مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
بينت: إسرائيل تعتزم تكثيف الضغط الذي تمارسه على إيران
كوخافي يقر سلسلة تغييرات في هيئة الأركان وافق عليها وزير الدفاع
منح تسهيلات لسكان قطاع غزة في ضوء الهدوء النسبي في منطقة الحدود الجنوبية
أول جلسة في محاكمة نتنياهو ستُعقد يوم 17 آذار/مارس المقبل
اعتقال عضو الكنيست السابق يهودا غليك في الحرم القدسي الشريف لانتهاكه قواعد زيارة اليهود إلى المكان
مقالات وتحليلات
العرب في إسرائيل مجبرون على البقاء خارج المنظومة
هدف التغيير التنظيمي في الجيش الإسرائيلي: إتاحة القيام بعملية متعددة الأذرع في الحرب
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 19/2/2020
بينت: إسرائيل تعتزم تكثيف الضغط الذي تمارسه على إيران

قال وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينت إن إسرائيل بدأت ترى علامات تشير إلى أن إيران تعيد النظر في جهودها الرامية إلى إقامة وجود عسكري دائم لها في سورية.

وأضاف بينت في سياق كلمة ألقاها في مؤتمر التكنولوجيا العسكرية 2020 الذي عُقد في تل أبيب أمس (الثلاثاء)، أن هذا التغيير المحتمل في الاتجاه يرجع إلى الجهود التي تقوم بها إسرائيل لمواجهة الاستراتيجيا الإيرانية، وشدّد على أن إسرائيل تعتزم تكثيف الضغط الذي تمارسه على إيران.

وأعرب بينت عن اعتقاده أن إيران أصبحت معرّضة للخطر بصورة خاصة الآن، إذ يواصل الناس هناك الاحتجاج على مغامرات النظام في الخارج بينما يتدهور الوضع الاقتصادي محلياً بسبب العقوبات المالية الأميركية.

وجاءت تصريحات وزير الدفاع هذه بعد ساعات من قيام شركة ImageSat المتخصصة بتحليل صور الأقمار الصناعية بنشر صور أقمار صناعية تظهر الأضرار الكبيرة التي لحقت بمستودعات ومباني مكاتب في مطار دمشق الدولي في إثر غارات جوية تعرّض لها هذا المطار يوم الخميس الفائت ونُسبت إلى إسرائيل.

وأظهرت الصور أن العديد من المستودعات التي كانت تُستخدم، على ما يبدو، لتخزين الأسلحة التي يتم نقلها جواً إلى سورية من إيران، تم تدميرها في الغارات إلى جانب مبان متعددة تُستخدم كمقر لعمليات في الموقع.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 7 أشخاص قُتلوا في تلك الغارات، 4 منهم من الحرس الثوري الإيراني و3 من الجيش السوري.

وقالت مصادر رسمية سورية إن إسرائيل تقف وراء هذه الغارات.

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على النبأ.

ولدى سؤال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن هذه الغارات صباح يوم الجمعة الفائت، قال إنه لا يعلق على كل عملية عسكرية في سورية. وأضاف أنه لا يعرف ماذا حدث في الليل، وربما يكون سلاح الجو البلجيكي هو من قام بشن الهجوم.

"معاريف"، 19/2/2020
كوخافي يقر سلسلة تغييرات في هيئة الأركان وافق عليها وزير الدفاع

قالت مصادر رفيعة المستوى في قيادة الجيش الإسرائيلي إن رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال أفيف كوخافي أقر أمس (الثلاثاء) سلسلة تغييرات في هيئة الأركان وافق عليها وزير الدفاع نفتالي بينت. وأضافت أن هذه التغييرات نابعة من الحاجة إلى توجيه عملية بناء القوة المتعددة الأذرع، والتي أصبحت أكثر تعقيداً بموازاة تحديث الاستراتيجيا العسكرية عامة وفي الجبهة الإيرانية خاصة.

وتنص هذه التغييرات على أن تتولى شعبة التخطيط العسكرية مهمة بناء القوة المتعددة الأذرع، وتكون قيادة مسؤولة عن تطوير الوسائل القتالية من خلال الرؤية المتعددة الأذرع. وسيتم توثيق العلاقة بين هذه الشعبة وهيئة تطوير وإنتاج الوسائل القتالية في وزارة الدفاع والصناعات العسكرية، كما أنها ستراقب نوعياً سلسلة مشاريع متعددة الأذرع، وستقوم بتطبيق خطة الجيش المتعددة السنوات التي أُطلق عليها اسم " تنوفا" ["اندفاعة"].

وأشارت المصادر العسكرية نفسها إلى أنه نظراً إلى التهديد المتصاعد من إيران، سيتم إنشاء هيئة قيادية جديدة بقيادة ضابط برتبة لواء تتولى مهمتي تخطيط ومتابعة الاستراتيجيا العسكرية وتركيز النشاطات لبلورة وتخطيط المعركة في مواجهة الجبهة الإيرانية.

وتوقعت المصادر نفسها أن تدخل هذه التغييرات في حيز التنفيذ خلال صيف السنة الحالية 2020.

"يديعوت أحرونوت"، 19/2/2020
منح تسهيلات لسكان قطاع غزة في ضوء الهدوء النسبي في منطقة الحدود الجنوبية

قال بيان صادر عن منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق [المحتلة] أمس (الثلاثاء) إن إسرائيل قررت توسيع مساحة الصيد المسموح بها قبالة شواطئ قطاع غزة إلى ما كانت عليه قبل التصعيد الأخير، أي 15 ميلاً بحرياً، وزيادة عدد تأشيرات الدخول للتجار من القطاع بـ2000 تصريح، ليبلغ 7000 تصريح بدءاً من اليوم (الأربعاء).

وأضاف البيان أن هذا القرار جاء في ضوء الهدوء النسبي الذي يسود منطقة الحدود الجنوبية مع قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة ووقف إطلاق البالونات المفخخة.

وأشار البيان إلى أن الأفعال في الميدان هي التي ستحدّد التوجه، وأكد أن حركة "حماس" تتحمل المسؤولية الكاملة عمّا يجري في قطاع غزة وينطلق منه.

"معاريف"، 19/2/2020
أول جلسة في محاكمة نتنياهو ستُعقد يوم 17 آذار/مارس المقبل

أعلنت إدارة المحاكم الإسرائيلية أمس (الثلاثاء) أن أول جلسة في محاكمة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ستُعقد يوم 17 آذار/مارس المقبل، أي بعد انتخابات الكنيست بنحو أسبوعين، وستتم خلالها تلاوة لائحة الاتهام أمام نتنياهو وباقي المتهمين.

وتنسب النيابة الإسرائيلية العامة إلى نتنياهو والمتهمين الآخرين تهم تلقي رشى وخيانة الأمانة والاحتيال. والمتهمون الآخرون هم صاحب شركة الاتصالات "بيزك" وعقيلته إيريس، وصاحب صحيفة "يديعوت أحرونوت" وناشرها أرنون (نوني) موزس.

كما أعلن أن المحاكمة ستجري في المحكمة المركزية في القدس أمام هيئة قضائية مؤلفة من ثلاثة قضاة، هم ريفكا فريدمان - فيلدمان وموشيه بار عام وعوديد شاحم. وأكدت إدارة المحاكم أنه يتعيّن على نتنياهو أن يكون حاضراً في هذه الجلسة.

يُذكر أن القاضية فريدمان - فيلدمان كانت ضمن الهيئة القضائية التي دانت في حينه رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت بتهمتي الاحتيال وخيانة الأمانة في القضية المعروفة باسم قضية المغلفات المالية. كما أن القاضي شاحم يُعتبر متشدداً حيال قضايا الفساد، وكان في جانب الأقلية في الهيئة القضائية التي نظرت في قضية التعيينات السياسية ضد الوزير تساحي هنغبي وقرر إدانته بالاحتيال وخيانة الأمانة، لكن الهيئة القضائية قررت خلاف ذلك.

"يديعوت أحرونوت"، 19/2/2020
اعتقال عضو الكنيست السابق يهودا غليك في الحرم القدسي الشريف لانتهاكه قواعد زيارة اليهود إلى المكان

قامت الشرطة الإسرائيلية صباح أمس (الثلاثاء) باعتقال عضو الكنيست السابق يهودا غليك وتكبيل يديه في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] لانتهاكه قواعد زيارة اليهود إلى المكان.

وقال غليك إنه أُخرج من الموقع بسبب سيره ببطء شديد فيه، لكن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية قال إنه اعتُقل بعد انتهاكه قواعد الزيارة في المكان. ووفقاً للشرطة، عقب زيارة إلى الحرم القدسي مع أعضاء كونغرس أميركيين وعائلاتهم، عاد غليك إلى المكان عبر باب المغاربة في زيارة لم يتم تنسيقها مع السلطات، وبدأ باستفزاز عناصر الشرطة هناك، وقام بالتجول في الحرم في انتهاك لقواعد الزيارة، وهو على دراية بها من زيارات سابقة، ورفض الامتثال لتعليمات الشرطة واستفز الشرطيين، وهو ما اضطرهم إلى احتجازه وتحويله إلى مخفر للشرطة، حيث خضع للتحقيق. 

وكان غليك عضواً في الكنيست عن حزب الليكود خلال الفترة 2016-2019.

 

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 19/2/2020
العرب في إسرائيل مجبرون على البقاء خارج المنظومة
تسفي برئيل - محلل سياسي
  • من دون العرب في إسرائيل، ليس للدولة اليهودية هوية قومية مشتركة. خذوا مثلاً حزب أزرق أبيض، الحزب الدائم التخبط، في كل أسبوع يغيّر موقفه بشأن الشراكة مع القائمة [العربية] المشتركة. على ما يبدو، هذا الحزب يرسم الحدود المسموح بها بين صهيونية عقلانية وبين مسيانية متعصبة، بين سياسة نظيفة وأكوام الوحل والفساد، بين فرص السلام وبين احتلال أبدي. لكنه حزب لا يعرف نفسه عندما تتصل الأمور بـ"عملية سلام" مع العرب في إسرائيل. هل يطلب تأييد القائمة المشتركة ويتجول بين الناس مع وصمة خيانة، أو يبعد العرب في إسرائيل كأنهم مصابون بفيروس كورونا.
  • في استطلاع للرأي نشرته أول أمس القناة 13 طُرح سؤال كان يجب أن يثير الغثيان في ظروف عادية: حكومة مدعومة من العرب هل تُعتبر شرعية. "الفرح العظيم" أن نحو 44% قالوا إنها ستكون شرعية، في مقابل 33% قالوا إنها غير شرعية. يا له من جمهور ليبرالي. بقية الذين شاركوا في الاستطلاع كانوا كالعادة لا رأي لهم. لنفترض أن نصفهم سيقتنع بأن حكومة "مع العرب" ليست شرعية، وبذلك ستزول الفجوة بين "الليبراليين" و"الوطنيين".
  • يمكننا أن نتصور الضجة التي كانت ستنشأ لو طُرح مثل هذا السؤال في الولايات المتحدة بشأن السود، وفي فرنسا بشأن الذين أصولهم مغربية، أو في بريطانيا بشأن اليهود. لكن السؤال شرعي في إسرائيل، لأنه يُعتبر قضية سياسية، وليست أخلاقية، نشأت في إطار حملات التحريض الأهوج والكريه ضد العرب التي قادها نتنياهو وعصابته في صراعهم ضد حزب أزرق أبيض الذي يُسمى حالياً "غانتس"، لكن الإصرار على طرد العرب من النسيج السياسي في إسرائيل نابع من وجهة نظر، ويشكل استمراراً مباشراً لقانون عنصري لا يقوم فقط ببلورة صورة دولة إسرائيل كدولة يهودية، بل أيضاً يعكس مواقف وآراء تجذرت طوال عقود في داخل الجمهور.
  • عشرات السنوات التي كانت إسرائيل خلالها أسيرة حكم اليمين - الذي ازداد تطرفاً، ووصل إلى حدود المسيانية المعتوهة – أوجدت القالب الذي صبت في داخله الحكومة الهوية القومية اليهودية. لكن هذه الهوية لم تساعد حتى الآن في مساعي تحديد القاسم المشترك الضروري لأي مجتمع وطني. اليهودية التي كان يمكن أن تستخدم رزمة توحيدية فقدت أهميتها. اليهود في إسرائيل ينقسمون بين الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي، وبين الذين يتهربون من الخدمة. بين حريديم وحريديم قوميين، بين صهيونيين متدينين وبين صهيونيين علمانيين، بين مستوطنين وبين مواطني الدولة، وبين "روس" و"أثيوبيين"، وبين يهود تل أبيب وباقي الدولة.
  • أيضاً العدو الخارجي - أداة معروفة لبناء هوية قومية - لم ينجح في إلغاء الانقسامات الداخلية. القانون اليهودي في غلاف غزة ليس مثل القانون اليهودي في حيفا أو موديعين. حتى إيران التي تُعتبر تهديداً وجودياً للدولة لم تنجح في أن تؤدي إلى قيام حكومة وحدة وطنية.
  • لكن في إسرائيل هناك معجزة. فهي تحتفظ برصيد قومي لا مثيل له من أجل إنشاء هوية قومية. أقلية عربية يبلغ حجمها نحو 20%، تمحو كل التصدعات، وتقفل كل زوايا الخلاف، وتولد أخوة غير مدركة بين خصوم سياسيين، وتحدد لكل مواطن يهودي درجة وطنيته. وكلما دخلت السياسة الإسرائيلية إلى منازل الحزبين الكبيرين، ونظراً إلى أنه لا يوجد فارق بين حزب أزرق أبيض وبين الليكود في مسائل أساسية، فإن الحزبين يربطان شرعيتهما بمدى ابتعادهما عن العدو الداخلي.
  • هذا القاسم المشترك سيظل الأساس الذي تعتمد عليه أي حكومة مستقبلية، سواء كانت برئاسة الليكود أو أزرق أبيض. لا ضرورة بعد اليوم لتبرير لماذا لا يستطيع العرب أن يكونوا شركاء. هم مجبرون على البقاء خارج المنظومة، وأن يبقوا لوحاً مستهدفاً، "فبركة عدو"، لأنهم وحدهم قادرون على توحيد يهود إسرائيل.
"يديعوت أحرونوت"، 18/2/2020
هدف التغيير التنظيمي في الجيش الإسرائيلي: إتاحة القيام بعملية متعددة الأذرع في الحرب
رون بن يشاي - محلل عسكري

 

  • التحديات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي حالياً، وسيواجهها أيضاً في العامين المقبلين، هي التحديات التي يعرفها الجيش منذ بضع سنوات. أيضاً الساحة الشرق الأوسطية بكل مكوناتها يعرفها الجيش الإسرائيلي، ومن أجل التحضير لمواجهتها وُضعت الخطط المتعددة السنوات السابقة، وفي مقدمتها خطة "جدعون" التي تبلورت وُوضعت في قيد التنفيذ خلال ولاية رئيس الأركان السابق غابي أشكينازي وهيئة أركانه العامة.
  • بيْد أن رئيس الأركان الحالي اللواء أفيف كوخافي وهيئة أركانه العامة وصلا إلى خلاصة بأن هذه التحديات في شكلها الحالي تفرض على الجيش الإسرائيلي العمل على القيام بتغيير عميق-ليس فقط في وسائل منصات القتال، بل أيضاً في الطريقة التي يجري فيها تشغيل القوة العسكرية بكل أذرعتها.
  • يمكن اختصار ذلك بالقول إن كوخافي يحاول أن يجري تغييراً جذرياً في الجيش وأساليب قتاله، وفي الوقت عينه، المحافظة على جهوزية الجيش لخوض حرب بعد فترة إنذار قصير وحتى من دون إنذار بتاتاً. طبعاً من أجل تحقيق هذين الهدفين، يتعين على الجيش أن يمر بتغييرات في التنظيم وأيضاً في الثقافة التنظيمية.
  • الرسالة المركزية في التغيير التنظيمي هي أن الجيش سيزيد من التعاون في ساحة المعركة، وأيضاً في الإعداد للحرب بين الأذرع المتعددة. ليس أن هذا لم يكن موجوداً من قبل - التعاون بين سلاح الجو وبين كتيبة غولاني كان موجوداً في معركة بنت جبيل في حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006] وقبلها. لكن التغيير الذي يريد كوخافي القيام به هو أن تنطلق الوحدات للقتال مسبقاً كقوة متعددة الأذرع، عناصرها تدربت على العمل معاً، وخططت معاً للمعركة، ويتحدثون وينسقون المعركة فيما بينهم، على أساس المعلومات الاستخباراتية التي يتشارك فيها الطيار الموجود في الطوافة الحربية مع قائد السرية الذي يتحرك على الأرض، ومع قائد سفينة الصواريخ أو مشغّل الصواريخ في السفينة، وأيضاً مع قائد بطاريات المدافع المتحركة - والجميع يقدم له المساعدة لإطلاق نيران دقيقة على الهدف.
  • من أجل تحقيق هذه الرؤية، يتعين على شخص ما أن يخطط لبناء القوة العسكرية على نحو يتيح للعتاد وأساليب العمل في الألوية المدرعة مثلاً العمل سوياً مع سلاح الجو، وتكون ملائمة للمساعدة في الاستخبارات والقصف الدقيق، بناء على معلومات استخباراتية يمكن أن تقدمها طائرات يقودها طيارون عن بُعد في سلاح الجو ومدفعية سلاح المدفعية.
  • كي يحدث هذا، سيكون هناك حاجة إلى منظومات اتصالات مشتركة وتدريبات مشتركة، ومدارس مشتركة للقيادة، ووسائل مشتركة للقيادة والتحكم وأمور كثيرة أُخرى. يجب التفكير طيلة الوقت، ليس فقط في وسائل القتال، بل أيضاً في كيفية إيصالها إلى استنفاد فعال على الأرض من خلال الدمج والتنسيق والعمل جميعاً معاً.
  • لهذه الغاية، تعريف شعبة بناء القوة المتعددة الأذرع، وهي التي ستتولى إقامة الصلة مع القسم في وزارة الدفاع الذي يتولى تطوير وسائل قتالية، ومع الصناعات الأمنية. عملياً، شعبة التخطيط التي ستغير اسمها إلى "شعبة بناء القوة"، ستكون هي المسؤولة عن تنفيذ الخطة المتعددة السنوات "تنوفا" [اندفاعة]، التي يقف في مركزها تعدد الأذرع.
  • يحاول هذا التغيير التنظيمي أن يملأ الفراغ الذي كان موجوداً حتى اليوم في أداء هيئة الأركان العامة للجيش التي لم تعمل بما فيه الكفاية في تنظيم المعالجة الصحيحة للبعد الاستراتيجي، وفي الأساس في "الدائرة الثالثة"، أي إيران.
  • وجهات النظر الاستراتيجية ضرورية اليوم، لأن الجيش الإسرائيلي بخلاف كل ما كان قائماً في العقد الحالي، مطلوب منه معالجة موضوعات استراتيجية وحتى إنشاء دبلوماسية عسكرية - علاوة على تلك التي يديرها رئيس الحكومة ووزارة الخارجية. التنسيق مع الإدارة الأميركية والبنتاغون في موضوعات الشرق الأوسط والسلاح، ومع الروس في سورية، ومع مصر في سيناء، ومع الأردن، ومع دول أُخرى، يتطلب انتباهاً، وموارد واهتماماً يومياً يفوق قدرات لواء الاتصالات الخارجية الموجود اليوم في شعبة التخطيط.
  • ومن المناسب أن يكون هناك لواء، عضو في هيئة الأركان العامة يفكر في ويعالج كل النواحي الاستراتيجية لعمليات الجيش الإسرائيلي في الدائرة الأولى، والثانية وطبعاً الثالثة. الاستعداد لمواجهة محتملة مع إيران يفرض على الجيش إنفاق ميزانيات ضخمة. جرى القيام بالكثير من التحضيرات، لكن معالجة كل المسألة الإيرانية – سعي إيران للحصول على سلاح نووي، وأيضاً محاولاتها التمركز في سورية وفتح جبهة إضافية ضد إسرائيل، وتآمر إيران خارج الشرق الأوسط- كل ذلك يعالَج من جانب شُعب متعددة في هيئة الأركان العامة، مثل شعبة الاستخبارات وشعبة العمليات. لكن حتى الآن ليس هناك شعبة واحدة تفكر في هذه الجبهة البعيدة ، مثل قيادة المنطقة الشمالية التي تفكر في سورية ولبنان.
  • هذا اللواء الاستراتيجي لن يشغل قوة مثل قائد المنطقة الشمالية الذي يشغّل قوات تضعها شعبة العمليات تحت تصرفه. إنه سيعمل كهيئة أركان، ويبحث عن فرص ومتعاونون دوليون استراتيجيون، ويعالج النواقص والخلل في الإعداد لمواجهة محتملة مع إيران.
  • هذان التغييران، بحسب تشديد الجيش، أي الحاجة إلى عملية متعددة الأذرع، والحاجة إلى انتباه كامل في هيئة الأركان على المستوى الاستراتيجي لمواجهة مع إيران ("الدائرة الثالثة")، هما الخبران السّاران الأساسيان اللذان تحملهما التغييرات في بنية هيئة الأركان العامة المخطط لها في الصيف القادم.
  • يشدّد كوخافي طوال الوقت على أن اغتيال سليماني والاضطرابات السياسية في إيران والعراق ولبنان تفتح نافذة فرصة ضيقة، لكن كافية لتنفيذ التغييرات التي يحتاج إليها الجيش الإسرائيلي، والتي ستسمح له بالانتصار في الحرب المقبلة خلال وقت قصير، ومن دون دفع ثمن في الأرواح ودمار كبير في الجبهة الداخلية. لذا، يدفع رئيس الأركان قدماً بخطة "تنوفا" [اندفاعة]، ويبذل جهداً هائلاً لتحقيقها، وفي المقابل تسويقها بصورة مكثفة جداً.