مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
ذكرت وكالة "بنا" البحرينية للأنباء أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تحادث هاتفياً أمس (الثلاثاء) مع ولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة في أول محادثة علنية بينهما منذ توقيع البلدين اتفاق إعلان تأييد السلام في واشنطن الأسبوع الفائت.
وأضافت الوكالة أن ولي عهد البحرين أكد خلال المحادثة أهمية تعزيز الأمن والسلم الدوليين ومواصلة الجهود الداعمة للسلام والاستقرار والازدهار، مشيراً إلى أن توقيع مملكة البحرين إعلان تأييد السلام مع دولة إسرائيل يعزز ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة. كما جرى عرض مجالات التعاون الثنائي في إطار الإعلان بين البلدين وعدد من المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأصدر نتنياهو في وقت لاحق بياناً قال فيه إنه ترك المناقشات المهمة بشأن مكافحة إسرائيل لفيروس كورونا لتلقّي مكالمة ولي العهد التي وصفها بأنها حاجة وطنية مهمة.
وأشار نتنياهو إلى أن المحادثة كانت رائعة وودية للغاية، وجرى خلالها تجديد التمسك بمضمون إعلان تأييد السلام والحديث عن كيفية ملء الاتفاق الثنائي بالمضمون بسرعة من أجل تحويل هذا السلام إلى سلام اقتصادي وتكنولوجي وسياحي.
وكان العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة أكد في وقت سابق أمس، أن توقيع إعلان تأييد السلام مع إسرائيل إنجاز تاريخي.
ونقلت الوكالة البحرينية للأنباء عن الملك قوله خلال رئاسته اجتماع الحكومة، إن إعلان تأييد السلام إنجاز تاريخي مهم على طريق تحقيق السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط وتحقيق تطلعات شعوبها إلى الأمن والاستقرار والازدهار والنماء بمختلف دياناتهم، وترسيخ روح التعايش التي عُرفت بها مملكة البحرين دائماً.
استنكر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، بشدة إعلان هندوراس الافتتاح الوشيك لسفارتها في القدس.
وقال عريقات في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أمس (الثلاثاء)، إن إعلان رئيس هندوراس نيته نقل سفارة بلده إلى القدس هو استمرار للتصويت المتواطئ لهذا البلد في الأمم المتحدة.
من ناحية أُخرى أكد عريقات تثمين موقف كل من يرفض التطبيع قبل إنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية.
وكانت هندوراس أعلنت على لسان رئيسها خوان أورلاندو هيرنانديز يوم الأحد الفائت أنها ستنقل سفارتها لدى إسرائيل من مدينة تل أبيب إلى القدس قبل نهاية السنة الحالية، كما ستفتح إسرائيل مكتباً دبلوماسياً لها في هندوراس.
حوّل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الاجتماع الذي عقده المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون فيروس كورونا أمس (الثلاثاء)، إلى منصة لمهاجمة التظاهرات المطالِبة باستقالته وحكومته، والمستمرة منذ أكثر من 14 أسبوعاً، بينما تتجه الحكومة إلى توسيع نطاق القيود التي تم فرضها في إطار الإغلاق الشامل في محاولة لكبح انتشار الفيروس.
وانفض اجتماع المجلس الوزاري المصغر بعد نحو 9 ساعات من انعقاده من دون اتخاذ قرارات بشأن القيود التي تسعى الحكومة لفرضها في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بكورونا على الرغم من الإغلاق، على أن يعود إلى الاجتماع مجدداً اليوم (الأربعاء) للبت في القيود الجديدة قبل عرضها على الكنيست للمصادقة عليها ودخولها إلى حيّز التنفيذ.
وتنص هذه القيود على تقليص عدد العاملين في القطاع العام بنسبة 50% وانتقال القطاع العام إلى العمل بموجب أنظمة الطوارئ، وإغلاق دور العبادة والسماح بإقامة الصلوات في مساحات مفتوحة وفقاً لقيود خاصة، وإغلاق الأسواق، ومنع تجمهر أكثر من 5 أشخاص في الأماكن المغلقة، ووقف عمل المواصلات العامة، وإغلاق مطار بن غوريون ووقف الرحلات الجوية باستثناء تلك التي تعتبر حيوية.
وأبدى وزير الداخلية الإسرائيلي أرييه درعي [رئيس شاس] موافقة مبدئية على إغلاق الكنس ودور العبادة شرط تشديد القيود على التظاهرات.
كما هدد أعضاء كنيست من الليكود بالتصويت ضد القيود الجديدة إذا ما تم استثناء التظاهرات.
وهاجم نتنياهو التظاهرات التي تجري ضده ودعا إلى عدم استثنائها من القيود الجديدة.
وأضاف رئيس الحكومة أنه يسمح بالصلاة في حائط المبكى [البراق] لمجموعات صغيرة مكونة من 20 شخصاً، بينما في التظاهرات كل شيء متاح، ووصف ذلك بأنه مهزلة يجب أن تتوقف على الفور.
ورفض وزراء حزب أزرق أبيض إصدار قرار يقضي بمنع التظاهرات أو تقييدها، واقترح وزير الخارجية غابي أشكنازي إقامة هيئة من الوزارات المعنية لوضع مخطط بشأن تنظيم الصلوات والتظاهرات يتم عرضه على اجتماع المجلس الوزاري المصغر المقرر عقده اليوم.
من ناحية أُخرى أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية مساء أمس أنه تم تسجيل 3858 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية، وتم تسجيل حالتيْ وفاة لترتفع حصيلة الوفيات في إسرائيل منذ بدء تفشي الفيروس إلى 1285 حالة.
وأوضحت وزارة الصحة أن بين الإصابات 668 حالة خطرة، تم ربط 160 حالة منها بأجهزة التنفس الاصطناعي. وأضافت أن عدد حالات الإصابة النشطة بالفيروس يبلغ في الوقت الحالي 51.338 حالة، بينما تماثل 140.751 شخصاً للشفاء.
- أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هذا الأسبوع أن إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب ترى أن إيران تشكل في الوقت نفسه تهديداً للعالم ورصيداً استراتيجياً مهماً لمعركة انتخابات الرئاسة الأميركية.
- وبعد أن فشلت جهود ترامب الرامية إلى تمديد حظر بيع الأسلحة لإيران، أعلن بومبيو أن الولايات المتحدة ستعود إلى تفعيل منظومة فرض عقوبات على إيران وتنتظر من شركاء الاتفاق المبرم مع هذه الأخيرة أن ينضموا إليها، وذلك بحجة أن هناك احتمالاً أن يكون لدى طهران مواد انشطارية حتى نهاية السنة الحالية، وذلك حتى من دون إبراز أي إثباتات تؤكد ذلك.
- حتى الآن لم تحظ هذه الخطوة الأميركية بتأييد الأمم المتحدة أو الدول الشريكة في توقيع الاتفاق النووي المُبرم مع إيران.
- لا شك في أن الإيرانيين ينتظرون نتائج الانتخابات الأميركية. ووفقاً لما نُشر في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن "القيادة الإيرانية، وبحسب معلومات استخباراتية جرى نشرها، توصلت إلى استنتاج فحواه أن الطريق الأفضل للمساس بترامب في الانتخابات هي الانضباط". وجاء في الصحيفة أيضاً: "إن القيادة الإيرانية مقتنعة بأن الولايات المتحدة وإسرائيل تقومان بعمليات أمنية ضد بلدها. وتؤكد مصادر مقربة من الولايات المتحدة أن الإيرانيين يشعرون بأنهم في ورطة لكونهم يؤمنون بأن مثل هذه العمليات تهدف إلى إغرائهم بالرد، الأمر الذي من شأنه أن يجر هجوماً عسكرياً من طرف الولايات المتحدة أو إسرائيل. هم لم يردوا على أحداث مهمة، مثل الانفجار في منشأة نتانز. ولم يتهموا أي دولة على الرغم من إيمانهم بأن إسرائيل في الصورة."
- في هذه الأيام عُيّن إليوت أبرامز ليكون المنسق في مقابل إيران من طرف ترامب. وكما هي العادة في كل التعيينات التي يقدم عليها الرئيس الأميركي، يُعتبر تعيين أبرامز بمثابة خطوة في مقابل أجهزة الاستخبارات الأميركية التي تقدّر أن إيران تقوم بكبح أي عمليات رد في انتظار نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة. وأبرامز هو من قدامى الجمهوريين ومصاب باستحواذ العداء لإيران، ويبدو أنه اليهودي الأكثر تطرفاً الذي يسرح ويمرح في واشنطن الآن.
- ويمكن القول إنه كلما زادت احتمالات فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن وتصاعد اليأس في صفوف معسكر ترامب تصاعد الخطر بأن تسحب الولايات المتحدة من الدرج خطة قصف قواعد إيرانية على طول منطقة الشاطئ في الخليج الفارسي (نقلت الولايات المتحدة إلى هناك حاملة طائرات هذه الأيام) مع احتمال أن تقوم إسرائيل بتقديم مساهمة من طرفها.
ماذا في الاتفاق وماذا في خارجه؟
- يدل عنوان الاتفاق بين إسرائيل والإمارات - Treaty of Diplomatic Relations And Full Normalization - على تطلّع المشاركين فيه إلى اعتباره خطوة تاريخية تتجاوز السياق الحالي. لقد قُدّم كاتفاق سلام، على الرغم من أنه لم يكن هناك حروب أو سفك للدماء بين إسرائيل والإمارات والبحرين. الرؤيا هي تطبيع كامل للعلاقات، وذلك بخلاف العلاقات بين إسرائيل وبين رائدتيْ اتفاقات السلام في المنطقة - الأردن ومصر. يتضمن الاتفاق بنوداً تتعلق بالتعاون في مجالات مدنية متعددة، بينها الصحة، والزراعة، والسياحة، والطاقة، والبيئة، والاختراعات. مروحة هذه المجالات هدفها تأسيس علاقات تتيح علاقات حارة بين الشعوب، وفي الوقت عينه تتغلب على أزمات سياسية يمكن أن تنشأ في الأساس بشأن إدارة النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. لم يتضمن الاتفاق قضايا خلافية - حل الدولتين للمشكلة الفلسطينية؛ تأجيل الضم/فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق في الضفة الغربية (بحسب التسريبات، لمدة 4 سنوات)؛ اتفاقات بين الولايات المتحدة والإمارات لتزويدها بمنظومات أسلحة هجومية متطورة، (السؤال هل ستستخدم إسرائيل اللوبي الذي لديها في الكونغرس الأميركي لمنع بيع سلاح يمس بتفوقها النوعي). بالإضافة إلى ذلك لا يتطرق الاتفاق بصورة محددة إلى التحدي الذي تمثله إيران في المنطقة، على الرغم من المصلحة المشتركة للطرفين في لجم خطواتها لتوسيع نفوذها ومنعها من الحصول على قدرة نووية عسكرية. لكن هذه المسألة تحديداً تطرق إليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عراب الاتفاق، عندما وعد بأنه سيتوصل إلى "صفقة" أفضل بكثير مع إيران في الموضوع النووي، إذا انتُخب لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
ما هي أهداف إدارة ترامب؟
- إدارة ترامب، بالإضافة إلى المصلحة في تحقيق إنجاز سياسي بارز قبل الانتخابات الرئاسية القريبة، تريد تطبيق عقيدة استراتيجية تهدف إلى إعادة تنظيم ميزان القوى في الشرق الأوسط. تسعى الإدارة الأميركية لإقامة ائتلاف إقليمي من الدول العربية السنية البراغماتية، القريبة من الولايات المتحدة، الغرض منه كبح مطامع إيران، وأيضاً كبح تعزيز نفوذ الصين وروسيا في المنطقة.
- تقديم مخطط جديد لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني هدفه الدفع قدماً بالائتلاف الإقليمي من خلال تحرير الدول العربية من التزامها التقليدي بالموضوع الفلسطيني، الذي ثبت حتى الآن أنه من دون جدوى، وحرمان الفلسطينيين من فرض الفيتو على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.
- قال الرئيس ترامب في حفل التوقيع إن خمس دول إضافية قريبة جداً من إقامة علاقات مع إسرائيل. عدد من الشروط يجب أن يتوفر من أجل تحقيق هذا الوعد: مصالح مشتركة مع إسرائيل، في الأساس للجم المحور الإيراني؛ التقدم في حل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، الذي لم يعد في رأس جدول الأولويات الإقليمي؛ أرباح اقتصادية وعسكرية من الاتفاق مع إسرائيل؛ عدم وجود التزامات قيادية أو دينية لهذه الدول في العالمين العربي والإسلامي. بحسب هذه الشروط، من الصعب الإشارة إلى مَن سيأتي دوره. عُمان التي لديها علاقات وثيقة، وإن لم تكن رسمية مع إسرائيل، يبدو أنها تفضل في هذه المرحلة تأجيل القرار والمحافظة على وضعها كوسيط بين الولايات المتحدة ودول الخليج وبين إيران. أيضاً المغرب، من المتوقع أن يؤجل قراره كي لا يخاطر بمكانته كرئيس للجنة القدس في منظمة الدول الإسلامية. نجاح الاتفاقات سيؤثر في دول أُخرى كي تنضم إلى دائرة التطبيع، وهي ستتفحص المقابل الذي ستحصل عليه الإمارات والبحرين من الولايات المتحدة.
- جو بايدن، المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية وخصم ترامب، لا يؤمن بأن خطة ترامب ستفضي إلى واقع دولتين في الساحة الإسرائيلية- الفلسطينية، لكن من المعقول أن يستغل اتفاقات التطبيع لكبح خطوات إسرائيل في الساحة الفلسطينية - في الأساس البناء في المستوطنات وإبعاد الفلسطينيين عن المنطقة ج - ومن أجل استئناف العملية السياسية بواسطة ضغط عربي مباشر على الفلسطينيين لإظهار مرونة في شروطهم للعودة إلى المفاوضات، بالإضافة إلى ضغط مقابل من جانب الإدارة الأميركية على إسرائيل.
كيف مُهِّد الطريق للإمارات لتوقيع الاتفاقات الآن؟
- في ضوء اقتراب موعد الانتخابات في الولايات المتحدة، هناك مصلحة للإمارات وأيضاً للبحرين في تحقيق إنجازات استراتيجية بوجود إدارة ترامب، وخصوصاً الحصول على اتفاقات للتزود بالسلاح المتطور واتفاقات اقتصادية، لن يكون في الإمكان تحقيقها إذا أصبحت الإدارة المقبلة في الولايات المتحدة ديمقراطية. من الناحية الاستراتيجية تشعر الإمارتان الخليجيتان بالقلق جراء تعاظم قوة محورين منافسين لهما في الشرق الأوسط: الأول، المحور الإيراني - الشيعي الذي لا يخاف من تحديهما اقتصادياً وأمنياً في الخليج العربي؛ تحدٍّ سيزداد في أعقاب رفع حظر السلاح عن إيران، وبعد التقارب الذي حدث مؤخراً بين إيران والصين؛ الثاني، هو محور تركيا - قطر، الذي يعمل على ترسيخ نفوذه من الخليج العربي إلى شمال العراق، مروراً بشمال سورية والحوض الشرقي للبحر المتوسط، وصولاً إلى ليبيا (القوات الإماراتية والتركية هناك على حافة مواجهة عسكرية). في مواجهة هذين المحورين الراديكاليين، وفي ضوء التوجه إلى خفض الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، تطمح الإمارات إلى إقامة محور موازٍن مكوّن من الدول السنية البراغماتية والمسؤولة التي تسعى لاستقرار إقليمي يشمل إسرائيل أيضاً. توثيق العلاقة بإسرائيل يوسع نطاق فرص وتأثير دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعتقد زعامتها أن عليها ترسيخ مكانتها الإقليمية، أيضاً باستخدام الجيش بعيداً عن الوطن، والقيام بدور الوساطة في نزاعات إقليمية. إقامة علاقات مع إسرائيل يمنحها موطئ قدم في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، وفرصة لإبعاد قطر عن قطاع غزة، وإبعاد تركيا عن الحرم القدسي، وفي الوقت عينه الالتفاف على السعودية التي ضعفت مكانتها الإقليمية والدولية في السنتين الأخيرتين.
لماذا يتحفظ الأردن عن الاتفاق؟
- "اتفاق أبراهام" يطرح مشكلة أمام المملكة الهاشمية - من جهة، من المفروض أن يؤيد الأردن انضمام دول عربية إضافية إلى دائرة السلام مع إسرائيل - خيار أقدمت عليه الأردن قبل 26 عاماً. لكن من جهة أُخرى، تزداد المخاوف في الأردن من أن التطبيع بين إسرائيل ودول عربية إضافية، من دون اشتراطه بعملية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، سيؤدي إلى عرقلة التقدم في تحقيق رؤيا الدولتين، ويرسخ في إسرائيل رؤية الأردن كدولة فلسطينية. بالإضافة إلى ذلك، تتخوف العائلة الهاشمية من أن يؤدي نشوب تمرد وسط مواطني الأردن من الفلسطينيين، الذين يشكلون الأغلبية في المملكة، إلى زعزعة الاستقرار الداخلي. كما يتخوف الأردن من انزلاق عدم الاستقرار الأمني من الضفة الغربية إلى أراضيها.
- تاريخياً يعتبر الأردن نفسه كطرف وسيط قائد بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن دوره هُمِّش، بينما حظيت الإمارات والبحرين بشرف تأجيل نوايا الضم واختفت مبادىء المبادرة العربية - انسحاب إسرائيلي إلى خطوط 1967 - من الاتفاقات الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، شدد الرئيس ترامب على أن التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج يفتح الباب أمام صلاة المؤمنين من كل العالم الإسلامي في المسجد الأقصى، الأمر الذي يمس بمكانة الأردن بصفته المحافظ على الأماكن المقدسة في القدس. مع ذلك، الأردن يعتمد على مساعدة دول الخليج، لذلك يمتنع من إبداء معارضة حازمة للاتفاق.
لماذا بقي الفلسطينيون على هامش الطريق؟
- الطرف الفلسطيني هو الأكثر تضرراً من مقاصد التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج. لم تنجح قيادته في تمرير بيان إدانة لـ"اتفاق أبراهام" في الجامعة العربية كما لم تنجح في إثارة احتجاج شعبي وسط الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية وفي قطاع غزة. التطورات الإيجابية بين إسرائيل ودول الخليج تظهر بوضوح الأزمة الاستراتيجية التي تعانيها السلطة الفلسطينية، الضعيفة والمهانة، كما يمكن تفسيرها كدليل على فشل النهج السياسي لرئيس السلطة محمود عباس.
- "حماس" ترى في الأحداث فرصة لعزيز مكانتها السياسية كأداة للدفع قدماً بتطلعاتها الوطنية الفلسطينية. هزيمة عباس برزت في أثناء الجولة التي قام بها إسماعيل هنية زعيم "حماس" على المخيمات الفلسطينية في لبنان. صور هنية محمولاً على أكتاف الجماهير في المخيمات التي تُعتبر معقلاً لحركة "فتح" كانت بمثابة تحدٍّ لسيطرة "فتح" في منظمة التحرير، وفي السلطة الفلسطينية.
- علاوة على ذلك، وعلى خلفية قرب محمد دحلان، الذي أبعده محمود عباس عن صفوف "فتح"، من زعامة الإمارات، هناك أزمة ثقة حادة بين الإمارات وبين زعامة السلطة الفلسطينية. حاولت الإمارات التخفيف من معارضة السلطة الفلسطينية لاتفاق التطبيع مع إسرائيل بواسطة وعدها بتقديم مساعدة اقتصادية وبنى تحتية سخية، لكن عباس رفضها. بناء على ذلك، من المتوقع أن تتوجه الإمارات مباشرة إلى الجمهور الفلسطيني، والالتفاف على السلطة، مثلاً من خلال اقتراح وظائف على أكاديميين ومهندسين فلسطينيين شباب.
- في ضوء الضعف الفلسطيني في الوقت الراهن، يتعين على إسرائيل ألّا تفرح كثيراً، لأن الأزمة والضعف الفلسطيني تحديداً يمكنهما أن يشجعا على توحيد الصفوف بين السلطة و"حماس"، وعلى انعدام الاستقرار في ساحة النزاع، وعلى تصعيد العنف والإرهاب.
خلاصة وتوصيات
- "اتفاق أبراهام" هو اختراق لحاجز العلاقات الرسمية بين إسرائيل والدول العربية البراغماتية - ويشكل بالنسبة إلى إسرائيل إنجازاً سياسياً كبيراً. في نظر رئيس الحكومة، ما جرى هو إنجاز شخصي مهم، عكس علاقته المميزة بالرئيس الأميركي ترامب. إنجاز سياسي آخر لنتنياهو هو إزالة مصطلح حل الدولتين للمشكلة الفلسطينية من قاموس الاتفاقات. لكن ينبغي لإسرائيل أن تأخذ في حسابها أن التلميحات من العالم العربي بشأن التراجع عن التزامه بإيجاد حل للمشكلة الفلسطينية، وربما أيضاً التوقف عن منح السلطة الفلسطينية مساعدة، معناهما أن المشكلة الفلسطينية ستبقى ملقاة على عاتق إسرائيل وحدها. بناء على ذلك، وعلى الرغم من تراجع أهمية القضية الفلسطينية في الساحة الإقليمية، يجب على إسرائيل الامتناع من الاستمرار في إضعاف السلطة الفلسطينية وإظهار فشلها. أكثر من ذلك، حسناً تفعل إسرائيل إذا قدمت إلى السلطة الفلسطينية تعويضات اقتصادية – وفي البنى التحتية، ناجمة عن الاتفاق.
- من المفروض أن يشكل الاتفاق مصدراً يُحتذى به لاتفاقات سلام وتطبيع بين إسرائيل ودول عربية أُخرى، ومنصة لإقامة تحالف إقليمي متعدد الأطراف. المصالح المشتركة بين إسرائيل والإمارات والبحرين في موضوعات الأمن، والاقتصاد، والصحة، والزراعة، والسياحة والمواصلات وغيرها، تتقاطع مع مصالح دول أُخرى في المنطقة. وفي إطار إقليمي واسع يعتمد على الاحترام المتبادل بين الشعوب والزعامات، في استطاعة الدول الأعضاء تحريك ميزاتها الإجمالية. تعاون إقليمي يساعد على ازدهار اقتصادي ويعزز الأمن والاستقرار، ويُبطل سلبية إيران وتركيا في المنطقة.
- المطلوب من إسرائيل أيضاً فحص التداعيات التي يمكن أن تتطور جراء الاتفاق. هل ستقلص حرية عملها في الساحة الفلسطينية؟ وهل عملية عسكرية واسعة في غزة ستؤدي إلى تجميد التطبيع مع الدول العربية؟ وما هي سبل العمل التي ستكون في متناول إسرائيل للرد على قرار إيران شن هجوم عسكري على الدول التي وقّعت معها اتفاقات سلام، أو إذا استخدمت ضدها وكلاء إرهاب يهاجمون أهدافاً إسرائيلية في أراضيها؟