مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو يوعز إلى الجهات المختصة بالمضي قدماً بخطة إقامة نحو 3500 وحدة سكنية في منطقةE1
شتاينيتس: إذا لم يكن هناك خيار آخر فقد تسيطر إسرائيل سيطرة كاملة على قطاع غزة لعدة أسابيع
الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بدأت باتخاذ الاستعدادات لمواجهة احتمال تفجر الأوضاع في المناطق المحتلة على نطاق واسع في حال ضم المستوطنات
نتنياهو أحد القادة الأوائل في العالم الذين نعوا مبارك
الشرطة الإسرائيلية تعلن اعتقال 58 فلسطينياً من الضفة الغربية بشبهة العضوية في شبكة دولية عملت على تحويل بنادق هوائية إلى بنادق حقيقية
مقالات وتحليلات
ستة أيام على الانتخابات للكنيست، نتنياهو يعود إلى موقع الصدارة
البناء في غفعات همتوس ليس دعاية انتخابية لنتنياهو بل هو نقطة لا تراجُع عنها
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 26/2/2020
نتنياهو يوعز إلى الجهات المختصة بالمضي قدماً بخطة إقامة نحو 3500 وحدة سكنية في منطقةE1

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه أوعز إلى الجهات المختصة بالمضي قدماً بخطة إقامة نحو 3500 وحدة سكنية في منطقةE1  الواقعة بين القدس الشرقية ومستوطنة معاليه أدوميم، والتي تم تجميدها منذ فترة طويلة بسبب اعتراضات من طرف عدة حكومات أوروبية داعمة لحل الدولتين، وكذلك اعتراض الولايات المتحدة، كونها تؤدي إلى شطر الضفة الغربية عن القدس الشرقية وتحول دون إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً في المستقبل.

وأشار نتنياهو في سياق كلمة ألقاها في "منتدى القدس" الذي عقدته صحيفة "بشيفع" اليمينية الدينية أمس (الثلاثاء)، إلى أنه أوعز بالمضي قدماً بهذه الخطة عبر مرحلة التخطيط المتقدمة، وبعد ذلك يتم منح الجمهور فرصة لتقديم اعتراضاته على الخطة للإدارة المدنية قبل المصادقة النهائية عليها.

وقال نتنياهو إن هذا الإعلان ينطوي على أهمية كبيرة.

واختتم نتنياهو كلمته قائلاً إنه سيكون قادراً على مواصلة توسيع الوجود الإسرائيلي وراء الخط الأخضر فقط إذا صوّت الحاضرون في المنتدى له في الانتخابات العامة التي ستجري يوم الاثنين المقبل.

وتكلمت في المنتدى وزيرة البناء والإسكان يفعات شاشا بيطون فقالت إنها أصدرت تعليمات إلى طواقم التخطيط في الوزارة بإعداد خطط لتوسيع المستوطنات اليهودية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. وأكدت أنه تمت بلورة خطط لإقامة 46.000 وحدة سكنية جديدة وأن هذا العدد سيزداد بثلاثة أضعاف بعد إقرار "صفقة القرن".

وشكر رئيس مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة دافيد إلحياني رئيس الحكومة على خطوته هذه، وأشار إلى أنها ستسمح بأعمال بناء استراتيجية وواسعة النطاق في أراضي الضفة الغربية.

في المقابل، قالت حركة "السلام الآن" إن نتنياهو يبيع المصالح القومية لدولة إسرائيل ويجر البلد نحو دولة ثنائية القومية من أجل الفوز بالمزيد من الأصوات بين المستوطنين في الانتخابات.

وشجبت السلطة الفلسطينية نية إسرائيل البناء في منطقة E1.

وقال الناطق بلسان رئيس السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن السياسة الإسرائيلية تعمل على دفع الأمور نحو الهاوية، وهي نتيجة للسياسة الأميركية المنحازة إلى إسرائيل.

وجاء إعلان نتنياهو هذا بعد يومين من إيعازه بربط 12 بؤرة استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية بشبكة الكهرباء.

كما أعلن نتنياهو الأسبوع الفائت رفع القيود عن البناء في حي [مستوطنة] "غفعات همتوس" في القدس الشرقية، مشيراً إلى أنه ستتم إقامة 3000 وحدة سكنية للمستوطنين اليهود هناك، بالإضافة إلى 2000 وحدة سكنية أُخرى في حي [مستوطنة] "هار حوما" [جبل أبو غنيم] القريب.

"معاريف"، 26/2/2020
شتاينيتس: إذا لم يكن هناك خيار آخر فقد تسيطر إسرائيل سيطرة كاملة على قطاع غزة لعدة أسابيع

قال وزير الطاقة والشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينيتس إنه إذا لم يكن هناك خيار آخر فقد تسيطر إسرائيل سيطرة كاملة على قطاع غزة لعدة أسابيع لإطاحة حكم "حماس" أولاً، وللقضاء على ورشات تصنيع القذائف الصاروخية هناك ثانياً، لكنه أكد في الوقت عينه أن خطة السيطرة على غزة لن تقلع جذور "الإرهاب" إلى الأبد، بل ستكون حلاً محدوداً لسنة أو سنتين.

وجاءت أقوال شتاينيتس هذه في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة "كان ب" [تابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية الجديدة] أمس (الثلاثاء)، وأشار فيها أيضاً إلى أن الحكومة الإسرائيلية أعدّت إجراء شاملاً ومختلفاً للغاية عن كل ما عرف حتى الآن حيال غزة.

وأضاف شتاينيتس عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية- الأمنية، أن غزة ستشكل تهديداً لإسرائيل إلى الأبد، وأشار إلى أن إسرائيل لن تنجح أبداً في القضاء على الإرهاب بصورة مطلقة في الماضي، ولن تنجح في ذلك أيضاً في المستقبل. 

وأكد شتاينيتس أنه ما من حل مطلق أو سحري لمشكلة الإرهاب، وأن الحكومة لا تمتلك حلاً، كما أن المعارضة ولا أي أحد آخر يمتلك حلاً لذلك، وأشار إلى أن معادلة الهدوء في مقابل التسهيلات الإنسانية هي حل موقت.

وانتقد شتاينيتس تحالف "أزرق أبيض" المعارض واتهم رئيسه بني غانتس بالتظاهر بأنه يؤيد الصرامة حيال قطاع غزة في الوقت الذي كان يعارض مثل هذه الصرامة حينما كان رئيساً لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي سنة 2014. 

وقال شتاينيتس إنه كان شخصياً يؤيد احتلال غزة سنة 2014 [في إبان عملية "الجرف الصامد" العسكرية] لكن غانتس أحبط ذلك بعد أن حذّر المجلس الوزاري المصغر من أن احتلال غزة سيكلف إسرائيل ثمناً باهظاً يصل إلى مقتل 500 جندي. 

"هآرتس"، 26/2/2020
الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بدأت باتخاذ الاستعدادات لمواجهة احتمال تفجر الأوضاع في المناطق المحتلة على نطاق واسع في حال ضم المستوطنات

بدأت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية باتخاذ الاستعدادات لمواجهة احتمال تفجر الأوضاع في المناطق [المحتلة] على نطاق واسع في حال ضم المستوطنات في الضفة الغربية إلى إسرائيل بموجب "صفقة القرن".

وعلمت صحيفة "هآرتس" أنه ستتم إقامة هيئة خاصة مؤلفة من مندوبي الجيش والشرطة وجهاز الأمن العام ["الشاباك"] ودوائر أمنية أُخرى إلى جانب مندوبين من الوزارات ذات العلاقة للتصدي لتفاقم الأوضاع.

وقالت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى إن بين السيناريوهات التي يتم تداولها قيام فلسطينيين باقتحام مستوطنات، ومحاولة مجموعات كبيرة من سكان قطاع غزة التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية، ومحاولة تسلل أعداد كبيرة من لبنان عبر منطقة الحدود الشمالية، وارتكاب اعتداءات "إرهابية" في أماكن مكتظة سواء داخل إسرائيل أو في الضفة الغربية.

ورجحت هذه المصادر الأمنية أن تتحول القدس إلى ساحة تصعيد مركزية بما في ذلك قيام آلاف الفلسطينيين بالتوجه الى الحرم القدسي الشريف والاعتصام فيه.

"يسرائيل هيوم"، 26/2/2020
نتنياهو أحد القادة الأوائل في العالم الذين نعوا مبارك

نعى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الثلاثاء الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي توفي أمس (الثلاثاء) عن عمر يناهز 91 عاماً في أحد مستشفيات القاهرة.

وكان نتنياهو أحد القادة الأوائل في العالم الذين نعوا مبارك.

وقال نتنياهو في بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة: "كان الرئيس مبارك صديقي الشخصي قائداً قاد شعبه إلى السلام والأمن وإلى السلام مع إسرائيل. لقد التقيت به عدة مرات وتأثرت بالتزامه السلام".

"يديعوت أحرونوت"، 26/2/2020
الشرطة الإسرائيلية تعلن اعتقال 58 فلسطينياً من الضفة الغربية بشبهة العضوية في شبكة دولية عملت على تحويل بنادق هوائية إلى بنادق حقيقية

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أمس (الثلاثاء) إن الشرطة قامت مؤخراً باعتقال 58 فلسطينياً من الضفة الغربية بشبهة العضوية في شبكة دولية عملت على تحويل بنادق هوائية من طراز "أيرسوفت" إلى بنادق حقيقية.

وأضاف البيان أن بعض هذه البنادق استُخدم لارتكاب عمليات إرهابية وجنائية في منطقة الضفة وداخل إسرائيل.

ووفقاً للبيان، أجرت إسرائيل خلال الشهرين الأخيرين تحقيقاً سرياً لتقصّي شبهات بشأن استيراد معدات قتالية وأجزاء لأسلحة غير قانونية من أرجاء العالم عبر مواقع الإنترنت إلى منطقة الضفة.

وبموجب هذه الشبهات، تم شراء سلاح من نوع "أيرسوفت" في إسرائيل بالإضافة إلى شراء قطع أسلحة حقيقية من خارج البلد عبر الإنترنت، وتبين أن المشتبه بهم اعتمدوا طريقة داخل مختبرات سلاح غير قانونية لتحويل أسلحة "أيرسوفت" الى أسلحة حقيقية من طراز "إم 16".

وذكر البيان أن الشرطة وسلطة الضرائب ضبطتا قبل نحو 6 أشهر حاوية بضائع وصلت من الولايات المتحدة الأميركية إلى ميناء أسدود وبداخلها ألعاب وأجهزة كهربائية، وخلال عمليات تفتيش في الحاوية تم ضبط مئات من القطع والمعدات القتالية لأسلحة من نوع "إم 16" مخبأة داخل الحاوية قام بشرائها مشتبه به من سكان قرية إذنا بالقرب من الخليل.

وأشار البيان إلى أن أغلبية المشتبه بهم من سكان الضفة الغربية الذين قاموا بواسطة سماسرة بشراء القطع اللازمة من أجل تركيب سلاح من طراز "إم 16" وتخزين القطع في منطقة الخليل. في المقابل، قاموا بشراء أسلحة من نوع "أيرسوفت" من محلات بيع أسلحة تعمل داخل مجمعات للرماية.

وأضاف البيان أنه في إطار الحملة تمت مصادرة المئات من أسلحة "أيرسوفت" ومبلغ نقدي بقيمة 300.000 شيكل وتم إغلاق محلين تجاريين لبيع سلاح "أيرسوفت" وإلقاء القبض على 58 مشتبهاً بهم.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 25/2/2020
ستة أيام على الانتخابات للكنيست، نتنياهو يعود إلى موقع الصدارة
يوسي فيرتر - محلل الشؤون الحزبية
  • جولات القتال التي لا أحد يعرف عددها عشية المعركة الانتخابية التي لا أحد يعرف كم سيكون عددها ستمر، وفي 2 آذار/مارس، لن يبقى منها أثر سوى في نفسية آلاف الأطفال المخدوشة من الطرفين. الليكوديون في عسقلان وفي سديروت الذين يتلقون ضربات صواريخ القسّام، سيصوتون لبيبي، لأنه ملكهم وحبيبهم، ولا يوجد أحد غيره؛ تماماً مثل اليساريين في كيبوتسات التي لا يحسب رئيس الحكومة لهم حساباً، الذين ينتخبون اليسار كما لو أن غزة هي جنيف، تصدّر الشوكولاتة والجبنة وليس الصواريخ. هذا ما حدث في المعارك الانتخابية السابقة، وهذا ما سيحدث أيضاً يوم الإثنين من الشهر المقبل.
  • بقي خمسة أيام عمل حتى يوم الاقتراع، وفي بركة ماء استطلاعات الرأي الراكدة حدث شيء ما. الليكود ازداد قوة، وانتقل إلى موقع الصدارة، وتقدّم على حزب أزرق أبيض الذي ضعف. الاتجاه تغيّر في النصف الثاني من الأسبوع الماضي، وتعزز في مطلع الأسبوع الحالي.
  • الأسباب على ما يبدو، هي التالية: الحملة المتكررة الناجحة لليكود، "ليس لغانتس حكومة من دون القائمة المشتركة"؛ فتح تحقيق ضد شركة البعد الخامس [شركة معلوماتية ناشئة كان غانتس عضواً في مجلس إدارتها وملاحَقة قضائياً] (على الرغم من أن غانتس ليس متهماً، وأمامه يقف متهم بالرشوة والاحتيال، ومحاكمته على قاب قوسين أو أدنى)؛ الشعور الذي ساد القاعدة الانتخابية اليسارية بأن أزرق أبيض قوي وفي الطليعة، ولأنه، أصلاً، لا يلوح حسم في الأفق، يمكن أن تعتمد على تصويت أيديولوجي. بذلك، وبحسب استطلاعات جديدة في الأحزاب، خسر أزرق أبيض نحو نصف مقعد لمصلحة الليكود، وأيضاً خسر مقعداً ونصف المقعد لمصلحة تحالف حزب العمل – غيشر - ميرتس. ناخبون آخرون عادوا إلى موقف المتردد، "لا نعرف".
  • يمكن التقدير، مع الحذر المطلوب ومن مسافة آمنة، أن الهلع من فيروس الكورونا ساهم هو أيضاً في صعود الليكود: يدير نتنياهو حملة شديدة الوضوح وذات أهمية قصوى. فهو يعقد اجتماعات ويقدم مثالاً للسيطرة على الوضع، كما فعل في كارثة الكرمل [اشتعال الحرائق في الكرمل في سنة 2010]. في أوقات الطوارىء، يحاول دائماً الظهور كشخص عملي. هو أيضاً وضع شعاراً يدل على القلق: "استعداد زائد أفضل من استعداد ناقص". تحت جناح هذا الشعار، تتبنى إسرائيل سياسة أكثر تشدداً بكثير من دول أُخرى إزاء ما ينتظرها.
  • حزب أزرق أبيض تبخر تمامـاً. نشوء أزمة صحية - حتى لو كانت محتملة - هي فرصة أغلى من الذهب لأي معارضة، لتهاجم وتلقي الضوء على الإخفاقات، وتقترح طرق معالجة متعددة. فقط قبل أسبوعين، أطلق غانتس ورفاقه حملة تتعلق بموضوع الجهاز الصحي: "الملف 5000 لنتنياهو" (عدد الذين ماتوا بالعدوى في المستشفيات المكتظة والمنهارة). وهذه المسألة ليست شخصية. حالياً، وعلى أبواب الكارثة الهائلة والضخمة [المقصود وصول فيروس الكورونا إلى إسرائيل] الذي إذا حدث، يمكن أن يكشف هذه المنظومة بكل عللها وعيوبها، يتنحون جانباً وينتظرون التعليمات.
  • حبل نجاة جزئي وهش، لكن يمكن أن يساعد، حصل عليه غانتس من نتنياهو أمس (الاثنين). فقد قام هذا الأخير بسلسلة مقابلات مع كل وسائل الإعلام الموالية له، ومع صحافيين مريحين. في المقابلة الأولى، عندما سُئل إذا كان ينوي إقرار القانون الفرنسي [الذي يمنح الرؤساء حصانة كاملة] في الحكومة المقبلة إذا ألّفها، لم يستبعد ذلك. في المقابلات التالية نفى، ونفى بحجة " لقد فكرت في ذلك، وأريد أن أدحض التهم المزعومة ضدي في المحكمة، أيضاً من دون القانون الفرنسي". هو قال الحقيقة فقط في المقابلة الأولى، حين كشف بصورة لا إرادية (نعم أيضاً بيبي العظيم يقع أحياناً) ما يفكر فيه فعلاً. هذه فرصة لحزب أزرق أبيض لإعادة النقاش بشأن القضية القانونية الجنائية التي يبدو أنها نُسيت.
  • لا تشير التأرجحات الأخيرة في الرأي العام إلى حسم على صعيد الكتل. ما دام حزب إسرائيل بيتنا ثابتاً على سبعة - ثمانية مقاعد، فإن كتلة اليمين- الحريديم لنتنياهو لا تزال بعيدة عن الوصول إلى 61  مقعداً. بالتأكيد أزرق أبيض ليس مهماً، لأنه يوجد في كتلته 13-14 ممثلاً من القائمة العربية المشتركة المقاطعة والتي تقاطع المشاركة في الائتلاف.

ما الذي يبقى إذا كان هذا هو الوضع؟ فوز الواحد على الآخر في عدد المقاعد. بالنسبة إلى حزب أزرق أبيض، هو مضطر إلى التقدم على الليكود بأي شكل كي يستطيع أن يعلن فوزه من جديد، كما جرى في انتخابات أيلول/سبتمبر. نتنياهو بحاجة إلى فوز بالنقاط كي يبقى على رأس حزبه والبلوك الذي أنشأه، أيضاً في الطريق إلى معركة انتخابات رابعة. لو فتح غانتس عليه فجوة تقدّر بثلاثة – أربعة مقاعد كما تنبأت عدة استطلاعات رأي خلال هذه الفترة، فإن من شأن ذلك أن يؤدي إلى زعزعة سيطرته على البلوك. في أزرق أبيض، لا يزالون يتوقعون انقلاباً حاداً في توجّه من هذا النوع. مثل الذي حدث سابقاً.

"هآرتس"، 25/2/2020
البناء في غفعات همتوس ليس دعاية انتخابية لنتنياهو بل هو نقطة لا تراجُع عنها
نير حسون - محلل سياسي

 

  • خلال الـ15 سنة الأخيرة، وضع المجتمع الدولي خطين أحمرين لإسرائيل في مسألة المستوطنات: غفعات همتوس ومنطقة E1. بالنسبة إلى العالم والفلسطينيين، بناء إسرائيلي في هذين الموقعين يشكل نقطة لا رجوع عنها - هو سيحول الدولة الفلسطينية إلى مسألة نظرية تماماً لا يمكن تحقيقها على الأرض. الخط بين الكيانين الإسرائيلي والفلسطيني الذي رُسم على عدد لا يُحصى من الخرائط منذ سنة 1967، أصبح مستحيلاً.
  • طوال العقد الأخير، وقف نتنياهو في وجه الضغوط التي مارسها اليمين، وواصل تجميد البناء في غفعات همتوس وفي منطقة E1. هل حدث ذلك بسبب تخوفه من الضغط الدولي، أو لأنه أيضاً فهم دلالات مثل هذا القرار على مستقبل إسرائيل - لا نعرف. لكن اليوم، قبل 6 أيام من الانتخابات الثالثة، وبينما العالم مشغول بفيروس الكورونا، قرر نتنياهو تخطّي هذين الخطين الأحمرين، وأخذنا كلنا معه. من الواضح أن المقصود هو دعاية انتخابية، وقرار آخر من مجموعة قرارات شعبوية تهدف إلى إرضاء مجموعات اقتراع متعددة، لكن هذا لا يعني أن في الإمكان إعادة العجلة إلى الوراء في الأسبوع المقبل. الأكثر معقولية أن دولة إسرائيل أقدمت اليوم على القيام بخطوة أُخرى نحو الدولة الثنائية القومية.
  • غفعات همتوس، هي هضبة صخرية عالية تطل على القدس من الجنوب. في التسعينيات استقدم أريئيل شارون إليها كرافانات للمهاجرين الروس. ولاحقاً، جرى الدفع قدماً بخطة للبناء فيها التي أقرت نهائياً في سنة 2014. لكن حينها وضعت إدارة أوباما، التي تلقّت إهانات عديدة من نتنياهو في كل ما يتعلق بالبناء في القدس الشرقية، فيتو على البناء في الهضبة. لقد فتح الأميركيون الخرائط وفهموا أن البناء في غفعات همتوس معناه فصل القدس الشرقية عن بيت لحم، وعزل حيَّين فلسطينيين - بيت صفافا وشرفات - عن باقي الأحياء الفلسطينية في المدينة. واضطر نتنياهو إلى الخضوع للضغط، وتوقفت الخطط قبل وقت قصير من نشر المناقصات.
  • E1 هي منطقة كبيرة تقع بين معاليه أدوميم والقدس. في رؤية اليمين، هذه المنطقة هي "مِفسيرت أدوميم": توسيع دراماتيكي لمستوطنة في الشمال. قبل عدة سنوات، قامت الحكومة بتأهيل الأرض، شقت طرقات، وأنشأت ساحات، وغرزت أعمدة كهرباء، وحتى أقامت مركزاً لشرطة يهودا والسامرة في رأس الهضبة، بتمويل من جمعية مستوطنين حصلت في المقابل على مبنى قديم للشرطة في القدس الشرقية.
  • وهكذا نشأت إحدى الحالات الشاذة للاحتلال الإسرائيلي: مستوطنة خالية من الناس، فيها شوارع وساحات وحتى مركز كبير للشرطة، لكن ليس فيها بيت أو ساكن واحد. طوال سنوات، جرى تجميد البناء في المكان. واعتبرالمجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، البناء في المنطقة E1 حدثاً يغير تغييراً مطلقاً الوضع الجيوسياسي في الضفة الغربية. ليس فقط لأن هذه المنطقة هي مجال التوسع الوحيد الذي بقي للقدس الفلسطينية، بل لأن البناء يقطع الضفة الغربية إلى قسمين، ولا يسمح بقيام تواصل جغرافي فلسطيني في الضفة الغربية.
  • صحيح، من حيث المبدأ يمكن التغلب على هذه العقبة في اتفاق سلام - إقامة جسر أو نفق، وفتح مزيد من معابر الحدود أو تحويل القدس كلها إلى "مدينة مفتوحة" - لكن إلى جانب ذلك، هناك كتلة حرجة من مشكلات يمكن أن تثقل على أي اتفاق سلام مستقبلي. في كل اتفاق هناك نقطة ضعف، وهذه هي النقطة التي سيتحول فيها انتشار المستوطنات إلى تقسيم [للضفة الغربية] غير عملي من دون تخطيط سياسي وهندسي واقتصادي.
  • مبدأ التقسيم إلى دولتين تحت حكم نتنياهو تلقى ضربات عديدة، بدءاً من التغيير الزاحف للستاتيكو في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]، مروراً بمقاربة "لا يوجد شريك" وإهانة السلطة الفلسطينية، ووصولاً إلى فوران المواقع غير الشرعية والمستوطنات في الضفة. إن إطلاق البناء في غفعات همتوس وفي الـE1 أيضاً، لو جرى اليوم انطلاقاً من اعتبارات انتخابية قصيرة الأجل سينقلنا إلى واقع سيكون من المستحيل فيه تخيّل الدولة الفلسطينية العتيدة. اليوم تُركت الخطوط الحمراء خلفنا، في الطريق إلى دولة واحدة يعيش فيها شعبان، إذا كان فيها مساواة، فإنها لن تكون صهيونية. وإذا كانت صهيونية، فإنها ستكون دولة أبرتهايد. هذا هوالواقع فعلياً. ففي النهاية هذا هو إرث نتنياهو الحقيقي.