مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
29 قائمة تخوض انتخابات الكنيست الـ23 اليوم وتوقّع أن تتمكن 8 قوائم فقط من اجتياز نسبة الحسم
فرض طوق أمني شامل على مناطق الضفة وإغلاق معابر غزة بسبب الانتخابات الإسرائيلية العامة
فشل محاولات الليكود لحث حزب "عوتسما يهوديت" على الانسحاب من الانتخابات
دانون: ساندرز أحمق جاهل وشخص غير مرغوب فيه في إسرائيل و"أيباك"
كبير مستشاري نتنياهو في شريط تسجيل مُسرّب: الكراهية هي التي توحد معسكر اليمين
مقالات وتحليلات
فوز نتنياهو معناه نهاية إسرائيل كدولة ديمقراطية، وفوز غانتس معناه عودة التعقل والاعتدال
زيادة التمثيل في الكنيست هو أداة المواطنين العرب الذين لا تعترف الدولة بهم كشركاء شرعيين
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 2/3/2020
29 قائمة تخوض انتخابات الكنيست الـ23 اليوم وتوقّع أن تتمكن 8 قوائم فقط من اجتياز نسبة الحسم

افتتحت في الساعة السابعة من صباح اليوم (الاثنين) مراكز الاقتراع أمام الناخبين في إسرائيل للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الكنيست الـ23. وهذه الجولة هي الثالثة من الانتخابات العامة التي تجري خلال أقل من سنة جرّاء عدم تمكّن أي من الحزبين الكبيرين الليكود وتحالف "أزرق أبيض" من تأليف حكومة. وتستمر عملية التصويت حتى العاشرة ليلاً، في حين أن صناديق الاقتراع في التجمعات السكانية الصغيرة ستُفتح في الثامنة صباحاً وتُغلق في الثامنة مساء.

وتخوض الانتخابات 29 قائمة وهو نفس عدد القوائم التي تنافست في جولة الانتخابات السابقة التي جرت في أيلول/سبتمبر الفائت، ومن المتوقع أن تتمكن 8 قوائم فقط من اجتياز نسبة الحسم التي تبلغ 3.25%. ويبلغ عدد أصحاب حق التصويت 6.453.255 سيدلون بأصواتهم في 10.631 مركز اقتراع موزعة في شتى أنحاء إسرائيل.

وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية أنها قامت بنشر 16 صندوق اقتراع في مناطق متعددة للناخبين الذين يخضعون للحجر الصحي خشية تفشي فيروس كورونا.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها أكملت استعداداتها وأنها ستقوم بنشر أكثر من 18.000 شرطي في محيط مراكز الاقتراع للحفاظ على النظام العام وضمان نزاهة سير عملية التصويت. كما سيتم نشر وحدات كبيرة من الشرطة في المواقع العامة كالمتنزهات والمجمعات التجارية التي من المتوقع أن تشهد حركة نشطة بسبب العطلة الرسمية في يوم الانتخابات.

وقالت مصادر مسؤولة في قيادة الشرطة إن هيئة شرطية مختصة ستعمل في مكافحة شائعات وأخبار كاذبة قد تقوم جهات معنية بترويجها بهدف التلاعب بنتائج الانتخابات. وأفادت هذه المصادر بأنه يُخشى أساساً من أن يتم نشر معلومات غير صحيحة تتعلق بتفشي فيروس كورونا في مناطق معينة بهدف ردع الناخبين عن الوصول إلى مراكز الاقتراع.

"يسرائيل هيوم"، 2/3/2020
فرض طوق أمني شامل على مناطق الضفة وإغلاق معابر غزة بسبب الانتخابات الإسرائيلية العامة

أعلن الجيش الإسرائيلي فرض طوق أمني شامل على مناطق الضفة الغربية منذ منتصف الليلة الماضية بسبب الانتخابات العامة التي ستجري اليوم (الاثنين).

كما أعلن الجيش إغلاق معابر قطاع غزة حتى منتصف الليلة المقبلة.

وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش أنه لن يُسمح للفلسطينيين سكان المناطق [المحتلة] بالدخول إلى إسرائيل إلّا في الحالات الإنسانية والطبية والاستثنائية، وبشرط الحصول على مصادقة وحدة تنسيق شؤون الحكومة في هذه المناطق.

"يديعوت أحرونوت"، 2/3/2020
فشل محاولات الليكود لحث حزب "عوتسما يهوديت" على الانسحاب من الانتخابات

قال رئيس حزب "عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا، إيتمار بن غفير، مساء أمس (الأحد) إن حزبه مصمم على خوض الانتخابات للكنيست الـ23 التي ستجري اليوم (الاثنين)، وأشار إلى أن هذا القرار يأتي بعد فشل محاولات من الليكود لحث الحزب على الانسحاب.

وذكر بن غفير أنه كان على اتصال مع ممثلين من حزب الليكود حتى صباح أمس وأنه تم الاتفاق على شروط أساسية بين الجانبين من أجل انسحاب "عوتسما يهوديت" من الانتخابات، لكن ممثلي الليكود بلغوه بعد ظهر أمس أن رئيس الحكومة وزعيم الليكود بنيامين نتنياهو تراجع عن الاتفاق.

وأشار بن غفير إلى أنه وضع مجموعة من الشروط للانسحاب من السباق الانتخابي ومنها إلغاء اتفاقات أوسلو وإعلان أنه لن تقام دولة فلسطينية في المستقبل، والتوقف عن تحويل الأموال إلى حركة "حماس"، وإلغاء مشاركة قضاة في لجنة تعيين القضاة. كما طالب بن غفير بإخلاء خان الأحمر ووقف سيطرة الوقف الإٍسلامي على جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] وإلغاء ساحة الصلاة المختلطة في حائط المبكى [البراق].

وتعقيباً على أقوال بن غفير هذه، قال مسؤولون في الليكود إن سبب تراجع نتنياهو يعود إلى وجود صعوبات قانونية في الاتفاق.

"يسرائيل هيوم"، 2/3/2020
دانون: ساندرز أحمق جاهل وشخص غير مرغوب فيه في إسرائيل و"أيباك"

هاجم سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون المرشح الأبرز في الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي الأميركي بيرني ساندرز على خلفية قيامه خلال مناظرة الحزب الأسبوع الفائت بوصف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه عنصري رجعي والإعلان أنه في حال انتخابه رئيساً للولايات المتحدة سوف يفكر في إعادة السفارة الأميركية من القدس إلى تل أبيب، ووصف دانون ساندرز بأنه أحمق جاهل.

وقال دانون في مؤتمر استضافته لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية الأميركية [أيباك] الليلة قبل الماضية، إن كل من يصف رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو بأنه عنصري هو كاذب أو أحمق جاهل أو كلاهما.

وأكد دانون أن ساندرز شخص غير مرغوب فيه في "أيباك" وفي إسرائيل.

وكان ساندرز وجّه في تلك المناظرة انتقادات حادة إلى إسرائيل. وأضاف: "أنا فخور جداً بكوني يهودياً. ولقد عشت فعلاً في إسرائيل عدة أشهر. لكن أعتقد أنه في الوقت الحالي ومن خلال بنيامين نتنياهو لدينا عنصري رجعي يدير هذه الدولة الآن".

وقبل ذلك أعلن ساندرز أنه لن يشارك في مؤتمر "أيباك"، وأكد أنه قلق حيال المنصة التي توفرها "أيباك" لقادة يعبّرون عن التعصب ويعارضون الحقوق الأساسية للفلسطينيين.

ولدى مشاركة ساندرز في مؤتمر منظمة "جي ستريت" اليهودية الأميركية اليسارية في تشرين الأول/أكتوبر الفائت، قال إنه يجب التفكير في قطع المساعدات الأميركية إلى إسرائيل ومنح الأموال بدلاً من ذلك لإغاثة إنسانية في غزة ومن أجل الضغط على إسرائيل للحد من مشروع الاستيطان في المناطق [المحتلة] والدخول في محادثات سلام مع الفلسطينيين وتحسين الأزمة الإنسانية في القطاع.

"يديعوت أحرونوت"، 1/3/2020
كبير مستشاري نتنياهو في شريط تسجيل مُسرّب: الكراهية هي التي توحد معسكر اليمين

قال كبير مستشاري رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، نتان إيشل، إن الكراهية هي التي توحد معسكر اليمين بقيادة حزب الليكود وأكد أن الحملة الانتخابية السلبية تؤثر بشكل جيد في الناخبين غير الأشكناز.

وكُشف النقاب عن أقوال إيشل هذه في شريط تسجيل مُسرّب بثته قناة التلفزة الإسرائيلية 12 [القناة الثانية سابقاً] الليلة قبل الماضية، ووردت في سياق قيامه بمناقشة استراتيجية الحملة الانتخابية لنتنياهو مع شخص لم يُكشف عن اسمه كان يحاول تجنيده للعمل كمستشار سياسي لرئيس الحكومة.

وقال إيشل في التسجيل إن قرار المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت توجيه لوائح اتهام ضد نتنياهو في ثلاث قضايا فساد ساعد في الواقع رئيس الحكومة في حملته الانتخابية. وأضاف أن جمهور حزب الليكود الذي وصفه بأنه من غير الأشكنازيين يكره كل شيء، ولذا نجح الحزب في إثارة هذه الكراهية التي توحّد معسكر اليمين.

وأشار إيشل في التسجيل إلى أن وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف ممتازة في إثارة مناصري الليكود. ووصفها بأنها بهيمة، لكنه في الوقت عينه أكد أنها تعمل بفعالية كما لو أنها تقف في الملعب خلال مباراة كرة قدم وتلوح بيديها من أجل إثارة الجمهور.

وتعقيباً على هذا الشريط، قال تحالف "أزرق أبيض" في بيان صادر عنه إن أقوال إيشل تظهر ما الذي يفكر فيه مساعد نتنياهو حقاً بشأن ناخبي الليكود.

وأضاف البيان أن روح نتنياهو هي التي تسمم إسرائيل، وأنه حان الوقت لإطاحته.

في المقابل، قال نتنياهو إنه أجرى اتصالاً مع إيشل ليوضح له أن أقواله غير لائقة وغير مقبولة.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 2/3/2020
فوز نتنياهو معناه نهاية إسرائيل كدولة ديمقراطية، وفوز غانتس معناه عودة التعقل والاعتدال
حيمي شاليف - محلل سياسي

 

  • كل معركة انتخابية هي مصيرية، لكن هناك معارك مصيرية أكثر من غيرها. كل حسم بين اليمين واليسار يغير اتجاهاً ويحدد توجهاً حتى المعركة القادمة، لكن هناك حسماً لا عودة عنه. في كل معركة انتخابية يقف الجمهور أمام مفترق طرق، تنطلق منه طريقان، هدفهما النهائي متشابه، على الأقل ظاهرياً، لكن انتخابات مثل تلك التي ستجري اليوم في إسرائيل، معناها مفترق طرق نتابع منه طريقنا فقط في اتجاهين متعاكسين أهدافهما متضادة تماماً.
  • المقصود هو معركة بدأت كاستفتاء شخصي على مستقبل بنيامين نتنياهو، وبمبادرة منه في الأساس، تحولت إلى معركة حسم لمستقبل دولة إسرائيل. جهود نتنياهو اليائسة للتهرب من القانون دفعته إلى إعلان حرب شاملة - على سلطة القانون، وعلى الديمقراطية، وعلى سلم القيم الذي استندت إليه. بدلاً من مواجهة الاتهامات ضده، حوّل نتنياهو ضائقته الشخصية إلى حرب ثقافية شاملة.
  • تعبير "الحرب الثقافية" تحول مع مرور السنوات إلى وصف عام لكل صراع سياسي بين أقطاب أيديولوجية ذات قيم أخلاقية واجتماعية متعارضة، وهو ظهر في الحروب الشاملة التي دارت في ألمانيا في القرن التاسع عشر، أيام المستشار الحديدي أوتو فون بسمارك. من جهة، كان هناك تحالف كاثوليكي – محافظ - قومي - أرستقراطي معارض لليبرالية والديمقراطية، حاول المحافظة على قوته المطلقة. ومن جهة ثانية، وقف ديمقراطيون، ليبراليون وأيضاً براغماتيون طالبوا بسلطة القانون وحقوق المواطن وفصل الدين عن الدولة. المقصود صدام بين اثنين، طرف واحد فقط يخرج منه منتصراً، ويبقى الطرف الثاني فاقد الوعي.
  • الحرب الثقافية هي إكسير الحياة بالنسبة إلى زعماء من نوع نتنياهو وصديقه الحميم دونالد ترامب. الاثنان يدمجان كل خصومهما ومنتقديهما في كتلة واحدة كبيرة وخطيرة، يسارية، متآمرة، ومنافقة، تريد الاستيلاء على السلطة، وفرض إرادتها وسرقة الإنجازات المذهلة التي حققها الزعيم المبجّل.
  • لم نكن بحاجة فعلاً إلى سماع التسجيل المسرب لنتان أيشل كبير مستشاري نتنياهو الذي قال فيه: الكراهية هي التي توحد معسكر اليمين [راجع قسم الأخبار] كي نعرف أن مفتاح الانتصار في الحرب الثقافية هو تأجيج الكراهية. المقصود هو السلاح الأقذر في ترسانة نتنياهو منذ الأيام التي همس في أذن الحاخام كدوري [خلال الحملة الانتخابية في سنة 1997] أن اليساريين نسوا كيف يكونون يهوداً. إن مصدر النبع الخصب لنتنياهو لتسميم الأجواء والشيطنة هو دائماً العرب في الداخل أو في الخارج؛ ومنه وُلدت المعادلة التي تساوي بين العرب والمعادين للسامية، وكراهية الذات لدى اليساريين والأشكيناز الذين هم نخبة وأكاديميون وقضاة ومسؤولون كبار في المنظومة الأمنية، وكل من يجرؤ على رفع رأسه في مواجهة الريس.
  • لكن منذ الانقلاب الذي بدأ بنتنياهو في انتخابات 2015، والذي تسارع وأخذ في الاستكمال كلما ازداد نتنياهو تورطاً مع سلطات القانون، أصبحت الاستراتيجيا هي الأساس. وتحولت الدعاية إلى هوية نتنياهو، والكذب الكبير إلى واقعه، والإهانات والافتراءات إلى خبزه اليومي. لهذا السبب، المعركة الانتخابية التي وُصفت بأنها أكثر المعارك كآبة وإرهاقاً في تاريخ الدولة نجحت، على الرغم من ذلك، في تحطيم كل ذروات القرف والقذارة. هذا المساء، سيتوضح لنا إذا اكتملت الجريمة.
  • فوز واضح لنتنياهو معناه نجاح الانقلاب: الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ستبدأ في التحول إلى نظام استبدادي من بين أنظمة كثيرة أُخرى. في نظر قسم كبير من معارضيه، فوز كهذا معناه غرز سكين في ظهر الأمة. بالتأكيد فوز كبير لغانتس لن يخفف من مصائب إسرائيل، وربما سيفاقم الانقسام في المدى القصير، لكن معناه عودة إلى التعقل والاعتدال خلال وقت قصير، ومن المعقول أيضاً افتراض حدوث ارتباط من جديد مع اليمين في فترة ما بعد نتنياهو - على الرغم من مؤيدي غانتس من اليسار. على أي حال، أساس الحياة المشتركة التي دمرها نتنياهو سيعود إلى ما كان عليه.
  • نتائج تعادل للمرة الثالثة على التوالي سيحرم نتنياهو من إمكان تحقيق رغباته كاملة، لكن بالإضافة إلى ذلك، أضراره أيضاً خطيرة: استمرار الشلل، زيادة اليأس وتسارع فقدان الثقة في السياسة وفي الديمقراطية.
  • في معركة مصيرية إلى هذا الحد، لا سماح ولا تساهل مع الذين يتهربون من التصويت، مقنعين أنفسهم بعدم وجود من يستحق التصويت له، والجميع فاسدون، وبالتالي لن يتغير شيء. هم مخطئون: ليس الكل متشابهاً، وليس الكل فاسداً، وكل شيء يمكن أن يتغير - في الأساس نحو الأسوأ. من لا يقوم بواجبه الأول والأساسي كمواطن في نظام ديمقراطي، ويقرر عدم المشاركة في الاقتراع اليوم، فإنه يتخلى فعلياً عن ذاته، وعن عائلته، وعن مجتمعه، وعن دولته لأخطاء رئيس الحكومة والرؤيا المضللة والهلوسات التي يسير وراءها، مع الأسف الشديد، كثيرون من أبناء شعبنا.
"هآرتس"، 2/3/2020
زيادة التمثيل في الكنيست هو أداة المواطنين العرب الذين لا تعترف الدولة بهم كشركاء شرعيين
جاكي خوري - مراسل سياسي

 

  • صباح غد ستشرق الشمس من جديد، والكرة الأرضية ستبقى كروية، والمواطنون العرب في إسرائيل سيبقون عرباً - وغير متساوين [في الحقوق] على الإطلاق. مع ذلك، من المحتمل أن تبشر نتائج انتخابات الكنيست الـ23 بواقع سياسي جديد. نعم، أيضاً بالنسبة إلى العرب من مواطني إسرائيل.
  • إذا كانت القائمة المشتركة حصلت في أيلول/سبتمبر الماضي على 13 مقعداً (وبذلك أعادت إنجاز 2015)، واعتُبر ذلك إنجازاً حقيقياً، فإن الهدف في الانتخابات اليوم هو أكثر طموحاً بكثير. لا يُعتبر الوصول إلى 15 مقعداً وحتى 16، أمراً وهمياً بل حلماً من الممكن بالتأكيد أن يتحقق إذا وصلت المشاركة في التصويت في المجتمع العربي إلى نسبة 65%، وهذا هدف بدا قبل أيام من الانتخابات واقعياً بالنسبة إلى كثيرين.
  • إذا حدث ذلك فعلاً، فسيكون له تأثير غير قليل في هوية الشخص الذي سيحصل من رئيس الدولة على التفويض لمحاولة تأليف الحكومة المقبلة- هذا سيقلل من فرص نتنياهو ويزيد من فرص غانتس. لكن بالنسبة إلى أعضاء القائمة المشتركة، الإنجاز لن يُترجم فقط بالتأثير في هوية رئيس الحكومة المقبل، بل يتعدى ذلك. حصول حزب غير صهيوني على 15 مقعداً ليس أمراً يقتصر على ذلك، وأيضاً لا يقتصر على دلالات التركيب الجندري للكتلة: 4 نساء، كل واحدة من حزب مختلف، بما في ذلك الحركة الإسلامية. وسيكون من الصعب على أعضاء الكتل الأُخرى تجاهُل ذلك، حتى لو رغبوا جداً في ذلك.
  • هذا الإنجاز ممكن، يكررون القول في القائمة المشتركة التي تسودها في الأيام الأخيرة أجواء تفاؤلية. يقول ناشط قديم في حداش: "هناك أشخاص يتصلون بنا ويسألوننا عن مكان صناديق الاقتراع، ويهتمون بكيفية تنظيم انتقال الأشخاص المتقدمين في السن. هذه الأمور كانت تبدو خيالية في انتخابات نيسان/أبريل ".
  • التفاؤل في القائمة المشتركة ليس صدفة. بعكس الانقسام الذي برز في انتخابات نيسان/أبريل في العام الماضي، والمشاحنات في الاتصالات لتشكيل القائمة من جديد، قبيل انتخابات أيلول/سبتمبر - في الانتخابات للمرة الثالثة، سار تشكيل القائمة بسلاسة. أيضاً اللحظة كانت لمصلحتها: النضال العام ضد تصاعُد العنف في المجتمع العربي، وتجلياته وحّدت الجميع. في المقابل، التحريض من سياسيين في اليمين ضد العرب ونزع الشرعية عنهم زادا الحافز إلى التعبئة وإظهار قوة وإثبات أن العرب موجودون هنا، ولن يذهبوا إلى أي مكان آخر. وعندما سُئل الناشطون، قالوا إن محاولات الليكود في الأسبوعين الأخيرين إظهار علامات تعاطف مع الجمهور العربي - ربما لتنويمه - حققت هدفاً معاكساً، لأنها أيقظته.
  • ومع ذلك، يقول ناشط من حداش إنه يجب التحذير من أن يتحول التفاؤل إلى لامبالاة. لذا، فإن الكلمة المفتاح اليوم ستكون تنظيماً وعملاً على الأرض. وهناك دائماً تهديد خفي: أي أرنب سيُخرج اليمين من قبعته قبل بدء الاقتراع أو خلاله، في محاولته تقليص نسبة التصويت.
  • نسب تصويت منخفضة تبدو حالياً التهديد رقم واحد. عدم تحقيق هدف الحصول على 15 مقعداً أو أخطر من ذلك، تقليص التمثيل إلى أقل من 13 مقعداً، يمكن أن يشكل ضربة قاسية بالنسبة إلى الأحزاب العربية في القائمة من جهة، وبالنسبة إلى ثقة الجمهور العربي بالساحة السياسية من جهة أُخرى.
  • لكن أيضاً تحقيق هدف رفع نسبة التصويت وزيادة القوة في الكنيست لن يحققا كل الأحلام. كثيرون في المجتمع العربي يتذكرون أنه حتى مع 15 مقعداً (أو أكثر) سيظلون مواطني أقلية في دولة يهودية لا تتعامل معهم منذ أكثر من 70 عاماً كمواطنين متساوين. وسواء كان رئيس الحكومة نتنياهو أو غانتس، القائمة المشتركة لن تشكل جزءاً من الائتلاف - ستكون كتلة حاسمة في أقصى حد - ولن يكون لها تأثير في مسائل استراتيجية.
  • وعلى الرغم من ذلك، يعود المجتمع العربي الى التفاؤل. ليس فقط فيما يتعلق بالإنجازات في صناديق الاقتراع، بل أيضاً فيما يتعلق بالمستقبل المستبعَدين منه. من أجل ذلك، يتعين عليهم أن يكبروا، وأن يسمعوا صوتاً كبيراً، وأن يأملوا في النهاية بأن تقبلهم الدولة كمواطنين متساوين، أو على الأقل كأصحاب تأثير.