مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
أجرى لبنان وإسرائيل أمس (الأربعاء) محادثات غير مسبوقة برعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة لتسوية نزاع حدودي بحري فيما بينهما وتمهيد الطريق للتنقيب عن النفط والغاز في غضون وقت معقول.
وفي بيان مشترك صدر في وقت لاحق قالت الولايات المتحدة والأمم المتحدة إن الجلسة الافتتاحية لهذه المحادثات كانت مثمرة، وأشارت إلى أن المندوبين أعادوا تأكيد التزامهم مواصلة المفاوضات في وقت لاحق من هذا الشهر.
واستمرت المحادثات، التي عُقدت في قاعدة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة [اليونيفيل] في بلدة الناقورة الحدودية اللبنانية، نحو ساعة. وأُعلن في ختامها أن جولة ثانية منها ستُعقد يوم 28 تشرين الأول/أكتوبر الحالي، بينما أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية أنها ستُعقد في الناقورة يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر.
وقال رئيس الوفد اللبناني العميد الركن بسام ياسين في بيان للجيش إن محادثات أمس تمثل خطوة أولى في مسيرة الألف ميل نحو ترسيم الحدود البحرية، وأضاف أن لبنان يتطلع إلى أن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكنه من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة.
وقام المبعوث الأميركي ديفيد شنكر بتيسير الجلسة الافتتاحية، وتم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة، إذ قامت قوات اليونيفيل بإغلاق الطرق في المنطقة بينما حلقت مروحيات في السماء.
وأرسلت إسرائيل فريقاً من ستة أعضاء بقيادة المدير العام لوزارة الطاقة أودي أديري.
وضم الوفد اللبناني المؤلف من أربعة أعضاء ضابطيْن من الجيش ومسؤولاً سياسياً وخبيراً في قانون الحدود البحرية.
وأصدر كلٌّ من حزب الله وحركة أمل بياناً في وقت متأخر أمس أعربا فيه عن رفضهما وجود مدنيين في فريق التفاوض اللبناني، وأكدا أن ذلك يضر بموقف لبنان ومصلحته العليا، ويمثل تسليماً بالمنطق الاسرائيلي الذي يريد أي شكل من أشكال التطبيع.
وفي القدس أكد وزير الطاقة يوفال شتاينيتس أن إسرائيل ستواصل التفاوض مع لبنان بخصوص الحدود البحرية بينهما بعد انعقاد اجتماع أمس، وذلك لإعطاء فرصة لهذه العملية.
سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الأربعاء) بنشر نبأ قيام الجيش الإسرائيلي بمداهمة نادرة عبر الحدود أقدم خلالها على تدمير موقعين عسكريين سوريين في المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين البلدين.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى لقناة التلفزة الإسرائيلية 12 إن هذه المداهمة السرية جرت في ساعات الليل الأسبوع الفائت، وتضمنت عبور قوات خاصة من وحدتيْ "ناحل" و"يهلوم" إلى الأراضي السورية، وتدمير موقعين عسكريين في هضبة الجولان وعودتها إلى إسرائيل من دون أن يتم اكتشافها.
وأضافت هذه المصادر أن المداهمة جاءت رداً على تعزيز الوجود العسكري السوري في المنطقة العازلة، وأكدت أن الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل لمنع قوات الرئيس السوري بشار الأسد المتحالفة مع إيران وحزب الله من تعزيز وجودها العسكري في منطقة الحدود مع إسرائيل.
وقال ضابط كبير في وحدة "ناحل": "نحن على دراية بتعاون الجيش السوري مع حزب الله، وبأن أي تعاظُم عسكري من طرف الجيش السوري يمكن أن يكون تعاظماً مزدوجاً. لن نسمح بأن يصبح جنوب سورية جنوب لبنان."
قال بيان صادر عن وزارة المواصلات الإسرائيلية أنه لأول مرة، ونتيجة لاتفاق السلام الموقّع بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة، حلّقت في أجواء إسرائيل مساء أمس (الأربعاء) طائرة تابعة لشركة "اتحاد إيرويز" الإماراتية وهي في طريقها من ميلانو في إيطاليا إلى أبو ظبي.
وأضاف البيان أن الطائرة تلقت إذناً باستخدام المجالين الجويين الإسرائيلي والأردني، وهو ما مكنها من اختصار مدة الرحلة بنحو ساعة ونصف الساعة.
ووصفت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغف هذا الحدث بأنه تاريخي.
ومن المتوقع أن يصادق الكنيست الإسرائيلي على اتفاق السلام مع الإمارات اليوم (الخميس) لإعادته إلى الحكومة من أجل إقراره نهائياً.
ذكر بيان صادر عن وزارة الصحة الإسرائيلية أمس (الأربعاء) أن الصورة الوبائية المتعلقة بانتشار عدوى فيروس كورونا في إسرائيل مستمرة في التحسن.
وأضاف البيان أنه تم تسجيل 2300 إصابة جديدة بالفيروس خلال الساعات الـ24 الماضية، وانخفض عدد المصابين الذين توصف حالتهم بأنها خطرة إلى 755 مُصاباً، تم ربط 241 منهم بأجهزة التنفس الاصطناعي. وتوفي 18 مُصاباً لترتفع حصيلة حالات الوفاة منذ بدء تفشي الفيروس إلى 2098 حالة.
ومن المقرر أن يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون كورونا اجتماعاً بعد ظهر اليوم (الخميس) لمناقشة موضوع إدخال تسهيلات على الإغلاق الصحي المُشدد في ضوء هذه الأرقام.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه سيتم خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر اعتماد آلية منفصلة لخروج المدن المصنفة حمراء من الإغلاق.
من ناحية أُخرى تقرر أمس إعادة فتح مطار بن غوريون الدولي عند انتصاف ليلة الخميس - الجمعة المقبلة.
- بدأ الجيش الإسرائيلي مؤخراً بتنفيذ مشروع شق عشرات الكيلومترات من الشوارع في منطقة "غلاف غزة" [المحاذية لقطاع غزة]، والتي من المتوقع أن تتحرك فيها الآليات العسكرية الإسرائيلية وهي في طريقها نحو القطاع، وذلك في حال اندلاع مواجهة عسكرية بين إسرائيل وحركة "حماس" في المستقبل.
- وبدأ قسم التحصينات في المنطقة العسكرية الجنوبية هذه الأيام بتنفيذ خطة واسعة النطاق في منطقة "غلاف غزة"، سيتم في إطارها شق كيلومترات كثيرة من الشوارع التي تؤدي إلى منطقة الحدود مع قطاع غزة، وستستخدمها آليات عسكرية لاقتحام القطاع عند صدور الأوامر بذلك. وأُطلق على هذا المشروع اسم "طريق الحقول".
- وسيجري شق هذه الشوارع بهدف تقليص الأضرار التي يمكن أن تلحق بالحقول الزراعية التابعة للمستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة. واتُّخذ قرار تنفيذ هذا المشروع كجزء من استخلاص الدروس من عملية "الجرف الصامد" التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها ضد القطاع في صيف 2014، إذ قامت الآليات العسكرية الإسرائيلية بتخريب مئات الدونمات الزراعية في أثناء تحركها وهي في طريقها للمشاركة في القتال داخل القطاع. فمثلاً بعد تلك العملية العسكرية تم دفع مبلغ 30 مليون شيكل كتعويضات للمزارعين في المستوطنات الإسرائيلية الذين لحقت أضرار جسيمة بحقولهم نتيجة تحرك أرتال الدبابات وحاملات الجنود المدرعة التي شاركت في المعارك.
- ويشمل مشروع "طريق الحقول" الذي يتم كشف النقاب عنه لأول مرة هنا، إقامة تحصينات للقوات ومناطق للآليات العسكرية كي تكون جاهزة للعمل في حال صدور أوامر لها بذلك.
- ومن المتوقع أن ينتهي العمل في هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته مليون شيكل في غضون سنة واحدة. وتم حتى الآن شق شوارع بطول 4 كيلومترات من بين مجموعة شوارع سيبلغ طولها عشرات الكيلومترات. ويجري تنفيذ المشروع بالتعاون مع دائرة أراضي إسرائيل وسلطة الطبيعة والحدائق والسلطات المحلية في مستوطنات "غلاف غزة".
وقال مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى في قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية لصحيفة "يديعوت أحرونوت": "هدف هذا المشروع هو الوصول إلى أقصى حد من الجهوزية العسكرية في مقابل قطاع غزة وزيادة قدرة المناورة، ومن ناحية أُخرى خفض المساس بالمناطق الزراعية والطبيعية في منطقة الحدود مع القطاع."
- عملية التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين ليست منفصلة عن النزاع بينهما وبين قطر. بذور الأزمة بين قطر وبين "الرباعية العربية" – السعودية، ومصر، والبحرين، والإمارات - زُرعت منذ استيلاء حمد بن خليفة على السلطة من والده في سنة 1995، وإنشائه بعد عام قناة الجزيرة الناطقة بلسان السياسة القطرية المستقلة. سعت قطر لإيجاد توازن بين الخوف من مواجهة مع إيران وبين الرغبة في الحد من الهيمنة السعودية على مجلس التعاون الخليجي. منذ ذلك الحين جرى الحديث عن محاولات سعودية للقيام بانقلاب في قطر. السعوديون يشجعون علناً معارضة الأمير الحالي الشيخ تميم. في حزيران/يونيو الماضي اتهم وزير الخارجية القطري "دول الحصار" بمحاولة إحداث انقلاب في قطر. وذكّر بحملة الأخبار الملفقة على تويتر قبل شهر من ذلك، التي تحدثت عن محاولة انقلاب داخل العائلة المالكة القطرية. في اتفاقات أبراهام، بالإضافة إلى رغبة الإمارات في تحسين صورتها في الكونغرس الأميركي والوصول إلى وسائل قتالية متقدمة، تسعى أبو ظبي لتجميع نقاط لمصلحتها لدى الإدارة الأميركية في النزاع بينها وبين قطر، لتعزيز مكانتها ونفوذها في الساحتين الإقليمية والدولية.
- توطيد العلاقات بين الإمارات وإسرائيل يفتح باباً إضافياً للإمارات لزيادة تأثيرها في المناطق الفلسطينية على حساب قطر، حتى لو لم يحدث هذا في المدى القريب. يُذكر أن الإمارات لا تملك اليوم أدوات تأثير في الساحة الفلسطينية مقارنةً بقطر، لأنها تعتبر "حماس" عدواً، وحركة تابعة للإخوان المسلمين. بالإضافة إلى ذلك، توجد قطيعة بينها وبين السلطة الفلسطينية، بسبب دعم الإمارات لمحمد دحلان، الذي يتنافس مع محمود عباس على رئاسة السلطة. على هذه الخلفية أيضاً شنّت وسائل الإعلام في قطر حملة منسقة ضد اتفاق التطبيع مع إسرائيل، ودانته بكلمات قاسية، كما هاجمت أيضاً الحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد، واتهمته بالتخلي عن الفلسطينيين. لكن قطر الرسمية احتفظت لنفسها بحرية المناورة، ولم تتّخذ موقفاً علنياً ضد عملية التطبيع بحد ذاتها، حتى إنها عبّرت مؤخراً عن تأييد علني لخطة السلام الأميركية، على الرغم من إعلانها أنها لن تطّبع علاقاتها مع إسرائيل إلى حين بلورة تسوية مع الفلسطينيين، وأنها تؤيد المبادرة العربية كأساس لحل النزاع.
- بالنسبة إلى إسرائيل، قطر هي قناة لنقل الرسائل بين إسرائيل و"حماس"، ونقل مساعدة إنسانية ضرورية إلى قطاع غزة، وهذا ما يبعد أخطار نشوب جولة مواجهة أُخرى في هذه الساحة. بناء على ذلك، لإسرائيل مصلحة واضحة في أن تستمر المساعدة على الرغم من التوتر بينها وبين قطر وبين قطر وجاراتها في الخليج. من ناحية الولايات المتحدة، تسوية العلاقات بين دول الخليج تمنح الإدارة الأميركية ودونالد ترامب شخصياً إنجازاً، بمعنى تحقيق المصلحة الواضحة في تأسيس ائتلاف خليجي قوي ضد إيران بمشاركة إسرائيل.
- يجب التشديد على أن التوصل إلى تسوية مزدوجة بين "الرباعية" وقطر وبين قطر وإسرائيل، ليست مهمة سهلة عموماً. يسود توتر، إن لم نقُل عداء، بين الدوحة وأبو ظبي والرياض منذ سنوات كثيرة. بناء على ذلك، إذا توصلت هذه الدول إلى تسوية، فمن الممكن أن تكون موقتة، وعلى الورق. عقبة أُخرى هي العداء الشخصي بين الزعماء، والحاجة إلى إقناع قطر بالنزول عن شجرة تأييد الفلسطينيين التي صعدت إليها من جديد مؤخراً. وليس أكيداً على الإطلاق أن تسوية التوترات بين قطر وبين جاراتها ستؤدي إلى تنازلها عن نفوذها الكبير الذي حصلت عليه، ليس فقط إزاء "حماس"، بل أيضاً إزاء السلطة الفلسطينية.
- تدخُّل قطر في الساحة الفلسطينية هو أداة مهمة في صندوق الأدوات القطري من أجل ترسيخ مكانتها كلاعب إقليمي مؤثر وحيوي. قطر هي إمارة صغيرة وغنية تشعر بأنها مهددة من جاراتها في الخليج، في الأساس السعودية، وتعتبر مكانتها الإقليمية بوليصة تأمين لجوهر وجودها في المنطقة. ترسيخ هذه المكانة يسمح لها بأن تبدو حيوية ومهمة في نظر لاعبين إقليميين مهمّين مثل إسرائيل، والأهم من ذلك، يتيح لها المحافظة على تقارب ضروري مع الولايات المتحدة. إن جهودها لترسيخ مكانتها الإقليمية تؤدي إلى مفاقمة التوتر والمنافسة الاستراتيجية بينها وبين السعودية والإمارات. وفي الواقع، بالإضافة إلى علاقاتها مع الفلسطينيين، تحرص قطر على تطوير علاقتها مع تركيا، ومع إيران، والعمل في كل الملاعب والمعسكرات من أجل تنويع أدوات تأثيرها. في الوقت عينه تدرك قطر ضرورة علاقاتها مع الولايات المتحدة وأهمية تأييدها، في الأساس في مواجهة المقاطعة الإقليمية المفروضة عليها. مع أنها نجحت في مواجهة قيود المقاطعة من خلال مساعدة إيرانية وتركية، فإنه من المهم بالنسبة إليها إنهاء المقاطعة والعودة إلى حضن العائلة.
- حتى لو اتضح أن الولايات المتحدة نجحت في إقناع أبو ظبي والرياض برفع الحظر عن قطر وضمان مشاركتها في إطار اتفاق أبراهام، ولاحقاً تطبيع العلاقات مع إسرائيل، من المعقول الافتراض أن التوتر سيستمر بين قطر والإمارات، التي وقعت اتفاق التطبيع مع إسرائيل، وهذا يمكن أن يضع إسرائيل في مواجهة تحدٍّ معقد في كل ما له علاقة بطبيعة سلوكها حيال كل واحدة من الإثنتين. وسيتجلى التعقيد بصورة واضحة في الأساس في كل ما له علاقة بالساحة الفلسطينية.
- لإسرائيل مصلحة واضحة في تسوية العلاقات بين دول الخليج، في الأساس لأن ذلك سيدق إسفيناً بين قطر وتركيا - الأمر الذي يمكن أن يؤدي عملياً إلى تقويض محور الإخوان المسلمين. أيضاً تُبعد التسوية تركيا عن ساحة الخليج، وتضر بمكانة أنقرة الإقليمية، وتقلص المساعدة الاقتصادية التي تتدفق من قطر إلى تركيا، وإلى حركات الإخوان المسلمين. ما دام اختيار قطر هو التحالف مع تركيا، فإن المصلحة الإسرائيلية هي في تقليص دورها وتأثيرها في الساحة الفلسطينية، وتمثل تفضيلاً واضحاً لتعزيز نفوذ الإمارات. السؤال المفتوح هو، هل الإمارات لديها ليس فقط أدوات وتأثير وإنما أيضاً رغبة في استثمار موارد كبيرة في قطاع غزة.
- من ناحية أُخرى، يمكن أن نفهم توجُّه قطر بطلب إلى الإدارة الأميركية لشراء طائرات أف-35، كما ذُكر مؤخراً، كجزء من المنافسة بينها وبين الإمارات، وأيضاً إشارة إلى الإدارة بشأن استعدادها لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل. الاستجابة الأميركية للطلب ستشكل تآكلاً إضافياً في التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، وستسرّع سباق التسلح الإقليمي. يتعين على إسرائيل أن تنسق مواقفها مع الإدارة الأميركية في هذا السياق أيضاً، ولو أن معارضة بيع الطائرات إلى قطر ستضر بفرص التطبيع معها. من ناحية الإدارة الأميركية، سيتعين عليها أن تأخذ في حسابها أنه ما عدا الإضرار بالتفوق الإسرائيلي، فإن بيع الطائرات إلى قطر، ومحاولة تعميق تعاونها الأمني معها وتصنيفها كحليف أساسي غير عضو في الناتو، سيضر بعلاقاتها مع الإمارات، ومع السعودية.
- بالنسبة إلى الساحة الفلسطينية، التأثير المستمر لقطر فيها معناه تعزيز المحور الراديكالي لـ"حماس" بقيادة إسماعيل هنية وصلاح العاروري، بالإضافة إلى المحافظة على مكانة تركيا ونفوذها. تعزيز قوة هنية والعاروري وتطلُّعهما إلى تحقيق سيطرة "حماس" على الساحة الفلسطينية كلها، سيزيد من ضائقة يحيى السنوار في قطاع غزة، ويمكن أن يُترجم بتصعيد مقصود، ستقع في نهايته معركة عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة ، وربما سيؤدي ذلك إلى انهيار "حماس" ونشوء فراغ في الحكم بفرض سيطرة إسرائيلية في غياب احتمالات معقولة أُخرى.
- بسب ضعف مكانة الإمارات في الساحة الفلسطينية، سواء بسبب عدم شعبيتها في قطاع غزة، أو بسبب مقت وخوف قيادة السلطة الفلسطينية و"فتح" في الضفة الغربية منها، وأيضاً بسبب تأييدها العلني لمحمد دحلان، الخصم الشرس لمحمود عباس، ليس في إمكان أبو ظبي أن تحل محل الدوحة في المستقبل المنظور. في مثل هذا الواقع، تحتاج إسرائيل إلى خدمات الوساطة القطرية، وستواصل قطر استخدام ذلك لترسيخ مكانتها الإقليمية.
- استمرار الاعتماد الإسرائيلي على قطر وتفضيلها كوسيط في الساحة الفلسطينية، إلى جانب استمرار العداء والمنافسة الاستراتيجية بين قطر والإمارات، أيضاً في ظروف رفع الحظر الخليجي عنها، سيضع إسرائيل في مواجهة صعبة إزاء الإمارات. ستجد إسرائيل نفسها داخل الصراع بين الدولتين رغماً عن إرادتها بسبب الظروف في الساحة الفلسطينية، وهو ما قد يؤذي العلاقات معهما.
- السبيل الوحيد للخروج من الورطة هو خطوة إسرائيلية بغطاء إقليمي أميركي تؤدي إلى استئناف المفاوضات والعلاقات الثنائية مع السلطة الفلسطينية من جهة، ومن جهة ثانية إحراز تقدُّم بارز في تحقيق التسوية مع "حماس" في قطاع غزة بصورة تُمكّنها من الاستغناء عن مساعي الوساطة القطرية. بالإضافة إلى ذلك، الاستغناء عن مساعي الوساطة القطرية أو تقليصها بصورة كبيرة، سيُضعف المحور الراديكالي في "حماس"، وسيسمح بترسيخ جدول أعمال السنوار في قطاع غزة، ويُخرج تركيا من الساحة. ليس من المستبعد أن يؤدي تقليص نفوذ قطر في غزة أيضاً إلى إضعاف جبريل الرجوب ومعسكره، وأن يساهم في مرونة المعسكرات المتخاصمة في صفوف "فتح"، ويساعد في ترسيخ الاتفاقات التي تتعلق بتشكيل قيادة فلسطينية في اليوم التالي لعهد أبو مازن.