مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
وقّع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع رئيس حزب أزرق أبيض اتفاقاً على إقامة حكومة وحدة وطنية بين الليكود وأزرق أبيض، على أن يواصل نتنياهو تولي منصب رئاسة الحكومة حتى تشرين الثاني/نوفمبر 2021، يكون خلالها غانتس نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً للدفاع، بعد ذلك من المنتظر أن يُخلي نتنياهو منصبه للمرة الأولى منذ 12 عاماً، والسماح لغانتس بتولي رئاسة الحكومة.
وذكرت مصادر في الليكود أن بين الحقائب التي ستُعطى لكتلة اليمين حقيبة المال، ورئاسة الكنيست، والداخلية، والصحة، والتعليم، والمواصلات، والإسكان، والطاقة، والدفاع عن البيئة.
وأصدر نتنياهو وغانتس بياناً مشتركاً أعلنا فيه توقيع الاتفاق الائتلافي، بعد توصل الحزبين إلى تسوية بشأن كل المسائل التي كانت موضع خلاف، وعلى رأسها لجنة تعيين القضاة. وبحسب التسوية التي جرى التوصل إليها، يحق لليكود إرسال مندوبين عنه إلى اللجنة، بينما يمثل عضو الكنيست تسفي هاوزر حزب أزرق أبيض في النقاشات. وذُكر أيضاً أن قانون القومية بصيغته الحالية لن يتغير، أمّا مبدأ تطبيق السيادة على جزء من الضفة الغربية كما ورد في "صفقة القرن"، فإنه سيدخل في حيز التنفيذ في مطلع تموز/يوليو، وسيبقى منصب سفير إسرائيل في الأمم المتحدة في يد الليكود.
في المقابل، حاولت أطراف في حزب أزرق أبيض إلقاء الضوء على الإنجازات الائتلافية التي حققوها في الاتفاق، مشيرين إلى أنهم منعوا إجراء انتخابات رابعة للكنيست، وأن غانتس حصل على منصب رئيس الحكومة. وبين الوزارات التي من المتوقع أن يحصل عليها أزرق أبيض، الدفاع، والخارجية (خلال العامين الأولين)، والعدل، والإعلام، والثقافة، وسيتولى رئاسة اللجنة الوزارية للتشريع.
ونشرت "هآرتس" (20/4/2020) البنود التي تضمنها الاتفاق، وأهمها: سن قانون يسمح لنائب رئيس الحكومة بالاستمرار في تولي منصبه، حتى لو كانت موجهة ضده لائحة اتهام، ويحق لنتنياهو استخدام الفيتو ضد تعيين المستشار القانوني للحكومة والنائب العام، كما يحق له طرح الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع الولايات المتحدة بشأن ضم أجزاء من الضفة الغربية بدءاً من 1/7 على النقاش في المجلس الوزاري المصغر، وفي الحكومة، لإقراره، وفي الكنيست. وفي حال تشتت الحكومة في السنة ونصف السنة الأولى في أثناء تولي نتنياهو رئاستها، يصبح غانتس رئيساً للحكومة، وتكون الأحزاب الحريدية ضمانة للاتفاق، ويملك غانتس حق فرض الفيتو على اختيار رئيس الكنيست.
وقد علّق رئيس حزب يوجد مستقبل على إعلان توقيع الاتفاق بين الليكود وأزرق أبيض، قائلاً: "لقد سمح غانتس وأشكنازي للمتهم جنائياً بتعيين القضاة الذين سيبحثون قضاياه. لا حدود للعار." وهاجم زعيم حركة ميرتس نيتسان هوروفيتس الحكومة الجديدة التي من المتوقع أن تتضمن عدداً كبيراً من الوزراء، قائلاً "الهدية التي قدمها نتنياهو وغانتس لمواطني إسرائيل في أزمة الكورونا تأليف أكبر حكومة في تاريخ إسرائيل. 34 وزيراً والعديد من نواب الوزراء." أمّا عضو الكنيست تمار زندبرغ من حركة ميرتس فهاجمت زعيم أزرق أبيض، قائلة: "مَن كان يجب أن يكون رئيساً لحكومة التغيير، اختار الاستسلام، ودمر أمل أغلبية الجمهور الإسرائيلي، وباع التفويض المعطى له إلى فاسد ومحرض."
في الضفة الغربية أثنى المستوطنون على إقامة حكومة طوارىء وطنية، ودعوا إلى البدء بتطبيق السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية. وقال رئيس مجلس بيت إيل شاي أيلون: "هذه فرصة تاريخية للحرص على مستقبل الاستيطان والبدء بتطبيق السيادة. نأمل من الحكومة المقبلة عدم تضييعها."
قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في احتفال أقيم في ذكرى المحرقة في متحف "يد وِشْم"، من دون وجود جمهور، إن "تهديدات إيران بتدميرنا لن تتبدد، ونحن مصرون دائماً على الرد عليها. يجب ألّا يخطىء أحد، نحن نحافظ أكثر من أي وقت آخر على الجهوزية العملانية للجم أي خطر بالقرب من حدودنا، وبعيداً عنها. من المحتمل أن تغير الكورونا جدول أعمال الشرق الأوسط، وآمل هذه المرة أن يكون بصورة إيجابية. سنعمل على توثيق علاقاتنا بالدول العربية المعتدلة." وأضاف: "إسرائيل ملزمة دائماً أن تكون مسؤولة عن مصيرها في كل وضع وكل وقت، ويجب أن يكون لدينا القوة والجهوزية للدفاع عن أنفسنا بقوانا الذاتية. لقد أثبت تفشي الكورونا أهمية السيادة الوطنية. وبخلاف المحرقة، هذه المرة اكتشفنا الخطر في الوقت الملائم، واتخذنا قرارات مهمة وساهمت كل أجهزة الدولة في محاربة الكورونا." وأشار نتنياهو في خطابه إلى أن أحد أهم دروس المحرقة الحاجة إلى الوحدة. وقال إن التحديات التي تواجهنا تفرض علينا وحدة الشعب والدولة.
أحبطت قوة من الجيش الإسرائيلي محاولة هجوم بالقرب من مستوطنة تكواع في غوش عتسيون وأطلقت النار على شخصين قاما بإلقاء زجاجات حارقة على سيارات إسرائيلية، فأصابت أحدهما بجروح، بينما لاذ الثاني بالفرار، ولا تزال أعمال البحث عنه مستمرة.
وكانت المنطقة التي وقع فيها الحادث قد شهدت في الفترة الأخيرة عدة محاولات إلقاء زجاجات حارقة وحجارة على السيارات الإسرائيلية.
- في الأمس وقّع بني غانتس وثيقة التبرئة العلنية لبنيامين نتنياهو. هذا هو مغزى الاتفاق الائتلافي بين أزرق أبيض والليكود. بموافقته على أن يكون ولي العهد لنتنياهو، أوضح غانتس للجمهور أنه غير معني بتهم الفساد الخطيرة الموجهة ضد رئيس الحكومة. وليس لديه أي تحفظات أخلاقية أو مبدئية أو غيرها على الشراكة السياسية مع متهم بالفساد والخداع وخيانة الثقة يسعى لتدمير الديمقراطية وصفه غانتس نفسه في حملته الانتخابية الأخيرة بأنه النسخة الإسرائيلية عن الزعيم التركي رجب طيب أردوغان.
- بالنسبة إلى غانتس، الصورة مناقضة: لوائح الاتهام الموجهة ضد نتنياهو ليست مشكلة، بل فرصة تمنحه ليرتقي إلى العمل وقيادة الدولة بعد سنة ونصف السنة، وربما قبل، إذا مرض نتنياهو أو استقال. لم يأت غانتس إلى السياسة من أجل الدفع قدماً بمبادىء وقيم، بل كمسار للتقدم: من جندي إلى رئيس أركان للجيش، وحالياً وزير للدفاع، ورئيس حكومة مقبل. هذا ما يضمنه له الاتفاق، وهو يفضل توقيع اتفاق مع نتنياهو على معركة انتخابية رابعة - في فترة الكورونا. لقد قدّر أنه حتى لو كانت فرصة المناوبة ضعيفة، فإنها على ما يبدو أكبر من فرص أزرق أبيض في تأليف حكومة من دون نتنياهو.
- يعتقد غانتس بالتأكيد أنه أمسك نتنياهو وهو في حالة ضعف، واستطاع أن يحصل منه على صفقة أحلامه: مجلس وزاري مصغر، فيتو متبادل على كل قرار، مناوبة من دون تصويت إضافي في الكنيست، مغانم وزارية ومواقع في السلطة. تأليف اللجنة لتعيين قضاة لا يشغله كما يشغل أعضاء اليمين، وهو لم يجد صعوبة في بيع مواقع القوة القضائية وإعطائها إلى نتنياهو في مقابل مناصب ولجان. هذا هو جوهر الصفقة: نتنياهو يريد التهرب من محاكمته، وغانتس يريد تشريفات وتدليل رسمي.
- شعار غانتس "إسرائيل قبل كل شيء" يجب استبداله بـ"إسرائيل بعد كل شيء". بدلاً من خطة إنعاش ضرورية لدولة في أزمة، حصلنا على وثيقة من انتهازيين مشغولين بتوزيع المغانم السياسية، من لجان الكنيست، وصولاً إلى منصب السفير في أستراليا. الموضوعات الأساسية: الأزمة الاقتصادية، والمواجهة مع الكورونا، ومشاكل اجتماعية، وصولاً إلى العلاقات الخارجية، كل هذا سينتقل إلى لجان أو طواقم صياغة. فترة الطوارىء ستمدَّد نصف عام، ثم سيصار إلى تمديدها أيضاً وأيضاً، بما يريح الحكام. أيضاً الضم في الضفة الغربية، جوهر أيديولوجيا كتلة اليمين، مذكور عرضاً، ويبدو كلغم أدخله نتنياهو إلى الاتفاق كعذر للخروج منه وليس كتعهد ملزم. لذا وأصلاً توقيت الضم وحدوده سيُحددان بما يتلاءم مع مصالح الرئيس دونالد ترامب وحملة إعادة انتخابه من جديد، وليس في نقاشات بين ممثلي الليكود وأزرق أبيض.
- لم يخطر على بال الذين انتخبوا غانتس أنهم أعطوا أصواتهم إلى قوة إنقاذ ستُبقي نتنياهو في الحكم، وتمنح صلاحية لأعماله الفاسدة وتهديداته للديمقراطية. لكن هذا كان خيار غانتس. وليس ما جرى وقوع في الحب بل حلف بين محتاليْن، متهم بالرشوة ولص الأصوات، وهكذا سيبدو أيضاً العمل المشترك بينهما. كل طرف سيحاول اصطياد منشقين في معسكر الثاني كي يحقق أغلبية في التصويت، وكل طرف سيغرد ويسرب بقدر استطاعته ضد شريكه - خصمه، وكل طرف سيحاول تفكيك الاتفاق من موقع تفوق. الخصومة بين نتنياهو وغانتس لم تنتهِ مع توقيع الاتفاق، هي فقط اتخذت صورة جديدة.
- حكومة رعب: أحسد الذين يعرفون. من هم على قناعة بأن حكومة الـ36 وزيراً! التي ألفها نتنياهو وغانتس هي وصمة عار على الشعب اليهودي على مدى الأجيال، أو من يعتقدون عكس ذلك أنها خلاص بأسرع من لمح البصر للجمهور الإسرائيلي من آلامه. أعترف من دون خجل بأنني في حيرة بين هذين القطبين، ضائع بين الضائعين، واعترف بخضوع بأن التاريخ فقط سيحكم فيما يتعلق بهذه المسألة.
- حكمه سيُعطى بعد 18 شهراً. إذا دخل غانتس إلى بلفور، أي إلى مقر المناوب الرسمي الثاني لرئاسة حكومة إسرائيل، سيكون هذا إنجازاً غير مُدرك، لكن ليس نهائياً. فقط إذا نجح في زرع وتد، ووضع نهاية لعهد عائلة ضحت بحزب وبدولة كاملة، فإن هذا سيكون إنجازاً تاريخياً مهماً.
- في هذه الأثناء، يمكن القول بثقة إنها ستكون أكثر الحكومات المؤلفة غموضاً وتضخماً وانفصالاً عن الواقع على الإطلاق. 36 وزيراً و16 نائب وزير، بينما أكثر من مليون إسرائيلي خسروا مصدر رزقهم، وملايين آخرون قلقون بشأن قدرتهم على إطعام عائلاتهم أيضاً في الشهر المقبل، وإسرائيل غارقة في حفرة اقتصادية هي الأعمق في الزمن الحديث. حقيقة أن نتنياهو وغانتس قادران على تخيل حكومة مرعبة كهذه في مرحلة كهذه، تدل على الهاوية الأخلاقية التي تدهورنا نحوها في عهد نتنياهو. لقد ألّف نتنياهو حكومة بهذا الحجم لتحقيق "الاستقرار" في سنة 2009؟ أليس كذلك؟ وثلاثة أو أربعة وزراء لن يكسروننا؟ كلا أنا لا أبرىء غانتس من مسؤولية هذا العار. فهو من جهة أُخرى، بخلاف نتنياهو، لديه أسباب تخفيفية. هو ليس سائق قطار العار هذا، هو راكب.
- الحكاية الحقيقية مخبأة في "بند المقر". كما هو معروف في سنة 1999، بعد الهزيمة أمام إيهود باراك، كان من الصعب على عائلة نتنياهو مغادرة المقر الحكومي في بلفور. وقد استغرق فصل السيدة عن المقر أشهراً طويلة، وضغطاً كبيراً لإخراجها من هناك. هذه المرة، بعد أكثر من عشرين عاماً، من الواضح أنه لا توجد قوة طبيعية أو رافعة هندسية قادرة على هذه المهمة المستحيلة. من جهة ثانية، يجب أن تبقى، أو لا اتفاق.
- لماذا وقّع نتنياهو الاتفاق؟ هناك سببان تراكميان: هو يعلم أن الوضع الاقتصادي سيء فعلاً. وليس هناك سحر يستطيع إطفاء الحريق الهائل الذي يلتهم الاقتصاد أمام عينيه. هو ملزم بإيجاد من يستطيع تحميله جزءاً من التهمة. لهذا السبب أوجد غانتس. أيضاً لأنه اتضح له في الأيام الأخيرة أنه لا يستطيع إقامة حكومة ضيقة. لا يوجد حتى الآن منشقون، وباستثناء بالون الهيليوم البشري المنتفخ (أورلي أباكسيس)، ليس هناك مَن سينضم إلى عربته.
- لقد أدرك نتنياهو أنه أمام أمرين، إمّا انتخابات وإمّا حكومة وحدة. هو حكيم بما فيه الكفاية ليصدق الاستطلاعات الحالية، لذلك عقد مجلس إدارته، ووقّع. لكن توقيعه لا يعني شيئاً. فهناك عدد لا يُحصى من الألغام والإغراءات التي تكمن له على الطريق، حتى يجري إقرار الحكومة. لكن على الأقل، نتنياهو وقّع. مجرد توقيعه الاتفاق الذي يحدد التاريخ الذي لن يكون فيه رئيساً للحكومة (ويتحول إلى نائب لرئيس الحكومة ورئيس مناوب للحكومة)، هو حدث.