مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن طائرات سلاح الجو قامت الليلة الماضية بشنّ غارات على أهداف تابعة لحركة "حماس" في قطاع غزة، وذلك رداً على إطلاق صاروخين من القطاع في اتجاه الأراضي الإسرائيلية في وقت سابق أمس (الخميس).
وأضاف البيان أن منظومة "القبة الحديدية" اعترضت أحد الصاروخين بينما سقط الآخر في منطقة مفتوحة من دون وقوع إصابات بشرية أو أضرار مادية كبيرة.
وأكد البيان أن الجيش الإسرائيلي ينظر ببالغ الخطورة إلى جميع الاعتداءات الإرهابية ضد إسرائيل ويبقى جاهزاً للتحرك وفق الحاجة ضد محاولات المساس بأمن سكان إسرائيل وسيادتها.
وشدّد البيان على أن الجيش الإسرائيلي يعتبر حركة "حماس" مسؤولة بالكامل عمّا يجري في قطاع غزة أو ينطلق منه.
وقّعت إسرائيل والبحرين أمس (الخميس) اتفاقاً في مجال تبادل الطيران.
وقالت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغف إن تنفيذ الاتفاق سيبدأ في غضون أسابيع قليلة، وبموجبه سيُسمح بتسيير 14 رحلة جوية لنقل المسافرين بين المنامة ومطار بن غوريون الدولي أسبوعياً، بالإضافة إلى تسيير رحلات جوية من دون قيود من البحرين إلى مطار رامون شمال مدينة إيلات [جنوب إسرائيل]، إلى جانب 5 رحلات جوية أُخرى تجارية أسبوعياً.
وأضافت ريغف أن هذا الاتفاق سيعود بالنفع على المواطنين في كلا البلدين، وسينشط الحركة السياحية، وكذلك التجارية، ويعمل على الدفع قدماً بعجلة الاقتصاد.
علمت صحيفة "يسرائيل هيوم" من مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى شارك في المفاوضات مع السودان أن إسرائيل والسودان ستعلنان قريباً جداً إقامة علاقات دبلوماسية في اتفاق تم التوصل إليه بوساطة أميركية.
وأفاد المسؤول نفسه أن هذا الإعلان سيأتي على الأرجح بعد محادثة هاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الانتقالي للسودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وكان وفد إسرائيلي رفيع المستوى قام بزيارة إلى السودان هذا الأسبوع على متن طائرة رجال أعمال قامت برحلة مباشرة غير عادية من تل أبيب إلى الخرطوم لإجراء محادثات في هذا الشأن. وضم الوفد مسؤولين كباراً من جهاز الموساد ومن ديوان رئاسة الحكومة. وخلال المحادثات بين الجانبين تم التوصل إلى اتفاق نهائي في شأن إقامة علاقات بين الدولتين.
وأعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أول أمس (الأربعاء) عن أمله بأن تعترف السودان بإسرائيل قريباً بالتوازي مع تحرّك واشنطن لشطبها من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وقال بومبيو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، إن الولايات المتحدة تريد من كل الدول الاعتراف بإسرائيل الوطن الشرعي لليهود، والاعتراف بحقوقهم الأساسية في الوجود كدولة.
وأعرب السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان عن يقينه من وجود دول عربية ستقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال فريدمان لصحيفة "يسرائيل هيوم": "سيكون هناك مزيد من الدول في جامعة الدول العربية، والتي ستقوم بالتطبيع وصنع السلام مع إسرائيل، وهذا أمر مؤكد. على الجميع أن ينتظر ويرى."
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي في بيان صادر عنه مساء أمس (الخميس) أن قرار حكومة أستونيا إعلان حزب الله بكل أذرعه منظمة إرهابية ومنع عناصر الحزب من دخول البلد هو رسالة واضحة ضد الإرهاب ونشاطات هذا الحزب التي تهدد السلام العالمي وتقوّض الاستقرار الإقليمي.
ودعا أشكنازي الدول الأُخرى والاتحاد الأوروبي إلى الضغط على حزب الله وحظر نشاطاته.
وفرضت حكومة أستونيا أمس عقوبات على حزب الله بسبب نشاطاته الإرهابية، واصفة إياها بأنها تهديد كبير للأمن الدولي ولأمن أستونيا.
وأوضح بيان نشرته وزارة الخارجية الأستونية على حسابها في موقع "تويتر" أنه بناء على اقتراح من وزير الخارجية، قررت الحكومة فرض عقوبات على حزب الله بسبب نشاطاته الإرهابية.
وأضاف البيان أن قرار الحكومة الأستونية ينص على فرض حظر دخول البلد على أعضاء حزب الله المنتمين إلى جناحيه العسكري والسياسي وفرض عقوبات على قيادات بعينها من الحزب من المقرر أن تجري تسميتها خلال الفترة المقبلة.
وأكد البيان أن هذه الخطوة تدعم خطوات أُخرى من طرف الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا ودول أُخرى.
أكد بيان صادر عن وزارة الصحة الإسرائيلية مساء أمس (الخميس) أن الإغلاق الذي فرضته الحكومة الإسرائيلية مدة شهر تسبب بخفض معدلات الإصابة بفيروس كورونا بصورة حادة.
وأعلن البيان أنه تم تسجيل 7 حالات وفاة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الأخيرة لترتفع حصيلة الوفيات في إسرائيل إلى 2319 حالة.
وأضاف البيان أنه جرى خلال الفترة المذكورة نفسها تسجيل 1095 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وبذا ترتفع حصيلة الإصابات في إسرائيل منذ بدء تفشي الوباء إلى 308.166 إصابة، مشيراً إلى أن عدد المرضى الفعليين هو 17.869 مصاباً.
وأوضح البيان أن من بين الإصابات هناك 580 حالة خطرة، تم ربط 227 حالة منها بأجهزة التنفس الاصطناعي.
أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "معاريف" هذا الأسبوع بواسطة معهد "بانلز بوليتيكس"، المتخصص في شؤون الاستطلاعات، أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 الآن، ستتراجع قوة حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ويحصل على 30 مقعداً، في حين أن قوته وصلت إلى أكثر من 40 مقعداً خلال ذروة الموجة الأولى من تفشي فيروس كورونا.
كما أظهر الاستطلاع ازدياداً كبيراً في قوة قائمة "يمينا" بزعامة عضو الكنيست نفتالي بينت، المكونة من حزب اليمين الجديد برئاسة بينت، وحزب الاتحاد القومي برئاسة بتسلئيل سموتريش، والممثلة في الكنيست الحالي بـ5 مقاعد، إلى 20 مقعداً.
ووفقاً للاستطلاع، سيحصل تحالف "يوجد مستقبل- تلم" بزعامة عضو الكنيست يائير لبيد على 18 مقعداً، وتحصل القائمة المشتركة على 12 مقعداً، ويحصل كلّ من قائمة حزب "أزرق أبيض" بزعامة وزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل بني غانتس، وقائمة حزب شاس لليهود الحريديم [المتشددون دينياً] على 9 مقاعد، وتحصل قائمة حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان على 8 مقاعد، ويحصل كل من قائمة حزب يهدوت هتوراه الحريدي، وقائمة حزب ميرتس على 7 مقاعد.
ولن تتمكن قوائم أحزاب العمل والبيت اليهودي و"غيشر" و"ديرخ إيرتس" و"عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).
وشمل الاستطلاع عينة مؤلفة من 549 شخصاً يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4.4%.
- وقّع وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس [رئيس "أزرق أبيض"] في واشنطن أمس (الخميس) إعلاناً يضمن التزام الولايات المتحدة من الناحية الاستراتيجية بحفظ التفوق الأمني الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط لعشرات السنوات المقبلة.
- ووقّع غانتس، الذي وصل إلى الولايات المتحدة أول أمس (الأربعاء) في زيارة وُصفت بأنها خاطفة، هذا الإعلان سوياً مع وزير الدفاع الأميركي مارك أسبر خلال الاجتماع الذي عُقد بينهما في مقر وزارة الدفاع الأميركية. وقال غانتس في إثر توقيع الإعلان: "أجرينا في الأسابيع الأخيرة نقاشات مهمة تضمن لنا التزاماً حيال إسرائيل بالحفاظ على تفوقها الأمني. إننا ندخل إلى عهد التطبيع في الشرق الأوسط الذي من شأنه أن يساعد كثيراً في مواجهة العدوانية الإيرانية في المنطقة. وسوياً مع الولايات المتحدة وأصدقائنا القدامى والجدد سنضمن التعاون المثمر. ولا بُدّ من أن أشكر الإدارة الأميركية الحالية، وبالذات صديقي وزير الدفاع أسبر الذي عمل بالتعاون معي على الدفع قدماً بهذا الموضوع."
- ويتزامن توقيع هذا الإعلان المهم مع تعيين أول امرأة إسرائيلية، وهي العقيد ش، في منصب نائبة قائد فرقة الطيران في سرب 116 ("أسُود الجنوب")، وهو سرب طائرات إف 35 (الشبح). وش في السادسة والعشرين من عمرها وهي من وسط إسرائيل وأنهت دورة الطيران في كانون الأول/ديسمبر 2016، وهي المرأة الوحيدة التي تدربت على قيادة طائرات إف 35 التي تحولت إلى طائرات عملانية في آب/أغسطس الفائت، وكانت تدربت سابقاً على قيادة طائرات إف 16.
- في 14 تشرين الأول/أكتوبر بدأت حكومتا لبنان وإسرائيل مفاوضات لترسيم خط الحدود البحرية المختلف عليه بينهما. المفاوضات التمهيدية التي جرت في مقر قيادة اليونيفيل في بلدة الناقورة اللبنانية أصبحت ممكنة في أعقاب اتفاق إطار بين الطرفين جرى التوصل إليه في بداية هذا الشهر، بعد نحو عشر سنوات من جهود وساطة أميركية. هذه الجهود جرى تسريعها في السنوات الثلاث الأخيرة بقيادة المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد، وديفيد شينكر الذي حل محله. وقد حُدّد موعد المحادثات المقبلة في 26 تشرين الأول/أكتوبر.
- الاتصالات بالولايات المتحدة بشأن اتفاق الإطار قادها من الجانب الإسرائيلي وزير الطاقة يوفال شتاينتس، ومن الجانب اللبناني رئيس البرلمان نبيه بري، الذي يحتفط بملف "الحدود" البحرية، ويشرف على المحادثات مكلفاً من الرئيس عون.
ماذا تضمّن اتفاق الإطار؟
- من البيانات العامة التي نشرها كلٌّ من إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة، والملخص الخاص الذي أعدّه ديفيد شينكر تظهر التفصيلات التالية بشأن مضمون اتفاق الإطار (الذي يرفض الطرفان نشره). وافق لبنان وإسرائيل على أن تكون الولايات المتحدة وسيطاً بينهما في المحادثات التي ستجري في الناقورة، برعاية الأمم المتحدة وموفدها في لبنان يان كوفيتش. سيشارك كوفيتش في الجلسة الافتتاحية والختامية للمحادثات، وهو ما يمنح الأمم المتحدة دوراً في المفاوضات. ليس هناك أي علاقة بين هذه المحادثات وبين إقامة علاقات دبلوماسية أو تطبيع بين البلدين.
- اثنتان من العقبات المهمة على الطريق الطويلة حتى موافقة الطرفين على الدخول في مفاوضات مباشرة، كانتا مسألة الوساطة وموضوع الحدود البرية. إسرائيل طالبت بأن تكون الولايات المتحدة هي الوسيط، بينما أصر لبنان على الأمم المتحدة. يبدو أن الخلاف جرى تجسيره من خلال الصيغة التي تقول إن المفاوضات ستكون بوساطة أميركية وبرعاية الأمم المتحدة، من خلال إعطاء دور جوهري للمنظمة الأممية.
- في مسألة الحدود البرية برزت فوارق في تصريحات الطرفين لدى إعلان الاتفاق في بداية تشرين الأول/أكتوبر. فقد أوضحت الولايات المتحدة وإسرائيل أن المحادثات ستتركز على الحدود البحرية فقط. في المقابل، أعلن نبيه بري أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه "سيسمح بمفاوضات على الحدود البرية والبحرية"؛ وأنه تم الاتفاق على "دمج الخطوة البرية بالخطوة البحرية". أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة هنّأ بتجدد المفاوضات "على الحدود البحرية والبرية".
- من المعقول أنه في الاتفاق الذي جرى التوصل إليه، تم صوغ المسألة "بغموض بنّاء"، يسمح للطرفين بالإعلان أن موقفهما جرت الموافقة عليه. فعلياً، يبدو أن الاتفاق اشتمل على بند يعرب عن الأمل بالدفع قدماً مستقبلاً بين الطرفين بمسـألة التفاوض على الحدود البرية. وصرّح ديفيد شينكر بأن الولايات المتحدة تشجع الطرفين على استئناف الاتصالات على مستوى الخبراء لحل النقاط الخلافية على الحدود ("الخط الأزرق")، كمسار منفصل، ضمن إطار محادثات بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي واليونيفيل.
- يوجد خلاف بين لبنان وإسرائيل على 13 نقطة على طول الحدود بينهما- "الخط الأزرق" الذي رسّمته الأمم المتحدة، وانسحبت إليه إسرائيل في سنة 2000 عندما غادرت قواتها لبنان. مصدر الخلاف مشكلات في مدى دقة مقاييس الخريطة العائدة إلى اتفاق الهدنة الموقَّع في سنة 1949، والتي اعتمد عليها ترسيم "الخط الأزرق". على هذا الأساس يدّعي لبنان أن التحصينات والعوائق التي تبنيها إسرائيل على طول الحدود تخرق السيادة اللبنانية في النقاط الخلافية.
- يمتد "الخط الأزرق" شرقاً إلى الجولان، ومنذ حرب لبنان الثانية يدّعي حزب الله أن منطقة مزارع شبعا هي أراض لبنانية محتلة. وذلك بخلاف موقف الأمم المتحدة وإسرائيل الذي يعتبرها أراضي كانت تابعة لسورية.
أساس الخلافات بين إسرائيل ولبنان على الحدود البحرية
- بين لبنان وإسرائيل خلاف على نقطة الانطلاق براً إلى خط الحدود البحرية في الناقورة، وعلى نقطة الوصول الغربية في قلب البحر (200 ميل بحري من الشاطىء). هاتان النقطتان تقسمان المياه الاقتصادية الخالصة للبلدين.
- في مقال واسع يوضح د. بني شفاينر من مركز أبحاث السياسة والاستراتيجيا البحرية في جامعة حيفا، أن جذر النزاع ناجم عن الطريقة التي ترسم بها كل دولة خط حدودها. إسرائيل رسمت خطاً يتوجه شمالاً، ولبنان رسم خطاً يتوجه جنوباً. إسرائيل تعتمد في نقطة الترسيم في عرض البحر على الاتفاق الحدودي بين لبنان وقبرص، في المقابل يحددها لبنان على أساس وثيقة قانون البحار للأمم المتحدة (خط وسط على مسافة متساوية بين البلدين)، والذي تتقيد به إسرائيل أيضاً على الرغم من عدم توقيعها إياه.
- النتيجة منطقة مختلَف عليها بحجم نحو 860 كيلومتراً مربعاً، وبحسب التقديرات، هذه المنطقة غنية بحقول الغاز الطبيعي ومخزون من النفط.
- يشير د. شفاينر إلى أن الخط الذي ترسمه إسرائيل يعتمد على اتفاق لم يُقَر (لبنان – قبرص)، ولم يودَع لدى الأمم المتحدة وغيرمعترَف به دولياً، وهذا ما يُضعفه قانونياً. يبدو أن هذه هي الخلفية لاستعداد إسرائيل لتسوية في اتصالات غير مباشرة جرت في الماضي (2011-2012)، أعطت لبنان في إطارها جزءاً كبيراً من المنطقة المختلَف عليها (2-5%).
"عاصفة" في لبنان
- بخلاف إسرائيل، حظي اتفاق الإطار وتحريك المفاوضات في لبنان بصدى كبير جداً في وسائل الإعلام، وفي تصريحات كبار المسؤولين. وجرى نقاش تفصيلي للتداعيات الاستراتيجية للاتفاق، وللتفصيلات التقنية للخلاف بين الطرفين، والدلالات الرمزية للمفاوضات، وطريقة التدخل الخارجي فيها.
- من جهة سُمعت أصوات تثني على الاتفاق وتعتبره تعبيراً عملياً عن الاعتراف بإسرائيل، وتعبّر عن الأمل بأن يخدم المصلحة اللبنانية. بالإضافة إلى ذلك، ثمة من برر تأجيل المفاوضات على الحدود البرية، مع التشديد على مسألة مزارع شبعا، بحجة أنه لا يمكن التطرق إليها قبل تحديد الحدود بين سورية ولبنان، والتي يوجد خلافات جوهرية بشأنها، أكثر بكثير من الخلافات بشأن الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل.
- في المقابل برزت كثيراً طريقة تعامل وسائل الإعلام المتماهية مع حزب الله والعاملين فيها، أو مع معسكره السياسي، بينما قللت قيادة الحزب من تصريحاتها بشأن المسألة، وفيما يلي الرسائل المركزية في هذه القنوات.
- لا لأي تعبير عن التطبيع- وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، أعلن أن المفاوضات ليست تطبيعاً مع إسرائيل أو اعترافاً بها، بل مفاوضات لترسيم الحدود البحرية بينها وبين لبنان. وفي وسائل الإعلام جرى التشديد على أن اتفاق الإطار وإجراء المفاوضات هو "انتصار" بالنسبة إلى إسرائيل ("العدو")، و"خطأ" ارتكبه لبنان الذي لا يزال في حالة حرب مع إسرائيل.
- تصلُّب في مواقف لبنان الأساسية- من خلال التطرق التفصيلي إلى النواحي التقنية للمفاوضات، طُلب من المفاوضين عدم الموافقة على أي تسوية، والتشدد في مواقف تقليدية. وجرى التشديد على عدم خضوع لبنان لمطلب إسرائيل، دفْع نقطة الحدود في رأس الناقورة شمالاً، وأن على بيروت المطالبة بـ"خط وسط" يحدد ساحل "فلسطين" بما يتلاءم مع القانون الدولي، بصورة تضاعف مساحة المنطقة المتنازَع عليها مع إسرائيل.
- تخوّف من ضغوط تؤدي إلى تنازلات- الاتفاق على إجراء مفاوضات مع إسرائيل يعكس نقطة ضعف لبنانية غير مسبوقة، يمكن أن تستدعي ضغوطاً من جانب الولايات المتحدة، في مرحلة أولى، في محاولة للفصل نهائياً بين ترسيم الحدود البحرية والبرية.
- مزارع شبعا- يتعين على أي مفاوضات في موضوع الحدود البرية أن تتضمن مزارع شبعا وقرية شبعا التي هي جزء من لبنان. وزير الخارجية وهبة قال إن المطلوب ترسيم الحدود بين لبنان وسورية، لكن يجب على إسرائيل أولاً الانسحاب من هذه المناطق.
خلاصة ودلالات
- تحريك المفاوضات بين إسرائيل ولبنان، وتركيزها في مرحلة أولى على الحدود البحرية يكشفان تراجُع حزب الله عن معارضته مفاوضات من هذا النوع، الأمر الذي أفشل حدوث اختراق بين الطرفين في العقد الأخير، وفي المرة الأخيرة في حزيران /يونيو 2019.
- في نظر حزب الله، مفاوضات تفصل بين الحدود البحرية والبرية، بما فيها قضية مزارع شبعا، تضعف مكانته كـ "درع لبنان"؛ وتمس بشرعيته للاحتفاظ بـ "سلاح المقاومة"، ناهيك بالسيطرة على الدولة. يُضاف إلى ذلك حقيقة أن الولايات المتحدة "العدو المعروف" لحزب الله وإيران- هي الوسيط الأساسي في المحادثات.
- اضطر حزب الله إلى ابتلاع أمور صعبة بسبب الظروف الخاصة التي يواجهها في لبنان، المنهار من الناحية الاقتصادية، وعلى صعيد البنى التحتية. معارضة حزب الله لاتفاق – ينطوي على مداخيل محتملة تقدَّر بمليارات الدولارات للبنان- سيعزز الحجج والاتهامات ضد الحزب بوصفه يضر بقدرة لبنان على الخروج من الأزمة.
- حقيقة أن حزب الله أعطى "ضوءاً أخضر" للمفاوضات، من دون أي يكون له خيار، وبخلاف مبادئه، تكشف مساً بمكانة الحزب الداخلية في لبنان، وتآكلاً في قدرته على الردع الشامل في مواجهة إسرائيل. في هذه الظروف تحديداً من المهم للحزب أن يثبت داخلياً في لبنان ولإسرائيل أنه لا يزال يحافظ على قدرته على الردع. من هنا يأتي إصراره العلني على تنفيذ هجوم انتقامي ضد إسرائيل على الحدود، بالاستناد إلى التقدير أنه قادر على السيطرة على التصعيد في مواجهتها.
- في الظروف الحالية يبدو أن أغلبية الأطراف الداخلة في المفاوضات لديها مصلحة عميقة في نجاحها. لبنان أكثر من إسرائيل، بحاجة إلى استخراج مخزون الغاز في المنطقة المختلَف عليها، والتي تخاف الشركات الأجنبية من القيام بحقوق التنقيب والحفر فيها. استغلال الموارد الطبيعية في المنطقة سيساعد لبنان على مواجهة أزمة غير مسبوقة يغرق فيها: على تقليص الإنفاق على الطاقة على خلفية انهيار البنية التحتية للكهرباء، ومعالجة مشكلات التلوث والبيئة، وتخفيض الدين الخارجي (170% من الناتج المحلي، من أكبر الديون في العالم) وإيجاد فرص عمل وغيرها.
- إسرائيل من جهتها يمكن أن تربح أكثر على المستوى الاستراتيجي. ومن المتوقع أن المفاوضات والاتفاق سيجعلان من الصعب على حزب الله تصعيد الوضع على الحدود، وأن يعززا الاستقرار الأمني في مواجهة لبنان عموماً.
- بدء المفاوضات يشكل إنجازاً مهماً أيضاً للولايات المتحدة، بعد التوصل إلى اتفاقات التطبيع الأخيرة. أيضاً على الرغم من أن المقصود ليس تطبيعاً للعلاقات بين لبنان فقد أثبتت الولايات المتحدة أنها لا تزال لاعباً مهماً، ليس فقط في الخليج، بل أيضاً في منطقة البحر المتوسط، بعد تآكل تأثيرها في سورية وليبيا والساحة الفلسطينية.
- في هذه الظروف ثمة فرصة لا بأس بها في أن المفاوضات التي بدأت بين إسرائيل ولبنان يمكن أن تتقدم، مع أنها ستكون طويلة وصعبة، وفي ظروف معينة قد تتحول إلى "رهينة" عدم الاستقرار الداخلي والسياسي في لبنان.
- في ضوء حساسية لبنان القصوى إزاء هذه المسألة، ننصح إسرائيل بإجراء المفاوضات بتواضع، وأن يمتنع كبار المسؤولين من التصريحات بشأن إمكان التوصل إلى اتفاقات سريعة، والتقدم نحو تطبيع العلاقات السياسية مع لبنان. كما أنه من السابق لأوانه الاهتمام بإمكان تعاون إسرائيلي- لبناني مستقبلي. حتى لو كان مربحاً للطرفين، مثلاً على صعيد نقل الغاز إلى أوروبا. علاوة على ذلك، لإسرائيل مصلحة في المحافظة في موازاة المفاوضات على القناة البرية (الجيش اللبناني، والجيش الإسرائيلي، واليونيفيل) ومحاولة التقدم في إطار حل للنقاط الخلافية على "الخط الأزرق".