مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مصادر سياسية رفيعة: واشنطن تضغط على نتنياهو ليكون تنفيذ خطة الضم بالإجماع وبموافقة غانتس وأشكنازي
الفصائل الفلسطينية في غزة: سفير الإمارات المتحدة في واشنطن يستجدي التطبيع مع إسرائيل
قاضية في المحكمة الإسرائيلية العليا تتلقى رسالتي تهديد بالقتل على خلفية توليها مناقشة ملف قضائي ذي صبغة عمومية قومية - أمنية
الحكومة الإسرائيلية تصادق رسمياً على إقامة مستوطنة "مرتفعات ترامب" في هضبة الجولان
استمرار التظاهرات في يافا احتجاجاً على نية بلدية تل أبيب تجريف مقبرة إسلامية
مقالات وتحليلات
السفير العربي الذي يهمس في آذان الإدارة الأميركية وضع خطاً أحمر في مسألة الضم
صداع حزب الله
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 15/6/2020
مصادر سياسية رفيعة: واشنطن تضغط على نتنياهو ليكون تنفيذ خطة الضم بالإجماع وبموافقة غانتس وأشكنازي

عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس الحكومة البديل ووزير الدفاع بني غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي ورئيس الكنيست ياريف ليفين أمس (الأحد) اجتماعاً مع السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان في ديوان رئاسة الحكومة في القدس لبحث خطة ضم مناطق من يهودا والسامرة [الضفة الغربية] إلى إسرائيل وفقاً لخطة السلام الأميركية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب والمعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن".

وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس إن الأميركيين يضغطون على نتنياهو ليكون تنفيذ خطة الضم هذه بالإجماع وبموافقة غانتس وأشكنازي.

ووفقاً لهذه المصادر، فإن الجانب الأميركي بات يتحفظ عن خطة الضم بسبب الأوضاع الداخلية في الولايات المتحدة وموجة الاحتجاجات التي تشهدها المدن الأميركية والمعركة الانتخابية التي يقودها ترامب حالياً، سعياً للفوز بفترة رئاسة ثانية. وأشارت المصادر نفسها إلى أن صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنير يضغط على الجانب الإسرائيلي لتأجيل تنفيذ الخطة أو لتقليص نطاقها الأصلي، بحيث تشمل مناطق في غور الأردن وغوش عتصيون ومعاليه أدوميم فقط.

وأكدت المصادر أنه في المرحلة الحالية لا يوجد اتفاق بين الطرفين بهذا الشأن.

وتطرّق غانتس في وقت سابق أمس إلى قضية الضم، فكتب في بيان نشره في صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك": "على الصعيد السياسي أنا منشغل بخطة السلام الأميركية بهدف التوصل إلى إنجاز سياسي لإسرائيل بشكل مسؤول يحافظ على أمن الدولة ومستقبلها كيهودية وديمقراطية.  منذ إقامة الحكومة أجريت عدة اجتماعات سياسية ومحادثات هاتفية مع كل من وزير الخارجية الأميركي، ووزير الدفاع الأميركي، ورئيس حكومة كندا، ووزير الخارجية الالماني، ووزير خارجية الاتحاد الأوروبي وآخرين كثر، وهذا العمل سيستمر ويهدف إلى تقوية أمن إسرائيل." 

يُشار إلى أن كلاً من غانتس وأشكنازي دعما خطة ترامب، لكنهما لم يدعما نية نتنياهو ضم الأراضي المخصصة لإسرائيل بموجب الخطة بشكل أحادي الجانب.

ووفقاً لاتفاقية الائتلاف الحكومية بين نتنياهو وغانتس التي تم توقيعها الشهر الفائت، يمكن للحكومة أن تسعى للضم المدعوم من الولايات المتحدة اعتباراً من 1 تموز/يوليو المقبل.

"يديعوت أحرونوت"، 14/6/2020
الفصائل الفلسطينية في غزة: سفير الإمارات المتحدة في واشنطن يستجدي التطبيع مع إسرائيل

هاجمت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة سفير الإمارات العربية المتحدة في واشنطن يوسف العتيبة على خلفية مقاله الذي نُشر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أول أمس (الجمعة)، وأكدت أنه يستجدي التطبيع مع إسرائيل.

وأعرب الناطق بلسان حركة "حماس" في قطاع غزة حازم قاسم عن أسفه لقيام العتيبة بالتباهي بنبذ حركة "حماس" وحزب الله من طرف بلاده، وبأنه يرى في المقاومة الفلسطينية عنفاً أو أعمالاً متطرفة.

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل إن المقال التي نشره العتيبة في الصحيفة الإسرائيلية يعكس الانهزامية والذل لدى عدد من الأنظمة العربية.

وكان العتيبة حذّر، في أول مقال رأي تنشره صحيفة إسرائيلية لدبلوماسي خليجي، إسرائيل من أنه ليس في وسعها إعلان سيادتها على أجزاء من الضفة الغربية في الوقت الذي تسعى فيه لعلاقات طبيعية مع دول عربية.

وأقر العتيبة في مقاله الذي نُشر أول أمس على الصفحة الرئيسية لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، بالتقارب بين إسرائيل وجزء كبير من العالم العربي في السنوات الأخيرة وأعرب عن أمله بأن يتعمق مثل هذا التعاون في مجموعة واسعة من المجالات في المستقبل، لكنه أشار إلى أن خطة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتطبيق السيادة على منطقة غور الأردن وجميع المستوطنات في الضفة الغربية ابتداء من الشهر المقبل ستدفن مثل هذه الأحلام.

وكتب العتيبة: "في الآونة الأخيرة تحدث القادة الإسرائيليون بحماس كبير عن تطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة ودول عربية أُخرى، لكن هناك تناقض بين الخطط الإسرائيلية للضم والحديث عن التطبيع. ولكونه خطوة أحادية ومتعمدة، فإن الضم هو عبارة عن استيلاء غير قانوني على الأراضي الفلسطينية، وهو يتحدى الإجماع العربي بل والدولي بشأن الحق الفلسطيني في تقرير المصير، وسيشعل العنف ويثير المتطرفين، وسيرسل موجات صدمة عبر المنطقة، وبصورة خاصة في الأردن الذي يفيد استقراره المنطقة بأكملها، وخصوصاً إسرائيل."

وأضاف العتيبة الذي كان أحد السفراء العرب الثلاثة الذين حضروا المراسم في البيت الأبيض التي كشف خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطته للسلام في الشرق الأوسط، أن بلاده عملت منذ فترة طويلة على تعزيز المشاركة والحد من النزاعات، وساعدت على إيجاد حوافز وركزت اهتمامها على الفوائد الجماعية لجميع الأطراف، وأوضح أن أبو ظبي على سبيل المثال أدرجت حزب الله كمنظمة إرهابية ودانت حركة "حماس" غير أن الضم الإسرائيلي سيقوض بالتأكيد وعلى الفور التطلعات الإسرائيلية لتحسين العلاقات الأمنية والاقتصادية والثقافية مع العالم العربي ودولة الإمارات.

وأشار إلى أن الضم سيؤدي أيضاً إلى جعل وجهات النظر العربية حيال إسرائيل أكثر تشدداً في الوقت الذي بدأت فيه المبادرات الإماراتية للتو بفتح المجال للتبادل الثقافي وللفهم الأوسع لإسرائيل واليهودية.

وفي ختام المقال أشار العتيبة إلى أن معظم العرب يودون أن يصدقوا أن إسرائيل هي فرصة وليست عدواً. كما لفت إلى عدة مؤشرات حديثة تدل على التقارب بين إسرائيل والإمارات مثل هبوط طائرة تابعة لمجموعة "الاتحاد للطيران" في مطار بن غوريون الدولي هذا الأسبوع أو عزف النشيد الوطني الإسرائيلي في الأحداث الرياضية في الإمارات، لكنه شدّد على أن الضم سيجعل الكثير من هذه الأمور أكثر صعوبة.

 

"معاريف"، 15/6/2020
قاضية في المحكمة الإسرائيلية العليا تتلقى رسالتي تهديد بالقتل على خلفية توليها مناقشة ملف قضائي ذي صبغة عمومية قومية - أمنية

تلقت قاضية المحكمة الإسرائيلية العليا عنات بارون مساء أمس (الأحد) رسالة تهديد ثانية بالقتل خلال الساعات الأخيرة، ولذا تقرر أن تقوم وحدة الشرطة لاهف 433 بالتحقيق في القضية كما تم وضع حراسة مشددة لها. 

وقالت مصادر مسؤولة في قيادة الشرطة إن التقديرات السائدة في جهاز الشرطة تشير إلى أن هذه التهديدات تأتي على خلفية تولي بارون مناقشة ملف قضائي ذي صبغة عمومية قومية - أمنية رفضت الكشف عنه.

وقال بيان صادر عن الناطق بلسان هيئة المحاكم الإسرائيلية إن هذا التهديد هو نتيجة مباشرة للتحريض المستمر وغير المنضبط على السلطة القضائية وقضاة المحكمة العليا، وأكد أن محاولات تخويف القضاة لن تردعهم وسيستمرون في أداء عملهم بلا خوف. 

ودان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو رسالتي التهديد إلى القاضية بارون، مشيراً إلى أنه هو أيضاً قدم شكوى إلى الشرطة بسبب تهديدات ضده وضد عائلته.

وقال رئيس الحكومة البديل ووزير الدفاع بني غانتس إن الأجواء الملوثة حيال القضاة وحراس القانون خطرة اجتماعياً، وأكد أنه سيعمل بكل قوته لكبحها. 

وأكد وزير العدل الإسرائيلي آفي نيسانكورن [أزرق أبيض] أن الهجوم المستمر على السلطة القضائية خطر ويعرّض حصانة دولة إسرائيل للخطر.

"يسرائيل هيوم"، 15/6/2020
الحكومة الإسرائيلية تصادق رسمياً على إقامة مستوطنة "مرتفعات ترامب" في هضبة الجولان

صادقت الحكومة الإسرائيلية رسمياً أمس (الأحد) على إقامة مستوطنة "مرتفعات ترامب" في هضبة الجولان على اسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي اعترف بالسيادة الإسرائيلية عليها.

وتقرّر أن تتولى وزارة الاستيطان عملية إقامة المستوطنة الجديدة التي من المتوقع أن تضم منازل لـ300 عائلة.

وقالت وزيرة الاستيطان تسيبي حوتوفيلي [الليكود] إن هذه المصادقة تنطوي على بشرى كبيرة للاستيطان في هضبة الجولان وفي كل أنحاء أرض إسرائيل.

 

"معاريف"، 14/6/2020
استمرار التظاهرات في يافا احتجاجاً على نية بلدية تل أبيب تجريف مقبرة إسلامية

لليوم الرابع على التوالي شهدت مدينة يافا الليلة قبل الماضية تظاهرات وأعمالاً مخلة بالنظام العام قام بها شبان عرب احتجاجاً على نية بلدية تل أبيب تجريف مقبرة "الإسعاف" الإسلامية بحجة إقامة مأوى للمشردين مكانها.

وقام الشبان بإضرام النار في شاحنة وإلقاء زجاجة حارقة على مبنى بلدية تل أبيب، الأمر الذي أدى إلى إلحاق أضرار به.

وقالت مصادر مسؤولة في البلدية إن من قام بهذه الأعمال فئة قليلة من الناس لا تمثل معظم سكان يافا وأكدت عزم البلدية على الاستمرار في بناء المأوى تطبيقاً لقرار المحكمة.

من ناحية أُخرى، أصدرت السفارة الأميركية في إسرائيل أمس (السبت) تحذيراً أمنياً لرعاياها في يافا بسبب المواجهات التي اندلعت في المدينة بين متظاهرين عرب والشرطة الإسرائيلية. 

وجاء في التحذير الأميركي: "الاحتجاجات مستمرة قرب برج الساعة وفي جميع أنحاء مدينة يافا. ويمكن أن تتحول الاحتجاجات إلى عنف يشمل التخريب وحرق الإطارات وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة. لقد صدرت تعليمات لموظفي السفارة بعدم الوصول إلى المنطقة. والسفارة تحث المواطنين الأميركيين على اليقظة واتخاذ الخطوات المناسبة لزيادة الوعي الأمني. ستواصل السفارة متابعة الوضع الأمني ونشر معلومات إضافية إذا لزم الأمر. المواطنون الأميركيون مطالبون بالابتعاد عن الأضواء وتتبع التقارير الإعلامية." 

 

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 14/6/2020
السفير العربي الذي يهمس في آذان الإدارة الأميركية وضع خطاً أحمر في مسألة الضم
تسفي برئيل - محلل سياسي

 

  • "بودّنا أن نصدق أن إسرائيل هي فرصة وليست عدواً. نحن نواجه العديد من المخاطر المشتركة ونرى إمكانات كبيرة لعلاقات أكثر حرارة. قرار الضم سيكون مؤشراً إلى أنه يمكن أن نكون مخطئين بشأن ما إذا كانت إسرائيل ترى الأمور بنفس الطريقة." بهذه العبارة التي كتبها سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن يوسف العتيبة في المقال الذي نشرته "يديعوت أحرونوت"، يكمن جوهر وجهة النظر التي توجّه، ليس فقط دولة الإمارات، بل أيضاً معظم الدول العربية. من جهة، إسرائيل هي حقيقة قائمة وشريكة محتملة، وحتى فعلية، في الصراع الدائر ضد نفوذ إيران في المنطقة وضد الإسلام الراديكالي، وهي ضرورية من أجل تقوية العلاقات بين الدول العربية والولايات المتحدة. ومن جهة ثانية، هناك المشكلة الفلسطينية التي لن تتحقق هذه الإمكانات من دون حلها.
  • يوضح مقال العتيبة بصوة قاطعة أن لا أساس للتقارير التي تحدثت عن دعم دول عربية لخطة الضم، وخصوصاً دول الخليج. حتى لو عبّر مسؤولون عرب كبار في غرف مغلقة عن إدانتهم موقف الفلسطينيين ورفضهم خطة السلام لدونالد ترامب، فإن للموقف العلني المصرّح به أهمية أكبر بكثير. هذا ليس موقفاً أيديولوجياً فقط أو تمسّكاً صارماً بالقانون الدولي. يمكن أن تكون للضم تداعيات سياسية خطيرة كتلك التي يمكن أن تضع الأنظمة العربية في مواجهة مع رأي عام محلي معارض يفرض عليها الاستماع إليه. تجلى الرأي العام هذا في الردود الواضحة على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي كلام معلّقين عرب، سواء رداً على نشر العتيبة مقاله في صحيفة إسرائيلية، أم على مضمون الكلام الذي يقدم إسرائيل كـ"فرصة". "حماس" وحركة الجهاد الإسلامي كانا أول مَن أدان المقال وكاتبه، انضمت إليهما حركة "فتح" واتحاد الصحافيين الفلسطينيين، واللذان رأيا في نشر المقال خرقاً صارخاً لسياسة رفض التطبيع مع إسرائيل.
  • لكن الردود على المقال تتقلص حيال التخوف المباشر من إمكان استخدام الضم كذريعة لتظاهرات صاخبة في الأردن يمكن أن تضع الملك عبد الله أمام معضلة استمرار وجود اتفاق السلام مع إسرائيل، ويمكن أن تنزلق أيضاً إلى دول أُخرى. الضم يتجاهل أيضاً جوهر مبادرة السلام العربية التي قدمتها السعودية في سنة 2002، والتي طالبت فيها إسرائيل بالانسحاب من كل المناطق المحتلة في مقابل التطبيع وحزام أمان عربي، وهي مبادرة تُعتبر الحجر الأساس في كل مفاوضات مستقبلية.
  • تدّعي إسرائيل أن الضم تشتمل عليه خطة ترامب للسلام، لكنها تتجاهل أن واشنطن تعتبر الضم جزءاً من خطة شاملة تشمل في النهاية إقامة دولة فلسطينية، وتهدف إلى بناء منظومة علاقات جديدة وطبيعية بين إسرائيل والدول العربية. محاولة ترجمة موافقة جزء من الدول العربية على خطة ترامب كموافقة على ضم أحادي الطرف هي خداع متعمد، سيلحق الضرر ليس فقط بفرص توثيق العلاقات مع دول الخليج، بل أيضاً بمكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. لذا فإن مدار الحديث هو مقال مهم، ينقل رسالة حادة ودقيقة إلى الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية. مثل هذه المقالات التي تهدف إلى التحدث مباشرة مع الجمهور من فوق رؤوس الحكومات تُنشر عموماً  بعد فشل جهود دبلوماسية سرية أو علنية بين رؤساء دول وممثليهم. الإمارات العربية المتحدة لا تتحدث باسم سائر دول الخليج ولا تمثل قادة عرب آخرين، لكنها تعرض قاسماً مشتركاً غير رسمي يوضح ما هو الخط الأحمر الذي يحدد أيضاً المواقف العربية المعتدلة إزاء إسرائيل. محمد بن زايد الحاكم الفعلي للدولة، لا يتحدث فقط عن علاقات بلده بإسرائيل كما تتجلى في زيارات رجال أعمال إسرائيليين إلى دبي، أو هبوط طائرات مساعدات في مطار بن غوريون. هو يعمل بالاتفاق مع ولي العهد السعودي من أجل الدفع قدماً بخطة ترامب.
  • تُعتبر الإمارات العربية المتحدة الدولة العربية الأكثر تأثيراً في واشنطن بعد تراجع مكانة السعودية في أعقاب قتل الصحافي جمال الخاشقجي على يدي رجال أمن سعوديين، كما يبدو بأمر مباشر من ولي العهد محمد بن سلمان. يوسف العتيبة البالغ من العمر 46 عاماً يتولى منذ سنة 2008 منصب سفير بلاده في واشنطن التي تعلّم فيها وحصل على دكتوراه في العلاقات الدولية. عندما كان في الـ26 من عمره عُين رئيساً لمكتب العلاقات الدولية في مكتب ولي العهد والحاكم الفعلي في الدولة الشيخ محمد بن زايد. هو أحد الشخصيات ذات الصلة القوية مع المراجع ذات النفوذ في واشنطن وصديق مقرب من جاريد كوشنير، صهر ترامب. العتيبه كان "الخاطبة" التي ربطت بين كوشنير ومحمد بن سلمان، وعمل مرشداً لكوشنير في مسائل الشرق الأوسط.
  • شبكة العلاقات هذه ومكانته في واشنطن يمكنهما التلميح إلى أن المقال رآه قبل نشره مسؤولون أميركيون كبار، وربما أيضاً كوشنير. من المعروف عن كوشنير أنه يعارض الضم من طرف واحد في مقابل السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان، وليس من المبالغة أن نفهم المقال كجزء من الصراع السياسي الداخلي الدائر داخل البيت الأبيض بشأن مسألة الضم. إذا كان المقال قد طُلب، أو على الأقل الغرض منه مساعدة كوشنير للتأثير في ترامب، لكبح نية الضم الإسرائيلية، فإنه يمكن أن يدل على قوة التجنّد ضدها، وربما أيضاً على الغضب الذي يبديه على الأقل بعض كبار المسؤولين في البيت الأبيض حيال فكرة الضم. سلوك العتيبة يذكّر كثيراً بسلوك السفير السعودي "الدائم" في واشنطن بندر بن سلطان الذي فرض باسم السعودية طوال سنوات سياسة الولايات المتحدة إزاء الدول العربية.
  • موقف دولة الإمارات يُسمع جيداً في واشنطن، ليس فقط بشأن المشكلة الفلسطينية: فالإمارات تتحرك بفعالية في القتال الدائر في ليبيا بين الزعيم الانفصالي خليفة حفتر وبين القوات المعترف بها في طرابلس، وهي قادرة على الدفع قدماً باتفاق سلام بين المتخاصمين، وهذا حل يسعى له الرئيس ترامب. والإمارات كانت أيضاً شريكة السعودية في حرب اليمن، وبعد سحب قواتها بضغط أميركي، اضطرت السعودية إلى البدء بمفاوضات مع الحوثيين. وبفضل استثماراتها الضخمة في دول الشرق الأوسط، في الأساس في مصر والأردن والسودان، وقرارها استئناف العلاقات الدبلوماسية مع سورية، فقد تحولت من دولة هامشية على الصعيد السياسي، إلى دولة تملك أدوات ضغط مهمة في عمليات سياسية في الشرق الأوسط، بما في ذلك مع إيران التي وقّعت معها اتفاقات تتعلق بالدفاع عن الملاحة في المضيق الفارسي.
  • على هذه الخلفية، المطلوب من نتنياهو التعامل مع مقال العتيبة كوثيقة سياسية وُزعت كي يفحصها رؤساء الدول، وليس فقط كمقال موجّه إلى مواطني دولة إسرائيل. العتيبة ليس وسيطاً يحاول أن يبيع إسرائيل سياسة سيئة، هو يعرض مجموعة مصالح يخدم تحقيقها دولة إسرائيل أكثر مما يخدم دولته. ويجب ألا يبقى من دون رد.

 

"يسرائيل هَيوم"، 14/6/2020
صداع حزب الله
يتسحاق لفانون - سفير سابق في القاهرة، وحالياً محاضر في مركز هرتسليا المتعدد المجالات
  • بمثابرة وبمساعدة الإيرانيين والسوريين، سيطر حزب الله بصورة مباشرة وغير مباشرة على مجلس النواب اللبناني والحكومة ورئاسة الجمهورية. أزمة الكورونا منحته هالة إضافية بفضل نشر منظومة مستشفيات وأطباء وطواقم ومسلتزمات طبية. حالياً حزب الله هو الطرف المهيمن في لبنان، لكن هذا الأمر لا يرضى عنه كثيرون في داخل لبنان وخارجه.
  • في التظاهرات التي تجددت مؤخراً على خلفية الوضع الاقتصادي المتدهور، سُمعت للمرة الأولى منذ تشرين الأول/أكتوبر هتافات ضد حزب الله وترسانته العسكرية الضخمة. المتظاهرون يطالبون بتطبيق القرار 1559 الصادر سنة 2004، الذي يتحدث بصراحة عن نزع سلاح حزب الله. في إطار الصراع مع الحزب، أقيم مؤخراً اتحاد سني بزعامة رضوان السيد، ناشط اجتماعي مقرب من السعودية، لمحاربة هيمنة حزب الله وحلفائه بزعامة صهر رئيس الجمهورية.
  • الجبهة الإضافية التي فُتحت ضد حزب الله هو قانون قيصر الأميركي، الذي دخل حيز التنفيذ في بداية الشهر. هدف القانون فرض عقوبات قاسية على الرئيس السوري ونظامه، وأيضاً على الذين يتعاونون معه. هذه العقوبات تمس لبنان مباشرة، وتمس مستقبلاً حزب الله كمتعاون مع الأسد، وتمس التجارة اللبنانية مع سورية.
  • من هنا معضلة الحكومة اللبنانية حيال قانون قيصر. إمّا أن يحدث اشتباك داخلي بسبب معارضة حزب الله له، أو خنق اقتصادي. يعتقد حزب الله أن قانون قيصر هو الورقة الأخيرة لدى ترامب، وإذا نجح في الصمود في وجه العقوبات من دون أضرار كثيرة، لن يبقى لدى الولايات المتحدة أوراق أُخرى ضده. على ما يبدو، حزب الله لا يدرك حجم الإصرار الأميركي.
  • مجال آخر للصراع، هو قوات اليونفيل، ليس سراً أن حزب الله أوجد نوعاً من الطرقات الخاصة الممنوع على قوات اليونفيل الدخول إليها. من المتوقع أن يقرر مجلس الأمن تجديد مهمة اليونيفيل في نهاية آب/أغسطس. الولايات المتحدة وإسرائيل تريدان تغيير وضع الحزب  من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 نظرياً وعملياً، وبهذه الطريقة إزالة تمركز الحزب على الحدود مع إسرائيل. فرنسا وألمانيا مهتمتان فقط بتحسين مهمة قوات الطوارىء، بينما لبنان يريد تجديداً تلقائياً لمهمتها من دون تغيير. هذه الجبهات الثلات تسبب صداعاً لحزب الله، لكن صداعاً أكبر للحكومة اللبنانية التي تجد نفسها بين المطرقة والسندان.
  • لا يوجد خصوم لحزب الله يستطيعون الوقوف في وجهه، لا عسكرياً ولا سياسياً، لذا من المعقول أن يواصل سياسته المتشددة التي تخدم مصالحه. بالنسبة إلى إسرائيل، الخطوط الحمراء التي وضعتها في مواجهة حزب الله ودولة لبنان ثابتة وقائمة. هذه الخطوط لا يستطيع حزب الله تجاهلها.