مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
أشكنازي يدعو الفلسطينيين من برلين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات
المنسق العام لشؤون كورونا: على منتخبي الجمهور وموظفي الخدمات المدنية التقيد بالتعليمات العامة المتعلقة بالوقاية من فيروس كورونا أكثر من غيرهم
استطلاع قناة 12: تراجُع الليكود إلى 26 مقعداً وحصول تحالف "يمينا" على 23 مقعداً
مقالات وتحليلات
رئيس قسم الأبحاث في شعبة "أمان": نصر الله يدرك أن مشروع الصواريخ الدقيقة من شأنه أن يؤدي إلى اندلاع حرب ويمكنه عرقلة تنفيذه
استطلاعات الرأي تثبت وجود شرخ بين نتنياهو والجمهور من الصعب الخروج منه
المجتمع العربي بين تشرين الأول/أكتوبر 2000 والكورونا
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 7/10/2020
أشكنازي يدعو الفلسطينيين من برلين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات

دعا وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي [أزرق أبيض] الفلسطينيين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكداً أن هذه هي الطريق الوحيدة لحل الصراع وتحقيق السلام.

وأضاف أشكنازي خلال مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في برلين أمس (الثلاثاء)، أن اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة يشكل بشرى كبيرة وسيؤدي إلى استقرار الأوضاع الإقليمية وربما إلى إبرام اتفاقيات مماثلة أُخرى.

وقام أشكنازي وبن زايد في وقت سابق أمس بزيارة النصب التذكاري لضحايا المحرقة النازية ومتحف الهولوكوست في برلين، ورافقهما وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي استضاف اللقاء بينهما.

وفي ختام الزيارة كتب أشكنازي في كتاب الزوار: "إن تواجدنا هنا يرمز إلى بداية عهد جديد من السلام بين الشعوب"، أما بن زايد فكتب: "لن نسمح بتكرار هذه الفظائع أبداً."

 

"يديعوت أحرونوت"، 7/10/2020
المنسق العام لشؤون كورونا: على منتخبي الجمهور وموظفي الخدمات المدنية التقيد بالتعليمات العامة المتعلقة بالوقاية من فيروس كورونا أكثر من غيرهم

قال المنسق العام لشؤون فيروس كورونا البروفيسور روني غامزو إن على منتخبي الجمهور وموظفي الخدمات المدنية أن يدركوا أن عليهم التقيد بالتعليمات العامة المتعلقة بالوقاية من الفيروس أكثر من غيرهم.

وأضاف غامزو في سياق مؤتمر صحافي عقده أمس (الثلاثاء)، أنه حينما يخرق هؤلاء التعليمات فإن الجمهور يفقد الثقة بالقيادة.

من ناحية أُخرى قال غامزو أنه إذا تقرر تخفيف قيود الإغلاق الصحي فلا بد من فرض إغلاق على مناطق موبوءة، وأشار إلى أن هذه الآلية تطبَّق في الدول التي تتعامل مع الموجة الثانية من الفيروس.

وكشفت إذاعة "كان" [تابعة لهيئة البث العامة الجديدة] أمس أن رئيس جهاز الأمن العام ["الشاباك"] نداف أرغمان استضاف في منزله يوم السبت الفائت أفراداً من عائلته بخلاف أنظمة الإغلاق الصحي. ورفض جهاز "الشاباك" التعقيب على هذا النبأ، وأكد أنه لا يتدخل في الحياة الشخصية لأرغمان.

وفي سياق متصل طلبت الشرطة الإسرائيلية أمس من المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت الموافقة على إجراء تحقيق جنائي مع وزيرة شؤون البيئة غيلا غملئيل [الليكود] للاشتباه بأنها انتهكت الإغلاق وقامت بإخفاء معلومات بشأن مكان وجودها عن وزارة الصحة لأكثر من 24 ساعة.

وفي الوقت نفسه أفادت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لا ينوي إقالة غملئيل بسبب سلوكها، وأن الوزيرة لا تخطط للاستقالة. وذكرت القناة أن نتنياهو يفكر في اتخاذ خطوات جادة ضدها، من دون أن توضح ما هي هذه الخطوات.

وواجهت غملئيل التي أعلنت في نهاية الأسبوع إصابتها بفيروس كورونا، دعوات إلى فصلها أو استقالتها بعد اعترافها بأنها خرقت الأسبوع الفائت الإغلاق عبر السفر من منزلها في تل أبيب إلى مدينة طبرية في شمال إسرائيل. وحاولت إخفاء الرحلة عن تحقيق وبائي أجرته وزارة الصحة بشأن إصابتها.

وأعلن رئيس تحالف "يوجد مستقبل - تلم" عضو الكنيست يائير لبيد أول أمس (الاثنين) أن عضو الكنيست ميكي ليفي من التحالف سيستقيل من لجنة مكافحة فيروس كورونا في الكنيست باتفاق مشترك بعد قيامه بانتهاك قواعد الإغلاق.

وخلال الإغلاق الأول في وقت سابق من هذه السنة كان هناك تقارير متعددة عن انتهاكات الإغلاق من طرف سياسيين وعائلاتهم، بمن فيهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس الدولة رؤوفين ريفلين.

"معاريف"، 7/10/2020
استطلاع قناة 12: تراجُع الليكود إلى 26 مقعداً وحصول تحالف "يمينا" على 23 مقعداً

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مساء أمس (الثلاثاء) أنه في حال إجراء انتخابات إسرائيلية عامة جديدة الآن ستحصل قائمة حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على 26 مقعداً، وتحصل قائمة تحالف "يمينا" بزعامة عضو الكنيست نفتالي بينت، المكونة من حزب اليمين الجديد برئاسة بينت، وحزب الاتحاد القومي برئاسة بتسلئيل سموتريش، والممثلة في الكنيست الحالي بـ5 مقاعد، على 23 مقعداً، وقائمة تحالف "يوجد مستقبل - تلم" بزعامة عضو الكنيست يائير لبيد على 18 مقعداً.

وتحصل القائمة المشتركة على 15 مقعداً، وقائمة أزرق أبيض بزعامة وزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل بني غانتس على 9 مقاعد.

وجاءت نتائج باقي الأحزاب على النحو الآتي: "إسرائيل بيتنا" - 8 مقاعد؛ حزب شاس لليهود الحريديم [المتشددون دينياً] - 9 مقاعد؛ حزب يهدوت هتوراه الحريدي - 7 مقاعد؛ ميرتس- 5 مقاعد.

ولن تتمكن قوائم أحزاب العمل و"غيشر" و"البيت اليهودي" و"ديرخ إيرتس" و"عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).

وقالت قناة التلفزة إن هذه النتائج تأتي في ضوء ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا والإغلاق الشامل والأزمة الاقتصادية التي تمر بها إسرائيل بسبب الإغلاق وأزمة كورونا، إذ  اتسعت رقعة الاحتجاجات ضد نتنياهو خلال الأيام الأخيرة بسبب ذلك. 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 7/10/2020
رئيس قسم الأبحاث في شعبة "أمان": نصر الله يدرك أن مشروع الصواريخ الدقيقة من شأنه أن يؤدي إلى اندلاع حرب ويمكنه عرقلة تنفيذه
يوسي يهوشواع - مراسل عسكري
  • قال رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] العميد درور شالوم إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يدرك مستوى تغلغل الاستخبارات الإسرائيلية في صفوف الحزب.
  • وأضاف شالوم في سياق مقابلة خاصة أدلى بها إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" في مناسبة قرب انتهاء مهمات منصبه وتركه العمل في صفوف الجيش، وسيُنشر نصها الكامل في الملحق الأسبوعي للصحيفة "7 أيام" بعد غد (الجمعة)، إن مشروع تحويل الصواريخ التي يحوزها حزب الله إلى صواريخ أكثر دقة يواجه عدة عراقيل بسبب النشاط الاستخباراتي الإسرائيلي فوق الأرض وتحتها.
  • وقال شالوم: "دفع قاسم سليماني [القائد السابق لـ'فيلق القدس' التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي اغتالته الولايات المتحدة] نصر الله نحو هذا المشروع. وانجرّ هذا الأخير وراءه وبذا هدّد نفسه. من غير المتوقع أن يبادر الآن إلى إيقاف هذا المشروع، لكنه يدرك أن من شأنه أن يؤدي إلى اندلاع حرب ويمكنه عرقلة تنفيذه. لقد وضع نصر الله لبنان فوق برميل متفجر، وبات هذا البلد أسيراً في يدي إيران. ونصر الله مضغوط حالياً من الداخل، ومكانته آخذة بالتآكل، وهذا يمكن أن يقوده إلى ارتكاب أخطاء."
  • ويُعتبر رئيس قسم الأبحاث في شعبة "أمان" بمثابة "المُقدّر القومي" لإسرائيل، وهو مقتنع بأن إيران تقف في رأس سلم التهديدات. وهو يؤكد أن كل قدرات "حماس" والجهاد الإسلامي وحزب الله تأتي من إيران، وفي اللحظة التي تمتلك هذه الأخيرة أسلحة نووية ستكون كل هذه المنظومة أكثر عدوانية تجاه إسرائيل.
  • ورداً على سؤال بشأن مدى اقتراب إيران من حيازة قنبلة نووية، قال شالوم: "إيران وصلت إلى وضع يمكن أن يكون لديها قنبلة نووية بعد سنتين من اللحظة التي تقرر أن تنتجها. وفترة سنتين ليست طويلة وهذا يقلقني جداً. إذا امتلكت إيران قنبلة نووية ستوجه كل هذه المنظومة نحونا."
  • وأعرب شالوم عن اعتقاده أن هناك احتمالاً كبيراً لمعرفة متى ستتخذ إيران قراراً كهذا، لكنه في الوقت عينه قال إنه لا يعرف إن كان بالإمكان معرفة ذلك بصورة مؤكدة.
  • وطُرح على شالوم سؤال آخر فحواه: مارست إسرائيل ضغوطاً كبيرة ضد الاتفاق النووي مع إيران، فهل أدى الانسحاب من هذا الاتفاق [من طرف الولايات المتحدة] إلى خدمة إسرائيل؟ فأجاب قائلاً: "لم يثبت حتى الآن أن الانسحاب من الاتفاق النووي خدم إسرائيل. إيران لم تخرّ راكعة على ركبتيها، ولم تتراجع. ويهمني أن أوضح أنني أؤيد استراتيجيا ممارسة الضغط على إيران، ولا شك في أنها كدولة عظمى ضعفت. لكن الاستراتيجيا الأميركية المستقبلية هي 'أقصى ما يمكن من الضغط وصفقة'، والسؤال هو هل ستكون الصفقة في النهاية جيدة لنا؟". وأضاف: "لدي انتقادات للاتفاق النووي، وكانت فيه ثقوب كثيرة، منها خفض الإشراف على البرنامج النووي. صحيح أن إيران كدولة عظمى ضعفت الآن، لكن البرنامج النووي لم يُكبح. وفي الاتفاق النووي، وعلى الرغم من كل نواقصه، كان هناك حيز للتأثير في مواضيع أُخرى، وكان من الصحيح العمل لتعديله."    
"هآرتس"، 7/10/2020
استطلاعات الرأي تثبت وجود شرخ بين نتنياهو والجمهور من الصعب الخروج منه
يوسي فيرتر - محلل سياسي
  • في النهاية، الأرقام تتحدث وهي لا تخطىء. تفشّي المرض يُقاس بالأرقام. الوفيات تُقاس بالأرقام. العاطلون من العمل والفقراء الجدد يقاسون بالأرقام. لكن أيضاً عدم الثقة بالحكومة له أرقام: 26 مقعداً لليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، و23 مقعداً لحزب يمينا برئاسة نفتالي بينت. هذا اتجاه ثابت ومستمر لانهيار الزعيم في مواجهة صعود البديل، بينما الموضوع الوحيد على جدول الأعمال هو الوباء.
  • هذه ليست نقطة زمنية خاصة، أو قفزة خارجة عن المألوف تولد وهماً جميلاً لرئيس حزب يمينا. ربما باستثناء تأثير غيلا غمليئيل [الوزيرة التي لم تلتزم بالتقييدات المتعلقة بالكورونا]،  والذي على ما  يبدو لعب دوراً في نتائج استطلاعات الرأي الدراماتيكية التي نشرتها أمس قناة حداشوت 12، لم نر شيئاً مختلفاً تماماً من الطرفين خلال الأسبوع أو الأسبوعين الأخيرين. لا من جهة نتنياهو ولا من جهة بينت. هذا الأخير لم يقم بأي نشاطات خاصة، لم يطلق تصريحاً منمقاً ولم يُخرج مفاجأة من كُمّه. هو يعمل كالمعتاد. يتجول على الأرض، يقترح حلولاً على وسائل التواصل الاجتماعي، ويجري مقابلات. يبدو كلامه منطقياً للغاية. وهو يلقي آذاناً صاغية.
  • مع هذه الأرقام اتخذ قراراً لا رجعة عنه. لم نعد نسمع منه المزيد من تصريحات الولاء لنتنياهو، ولا مقابل الوعود بالمناوبة (التي من الواضح أنها لن تُحترم). مغزى هذه الأرقام بالنسبة إليه هو رخصة للقتل. طبعاً فقط في صناديق الاقتراع. التفويض الذي يمنحه إياه الجمهور له معنى واحد: فقط لا [يزيد] بيبي.
  • شالوم حانوخ يغني "الجمهور مغفل لذا الجمهور يدفع". وفعلاً الجمهور يدفع ليس لأنه مغفل. نتائج الاستطلاعات تُظهر العكس. الجمهور ذكي. هو يدفع لأن لا خيار لديه، ولأنه أسير. أسير في يد حكومة فاشلة ورئيس حكومة فاسد وخطر، غارق حتى رقبته في اعتبارات سياسية - قانونية، وبذلك يدمر بيديه أي فرصة لمواجهة جدية لأزمة الكورونا. كلما أكثر من خطاباته كلما أصبحت دوافعه مكشوفة أكثر. الإغلاق المتشدد؛ رفض السماح للأعمال الصغيرة، التي لا تستقبل الكثير من الناس، بفتح أبوابها؛ التغريدات المسعورة ضد المتظاهرين في مقابل الصمت المخزي حيال خروقات الحريديم للإغلاق. هذا يتغلغل أيضاً إلى داخل التيار الأساسي في الليكود. الليكوديون أيضاً يعانون، وهم أيضاً يرون مَن المسؤول.
  • ينطبق هذا أيضاً على الأغلبية الحاسمة التي ترغب في إجراء الانتخابات الآن (49% مقابل 30% فقط، يفضلون استمرار بقاء الحكومة الحالية). في وقت حرب، مثل هذه التي تجند فيها كل الشعب، الإسرائيليون عموماً ليسوا مستعدين للسماع بانتخابات. دعونا ننتصر، ثم نحاسب في صناديق الاقتراع مَن يجب محاسبته. حالياً، وبصورة غير مسبوقة، انقلب هذا الوضع. هم يقولون: لنذهب إلى الصناديق الآن.
  • لدى مَن يعتبرون أنفسهم ينتمون إلى الوسط - اليسار، النسب مطلقة. على الرغم من أن أغلبيتهم تقف موقف المتفرج، وبالنسبة إلى المقاعد [في الكنيست] هم لا يستطيعون الإجابة عن سؤال إلى جانب مَن سيصوتون. هذه نقطة أُخرى مثيرة للقلق بالنسبة إلى نتنياهو. هناك عدد لا بأس به من المقاعد لا تكشفه حالياً الاستطلاعات، لكن كل مَن سيأتي في يوم الاقتراع لوضع بطاقة، أي بطاقة، عليه أن يلتزم بإنهاء حكمه الفاشل والمؤذي.
  • علامات الفشل المدوي المستمرة، والتي أُعطيت لنتنياهو في سلسلة استطلاعات في الأشهر الأخيرة، لا تدل على أزمة عدم ثقة، بل على شرخ من الصعب رؤية طريق للخروج منه. ما حدث مع المسؤول عن الكورونا روني غامزو يدل على ذلك بطريقة سلبية. في مرحلة معينة، وبعد عدة تصريحات فيها ادعاء شخصي، ومن دون نتائج على الأرض، الجمهور أعطى علامات متدنية لغامزو. في الأسبوع الماضي، وفي هجوم نموذجي من كيل الاتهامات، شن عليه نتنياهو هجوماً صاعقاً من طرف كبار الليكود. وماذا كانت النتيجة؟ غامزو حصل على اعتماد جديد. إذا كانت الحكومة ضده، حينها يعود الجمهور ليصبح معه.
  • بالعودة إلى بينت. ما ذُكر أعلاه يمكن بالتأكيد أن يدل على أن بيبي هو فعلاً ساحر. من خلال الخطأين اللذين بهما رفع بينت من هاوية النسيان السياسي إلى مكانة عليا. الخطأ الأول عندما حلَّ الكنيست بعد فشل "اليمين الجديد" في تخطي نسبة الحسم، وبذلك أعطاه فرصة كي يجد نفسه مجدداً مع حزب يمينا؛ وفي الثانية، عندما رماه، بضغط من العائلة، خارج البلوك وخارج الحكومة الآخذة في التشكل. ما الذي كان يريده بينت في نهاية الأمر؟ حقيبة الصحة. هذان الخطآن الفادحان يكلفان نتنياهو اليوم أكثر بكثير من وزارة الصحة.
"يديعوت أحرونوت"، 7/10/2020
المجتمع العربي بين تشرين الأول/أكتوبر 2000 والكورونا
المحامي رسول سعدة - مسؤول المجتمع العربي في شبكة التواصل الاجتماعي ماعوز
  • أحيا المجتمع العربي في الأسبوع الماضي ذكرى مرور 20 عاماً على أحداث تشرين الأول/2000 أكتوبر ، فعل ذلك وهو في ذروة أزمة صحية، واقتصادية، واجتماعية تهدد بالعودة بنا 20 عاماً إلى الوراء. من أجل فهم ما يحدث في الموجة الثانية من وباء الكورونا يجب أن نقرأ جيداً مسار التطورات الجماعية العربية في العقدين الأخيرين، منذ اندلاع الحدث الذي يُعتبر تأسيسياً لكل مستويات حياة المواطنين العرب في إسرائيل.
  • مع نشوب الانتفاضة الثانية وأحداث تشرين الأول /أكتوبر 2000، التي قُتل فيها 12 مواطناً بأيدي الشرطة، تحولت الأقلية العربية في إسرائيل إلى يتيمة ومجروحة: يتيمة من جهة الأب (الشعب الفلسطيني)، بعد أن اعتبرها اتفاق أوسلو مشكلة داخلية- إسرائيلية؛ ويتيمة من جهة الأم (الدولة) على خلفية الإهمال المستمر وكونها ضحية مباشرة لسياسة كسر العظم، كما تجلت في تشرين الأول/أكتوبر 2000 وما بعد.
  • هذه الأحداث يمكن اعتبارها مؤشراً إلى تحطّم الثقة المتبادلة ونقطة دنيا في شبكة العلاقات بين الدولة وبين مواطنيها العرب. وقد أدت خلال العقدين الأخيرين إلى تسريع عدة مسارات متناقضة في سماتها وفي هويتها، ولا تزال تداعياتها حاضرة حتى الآن في الحياة اليومية للمواطنين العرب.
  • في المحور الأمني - الوطني، استخدمت الدولة كل أجهزتها لسحق تبلور وحدة الجماعة العربية الذي بدأ في التسعينيات. وفعلت ذلك بواسطة استخدام أنماط مفرطة من عمل الشرطة: من جهة استخدمت الشرطة والشاباك يداً من حديد في البلدات العربية (قمع تظاهرات؛ هدم منازل؛ منع جمع شمل عائلات وغير ذلك). ومن جهة ثانية ترك هذه البلدات في مواجهة نمو العنف والجريمة اللذين يسيطران على جدول أعمال المجتمع العربي ولا يتيحان التبلور من جديد.
  • في أعقاب تقرير لجنة أور في سنة 2003 بدأ تفكير جديد في شأن استخدام هذه الأدوات الأمنية، والتركيز انتقل إلى التدخل على المحور الاجتماعي - الاقتصادي، من خلال المصلحة في المحافظة على النمو الاقتصادي في إسرائيل. هكذا بدأت تتبلور خطط حكومية لدمج المواطنين العرب في سوق العمل وفي التعليم العالي، انطلاقاً من النظر إلى المواطن العربي كفرد يضع في رأس اهتماماته تحقيق الرخاء المادي الذاتي.
  • سرّعت هذه الخطط عمليات التحديث وتغييرات اجتماعية داخلية في المجتمع العربي منذ بداية الألفية الثانية: صعود النظرة الفردية، تآكل الأجهزة الاجتماعية التقليدية المتمثلة في قوة العائلة ونفوذها؛ تغييرات مهمة في وضع النساء نتيجة توجههن للحصول على تعليم عال.
  • لكن هذه العملية بدأت تحدث مع بنى تحتية من الفقر وارتفاع بنسبة 250% في البطالة في الفترة 2000-2003. وكانت النتيجة نمو مجموعة متعلمة وعاملة فتحت فجوات كبيرة مع أغلبية السكان العرب الذين ظلوا فقراء ولم تنجح في التحول إلى طبقة وسطى تجذب المجتمع نحو نمو جماعي.
  • أيضاً المحور السياسي أصبح معقداً. على المستوى الوطني، بدأ المجتمع العربي بتطوير منظومة علاقات جديدة مع المجال العربي في المنطقة، ومع الساحة الفلسطينية. ما جرى كان نتيجة شعور بالاغتراب الشديد وتعاظُم تيارين مركزيين في المجتمع العربي في إسرائيل - الحركة الوطنية العربية (بلد)، وحركة الإسلام السياسي (في الأساس الجناح الشمالي في الحركة الإسلامية)، على حساب التيار الاشتراكي الذي تمثله حداش.
  • عودة الحرارة في شبكة هذه العلاقات طورت وعياً بالهوية الوطنية العربية - لكن في أعقاب انهيار الربيع العربي حلت محلها هوية وطنية أقرب - الهوية الفلسطينية.  
  • في المقابل ينمو جيل ثالث من المواطنين العرب يتماشى مع جهود الاندماج في الاقتصاد الإسرائيلي، وفي الحياة الأكاديمية في الأساس منذ سنة 2010، يجد ملاذاً له في المجال اليهودي – الإسرائيلي - الغربي. هذه العملية خلقت تنافراً فيما يتعلق بمفهوم الهوية المدنية للمواطنين العرب في إسرائيل: من جهة اكتشاف نقاط ترابُط ومصالح مع المجال الإسرائيلي، ومن جهة ثانية هوية جماعية موحدة تواجه بصورة دائمة عملية نزع الشرعية السياسية عنها - اعتبار الحركة الإسلامية غير شرعية، قانون القومية، والملاحقة الدائمة لناشطين سياسيين - إلى حد منع القائمة المشتركة من المشاركة في الائتلاف. يمكن تسمية هذا العقد " عقد الاتجاهات المتناقضة".
  • على المستوى المحلي تفاقم الصراع على الموارد، في الأساس على خلفية سيطرة العائلات والعشائر على السلطات المحلية، وانسحاب الأحزاب وتقلص تمثيلهم في المجالس المحلية. هذا الصراع يدور على خلفية نمو زعامة محلية غير أيديولوجية تتغذى من تأييد عائلي أو طائفي، وحتى من أطراف في الجريمة.
  • يمكن أن نفهم من كل ما ذُكر أعلاه أن معطيات دخول المجتمع العربي في أزمة صحية اقتصادية من نوع وباء الكورونا ليست مشجعة: عدم ثقة بين السكان أنفسهم نتيجة انتشار الجريمة، وعدم ثقة بين السكان وبين السلطات المحلية وبين القائمة المشتركة، وعدم ثقة بين المجتمع العربي عموماً وبين الحكومة على خلفية أزمة سياسية غير مسبوقة.
  • في الموجة الأولى نجح المجتمع العربي في تجنيد أرصدته الداخلية والعمل مع عناصر الدولة، لكن قبيل الموجة الثانية تآكلت هذه الآليات وكانت النتيجة عدم السيطرة على تفشي الوباء.
  • مع ذلك، لا يزال هناك مجال للتفاؤل. الكورونا تحمل معها فرصاً كبيرة: تعزيز الحصانة الداخلية للمجتمع العربي من خلال تعزيز السلطات المحلية ومؤسساتها الداخلية، وزيادة جهود بناء الثقة بالدولة على أساس اعتراف يبعث الأمل بقيام شبكة علاقات مختلفة عن تلك التي عرفناها في العشرين عاماً الأخيرة. نأمل ألاّ ننتظر 20 عاماً إضافية.