مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
بيان ديوان رئاسة الحكومة: نتنياهو بدأ بمناقشة مسألة الضم وستكون هناك مناقشات إضافية في الأيام المقبلة
روسيا وتركيا وإيران: الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل في سورية تشكّل عاملاً ينتهك السيادة السورية ويزيد من التوتر في الشرق الأوسط
وزارة الصحة الإسرائيلية تعلن تسجيل أعلى معدل إصابات بكورونا في يوم واحد منذ بداية انتشار الفيروس
السلطة الفلسطينية تفرض إغلاقاً شاملاً في جميع أنحاء الضفة في إثر ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا
مقالات وتحليلات
جماعات الإنجيليين في الولايات المتحدة تحذّر ترامب من مغبة التراجع عن تأييده مخطط الضم
ماذا تريد "حماس"؟
الخط الأزرق: حدود إسرائيل - السودان؟ تحدي المتسللين من لبنان
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 2/7/2020
بيان ديوان رئاسة الحكومة: نتنياهو بدأ بمناقشة مسألة الضم وستكون هناك مناقشات إضافية في الأيام المقبلة

قال بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أمس (الأربعاء) إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عقد اجتماعاً مع كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية لمناقشة مسألة فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق من يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بحضور مستشار الأمن القومي مئير بن شبات.

وأضاف البيان أنه سيكون هناك مناقشات إضافية بشأن هذه المسألة في الأيام المقبلة.

وجاء هذا البيان في اليوم الذي حدده رئيس الحكومة لبدء عملية ضم مناطق من الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية، ووسط عدم اليقين بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستنفذ في نهاية المطاف هذه العملية التي أثارت إدانات شديدة من بعض أقرب حلفاء إسرائيل.

وفي وقت سابق أمس أكد وزير العمل والشؤون الاجتماعية أوفير أكونيس [الليكود] أن عملية الضم لن تبدأ في أول تموز/يوليو، وأشار إلى أن المسؤولين الإسرائيليين ما زالوا يعملون على التفصيلات النهائية مع المسؤولين الأميركيين، وتوقّع أن يتم الضم في وقت لاحق من تموز/يوليو الحالي.

وقال أكونيس في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"]، إن التنسيق مع الإدارة الأميركية ليس شيئاً يمكن رفضه.

وكان نتنياهو يهدف إلى بدء عملية الضم بحلول يوم 1 تموز/يوليو، وقال إنه يريد البدء بها بما يتماشى مع خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني المعروفة باسم "صفقة القرن"، والتي تنص على ضم نحو 30% من مناطق الضفة إلى السيادة الإسرائيلية، بينما تمنح الفلسطينيين في المقابل حكماً ذاتياً محدوداً في جيوب متقطعة في المناطق المتبقية. لكن مخطط نتنياهو للضم من جانب واحد تعرّض لانتقادات دولية شديدة. وقالت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول عربية إن ضم إسرائيل سينتهك القانون الدولي ويقوض الاحتمالات المتضائلة أصلاً لإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل، وعارض ذلك حتى حلفاء مقربون مثل بريطانيا.

وإلى جانب المعارضة الدولية، واجه نتنياهو تحفظات من حزب أزرق أبيض شريكه في الحكومة، وقال رئيس الحزب وزير الدفاع بني غانتس هذا الأسبوع إن الموعد الذي كان محدداً أمس ليس مقدساً، وأكد أن الضم يمكن أن ينتظر بينما تتعامل الحكومة مع أزمة فيروس كورونا.

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أنهم لا يريدون المضي قدماً في الخطة ما لم يوافق نتنياهو وغانتس عليها.

وقالت مصادر سياسية رفيعة في القدس إن إسرائيل تسعى لتغييرات في خريطة أميركية مقترحة للضم، وإن المسؤولين الأميركيين يطالبون ببادرة نية حسنة إسرائيلية للفلسطينيين كتعويض عن أي ضم يتم.

موقع Ynet، 2/7/2020
روسيا وتركيا وإيران: الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل في سورية تشكّل عاملاً ينتهك السيادة السورية ويزيد من التوتر في الشرق الأوسط

أكد كل من روسيا وتركيا وإيران أن الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل في سورية تشكّل عاملاً ينتهك السيادة السورية ويزيد من التوتر في منطقة الشرق الأوسط.

وجاء هذا التأكيد في بيان صادر عن الكرملين في موسكو أمس (الأربعاء)، بعد مكالمة هاتفية عبر الفيديو أجراها زعماء هذه الدول الثلاث. 

ودان الزعماء الثلاثة الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان وقالوا إنه يشكل انتهاكاً خطراً للقانون الدولي وتهديداً للسلام في المنطقة. 

"يديعوت أحرونوت"، 2/7/2020
وزارة الصحة الإسرائيلية تعلن تسجيل أعلى معدل إصابات بكورونا في يوم واحد منذ بداية انتشار الفيروس

قالت وزارة الصحة الإسرائيلية أمس (الأربعاء) إنه تم تسجيل 859 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية، وهو أعلى معدل في يوم واحد منذ بداية انتشار الفيروس.

وأضافت وزارة الصحة أن عدد حالات الإصابة النشطة ارتفع إلى 7838، بينها 56 حالة خطرة تم ربط 24 منها بأجهزة التنفس الاصطناعي. وبقيت حصيلة الوفيات منذ بدء انتشار الفيروس مستقرة عند 320 وفاة.

وقال رئيس قسم المستشفيات في وزارة الصحة إن أعداد المرضى الذين تم إدخالهم إلى المستشفيات آخذة بالازدياد، وأشار إلى فتح المزيد من الأقسام المخصصة لمرضى فيروس كورونا.

وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 أمس أن وزارة الصحة تطالب بفرض إجراءات إغلاق صارمة في عشرات المدن والبلدات لاحتواء الفيروس ومنع انتشاره.

من ناحية أُخرى، صادقت الهيئة العامة للكنيست مساء أمس بالقراءتين الثانية والثالثة على مشروع القانون الذي يتيح إمكان استخدام أساليب جهاز الأمن الإسرائيلي العام ["الشاباك"] لتعقب المصابين بفيروس كورونا ومَن يخالطونهم.

وأيد مشروع القانون 53 عضو كنيست وعارضه 38 عضواً.

ويتيح القانون لجهاز "الشاباك" تعقب هواتف المصابين بالفيروس والملزمين بالحجر الصحي المنزلي، ويستمر العمل بموجبه حتى يوم 21 تموز/يوليو الحالي.

"هآرتس"، 2/7/2020
السلطة الفلسطينية تفرض إغلاقاً شاملاً في جميع أنحاء الضفة في إثر ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا

أعلنت السلطة الفلسطينية أمس (الأربعاء) فرض إغلاق شامل في جميع أنحاء الضفة الغربية في إثر ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا.

وقال الناطق بلسان الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم إن الاغلاق يشمل كافة المناطق في الضفة الغربية، باستثناء عدة قرى ومخيمات لاجئين.

وقال ملحم إنه سيتم إغلاق أغلبية المصالح التجارية في الضفة الغربية ما عدا الصيدليات والمخابز، وذلك بدءاً من يوم غد الجمعة ولمدة 5 أيام.

وكانت السلطة الفلسطينية أعلنت صباح أمس تسجيل 280 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية، وارتفع عدد حالات الإصابة النشطة إلى 3045، بينها 1804 حالات في محافظة الخليل، كما توفي 11 فلسطينياً جرّاء إصابتهم بالفيروس. 

وازدادت المخاوف في السلطة الفلسطينية من موجة ثانية من انتشار كورونا خلال الأسبوعين الفائتين، إذ أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية سلسلة من الخطوات لمنع انتشار الفيروس. 

 

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 2/7/2020
جماعات الإنجيليين في الولايات المتحدة تحذّر ترامب من مغبة التراجع عن تأييده مخطط الضم
إيتمار أيخنر - مراسل سياسي
  • صعّدت جماعات الإنجيليين في الولايات المتحدة ضغوطها على الرئيس دونالد ترامب من أجل الدفع قدماً بمخطط ضم مناطق من يهودا والسامرة [الضفة الغربية] إلى إسرائيل، بل وحذرته من أنه في حال التراجع عن تأييده هذا المخطط فمن شأن ذلك أن يهدّد احتمالات فوزه في انتخابات الرئاسة الأميركية التي ستجري في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
  • وقال د. مايك إيفانس وهو أحد الشخصيات القيادية في أوساط الإنجيليين لصحيفة "يديعوت أحرونوت": "إن قدرة الرئيس ترامب على الفوز في انتخابات الرئاسة ستُحسم بأصوات الإنجيليين. ولن يكون بمقدوره الفوز من دوننا. نحن نؤيد الضم بنسبة 100%. وتأييدنا هذا لم يبدأ خلال ولاية ترامب إنما من منطلق كتابنا المقدس [التناخ] كوننا نؤمن بأن الرب قرر فرض السيادة قبل آلاف السنوات وقال ذلك للأنبياء اليهود."
  • وأضاف إيفانس: "أعتقد أن كل مستشار ينصح ترامب بالتراجع عن تأييده الضم من شأنه أن يمس بفرص فوزه في الانتخابات. وإن أسوأ شيء يمكن أن يقدم عليه ترامب هو أن يعلن أنه يعارض الاعتراف بدولة الكتاب المقدس، نظراً إلى كون جميع الإنجيليين موحدين من وراء هذا الكتاب الذي جاء فيه أن الرب سيبارك كل من يبارك إسرائيل. وأي مستشار يحثه على التراجع عن تأييد الضم يتسبب بإبعاده خارج البيت الأبيض."
  • وعقد إيفانس الذي أسس "متحف أصدقاء إسرائيل" في القدس، وهو موجود حالياً في الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، اجتماعاً مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومنحه جائزة أصدقاء إسرائيل بسبب تأييده الاستثنائي لإسرائيل واليهود. وتحادث الاثنان بشأن موضوع الضم. ويؤيد بومبيو مخطط الضم باعتباره شخصية قيادية في أوساط الإنجيليين.
  • ويقدّر إيفانس أنه في نهاية المطاف سيعطي ترامب الضوء الأخضر لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتنفيذ مخطط الضم، وذلك على خلفية سعي الرئيس الأميركي للفوز بولاية أُخرى بعد أربعة أشهر. وأكد إيفانس أن مجموعات الإنجيليين تؤيد ضم 30% من مناطق الضفة الغربية بموجب ما ورد في خطة "صفقة القرن". كما أكد أن ترامب قدم إلى الإنجيليين خلال سنوات ولايته أكثر مما كانوا يرغبون فيه، ولذا فهو لا يؤمن بأنه سيتراجع.
  • وختم إيفانس: "لو كنت مكان نتنياهو لضغطت على ترامب من أجل تنفيذ الضم قبل انتخابات الرئاسة الأميركية. لا أريد أن أستفيق بعد هذه الانتخابات مع رئيس ديمقراطي سيصنع الجحيم لإسرائيل."
مركز القدس للشؤون العامة والسياسة، 1/7/2020
ماذا تريد "حماس"؟
يوني بن مناحيم - محلل سياسي
  • اجتمع ممثلو الفصائل الفلسطينية في 28 حزيران/يونيو في فندق "كومودور" في غزة للبحث في خطوات ضد الضم الإسرائيلي المتوقّع في الضفة الغربية. في نهاية الاجتماع، جرى إعلان "يوم غضب" في الأول من تموز/يوليو، احتجاجاً على الضم. خلال الاجتماع، سُمعت تصريحات عدائية وشعارات ضد إسرائيل، وهاجم المشاركون في خطبهم السلطة الفلسطينية وسياستها إزاء إسرائيل أكثر مما هاجموا إسرائيل نفسها.
  • في وسائل التواصل الاجتماعي، وُجهت انتقادات للاجتماع والسخرية منه، اعتبروا أن التصريحات العدائية هي من أجل "أغراض داخلية" و"للتخفيف من الضغط". والظاهر أن التنظيمات في القطاع تحاذر التعهد بالدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل عندما تدخل خطة الفصل في حيز التنفيذ.
  • هناك 3 عوامل تقيد حرية عمل "حماس" في معارضتها خطة إسرائيل بالضم:
  • تفاهمات التسوية مع إسرائيل التي جرى التوصل إليها بوساطة مصرية، وخصوصاً تلك المتعلقة باستمرار الحصول على المال شهرياً من قطر.
  • أزمة الكورونا.

ج- الاتصالات بشأن صفقة جديدة لتبادل الأسرى، في 29 حزيران/ يونيو، تحدثت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن حدوث تقدم كبير في اتصالات صفقة تبادل للأسرى بين إسرائيل و"حماس".

  • تستخدم حركة "حماس" حرباً نفسية ضد إسرائيل في موضوع الضم، وتحاول أن تخلق انطباعاً بأنها ستخوض مواجهة عسكرية واسعة ضد إسرائيل في حال جرى تنفيذ الضم في الضفة الغربية.
  • هذه الحرب النفسية موجهة أيضاً نحو الجمهور الفلسطيني في المناطق، تحاول "حماس" أن تعطي انطباعاً بأنها، بعكس السلطة الفلسطينية، هي التي ستقود النضال ضد إسرائيل بشأن كل ما يتعلق بالضم. لذلك أعلن الناطق بلسان الذراع العسكرية في الحركة أبو عبيدة أن الضم هو "إعلان حرب".
  • لقد قادت "حماس" المعارضة العنيفة ضد خطة ترامب "صفقة القرن" منذ بدايتها في 14 شباط/فبراير 2018، وفي يوم انتقال السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، انقض عشرات الآلاف من الفلسطينيين على الحدود مع إسرائيل، وقُتل نحو 60 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي وجُرح المئات.
  • لكن الوضع الآن مختلف، أزمة الكورونا لم تنته، والوضع الاقتصادي الصعب في القطاع يزداد تفاقماً، ولا يريد زعيم "حماس" في القطاع يحيى السنوار أن يدفع القطاع ثمناً باهظاً لمواجهة عسكرية واسعة مع إسرائيل مثلما فعل في عملية "الجرف الصامد" في سنة 2014.
  • يريد السنوار التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل، ولقد طرح قبل 3 أشهر مبادرته الخاصة للمضي قدماً نحو الصفقة، ويريد تحقيقها واستغلال أزمة الكورونا للدفع قدماً بإطلاق سراح أسرى أمنيين في السجون الإسرائيلية.
  • في الأسبوع الماضي، التقت قيادتا "حماس" وحركة الجهاد الإسلامي في القطاع للتنسيق فيما بينهما في موضوع الضم الإسرائيلي. وبحسب مصادر مطلعة في قطاع غزة، جرى الاتفاق في الاجتماع على الأمور التالية:
  • الامتناع من الانجرار إلى مواجهة عسكرية شاملة مع إسرائيل.
  • تقوم "حماس" بغض نظرها عن إطلاق" قذائف مدفعية" بصورة متقطعة من القطاع في اتجاه إسرائيل، شرط ألّا يؤدي ذلك إلى رد عسكري إسرائيلي واسع.

ج- تنظيم تظاهرات شعبية كبيرة ضد الضم في جميع أنحاء القطاع، وسيُفحص احتمال استئناف مسيرات العودة لفترة معينة، إذا كان في الإمكان المحافظة على تعليمات الوقاية من وباء الكورونا.

د- احتمال خلق توتر على الحدود مع إسرائيل بواسطة إطلاق بالونات متفجرة أو مشتعلة.

ه- ستحاول "حماس" والجهاد الإسلامي تشغيل "خلايا نائمة" لتنفيذ هجمات ضمن حدود الضفة ضد جنود الجيش الإسرائيلي ومواطنين إسرائيليين.

  • في حركة "حماس" يدركون أنهم لا يستطيعون وقف الضم، حتى لو بادروا إلى مواجهة عسكرية واسعة مع إسرائيل في القطاع، ففي الوضع الحالي، سيكون هذا خطـأ كبيراً يتسبب بأضرار بالغة للقطاع وسكانه.
  • المهم حالياً بالنسبة إلى قيادة "حماس" هو الاعتبار السياسي، وكي وعي الرأي العام الفلسطيني بأن حركة "حماس" هي التي تقود المعارضة الحقيقية للضم المتوقع، وليس السلطة الفلسطينية التي تواصل التنسيق سراً مع إسرائيل من الناحية الأمنية، وتكتفي باعتصامات شعبية كبيرة، مثل الذي دعت إليه حركة "فتح" في أريحا في الأسبوع الماضي.
"مباط عال"، العدد 1342، 30/6/2020
الخط الأزرق: حدود إسرائيل - السودان؟ تحدي المتسللين من لبنان
أساف أوريون - باحث في معهد دراسات الأمن القومي
  • أدت الأزمة الاقتصادية العميقة في لبنان إلى انخفاض سريع في سعر الليرة، وإلى نقص في الدولارات وبطالة متزايدة. يمكن أن نجد أيضاً بين العاطلين من العمل نحو ربع مليون عامل أجنبي في لبنان، بينهم عدة آلاف من السودانيين. الضائقة الاقتصادية المتصاعدة تدفع عدداً منهم إلى البحث عن حظهم في إسرائيل، وبالاستناد إلى مصادر لبنانية، هم يستعينون بجهات تجارية أو إجرامية لنقلهم إلى الجنوب اللبناني وإيصالهم إلى قرب الخط الأزرق، ويدلونهم على كيفية اجتياز عائق الحدود والدخول إلى إسرائيل. باستثناء المتسلل الذي اعتُقل في مستوطنة شلومي وأُعيد إلى لبنان، جميع المحاولات التي حدثت مؤخراً انتهت بمنع الدخول إلى إسرائيل. متسلل واحد، اجتاز الحدود من لبنان في نهاية كانون الثاني/يناير اعتقله الجيش وسلمه إلى الشرطة الإسرائيلية، أُطلق سراحه في البلد. من الممكن أن يكون نجاحه وصل إلى أبناء بلده العاطلين من العمل، الموجودين في بيروت، وشجعهم على تقليده.
  • إيجاد رد مناسب على التحدي الجديد يتطلب فهم صفاته الخاصة وسياقه الحالي، بالمقارنة مع تحدي الهجرة من شبه جزيرة سيناء في الماضي وأيضاً تهديدات الإرهاب من لبنان.
  • تسلل طالبي العمل من سيناء كان جزءاً من منظومة اقتصادية واسعة تضمنت ملايين المهاجرين الأفارقة في مصر وشبكات متشابكة للإتجار بالبشر، عملت من القاهرة، وصولاً إلى سيناء. في فترات الذروة، اجتاز حدود إسرائيل في سيناء آلاف المتسللين شهرياً، ووصلوا إلى عشرات الآلاف في السنة. رد إسرائيل جرى بناؤه بالتدريج، ومن خلال توظيف موارد كبيرة - في إسرائيل، جرى إنشاء عائق "الساعة الرملية" من كرم سالم وحتى إيلات، وشق طرق آمنة، وإقامة منظومة جمع معلومات، وتكثيف حجم القوات لتأمين المنطقة. هذا بالإضافة إلى منشآت للاعتقال، وترتيب قانوني، وإجراءات إبعاد، وموافقة على دخول طالبي اللجوء. في موازاة ذلك، جرى تحسين الاتصال والتنسيق مع الجيش المصري والشرطة والأمن المركزي في غربي الحدود. كل ذلك أدى مع مرور الوقت إلى كبح الظاهرة وتقليصها إلى أحجام ضئيلة. لا يمكن مقارنة حجم التسلل من لبنان واحتمال توسعه بما عرفته حدود سيناء في بداية الألفية، ونقطة الاستهلال للجيش الإسرائيلي في الدفاع عن الحدود الشمالية من خلال العائق، وجمع المعلومات وعدد القوات، أفضل بما لا يقاس بما كان عليه الحال على طول الحدود بين إسرائيل وسيناء، والتي يبلغ طولها نحو 250 كيلومتراً.
  • الاستنتاج الذي يساوي بين تسلل مهاجر طالب عمل وبين تسلل مخربين خطـأ. تقنياً أي عائق وأي منظومة دفاعية قابلة للاختراق، لكن تزداد الصعوبة العملانية للقيام بذلك من دون الانكشاف كلما كبر حجم التسلل ومدى خطورته، وبالتأكيد خلال الأوقات العادية. من الأسهل اكتشاف مجموعة كبيرة تجتاز الحدود من اكتشاف متسلل واحد. على المستوى العسكري، معقولية حدوث هجوم كبير مفاجىء من جانب حزب الله على إسرائيل، من دون إنذار مسبق، ليست كبيرة. بخلاف طالبي العمل الذين تحركهم اعتبارات شخصية ومصلحة عملية، تخضع عمليات حزب الله لمنطق عسكري استراتيجي، وتأخذ في الاعتبار رداً قوياً من الجيش الإسرائيلي على عمل حربي كهذا. على سبيل المثال، أظهر حزب الله في منتصف نيسان/أبريل قدرته العملانية على قطع السياج الحدودي، لكن في المناسبة عينها أعطى نموذجاً من القيود الاستراتيجية التي يفرضها على نفسه - الامتناع من التسلل إلى أراضي إسرائيل عبر الفتحات التي فتحها.
  • لا يمكن الاستخفاف بالتوقعات المحقة لسكان الشمال فيما يتعلق بالأمن والإحساس به، أو إعفاء الجيش الإسرائيلي من تحمّل مسؤولية الدفاع عن سكان إسرائيل وحدودها وسيادتها. كما في حدود سيناء، الرد على التحدي الجديد يفرض تضافر عملية مستقلة في أراضي إسرائيل وجهوداً في الجانب الثاني من الحدود. بخلاف مصر الموقّعة اتفاق سلام مع إسرائيل، لبنان هو دولة عدوة ينشط في أراضيه جيش وطني، وشرطة، وأيضاً قوات حفظ السلام في الأمم المتحدة (اليونيفيل)، وقوة عسكرية أكثر أهمية - جيش حزب الله الذي يشكل نشاطه على طول الخط الأزرق التحدي الأمني الأساسي لقيادة الشمال.
  • الرد على تحدي المتسللين سيظل يعتمد على بنية تحتية وعائق حدودي ونشاطات الأمن الجاري لقيادة الشمال، المدعومة بجهد استخباراتي ملموس. بالاستناد إلى تقارير، اعتقل الجيش اللبناني متسللين اجتازوا الخط الأزرق، ربما حتى بعدد أكبر من تقدير الجيش الإسرائيلي، وأحياناً بمساعدة اليونيفيل. القوى الأمنية اللبنانية المسؤولة عن أمن الحدود والسيادة يمكنها بسهولة منع عبور المتسللين قبل وصولهم إلى الخط الأزرق.
  • بالنسبة إلى حزب الله، هناك من يعتقد أن إحراج إسرائيل، والتوترات بين الجيش وسكان الشمال، وإشغال القيادة الشمالية وزيادة الجهد العملاني الذي تبذله، هو أمر مفيد للحزب، لذا فهو سيدعم استمرار التسلل، وربما يكون متورطاً فيه نظراً إلى سيطرته المُحكمة على منطقة الحدود مع إسرائيل، ولا يمكن للمتسللين العبور من دون موافقته. في المقابل، السودانيون الموجودون من دون مراقبة في مناطق النشاط العملاني لحزب الله على طول الحدود، بما فيها المناطق المغلقة بواسطة نقاط مراقبة تعمل تحت غطاء المنظمة البيئية "أخضر من دون حدود"، يشكلون نقطة ضعف أمنية بالنسبة إلى حزب الله نفسه، لأنهم بعد اجتيازهم الحدود سيتعرضون للتحقيق في إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، تحدي التسلل يزيد من اليقظة العملانية للجيش الإسرائيلي، ويساعد في تحديد الخروقات ونقاط الضعف في الدفاع، وكما في الحدود مع مصر، من المتوقع أن يؤدي تدريجياً إلى تعزيز كبير للجيش الإسرائيلي في المنطقة. يجري التعبير عن تصاعُد التوتر العملاني من خلال ازدياد نشاط الطائرات، والقوات، وطلقات إنارة يُشعر بها على جانبي الحدود، وفي ليال كهذه يتبدد الهدوء بالنسبة إلى سكان الشمال وأيضاً القرى الشيعية في الجنوب اللبناني، قاعدة تأييد حزب الله. في موازاة ذلك، تزداد معقولية وقوع حوادث إطلاق نار على الحدود، بما فيها من قوات حزب الله التي تعمل في المنطقة، وعلى رأسها فرقة الرضوان. بذلك تزداد مخاطر حدوث تصعيد غير مخطَّط له، وبحسب قادة حزب الله، لا يريدونه.
  • منع التصعيد هو مصلحة مشتركة للجيش الإسرائيلي وحزب الله، وللجيش اللبناني وقوات اليونيفيل التي يمكن ربط نشاطها بهذا الموضوع، قبل شهرين من تجديد تفويضها في مجلس الأمن. بالنسبة إلى جميع هذه الأطراف، المقصود جهد محدود مع مخاطرة منخفضة يرسم إطار حل محتمل. احتمال رد آخر هو من خلال مساعدة حكومة جنوب السودان، سواء عبر تأثيرها في مواطنيها الموجودين في لبنان، أو من خلال استيعاب طالبي عمل من لبنان.
  • في خلاصة الأمر، مفتاح الرد على المتسللين يكمن في تحليل واعٍ لخصائص التحدي الفعلي. ما يجري ليس غزواً لعشرات آلاف المتسللين من لبنان أو تسلل مخربين إلى البلد، وبالتأكيد ليس مخططات لهجوم يشنه حزب الله في حال نشوب حرب. بالإضافة إلى الرد العملاني الذي يدخل ضمن مسؤولية الجيش الإسرائيلي، تتحمل القيادة المدنية المسؤولية أيضاً عن حصانة السكان وإحساسهم بالأمن، وتصريحاتها تؤثر، سواء في الجمهور في الداخل، أو في العدو، نحو الأفضل أو الأسوأ.
  • بالإضافة إلى الرد من جنوبي الخط الأزرق، هناك إمكان لكبح المتسللين شمالي الخط من جانب لبنان، واليونيفيل، وحتى حزب الله، وذلك بمساعدة جهود سياسية وأدوات اقتصادية. في الخلاصة - التي يجب أن يسمعها ويراها لبنان - هي أن مسعى التسلل من لبنان إلى إسرائيل محكوم عليه بالفشل، ولا يحمل في نهايته حكاية نجاح وعمل ورفاه اقتصادي، بل فقط مخاطر ومصاعب ونفقات.