مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
كوخافي يقرر فرض حظر على عودة جنود الجيش الإسرائيلي إلى بيوتهم لمدة شهر بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا
المدير العام لوزارة الصحة: إسرائيل على وشك الوصول إلى نقطة اللاعودة في كل ما يتعلق بتفشي فيروس كورونا
على الرغم من الإغلاق، آلاف الأشخاص يشاركون في تظاهرات الاحتجاج ضد نتنياهو
تشيكيا ستزود جيشها بأنظمة دفاع جوية من إنتاج شركة "رفائيل"
عضو كونغرس من الحزب الديمقراطي تلغي مشاركتها في حفل لإحياء ذكرى مقتل رابين بعد احتجاج ناشطي BDS
مقالات وتحليلات
لا عمليات "إرهابية"، لا اتفاقيات: 20 سنة على الانتفاضة الثانية – تداعياتها واضحة
عباس يلعب بالنار: هل يحاول الانضمام إلى محور تركيا - قطر؟
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Ynet، 28/9/2020
كوخافي يقرر فرض حظر على عودة جنود الجيش الإسرائيلي إلى بيوتهم لمدة شهر بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال أفيف كوخافي قرر أمس (الأحد) فرض حظر على عودة الجنود إلى بيوتهم والبقاء في قواعدهم لمدة شهر، ابتداء من يوم غد (الثلاثاء)، وذلك على خلفية ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا في صفوف الجيش.

وأضاف البيان أن على جميع الجنود في التشكيلات القتالية وقواعد التأهيل والوحدات المغلقة أن يكونوا مستعدين للبقاء في قواعدهم لمدة شهر كامل.

وقال البيان "إن وضع انتشار الفيروس في الحيّز المدني وفي الجيش الإسرائيلي يستوجب القيام بسلسلة عمليات لتشديد الأنظمة في كافة وحدات الجيش. إن الحفاظ على كفاءات الجيش هي مهمة عليا، ونتيجة ذلك فإن مكافحة فيروس كورونا داخل الجيش هي مهمة مركزية، وعلينا العمل فوراً وبكل قوة من أجل تقليص انتشاره داخل الجيش الإسرائيلي."

وأكد رئيس هيئة أركان الجيش أن هذا الأمر ضروري من ناحيتين، من أجل الحفاظ على كفاءات الجيش لتنفيذ مهماته الأمنية، ومن أجل الحفاظ على قدرة الجيش على تقديم مساعدة واسعة إلى الحيّز المدني.

 

موقع Ynet، 28/9/2020
المدير العام لوزارة الصحة: إسرائيل على وشك الوصول إلى نقطة اللاعودة في كل ما يتعلق بتفشي فيروس كورونا

قال المدير العام لوزارة الصحة الإسرائيلية حيزي ليفي إن إسرائيل لن تعود إلى حالة ما قبل الإغلاق فور انتهاء فترة الأعياد اليهودية، وحذّر من أنها على وشك الوصول إلى نقطة اللاعودة في كل ما يتعلق بتفشي فيروس كورونا.

وأضاف ليفي في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي [غالي تساهل] أمس (الأحد): "أشعر بأننا لا نرى ما يحدث ولا إلى أين نحن متجهون. أفترض أننا لن نخرج من الإغلاق مباشرة بعد انتهاء عيد العرش [يوم 10 تشرين الأول/أكتوبر المقبل]. وأعتقد أننا لن نعود إلى الروتين اليومي كما كان من قبل. كما أن التعليم في المدارس لن يُستأنف بالكامل بعد عيد العرش مباشرة."

وانتقد ليفي المشاركين في التظاهرات ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التي جرت في القدس وتل أبيب ليلة السبت الفائت، وأشار إلى أنهم لم يلتزموا بالقيود المفروضة على التجمعات.

من ناحية أُخرى اعترف نتنياهو بأن حكومته ارتكبت أخطاء لدى الخروج من الإغلاق الأول في وقت سابق من هذه السنة.

وأشار نتنياهو في شريط فيديو نشره ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أول أمس (السبت)، إلى أن افتتاح المدارس وقاعات الأحداث كان سريعاً جداً. كما أشار بإصبع الاتهام إلى الخبراء الذين نصحوا بفتح المرافق الاقتصادية، وإلى الكنيست لإلغاء بعض قرارات الحكومة، وإلى وسائل الإعلام التي تحاول تصوير القيود المفروضة بأنها مبالغ فيها.

من ناحية أُخرى أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أنه حتى يوم أمس بلغ إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا منذ بدء تفشيه في إسرائيل 229.374 حالة منها 68.788 حالة نشطة.

وبلغ عدد الحالات الخطرة 749 حالة، تم ربط 196 حالة منها بأجهزة التنفس الاصطناعي.

وتم فرض إغلاق شامل جديد مدة أسبوعين ابتداء من الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الجمعة الفائت. ولم يتمكن أعضاء الكنيست من التوصل إلى اتفاق بشأن القيود المفروضة على الاحتجاجات والصلاة العامة.

وبموجب القيود الجديدة سيتم إغلاق جميع المصالح التجارية تقريباً، باستثناء شركات ومصانع محددة صنفتها هيئة الطوارئ الوطنية التابعة لوزارة الدفاع بأنها أساسية، والصيدليات ومحلات المواد الغذائية. ويُسمح للمطاعم بالعمل على أساس توصيل الطلبات إلى المنازل فقط.

"معاريف"، 27/9/2020
على الرغم من الإغلاق، آلاف الأشخاص يشاركون في تظاهرات الاحتجاج ضد نتنياهو

شارك آلاف الأشخاص مساء أمس (السبت) في تظاهرات احتجاج ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو جرت في جميع أنحاء البلد وكذلك عبر شبكة الإنترنت، وكان أكبرها في القدس وتل أبيب وقيسارية.

وتشهد إسرائيل منذ أول أمس (الجمعة) إغلاقاً مشدداً لمكافحة انتشار فيروس كورونا يحظر التجمهر، لكن سُمح بالتظاهر بأعداد محدودة.

وبدأت التظاهرات بعد ظهر أمس عندما احتج الآلاف على الجسور ومفترقات الطرق في مناطق متفرقة من إسرائيل، بينها مدينة قيسارية [شمال إسرائيل] محل إقامة نتنياهو، وعدة مناطق في تل أبيب. كما سافرت قافلة مكونة من مئات السيارات على الطريق رقم 1 الذي يربط تل أبيب بالقدس حتى وصلت إلى شارع بلفور، مقر نتنياهو الرسمي، حيث أقيمت التظاهرة المركزية. ورفع المتظاهرون أعلاماً سوداء وأعلام إسرائيل ولافتات تدعو نتنياهو إلى الاستقالة على خلفية تقديم لائحة اتهام ضده تتعلق بشبهات الفساد، وفشل حكومته في مكافحة أزمة فيروس كورونا. 

وأُفيد بأن الشرطة الإسرائيلية التي كثفت انتشارها لفرض القيود التي دخلت في حيز التنفيذ، وزعت غرامات مالية على عدد من المتظاهرين في بلفور، وأخضعت بعضهم للمساءلة لأنهم لم يمتثلوا لتعليماتها بالحفاظ على مسافة وارتداء الكمامات الواقية وعدم إحداث ضوضاء. كما صادرت الشرطة أجهزة لمكبرات الصوت كانت بحيازة بعضهم.

واعتُقل خمسة متظاهرين خلال تظاهرة القدس. واشتبكت الشرطة والمتظاهرون عندما سعى ضباط لفرض قيود التباعد الاجتماعي.

وأعرب وزير الصحة الإسرائيلي يولي إدلشتاين [الليكود] عن أمله بأن يتمكن الكنيست بعد غد (الثلاثاء) من سن قانون ينص على تقييد حق التظاهر للحفاظ على سلامة المتظاهرين. وأكد وزير الداخلية أرييه درعي [رئيس شاس] أن التظاهر في وقت تخضع فيه الدولة للإغلاق خطوة عديمة المسؤولية قد تتسبب بزيادة تفشي الفيروس.

في المقابل لمّح رئيس الحكومة البديل ووزير الدفاع بني غانتس [رئيس أزرق أبيض] إلى أن نتنياهو يريد تحجيم التظاهرات بسبب وضعه القانوني.

"يديعوت أحرونوت"، 27/9/2020
تشيكيا ستزود جيشها بأنظمة دفاع جوية من إنتاج شركة "رفائيل"

بلّغت وزارة الدفاع التشيكية وزارة الدفاع الإسرائيلية في نهاية الأسبوع الفائت بأنها قررت تجهيز الجيش التشيكي بأنظمة دفاعية جوية طورتها شركة "رفائيل" العسكرية الإسرائيلية، ومن المتوقع أن تصل تكلفة الصفقة إلى مئات ملايين الدولارات. 

وشكر وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس دولة تشيكيا على القرار، وأكد أنه يُعد خطوة مهمة نحو تقوية العلاقات بين البلدين وبشرى كبيرة للصناعات الأمنية الإسرائيلية في هذه الفترة المعقدة.

وقالت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى إن الحديث يدور حول شراء بطاريات من طراز "سبايدر" من إنتاج شركة "رفائيل" تشمل أيضاً أنظمة رادار.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن بطارية "سبايدر" هي منظومة دفاعية جوية تعتمد على صواريخ جو - جو ومخصصة لاعتراض عدد متنوع من التهديدات الجوية، وخصوصاً الطائرات المقاتلة والمروحيات والطائرات المسيّرة. 

"يديعوت أحرونوت"، 27/9/2020
عضو كونغرس من الحزب الديمقراطي تلغي مشاركتها في حفل لإحياء ذكرى مقتل رابين بعد احتجاج ناشطي BDS

أعلنت عضو الكونغرس الأميركي من الحزب الديمقراطي ألكسندرا أوكاسيو - كورتيز الليلة قبل الماضية إلغاء مشاركتها في حفل لإحياء ذكرى مقتل رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق يتسحاق رابين في إثر احتجاج ناشطي حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل (BDS). 

ودان الناشطون كورتيز لنيتها المشاركة في هذا الحدث الذي بادرت إليه منظمة "أميركيون من أجل السلام الآن" المرتبطة بحركة "السلام الآن" الإسرائيلية، والمقرر إقامته عبر شبكة الإنترنت يوم 20 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، واتهموها بالازدراء التام لحياة الفلسطينيين.

وشجبت حفيدة رابين نوعا روتمان سلوك كورتيز هذا ووصفته بأنه ينم عن نزعة شعبوية.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 27/9/2020
لا عمليات "إرهابية"، لا اتفاقيات: 20 سنة على الانتفاضة الثانية – تداعياتها واضحة
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • الذكرى العشرون للانتفاضة الثانية تحل بعد يوم غد، في ذروة فترة يمكن أن نجد خطوط تشابه معيّنة بينها وبين أيام الهلع والضيق في فترة تفجير الباصات أيضاً. في هذه الأيام الفظيعة تسود كآبة جماعية، متزامنة مع تخوف شخصي كبير وسؤال متى سينتهي هذا كله. طبعاً الظروف الآن مختلفة تماماً- ومع ذلك يجب التذكير بأن أغلبية الذين ماتوا بوباء الكورونا هم أشخاص بالغون نسبياً (لا توجد تقريباً وفيات بالكورونا بين الأولاد)، بينما الانتحاريون أصابوا كل الأجيال وكل طبقات المجتمع من دون تمييز.
  • في نظرة إلى الوراء، وبمراجعة مكثفة لخمس سنوات من الانتفاضة، من زيارة أريئيل شارون إلى الحرم القدسي، وصولاً إلى الانفصال عن قطاع غزة (نقطة النهاية الفعلية للفترة، وإحدى النتائج المركزية لها) تتبلور عدة خلاصات:
  • الانتفاضة أعادت تشكيل الخريطة السياسية في إسرائيل من جديد. فترة الهجمات الكبيرة تركت وراءها حمولة نفسية وسياسية عميقة وسط الجمهور الإسرائيلي. والمفارقة أن هذه الأمور جرت على الرغم من كبت نفسي جماعي طويل. كُتب القليل من الكتب عن هذه السنوات الدراماتيكية، وأُعدت أفلام وثائقية معدودة. فترة الانتفاضة لا تُذكر في كثير من الأحيان في النقاش العام الإسرائيلي، ولا تظهر تقريباً حتى في أفلام وقصص تعود إلى العقدين الأخيرين. لكن آثارها واضحة للعيان. فقد تركت وراءها قلقاً كبيراً على الأمن الشخصي- ويبدو أن هذا ينعكس جيداً أيضاً في أنماط الاقتراع من انتخابات إلى أُخرى.
  • يمكن القول، إلى حد بعيد، إن سر نجاح بنيامين نتنياهو المستمر ونجاح اليمين يكمن هنا. عملية أوسلو التي أُجهضت بسبب قائمة طويلة من الأسباب، صُورت كهزيمة يجب عدم تكرارها. السردية السائدة لدى الجمهور تقول إنه في كل مرة تنسحب إسرائيل من المناطق بصورة أحادية الجانب أو باتفاق (مدن في الضفة الغربية في اتفاق أوسلو، الانسحاب من الجنوب اللبناني، والانفصال عن قطاع غزة)، تُستخدم الأراضي التي يجري الانسحاب منها دائماً كنقطة انطلاق للخصم للإعداد لهجمات إضافية. على الأقل، حتى الانتهاء من الإجراءات الجنائية ضد نتنياهو في العام الماضي، كان ضمان الأمن الشخصي للمواطن وأفراد عائلته هو الاعتبار المركزي الذي أدلى في ضوئه الناخبون بأصواتهم.
  • وهنا، لم يكن لدى اليسار رد حقيقي على الندوب التي تركتها الهجمات الانتحارية. وخلال سنوات من الهدوء النسبي، باستثناء عمليات هجومية في قطاع غزة، نجح نتنياهو في أن يُظهر نفسه حامياً كبيراً للإسرائيليين. كراهية العرب والخوف منهم، اللذان وصلا إلى الذروة في أيام الهجمات، يفسران أيضاً مجموعة من الظواهر البعيدة المدى، من التماهي الجديد نسبياً لأغلبية الناخبين الحريديم مع اليمين، وصولاً إلى نمو تنظيمات متشددة وعنيفة.
  • علاوة على ذلك، بالإضافة إلى الخلافات الأيديولوجية التي منعت التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين خلال الانتفاضة (مستقبل القدس، والحدود، والمستوطنات ومسألة اللاجئين)، بقيت مشكلة أساسية: عدم ثقة كبيرة بين الطرفين على مستوى الزعامات وأيضاً على صعيد الجمهور. ربما كان من المحتمل التغلب على التفصيلات، لكن الخوف المتبادل الذي سببته الانتفاضة الثانية بقي على حاله أيضاً بعد مرور 15 عاماً.
  • دور الزعامات. عُرض مؤخراً في وسائل التواصل فيديو يعود إلى سنة 2005 يظهر فيه شارون، الذي كان رئيساً للحكومة في معظم فترة الانتفاضة، يهاجم نتنياهو الذي كان يومها وزيراً في حكومته. بالإضافة إلى الكراهية الشخصية بين الاثنين، يشرح شارون أن الزعامة بحاجة إلى "أعصاب من حديد وحكمة". كانت تحوم حول شارون أيضاً في تلك السنوات سُحُب فساد (ابنه عومري الذي حُكم عليه بالسجن في قضية تورط فيها والده أيضاً)، لكن لا يمكن تجاهل حقيقة أنه كان الشخص الذي وجّه وحده تقريباً السياسة الإسرائيلية في تلك الفترة نحو الأفضل و الأسوأ.
  • كان شارون الشخص الذي اتخذ جميع القرارات الحساسة بنفسه: قرار العمل في عمق المنطقة الفلسطينية، في قصبات المدن ومخيمات اللاجئين، لوقف آلة الإرهاب من الضفة (الذروة كانت شن عملية "الجدار الواقي" في آذار/مارس 2002)؛ قطع العلاقة برئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات (وفي الوقت عينه قرار عدم اغتياله على الرغم من تردده الطويل في هذا الشأن)؛ إقامة جدار الفصل؛ وأخيراً الانفصال عن غزة. لا يزال هناك جدل عنيف بشأن الكثير من القرارات التي اتخذها، لكنه كان زعيماً أعصابه من حديد، صاغ وجه النزاع. لم يكن شارون يتحرك كيفما اتفق، ولم يغير رأيه في كل أسبوع وفقاً للضغوطات العامة والسياسية التي تمارَس عليه.
  • عملية "الجدار الواقي" والعمليات التي أتت بعدها خفضت الإرهاب إلى مستوى يمكن تحمّله. مقاطعة عرفات جعلت إدارة بوش تقف ضده، وفرضت صعود زعامة فلسطينية أكثر اعتدالاً في السلطة بعد وفاة عرفات في سنة 2004. جدار الفصل أبقى الخط الأخضر أساساً للمفاوضات على الرغم من إصرار شارون على تمديده شرقاً على حساب مناطق فلسطينية.
  • الانفصال عن غزة كان خطوة تاريخية على الرغم من صعود "حماس" والعمليات التي أعقبته قلصت مجال احتكاك إسرائيل بالفلسطينيين. ادعاء اليمين أنه كان من الممكن الإبقاء على المستوطنات في غوش كطيف مزدهرة وآمنة في قلب طنجرة الغزاوية، يتجاهل ما حدث هناك بعد الانسحاب.
  • في الإمكان مواجهة الإرهاب. في السنوات الأولى لأوسلو، وبعد ذلك في بداية الانتفاضة الثانية طُرحت في أحيان كثيرة حجة من جانب اليسار تقول إن المحاربة الإسرائيلية للإرهاب محكوم عليها بالفشل، لأن الفلسطينيين يخوضون حرباً من أجل حريتهم. لكن حقيقة أن الفلسطينيين اختاروا نضالاً من دون حدود - ضد الجيش وضد مدنيين، من خلال استخدام الهجمات الانتحارية ومن دون تمييز بين المناطق والخط الأخضر - أدى بصورة غير مسبوقة إلى إجماع داخل الجمهور الإسرائيلي بشأن الخطوات الحازمة التي يجب القيام بها ضدهم في الرد عليهم.
  • بحسب كلمات رئيس الأركان آنذاك شاوول موفاز، اعتُبرت الانتفاضة "حرباً من أجل الوطن". الجيش الإسرائيلي والشاباك استخدما أساليب ووسائل وحشية شملت اغتيالات من دون محاكمة، عقوبات جماعية واسعة، والمس (في أغلب الأحيان بصورة غير مقصودة) بحياة المدنيين الفلسطينيين الأبرياء. هذه العمليات تركت جراحاً لدى الطرفين، أيضاً لدى جيل من الجنود الإسرائيليين (بعد الحفر في جراح لبنان، سيأتي زمن الصدمة التي خلفتها فترة الانتفاضة)، لكن في نهاية الأمر، أيضاً هي التي دفعت الفلسطينيين إلى إعادة التفكير في خطواتهم.
  • وريث عرفات محمود عباس (أبو مازن) لم يستخدم الإرهاب، ولم يبرره كما فعل سلفه عرفات، الذي نال جائزة نوبل للسلام. تدريجياً تراجع تأييد الجمهور الفلسطيني للهجمات الانتحارية، سواء بسبب الثمن الباهظ الذي دفعوه في الخطوات العقابية الإسرائيلية، أو بسبب الردود القاسية التي أثارتها هذه الهجمات في الغرب، وخصوصاً بعد هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، والهجمات في المدن الأوروبية في السنوات الأخيرة. لم تعلن "حماس" والجهاد الإسلامي رسمياً تخليهما عن هذه الوسائل، لكن منذ سنة 2006 انخفض استخدام الانتحاريين بمختلف فئاتهم.
  • المشكلة الفلسطينية لم تختفِ. النجاح النسبي في الحرب الإسرائيلية على الإرهاب لم يحل النزاع مع الفلسطينيين. إيهود باراك، الذي تآكلت حظوظ صموده في رئاسة الحكومة مع نشوب الانتفاضة الثانية، أعلن في تشرين الثاني/نوفمبر 2000 "عدم وجود شريك" فلسطيني بعد فشل قمة كامب ديفيد ونشوب العنف. نتنياهو احتفل هذا الشهر بنجاجه في توقيع اتفاقات مع دولتين عربيتين، الإمارات والبحرين. على الرغم من الجمود في القناة الفلسطينية.
  • لكن تحديداً فترة الابتعاد عن الفلسطينيين تدل على أمور معاكسة. أولاً في الضفة الغربية، السلطة الفلسطينية هي شريك صامت في ترتيبات أمنية فعالة جداً منذ نحو 15 عاماً. حقيقة أن الضفة لم تشتعل خلال ثلات عمليات عسكرية أوقعت إصابات كثيرة في القطاع هي دليل على ذلك. أيضاً عندما نشبت ميني - انتفاضة، هجمات الطعن والدهس في سنة 2015، ساهمت الأجهزة الأمنية للسلطة في النهاية في قمعها. في القطاع، يحيى السنوار الذي أُطلق سراحه في صفقة شاليط هو زعيم نظام براغماتي نسبياً لـ"حماس"، يبدو أن في رأس اهتماماته الآن، التخفيف من ضائقة السكان.
  • في الساحتين الفلسطينيتين، اللتين تعملان بصورة منفردة، الواحدة عن الأُخرى، لم تختف مقاومة إسرائيل. وفي الساحتين، على الرغم من عيوب حكومتيْ السلطة و"حماس"، لدى إسرائيل شركاء محتملين للتوصل إلى تفاهمات صامتة في المدى البعيد، أيضاً على الرغم من أن فرص التوصل إلى اتفاقات دائمة تبدو حالياً في أدنى مستوياتها.

 

الموقع الإلكتروني لـ"مركز القدس للشؤون العامة والسياسة"، 27/9/2020
عباس يلعب بالنار: هل يحاول الانضمام إلى محور تركيا - قطر؟
يوني بن مناحيم - محلل سياسي
  • شيء غير جيد يحدث لعلاقات السلطة الفلسطينية و"حماس" مع مصر. بعد أن أبعدت "حماس" قبل شهر الاستخبارات المصرية عن الوساطة بينها وبين إسرائيل للتوصل إلى تفاهمات التهدئة الجديدة ومنحت السفير القطري محمد العمادي هذا الدور، قررت هذه المرة، وبالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، إجراء محادثات مصالحة بين "فتح" و"حماس" في اسطنبول في تركيا برعاية الرئيس أردوغان، بدلاً من القاهرة التي استضافت هذه المحادثات بصورة تقليدية منذ سنة 2007.
  • سلوك محمود عباس إزاء مصر غير واضح. هو لا يستطيع أن يسمح لنفسه بمخاصمة الرئيس السيسي، فهل يفعل ذلك لأن خصمه السياسي محمد دحلان، مستشار ولي العهد في أبو ظبي محمد بن زايد، محبب إلى الرئيس السيسي؟
  • عملية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، التي أثمرت حتى الآن اتفاقين، مع البحرين والإمارات، أدت إلى ابتعاد "حماس" والسلطة الفلسطينية عن مصر، واقترابهما من المحور التركي - القطري، المتماهي مع حركة الإخوان المسلمين التي تعمل على تقوية نفوذها في المنطقة.
  • السلطة الفلسطينية تخلت عن صلتها بالمحور العربي المعتدل الذي يشمل مصر والسعودية والإمارات، وهي تغازل محور "الإخوان المسلمين" الذي يشمل تركيا وقطر، و"حماس" تواصل علاقتها بإيران، لكنها تطور أيضاً العلاقة بتركيا وقطر، وهي تريد أن تربح من كل الاتجاهات.

تداعيات اتفاقات التطبيع

  • تسيرعملية التطبيع بين إسرائيل ودول عربية وإسلامية على قدم وساق، وأدت إلى تطورين مباشرين: التقارب بين "فتح" و"حماس"، وزيادة تدخل تركيا وقطر في المشكلة الفلسطينية.
  • لأول مرة منذ سنة 2007، بعد سيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة، تستضيف تركيا على أراضيها لقاء مصالحة كبيراً بين الحركتين. يترأس وفد "فتح" إلى محادثات المصالحة في اسطنبول جبريل الرجوب وروحي الفتوح، ويرأس وفد "حماس" إسماعيل هنية ونائبه صلاح العاروري.
  • هل فقدت السلطة و"حماس" ثقتهما بمصر بعد مباركة الرئيس عبد الفتاح السيسي اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين؟ من الصعب تصديق ذلك، إذ تربط السلطة و"حماس" بمصر مصالح متعددة، ومن الصعب عليهما الانفصال عنها، وهما تريدان الربح من كل الاتجاهات.
  • لقد توصلت السلطة و"حماس" إلى الاتفاق على البدء بـ"مقاومة شعبية" ضد إسرائيل في أراضي الضفة الغربية، واتفقتا على إقامة "قيادة موحدة" لكل الفصائل الفلسطينية. وعملت محادثات اسطنبول على محاولة التوصل إلى اتفاق على مخطط للانتخابات، وانضمام "حماس" والجهاد الإسلامي إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وإلى مؤسساتها.
  • على الرغم من المعارضة المشتركة لكل من "فتح" و"حماس" لعملية التطبيع و"صفقة القرن" لترامب، والتقارب بينهما، من الصعب رؤيتهما يتوصلان إلى اتفاق كامل على مصالحة وطنية. ولا يزال هناك شكوك متبادلة وعدم ثقة كبيرة بين الطرفين. ففي "حماس" يتخوفون من أن يستخدم عباس محادثات المصالحة لترسيخ شرعيته من دون أن يكون مستعداً عملياً لتقاسم السلطة مع "حماس". من جهة أُخرى يتخوفون في "فتح" من أن "حماس" تسعى لإيجاد موطئ قدم لها على أراضي الضفة لإسقاط حكم السلطة الفلسطينية كما فعلت في قطاع غزة في سنة 2007، وأنها ستزوّر نتائج الانتخابات في القطاع لأنها تسيطر عليه بقوة السلاح.
  • انتهت محادثات إسطنبول ببيان مشترك بشأن التوصل إلى اتفاق على "المشاركة في السلطة" والتفاهم على إجراء انتخابات عامة.
  • محمود عباس يلعب بالنار، حركتا "حماس" والجهاد الإسلامي مصنفتان كتنظيمين إرهابيين، وانضمامه إليهما يشكل خرقاً لاتفاقات أوسلو التي تنص على منع تنظيمات إرهابية من المشاركة في الانتخابات، إسرائيل خرقت مرة واحدة هذه الاتفاقات وسمحت لـ"حماس" بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية، بضغط من الرئيس بوش، وكانت النتيجة كئيبة، فازت "حماس" في الانتخابات، واستغلت ذلك بعد عام للسيطرة بالقوة على قطاع غزة.
  • ثمة شك كبير في أن تقبل إسرائيل إجراء انتخابات في المناطق وفي القدس الشرقية لانتخاب مندوبين يعارضون عملية التطبيع وخطة "صفقة القرن"، وجزء منهم يعارض قيام دولة إسرائيل.
  • جهات أمنية كبيرة في إسرائيل تقدّر، بمعقولية كبيرة، أنه على الرغم من تقرب السلطة الفلسطينية و"حماس" من تركيا، فإنهما لا يجرؤان على الانفصال عن مصر التي لن تسمح بأي نشاط تركي في قطاع غزة.
  • تُعتبر تركيا عدوة في نظر النظام المصري، وغزة هي "الساحة الخلفية" لمصر، ولها أهمية كبيرة من وجهة نظر الأمن القومي المصري. وتستطيع مصر استخدام أدوات ضغط متعددة على "حماس" للرد على سحبها ملف المصالحة منها ونقله إلى تركيا، وفي قطاع غزة يتخوف السكان من إغلاق مصر معبر رفح الذي يشكل أنبوب الأوكسيجين لقطاع غزة، والمنفذ البري الوحيد إلى العالم العربي.
  • ابتعاد الاستخبارات المصرية عن مفاوضات الوساطة بين "فتح" و"حماس" له أيضاً تداعياته على إسرائيل. لقد أبعدت "حماس" مصر وليس واضحاً كيف سيؤثر ذلك في دور مصر في ترسيخ جهود التهدئة في قطاع غزة، وفي الوساطة التي تقوم بها للتوصل إلى صفقة جديدة لتبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل.