مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
وقّع وزير خارجية البحرين عبد اللطيف بن راشد الزياني والوفد الإسرائيلي، برئاسة مستشار الأمن القومي مئير بن شبات والمدير العام لوزارة الخارجية ألون أوشبيز، اتفاقاً مشتركاً في المنامة مساء أمس (الأحد) لإعلان إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما بعد توصّلهما إلى اتفاق تطبيع بوساطة أميركية الشهر الفائت. ويسمح الاتفاق بتبادل السفراء والسفارات وتدشين خط رحلات جوية.
وحضر مراسم التوقيع وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، والمساعد الخاص للرئيس الأميركي لشؤون المفاوضات الدولية آفي بيركوفيتش.
وأُشير في الاتفاق الموقّع إلى أنه يهدف لإرساء العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين إسرائيل والبحرين من أجل تعزيز القيم المشتركة والمجالات التي من المتوقع أن يتم فيها توقيع اتفاقيات للتعاون المدني، مثل الطيران والتجارة والطاقة والعلوم والصحة.
وقال الزياني في سياق كلمة ألقاها بعد انتهاء مراسم توقيع الاتفاق، إن إعلان تأييد السلام مع إسرائيل وما تم توقيعه أمس من مذكرات تفاهم في عدد من المجالات يؤسسان لتعاون ثنائي مثمر بين البحرين وإسرائيل يمكن أن يساهم في ترسيخ أسس السلام في منطقة الشرق الأوسط وفق رؤى العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة الهادفة إلى الدفع قدماً بعملية السلام نحو آفاق أكثر إيجابية.
وبموازاة ذلك أعلن أن وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي قدّم طلباً رسمياً إلى نظيره البحريني الزياني من أجل افتتاح سفارة إسرائيلية في المنامة.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى أنه على الرغم من أن هذا الاتفاق لا يتمتع بالصلاحية القانونية نفسها لاتفاق سلام رسمي، مثل اتفاق السلام مع الإمارات العربية المتحدة، إلّا إنه سيشكل اتفاق سلام فعلي بعد توقيعه، وبعد أن تصبح العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين كاملة.
وأشار هذا المصدر نفسه إلى أن علاقات غير رسمية تربط بين إسرائيل والبحرين منذ أكثر من 20 عاماً وتكثفت في العقد الفائت وسط مخاوف متزايدة في الخليج من سياسة إيران العدوانية.
بدأ العمل في إسرائيل اعتباراً من صباح أمس (الأحد) وفقاً لقرار تخفيف القيود المفروضة على الحياة العامة في البلد بالتدريج، والذي اتخذه المجلس الوزاري المصغّر لشؤون كورونا.
وبموجب القرار، بدأ تخفيف الإغلاق وسُمح بالخروج من المنزل من دون التقيد بمسافة معينة والالتقاء بآخرين بشرط الالتزام بالقواعد والشروط المنصوص عليها بشأن التجمهر.
كما فتحت روضات الأطفال أبوابها وكذلك أماكن العمل التي لا تستقبل الجمهور، والمحميات الطبيعية والحدائق العامة والشواطئ، وسُمح للمطاعم بتقديم خدمة ذاتية للزبائن.
وأُفيد بأن المجلس الوزاري المصغر لشؤون كورونا سيناقش خلال الأيام المقبلة إقرار تسهيلات إضافية، بينها إعادة فتح دور الضيافة واعتماد خطة لإقامة الأعراس في غضون الأسبوعين المقبلين.
أظهر استطلاع جديد للرأي العام الإسرائيلي أجرته قناة التلفزة الإسرائيلية 13 أمس (الأحد) أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 الآن يمكن إقامة ائتلاف حكومي يحظى بتأييد أغلبية في الكنيست مؤلفة من 61 عضواً، من دون حزب الليكود وأحزاب اليهود الحريديم [المتشددون دينياً].
ووفقاً للاستطلاع، ستتراجع قوة حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ويحصل على 27 مقعداً، في حين أن قوته وصلت إلى أكثر من 40 مقعداً خلال ذروة الموجة الأولى من تفشي فيروس كورونا. كما أظهر الاستطلاع ازدياداً كبيراً في قوة قائمة "يمينا" بزعامة عضو الكنيست نفتالي بينت، المكونة من حزب اليمين الجديد برئاسة بينت، وحزب الاتحاد القومي برئاسة بتسلئيل سموتريش، والممثلة في الكنيست الحالي بـ5 مقاعد، وستحصل على 24 مقعداً.
وسيحصل تحالف "يوجد مستقبل - تلم" بزعامة عضو الكنيست يائير لبيد على 21 مقعداً، وتحصل القائمة المشتركة على 11 مقعداً، ويحصل كل من قائمة حزب "أزرق أبيض" بزعامة وزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل بني غانتس، وقائمة حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان على 8 مقاعد.
وتحصل قائمة حزب شاس لليهود الحريديم على 8 مقاعد، وقائمة حزب يهدوت هتوراه الحريدي على 7 مقاعد، وقائمة حزب ميرتس على 6 مقاعد.
ولن تتمكن قوائم أحزاب العمل، والبيت اليهودي، و"غيشر"، و"ديرخ إيرتس"، و"عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).
وأشار معدّو الاستطلاع إلى أنه في حال تعاون كلّ من قوائم "يمينا"، و"يوجد مستقبل - تلم"، و"أزرق أبيض"، و"إسرائيل بيتنا"، في إمكانها إقامة ائتلاف من 61 مقعداً.
من ناحية أُخرى أظهر الاستطلاع أن 36% من الإسرائيليين ما زالوا يعتقدون أن نتنياهو هو الشخص الأنسب لشغل منصب رئيس الحكومة، وقال 25% منهم إن بينت هو الأنسب، وقال 19% إن لبيد هو الأنسب، بينما قال 15% إن غانتس هو الأنسب.
وأعرب 64% من المشتركين في الاستطلاع عن اعتقادهم أن القيود التي فُرضت في إطار الإغلاق التام لمكافحة فيروس كورونا كانت سياسية.
وأظهر استطلاع آخر أجرته قناة التلفزة الإسرائيلية 12 أمس أنه في حال إجراء الانتخابات الإسرائيلية العامة الآن سيحصل حزب الليكود على 27 مقعداً، وتحصل قائمة "يمينا" على 22 مقعداً.
وسيحصل تحالف "يوجد مستقبل- تلم" على 17 مقعداً، وتحصل القائمة المشتركة على 15 مقعداً، وتحصل قائمة حزب "أزرق أبيض" على 10 مقاعد، وقائمة حزب شاس لليهود الحريديم على 9 مقاعد، ويحصل كلّ من قائمة حزب "إسرائيل بيتنا" وقائمة حزب يهدوت هتوراه الحريدي على 7 مقاعد، وقائمة حزب ميرتس على 6 مقاعد.
ولن تتمكن قوائم أحزاب العمل، والبيت اليهودي، و"غيشر"، و"ديرخ إيرتس"، و"عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).
نُقل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أمس (الأحد) من منزله في مدينة أريحا إلى مستشفى "هداسا - عين كارم" في مدينة القدس بعد تدهور حالته الصحية في إثر إصابته بفيروس كورونا.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 أن طواقم جهاز الإسعاف الإسرائيلي "نجمة داود الحمراء"، وتحت حراسة قوات الجيش، قامت بنقل عريقات (65 عاماً) إلى مستشفى "هداسا" بعد تدهور صحته. وأضافت القناة أن السلطة الفلسطينية كانت قدمت طلباً إلى إسرائيل لنقل عريقات إلى مستشفى إسرائيلي للعلاج فيه بعد أن رفض العلاج في الأردن. وأشارت إلى أنه يعاني صعوبة في التنفس في الرئتين وارتفاع في درجة الحرارة.
وأعلن عريقات إصابته بفيروس كورونا يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر الحالي. وكان أجرى في سنة 2017 عملية لزراعة رئة في أحد مستشفيات ولاية فرجينيا الأميركية بعد معاناته على مدار شهور من تلف رئوي ألزمه التنقل بين مكتبه ومنزله برفقة أنبوب أوكسيجين دائم.
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية إن الشرطة اعتقلت في القدس وتل أبيب الليلة الماضية أكثر من 10 متظاهرين خلال تظاهرات الحراك الاحتجاجي المناوئ لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وأضاف البيان أنه جرى اعتقال 9 منهم خلال مسيرة نُظِّمت خلافاً للقانون في شوارع القدس، وستُنسب إليهم تهمتا الإخلال بالنظام العام والتخطيط للاعتداء على أفراد من الشرطة، إذ عُثر على غاز مسيل للدموع بحيازة أحد المحتجين.
ونُظِّمت مساء أمس (السبت) تظاهرات في أماكن متعددة في إسرائيل، منها تظاهرة حاشدة في تل أبيب وأُخرى أمام منزل رئيس الحكومة في قيسارية [شمال إسرائيل]، للمطالبة باستقالة نتنياهو على خلفية اتهامه بارتكاب مخالفات فساد وفشل حكومته في معالجة أزمة فيروس كورونا. وتخللت التظاهرات اعتداءات من مؤيدي رئيس الحكومة على المتظاهرين في بعض الأماكن.
كما تجدّد الحراك الاحتجاجي مساء أمس قبالة المقر الرسمي لرئيس الحكومة في شارع بلفور في القدس بعد توقف استمر ثلاثة أسابيع بسبب إقرار الحكومة أنظمة طوارئ تقضي بتقييد حق التظاهر.
أطلقت شركة الاتحاد للطيران الإماراتية الأسبوع الفائت موقعاً إلكترونياً باللغة العبرية لتشجيع التجارة والسياحة في إثر اتفاق التطبيع الذي تم توقيعه بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة الشهر الفائت.
وترحب رسالة "أهلاً من أبو ظبي" باللغة العبرية بالمستخدمين عند دخولهم إلى الموقع، بالإضافة إلى أقسام متعددة بشأن بروتوكولات السلامة والوجهات الأُخرى التي تقدمها شركة الطيران.
وكان من المقرر أن تبدأ الرحلات الجوية المباشرة هذا الشهر، لكن مسؤولاً إسرائيلياً رفيع المستوى قال أنه سيتم تأجيلها حتى كانون الثاني/يناير المقبل بسبب فيروس كورونا.
وكانت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغف (الليكود) أعلنت في نهاية الأسبوع الفائت أن إسرائيل والإمارات تعملان بجد لتحقيق رحلات جوية مباشرة بين الدولتين. وأعلنت شركة الطيران الإسرائيلية "يسرائير" الشهر الفائت أنها ستبدأ أيضاً بتقديم رحلات مباشرة من مطار بن غوريون إلى أبو ظبي. كما أعلنت شركة "إلعال" قرب تسيير رحلات بين البلدين.
وفي وقت سابق من الأسبوع الفائت قامت طائرة ركاب تابعة لشركة الاتحاد من الإمارات كانت في طريقها من ميلانو إلى أبو ظبي بالتحليق فوق إسرائيل لأول مرة.
وكانت هذه الرحلة الجوية هي الأولى التي تعبر المجال الجوي الإسرائيلي في إطار اتفاق طيران تم توقيعه بين إسرائيل والأردن ويسمح لشركات الطيران بالتحليق فوق أراضي البلدين في طريقها إلى وجهات متعددة، وذلك بهدف تقليص أوقات هذه الرحلات.
- يمكن الافتراض أن هتافات الشماتة لليمين في أعقاب اتفاقات السلام بين إسرائيل والإمارات والبحرين، الموقّعة في واشنطن قبل شهر، سابقة جداً لأوانها، لأنه من المحتمل أن خطوات التطبيع في العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، وتجاهُل إدامة الاحتلال والأبرتهايد، سيحثان الجمهور الفلسطيني على بلورة استراتيجيا جديدة في نضاله من أجل حقوقه الوطنية.
- إن التداعيات البعيدة الأمد لهذه الاتفاقات يمكن أن تعمّق لدى الفلسطينيين توجّهين مركزيين للوعي. الأول، عدم الاكتراث العربي بضائقتهم يمكن أن يزيد شعورهم بالاغتراب إزاء المنطقة العربية عموماً، وفي المقابل يقوي انتماءهم المحلي – الوطني الفلسطيني. ثانياً، مع حفظ مبادرة السلام العربية في الأرشيف - كما يفسرون عن حق تداعيات هذه الاتفاقات في مكتب محمود عباس - سيتجذر بصورة نهائية في الوعي الفلسطيني أن تقسيم البلد وإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة في حدود 1967 لم يعد ممكناً واقعياً.
- الارتباط الديالكتيكي بين زيادة تمسُّك الشعب الفلسطيني بوطنه القومي- المحلي وبين الإدراك العميق بأن حلم الاستقلال لن يتحقق في المستقبل، سيؤدي مستقبلاً، بمعقولية غير ضئيلة، إلى تسليمهم النهائي بتحقُّق المشروع الصهيوني في حجمه الإقليمي الأقصى على كل أرض إسرائيل الكاملة.
- ظاهرياً، القبول الوطني الفلسطيني بقيام دولة يهودية على كل أراضي البلد هو كل ما صلّت من أجله الصهيونية منذ مقال جابوتنسكي "عن السور الحديدي". لكن ثمة شك في أن يفرح كثيرون من الإسرائيليين بهذا التسليم، لأن مغزاه العملي - كما كان مفروغاً منه بالنسبة إلى جابوتنسكي ومقبولاً منه - هو تجنيس العرب الفلسطينيين في الدولة اليهودية.
- الإسرائيليون الذين يلاحقهم كابوس "الدولة الثنائية القومية" مقتنعون بأن الفلسطينيين يتوقون في قرارة نفوسهم إلى الحصول على الجنسية الإسرائيلية؛ للحصول على تعويضات الضمان الوطني، وأيضاً بهدف تقويض حق الشعب اليهودي في تقرير مصيره بوسائل ديموغرافية. لكن هذه الأفكار العبثية مصدرها الاستعلاء وشيطنة الآخر، لأنه لا يوجد شعب يحلم بالعيش في دولة إثنية – قومية عنصرية، هدفها حصرياً خدمة حاجات شعب آخر، وهذا ما ينتظر الفلسطينيين إذا نالوا ذات يوم الجنسية في دولة قانون القومية اليهودية.
- إنما مقارنة بوضعهم الحالي، حيث هم سجناء في بنتوستان الضفة الغربية وفي الغيتو المكتظ والخانق في قطاع غزة، من الواضح أنه من الأفضل للفلسطينيين أن يكونوا مواطنين درجة ثالثة في دولة ذات سيادة. على النقيض، إذا نجحوا في إخراج حركة مدنية من داخلهم، هدفها الحصول على الجنسية في دولة تمتد على طول وعرض وطنهم، وإذا حققت هذا الهدف - فإنه بفضل مساعدة الجنسية الإسرائيلية التي ستعطيهم الحق في الخيار الديمقراطي، سيكون في إمكان الفلسطينيين المساهمة في زعزعة الهيمنة الإثنية اليهودية على الدولة، وإعادة إنشاء إسرائيل كديمقراطية متعددة القوميات.
- هذا النظام سيُرسي في صورته حق تقرير المصير للشعب اليهودي الإسرائيلي، وحق تقرير المصير للشعب العربي - الفلسطيني الإسرائيلي، وبذلك يحقق الهدف المنشود للمساواة بين الشعبين في البلد.
- مثل هذه الحركة إذا نشأت من المتوقع أن تواجه عراقيل كثيرة. "حماس" ستعتبرها خضوعاً مهيناً للمحتل الصهيوني، وزعماء السلطة الفلسطينية سيتنصلون منها بقوة - سواء لرغبتهم في عدم التنازل عن رسميات "الدولة المقبلة"، أو انطلاقاً من شعور بالمسؤولية والتخوف من أن يؤدي حل السلطة إلى إلحاق كارثة بالشعب الفلسطيني والمنطقة كلها. من الطبيعي أيضاً أن يرفض العديد من الإسرائيليين فكرة تجنيس الفلسطينيين في الدولة اليهودية - لأسباب عنصرية وديموغرافية.
- من ناحية أُخرى، من الواضح أن العنصريين من اليمين واليسار ليسوا هم فقط الذين سيتحفّظون عن حركة تجنيس الفلسطينيين في إسرائيل، بل أيضاً كثيرون من أنصار المساواة والسلام الحقيقي، من إسرائيليين وفلسطينيين في آن واحد، لأنه من الواضح أن الحل العادل والمنطقي للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني هو تقسيم البلد بين دولتين قوميتين قابلتين للحياة. عندما يتضح نهائياً أن هذا الحل مستقبله أن يبقى حلماً، فإن الخيار الوحيد لأنصار السلام والمساواة من الطرفين التخلي عن الحلم العادل والمنطقي لمصلحة الحل الأقل سوءاً.
- هل إعطاء الفلسطينيين جنسية إسرائيلية في دولة إسرائيل الكاملة سيكون مهمة واقعية أكثر من تحقيق اتفاق إسرائيلي بشأن العودة إلى حدود 1967، والسماح بقيام دولة فلسطينية على أقل من ربع مساحة أرض إسرائيل الانتدابية؟ لا يمكن الإجابة عن السؤال من دون تقدم الفكرة بصورة عملية. من الممكن البدء بتطبيقها في القدس الشرقية، لأنه يحق للفلسطينيين من المقدسيين الحصول على جنسية - على الرغم من أن القليل من الفلسطينيين فعلوا ذلك منذ سنة 1967، وقلائل جداً قُبلت طلباتهم. في المقابل، مع بداية الاستعداد لأجيال من الصراع، يمكن البدء باحتجاج دولي غير عنفي لإلغاء الأبرتهايد الاستعماري في المناطق المحتلة. إذا أعطى هذا الاحتجاج ثماراً، سيكون بالإمكان، بنظرة إلى الوراء، القول إن دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو أسّسا في حديقة البيت الأبيض إسرائيل الثنائية القومية.
الجزء الأول
- صورة التحديات الأمنية لإسرائيل تغيرت ليس قليلاً في نصف السنة الأخيرة. من بين التطورات الإيجابية البارزة يمكن أن نعدد: استعداد الدول السنية المعتدلة لإقامة علاقات علنية، على الرغم من الفيتو الفلسطيني التقليدي؛ التباطؤ الواضح في الجهود التي توظفها إيران في التمركز في سورية؛ الردع الذي يحافظ عليه الجيش الإسرائيلي (وربما عزّزه قليلاً) في الساحة اللبنانية. هذا على الرغم من تصريحات نصر الله المتغطرسة وجهوده التي فشلت مرتين في إقامة معادلة ردع بين حزبه وبين إسرائيل في الساحة السورية أيضاً.
- في الجانب الإيجابي أيضاً، زاد الجيش الإسرائيلي بنحو 25% عدد عمليات المعركة بين الحروب (لتحييد تعاظُم قوة الخصم وإحباط النوايا الهجومية) مقارنة بالسنة الماضية؛ وما لا يقل أهمية أن الجيش فعل ذلك من دون التسبب بحرب، وحتى لم يتسبب بتصعيد خطِر. فعالية العمليات ضمن إطار معركة بين الحروب في كل القطاعات (بما في ذلك غزة) زادت قليلاً.
- من بين التطورات السلبية كان الأكثر خطورة تقدُّم إيران في مشروع السلاح النووي. تجميع كميات كبيرة من اليورانيوم المخصّب (على درجة منخفضة) وتطوير نماذج جديدة سريعة وأكثر فعالية من أجهزة الطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم، كل ذلك يقصّر عدة أشهر المدة الزمنية التي يحتاج إليها آيات الله لإحداث اختراق إلى السلاح النووي نفسه، والاتجاه مستمر. سيجبرنا هذا مع حلفائنا، أو من دونهم، على العمل على إحباط التهديد في وقت أسرع مما توقعنا.
- تطوُّر سلبي سُجّل أيضاً في الساحة الفلسطينية، التي تصبح أكثر قابلية للانفجار يوماً بعد يوم، في الأساس في غزة، لكن الضفة أيضاً تغلي.
- تطور سلبي يثير قلقاً هو سعي أردوغان الحثيث والعنيف أحياناً لمنح بلده وضع قوة إقليمية عظمى – مهيمنة. السلطان أردوغان، كما يسميه محبّوه وكارهوه على حد سواء، يعمل انطلاقاً من مزيج قوي التأثير، من دوافع اقتصادية، ودينية وتطلُّع نيو - عثماني إلى كرامة وعظمة وطنية. لذلك فإن استعراضات القوة التي يقوم بها في سورية وفي البحر المتوسط تنطوي على احتمال تفجير، وقد تقود إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
- تطوُّر سلبي يجب إعطاؤه اهتماماً خاصاً هو التآكل الذي طرأ على صورة المناعة الوطنية التي تُظهرها إسرائيل... هذا التآكل لم يضر بعد بالردع، العسكري والاستراتيجي. لكن التصدعات الاجتماعية الداخلية؛ الأداء السيئ المتردد والفوضى اللذان يظهران في إدارة الحكومة لأزمة الكورونا؛ تفضيل الاعتبارات السياسية في اتخاذ القرارات على اعتبارات مصلحة الدولة والمواطنين؛ التعبير عن عدم الثقة بالحكومة ونتنياهو - خلقت لإسرائيل صورة دولة فاشلة تقريباً.
- ما هو أكثر خطِورة هو أن هذه الظواهر قد تعيد إحياء الأمل وسط متخّذي القرارات في إيران ومَن يدور في فلكهم، ووسط الفلسطينيين، بأن المجتمع الإسرائيلي سيبدأ بعد وقت قليل بالتفكك داخلياً، وبالتالي فإن ضغطاً خارجياً، بواسطة صواريخ، وهجمات إرهابية، وربما بواسطة تهديد نووي على الجبهة الداخلية، سيقوض نهائياً الكيان اليهودي المستقل، وسيمحوه من خريطة الشرق الأوسط.
ترامب حوّل المنطقة إلى مكان أكثر أمناً
خمسة عوامل تغيير مهمة أثّرت في صورة الوضع الإقليمي:
- الكورونا.
- العقوبات الأميركية على إيران.
- اغتيال الأميركيين لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني: أدى الاغتيال إلى انخفاض دراماتيكي في حجم وفعالية الأنشطة التآمرية العنيفة التي تديرها إيران بواسطة وكلائها لزعزعة الاستقرار، وفرض إرادتها على سورية ولبنان والعراق واليمن والبحرين، ولترسيخ جبهة إضافية ضدنا.
- اتجاه الانخفاض المستمر في أسعار النفط في السوق العالمية، تضاؤل المداخيل من النفط والغاز أحدث تغيراً في التصورات الاقتصادية والاستراتيجية لدى كبار منتجي الطاقة، وساهم بصورة غير مباشرة أيضاً في استعدادهم لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
- الانتخابات المنتظَرة للرئاسة الأميركية في بداية الشهر المقبل. في هذا السياق من المهم الإشارة إلى أن الرئيس ترامب والولايات المتحدة أثّرا في سلوك الشرق الأوسط أكثر من أي شخصية أو عنصر قوة آخر. مَن نعى تراجُع تأثير الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في أيام ترامب، من المفيد أن يعيد تقييمه من جديد. بوتين المتّزن والعنيف، الذي أنشأ لنفسه صورة استراتيجي ناجح، أثّر فقط في سورية عندما أنقذ نظام الأسد؛ في مقابله ترامب، الشخص غير المتوقع، لعب في كل الملاعب وسجّل عدداً من الإنجازات لمصلحته.
- ساهم ترامب في إحداث انعطافة في علاقة الدول العربية المعتدلة بإسرائيل (ليس بسبب مؤهلات صهره جاريد كوشنير الدبلوماسية - بل أكثر بسبب الخوف الذي سيطر على زعماء الخليج عندما لاحظوا نية الولايات المتحدة المستمرة تقليص تدخُّلها العسكري إلى الحد الأدنى في المنطقة والتركيز على المواجهة الاستراتيجية الكبيرة مع الصين في شرق آسيا. على أية حال، النتيجة بين ترامب وبوتين في الشرق الأوسط 1:3.
السؤال الكبير: الرئيس المقبل وإيران
- السؤال الكبير الذي يثير المخاوف في إسرائيل هو كيف سيتصرف الرئيس المقبل إزاء إيران. المرشحان للرئاسة يكرهان بصورة متساوية فكرة توريط بلدهما في حرب. السؤال هو إلى أي حد سيكونان مستعدَّيْن للتنازل لدى البدء بمفاوضات من جديد مع طهران، وإلى أي حد سيكونان صارمَيْن على طاولة النقاشات؟
- بالإضافة إلى عدم اليقين وعدم الاستقرار الجوهريَّيْن اللذين أدخلهما الوباء إلى حياتنا، تنتظرنا فترة غير قصيرة من غموض استراتيجي - أمني سميك إلى أن تتوضح الصورة من جديد. ربما قبيل حزيران/يونيو 2021.