مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
قائد المنطقة العسكرية الشمالية: حزب الله يواصل بذل المساعي للتزود بوسائل قتالية أكثر دقة بغية استهداف الجبهة الداخلية الإسرائيلية
الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف خلية قنص للجهاد الإسلامي الفلسطيني في منطقة خانيونس
نتنياهو: لا أستطيع الإفصاح عن عدد زياراتي إلى دول عربية لمناقشة قضية تطبيع العلاقات مع إسرائيل
مقالات وتحليلات
القيادة السياسية - الأمنية الإسرائيلية تبث أكاذيب جوفاء بشأن إيران وحزب الله و"حماس" وقوة إسرائيل العسكرية كجزء من الدعاية الانتخابية
تحت رعاية الانتخابات "حماس" تحظى بتسهيلات هي الأوسع منذ سيطرت على القطاع
أيضاً 20 مقعداً للقائمة العربية المشتركة لن تغيّر الواقع العنصري
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 20/2/2020
قائد المنطقة العسكرية الشمالية: حزب الله يواصل بذل المساعي للتزود بوسائل قتالية أكثر دقة بغية استهداف الجبهة الداخلية الإسرائيلية

قال قائد المنطقة العسكرية الشمالية اللواء أمير برعام إن حزب الله وتحت رعاية لبنان يدوس قرار مجلس الأمن الأممي رقم 1701 الذي تم تبنيه بعد انتهاء حرب لبنان الثانية [2006] وينتهكه بشكل سافر.

وأضاف برعام في سياق كلمة ألقاها في كلية "تل حاي" في كريات شمونه [شمال إسرائيل] أمس (الأربعاء)، أن حزب الله يواصل بذل المساعي من أجل التزود بوسائل قتالية كثيرة بعضها أكثر دقة بغية استهداف الجبهة الداخلية الإسرائيلية. وأشار إلى أن الحزب يقوم بنشر عناصره على امتداد جنوب نهر الليطاني بهدف ارتكاب اعتداءات ضد البلدات الإسرائيلية المجاورة لمنطقة الحدود مع لبنان.

وأكد برعام أن الجيش الإسرائيلي سيقوم بكل ما في وسعه من أجل منع نشوب حرب، لكنه في الوقت عينه أكد أنه في حال فُرض على الجيش مثل هذه الحرب، فسيعرف كيف يكبّد حزب الله ومَن يدعمه خسائر فادحة.

"معاريف"، 20/2/2020
الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف خلية قنص للجهاد الإسلامي الفلسطيني في منطقة خانيونس

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن جنود الجيش استهدفوا أمس (الأربعاء) خلية قنص تابعة للجهاد الإسلامي الفلسطيني بعد قيامها بإطلاق النار صوب قوة عسكرية إسرائيلية في منطقة خانيونس جنوب قطاع غزة من دون وقوع إصابات في صفوف الجنود.

وجاء هذا الاستهداف في إثر توتر الأوضاع بين إسرائيل وقطاع غزة من جهة، وبذل الجهود للتوصل إلى تهدئة من جهة أُخرى.  

من ناحية أُخرى، دخلت في حيز التنفيذ صباح أمس التسهيلات التي أعلنها الجيش في ضوء الهدوء النسبي الذي تشهده منطقة الحدود مع قطاع غزة. وبين هذه التسهيلات إعادة توسيع مساحة الصيد قبالة شواطئ القطاع إلى 15 ميلاً بحرياً، وإصدار تصاريح دخول إلى إسرائيل لألفي عامل إضافي من القطاع.

وقال منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق [المحتلة] الذي أقر هذه التسهيلات إن إسرائيل ستتصرف مع القطاع بناء على الأوضاع الأمنية.

"يديعوت أحرونوت"، 20/2/2020
نتنياهو: لا أستطيع الإفصاح عن عدد زياراتي إلى دول عربية لمناقشة قضية تطبيع العلاقات مع إسرائيل

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه لا يستطيع الإفصاح عن عدد زياراته إلى دول عربية لمناقشة قضية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مستثنياً الزيارة العلنية التي قام بها إلى سلطنة عُمان، واللقاء الذي عقده مع رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان في أوغندا. 

وأضاف نتنياهو في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة العربية الإسرائيلية "هلا" التي تبث من مدينة الطيبة [المثلث] أمس (الأربعاء)، أن التطبيع بين إسرائيل والدول العربية يتسارع بازدياد، ليس بسبب التهديد الإيراني المشترك فحسب، إنما أيضاً بسبب شغف الدول العربية بالتكنولوجيا الإسرائيلية. 

وأشار نتنياهو إلى أنه في حواراته مع الزعماء العرب سراً وعلانية يقترح إقامة سلام معهم قبل حل النزاع مع الفلسطينيين. وقال: "سنصل أيضاً إلى تسويات وتفاهمات مع الفلسطينيين، لكن الأمر متعلق بالزعماء العرب، إنهم 99% من العالم العربي، ولا يعقل أن يُحبط 1% علاقتنا مع 99%. إذا أقمنا سلاماً مع الدول العربية في تطبيع تدريجي، فسيساعدنا ذلك أيضاً في الوصول إلى السلام مع النسبة المتبقية، مع الفلسطينيين."

وكشف نتنياهو أن العرب في إسرائيل سيتمكنون قريباً من السفر إلى المقدسات الإسلامية في السعودية بصورة مباشرة من إسرائيل.

وتطرّق نتنياهو إلى تطلعات الفلسطينيين إلى إقامة دولة على خطوط 1967، فقال إن إسرائيل لن تعود إلى الوضع الذي كان قبل سنة 1967، وستبقى القدس الموحدة عاصمة إسرائيل إلى الأبد. 

كما تطرق رئيس الحكومة إلى بند في "صفقة القرن" يقترح ضم منطقة المثلث في إسرائيل التي يسكنها عرب إلى الدولة الفلسطينية العتيدة، في مقابل ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل، فوصفه بأنه فقاعة. وقال: "الكل يدرك أن هذا البند هراء. آخر شيء أؤمن به هو أنه يجب تشريد أي شخص من منزله، ولن يتم ذلك، ولا يوجد شيء من هذا في 'صفقة القرن'. هناك بعض العبارات الغامضة التي لا معنى لها، لأنه لا توجد موافقة عليها من أي طرف. هذا لن يحدث." 

ودعا نتنياهو العرب في إسرائيل إلى التصويت له في الانتخابات العامة التي ستجري يوم 2 آذار/مارس المقبل، وشنّ هجوماً حاداً على الأحزاب العربية المنضوية في تحالف القائمة المشتركة، متهماً إياها بأنها لم تفعل شيئاً للسكان العرب.

"هآرتس"، 20/2/2020
تحت رعاية الانتخابات "حماس" تحظى بتسهيلات هي الأوسع منذ سيطرت على القطاع
عاموس هرئيل - محلل عسكري

 

  • التسهيلات التي اتخذتها إسرائيل منذ الأمس في قطاع غزة تعبّر عن إنجاز كبير بالنسبة إلى زعيم "حماس" يحيى السنوار. السنوار، الذي يقلل من ظهوره العلني في الأسابيع الأخيرة (في القطاع، انتشرت شائعات بأنه يتخوف من عملية اغتيال إسرائيلية ضده) واصل ممارسة ضغط عنيف إلى أن حصل على مبتغاه. قائمة التسهيلات، التي لا تُنشر بصورة رسمية كالعادة في إسرائيل - بخلاف ما هو معتمد لدى فرض عقوبات جديدة- هي الأبعد مدى مما سُمح به للغزيين منذ سيطرة "حماس" بالقوة على القطاع في حزيران/يونيو 2007.
  • الخطوة الأكثر أهمية للفلسطينيين هي توزيع 2000 تصريح للعمل في إسرائيل على مَن يُوصفون بأنهم تجار. عملياً، هذه كذبة متفَّق عليها بين الطرفين. القطاع لم يعلن عن عملية "ولادة تاجر"، واقتصاد غزة المدمر لم يرشّح 2000 من رجال الأعمال الجدد والطموحين خلال ليلة واحدة.
  • من دون كلام صريح، وتحت غطاء دخول التجار، بدأ المستوى السياسي والمؤسسة الأمنية بمنح شرعية لفكرة استئناف تشغيل الغزيين، بالتدريج، في داخل إسرائيل. في السنة الماضية، بدأت إسرائيل بتوزيع تصريحات دخول وعمل على نحو 5000 من سكان القطاع، هم أيضاً اعتُبروا تجاراً. العديد من هؤلاء الفلسطينيين هم عمال وجدوا عملاً في مجالات البناء والصناعة والزراعة. حالياً، سينضم إليهم 2000 عامل إضافي. وهذا هو التسهيل الذي تحتاج إليه غزة كالهواء للتنفس.
  • وينضم هذا إلى تقديمات أُخرى حصلت عليها "حماس" مؤخراً من إسرائيل، من خلال وساطة الاستخبارات المصرية، مثل توسيع جديد لمنطقة الصيد المسموح فيها حتى 15 ميلاً بحرياً من الشاطىء؛ إدخال كميات كبيرة من الأسمنت للبناء، من دون استخدام آلية الرقابة المشددة المستخدمة في القطاع بعد عملية الجرف الصامد؛ الموافقة على دخول أدوات هندسية أوقفتها إسرائيل طوال سنوات؛ ووعد بالدفع قدماً وبسرعة نسبية بمشاريع كبيرة في مجال البنية التحتية.
  • تحصل "حماس" الآن على ما لم تنجح في انتزاعه من إسرائيل طوال عام ونصف العام من أعمال العنف على طول السياج الحدودي. وكما ذُكر في "هآرتس" في الصيف الماضي، كان هناك تردد مستمر في قيادة الحركة بشأن استمرار التظاهرات الشعبية في يوم الجمعة بالقرب من الحدود مع إسرائيل. في الحوادث التي وقعت، في الأساس في أثناء التظاهرات، قُتل أكثر من 300 شاب فلسطيني وجُرح الآلاف، عدد كبير منهم بُترت رجله جرّاء إصابته برصاص قناصة إسرائيليين.
  • كان هذا إخفاقاً فلسطينياً كبيراً ودموياً. لم يثمر الضغط خضوعاً إسرائيلياً وتسهيلات مهمة، ونشأ في القطاع شعور كبير بالإحباط حيال "حماس". هذا هو الوضع الذي دفع السنوار إلى وقف التظاهرات، لكن من دون أن يتخلى كلياً عن استخدام العنف. من المحتمل تحديداً أن الاستخدام الذكي والمحدود للعنف في الأسابيع الأخيرة - إطلاق بالونات مربوطة بعبوات ناسفة، بالإضافة إلى إطلاق متقطع للصواريخ والقذائف المدفعية (أغلبيتها من جانب فصائل "مارقة")، هو الذي أدى إلى تحقيق هذا الإنجاز لـ"حماس".
  • هذا لم يكن ليحدث لو لم تكن إسرائيل واقعة تحت وطأة حمى الانتخابات. لقد شعرت "حماس" بالضائقة السياسية التي تمر بها حكومة نتنياهو، وواصلت الضغط - وحصلت هذا الأسبوع على التسهيلات. طبعاً يجب أن نأخذ في الحسبان أن رئيس الحكومة يحضّر لـ"حماس" مفاجأة عسكرية، كما لمّح في الأسبوع الماضي، لكن بناء على ما جرى حتى الآن على الأرض، حصلت الحركة على تسهيلات من إسرائيل.
  • صباح أمس، وبعد مرور ساعات قليلة على دخول التسهيلات في حيز التنفيذ، حدث إطلاق نار على الحدود مع القطاع شرقي خانيونس. وذكر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن قناصة من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني أطلقوا النار في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، ووقوع إصابات جرّاء إطلاق نيران القناصة الإسرائيليين رداً على ذلك. وتحدثت تقارير من القطاع عن إصابة مواطن فلسطيني بنيران إسرائيلية، من دون ذكر إطلاق النار الذي سبق ذلك من الجانب الغزي.
  • في الأيام المقبلة، سيتضح ما إذا كانت "حماس" مستعدة لوقف العنف بصورة كاملة في مقابل التسهيلات، أم أن الحركة ستواصل الغمز للفصائل الصغيرة والموافقة الصامتة على نقل رسائل بواسطة بالونات مفخخة أو صواريخ.
  • كما هو معروف، لا تطلب إسرائيل من "حماس" فرض سلطتها بالقوة على الفصائل، والقيام باعتقالات وسط نشطائهم أو وقف النشاطات الإرهابية للشبكات التابعة لها في الضفة الغربية.
  • في سيناريو متفائل، يمكن أن تكون التسهيلات كافية لتأمين الهدوء حتى موعد انتخابات الكنيست في 2 آذار/مارس، وبعدها سيُطلب من الطرفين العمل على تسوية بعيدة الأمد أكثر. الجيش الإسرائيلي الذي أيّد تقديم التسهيلات طوال الأشهر الأخيرة، يواصل إظهار قدر من التفاؤل في نظرته بشأن القطاع. قريباً سنعرف ما إذا كان على حق.
مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 20/2/2020
القيادة السياسية - الأمنية الإسرائيلية تبث أكاذيب جوفاء بشأن إيران وحزب الله و"حماس" وقوة إسرائيل العسكرية كجزء من الدعاية الانتخابية
أليكس فيشمان - محلل عسكري

 

  • التموضع العسكري الإيراني في سورية آخذ بالانحسار؛ إسرائيل هي الدولة الثامنة في العالم من حيث قوتها العسكرية؛ حركة "حماس" تتطلع إلى تسوية مع إسرائيل ولم يتبق سوى مدّ طرف خيط اقتصادي للبدء بإزالة الملاجئ في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة - هذا غيض من فيض هراءات تصدر من أفواه القيادة السياسية - الأمنية في إسرائيل في الأسابيع الأخيرة كجزء من الدعاية الانتخابية، وتهدف إلى إنتاج شعور مزيف بالقوة وبأننا إمبراطورية. وهي تعيد إلى الأذهان أجواء المباهاة الجوفاء التي شهدناها عشية حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973] وعشية حرب لبنان الثانية [2006].
  • إلامَ يستند وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينت الذي ادّعى أول أمس (الثلاثاء) أن إسرائيل بدأت ترى علامات تشير إلى أن إيران تعيد النظر في جهودها الرامية إلى إقامة وجود عسكري دائم لها في سورية؟ وهل يمكن لصورة أوضاع استخباراتية بعد شهر واحد من اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني أن تدل على حدوث انعطاف استراتيجي كهذا لدى الإيرانيين؟ ويبدي المسؤولون في إسرائيل استهتاراً بخليفة سليماني، إسماعيل قاآني، بالضبط مثلما استهتروا قبل ذلك بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في أول سنوات بدء ولايته في هذا المنصب. ولا شك في أن "فيلق القدس" يمر هذه الأيام بمرحلة إعادة تنظيم. وفي هذا الإطار تم تعيين محمد حجازي نائباً لقاآني. وحجازي هو قائد طابور لبنان في "فيلق القدس" ويُعتبر الشخصية المركزية في مشروع حزب الله الذي يهدف إلى تحسين ترسانة الصواريخ التي يحوزها من أجل جعلها أكثر دقة. وهذا التعيين ينطوي على إشارة ذات دلالة إلى المستقبل. غير أن بينت يصر بكلامه الأجوف على أنه نجح في أن يغيّر الوضع في سورية، كما أنه أفلح في تهدئة قطاع غزة.
  • وليس مبالغة القول إن التسهيلات التي تم منحها إلى حركة "حماس" في غزة خلال اليومين الفائتين هي نتيجة فانتازيا أوجدتها إسرائيل لنفسها، ووفقاً لها، فإن هذه الحركة باتت محشورة في الزاوية ونشأت نافذة فرص تتيح إمكان فرض تهدئة عليها. ولا بدّ من الإقرار بأن يومين من الهدوء ومن دون إطلاق بالونات مفخخة من القطاع لا يعنيان أن الإرهاب تلاشى. وعلى مدار السنتين الفائتين يصر المسؤولون في إسرائيل على ترويج رواية فحواها أن التسوية مع القطاع هي قاب قوسين وأدنى، وأن "حماس" لا تتعاون وتواصل المحاولات الرامية إلى ابتزاز إسرائيل عن طريق إطلاق قذائف صاروخية وبالونات مفخخة ورفض التفاوض بشأن الأسرى والمفقودين المحتجزين لديها. وفي واقع الأمر، فإن "حماس" هي التي تمارس الضغط على إسرائيل وليس العكس. ولعل ما يبرهن على ذلك هو أنه في اليوم الذي دخلت التسهيلات الممنوحة إلى سكان القطاع إلى حيّز التنفيذ أمس (الأربعاء) قامت خلية قنص تابعة للجهاد الإسلامي الفلسطيني بإطلاق النار على قوة عسكرية إسرائيلية في منطقة خانيونس.
  • غير أن الكذبة الأكبر من سائر الأكاذيب هي التي صدرت عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وفحواها أن إسرائيل هي الدولة الثامنة في العالم من حيث قوتها العسكرية. وهذه الكذبة مستمدة من استطلاع سنوي للرأي العام يجريه معهد "غالوب" بالتعاون مع جامعة بنسلفانيا برعاية مجلة "يو إس نيوز أند وورلد ريبورت"، والذي يُسأل في إطاره نحو 20.000 شخص من عشرات الدول في العالم عن آرائهم بشأن نحو 60 دولة في العالم، وذلك من دون أن يكونوا قد قاموا بزيارات إلى هذه الدول أو بإجراء دراسات حولها. وعملياً يفحص هذا الاستطلاع ما هي الصورة التي تكونت لدى المشتركين فيه حيال تلك الدول بناء على انطباعاتهم.
  • تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل احتلت في هذا الاستطلاع المرتبة الثامنة من حيث قوتها العسكرية وتأثيرها الدولي، لكنها هبطت إلى المرتبة الـ29 من حيث جودة الحياة والقوة الاقتصادية والتأثير الثقافي. كما تجدر الإشارة إلى أن معاهد أبحاث رائدة في مجال الأمن في العالم تستند أبحاثها إلى مواد استخباراتية ومعطيات علنية، أشارت إلى حدوث تدهور تدريجي في قوة إسرائيل العسكرية خلال سنوات العقد الأخير، بما في ذلك في مجال القدرة النووية.
  • صحيح أن هذه المعطيات الكاذبة تخدم الدعاية الانتخابية، لكنها في الوقت عينه تشكل أرضاً خصبة لعدم المبالاة والاستهتار بالعدو وتراجع الجهوزية.
"هآرتس"، 19/2/2020
أيضاً 20 مقعداً للقائمة العربية المشتركة لن تغيّر الواقع العنصري
سلمان مصالحة - محلل سياسي
  • أيها السادة، التاريخ يعيد نفسه. الرجل نفسه الذي وقف في تشرين الثاني/نوفمبر 1995 على شرفة في ساحة صهيون وحرّض ضد رئيس الحكومة يتسحاق رابين، يقف في هذه الأيام على كل شرفات شبكات التواصل الاجتماعي ليكرر نفس المعزوفة. في تلك الفترة صرخ أنصار اليمين وعلى رأسهم الرجل نفسه، بأن رابين ليس لديه أغلبية يهودية لتحقيق سياسته. كل ذلك، لأن حكومة رابين استندت إلى أغلبية حاسمة شملت أعضاء الكنيست العرب من المعارضة.
  • لم يتغير شيء منذ ذلك الحين. في الحقيقة الوضع ازداد سوءاً. الرجل الذي وصل إلى الحكم بعد اغتيال رابين كرّس كل جهده للحصول على الأغلبية في الانتخابات، ويبدو أنه لا ينوي تغيير الحصان العنصري الفائز. ربما هو لن يلفظ كلمة "عرب"، لأنه ما زال هناك فئة معينة من العرب تصوت له في الانتخابات. لذلك فإنه سيستبدل شعار المعركة ضد العرب الذين يتدفقون إلى صناديق الاقتراع بالقافية المطلوبة: بيبي أو الطيبي.
  • في مجتمع عنصري يعتبر كل عربي "أحمد"، فإن عضو الكنيست الطيبي، اسمه أيضاً أحمد، ملائم للعنصرية مثل قفاز لليد. هذا الشخص السيء، الذي يضغط على عنق إسرائيل منذ سنوات عديدة، ولم يُبق لها مجالاً للتنفس، لا ينوي أن يغير جلده أو ثقافته العنصرية.
  • وماذا تفعل المعارضة؟ وماذا يفعل بنيامين الآخر [المقصود بني غانتس] الذي يترأس المعارضة ويدّعي أنه يريد تغيير السلطة السيئة؟ هو يقع مجدداً في البئر العنصري نفسه الذي حفره له بنيامين الأول، فيسارع إلى التنصل من أي علاقة وأي إمكان للتعاون مع "الأحمديين" "غير اللطيفين" في القائمة العربية المشتركة. لقد كان لرابين، بخلاف أولئك الذين يدّعون الحلول محل نتنياهو، الشجاعة الأخلاقية بأن يسمي الولد باسمه. فقط قبل أيام معدودة من اغتياله في ساحة تل أبيب، قال إن المطالبة "بأغلبية يهودية" هي مطالبة عنصرية.
  • في هذه الأيام، يهبط بُكم أخلاقي على المعارضة الطامحة إلى السلطة. لم يُسمع علناً أي كلام له قيمة مدنية وأخلاقية ضد حملة التحريض العنصري من مدرسة نتنياهو ومجموعة رفاقه.
  • في وضع كهذا، هل من الممكن إجراء حوار مدني إسرائيلي حقيقي؟ الجواب هو: كلا. إن بني غانتس ومجموعة الجنرالات والليبيدين [نسبة إلى يئير لبيد] من حوله، ليسوا من الزعماء كبار القامة من الناحية الأخلاقية. وهم يلزمون الصمت إزاء مشاهد الرعب العنصري.
  • لقد كان جدعون ليفي على خطأ لاعتقاده أن زيادة قوة القائمة العربية المشتركة ستُحدث تغييراً. " فقط إظهار قوة كبيرة ومؤثرة للعرب، سيقنع الإسرائيليين بأن لا مفر لهم من التعاون معهم" يكتب ليفي ("هآرتس"، 13/2)
  • "فقط إظهار قوة في الانتخابات يمكن أن يتغلب على الصهيونية"، يواصل ليفي تضليل قرائه اليهود والعرب. إظهار قوة في الانتخابات؟ لنفترض أن القائمة العربية المشتركة وصلت إلى 15 وربما 20 مقعداً. كيف ستغيّر هذه النتيجة الواقع الصهيوني العنصري؟ نتيجة كهذه ستزيد فقط من الدعوة إلى تأليف حكومة وحدة وطنية، من دون العرب. هل سيجلس تسفي هاوزر مع العرب؟ وهل سيتعاون يوعاز هندل مع العرب؟ وهل سيجلس موشيه يعالون مع العرب؟ هذه نكتة أُخرى بايخة من مدرسة الصهيونية.
  • ما دامت الأمور تجري على الساحة العشائرية، الإثنية، الدينية، لن يولد أمل عندنا. فقط حزب إسرائيلي - غير يهودي وغير عربي - يضع في مقدمة جدول أعماله أولوية الفصل بين الدين والدولة، ويكون في مقدمة المواضيع المساواة المدنية - هو فقط جدير بالحصول على صوت الناخب.

بأسف كبير وحزن بالغ، من الممكن إعلان أن مثل هذا الحزب لم يوجد بعد في إسرائيل. لذلك، ما كان في الماضي سيبقى في المستقبل المنظور، وحتى أسوأ بكثير.