مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
غانتس: "حماس" ستدفع ثمناً باهظاً في حال قيامها بأي عمليات عسكرية ضد إسرائيل رداً على إجراءات الضم
إسرائيل تتوقع صدور قرار من محكمة لاهاي في الأيام القليلة المقبلة بشأن ما إذا كان لديها صلاحية فتح تحقيق في جرائم حرب ضدها
رئيس الموساد الإسرائيلي زار الأردن وسلّم الملك عبد الله الثاني رسالة من نتنياهو بشأن مخطط الضم]
تسجيل 668 إصابة جديدة بفيروس كورونا في إسرائيل خلال الساعات الـ24 الأخيرة
مقالات وتحليلات
مسؤولون فلسطينيون في رام الله: استمرار شركات من الإمارات العربية بالتعاون مع إسرائيل خيانة وطعنة في الظهر
بعد أقل من أسبوع من الموعد المحدد، يبدو أن نتنياهو يسعى لضم جزئي في الضفة
أهداف كثيرة في سورية ورسالة مهمة واحدة لإيران
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 26/6/2020
غانتس: "حماس" ستدفع ثمناً باهظاً في حال قيامها بأي عمليات عسكرية ضد إسرائيل رداً على إجراءات الضم

قال وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الحكومة البديل بني غانتس [رئيس أزرق أبيض] إن حركة "حماس" في قطاع غزة ستدفع ثمناً باهظاً في حال قيامها بأي عمليات عسكرية ضد إسرائيل.

وجاءت أقوال غانتس هذه في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الخميس)، رداً على تهديد "حماس" برد عنيف على خطوة تطبيق السيادة الإسرائيلية على مناطق من الضفة الغربية.

وأضاف غانتس: "أقترح أن يتذكر قادة ’حماس’ أنهم أول من سيدفع ثمن عدوانهم، فالجيش الإسرائيلي هو أقوى جيش في المنطقة، وسيكون ثمن أي محاولة لإلحاق الأذى بالإسرائيليين مؤلماً وباهظاً."

وتطرق غانتس أيضاً إلى التهديد الإيراني، فأكد أن إسرائيل لن تسمح بأي تهديد من جانب طهران في حدودها، وفي الوقت عينه، ستتأكد من عدم امتلاك إيران قط أسلحة نووية من شأنها زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم. 

وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" أكدت أمس أنها تعتبر قرار إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية والأغوار بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني.

وقال الناطق بلسان كتائب القسام أبو عبيدة عبر كلمة متلفزة إن المقاومة ستكون الحارس الأمين للشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، وستجعل إسرائيل تعض أصابع الندم على هذا القرار الآثم. وشدّد على أن خيارات المقاومة عديدة لفرض إرادتها في هذا الملف حتى تكون الأثمان التي سيدفعها الاحتلال غير مسبوقة في تاريخ الصراع معه.

من ناحية أُخرى، قال أبو عبيدة إن إنجاز صفقة تبادل جديدة للأسرى مع إسرائيل يقف في رأس سلم أولويات المقاومة، مؤكداً أن الصفقة لن تمر من دون أن يتصدرها القادة الكبار والأسرى.

"هآرتس"، 26/6/2020
إسرائيل تتوقع صدور قرار من محكمة لاهاي في الأيام القليلة المقبلة بشأن ما إذا كان لديها صلاحية فتح تحقيق في جرائم حرب ضدها

قال مسؤول دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى أمس (الخميس) إن إسرائيل تتوقع صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في غضون الأيام القليلة المقبلة بشأن ما إذا كان لديها صلاحية فتح تحقيق في جرائم حرب ضدها وضد حركات فلسطينية مسلحة.

وأضاف هذا المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، أن إسرائيل بدأت بالاستعداد لمثل هذا الإعلان الذي يمكن أن يأتي في وقت مبكر من الأسبوع المقبل. وأشار إلى تشكيل فريق خاص للرد على مثل هذا القرار يضم مسؤولين من مجلس الأمن القومي ووزارتي العدل والخارجية والقسم الدولي في النيابة العسكرية الإسرائيلية.

وأشار المسؤول إلى أن إسرائيل كان لديها خيار تقديم موقفها بشأن هذه المسألة إلى المحكمة الجنائية الدولية، لكنها اختارت عدم القيام بذلك من وجهة نظر أساسية، فحواها أن المحكمة لا تملك صلاحية إجراء التحقيق.

وتنظر هيئة تمهيدية مكونة من ثلاثة قضاة في المحكمة الجنائية الدولية منذ عدة أشهر فيما إذا كانت هذه المحكمة يمكنها قانونياً إجراء تحقيق جنائي في جرائم الحرب المشتبه بارتكابها في المناطق [المحتلة]. وتدّعي إسرائيل منذ فترة طويلة أن المحكمة الجنائية الدولية ليس لديها صلاحية قضائية في القضية، لأنه لا توجد دولة فلسطينية ذات سيادة يمكنها تفويض هذه المحكمة على أراضيها ومواطنيها.

لكن كبيرة المدّعين في المحكمة فاتو بنسودا قالت إنها تعتقد أن المحكمة لها صلاحية. وأعلنت بنسودا يوم 20 كانون الأول/ديسمبر الفائت أنها بعد تحقيق أولي استمر خمس سنوات بشأن الوضع في فلسطين، خلصت إلى أن هناك أساساً معقولاً للاعتقاد أنه تم ارتكاب جرائم حرب من طرف الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس" ومجموعات مسلحة فلسطينية أُخرى.

وقالت بنسودا في حينه إنها تعتقد أن المحكمة لديها فعلاً صلاحية للتحقيق في جرائم الحرب المحتملة في المناطق [المحتلة]، لكن بسبب الطبيعة المثيرة للجدل في القضية طلبت حكماً نهائياً في المسألة من هيئة ما قبل المحاكمة، كما تمت دعوة الدول الأعضاء والخبراء المستقلين إلى بحث هذا الأمر أيضاً.

وفي الشهر ذاته نشر المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت رأياً قانونياً فصّل فيه سبب عدم اعتقاد إسرائيل أن لدى المحكمة الحق في التدخل.

وقال مندلبليت إن الدول ذات السيادة فقط هي التي يمكنها تفويض المحكمة الولاية القضائية الجنائية، وادّعى أن السلطة الفلسطينية لم تستوفِ معايير الدولة، وأكد أن لدى إسرائيل ادعاءات قانونية شرعية على المنطقة التي تتم مناقشتها، وأشار إلى أن الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، اتفقا في الماضي على حل نزاعهما بشأن الوضع المستقبلي لهذه الأرض في إطار المفاوضات. وقال إنه من خلال اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية، يسعى الفلسطينيون لخرق الإطار المتفق عليه بين الطرفين ودفع المحكمة إلى تحديد قضايا سياسية يجب حلها عن طريق المفاوضات، وليس عن طريق إجراءات جنائية.

وندد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مراراً بالمحكمة الجنائية الدولية، وأعلن أن الجهود المبذولة لمنع مثل هذا التحقيق هو إحدى الأولويات القصوى للحكومة الجديدة.

ومن المتوقع أن يأتي قرار المحكمة في وقت تستعد إسرائيل للمضي قدماً في خطة نتنياهو الرامية إلى ضم مناطق من الضفة الغربية إلى سيادتها.

كما يأتي في ظل قرار اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الحالي، ويقضي بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي على خلفية قيامها بإجراء تحقيق ضد الولايات المتحدة بشبهة ارتكابها جرائم حرب في أفغانستان.

"يسرائيل هَيوم"، 26/6/2020
رئيس الموساد الإسرائيلي زار الأردن وسلّم الملك عبد الله الثاني رسالة من نتنياهو بشأن مخطط الضم]

كشف مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أمس (الخميس) أن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين زار الأردن في الأيام الأخيرة والتقى الملك عبد الله الثاني وسلمه رسالة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن مخطط الضم.

ورفض هذا المسؤول الإدلاء بأية تفصيلات أُخرى.

ويُفترض أن يعلن نتنياهو، اعتباراً من الأسبوع المقبل، تفصيلات تتعلق بوضع مخطط ضمّ أجزاء من الضفة الغربية تشمل غور الأردن والمستوطنات موضع التنفيذ.

ويحذّر الأردن من أن ذلك سيقوّض فرص السلام ويقتل حلّ الدولتين الذي يتمسك به والمجتمع الدولي كحلّ وحيد لضمان قيام دولة فلسطينية مستقلة.

كما أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن الأردن يعارض كذلك الضم الجزئي الذي يمكن أن يشمل كتلاً استيطانية كبرى نظراً إلى أن مثل هذه الخطوة ستقسم الضفة الغربية وتمنع إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. 

وحذّر الملك الأردني في سياق مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية الشهر الفائت، من أن الضم سيؤدي إلى صدام كبير مع الأردن الذي يدرس كل الخيارات.

"يديعوت أحرونوت"، 26/6/2020
تسجيل 668 إصابة جديدة بفيروس كورونا في إسرائيل خلال الساعات الـ24 الأخيرة

أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية مساء أمس (الخميس) تسجيل 668 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الأخيرة، منهم 93 من مدينة القدس، ووصل عدد الحالات الحرجة إلى 47، بينما ارتفعت حصيلة الوفيات إلى 309.

ونشرت شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] أمس تقريراً جديداً يوصي بإعادة النظر في التسهيلات التي أقرتها الحكومة، وبزيادة الوعي بالفيروس وطرق الوقاية منه. كما يوصي بتوسيع تطبيق الحجر الصحي واستخدام الأقنعة بشكل أكبر مما هو عليه اليوم.

ووفقاً لهذا التقرير، طرأت في حزيران/يونيو الحالي زيادة كبيرة وواضحة على عدد الإصابات الجديدة ذات الحالات الحرجة لأول مرة منذ انحسار موجة الفيروس الأولى في آذار/مارس ونيسان/أبريل، وهو ما يؤكد شدة انتشار الفيروس بين السكان.

من ناحية أُخرى، قررت إسرائيل أمس تمديد الحظر المفروض على دخول أجانب إلى أراضيها مدة أربعة أسابيع أُخرى حتى الأول من آب/أغسطس المقبل.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يسرائيل هَيوم"، 26/6/2020
مسؤولون فلسطينيون في رام الله: استمرار شركات من الإمارات العربية بالتعاون مع إسرائيل خيانة وطعنة في الظهر
أريئيل كهانا - مراسل سياسي
  • على الرغم من وجود نيات في الخلفية لفرض السيادة الإسرائيلية على مناطق في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعلن أمس (الخميس) التعاون مع الإمارات العربية المتحدة في مكافحة فيروس كورونا. وقال نتنياهو خلال حفل تخرّج دفعة جديدة من سلاح الجو الإسرائيلي: "في غضون لحظات قليلة، ستعلن دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة إسرائيل تعاونهما في مكافحة كورونا." وأشار نتنياهو إلى أن "هذا التعاون سيكون في مجالات البحث والتطوير والتكنولوجيا، وفي المجالات التي من شأنها تحسين الأمن الصحي في جميع أنحاء المنطقة. وهذا ناتج من الاتصالات المطولة والمكثفة في الأشهر الأخيرة."
  • وقال نتنياهو: "أمامنا ثلاثة تحديات رئيسية، ونحن نعمل باستمرار ضدها: أولاً، نحن نعمل باستمرار ضد محاولات إيران وأذرعها تعزيز تموضعها العسكري في سورية، ويجب على الجيش الإيراني مغادرة سورية؛ ثانياً، نعمل ضد محاولة أعدائنا تطوير صواريخ دقيقة في سورية ولبنان وجبهات أُخرى؛ ثالثاً، لن نسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية. ويجب أن أقول إن إيران تواصل الكذب على المجتمع الدولي في محاولتها الوصول إلى القنبلة النووية. لقد قلت هذا منذ سنوات، واليوم باتت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدرك هذا. فقبل أسبوعين أفادت هذه الوكالة أن إيران تزيد من معدل تخصيب اليورانيوم، وتواصل في الواقع انتهاك الاتفاقية النووية مع القوى العظمى. إن كفاحنا ضد العدوان الإيراني في المنطقة يهدف في المقام الأول إلى حماية دولة إسرائيل، لكن هذا الكفاح يخدم مصلحة ثابتة في الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة."
  • وتابع نتنياهو: "بطريقة مماثلة، قدرتنا على العمل ضد كورونا يمكن أن تخدم المنطقة بأكملها، كما أنها توفر لنا فرص تعاون معلنة لم نعرفها بعد مع بعض البلاد في المنطقة."
  • بعد عدة ساعات من إدلاء نتنياهو بأقواله هذه، نشرت وزارة الخارجية في الإمارات العربية المتحدة بياناً جاء فيه: "وقّعت شركتان من القطاع الخاص الاماراتي اتفاقاً مع شركتين إسرائيليتين لتطوير الأبحاث والتكنولوجيا يهدف إلى مكافحة فيروس كورونا."
  • بموازاة ذلك، أبدى مسؤولون في رام الله خيبة أملهم بإعلان نتنياهو. وقال مسؤول رفيع المستوى في ديوان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لـ"يسرائيل هَيوم": "إننا مصدومون من إعلان نتنياهو، ونأمل بأن يكون عارياً من الصحة. إذا كان ما يقوله صحيحاً، فإن الحديث بالنسبة إلينا يدور حول مسمار آخر في نعش كفاحنا ضد الضم. فمن جهة، يحذّر مسؤولون كبار في الإمارات المتحدة من أن الضم سيؤدي إلى نهاية التطبيع بين إسرائيل وهذه الدولة العربية ودول عربية أُخرى، ومن جهة أُخرى، يوقّعون اتفاقيات تعاون مع الاحتلال. هذه خيانة للكفاح العربي والفلسطيني، وليس أقل من ذلك."
  • وأضاف مسؤول فلسطيني آخر رفيع المستوى: "مرة أُخرى، يقومون بطعننا في الظهر. ومثلهم مثل السعودية ومصر والبحرين، يعرفون فقط الكلام وكتابة مقالات تنطوي على وعود من دون أي تغطية بأنه في حال وُضع مخطط الضم موضع التنفيذ، فإن منطقة الشرق الأوسط ستشتعل. وفي واقع الأمر، فإنهم يهرولون نحو التطبيع والتعاون مع إسرائيل. ربما حان الوقت لاتخاذ خطوات توضح لهم أنه لا يمكن الاستمرار في خداعنا."
"هآرتس"، 26/6/2020
بعد أقل من أسبوع من الموعد المحدد، يبدو أن نتنياهو يسعى لضم جزئي في الضفة
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • بالنظر إلى ما هو مطروح على المحك، لا يُظهر نتنياهو في هذه الأيام قلقاً كثيراً أو نشاطاً خارجاً عن المألوف. رئيس الحكومة يطيل البقاء في مكتبه، ويبتعد بقدر الممكن عن مقر الكنيست ويشاهد التلفزيون، ولو لم يكن بالالتزام الذي يتميز به صديقه رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب.
  • عدد النقاشات الأمنية التي يجريها تقلص مؤخراً. عندما كان نفتالي بينت في وزارة الدفاع لم يكن نتنياهو يثق به، وأعطاه صلاحيات قليلة. الوزير الجديد (رئيس الحكومة المناوب) بني غانتس، يرخي له نتنياهو الحبل أكثر في المجال الأمني. مع ذلك، عدد من النقاشات التي تجري يتركزعلى خطة الضم، وبحسب علمنا، لم يتم الدخول بعد في تفصيلات التفصيلات. ومجلس الأمن القومي قليلاً ما يجتمع.
  • في الحقيقة نتنياهو ليس بحاجة إلى غانتس وحزب أزرق أبيض من أجل إقرار قانون الضم في الكنيست. على ما يبدو، سيكون لديه أغلبية كبيرة أيضاً من دونهما بفضل أصوات حزبي يمينا وإسرائيل بيتنا المعارضيْن. اللغم يكمن في البند 28 من الاتفاق الائتلافي بين الليكود وأزرق أبيض، والذي يحدد أن يعمل نتنياهو وغانتس باتفاق كامل مع الولايات المتحدة في كل ما له علاقة بخطة ترامب، "بما في ذلك موضوع الخرائط مع الأميركيين وإجراء حوار دولي بشأن الموضوع."
  • الأميركيون سبق أن أوضحوا رغبتهم في أن يُتخذ قرار الضم بإجماع حكومي في إسرائيل. لكن بعد أقل من أسبوع من الموعد المحدد للبدء بعملية الضم في الأول من تموز/يوليو، فإن السؤال المفتوح هو ما الذي تريده واشنطن- وفي الأساس مَن يقرر موقفها.
  • في نظرة إلى الوراء، فإن أحد المسارات المذهلة التي جرت في السنوات الأخيرة هو ذلك المتعلق بنجاح مجلس يهودا والسامرة في الاستحواذ على السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط. تعيين المقرب من ترامب صديق المستوطنين ديفيد فريدمان في موقع سفير الولايات المتحدة في إسرائيل له دور مركزي في البلبلة الحالية. فريدمان حث من دون كلل على تطبيق الضم. وحضر هذا الأسبوع الاستشارات في واشنطن. ليس لدى طاقم السفارة في إسرائيل فكرة عمّا يخطط له السفير، وماذا سيقرر الرئيس، وماذا سيقول الركن الثالث في المثلث جاريد كوشنير، صهر ترامب.
  • مستشارة ترامب، كيليا كونواي، وعدت أمس الصحافيين بـ"تصريح كبير" للرئيس بشأن الضم. باستثناء ذلك، ليس من الممكن أن نفهم من كلامها شيئاً عن نوايا ترامب. لكن يبدو أن نتنياهو يخطط لخطوته في الأسبوع المقبل. والتقدير الذي يزداد ترسخاً في المؤسسة الأمنية وفي الساحة السياسية هو القائل إن رئيس الحكومة يفكر في ضم رمزي محدود، ربما لمنطقة معاليه أدوميم القريبة من القدس، والتي تحظى بإجماع إسرائيلي. خلال اجتماعه مع قادة المستوطنين، طرح نتنياهو فكرة الضم على دفعتين. لكن جزءاً كبيراً من زعماء مجلس يهودا والسامرة يعارض ضماً جزئياً (حتى 30% من المنطقة)، ويشك في وفاء نتنياهو بوعده بالقيام بدفعة ثانية من الضم مستقبلاً.
  • الربح السياسي الذي من المتوقع أن يحصده نتنياهو من خطة الضم هو موضع شك حالياً، في وقت تتراكم المخاطر الاستراتيجية. في الأمم المتحدة وفي الاتحاد الأوروبي تزداد حدة معارضتهم الخطة. وزارة الدفاع التي أنجزت هذا الأسبوع أرقام التصدير الأمني لسنة 2019 (7.2مليار دولار) تشعر بالقلق حالياً حيال إمكان توقف صفقات أُخرى مع أوروبا إذا تحقق الضم. أنظار كثيرة في الشرق الأوسط تتوجه إلى الأردن القلِق جداً من إمكان ضم إسرائيلي في الضفة الغربية، وخصوصاً في الغور. المملكة الأردنية تعاني جرّاء عدم استقرار كبير بسبب الأزمة الاقتصادية وفضائح الفساد المستمرة. أيضاً زعماء دول الخليج، الصديقة لنتنياهو، لن تغفر له إذا بدأ بدحرجة كرة ثلج ستؤدي إلى تهديد نظام الملك عبد الله.
  • بموازاة ذلك، يبدو أن نتنياهو بدأ يحضر لنفسه حجة محتملة لتبرير تجميد الضم، من خلال توجيه التهمة إلى غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي. في الواقع، تهديده بالذهاب إلى انتخابات إضافية بسبب الخلافات على الضم، والذي يتردد صداه على صفحات "يسرائيل هَيوم" مثير للشكوك. ما يهتم به الناخبون الإسرائيليون ليس الضم، بل الكورونا، وفي الأساس الأزمة الاقتصادية الهائلة التي ولّدها الوباء.
  • بحسب استطلاعات للرأي، فإن حل الائتلاف اليوم ينطوي على مخاطرة: الرأي العام يمكن أن يتغير في الخريف إذا لم يختفِ الكورونا هنا، وإذا تفاقم الوضع الاقتصادي. في هذه الأثناء، يخوض رئيس الحكومة معركة صدّ لتشعب التحقيقات ضده بقضايا جديدة وينتظر الفرصة التي تسمح له بالتوصل إلى الحل المرغوب بالنسبة إليه- انتخابات جديدة، فوز، وبعدهما قانون يوقف الإجراءات القانونية المفتوحة بحقه.
  • في لقاء غانتس بالمراسلين العسكريين في يوم الثلاثاء الماضي، كان من الصعب تجاهُل الوضع الكئيب لرئيس الحكومة المناوب. يعلم غانتس بأن انضمامه إلى نتنياهو وجّه له ضربة شخصية وسط ناخبيه. ثمة شك كبير في أن ينجح في إعادة موضعة نفسه كبديل في الانتخابات المقبلة. حالياً، هو يراهن على مرور الوقت. يأمل غانتس بأن يقتنع ناخبوه لاحقاً بأنه في الظروف التي واجهها، وفي ضوء تخوفه من فوز جارف لنتنياهو في انتخابات رابعة، فإنه قام بالأمر الصحيح. لكن يبدو أن إنجازاته القليلة- استقرار الاضطراب الداخلي في وزارة العدل، وربما شيء من الكبح في نقاشات الضم- غير كافية كي تمحو خيبة أمل الكثير من ناخبيه.
"يديعوت أحرونوت"، 24/6/2020
أهداف كثيرة في سورية ورسالة مهمة واحدة لإيران
رون بن يشاي - محلل عسكري
  • يعلم النظام السوري والجيش السوري جيداً مَن هاجم أراضيهم في الليلتين الأخيرتين. لديهما أجهزة رادار ومنظومات دفاع جوي متطورة، وهما يعرفان جيداً الجهة التي تنتمي إليها الطائرات المهاجمة، وكيف نفّذت مهمتها.
  • لذا، من الممكن الافتراض أن التقارير الآتية من سورية بشأن ثلاث موجات من الهجمات أول أمس والليلة هي تقارير موثوق بها. بالاستناد إلى التقارير المتعددة الآتية من سورية والأفلام، تظهر صورة واضحة جداً للنشاط الإيراني في سورية، ومساعدة النظام السوري لهذا النشاط، وما أراد الجيش الإسرائيلي تحقيقه في الهجمات- إذا كان سلاح الجو الإسرائيلي هو فعلاً المهاجم.
  • يبدو مؤخراً أن الإيرانيين خففوا كل ما له علاقة بنشاط مباشر لإقامة جبهة ضد إسرائيل في سورية بالقرب من الحدود في هضبة الجولان. جرى هذا في أعقاب اغتيال سليماني ووباء الكورونا الذي يؤذي إيران، ليس صحياً فقط بل اقتصادياً أيضاً. على ما يبدو، الذي حل محل سليماني ليس لديه الميزانيات التي كانت موضوعة بتصرف سليماني.
  • لذا، يركز خليفة سليماني إسماعيل قاآني على أمرين. يساعد أنصاره جيش الأسد في حربه على المتمردين الإسلاميين من السنّة في محافظة إدلب، ومشروع الصواريخ الدقيقة، ونشر منظومة صواريخ واسعة في سورية ولبنان.
  • الأهداف التي هوجمت هذه الليلة في سورية تقع في شمال سورية، وفي الشرق والجنوب الشرقي، ومن أجل إخفائها عن الاستخبارات الإسرائيلية يبدو أنه جرى توزيعها على مخازن غير كبيرة قريبة من منشآت للجيش السوري، أو في داخلها كي يكون من الصعب على سلاح الجو الإسرائيلي مهاجمتها.
  • بحسب التقارير الآتية من سورية، يبدو أن مَن يدافع عن مخازن الصواريخ هذه أو مواقع تخزين قطع صواريخ من أجل التصنيع في سورية هي ميليشيات شيعية تشغّلها إيران وتمولها في الأراضي السورية. ومن المحتمل أيضاً أن حديث التقارير عن مقتل عناصر من الميليشيات، الهدف منه التغطية على حقيقة أن هؤلاء كانوا إيرانيين. لسورية مصلحة في إخفاء حقيقة أن الإيرانيين موجودون في سورية ويستخدمون أراضيها لأهداف متعددة، ليس بالضرورة لمساعدة صمود نظام الأسد كما يصرحون. يعلم السوريون جيداً أن التقارير التي تتحدث عن خسائر إيرانية في سورية تؤثر سلباً في الرأي العام في إيران بحد ذاتها، فالإيرانيون لا يحبون عودة أبنائهم إلى الوطن في التوابيت. هذا يذكرهم بأنه في فترة صعبة كهذه يهدر فيها نظام آيات الله حياة الشباب والمال على أهداف ليست ضرورية للدفاع عن الشعب الإيراني. يحرص النظام السوري على عدم إحراج حليفه، لذا تتحدث التقارير عن ميليشيات شيعية. ويبرز من تقارير الليلة أنه هوجم أيضاً رادار ومركز للرقابة والتحكم للقيادة الجوية السورية.
  • هذا الهجوم جرى كما يبدو من أجل تأمين حرية عمل جوية للقوة الجوية المهاجمة، ولمنع تدمير جزء من الذخيرة، في الأساس صواريخ جو أرض أطلقتها الطائرات المهاجمة على أهدافها. لكن الهجوم هو أيضاً رسالة إلى النظام السوري مفادها: ما دمتم تقدمون غطاء وتدافعون عن الإيرانيين، ستواصلون دفع ثمن باهظ، على الرغم من عدم الاهتمام، على الأقل حالياً، بمواجهة مباشرة مع النظام السوري وجيشه.
  • في إطار التفاهمات مع روسيا، والتي تحدثت عنها وسائل الإعلام، إسرائيل لا تهاجم مباشرة نظام الأسد أو الجيش السوري، إلّا إذا عرقلا مهاجمتها في إطار معركة بين الحروب للتمركز الإيراني في سورية ضد إسرائيل، ومشروع الصواريخ الدقيقة التي تعطيها إيران لحزب الله في لبنان.
  • على ما يبدو، الروس حصلوا على تحذير قبل دقائق من كل موجة هجمات وقعت في أماكن بعيدة عن أماكن وجود عناصر الجيش الروسي. يحرص الروس أيضاً على عدم وضع الإيرانيين منشآت تخزين صواريخهم بالقرب من منشآت يوجد فيها الجيش الروسي، مع أن الإيرانيين فعلوا ذلك أكثر من مرة في سورية.
  • الرسالة المهمة للهجوم المنسوب إلى إسرائيل هذه الليلة تشبه الرسالة التي تُنقل مرة بعد مرة في الفترة الأخيرة إلى النظام في إيران: لن نسمح لكم بالتمركز في سورية، وسنعرقل بقدر المستطاع مشروع الصواريخ الدقيقة؛ ستدفعون الثمن بالدم والمال على عمليات ميؤوس منها، لن تمنحكم في نهاية الأمر تفوقاً عسكرياً والقدرة العسكرية المطلوبة لضرب إسرائيل إذا اندلعت حرب كبيرة.