مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الحكومة الإسرائيلية تصادق على فرض إجراءات إغلاق ومنع تجوال خلال عيد الفصح العبري لوقف تفشي فيروس كورونا
لجنة الكنيست الخاصة لمواجهة فيروس كورونا: إدارة الحكومة للأزمة انطوت على إخفاق تفكيري وتنظيمي كبير
استطلاع "معاريف": 64 مقعداً لمعسكر أحزاب اليمين والحريديم في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الآن
حفيد رابين تمنى لنتنياهو أن يصاب بفيروس كورونا
مقالات وتحليلات
هل يقرّب فيروس كورونا صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل و"حماس"؟
لماذا فقط في المناطق المحتلة؟ حان الوقت للحكم العسكري في إسرائيل أيضاً
لا تدعوا الكورونا تنسينا المشروع النووي الإيراني
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 8/4/2020
الحكومة الإسرائيلية تصادق على فرض إجراءات إغلاق ومنع تجوال خلال عيد الفصح العبري لوقف تفشي فيروس كورونا

وافقت الحكومة الإسرائيلية أمس (الثلاثاء) على فرض إجراءات إغلاق ومنع تجوال خلال عيد الفصح العبري لوقف تفشي فيروس كورونا، وبموجبها سيبقى سكان إسرائيل داخل مدنهم وبلداتهم، ويُسمح للشرطة باحتجاز المخالفين.

وبعد اجتماع استمر عدة ساعات، وافق الوزراء على تعليمات الطوارئ التي ستحظر حركة المرور بين المدن، ابتداء من الساعة 7 من مساء أمس حتى الساعة 6 من صباح بعد غد (الجمعة). وابتداء من الساعة 3 بعد ظهر اليوم (الأربعاء) حتى الساعة السابعة من صباح غد (الخميس)، سيتم فرض منع تجوال يحظر على السكان الخروج إلى مسافة تزيد عن 100 متر من منازلهم، ويتم إغلاق جميع الأعمال التجارية في البلد. ومن صباح الخميس حتى الجمعة، سيُسمح للسكان مرة أُخرى بالتحرك داخل مدنهم وبلداتهم لتلبية الحاجات الأساسية، لكن لا يمكنهم ترك حدودها.

ووفقاً للتعليمات، ستتوقف وسائل النقل العام في جميع أنحاء البلد، بدءاً من مساء أمس وتُستأنف صباح الأحد. كما تقرر وقف جميع الرحلات الدولية خلال هذه الفترة ما لم تحصل شركات الطيران على إذن خاص من وزارتي المواصلات والداخلية. ولا يشمل منع التجوال المدن والبلدات العربية، حيث لا يتم الاحتفال بعيد الفصح العبري.

وقالت مصادر مسؤولة في ديوان رئاسة الحكومة إنه تم اتخاذ هذه الإجراءات لمنع الإسرائيليين من محاولة قضاء وجبة عيد الفصح الاحتفالية ليلة الأربعاء مع أقاربهم أو غيرهم، خشية أن يؤدي ذلك إلى موجة جديدة من العدوى، وأن يدفع إسرائيل إلى الوراء مع ظهور علامات أولية للتعافي.

وحتى مساء أمس، توفي 65 شخصاً بسبب الفيروس الذي أصاب نحو 9300 شخص.

وأشارت مصادر طبية رفيعة المستوى إلى أن التباطؤ في ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس في الأيام القليلة الماضية يُعتبر أمراً مشجعاً، ولفتت إلى أن الحالات الجديدة كانت تتضاعف كل ستة أيام، والآن كل 11 يوماً فقط. كما أشارت إلى أن الارتفاع البطيء نسبياً في عدد المرضى الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي يُعد إشارة مشجعة.

وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أكد أول أمس (الاثنين) أن إسرائيل يمكن أن تبدأ في التحرك نحو تخفيف بعض القيود بعد عيد الفصح العبري، إذا ما استمرت الأرقام في الانخفاض.

من ناحية أُخرى، أُعلن أمس أنه ابتداء من يوم الأحد المقبل سيطلب أمر صادر عن وزارة الصحة، ووافق عليه الوزراء، من جميع الإسرائيليين ارتداء أقنعة عند مغادرة منازلهم.

"معاريف"، 8/4/2020
لجنة الكنيست الخاصة لمواجهة فيروس كورونا: إدارة الحكومة للأزمة انطوت على إخفاق تفكيري وتنظيمي كبير

عرضت لجنة الكنيست الخاصة لمواجهة فيروس كورونا في إسرائيل أمس (الثلاثاء) استنتاجاتها الأولية وتوصياتها بشأن معالجة الحكومة للأزمة.

ووجهت اللجنة انتقادات شديدة إلى إدارة الحكومة للأزمة، وأكدت أنه كان هناك إخفاق تفكيري وتنظيمي كبير خلال اتخاذ القرارات، وسياسة إجراء فحوصات سيئة، وإغلاق غير صحيح، وأوصت بانتهاج سياسة أُخرى للفحوصات وتشكيل هيئة خاصة لإدارة الأزمات الوطنية. 

واعتبرت اللجنة أن اتخاذ قرارات مهمة في إطار محدود اقتصر في البداية على رئيس الحكومة والمدير العام لوزارة الصحة وشمل لاحقاً المدير العام لوزارة المال، يدل على إخفاق كبير في التفكير والتنظيم. 

وأعربت اللجنة عن مخاوفها من إمكان انتشار الوباء مجدداً في فصل الشتاء، وطالبت بالاستعداد جيداً لمثل هذا الاحتمال.

ووجهت اللجنة انتقاداً شديداً إلى المدير العام لوزارة الصحة وقالت إنه لم يتمكن من أن يعرض أمامها صورة صحيحة لانتشار المرض وعدد المرضى الذين يمكن أن يحتاجوا إلى أجهزة تنفس، وذكرت أن المعلومات المتوفرة لديها عن عدد أجهزة التنفس المتوفرة متناقضة، وأن عددها غير كاف لحالات الطوارئ الشديدة. 

وشددت اللجنة على أنه يجب إقامة هيئة خاصة لإدارة الأزمات الوطنية في أسرع وقت، تترأسها شخصية ذات تجربة في إدارة الأنظمة الجماهيرية، كما أوصت بتوسيع دائرة الفحوصات وإتاحتها للأشخاص الذين ليس لديهم عوارض، والسماح بإجراء فحوصات بصورة دورية كل عدة أيام.

وطالبت اللجنة بتغيير سياسة القيود على الحركة بعد انتهاء عيد الفصح العبري وتقليل القيود على الاقتصاد الإسرائيلي بصورة تدريجية بأسرع وقت خشية انهيار الاقتصاد.

"معاريف"، 8/4/2020
استطلاع "معاريف": 64 مقعداً لمعسكر أحزاب اليمين والحريديم في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الآن

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفتا "جيروزاليم بوست" و"معاريف" بواسطة "معهد سميث" المتخصص في شؤون الاستطلاعات هذا الأسبوع، أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الآن سيحصل معسكر أحزاب اليمين على 49 مقعداً، ومعسكر أحزاب الوسط - اليسار على 34 مقعداً، ويحصل حزبا اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] على 15 مقعداً، ويحصل حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان على 6 مقاعد، وتحصل القائمة المشتركة على 16 مقعداً.

ووفقاً للاستطلاع، تحصل قائمة حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو على 42 مقعداً، وقائمة حزب "أزرق أبيض" برئاسة بني غانتس على 18 مقعداً، وقائمة "يوجد مستقبل- تلم" برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد على 9 مقاعد، وقائمة تحالف "يمينا" برئاسة وزير الدفاع نفتالي بينت، المكونة من حزب "اليمين الجديد" برئاسة بينت، وحزب "البيت اليهودي" برئاسة وزير التربية والتعليم رافي بيرتس، وحزب "الاتحاد القومي" برئاسة وزير المواصلات بتسلئيل سموتريش، على 7 مقاعد.

وتحصل قائمة حزب شاس الحريدي على 8 مقاعد، وقائمة الحزب الحريدي يهدوت هتوراه على 7 مقاعد، وقائمة حزب ميرتس على 7 مقاعد.

ولن تتمكن قوائم أحزاب العمل و"غيشر" و"عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).

وشمل الاستطلاع عينة مؤلفة من 600 شخص يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل، مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4.4%.

 

"معاريف"، 8/4/2020
حفيد رابين تمنى لنتنياهو أن يصاب بفيروس كورونا

أثار حفيد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق يتسحاق رابين، يونتان بن أرتسي، أمس (الثلاثاء)، ضجة بعد أن تمنى لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن يصاب بفيروس كورونا.

وكتب بن أرتسي في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إذا تبين أن نتنياهو كذب على الشعب الإسرائيلي وناور بقوله إنه يجب تأليف حكومة وحدة وطنية لمواجهة كورونا، وأنه يريد إجراء انتخابات رابعة، فإنه يستحق الإصابة بكورونا وإنهاء حياته في السجن وهو مريض". 

وتعقيباً على ذلك، اتهم حزب الليكود بن أرتسي بالتحريض على وفاة رئيس الحكومة حتى في الوقت الذي ينقذ حياة المواطنين الإسرائيليين، ودعا إلى فتح تحقيق ضده.

وفي وقت لاحق، اعتذر بن أرتسي عن أقواله وأكد أنه لا يتمنى لأي شخص الإصابة بكورونا، بمن في ذلك نتنياهو.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يسرائيل هيوم"، 8/4/2020
هل يقرّب فيروس كورونا صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل و"حماس"؟
أريئيل كهانا - محلل سياسي

 

  • هل سيقرّب فيروس كورونا صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"؟ فقد نشر ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس أمس (الثلاثاء) بياناً استثنائياً قال فيه إن إسرائيل مستعدة وجاهزة لصفقة كهذه.
  • وجاء في البيان: "إن منسق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيلي يارون بلوم وطاقمه، بالتعاون مع هيئة الأمن القومي والأجهزة الأمنية، مستعدون للعمل بصورة بناءة من أجل استعادة القتلى والمفقودين في قطاع غزة وإغلاق هذا الملف، ويدعون إلى بدء حوار فوري من خلال الوسطاء". وجميع هذه الهيئات المذكورة في البيان خاضعة مباشرة لديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية.
  • ويأتي هذا البيان في إثر تصريحات أدلى بها قائد "حماس" في غزة يحيى السنوار في مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة "الأقصى" التابعة للحركة، وقال فيها إن هناك إمكانية لمبادرة من أجل تحريك ملف تبادل الأسرى بأن تقوم إسرائيل بعمل ذي طابع إنساني أكثر من عملية تبادل، بحيث تطلق سراح معتقلين فلسطينيين مرضى ونساء وكبار السن من سجونها، ويمكن أن تقدم "حماس" مقابلاً جزئياً. وقال مسؤولون في "حماس" إن هذا المقابل يتعلق بالمواطنين الإسرائيليين أفرا منغستو وهشام شعبان السيّد اللذين اجتازا الحدود إلى قطاع غزة وألقت "حماس" القبض عليهما ولم يُعرف مصيرهما حتى الآن.
  • وردت "حماس" على البيان الصادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية، فقالت "إن الكرة في ملعب إسرائيل، وعليها اتخاذ خطوات عملية بشأن الأسرى".
  • وبالإضافة إلى منغستو وشعبان السيّد، تحتجز "حماس" منذ سنة 2014 جثتي الجنديين الإسرائيليين هدار غولدين وأورون شاؤول اللذين قتلا خلال عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة في صيف تلك السنة.
"هآرتس"، 8/4/2020
لماذا فقط في المناطق المحتلة؟ حان الوقت للحكم العسكري في إسرائيل أيضاً
تسفي برئيل - محلل سياسي
  • كما وعد بنيامين نتنياهو، إسرائيل اخترعت علاجاً للكورونا. ليس المقصود لقاحاً خارقاً، أو دواء كيميائياً لعلاج المرضى، بل "فقط" منع انتشار الوباء، لكن هذا أيضاً كثير. الجيش الإسرائيلي دخل إلى العمل، والآن سيكون كل شيء على ما يرام.
  • الجيش الإسرائيلي يقوم بما تعلم القيام به طوال 53 عاماً من الاحتلال. بداية احتل بني براك، لاحقاً قد يسيطر على مئة شعاريم [حي في القدس يسكنه الحريديم]، ومنذ اليوم سيفرض أيضاً إغلاق البلد كلها.
  • دعوا وزارة الدفاع تنتصر، يطالب وزير الدفاع نفتالي بينت، أحضروا لنا كباركم في السن وأطفالكم والحريديم ورافضي الحجر. أوكلوا إلينا كل المواطنين، والجيش سيقوم بما يجب فعله. هو يعرف كيف وأين يضع الحواجز، وكيف يدقق في الهويات للتأكد من عناوين اليهود الذين يحاولون التسلل إلى مناطق ممنوعة؛ بل هو حتى سارع إلى تزويد جنوده بورقة تهاني وأوامر أساسية بلغة الييديش [مزيج من عبرية قديمة وألمانية يستخدمها الحريديم فيما بينهم]، مثل الدفتر الصغير لكل طاقم جنود على حاجز في الضفة. لاحقاً، عندما تمتلىء الفنادق بمرضى الكورونا، ربما سيُنقل سكان دور العجزة والمساكن المحصنة في شاحنات إلى منشأة "حولوت" [منشأة اعتقال موقتة أُعدت لتوقيف المهاجرين غير الشرعيين إلى إسرائيل] من أجل حجر كامل.
  • الثالوث المقدس - المؤلف من الموساد كمسؤول عن التزويد بمعدات "مستعارة" من جميع أنحاء العالم؛ والشاباك الذي حصل على أكبر مخزون للمعلومات في إسرائيل لتحديد مكان وجود كل واحد منا؛ والجيش الذي يفرض حكماً عسكرياً على الأرض- هو حالياً الآمر السيد الذي يعمل بموجب صلاحيات قوانين الطوارىء. إنها مرحلة موقتة فقط ولن تستمر عشرات السنوات (على الأقل هذا ما نأمله).
  • مع انتهاء الكورونا، سيعود الجنود إلى قواعدهم، والمؤسسات المدنية ستقوم بعملها مجدداً، لكن في هذه الأثناء، من المهم خلق وهم تحمّل المسؤولية والشعور بالأمان اللذين يشيعهما تدخّل الجيش.
  • كم هو سهل الإنجراف إلى الإحساس بالشعور بالأمان الذي يخلقه تدخّل الجيش في إدارة الشؤون الداخلية للدولة. كم هو طبيعي استخدام القوة العسكرية لإسرائيل ضد الإرهاب البيولوجي الذي يمارسه الكورونا، وكم هو عميق الشعور بالإحباط من إخفاق وزارة الصحة، ووزارة العمل والرفاه ورئيس الحكومة - هكذا يبدو الجيش الإسرائيلي بأنه المخرج المنطقي لكل أمراض الدولة. من يهمه بعد الآن مَن الذي يعالج تفشي المرض، الأساس هو الإيمان بأن هناك من يتحمل المسؤولية.
  • لكن هنا تكمن الخديعة والمظهر الخطر. ليس لدى الجيش الإسرائيلي خبرة في معالجة الأوبئة، ولا يملك الأدوات والأطقم والمعرفة التي تملكها المؤسسات المدنية مهما كانت رديئة، وهو أعمى حيال أي اعتبار اقتصادي، واجتماعي أو ديمقراطي. مؤهلاته في فرض إغلاق أو في توزيع المواد الغذائية يمكن أن يُنظر إليها بأنها قادرة على الحلول محل العلاجات الطبية الضرورية وباقي وزارات الحكومة. فعلاً، في الفترة التي تطلق الكورونا فيها الحرية لكل توجيه أعوج، لتحرير مذعور ومنفلت العقال للميزانيات، ولحرب سياسية على المكانة والأنا -يبدو الحكم العسكري وكأنه هو الأمر المطلوب.
  • أليس هذا غير ديمقراطي ويمس بالقانون؟ ليذهب كل شيء إلى الجحيم، لدينا كورونا فوق رأسنا. كل شيء مباح. وإذا كنتم تستخدمون الجيش للحد من الكورونا، فإنكم تستطيعون في المستقبل استخدامه لتفريق التظاهرات أو لاعتقال معارضي السلطة.

 

"يديعوت أحرونوت"، 8/4/2020
لا تدعوا الكورونا تنسينا المشروع النووي الإيراني
أودي أفينتال - باحث في مركز هرتسليا المتعدد المجالات
  • على الرغم من الكارثة التي تواجهها إيران على خلفية تفشي وباء الكورونا، فإنها تواصل توسيع مشروعها النووي. النظام يستغل تركيز العالم على محاربة الفيروس، والمصاعب التي يراكمها الوباء على قدرات الوكالة الدولية للطاقة النووية للقيام بعمليات الرقابة في بلاده.
  • مؤخراً، أعلنت إيران بذل مجهود "على مدار الساعة"، لاستكمال تطوير وتشغيل أجهزة طرد مركزية متطورة استعداداً لـ"اليوم النووي الوطني" الذي يحل في 8 نيسان/أبريل.
  • في المقابل، أفادت الوكالة الدولية للطاقة النووية أن طهران تعمق انتهاكها للاتفاق النووي: لقد زادت مخزون اليورانيوم المخصب بدرجة منخفضة (إلى 1020 كيلوغراماً) وشغّلت ستة أجهزة طرد مركزي في المنشأة المحصنة في فوردو.
  • المشروع النووي الإيراني وتوسيعه يشكلان تهديداً لإسرائيل لا يمكن التوقف عن معالجته. ويجب على الحكومة الجديدة أن تعطيه أولوية عليا، بالإضافة إلى محاربة الكورونا، وخصوصاً على خلفية الإحساس بأن إسرائيل ركزت أكثر في السنة الأخيرة على كبح تمركز إيران في سورية بصورة خاصة، وفي المنطقة بصورة عامة.
  • خبراء ومسؤولون في الإدارة الأميركية وفي إسرائيل يرون أن الأزمة الخطيرة التي تعانيها إيران تشكل فرصة، لكنهم يختلفون بشأن طريقة استغلالها: هناك مَن يدعو إلى زيادة الضغط على النظام حتى انهياره، وآخرون يرون أنه من خلال التخفيف من العقوبات أو موافقة أميركية على السماح لصندوق النقد الدولي بمساعدة إيران، يمكن تمهيد الطريق للعودة إلى حوار معها.
  • لا تستطيع إسرائيل بناء استراتيجيتها على هدف تغيير النظام في طهران. وذلك بسبب قوته الداخلية التي تأكدت المرة تلو الأُخرى منذ الثورة، أو في ظل ضعف حركة الاحتجاج في إيران التي تعاني انقساماً عميقاً. وحتى مع حدوث سيناريو انهيار النظام، فإنه على سبيل المثال، يمكن أن يأتي حكم متشدد بقيادة الحرس الثوري، لن يكون أقل التزاماً بالمشروع النووي.
  • علاوة على ذلك، السعي لإسقاط النظام الإيراني يزيد فقط من إصراره على التزود بسلاح نووي كضمانة لبقائه، وتمسكه برفضه العودة إلى طاولة المفاوضات. التركيز على هذا التوجه في العمل من المتوقع أن يؤدي إلى طريق مسدود، وأن يعيد إسرائيل، بالتدريج، إلى وضع يتحول فيه الخيار العسكري الكثير المخاطر والأُثمان إلى البديل الوحيد من أجل وقف تقدم إيران نحو سلاح نووي.
  • يتعين على إسرائيل أن تستيقظ من وهم أن الولايات المتحدة ستقوم بالعمل من أجلها وتمنع بالقوة إيران من الحصول على سلاح نووي. في سيناريو تغيّر الإدارة، يمكن أن تعود الولايات المتحدة إلى الاتفاق مع كل عيوبه الخطيرة، كما تعهد المرشحون الديمقراطيون على الرئاسة.
  • وحتى لو جرى انتخاب دونالد ترامب لولاية ثانية، ليس هناك ضمانة بأنه سيكون مستعداً لأن يستخدم القوة ضد إيران. على الرغم من تصريحاته، ننصح بتذكر نفوره من الحروب في الشرق الأوسط، الذي هو محط إجماع، ربما هو الوحيد في النظام الأميركي المنقسم. علاوة على ذلك، بينما لا تستطيع إسرائيل تحمّل إيران نووية، فإن الولايات المتحدة قادرة على التعايش مع مثل هذه الحقيقة كما قبلت تهديداً نووياً أكثر مباشرة بالنسبة إليها، هو تهديد كوريا الشمالية.
  • في الخلاصة، تستطيع إسرائيل دفع الولايات المتحدة نحو استغلال أزمة الكورونا لمحاولة إعادة إيران إلى التحاور. وفي حال سيناريو عودة المفاوضات، ولو بصورة غير مباشرة، من الصواب تركيز العقوبات على المجال النووي فقط، والامتناع من تحديد أهداف شاملة ستعتبرها طهران غطاء لتغيير النظام.
  • وبدلاً من حرمان إيران حقها في تخصيب اليورانيوم بأي درجة كانت (واحدة من النقاط الـ12 لوزير الخارجية بومبيو)، ننصح بمطالبة الولايات المتحدة باستخدام دبلوماسية خلاقة بهدف تصحيح العيوب الجوهرية في الاتفاق النووي، وفي مقدمها بنود تتعلق بفترة انتهاء الاتفاق، وحقوق الرقابة والرصد للوكالة الدولية للطاقة النووية.