مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
السنوار يهدد بقطع النفس عن 6 ملايين إسرائيلي في حال احتياج قطاع غزة إلى أجهزة تنفس
أنباء عن إحراز تقدم في المفاوضات بين حزبي الليكود و"أزرق أبيض" لتأليف حكومة جديدة
نتنياهو وعدد من كبار المسؤولين في إدارة أزمة الكورونا دخلوا إلى حجر صحي بعد تأكد إصابة وزير الصحة بالفيروس
مدير إحدى منظمات الصحة يكشف أن 75.000 شخص من مدينة بني براك الحريدية مصابون بفيروس كورونا
مقالات وتحليلات
الأسبوع الحالي حمل مؤشرات إلى عودة التحديات الأمنية المعروفة وإن بصورة زاحفة
طهران تنتظر ترامب: وباء الكورونا في إيران يفتح نافذة فرصة للتقارب
القدس الشرقية مدينة موبوءة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 3/4/2020
السنوار يهدد بقطع النفس عن 6 ملايين إسرائيلي في حال احتياج قطاع غزة إلى أجهزة تنفس

قال رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار إن الحركة مستعدة لتقديم تنازلات جزئية فيما يتعلق بقضية جثتي الجنديين المفقودين والإسرائيليين المحتجزين لديها في مقابل إطلاق إسرائيل السجناء والمرضى والسجناء المسنين، لكنه في الوقت عينه، هدد بقطع النفس عن 6 ملايين إسرائيلي في حال احتاج القطاع إلى أجهزة تنفس.

وأضاف السنوار في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام مساء أمس (الخميس)، أنه في حال قيام وضع لا يقدر فيه مصابون بفيروس كورونا في قطاع غزة على التنفس، ستقطع "حماس" النفس عن 6 ملايين إسرائيلي، وستأخذ ما تريده بالقوة. 

وجاءت تصريحات السنوار هذه رداً على تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينت في وقت سابق أمس وقال فيها إن أي نقاش بشأن المجال الإنساني في غزة يجب أن يأخذ في الاعتبار أن إسرائيل أيضاً لديها حاجات إنسانية تتمثل أساساً في استعادة جثتي الجنديين المفقودين والإسرائيليين المحتجزين لدى "حماس". وأضاف بينت: "أعتقد أننا بحاجة إلى الدخول في حوار موسع بشأن الحاجات الإنسانية لنا ولغزة. لا يصح فصل هذه الأمور عن بعضها. وبالتأكيد ستكون قلوبنا مفتوحة للكثير من الأمور".

من ناحية أُخرى، قال السنوار إنه ليس هناك أي مبرر لفرض حظر التجول في قطاع غزة، وأشار إلى أن سلطة "حماس" نجحت في محاصرة احتمال تفشي فيروس كورونا في القطاع.

كما أشار إلى أنه تم تجهيز 54 غرفة في مشفى للعزل في معبر رفح، وأنه منذ يوم 9 آذار/مارس تم فرض حجر صحي على جميع العائدين عبر المعبر.

"معاريف"، 3/4/2020
أنباء عن إحراز تقدم في المفاوضات بين حزبي الليكود و"أزرق أبيض" لتأليف حكومة جديدة

أفادت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 أمس (الخميس) أنه تم إحراز تقدم في المفاوضات بين حزبي الليكود و"أزرق أبيض" لتأليف حكومة جديدة، وقالت إن الجانبين يأملان بتأليفها قبل عيد الفصح اليهودي الذي يصادف يوم الأربعاء المقبل. 

وأضافت قناة التلفزة أن المفاوضات بين الجانبين تجددت الليلة قبل الماضية وأشارت إلى أن الليكود طالب في مستهلها بأن يتم توفير مقر رسمي للقائم بأعمال رئيس الحكومة، وأن يتم توثيق هذا في مسودة الاتفاق.

ووفقاً للقناة، فإن الخلافات بين الجانبين تركزت في 3 قضايا أساسية، هي هوية كل من رئيس الكنيست ووزير العدل المقبلين وقضية فرض السيادة الإسرائيلية على أراض في الضفة الغربية. وأشارت القناة إلى أنه على ما يبدو، سيتم إيجاد حل للقضيتين الأولى والثانية، في حين لم يتم التوصل إلى أي حل لقضية فرض السيادة على أراض في المناطق [المحتلة].

"يديعوت أحرونوت"، 3/4/2020
نتنياهو وعدد من كبار المسؤولين في إدارة أزمة الكورونا دخلوا إلى حجر صحي بعد تأكد إصابة وزير الصحة بالفيروس

قال بيان صادر عن وزارة الصحة الإسرائيلية أمس (الخميس) إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وعدداً من كبار المسؤولين في إدارة أزمة الكورونا دخلوا إلى حجر صحي، بعد التأكد من إصابة وزير الصحة يعقوب ليتسمان [يهدوت هتوراه] بالفيروس.

وأضاف البيان أن نتنياهو سيعمل من مقر إقامته في القدس حتى يوم الأربعاء المقبل، وفقاً لتعليمات وزارة الصحة ونصيحة طبيبه الشخصي.

كما دخل إلى الحجر الصحي ابتداء من أمس كل من رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، ومستشار الأمن القومي مئير بن شبات، والمدير العام لوزارة الصحة، ورئيسة خدمات الصحة العامة في وزارة الصحة.

وأشار البيان إلى أن الموساد يؤدي دوراً حاسماً في الحصول على المعدات الطبية لإسرائيل، في حين أن مستشار الأمن القومي يقوم بتنسيق جهود الحكومة لمنع تفشي الفيروس. وأضاف أن ليتسمان والمدير العام لوزارة الصحة سيواصلان إدارة جهود مكافحة الفيروس من عزلتهما.

وأوضح البيان أن ليتسمان حضر جلسة للكنيست الأسبوع الفائت، وبناء على ذلك، سيقوم موظفو الكنيست بمراجعة كاميرات الأمن لمعرفة الأشخاص الذين كانوا على تواصل مباشر مع الوزير. ومن المتوقع أن يضطر عدد من أعضاء الكنيست، وربما بعض الوزراء أيضاً، إلى الدخول إلى حجر صحي.

ووفقاً للبيان، تبين أمس أن ليتسمان (71 عاماً) وزوجته مصابان بالفيروس الذي يُعد خطراً بصورة خاصة على من هم فوق سن الـ 65 عاماً. وقام ليتسمان بدور بارز في التعامل مع أزمة الوباء إلى جانب نتنياهو وشارك في جلسات رئيسية معه.

وكثيرا ما تم انتقاد ليتسمان من حزب يهدوت هتوراه الحريدي بسبب تعامله مع تفشي الفيروس في إسرائيل. وقالت جهات معينة إنه وضع مصالح اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] فوق مصلحة الجمهور العام في تعامله مع مكافحة الوباء. وادّعت هذه الجهات أن ليتسمان ضغط من أجل تأخير القيود الصارمة على التجمعات العامة التي كان من شأنها أن تؤثر في الاحتفال بعيد البوريم [المساخر] الشهر الفائت، وحارب بشدة إغلاق دور العبادة اليهودية.

كذلك وجهت مجموعة من كبار المسؤولين الطبيين في المستشفيات الكبرى رسالة إلى نتنياهو طالبت فيها بتعيين شخص مختص وزيراً للصحة، بدلاً من ليتسمان.

وجاء في رسالة هؤلاء المسؤولين أن فيروس كورونا كشف نظام الرعاية الصحية ووجده في نقطة متدنية من وجهة نظر تنظيمية وتشغيلية كان الجميع على علم بها.

وطرحت الرسالة المشاكل القائمة في نظام الصحة، بما في ذلك الفجوات الكبيرة بين جودة خدمات الصحة في وسط إسرائيل وفي الشمال والجنوب. وجاء فيها أنه في هذا الوقت من المناسب أن يتم تعيين شخص مختص لتولي منصب وزير الصحة، وأكدت أن الصحة يجب أن تأتي قبل أي شيء آخر، وبالتأكيد قبل السياسة.

"معاريف"، 3/4/2020
مدير إحدى منظمات الصحة يكشف أن 75.000 شخص من مدينة بني براك الحريدية مصابون بفيروس كورونا

قال مدير منظمة "مكابي" للصحة الدكتور ران ساعر إن نحو 38% من سكان مدينة بني براك التي تقيم بها أغلبية من اليهود الحريديم أصيبوا بفيروس كورونا، وهو رقم أعلى بكثير من العدد الحالي للحالات المؤكدة في المدينة، ودعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تفشي أكبر للفيروس خلال عطلة عيد الفصح اليهودي.

وأضاف ساعر خلال مشاركته في الاجتماع الذي عقدته لجنة مكافحة فيروس كورونا في الكنيست أمس (الخميس)، أنه وفقاً لتوقعات منظمته، فإن بني براك التي يبلغ عدد سكانها 200.000 نسمة تأوي عشرات الآلاف من الحالات المخفية التي لم يتم تأكيدها من خلال الاختبارات. وأشار إلى أن "مكابي" تعالج نصف سكان بني براك، وبموجب مؤشرات متعددة، فإن نحو 38% من سكان بني براك مصابون. وهذا الادعاء يرفع عدد المصابين بالفيروس في بني براك إلى نحو 75.000.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة قررت هذا الأسبوع تشديد الإجراءات الرامية إلى منع التجمعات العامة وتطبيق التباعد الاجتماعي في بني براك وغيرها من المدن والبلدات والمستوطنات التي يقيم بها اليهود الحريديم، حيث ينتهك الكثيرون منهم القواعد ضد التجمع أو يغادرون المنازل لأسباب غير ضرورية.

كما أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فرض قيود صارمة على الدخول إلى بني براك والخروج منها، ضمن التوجيهات الجديدة لوقف انتشار الفيروس.

وأظهر تحليل لوزارة الصحة لحالات الإصابة بالفيروس، بحسب المدن أمس، أن عدد المصابين في بني براك قفز بـ 173 حالة خلال الساعات الـ24 الفائتة، بزيادة 25% في حين بلغ معدل الزيادة العام خارج المدينة 11%.

وأعلنت وزارة الصحة أمس أن عدد المصابين بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الفائتة ازداد بـ 620 شخصاً.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 3/4/2020
الأسبوع الحالي حمل مؤشرات إلى عودة التحديات الأمنية المعروفة وإن بصورة زاحفة
طال ليف - رام - محلل عسكري
  • يمكن القول إنه منذ انفجار أزمة فيروس كورونا في العالم، فإن الهدوء الأمني الذي يسود الجبهات المتعددة يكاد أن يكون غير مسبوق تقريباً. وتم اختراقه هذا الأسبوع بواسطة الهجوم في الأراضي السورية الذي نُسب إلى إسرائيل.
  • وحاولت إسرائيل في الآونة الأخيرة أن تنأى بنفسها عن كل ما يتعلق بمثل هذه الهجمات، ويمكن الافتراض أنه تم إسقاط مواقع من بنك الأهداف في سورية كانت تُعدّ في السابق بمثابة غايات للهجوم. وكانت الفكرة الواقفة وراء ذلك هي العمل فقط في مقابل ما هو مُلح ومهم. ويبدو أن هدف الهجوم الأخير المنسوب إلى إسرائيل كان كذلك، وكان لا بد من المخاطرة في سبيل استهدافه.
  • كما يبدو أنه ليست السياسة الإسرائيلية فقط كانت منضبطة جرّاء أزمة فيروس كورونا في العالم، إنما أيضاً الجانب الآخر كان أقل فاعلية خلال الشهر الأخير. وذكرت مصادر مسؤولة في قيادة الجيش أن نشاطات التموضع العسكري الإيراني في سورية وتعاظم قوة حزب الله هدأت مؤخراً. ويظهر أن دول المنطقة والمنظمات "الإرهابية" مشغولة بالكورونا، وأن العدو الجديد المشترك للجميع أزاح جانباً الأعداء القدامى.
  • غير أن الواقع الأمني في منطقتنا يبقى هشاً. وحمل الأسبوع الحالي مؤشرات إلى عودة التحديات الأمنية المعروفة وإن بصورة زاحفة. والبرهان على ذلك هو قيام حزب الله بإطلاق طائرة شراعية مسيّرة سقطت في الأراضي الإسرائيلية، وإطلاق صاروخ من قطاع غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، بعد شهر من الهدوء شبه المطلق في الجبهة الجنوبية.
  • ويؤكد مسؤولون كبار في قيادة الجيش الإسرائيلي أنهم بدأوا بتشخيص تهديدات عينية ودائمة في جبهات متعددة. والافتراض السائد هو أن الأحداث الأمنية في هذه الجبهات ستعود إلى نطاقها المعروف بمرور الوقت، ولدى قرب الانتهاء من مواجهة فيروس كورونا.

 

"هآرتس"، 3/4/2020
طهران تنتظر ترامب: وباء الكورونا في إيران يفتح نافذة فرصة للتقارب
تسفي برئيل - محلل سياسي
  • "ليس لديهم أسرّة في المستشفيات ولا يجرؤون على الذهاب إلى العمل، لكن هذا لا يمنعهم من مواصلة نشر الأكاذيب عن إيران" - بهذه الكلمات هاجم الرئيس الإيراني حسن روحاني اقتراح المساعدة الذي طرحته الولايات المتحدة على بلاده إزاء تفشي وباء الكورونا. قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي رفض الاقتراح ساخراً، وأضاف "إذا كانوا بحاجة إلى مساعدة، نحن مستعدون لمساعدتهم، لكننا لسنا بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة". إيران لا تريد مساعدة، لكنها نعم تطالب برفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها، وهي ليست الوحيدة التي تطالب بذلك.
  • أعضاء كونغرس بارزون، مثل السيناتور الديمقراطي جارد هوفمان، والسيناتور برني ساندرز، المتنافس على الترشيح للرئاسة في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين، وعشرات من المشرّعين، قدموا هذا الأسبوع طلباً إلى الرئيس ترامب شجعوه فيه على استغلال الفرصة وإظهار التعاطف، والتخفيف من سياسة العقوبات، وحتى إرسال مساعدة مباشرة بالعتاد والمال إلى المواطنين الإيرانيين.
  • صحيفة "النيويورك تايمز" نشرت افتتاحية دعت الرئيس والإدارة الأميركية إلى انتهاج سياسة خارجية حكيمة تشمل تخفيف العقوبات وإظهار تعاطف إزاء إيران - التي تأذت كثيراً من الكورونا - لأن مثل هذه السياسة" قادرة على تحقيق أهداف ترامب". وذكرت الصحيفة أنه "يجب التعامل مع الأزمة كفرصة"، واقترحت إرسال مساعدة إلى إيران، أو على الأقل عدم معارضة الطلب الذي قدمته إيران إلى صندوق النقد الدولي للحصول على قرض قيمته 5 مليارات دولار.
  • بحسب الصحيفة، إن بادرة حسن نية كهذه يمكن أن تؤدي إلى إطلاق سراح معتقلين أميركيين في السجون الإيرانية، وربما أيضاً إلى إيجاد أرضية لمفاوضات في مسألة الاتفاق النووي. لكن حتى لو لم تتحقق هذه التوقعات المتفائلة، فإن هيئة تحرير الصحيفة تعتقد أنها، على الأقل، ستقدم الولايات المتحدة كدولة إنسانية تستطيع أن تتعالى في وقت الأزمة فوق الاعتبارات السياسية.
  • من الصعب معرفة مَن سيؤثر في الرئيس ترامب. هل سيكونون أعضاء الكونغرس، وبينهم أعضاء حزبه الذين يدفعونه إلى التصرف بعكس طبيعته، وإظهار الوجه الإنساني الذي ربما يختبىء في داخله؛ أو ربما ستكون المقالات التي تنشرها وسائل الإعلام التي تهاجمه، لأنه اعتبر في الشهر الماضي أن من الصواب فرض عقوبات إضافية على إيران؛ أو ربما ستكون التقديرات التي استمع إليها من مستشاريه الذين يعتقد جزء منهم بأنه إن كان لا يزال يؤمن بضرورة الحوار مع النظام الإيراني فإنه من الأفضل أن يقترح إغراءً ما، وأن بادرة حسن نية أميركية في هذا الوقت لن تُعتبر تراجعاً ولا ضعفاً، بل من شأنها أن تفيد الولايات المتحدة.
  • يبدو أن مواقف عدد من مستشاري الرئيس تتطابق مع موقف الرئيس الإيراني. هذا الأسبوع أوضح روحاني أن "علينا التعاون مع العالم في الحرب ضد الكورونا... لأنه إذا أُصيبت عشر دول بالوباء، ولكن الحرب هذه تجري فقط في تسع منها، وواحدة بقيت في الخارج، لا فائدة في ذلك، لأن الفيروس لا يعترف بالحدود." تشير وثائق عُرضت على الرئيس ترامب إلى أن تفشي المرض في إيران يمكن أن يمس القوات الأميركية المنتشرة في العراق، وفي الدول الحليفة للولايات المتحدة، مثل دولة اتحاد الإمارات، وقطر، والكويت، بحيث أن الجهد لكبح المرض في إيران ليس قضية إنسانية فقط، بل هو أيضاً قضية تتعلق بالأمن القومي للولايات المتحدة.
  • روحاني مدّ طرف خيط لواشنطن، على أمل بأن يكون هناك مَن يمسك به، عندما قال: "حان وقت اعتذار الأميركيين عن أفعالهم السيئة ضد الأمة الإيرانية.... لقد عملوا دائماً ضد الشعب الإيراني، لكن عداءهم اليوم واضح أكثر." هذه الصيغة التي لم يُشر فيها روحاني إلى الشرط الدائم، بأن أي حوار مع الولايات المتحدة يجب أن يبدأ برفع العقوبات، فُسّرت في إيران بأنها مرونة في الخط المتشدد واستعداد للتساهل في شرط إيران للمفاوضات - نتيجة الضربة القاسية التي لحقت بها جرّاء وباء الكورونا. وبحسب الأرقام الرسمية التي من الصعب معرفة موثوقيتها، تخطى عدد الوفيات بفيروس الكورونا الـ3000 شخص، وعشرات آلاف المرضى يملأون المستشفيات التي تعاني نقصاً في الأسرّة، وفي القوة البشرية الطبية.
  • هذه الدعوات والضغوط لم تثمر تحولاً جوهرياً في سياسة واشنطن. لكن شرخاً ضيقاً انفتح. وزير الخارجية مايك بومبيو، الرجل الذي يحمل لواء " الضغط الأقصى" على إيران - كما تعوّد ترامب على تسمية سياسته - ويعتبر الزعامة الإيرانية عصابة داعمة للإرهاب، قال هذا الأسبوع إنه مستعد للتفكير في تخفيف العقوبات، لأسباب إنسانية. لم يعطِ بومبيو تفصيلات بشأن ماهية التخفيفات، ومتى ستحدث. وسارع إلى الإضافة أن العقوبات لا تنطبق على مواد غذائية أساسية، وعلى الدواء، أي لا يوجد سبب حقيقي لتخفيف العقوبات. لكن مجرد قوله هذا هو تجديد فعلي في خطاب الإدارة الأميركية، حتى لو لم يترافق ذلك مع فعل حقيقي.
  • في هذه الأثناء، سجلت دول الاتحاد الأوروبي وإيران أول نجاح في استخدام آليات تمويل تلتف على العقوبات، أُنشئت في كانون الثاني/يناير 2019، ولم ينطلق العمل بها حتى الآن. صفقة أولى من الأدوية من ألمانيا نجحت في كسر حاجز الخوف، ووصلت الشحنة الأولى إلى إيران. ليس من الواضح ما إذا كان هذا النجاح يؤشر إلى التبادل التجاري الكبير الذي تأمل به دول أوروبا، لكنه يثير فعلاً قلق واشنطن.
  • الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أنشأت صندوقاً خاصاً من أجل تشغيل الآلية. ويشمل الأسلوب المتبع تأمين تمويل الصفقة للمنتج أو المصدر الأوروبي، وحسم تكلفتها من التصدير الإيراني إلى أوروبا - وبعدها تتحاسب إيران مع المستورد الإيراني بواسطة آلية موازية أقامتها. بهذه الطريقة يجري الالتفاف على الحاجة إلى استخدام الدولارات أو المرور في مصارف خاضعة للعقوبات. التقدير أنه في الفترة المقبلة على الأقل، ستُستخدم هذه الآلية في الأساس لتزويد إيران بالمواد الإنسانية. بذلك تستطيع الدول الأوروبية التخفيف من الانتقادات والتهديدات التي تأتي من جانب الولايات المتحدة.

 

"يسرائيل هَيوم"2/4/2020
القدس الشرقية مدينة موبوءة
نداف سرغاي - مراسل سياسي

 

  • "القدس الشرقية هي مثل بني براك [مدينة يقطنها اليهود المتشددون، وتشهد أكبر نسبة لتفشي فيروس الكورنا] بالنسبة إلى القطاع العربي"، يقول مصدر أمني مطلع، ويتابع "ثقب أسود في ظل غياب للمعلومات ورصد لوباء الكورونا ومعالجته". مصادر طبية في المدينة أعربت عن خشيتها من أن فيروس الكورونا سينتشر، خلال أيام إلى أسابيع، في شرقي المدينة التي يبلغ عدد سكانها 350 ألف نسمة، والتي سُجل فيها حتى الآن 21 مريضاً بالكورونا فقط.
  • هذا العدد المنخفض لا يعكس انخفاضاً في حجم الإصابة أو حصانة قوية ضد الفيروس لدى السكان العرب في القدس الشرقية، بل مقداراً منخفضاً جداً في الإبلاغ عن الكورونا، وارتداع شديد للسكان العرب في القدس الشرقية عن إجراء فحوصات للكشف عن الفيروس، ومستوى عمل متدنّ من ناحية وزارة الصحة وجِهات طبية إسرائيلية في شرقي المدينة. على سبيل المثال، هناك قيود أمنية مفروضة على دخول سيارات الإسعاف التابعة لنجمة داود إلى جزء من أحياء القدس الشرقية، وخصوصاً تلك الواقعة غربي جدار الفصل، والتي يقطنها ثلث السكان، أي نحو 140 ألف نسمة.
  • في هذه الأحياء، الوضع خطير بصورة خاصة: في مخيم اللاجئين شعفاط، وفي كفر عقب، وهما في الأيام العادية نوع من المناطق المهملة، ويعانيان جرّاء غياب السلطة الإسرائيلية والإهمال في مجال البنى التحتية والخدمات، يجد السكان أنفسهم 'مهملين من جهتين' أيضاً في أزمة الكورونا. رسمياً، الحيّان اللذان جرى ترسيمهما في خطة صفقة القرن كأحياء ستنتقل إلى السلطة الفلسطينية، لا يزالان موجودين ضمن حدود السيادة الإسرائيلية. لكن في هذه المناطق لم تُفرض أي تدابير تتعلق بالكورونا: لا توجد فحوصات للكشف عن المرض لدى السكان؛ ولا تقارير عن سكان مرضى، ولا يوجد فرض للإغلاق كما هو معمول به في الأحياء اليهودية. أيضاً في الحالات القليلة التي يعبّر فيها السكان عن استعدادهم للدخول في حجر منزلي تخوفاً من الكورونا، ليس هناك إمكانات حقيقية للقيام بذلك بسبب الكثافة السكانية العالية، في الأساس، في مخيم شعفاط للّاجئين.
  • يذّكر هذا الوضع كثيراً بالواقع الموجود في جزء من أحياء الحريديم في القدس وفي بني براك: عدد كبير من الناس يعيشون في منازل صغيرة قليلة الغرف. إلى ذلك، يجب أن نضيف الاستعداد الضئيل منذ البداية لدى السكان لإجراء فحوصات، خوفاً من أن تأتي النتيجة إيجابية، ويجري إبعادهم عن عائلاتهم.
  • السلطة الفلسطينية التي كانت في الأيام العادية بالتأكيد ستستغل الفراغ السلطوي الإسرائيلي لمحاولة إظهار مشاهد سيادة وسلطة على هذه الأحياء، لم تسارع إلى القيام بذلك هذه المرة. علاوة على ذلك، وُزعت بيانات من حركة "فتح" على وسائل التواصل الاجتماعي أوضحت للسكان بأن الأيام ليست عادية، ولا مفر أيضاً من القيام بتصرف يتعارض مع المصلحة الوطنية. على هذه الخلفية، يمكن أن نفهم السلوك الاستثنائي للسلطة الفلسطينية وحركة "فتح". فقد طلبتا من إسرائيل زيادة رصد ومعالجة فيروس الكورونا في الأحياء الموجودة غربي الجدار، والواقعة تحت السيادة الإسرائيلية، وحتى وضع حواجز لمنع انتقال السكان هناك إلى تخوم السلطة الفلسطينية. وطلبت السلطة من إسرائيل منع سكان الأحياء العربية في القدس من عبور الجدار والذهاب للعمل في المستوطنات، خوفاً من إصابتهم هناك بالفيروس.
  • إسرائيل من جهتها، تفرض قيوداً، وتدرس المنع الكامل لانتقال السكان من الأحياء الواقعة غربي الجدار إلى القدس الشرقية التي تقع داخله، وإلى الأحياء اليهودية في العاصمة. هناك أيضاً تخوف من تفشٍّ كثيف. وهكذا يجد 140 ألفاً من سكان القدس الكبرى أنفسهم من دون عنوان في موضوع الكورونا، بينما هم محاصرون من الغرب والشرق في داخل جيْب لا يريد أحد التعامل معه. هذا الواقع ولّد ظاهرتين: الأولى، تنظيم محلي للجان من عناصر "فتح" تحاول إبقاء السكان في منازلهم، والحد من وجود الجمهور في الأماكن العامة وتقليصه، بما في ذلك إغلاق المحلات.
  • الظاهرة الثانية تذكّر بما حدث قبل 15 عاماً، عندما بنت إسرائيل جدار الفصل. حينها غادر عشرات الآلاف من سكان القدس الشرقية الأحياء الواقعة خارج الجدار، وانتقلوا إلى القدس الواقعة داخل الجدار، تخوفاً من أن يخسروا حقوقهم، بصفتهم يحملون بطاقات إقامة في إسرائيل.
  • اليوم، يغادر آلاف السكان الأحياء الواقعة غربي الجدار مع أولادهم إلى الأحياء في القدس الشرقية داخل الجدار، للسكن لدى أهاليهم المتقدمين في السن. بذلك هم يعرّضون للخطر أهاليهم الذين يشكلون المجموعة الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، كما هو معروف.
  • مركز اهتمام آخر في القدس الشرقية تشكله الأماكن المقدسة لدى الديانات الثلاث. فبينما سُمح بالصلاة فقط لمجموعة قليلة من المصلين في الحائط الغربي وكنيسة القيامة، اضطرت إسرائيل فيما يتعلق بحرم المسجد الأقصى إلى استخدام وسائل متعددة، بينها وسائل دبلوماسية، كي تفرض على الوقف الإسلامي وجمهور المسلمين إغلاق المساجد في الحرم.
  • هذه المرة أيضاً، كان السلوك الأولي للوقف هو التحدي. عندما بدأت الشرطة بإغلاق بوابات الحرم، أعاد عناصر الوقف فتحها من جديد. وعندما أغلقت بوابات الأقصى، تدفق المسلمون إلى المسجد الجديد الذي هيّأوه داخل بوابة الرحمة. عندها لجأت إسرائيل إلى شريكها الصامت في إدارة الحرم، الأردن.
  • في نهاية سلسلة محادثات مع المملكة، ومع وزارة الأماكن المقدسة الأردنية، برز توجه العمل. اشترط الأردنيون استعدادهم للعمل بأن تمنع إسرائيل، في المقابل، زيارات اليهود إلى الحرم. وأوضح الأردنيون أنه بذلك، سيكون من الأسهل عليهم إقناع الجمهور في القدس الشرقية بالاستجابة إلى تعليمات الوقف. وقد وافق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على الاتفاق. وجرى إغلاق الحرم أمام المسلمين واليهود، على حد سواء. وباستثناء مجموعة ضئيلة جداً من عمال الوقف الذين يقيمون الصلاة يومياً، ليس هناك مَن يدخل إلى الحرم أو يخرج منه.