مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
غانتس: في حال استمرار "حماس" في خرق التهدئة سيكون ردّ الجيش الإسرائيلي أشدّ قسوة
نتنياهو: الفلسطينيون يريدون إعادة السلام إلى الوراء ولن ينجحوا
وزير الدفاع يوعز بإضافة مئات الجنود إلى وحدات الجيش التي تساعد الشرطة الإسرائيلية على فرض الإغلاق الشامل
عدد سكان إسرائيل نحو 9.246 مليون نسمة
مقالات وتحليلات
قائد المنطقة العسكرية الشمالية يوجه تحذيراً حاداً وواضحاً إلى حزب الله: "في حال قتل جنود إسرائيليين سنرد بحزم غير اعتيادي"
صباح ما بعد التاريخ
"حماس" ذكّرت الجميع بأن المسافة بين تل أبيب ودبي بعيدة، بينما غزة موجودة وراء السياج الحدودي
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 17/9/2020
غانتس: في حال استمرار "حماس" في خرق التهدئة سيكون ردّ الجيش الإسرائيلي أشدّ قسوة

حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس [رئيس أزرق أبيض] حركة "حماس" من مغبة الإقدام مجدداً على خرق التهدئة وإطلاق الصواريخ في اتجاه إسرائيل، وهدّد بأن يكون رد الجيش الإسرائيلي أشد قسوة.

وجاء تحذير غانتس هذا في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال قيامه أمس (الأربعاء) بتفقد "وحدة غزة" العسكرية في جنوب إسرائيل برفقة وزير الشؤون المدنية الإسرائيلي ميخائيل بيطون، وذلك بعد الغارات التي شنها سلاح الجو فجر أمس ضد قطاع غزة رداً على إطلاق 15 قذيفة من القطاع في اتجاه أراضي المنطقة الجنوبية. 

وأضاف غانتس: "في الوقت الذي تتجه إسرائيل نحو مستقبل آمن وأفضل أكثر، تهمل قيادة ’حماس’ مستقبل أطفال غزة وتجلب لهم المصائب. أطالب هذه الحركة بأن تحرص على ضمان الهدوء، وفي حال استمرار إطلاق القذائف سيكون الرد أمس غيضاً من فيض." 

وكانت إسرائيل شنّت فجر أمس غارات جوية على قطاع غزة بعد قصف صاروخي استهدف أراضيها انطلاقاً من القطاع، تزامناً مع توقيع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اتفاقين لتطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين في واشنطن. 

 

"يسرائيل هيوم"، 17/9/2020
نتنياهو: الفلسطينيون يريدون إعادة السلام إلى الوراء ولن ينجحوا

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الفلسطينيين يريدون إعادة السلام إلى الوراء وأكد أنهم لن ينجحوا في ذلك.

وجاءت أقوال نتنياهو هذه في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام قبيل إقلاع طائرته من قاعدة عسكرية بالقرب من واشنطن عائداً إلى إسرائيل مساء أمس (الأربعاء)، وذلك لدى تطرقه إلى إطلاق الصواريخ من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل خلال مراسم توقيع اتفاقيْ التطبيع مع الإمارات والبحرين في البيت الأبيض أول أمس (الثلاثاء)، وأشار فيها إلى أنه لا يستغرب من الإرهابيين الفلسطينيين الذين أطلقوا صواريخ على الأراضي الإسرائيلية خلال هذه المراسم التاريخية بالذات لكونهم يريدون إعادة السلام إلى الوراء.

وقال نتنياهو: "سنضرب بيد من حديد كل هؤلاء الذين يمدون يدهم للاعتداء علينا وسنمد يدنا إلى كل هؤلاء الذين يمدون يدهم لصنع السلام معنا."

وتحدث نتنياهو عن توقيع اتفاقيْ تطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين|، فأكد أن المواطنين الإسرائيليين سيرون ثمار هذين الاتفاقين.

وقال نتنياهو: "أنهينا للتو زيارة تاريخية إلى واشنطن، حيث وقّعنا وثائق اتفاقيْ سلام مع دولتين عربيتين. سيرى المواطنون الإسرائيليون ثمار هذين الاتفاقين سريعاً جداً، وهذه الثمار ستبقى لأجيال عديدة مقبلة. كل من حضر المراسم أدرك أننا حققنا تحولاً استراتيجياً لمصلحة دولة إسرائيل ولمصلحة السلام." 

وأشار نتنياهو إلى أنه يعود إلى إسرائيل وأمامه 3 مهمات مستعجلة، هي: مكافحة فيروس كورونا، ومكافحة الإرهاب، والاستمرار في توسيع دائرة السلام مع دول أُخرى في منطقة الشرق الأوسط.

"يديعوت أحرونوت"، 17/9/2020
وزير الدفاع يوعز بإضافة مئات الجنود إلى وحدات الجيش التي تساعد الشرطة الإسرائيلية على فرض الإغلاق الشامل

أوعز وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إلى قيادة الجيش الإسرائيلي بإضافة 500 جندي إلى وحدات الجيش التي ستساعد الشرطة على فرض الإغلاق الصحي المقرر ابتداء من يوم غد (الجمعة). وينضم هؤلاء الجنود إلى الآلاف من زملائهم من الجبهة الداخلية الذين تم نشرهم في مختلف أنحاء البلد لضمان تقيّد المواطنين بقرار الإغلاق.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها ستواصل تطبيق قيود كورونا، وخصوصاً تلك المتعلقة بمنع التجمهر. وأشارت إلى أنها قامت خلال الأيام القليلة الماضية بفض احتفالات بمشاركة مئات الأشخاص في عدة بلدات، ولا سيما في القطاع العربي. وحذرت الشرطة من أن عدم التقيّد بالتعليمات يُعرّض حياة الجمهور للخطر.

وأفادت الشرطة أنها خلال الساعات الـ24 الماضية حررت نحو 1400 مخالفة بحق مواطنين وأصحاب محلات تجارية قاموا بخرق التعليمات المرعية الهادفة إلى مكافحة فيروس كورونا، وكان معظمها بسبب عدم ارتداء كمامات واقية في الحيّز العام.

وكانت الحكومة الإسرائيلية صادقت مساء يوم الأحد الفائت على فرض إغلاق شامل في جميع أنحاء إسرائيل لمدة ثلاثة أسابيع، ابتداء من الساعة الثانية بعد ظهر غد عشية عيد رأس السنة العبرية، وسيُحظر على المجمعات التجارية والفنادق وبرك السباحة وغرف اللياقة البدنية فتح أبوابها. كما يشمل الإغلاق تعطيل جهاز التربية والتعليم، ويُسمح للمواطنين بالابتعاد عن منازلهم مسافة أقصاها 500 متر.

وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية مساء أمس أنه تم تسجيل 5494 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية، وتم تسجيل 11 حالة وفاة لترتفع حصيلة الوفيات في إسرائيل منذ بدء تفشي الفيروس إلى 1163 حالة.

وأوضحت وزارة الصحة أن بين الإصابات هناك 551 حالة خطرة تم ربط 137 حالة منها بأجهزة التنفس الاصطناعي.

من ناحية أُخرى، وعلى خلفية ازدياد معدلات الإصابة بفيروس كورونا والإغلاق الشامل الذي سيبدأ غداً، وجّه رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين مساء أمس خطاباً خاصاً إلى الشعب الإسرائيلي أكد في مستهله أن قيادة إسرائيل لم تقم بما فيه الكفاية حتى تكون جديرة بثقة الشعب.

وطالب ريفلين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والوزراء والمستشارين الحكوميين بعمل كل ما يلزم لإعادة الأمن الداخلي إلى جميع سكان إسرائيل.

"معاريف"، 17/9/2020
عدد سكان إسرائيل نحو 9.246 مليون نسمة

أعلن مكتب الإحصاء المركزي في إسرائيل أمس (الأربعاء) أن عدد سكان إسرائيل بلغ نحو 9.246 مليون نسمة، نحو 75% منهم يهود، و21% منهم عرب. 

وأضاف مكتب الإحصاء أنه من المتوقع أن يصل عدد سكان إسرائيل إلى 10 ملايين نسمة في نهاية سنة 2024، وإلى 15 مليون نسمة في نهاية سنة 2048، وإلى 20 مليون نسمة في نهاية سنة 2065. 

ووفقاً لمعطيات مكتب الإحصاء، ازداد عدد سكان إسرائيل خلال السنة العبرية التي تنتهي غداً (الجمعة) بـ 170.000 نسمة، بينهم 25.000 مهاجر جديد.

وكانت تقارير إعلامية أشارت مؤخراً إلى أن تفشي فيروس كورونا تسبّب بزيادة طلبات الهجرة إلى إسرائيل من طرف يهود يعيشون في الخارج، وخصوصاً من الولايات المتحدة. 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يسرائيل هيوم"، 17/9/2020
قائد المنطقة العسكرية الشمالية يوجه تحذيراً حاداً وواضحاً إلى حزب الله: "في حال قتل جنود إسرائيليين سنرد بحزم غير اعتيادي"
يوآف ليمور - محلل عسكري
  • وجه قائد المنطقة العسكرية الشمالية اللواء أمير برعام تحذيراً حاداً وواضحاً إلى حزب الله فحواه: "في حال قتل جنود إسرائيليين سنرد بحزم غير اعتيادي."
  • جاء هذا التحذير في سياق مقابلة حصرية في مناسبة عيد رأس السنة العبرية الجديدة، سيُنشر نصها الكامل في الملحق الأسبوعي لصحيفة "يسرائيل هيوم" غداً (الجمعة)، وفيها يتحدث برعام بتوسع عن الأوضاع الأمنية في المنطقة الشمالية، على خلفية حالة التأهب القصوى في منطقة الحدود في إثر قيام حزب الله ببذل جهود كبيرة من أجل قتل جندي إسرائيلي، رداً على مقتل ناشط من الحزب خلال غارة منسوبة إلى إسرائيل وقعت في سورية قبل نحو شهرين. وخلال تلك الفترة حاول حزب الله إلحاق الأذى بجنود الجيش الإسرائيلي مرتين، الأولى في هار دوف [مزارع شبعا] والثانية في المنارة، لكنه مُني بالفشل في كلتيهما.
  • وقال برعام: "تعيّن علينا أن نحافظ على هذا الوضع [حالة التأهب القصوى] في منطقة الحدود منذ نحو شهرين، مع عشرات الآلاف من الجنود الذين يتوجب عليهم ألّا يقوم أي منهم بارتكاب خطأ في مقابل جهود حزب الله الواسعة للمساس بهم. حتى الآن نجحنا في ذلك، لكن يجب أن نحافظ على قدر من التواضع. هنا ثمة 22 مستوطنة محاذية للسياج الحدودي، وثمة سكان مدنيون، وفي نهاية المطاف يمكن أن ينجح الحزب في مس الجنود. هذه معركة."
  • ورفض برعام في سياق المقابلة الادعاءات التي قالت إنه كان على الجيش الإسرائيلي أن يصفي الخلية التي تسللت إلى الأراضي الإسرائيلية في هار دوف، وعدم تمكينها من الهرب والعودة إلى الأراضي اللبنانية سالمة.
  • واقترح برعام على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "النزول عن الشجرة". وحذّر من أنه في حال إصابة جندي إسرائيلي، ستتدهور الجبهة إلى عدة أيام قتالية على الأقل. وقال برعام: "يجدر بنصر الله أن يتصرف بعقلانية، كي لا يعترف بنظرة ثانية أنه أخطأ في تقدير ردة الفعل الإسرائيلية، كما حدث له سنة 2006 [في أثناء حرب لبنان الثانية]".
  • ورداً على السؤال هل سيكون موسم الأعياد اليهودية الحالي متوتراً، قال برعام: "بالتأكيد سيكون موسم الأعياد متوتراً. لكن هذا جزء من عملنا. ونأمل بأن يكون كل شيء على ما يرام".
"يديعوت أحرونوت"، 16/9/2020
صباح ما بعد التاريخ
رون بن يشاي - محلل عسكري
  • الاتفاقات التي وُقعت في الأمس في الحديقة الجنوبية في البيت الأبيض تستحق حتماً تعريفها بالتاريخية، في الأساس بسبب أهميتها الرمزية - المبدئية: هي تشكل إقراراً علنياً بحقيقة أن المعسكر العربي - الإسلامي المعتدل يقبل إسرائيل كمجتمع شرعي في مجتمع دول المنطقة، وفي العالم.
  • حتى الآن، وعلى الرغم من اتفاقيْ السلام مع مصر والأردن، تُعتبر الدولة اليهودية ذات السيادة، من وجهة نظر الشريعة الإسلامية، زرعاً دخيلاً غير شرعي في المنطقة الإسلامية. لقد تمت موافقة الإمارات والبحرين على توقيع اتفاقات إقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية مع إسرائيل بموافقة السعودية، القائدة والدولة الأهم في المعسكر العربي الموالي للغرب، ومن هنا يمكن اعتبار الاتفاقات بمثابة كسر لمحرّم تاريخي حوّل إسرائيل إلى عضو مهم في المعسكر الموالي للغرب في الشرق الأوسط. وهذه طبعاً خطوة تاريخية.
  • غياب السعودية – الشريكة الأكثر أهمية - عن حفل التوقيع يدل على أن قبول وجود إسرائيل لم يكتمل، وبقي هشاً، ويمكن العودة عنه.
  • التصور الاقتصادي الأساسي الأكثر أهمية للاتفاق هو أن ما جرى حتى الآن من تحت الطاولة، مع تكلفة إضافية بسبب الحاجة إلى التخفي، سيجري الآن علناً - بتكلفة أقل ومع فرص أكثر بكثير للقيام باتصالات وعقد صفقات. قبل فتح زجاجات الشامبانيا، يجب أن ننتظر كي نرى إلى أي حد ستكون إسرائيل على قدر توقعات رجال الأعمال والحكومات في الخليج الفارسي. هم يريدون أن نبيعهم منتوجات سيبرانية من دون قيود، ويريدون من أطبائنا أن يصبحوا رؤساء أقسام في مستشفياتهم الفخمة، ويريدون أن يُعالَجوا في إسرائيل.
  • من الناحية الاستراتيجية، ليس سراً أن الإمارات والبحرين، بدعم من السعودية، وافقتا على تطبيع العلاقات مع إسرائيل لثلاثة أسباب أساسية هي:
  • الخوف من إيران.

2- الإدراك أن الولايات المتحدة تريد الابتعاد عن التدخل العسكري في المنطقة، ولا يمكن الاعتماد عليها بعد الآن كي تدافع جسمانياً عن الدول العربية المعتدلة. في المقابل الجيش الإسرائيلي موجود في المنطقة ويملك قدرات مؤكدة.

  • التكنولوجيا الإسرائيلية المتقدمة: الحكام الشباب في الدول العربية يبنون على هذه الصناعة كبديل من النفط الذي تتراجع قيمته كمصدر للعمل والمداخيل في دول الشرق الأوسط.
  • بكلمات بسيطة، قوة الجيش الإسرائيلي وقوة الهاي - تك الإسرائيلي هما السببان الاستراتيجيان الحقيقيان لتغيير موقف المعسكر العربي المعتدل، ومن الأجدى أن يسلط نتنياهو الأضواء على هذه الحقيقة، وألّا ينسب إلى نفسه، حصرياً، وإلى مؤهلاته الدبلوماسية التغير التاريخي الاقتصادي والاستراتيجي الذي طرأ على الشرق الأوسط، وعلى العلاقة بإسرائيل. ومن الأجدى أن يعترف قليلاً بفضل شعب إسرائيل وقدراته في هذا المجال.
  • لم تكن السعودية فقط الحاضرة - الغائبة في حديقة البيت الأبيض. أيضاً الفلسطينيون كانوا حاضرين - غائبين عن الحفل، لأسباب مختلفة تماماً. السعوديون، بحسب ترامب، ينتظرون اللحظة المناسبة للانضمام إلى التطبيع الرسمي للعلاقات مع إسرائيل، بينما الفلسطينيون ببساطة في حيرة من أمرهم. لذلك كان يجب ألّا نُفاجأ عندما بادرت حركة الجهاد الإسلامي في الأمس إلى إطلاق صواريخ على إسرائيل في أثناء حفل التوقيع.
  • إطلاق الصواريخ من غزة، ومثلها تصريحات أبو مازن العنيفة والرافضة في الأمس، هي الرد التلقائي الفلسطيني على أي تغيير يمس الفلسطينيين، على الرغم من معرفتهم الواضحة أن ردوداً إرهابية لن تغير شيئاً من الواقع الذي يعيشونه. إسرائيل أيضاً ردت كما هو متوقع منها في فترة الكورونا. فقد وجّه سلاح الجو ضربات أقسى من العادة نحو منظومات عسكرية لـ"حماس" فوق الأرض وتحتها. وبما يتلاءم مع سياسة رئيس الأركان أفيف كوخافي، بأن على الذراع العسكرية لـ"حماس" أن تدفع الثمن أيضاً، حتى لو لم تكن هي التي قامت بإطلاق الصواريخ.
  • الرد الفلسطيني وما جرى من حوله كان متوقعاً، وقد دل أكثر من أي شيء آخر على الطريق المسدود الموجودة فيه إسرائيل والفلسطينيون. في استطاعة رئيس الحكومة أن يتباهى بأن الاتفاق مع الإمارات والبحرين أخذ من الفلسطينيين أداة ضغط سياسية واقتصادية مهمة على إسرائيل، لكن الفلسطينيين لن يتبخروا، هم موجودون هنا، وسيبقون هنا، والنزاع معهم هو التهديد الأمني والنفسي الأخطر.
  • علاوة على ذلك، ما دام النزاع لم يُحل، فإن اتفاقات السلام والتطبيع لن تكون مستقرة، ويمكن أن تنقلب الأمور رأساً على عقب. لذلك، على الرغم من الإحساس بالرضى الذي يمكن أن نشعر به بعد الاحتفالات في البيت الأبيض، يجب أن نتذكر أن هناك إشارة تحذير خطرة فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني.
  • من المهم أن نأتي على ذكر الرئيس ترامب الذي نال في الأمس ثناء وتصفيقاً من الحاضرين في الحديقة. الرئيس الأميركي كان يستحق فعلاً التصفيق على الإنجاز الذي حققه من أجله صهره جاريد كوشنير بعمله الدؤوب. كوشنير هو الإشبين الحقيقي للاتفاق مع الإمارات، ويمكن الافتراض أن هذا الاتفاق سيساعد ترامب في معركة الانتخابات الرئاسية، لكن أيضاً يجب عدم المبالغة في الموضوع.
  • لكن ترامب حقق إنجازاً اقتصادياً جدياً: يمكنه بيع طائرات أف-35 وسلاح متقدم إلى الإمارات براحة ضمير، الأمر الذي يمكن أن يوفر آلاف الوظائف للعاطلين من العمل في الولايات المتحدة، وهذا لا يقل أهمية عن الإنجاز الدعائي.
  • وبالمناسبة، إسرائيل لن تتضرر كثيراً من حصول دولة عربية على هذا السلاح. على العكس، من الجيد أن يكون لدى الإمارات، القريبة من سواحل إيران، بنية تحتية عسكرية جيدة، في انتظار اليوم الذي ربما نحن أيضاً سنحتاج إليها. ينطبق هذا على البحرين. باستثناء ذلك، في إمكان إسرائيل، كما كشف ناحوم بارنيع في "يديعوت أحرونوت"، مطالبة الولايات المتحدة والحصول هي أيضاً على منظومات قتالية واستخباراتية تحافظ على تفوقها النوعي، كتعويض عن صفقات مع دول عربية يقوم بها ترامب في كل الأحوال.
"هآرتس"، 16/9/2020
"حماس" ذكّرت الجميع بأن المسافة بين تل أبيب ودبي بعيدة، بينما غزة موجودة وراء السياج الحدودي
حيمي شاليف - محلل سياسي
  • صلية الصواريخ التي أطلقتها "حماس" في أثناء توقيع الاتفاقات مع البحرين والإمارات في البيت الأبيض جسدت أمس كابوس أي رئيس حكومة في زيارة في الخارج: شاشة منقسمة إلى قسمين. ما جرى في بث مباشر هو الحلم وانكساره: من جهة بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب يعلنان بفرح مجيء السلام من دون أن يكلفا نفسيهما ذكر الفلسطينيين ولو بكلمة. ومن جهة أُخرى "حماس"، ربما بتشجيع من الدولة الممولة المتمردة قطر، تذكّر الجميع بأن المسافة بين تل أبيب ودبي هي 2670 كيلومتراً، بينما صواريخ القسام في غزة جاهزة وتهدد - حتى بعد الاختراق التاريخي - من وراء السياج الحدودي.
  • إطلاق الصواريخ على أشدود أضاف سبباً لتحويل انتباه جمهور إسرائيلي متذمّر مشغول بالإعداد لعيد رأس السنة اليهودية، ومحبط من الإغلاق القريب، ويشعر بالقلق أمام المؤشرات التي تدل على أن الحكومة فقدت السيطرة في مكافحتها وباء الكورونا.
  • بخلاف مواطنيه القلقين، بدا نتنياهو متأثراً فعلاً وبإخلاص وبقدر كبير من الصدق من ناحيته. صحيح أن الإمارات والبحرين لم تحاربا إسرائيل فعلاً ولا مرة واحدة، كما زعم ترامب من دون أن يصححه نتنياهو، بيْد أن إخراج العلاقات النصف سرية مع القدس إلى العلن، وتحويلها إلى علاقات سياسية واقتصادية علنية وكاملة، يشكل علامة تاريخية فارقة ستسجَّل باسم نتنياهو. لقد أثبت نتنياهو على ما يبدو حجته القديمة التي تقول إن في الإمكان تحقيق "السلام مقابل السلام" من دون الفلسطينيين، لكن الصواريخ التي أُطلقت من غزة أوضحت أن محو الفلسطينيين من الوعي لا يزيل مشكلتهم - لا بل على العكس.
  • لقد كان نتنياهو متحمساً جداً في الثناء على مضيفه ترامب إلى حد الاقتراب من الخط الأحمر الفاصل بين التملق المعهود وبين التدخل في الانتخابات، وهذا لا شيء مقارنة باستعداد نتنياهو وزوجته سارة لنزع الكمامة والمخاطرة بالتعرض لوباء الكورونا، كي لا يحرجا الرئيس ترامب الذي يواصل إنكاره نجاعة الوسائل الوقائية المعتمدة في العالم.
  • صحيح أن ترامب رد إلى نتنياهو الثناء والتقدير، لكنه لم ينس أيضاً أن يحرجه. فقد استغل ترامب الصورة الختامية مع نتنياهو لمهاجمة خصمه بايدن، لكن نتنياهو كان يتوقع ذلك. هو بدا متفاجئاً أكثر من رسالة ترامب قبل وبعد كل اجتماعاته في البيت الأبيض في الأمس، وهي أنه إذا انتُخب سيحقق اتفاقاً نووياً مع إيران "خلال شهر". من الواضح أن نتنياهو بذل جهداً للمحافظة على وجه إيجابي مبتسم في الوقت الذي ذهب فيه ترامب بعيداً في الحديث عن رؤياه للجنة الأميركية - الإيرانية، التي لا يشاركه فيها نتنياهو بالتأكيد.
  • بخلاف ضيفه الإسرائيلي، ترامب لم يحظَ بشاشة منقسمة. لسبب بسيط هو أن قنوات البث الأميركية خصصت أقل وقت ممكن لتغطية الحدث التاريخي المتشكّل بين إسرائيل ودول الخليح وانتقلت إلى المحن الداخلية. لو أرادت هذه القنوات لما وجدت صعوبة في نقل التناقض المطلق والباعث على الغضب بين جو القمة في البيت الأبيض وبين الحرائق التي تلتهم غرب الولايات المتحدة بسبب أزمة المناخ التي ينكرها ترامب، والتوترات المتصاعدة في العلاقات بين البيض والسود التي يغذيها ترامب ويؤججها، أو أكثر من 200 ألف أميركي توفي حتى الآن بمرض الكورونا.

من المحتمل أن تهدُّج الصوت غير المعتاد في الخطاب الطويل الذي ألقاه نتنياهو عكس أكثر من مجرد انفعال تجاه صنع السلام. يعلم نتنياهو بأن مصير ترامب ووضعه سيُحسمان خلال أقل من شهرين. من الصعب على نتنياهو أن يتحمل فكرة أن عهده الذهبي مع ترامب سيختفي كأنه لم يكن موجوداً، وأن ما سيحل محله عهد بايدن، وكل شيء سيعود إلى نقطة البداية. يدرك نتنياهو جيداً أنه عندما سيذهب ترامب فإن جزءاً منه سيذهب معه، إذا لم يكن كله.