مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال علي راشد النعيمي، وهو من الشخصيات المقربة من ولي العهد ورئيس المركز الدولي لمكافحة التطرف، لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس إن اتفاق السلام مع إسرائيل سيوقَّع هذا الشهر، وبعد ذلك فوراً ستبدأ الرحلات المباشرة بين الدولتين. وأضاف أن اليوم الذي سيقوم فيه ولي عهد الإمارات محمد بن زايد بزيارة إلى إسرائيل ليس بعيداً. وأعرب النعيمي عن أمله بأن تتخلى إسرائيل عن معارضتها شراء الإمارات طائرات أف-35.
وطلب النعيمي من الإسرائيليين عدم مقارنة الاتفاق مع الإمارات باتفاقيْ السلام مع مصر والأردن. ففي رأيه هناك فارق كبير، لأن" زعامتنا أكثر دينامية وانفتاحاً". وبحسب كلامه، موعد توقيع الاتفاق لم يحدَّد بعد، لكنه سيجري في أيلول/سبتمبر في البيت الأبيض، بمشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد بن زايد. وتمنى النعيمي على الزعماء العرب المشاركة في احتفال توقيع الاتفاق.
وعندما سُئل النعيمي عن رأي مواطني الإمارات في الاتفاق أجاب: "يجب التمييز بين جيلين. الجيل الجديد يرغب في علاقات جديدة مع إسرائيل، وليس لديه العوائق والحواجز التي كانت لدى الجيل القديم. لزعامتنا سجل ناجح جداً وكل وعودها تتحقق. ليس لدينا مشكلة مع الرأي العام، على العكس، الأغلبية تؤيد الاتفاق، حتى الـ400 ألف فلسطيني الذين يعيشون في الإمارات هم مع الاتفاق."
وسُئل عن رأيه في الإسرائيليين فأجاب: "الإسرائيليون يرون في الجانب العربي التهديد. وهذه أول مرة يرون فيها فرصة للسلام تأتي من دولة الإمارات العربية المتحدة. عندما أتحدث عن السلام أشدد دائماً، ليس فقط على التطبيع بل أيضاً على سلام وتعايش."
حذر الاتحاد الأوروبي صربيا وكوسوفو من فتح سفارتين لهما في القدس الشرقية، ومن أن هذا قد يشكل خطراً على انضمامهما إلى الاتحاد. وقال الناطق بلسان المفوضية الأوروبية إن ليس هناك دولة في الاتحاد الأوروبي لديها سفارة في القدس الشرقية. وأي خطوة دبلوماسية يمكن أن تشكك في الموقف المشترك للاتحاد إزاء القدس الشرقية هي خطوة مقلقة جداً.
جاء هذا الموقف بعد إعلان الرئيس الأميركي يوم الجمعة الماضية أنه بعد وساطة أميركية تعهدت صربيا بنقل سفارتها إلى القدس في تموز/يوليو 2021. كما أعلن ترامب أن إسرائيل وكوسوفو قررتا إقامة علاقات دبلوماسية بينهما. وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاق بين كوسوفو وصربيا الذي وافقتا خلاله أيضاً على الدفع قدماً بعلاقاتهما بإسرائيل تحقق خلال يومين من الاجتماعات التي عقدتها الإدارة الأميركية مع الرئيس الصربي، ومع رئيس حكومة كوسوفو.
شن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يوم الإثنين هجوماً حاداً على زعماء المعارضة واتهمهم بأنهم يشجعون على الفوضى ويلحقون الضرر بجهود الحكومة من أجل مكافحة الكورونا لدوافع سياسية. وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي عقده "مع الأسف هناك سياسيون يستغلون الوضع لمصالح سياسية، ويدعون الناس إلى عدم التقيد بالتوجيهات. هذا يمكن أن يؤدي إلى الفوضى. كونوا مسؤولين وتوقفوا عن هذا السلوك غير اللائق، هذه ليست قيادة."
في موازاة ذلك، أرسل نتنياهو رسالة إلى كل من يائير لبيد، وأيمن عودة، وأفيغدور ليبرمان ونفتالي بينت أوضح لهم فيها أن تصريحاتهم عديمة المسؤولية، وهي تضعف وتقسم وتضر وحدة الجمهور في مكافحة الكورونا"، وطلب منهم مساعدته في إقناع الجمهور بالتقيد بتعليمات الحكومة.
وقد رد رئيس حزب يوجد مستقبل يائير لبيد على رسالة نتنياهو برسالة اتهم فيها نتنياهو بأنه هو من يسيء إلى محاربة الكورونا، محملاً إياه الفشل الذريع في اتخاذ القرارات، الأمر الذي أدى إلى وفاة أكثر من ألف شخص بالوباء، وتحول أكثر من مليون إسرائيلي إلى عاطل من العمل، وإغلاق أبواب نحو 70 ألف شركة، ونشوء أكبر عجز في ميزانية إسرائيل. وطلب يائير من نتيناهو الاعتراف بفشله وتقديم استقالته.
يأتي هذا الجدل على خلفية تراجُع نتنياهو في اللحظة الأخيرة عن الموافقة على توصيات المسؤول عن مكافحة الكورونا البروفيسور روني غامزو، والتي طالب فيها بفرض إغلاق كامل وقيود صارمة على البلدات المصنفة حمراء، حيث يرتفع معدل تفشي الوباء، بينها العديد من البلدات الحريدية.
وبدلاً من توصيات غامزو وافقت الحكومة على اقتراح رئيس الحكومة فرض منع تجول ليلي ووقف الدراسة في 40 بلدة، جزء صغير منها فقط بلدات حريدية، وذلك بعد أن هدد رؤساء بلدات حريدية بعدم التقيد بقرارات الحكومة فرض الإغلاق الكامل على بلداتهم التي يشهد معظمها ارتفاعاً كبيراً في تفشي العدوى، ولا سيما بين تلامذة اليشيفوت [المدارس الدينية الحريدية] بسبب عدم تقيدهم بإجراءات الوقاية المطلوبة.
وسجلت إسرائيل في الأمس عدداً قياسياً في الإصابات بالكورونا التي بلغت 3.392 إصابة.
يقوم وفد من التشاد برئاسة الجنرال عبد الكريم ديبي، رئيس الطاقم الوزاري في التشاد ونجل الرئيس التشادي إدريس ديبي، بزيارة إلى إسرائيل، حيث سيجري سلسلة لقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين، بينهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وذلك بهدف الدفع قدماً بالعلاقات بين تشاد وإسرائيل. ومن المعلوم أن رئيس التشاد إدريس ديبي قام قبل عامين بزيارة تاريخية إلى إسرائيل التقى خلالها نتنياهو وأعلن عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
تجدر الإشارة إلى أن تشاد قطعت علاقاتها بإسرائيل في سنة 1973 بعد حرب الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر] وكانت واحدة من بين 30 دولة أفريقية قطعت علاقاتها بإسرائيل. لكن على الرغم من ذلك استمرت العلاقات السرية بين البلدين حتى الإعلان الرسمي لعودة العلاقات الدبلوماسية بينهما في سنة 2018.
- خضوع بنيامين نتنياهو لرؤساء البلدات الحريدية - الذين هددوا بعدم التعاون مع الحكومة إذا فرضت إغلاقاً على بلداتهم - وتراجعه عن نيته فرض إغلاق موضعي على عشر بلدات، هو دليل آخر على فشله الذريع في إدارة أزمة الكورونا. وهو أيضاً دليل صارخ على أن الدولة لا يمكن أن تعمل كما يجب عندما يكون رئيس الحكومة متهماً جنائياً. بإهماله وعدم مسؤوليته نتنياهو يجر إسرائيل إلى الفوضى.
- نتنياهو وأفراد عائلته ومناصروه يحتقرون المتظاهرين ضد الحكومة ويصفونهم بالفوضويين. لكن الفوضويين الحقيقيين هم شركاء نتنياهو الطبيعيون في حكومته السيئة. ممثلو الحريديم يستغلون اعتماد نتنياهو على دعمهم لابتزازه. وهم مثل نتنياهو يعرفون أنه يعتمد على تأييدهم من أجل بقائه السياسي، ومن أجل محاولاته المقبلة للتهرب من المحاكمة.
- التهديد بعدم احترام قرارات الحكومة إذا تجرأت على الموافقة على التوصيات المهنية المهمة للمسؤول عن الكورونا البروفيسور روني غامزو، هو تمرد بكل معنى الكلمة. خضوع نتنياهو للتهديدات على حساب مواطني إسرائيل لا يدل فقط على أن نتنياهو قابل للابتزاز بل أن الدولة كلها رهينة له.
- نتائج أزمة الثقة كان يمكن رؤيتها في الأمس عندما دعا رئيس حزب إسرائيل بيتنا عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان الجمهور إلى عدم الإصغاء إلى توجيهات الحكومة للحد من تفشي الكورونا، لأنها فشلت في إدارة الأزمة.
- رداً على انهيار الثقة بالحكومة، أرسل نتنياهو رسالة إلى يائير لبيد، وأيمن عودة، وليبرمان ونفتالي بينت، تحت عنوان "إساءتكم إلى كفاح دولة إسرائيل ضد الكورونا وتشجيع الفوضى". في محاولة لتحميل الجميع المسؤولية باستثنائه وباستثناء خاطفيه الحريديم، اتهم المعارضة بإطلاق "تصريحات عديمة المسؤولية تضعف وتقسم وتضرب وحدة الجمهور في الصراع ضد الكورونا."
- بيْد أن من يقسّم ويضرب وحدة الجمهور هو نتنياهو نفسه الذي يقود إسرائيل نحو فشل منهجي مخزٍ من أجل بقائه، ومن أجل مصالح شركائه الحريديم الضيقة .
- العنوان كان على كل جدار ممكن. مطالبة نتنياهو بمغادرة الساحة السياسية إلى أن يتضح وضعه القانوني سُمعت منذ بداية التحقيقات، مروراً بصدور كتاب الاتهامات، وصولاً إلى إصدار لائحة الاتهام وبدء محاكمته. نتنياهو نفسه قدم الصيغة الكاملة لهذا المطلب البديهي عندما وجهه إلى رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت قائلاً: "هناك تخوف... من أن يتخذ قرارات بالاستناد إلى مصلحته الشخصية وبقائه السياسي، وليس انطلاقاً من المصلحة الوطنية." دولة بأكملها تشهد في هذه الأيام المجنونة تحقُّق هذا التخوف. في ذروة وباء عالمي إسرائيل على حافة الفوضى. نتنياهو يجب أن يرحل.
- تطبيع العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة هو من دون شك أحد التطورات الإيجابية بالنسبة إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة. ما جرى قد لا يكون حدثاً تاريخياً، لكنه بالتأكيد بداية نافذة إضافية على العالم العربي، يمكن أن نأمل من خلالها بتطبيع حقيقي، لم نعرفه في علاقاتنا مع دول عربية أُخرى بسبب التأييد الذي يحظى به في الشارع الإماراتي.
- لكن لا يمكننا تجاهل تعبيرات كثيرة عن معارضة، وعدم رضى عن هذه الخطوة واستياء من جانب أطراف متعددة في العالم العربي، وفي الساحة الدولية، ووسط الجمهور الإسرائيلي. ينظر هؤلاء إلى سلوك إدارة الرئيس ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو في السنوات الأربع الأخيرة، ويطرحون تساؤلات بشأن توقيت إعلان تطبيع العلاقات وطريقة نشره، بعد 4 سنوات تقريباً من الانشغال في بلورة وإعداد صفقة القرن لترامب. على ما يبدو هناك صلة بين هذه الخطة وبين خطة نتنياهو للضم وبين إعلان التطبيع.
- لقد تبين للإدارتين الأميركية والإسرائيلية حتى قبل نشر خطة القرن في كانون الثاني/يناير 2020 أنها غير قابلة للتطبيق بسبب المعارضة الكبيرة التي تثيرها في الساحة الفلسطينية، وفي الدول العربية، وفي المجتمع الدولي، وكذلك وسط مجموعات قوية في اليمين الإسرائيلي. خطة الضم التي عبّر عنها نتنياهو كانت محاولة لفرض حقائق على الأرض قبل أن تصبح خطة غير قابلة للتنفيذ وتُزال من جدول الأعمال.
- بالطبع الإعلان عن تطبيع العلاقات هو إلى حد بعيد تعويض لترامب ونتنياهو عن الطريق المسدود الذي واجهته الخطة، وعن فشل الضم الذي كان جزءاً لا يتجزأ منها. يحصل ترامب في المقابل على إنجاز سياسي عشية الانتخابات الرئاسية، يستطيع أن يقدمه إلى ناخبيه الإنجيليين المناصرين لأمن إسرائيل ومصلحتها ويستطيع نتنياهو تقديم التطبيع كذريعة لتخلّيه عن خطة الضم، أو بحسب قوله، تأجيل هذه الخطة التي وعد بالبدء بتنفيذها في مطلع تموز/يوليو 2020.
- بالنسبة إلى الإماراتيين أيضاً، لا شيء بالمجان، هم لم يطالبوا بالحصول فقط على تجميد الضم، بل سيحصلون أيضاً على مقابل، هو خيار التسلح بوسائل قتالية متطورة تعتمد على تكنولوجيا الاختراعات الجديدة، لم يستطيعوا الحصول عليها في الماضي، مثل طائرة الشبح أف-35، وذلك بسبب معارضة إسرائيل والتعهد الأميركي بالمحافظة على تفوقها العسكري. حالياً، وبحسب تصريحات ترامب وكبار موظفيه، سيُسمح للإمارات بالتزود بهذا النوع من السلاح. الطلبيات التي ستُقدَّم إلى الشركات الأميركية ستوجد فرص عمل كثيرة في الولايات المتحدة، وستمنح ترامب إنجازاً إضافياً عشية الانتخابات، أخذاً بعين الاعتبار الأزمة الاقتصادية التي تعانيها الولايات المتحدة بسبب وباء الكورونا وصعوبات الماضي.
- بكلام آخر، إذا اعتقد هؤلاء الزعماء أن في إمكانهم إخفاء القضية الفلسطينية بواسطة إعلان التطبيع ووضعها تحت السجادة بعد أن خسروا فعلاً فرصة تطبيق خطة القرن، هم واهمون.
- على الرغم من تحطم النموذج القديم الذي ربط تطبيع العلاقات مع إسرائيل بحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، فإن الإماراتيين، من خلال مطالبتهم بتجميد الضم، أوجدوا صلة واضحة بالقضية الفلسطينية، وثبتوا أنه يتعين على إسرائيل الاستمرار في الدفع بعملة إقليمية لقاء تسويات سلام في المنطقة، ما دام النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي لم يجر حله.
- سيكون من الخطأ الاعتقاد أن الفلسطينيين سيعترفون بتغير النموذج القديم، وسيقبلون خطة القرن لترامب.