17/2/2020
أول طائرة إسرائيلية تعبر الأجواء السودانية

لأول مرة قامت طائرة إسرائيلية انطلقت من مطار بن غوريون بالتحليق في الأجواء السودانية، وهي في طريقها إلى جنوب أفريقيا. وبذلك تكون هذه الطائرة قد افتتحت خطاً جديداً للطيران سيسمح بتقصير الوقت الذي تستغرقه الرحلة من إسرائيل إلى جنوب أفريقيا بنحو ثلاث ساعات.

وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد تطرق يوم أمس إلى الموضوع في مؤتمر رؤساء التنظيمات اليهودية في الولايات المتحدة قائلاً: "أول طائرة إسرائيلية حلقت في الأمس في سماء السودان".  وتحدث نتنياهو خلال المؤتمر عن الجهود الحثيثة التي بُذلت على الصعيد السياسي من أجل تعزيز علاقات إسرائيل بالعالم كله، وبالدول العربية بصورة خاصة،  وقال: "أعمل على تطوير العلاقات مع دول عربية وإسلامية، وأستطيع أن أقول لكم يوجد عدد قليل جداً من الدول العربية والإسلامية التي ليست لنا علاقات وثيقة بها. قبل عام زرت عُمان، وقبل أسبوعين اجتمعت برئيس المجلس السيادي في السودان، الدولة المسلمة التي تتحدث باللغة العربية، والتي استضافت مؤتمر الخرطوم [الذي انعقد في 29/8/1967] وأقر جملة اللاءات [لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض] إزاء إسرائيل. حالياً، نحن نتحدث مع السودان عن خطوات تطبيع حثيثة".

وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التقى في عنتيبي في أوغندا رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان، في 3 شباط/ فبراير. وبعد يومين، في 5 شباط/فبراير، صرّح البرهان: "وافقنا على السماح للرحلات الدولية من مطار تل أبيب إلى مختلف أنحاء العالم بالمرور في الأجواء السودانية." وفيما يتعلق بالتعاون بين الدولتين، قال الزعيم السوداني: "اتفقت مع نتنياهو على تعاون مستقبلي بين الدولتين. سنشكل لجنة وزارية لدراسة حسنات وسيئات قيام شبكة علاقات مع إسرائيل. لم نطلب من نتنياهو التوسط مع الولايات المتحدة من أجل إزالة السودان عن قائمة الدول الداعمة للإرهاب. الاتصالات مع نتنياهو وبومبيو بدأت قبل ثلاثة أشهر، وقد شاركنا فيها من أجل مصلحة السودان". وبشأن النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، قال: "التقارب بيننا وبين إسرائيل يمكن أن يساعد الفلسطينيين على حل مشكلاتهم. لم نُقم صلة بالسلطة الفلسطينية، وهي أيضاً لم تُقم صلة بنا. والسلطة نفسها تعترف بإسرائيل".

"هآرتس"، 17/2/2020
استطلاع للرأي يُظهر تقدم حزب أزرق أبيض على الليكود بثلاثة مقاعد

أظهر استطلاع للرأي أجرته القناة الإخبارية 13 مساء يوم الاثنين أنه لو أُجريت الانتخابات الآن لحصل حزب أزرق أبيض برئاسة بني غانتس على 36 مقعداً في مقابل حصول الليكود على 33 مقعداً. وحصل تحالف حزب العمل مع حزب غيشر وحركة ميرتس على 8 مقاعد، بينما حصل حزب يمينا على 7 مقاعد. وحصلت القائمة المشتركة على 14 مقعداً وحزب إسرائيل بيتنا على 8، وشاس على 7 ويهدوت هتوراه على 7  مقاعد، ولم يتجاوز حزب قوة يهودية نسبة الحسم.

وأظهر الاستطلاع عدم حصول أي من الكتلتين الكبيرتين على 61 مقعداً . فقد بلغ عدد مقاعد كتلة الوسط - اليسار 58 مقعداً، وكتلة اليمين - الحريديم 54 مقعداً، ولا يزال حزب أفيغدور ليبرمان يمثل بيضة القبان مع 8 مقاعد. من جهة أُخرى، رداً على سؤال مَن هو الأكثر ملاءمة لتولّي منصب رئاسة الحكومة، حصل نتنياهو على تأييد 45% من الذين شاركوا في الاستطلاع، بينما حصل غانتس على 33%.

"معاريف"، 17/2/2020
محاولة طعن أحد حراس الحدود في الخليل

اعتقلت عناصر من حرس الحدود مواطناً فلسطينياً بالقرب من الحرم الإبراهيمي بعد محاولته طعن عنصر من حرس الحدود اليوم (الاثنين). جرى الحادث بالقرب من أحد مواقع الحراسة على مدخل الحرم، ونجح  عناصر من حرس الحدود في توقيف المهاجم من دون إطلاق الرصاص عليه.

في كانون الأول/ديسمبر الماضي، اعتُقلت فتاة فلسطينية في السابعة عشرة من عمرها عند وصولها إلى الحرم الإبراهيمي، وذلك بعد أن شهرت سكيناً لدى تفتيش حقيبتها، وهددت به الحراس.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 17/2/2020
أيضاً 15 مقعداً في الكنيست للقائمة المشتركة لا يكفي
جاكي خوري - مراسل سياسي

 

  • في الأيام الأخيرة ازدادت الدعوات إلى الجمهور العربي - بينها مقال جدعون ليفي، والذي تُرجم إلى العربية وحظي بانتشار واسع وسط الجمهور العربي (راجع المقال في نشرة "مختارات من الصحف العبرية"، 13/2/2020) – للمشاركة الكثيفة في الاقتراع. وقيل إن هذا هو الرد الأفضل على كل الذين يبصقون في وجه العرب.
  • جدعون ليفي وكل أنصار زيادة التمثيل العربي على حق. لم يبق في صندوق الجمهور العربي في دولة إسرائيل كثير من الأدوات. التصويت في انتخابات الكنيست من أجل التأثير في الساحة الداخلية - الإسرائيلية هو تكتيك صحيح. وحتى اليوم لم يجر استغلال الحد الأقصى للقوة الانتخابية للجمهور العربي، وما دام هذا لم يحدث - فإن مدى التأثير سيظل دائماً خاضعاً للنقاش.
  • مع ذلك، القائمة المشتركة مع 13 مقعداً لم تمنع سن قانون القومية، ولم تكبح قانون كمينيتس (الذي يشدد تطبيق العقوبات على مخالفات البناء وموجّه في الأساس ضد العرب). والأعضاء الـ13 كانوا هناك عندما عُرضت صفقة القرن التي تضمنت تبادل مناطق وسكان، نحو 300 ألف مواطن عربي. بناء على ذلك، بالنسبة إلى المؤيدين لمقاطعة الانتخابات، وغير المبالين الذين لا يرون سبباً للمشاركة في الاقتراع، يوجد أساس للادعاء بأنه في جميع الأحوال مدى تأثير أعضاء الكنيست العرب محدود جداً، وسيظل كذلك أيضاً حتى لو ازداد حجم التمثيل العربي.
  • لكن زيادة التمثيل إلى 15 مقعداً وحتى أكثر، يمكن بالتأكيد أن تؤدي إلى تغيير، وإلى فرض واقع جديد، ليس في إمكان بني غانتس ولا بنيامين نتنياهو تجاهُله. عملياً هذا التغيير بدأ، على الأقل في الخطاب الإعلامي. متى حظي أعضاء الكنيست العرب بهذه التغطية الإعلامية في شبكات الإعلام الأساسية في إسرائيل؟ أيمن عودة وأحمد الطيبي يقفزان من استديو إلى آخر ويمرران الرسائل - لا يمر يوم من دون أن نسمع أو نرى مقابلة مع عضو كنيست عربي. صحيح أنهم لا ينقلون دائماً الرسائل الصحيحة، ولا ينجحون دائماً، لكن على الأقل هناك تغطية، وهذا كثير في إسرائيل 2020.
  • هل تكفي زيادة التمثيل في الكنيست لتحقيق فرج المواطنين العرب؟ الجواب هو: كلا. المجتمع العربي ليس مجتمعاً محصناً بصورة خاصة، وإذا غصنا إلى داخله نفهم أنه واقع في أزمة عميقة. التغيير الحقيقي في المجتمع العربي لا يحدثه فقط التمثيل في الكنيست - هذا مدماك مهم، لكنه وحده لا يؤدي إلى أي تحسن.
  • من يعرف المجتمع العربي يدرك أن أحد عناصر التأثير القوي هو السلطة المحلية. رئيس السلطة في كل بلدة هو الذي يظهر ما يحدث عنده، ومن هذه الزاوية، الصورة قاتمة. ما دامت الحمائل والعشائر والطوائف تؤدي دوراً في تحديد جدول الأعمال السياسي في أغلبية البلدات العربية، من الصعب الحديث عن تغيير جوهري.
  • مثل هذا التغيير لن يأتي من الكنيست ولا من الحكومة، على العكس - هناك فقط يغذون الضائقة ويحاولون تدمير أي نموذج إيجابي. لسنا بحاجة إلى أن نكون حكماء كباراً كي نفهم كيف عملت هذه الآلية طوال عشرات السنين: الدولة سيطرت على الجمهور العربي بواسطة سياسة فرّق تسُد، أو سياسة العصا والجزرة، وبذلك أثرت في هوية الزعامات المحلية.
  • يجب الاعتراف أنه في العقد الأخير كان هناك تباشير تغيير في عدة بلدات. زعماء سلطات جدد، شباب ونشيطون، ليسوا مرتبطين فقط بالحبل السري للحمولة والطائفة، نجحوا في بث حياة جديدة وخلق حوار مختلف في مواجهة وزارات الحكومة، وبمساعدة القائمة المشتركة بدت الأمور مختلفة قليلاً.
  • دخلت إلى الصورة منظمات المجتمع المدني التي أيّدت وساعدت. هذا المثلث المؤلف من رؤساء سلطات محلية وسياسيين وجمعيات اجتماعية- طوّر نماذج جيدة للتغيير، لكن كل أجزائه، وفي الأساس الجمعيات، واقعة تحت رحمة آخرين. ليس هناك جمعية في المجتمع العربي قادرة على الصمود وحدها. المساعدة الخارجية، وفي الأساس المال الأوروبي والأميركي (بينه مال يهودي)، هي بحاجة إليه مثل الحاجة إلى الهواء من أجل التنفس. لجنة المتابعة للجمهور العربي التي تشكل مظلة لكل هذه الهيئات، تعمل بميزانية تساوي الصفر. منذ سنوات يجري الحديث عن إنشاء صندوق للمجتمع العربي، لكنها تصريحات فقط. لا يملك المجتمع العربي اليوم أداة ضغط حقيقية على الدولة.
  • هناك مدماك إضافي. الحرم الجامعي في الجامعات وفي الكليات التي يدرس فيها عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات العرب. خلال سنوات كان الحرم الجامعي المكان الأساسي لبلورة الهوية السياسية للشبان العرب. أعضاء الكنيست العرب، في أغلبيتهم، اليوم وأيضاً في العقد الماضي، كبروا هناك. الجو الذي أتاح ذلك تبخر تقريباً من حرم الجامعات. الخريجون و الخريجات في مهن مرموقة يعودون إلى بلداتهم مع شهادة جامعية ومع جهل سياسي: دكتور في الطب أو في القانون يتصرف مثل أحد خريجي أيام الحكم العسكري، وجزء منهم ينتخب رؤساء سلطات محلية.
  • لذا، لا يمكن أن نعيش في وهم أن الفرج سيأتي من القائمة المشتركة ومن زيادة التمثيل. في المدى القصير قد يكون ذلك صحيحاً على المستوى التكتيكي، لكن في المدى البعيد هناك حاجة إلى تفكير عميق بشأن كيفية تحقيق تغيير حقيقي. يوجد قدرة على ذلك، لكن مع عدم وجود خطة استراتيجية، سيبقى التغيير مسألة أمنيات وحلماً بعيد المنال. ومع ذلك لم يُفقد الأمل بعد.
"مركز القدس للشؤون العامة"، 17/2/2020
عباس ينتظر نتائج الانتخابات في إسرائيل
يوني بن مناحيم - محلل سياسي
  • مع مرور الوقت، يتضح أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تراجع عن القرارات التي اتخذها بعد نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطته للسلام التي تضمنت وقف العلاقة الأمنية مع إسرائيل والولايات المتحدة، وتخلّي السلطة عن التزاماتها بحسب اتفاق أوسلو.
  • يسمح محمود عباس بواسطة أجهزته الأمنية باستمرار الاحتجاج العفوي ضد خطة "صفقة القرن"، لكنه لا يسمح بخروج هذا الاحتجاج عن السيطرة. في نهاية الأسبوع الماضي، فرقت قوات الأمن الفلسطينية تظاهرة في جنين نظمها حزب "التحرير" ضد "صفقة القرن".
  • يقول مصدر في حركة "فتح" إن عباس تراجع حالياً عن قراراته، وهو يكتفي بخطوات احتجاجية سياسية إلى أن تتضح صورة الوضع السياسي. وبحسب كلامه، محمود عباس ينتظر نتائج الانتخابات في إسرائيل على أمل بأن يجد "شريكاً إسرائيلياً" في عملية السلام. وينتظر كي يرى هل الحكومة الجديدة التي ستؤلَّف في إسرائيل، ستتعامل بجدية مع موضوع الضم، وستضم فعلياً شمال البحر الميت وغور الأردن والمستوطنات إلى إسرائيل.
  • على الرغم من غضب عباس في البداية على الولايات المتحدة وإسرائيل في أعقاب نشر خطة "صفقة القرن"، فإنه تراجع عدة خطوات إلى الوراء، وقد عبّرعن ذلك في الخطاب الذي ألقاه في 11 شباط/فبراير أمام مجلس الأمن في الأمم المتحدة. "نحن لسنا إرهابيين، نحن نحارب العنف والإرهاب في كل العالم، ولدينا تعاون أمني مع الولايات المتحدة" ادّعى عباس، وتجنب مهاجمة الرئيس ترامب.
  • في هذه الأثناء، يستمر التعاون الأمني بين السلطة وإسرائيل كالعادة، وأيضاً الاتفاق الاقتصادي بينهما، المسمى "اتفاق باريس". كما تراجع عباس عن نيته القيام بزيارة إلى قطاع غزة والاجتماع بزعيم "حماس" إسماعيل هنية من أجل تنسيق خطوات مشتركة ضد "صفقة القرن" الأميركية. وعلى الرغم من الاتفاق الهاتفي بينهما، فقد أرسل مندوبين كبيرين من "فتح" إلى قطاع غزة - روحي فتوح وإسماعيل جبر اللذين التقيا ممثلين لـ"حماس"، وباشرا بوضع سلسلة شروط للّقاء، وتقول أطراف في "حماس" إن ما يجري هو "تضييع للوقت"، وإن محمود عباس تراجع عن الاتفاق مع إسماعيل هنية.
  • هناك عدة أسباب أدت إلى تراجع عباس عن قراراته أو تأجيلها:
  • تحذير رؤساء الأجهزة الأمنية من أن استمرار التظاهرات في الضفة الغربية يمكن أن يؤدي إلى انتفاضة ثالثة ستقوض استقرار السلطة الفلسطينية، وستستغل حركة "حماس" ذلك لتحاول إسقاط السلطة.
  • غياب الحوافز لدى سكان الضفة للخروج إلى التظاهر في الشوارع أو الدخول في مواجهات مع جنود الجيش الإسرائيلي بسبب الوضع الاقتصادي الجيد، وبسبب عدم الثقة بقيادة السلطة الفلسطينية، والسكان الفلسطينيون ليسوا مستعدين للمخاطرة بحياتهم من أجل ما يعتبرونها سلطة فاسدة لمحمود عباس وجماعته.

ج- إدراك بأن المجتمع الدولي ليس مستعداً للوقوف ضد الرئيس ترامب والاختلاف معه بشأن خطة "صفقة القرن"، كما تجلى في النقاش الأخير لمجلس الأمن في الأمم المتحدة، حيث فشل الفلسطينيون في محاولتهم بلورة أغلبية من الدول الأعضاء في المجلس ضد الخطة الأميركية.

د- إدراك أن وقف التعاون الأمني مع إسرائيل سيتسبب بضرر أكبر للسلطة الفلسطينية، أكثر مما سيتسبب لإسرائيل، والرغبة في أن يرى العالم أن الفلسطينيين يحاربون الإرهاب.

  • لذلك، يركز محمود عباس حالياً على النشاطات السياسية ضد "صفقة القرن" الأميركية، وهو ينوي الذهاب قريباً إلى بروكسل للاجتماع مع وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي لتنسيق خطوات ضد "صفقة القرن" معهم.
  • بحسب كلام مسؤولين كبار في "فتح"، استخدم عباس أولمرت من أجل تحقيق أهداف سياسية، وهو يحاول إيقاظ "معسكر السلام" الإسرائيلي. هذا هو السبب الذي من أجله سُمح لمسؤولين فلسطينيين كبار بالمشاركة في "لقاء سلام" فلسطيني - إسرائيلي في تل أبيب في نهاية الأسبوع الماضي.
  • يحاول عباس أن يظهر أن لديه "شركاء" إسرائيليين يعارضون الخطة الأميركية للسلام ويؤيدون مطالبه السياسية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة بحسب خطوط الـ67 وعاصمتها القدس الشرقية.
  • أحد كبار المسؤولين في "فتح" يوضح أن انتخابات الكنيست في إسرائيل تشكل مفترق طرق مهماً بالنسبة إلى محمود عباس لاتخاذ قرارات تتعلق بمحاربة "صفقة القرن"، وهو ينتظر ولا يريد أن "يقلب الطاولة" الآن، وهو يأمل أن ينتصر حزب أزرق أبيض في الانتخابات ويقود إسرائيل، وبذلك سيجري استبعاد الضم المتوقع من طرف واحد لغور الأردن والمستوطنات إلى إسرائيل، لأن غانتس قال إنه سيفعل ذلك "بالتنسيق مع المجتمع الدولي"، وهذا أمر من غير المتوقع أن يحدث، وهذا ما يقلق كثيراً حالياً عباس وهو ينتظر بصبر للقيام بخطواته.