مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو وكوخافي: قوة الردع لدى الجيش الإسرائيلي آخذة بالتعاظم
نتنياهو وكاتس يعرضان تفصيلات خطة اقتصادية جديدة بحجم نحو 50 مليار شيكل لدعم الذين تضرروا مادياً بسبب أزمة فيروس كورونا
رئيس هيئة الأركان العامة يدخل إلى حجر صحي بسبب وجوده برفقة ضابط تأكد أنه مصاب بفيروس كورونا
استطلاع "معاريف": 64 مقعداً لمعسكر أحزاب اليمين والحريديم في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 الآن
مقالات وتحليلات
الصواريخ الإيرانية أكبر خطر على دولة إسرائيل
ما لم تفعله الملفات والتحريض ضد نتنياهو سيفعله وباء الكورونا
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 10/7/2020
نتنياهو وكوخافي: قوة الردع لدى الجيش الإسرائيلي آخذة بالتعاظم

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن قوة الردع لدى الجيش الإسرائيلي آخذة بالتعاظم وأكد أن إسرائيل تعمل حالياً في ثلاثة مسارات أمنية وسياسية.

وأضاف نتنياهو في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم إحياء ذكرى جنود الجيش الإسرائيلي الذين قُتلوا في أثناء حرب لبنان الثانية [صيف 2006] أقيمت أمس (الخميس)، أن أول هذه المسارات هو التصدي لمحاولة إيران التموضع عسكرياً في سورية، وثانيها إحباط محاولة حزب الله تطوير صواريخ ذات دقة عالية في لبنان، وثالثها وهو الأهم إفشال محاولات طهران الحصول على أسلحة نووية.

وكان رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي أكد في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم تخريج دفعة أُخرى من طلاب كلية الأمن القومي أقيمت أول أمس (الأربعاء)، أن قوة الردع لدى الجيش تتعاظم.

وأضاف كوخافي أن تعاظم قوة الردع لدى الجيش هو أساساً نتيجة العمليات العسكرية الأخيرة التي تنفَّذ بدقة ومهنية فائقة على أيدي أشخاص متفوقين يحلقون سراً على بعد مئات الكيلومترات من الحدود ويضربون أهدافاً عسكرية تشكل تهديداً لإسرائيل وسكانها.

"يديعوت أحرونوت"، 10/7/2020
نتنياهو وكاتس يعرضان تفصيلات خطة اقتصادية جديدة بحجم نحو 50 مليار شيكل لدعم الذين تضرروا مادياً بسبب أزمة فيروس كورونا

عرض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير المال يسرائيل كاتس أمس (الخميس) تفصيلات خطة اقتصادية جديدة بحجم نحو 50 مليار شيكل لدعم المواطنين وأصحاب المصالح التجارية الذين تضرروا مادياً في إثر أزمة فيروس كورونا.

وتشمل الخطة دفع مخصصات بطالة لمدة سنة للأجيرين الذين أُقيلوا أو أُخرجوا إلى إجازة غير مدفوعة الأجر. ويقضي بند آخر بمنح هبة مالية فورية بمبلغ 7500 شيكل للمستقلين، ثم منحهم مخصصات شهرية ستكون متعلقة بمدى الضرر الذي لحق بهم.

وأكد نتنياهو أن اقتصاد إسرائيل متين وأن في إمكان الدولة أن تقترض بفائدة منخفضة جداً.

وقال وزير المال كاتس إن الخطة توفر شبكة أمان للمستقلين الذين سيتقاضون هبات لتغطية نفقاتهم الثابتة. كما سيتم صرف بدل بطالة للأجيرين الذين عملوا مدة 6 أشهر قبل خروجهم من سوق العمل وليس مدة سنة كما كان الأمر سابقاً.

من ناحية أُخرى، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية مساء أمس (الخميس) أنه تم تسجيل 1322 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية، وأن حصيلة الوفيات منذ بداية تفشي هذا الفيروس في إسرائيل ارتفعت إلى 348 وفاة.

وأشارت وزارة الصحة إلى أن عدد حالات الإصابة الخطرة ارتفع إلى 122 حالة تم ربط 39 منها بأجهزة التنفس الاصطناعي.

 

"يسرائيل هيوم"، 10/7/2020
رئيس هيئة الأركان العامة يدخل إلى حجر صحي بسبب وجوده برفقة ضابط تأكد أنه مصاب بفيروس كورونا

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال أفيف كوخافي دخل أمس (الخميس) إلى حجر صحي بسبب وجوده قبل أسبوع برفقة ضابط تأكد أنه مصاب بفيروس كورونا.

وأضاف البيان أنه بناءً على تعليمات وزارة الصحة، سيخضع رئيس هيئة الأركان وضباط آخرون للحجر الصحي مدة أسبوع،وسيواصل جدول أعماله وفقاً لشروط الحجر.

وأكد البيان أن كوخافي بصحة جيدة ولا يشعر بأي أعراض للمرض وسيجرى له قريباً فحص للتأكد من عدم انتقال العدوى إليه.

وذكرت مصادر عسكرية رفيعة المستوى أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في صفوف الجيش الإسرائيلي ارتفع بشكل حاد في الآونة الأخيرة.  وأضافت هذه المصادر نفسها أنه خلال الساعات الـ24 الماضية تم تسجيل 66 حالة إصابة أُخرى ليبلغ العدد الإجمالي للمصابين 316 جندياً جميعهم في حالة طفيفة.

"معاريف"، 10/7/2020
استطلاع "معاريف": 64 مقعداً لمعسكر أحزاب اليمين والحريديم في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 الآن

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "معاريف" بواسطة "معهد بانلز بوليتيكس" المتخصص في شؤون الاستطلاعات هذا الأسبوع، أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 الآن، سيحصل معسكر أحزاب اليمين على 48 مقعداً، ومعسكر أحزاب الوسط - اليسار على 32 مقعداً، ويحصل حزبا اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] على 16 مقعداً، وحزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان على 9 مقاعد، والقائمة المشتركة على 15 مقعداً.

ووفقاً للاستطلاع، تحصل قائمة حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو على 36 مقعداً، وقائمة حزب أزرق أبيض برئاسة بني غانتس على 10 مقاعد، وقائمة "يوجد مستقبل - تلم" برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد على 16 مقعداً، وقائمة تحالف "يمينا" برئاسة وزير الدفاع نفتالي بينت المكونة من حزب "اليمين الجديد" برئاسة بينت، وحزب "البيت اليهودي" برئاسة وزير التربية والتعليم رافي بيرتس، وحزب "الاتحاد القومي" برئاسة وزير المواصلات بتسلئيل سموتريش على 12 مقعداً.

وتحصل قائمة حزب شاس الحريدي على 9 مقاعد، وقائمة الحزب الحريدي يهدوت هتوراه على 7 مقاعد، وقائمة حزب ميرتس على 6 مقاعد.

ولن تتمكن قوائم أحزاب العمل و"غيشر" و"عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).

وشمل الاستطلاع عينة مؤلفة من 532 شخصاً يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4.4%.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 9/7/2020
الصواريخ الإيرانية أكبر خطر على دولة إسرائيل
يتسحاق بريك - لواء في الاحتياط، كان مفوضاً لتقبّل شكاوى الجنود خلال السنوات 2008-2019
  • منذ أكثر من عقد يدأب الإيرانيون على إنشاء منظومة ضخمة من صواريخ وقذائف صاروخية لدى التنظيمات الدائرة في فلك إيران حول دولة إسرائيل (حزب الله في لبنان، "حماس" والجهاد الإسلامي في غزة، والحوثيون والميليشيات الشيعية في اليمن وسورية والعراق). يوجد اليوم أكثر من 200 ألف (!) صاروخ وقذيفة صاروخية موجهة إلى المراكز السكنية في إسرائيل، وإلى أهداف استراتيجية، وإلى بنى تحتية أمنية ومدنية حيوية (مثل قطاع الطاقة، وموارد طبيعية: كهرباء، وقود، غاز ومياه، وسائل إعلام، مواصلات، وصحة الجمهور وأمنه).
  • تهديد هذه الصواريخ حوّل إسرائيل إلى الدولة الأكثر عرضة للتهديدات في العالم. في العقد الذي أُنشئت فيه هذه المنظومة الضخمة من حولنا، غرقت القيادة الأمنية والسياسية في إسرائيل في سبات عميق. فهي لم تُعدّ الجيش ولا الدولة لمواجهة الخطر المتنامي أمام أعيننا، لا من ناحية القدرة الهجومية ولا من ناحية قدرة الدفاع عن الجبهة الداخلية وإعدادها لاستيعاب سقوط آلاف الصواريخ يومياً.
  • في تلك السنوات وحتى اليوم فضّلت هذه القيادة استخدام المعركة بين الحروب التي تتجلى  في هجمات جوية على أهداف في سورية من أجل كبح التمركز الإيراني فيها، ولمنع تهريب صواريخ ومكونات تجعلها أكثر دقة إلى حزب الله في لبنان عن طريق سورية. هذه الهجمات الجوية مع كل أهميتها نقطة في بحر، وهي ليست قادرة على كبح السيطرة الإيرانية في سورية، وحتى منع الاستمرار في تحويل صواريخ الحزب إلى صواريخ دقيقة؛ هي تعطي الجمهور انطباعاً بأننا نسيطر على الوضع، لكن الأمر ليس كذلك. مكونات الصواريخ الدقيقة تنتقل من إيران عن طريق البر، أو عن طريق البحر، أو بطائرات لتصل مباشرة إلى يدي حزب الله.
  • إحساسي هو أن التاريخ يعيد نفسه، فالهجمات في سورية تذكّرني بالمعركة الجوية التي جرت قبل شهر من حرب يوم الغفران [حرب أكتوبر 1973] على الحدود بين سورية وإسرائيل، وعلى الحدود بين سورية ولبنان. في هذه المعركة أسقطنا 12 طائرة ميغ سورية وسقطت لنا طائرة واحدة فقط. هلّل شعب إسرائيل لانتصارنا الجوي وشعر بأن لديه جيشاً ما من قوة تستطيع الانتصار عليه. بعد مرور شهر على هذه المعركة، نشبت حرب يوم الغفران، ودفعنا فيها ثمناً باهظاً جداً للغطرسة والمكابرة.
  • أشعر بأننا اليوم في الوضع عينه: قصفنا في سورية الذي يؤثر مثل نقطة في بحر، يصرف أنظار القيادة الأمنية والسياسية عن الانشغال بالأساس، وهو – إعداد مكثف للجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية للخطر الوجودي المتعاظم من حولنا. منذ عدة سنوات، الجيش الإسرائيلي مشغول بالمعركة بين الحروب، وليس بالتحضير للحرب المقبلة. هذه العملية تخدم الإيرانيين الذين درجوا على عدم الرد بقوة على ضربنا عناصرهم وبناهم التحتية التي يبنونها في سورية. هدفهم هو تنويمنا لنتيح لهم أن يستكملوا بهدوء عملهم في ترسيخ منظومة الصواريخ من حولنا، والامتناع من خلق توترات وانفجار قبل إنجاز عملهم. وهم ينتظرون الوقت الملائم لهم وصبرهم كبير جداً.
  • تصريحات نفتالي بينت، عندما كان وزيراً للدفاع، بأن الإيرانيين يخرجون من سورية، تدل على أن التكتيك الإيراني بتنويم قيادتنا إلى أي حد هو ناجع؛ هم ينتظرون مثل هذه التصريحات تحديداً. الإيرانيون يسيطرون حالياً على سورية سيطرة لا حصر لها. النظام السوري تحول إلى ألعوبة يحركها الإيرانيون ويسيطرون عليها. سورية والعراق هما جسر من ذهب يربطان إيران بحزب الله في لبنان. مؤخراً فقط، أعلن زعيم حزب الله حسن نصر الله، أن مشروع الصواريخ الدقيقة انتهى وأُنجز. حتى لو كان يبالغ، فلا شك في أنه يجب الرد على كلامه بجدية كبيرة قبل أن يؤدي إطلاق آلاف الصواريخ يومياً نحو أهداف استراتيجية وأمنية ومدنية، وإلى المراكز السكنية إلى إعادة إسرائيل عشرات السنوات إلى الوراء، ويصيب سكانها واقتصادها بضربة قاتلة.
  • من الناحية الإيرانية، توجيه ضربة تقليدية هائلة لإسرائيل تكفي قطعاً وتؤدي إلى النتائج المرجوة بالنسبة إليهم. السلاح النووي الإيراني الذي يسعون للحصول عليه، هدفه في نظرهم خلق توازن رعب بين إيران وإسرائيل. بالنسبة إليهم، إطلاق كتلة كبيرة من الصواريخ التقليدية نحو إسرائيل من كل التنظيمات الدائرة في فلكهم، سيتسبب بأضرار جسيمة لإسرائيل لا تقل عن أضرار قنبلة نووية، إنما من دون إشعاعات نووية. إطلاق مثل هذه الكتلة من الصواريخ لن يعتبره العالم تجاوزاً للخطوط الحمراء للقانون الدولي الذي يمنع استخدام سلاح نووي.
  • محاولة الإيرانيين بناء قدرة نووية هدفها التلميح إلى إسرائيل: "انظروا لقد حذرناكم، إذا استخدمتم سلاحاً نووياً ضد إيران، سنضربكم بسلاح لا يقل فتكاً عن النووي." في هذه المعادلة هناك مشكلة خطرة جداً لإسرائيل، لأنها لا تملك رداً على 3000 صاروخ كبير وصغير يُطلق عليها يومياً، مئات منها هي صواريخ دقيقة تحمل مئات الكيلومترات من مادة متفجرة في كل صاروخ. إذا سقطت الصواريخ يومياً على المراكز السكانية في غوش دان وخليج حيفا، وبئر السبع، والقدس، وإذا أصابت أهدافاً استراتيجية وأمنية ومدنية، فإنها ستكبد إسرائيل خسائر فادحة وأضراراً جسيمة من الصعب توقّع حجمها.
  • في نظر الإيرانيين، توازن الرعب النووي الذي سينشأ بين إيران وإسرائيل سيمنع هذه الأخيرة من استخدام سلاح نووي، وسيمنح إيران والتنظيمات الدائرة في فلكها تفوقاً كبيراً على إسرائيل. توازن رعب نووي كهذا يمكن أن ينشأ أيضاً إذا إيران كانت اشترت - أو ستشتري في المستقبل - بضع قنابل نووية من كوريا، قبل أن تنجز بنفسها تطوير قنبلة نووية.
  • هذا الوضع يفرض على متخذي القرارات في المستويين السياسي والعسكري الدخول في جوهر ما يجري والبدء فوراً بنقاشات حتى التوصل إلى قرارات لتطبيق فوري، ووسائل عمل لإسرائيل والجيش في مواجهة هذا التهديد الوجودي.
  • ويجب أن يكون من بين هذه القرارات إنشاء مجلس له صلاحيات يمنحها القانون، تكون مهمته بلورة عقيدة أمنية قومية، والتفكير في حلول دفاعية وهجومية في مواجهة صواريخ العدو وقواته البرية. ويقترح هذا المجلس كيفية الدفاع عن السكان في الأماكن الحساسة، ويعالج في العمق ما المتوقع أن تكون الجبهة المركزية في الحرب المقبلة- الجبهة الداخلية. تقوم الحكومة بتحويل الحلول المقترحة إلى مشاريع وطنية، مثل تطوير الليزر الشديد القوة.
  • هذه القرارات ستشمل تعزيز قدرة الجيش الإسرائيلي على الدفاع عن حدود الدولة وقدرته على شن هجوم في أماكن تحسن قدرته على الحسم. مليارات كثيرة من الشيكلات التي تذهب اليوم هباء يمكن تحويلها إلى هذه الموضوعات، من خلال زيادة نجاعة الجيش ووزارة الدفاع، في الأساس في مجال مشتريات السلاح والعقود بين وزارة الدفاع وشركات مدنية (مثل شراء الغواصات ومشاريع أُخرى كثيرة).
  • يصر مراقب الدولة لسبب ما على عدم المبادرة إلى انتقاد واسع في وزارة الدفاع والجيش لكل ما له علاقة في مجال المشتريات والعقود والمشاريع الكبرى. على ما يبدو، هو يتخوف من أن يفتح صندوق باندورا، على الرغم من أن مهمته، بحسب القانون، اقتراح وسائل لتحسين سلوك سيء، من أجل الاستغلال الناجع لميزانية وزارة الدفاع والجيش لتعزيز قدرات الجيش الإسرائيلي.

 

 

 

"هآرتس"، 10/7/2020
ما لم تفعله الملفات والتحريض ضد نتنياهو سيفعله وباء الكورونا
ر. هيخت - محللة سياسية
  • من دون تغيير جوهري في معالجة أزمة الكورونا، يمكن أن تنشب في إسرائيل ثورة مدنية لم نشهد مثيلاً لها. هذا لن يكون مثل احتجاج صيف 2011، مع خيام وغضب موجّه ضد عدم القدرة على شراء منزل في تل أبيب، أو مجرد تظاهرة كراهية ضد بنيامين نتنياهو. هذا سيكون احتجاج أشخاص جرحى ومسحوقين نُهبت كرامتهم الشخصية، وأولادهم يواجهون الجوع. وهو سيجري على خلفية انهيار الطبقة الوسطى، وفي الأساس على خلفية القطيعة المرضية للحكومة التي تضم وزراء ونواباً للوزراء أكثر من المرضى الموصولين بأجهزة تنفس اصطناعي في المستشفيات.
  • الجميع هاجم بغضب تسحي هنغباي بعد تصريحاته في برنامج "أوفيرا وباكو" [التي قال فيها إن القول إن الناس على أبواب مجاعة جنون، ثم اعتذر لاحقاً عن كلامه]. الحقيقة هي أن هنغابي هو فتات ضئيل موجود على السطح. مَن ينشغل بالضم ولجان تحقيق مع القضاة بينما القطاع الخاص ينهار، وأكثر من مليون شخص من دون عمل، ونحو مليون إضافي يعيشون رعب الصرف من العمل - هو نموذج عن انفصال عن الواقع.
  • هذه الأزمة ليست كالأزمة المالية في سنة 2008، ولا السنوات الأكثر صعوبة في بداية الألفية. الذين يتجادلون بشأن مدى خطورة الوباء يتسلحون بحجج ورسوم بيانية من هنا وهناك، لكن الحقيقة هي أن عدم اليقين لن يتضح في المدى القريب. الإنسانية كلها تواجه وباء غير معروف، وتحاول أن تتعرف على طبيعته وتداعياته. وتحديداً في الوقت المطلوب فيه قيادة شجاعة جداً، تتصرف الحكومة بمستوى متدن جداً.
  • لم يختر مقرّرو السياسات مساراً واضحاً لمواجهة عدم اليقين. هم يثيرون جنون رجال الأعمال بأنظمة طوارىء نزقة منفصلة عن الواقع، ويثيرون الاضطراب لدى الرأي العام بتهويلات دراماتيكية. في خضم كل هذه الفوضى، هناك معادلة واحدة يجب أن تكون واضحة وبسيطة: إذا قرروا أن هناك حاجة إلى إغلاق أعمال تخوفاً من المرض، أو خوفاً من عدم اليقين، يجب على الدولة التعويض على أصحاب الأعمال، وعلى العاملين لديهم فوراً، وبصورة كاملة.
  • كارهو نتنياهو معجبون به من دون أن يدركوا ذلك، لأنهم ينسبون إليه قوى شيطانية، وهم يعتقدون أنه سيستغل الأزمة لمصلحته، مثل إيجاد سبيل لتأجيل محاكمته، أو ربما سيغير أسلوب الحكم لتحصين سلطته. صحيح أنه توجد مقالات تتنبأ بنهاية بنيامين نتنياهو أكثر من عدد العاطلين من العمل، لكن الحقيقة هي أن أزمة الكورونا هي أكبر خطر جوهري يواجهه حكمه في السنوات الطويلة التي هو فيها زعيم لإسرائيل. ما لم تفعله جرائم التحريض والاستفزاز والملفات الجنائية والكراهية الحقيقية التي يشعر بها تجاه نتنياهو جزء من هذا الشعب - سيفعله الوباء الذي يكشف قطيعة نتنياهو مع الواقع حتى في نظر أكبر أنصاره. الأزمة تكشف الحقيقة البسيطة أن رئيس الحكومة لا يعرف كيف يعيش الإنسان العادي، ولا الخوف على مصدر الرزق.
  • مناصرو بنيامين نتنياهو لا يزالون يمسكون بالليكود، ومنذ وقت قريب استوطنوا جيداً في اليمين، الذي لم يكن يثق قط بنتنياهو، لكنه قدم له دعماً واسعاً، وكان مسروراً بدعمه في مواجهة الجهاز القضائي المكروه من قبلهم. لكن للجائعين سلّم أولويات مختلف. من دون انعطافة في معالجة الموضوع الاقتصادي، فإن نتنياهو سيدفع الثمن من حكمه. وهذا سيؤدي إلى نهايته.