مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لن تسلّم بأي اعتداء عليها أو على سكانها، وحذّر الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة من مغبة اختبار إسرائيل حتى في ظل أزمة كورونا.
وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، أن الثمن الذي ستجبيه إسرائيل من كل من يعتدي عليها سيكون باهظاً جداً.
من جهته قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس [رئيس "أزرق أبيض"] إن حركة "حماس" هي المسؤولة عن إطلاق قذيفتين صاروخيتين في اتجاه الأراضي الإسرائيلية الليلة قبل الماضية. وحذر من أنه إذا لم تبرهن "حماس" على التزامها الهدوء ستكون تبعات ذلك صعبة على قيادتها وعلى سكان قطاع غزة على حد سواء.
وأكد غانتس في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم إحياء ذكرى قتلى حرب سنة 1956 أُقيمت أمس، أنه بالإضافة إلى رد الجيش الإسرائيلي على انتهاك السيادة ستواصل إسرائيل العمل في المكان والوقت المناسبين لخدمة مصالحها ومصالح سكانها في المدى البعيد.
وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى أن اجتماع تقييم الأوضاع الأمنية الأخيرة الذي عقده رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال أفيف كوخافي في إثر إطلاق قذيفتين صاروخيتين من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل، خلص إلى نتيجة فحواها أن إطلاق القذيفتين لم يكن مقصوداً وإنما نجم عن الأحوال الجوية السيئة التي تسببت بعطل تقني أدى إلى إطلاقهما بصورة غير مقصودة.
وأفاد بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن طائرات سلاح الجو قامت فجر أمس بشن غارات على عدة منشآت تحت الأرض ومواقع تابعة لحركة "حماس" في قطاع غزة رداً على إطلاق قذيفتين صاروخيتين من القطاع في اتجاه مدينة أسدود وأُخرى في اتجاه وسط إسرائيل الليلة قبل الماضية.
وأضاف البيان أن القذيفتين لم تؤديا إلى وقوع إصابات بشرية أو أضرار مادية كبيرة.
وقال مصدر فلسطيني رفيع المستوى في قطاع غزة إن الفصائل الفلسطينية غير معنية بالتصعيد. وأضاف أن ما جرى قد يكون ناجماً عن تسرب مياه الأمطار إلى أحد مرابض القذائف الصاروخية، وهو ما تسبب بماس كهربائي أدى إلى إطلاق القذيفتين.
قالت مصادر رفيعة المستوى في القدس أمس (الأحد) إن قمة ثلاثية بين إسرائيل والبحرين والولايات المتحدة ستعقد في القدس بعد غد (الأربعاء) بمشاركة كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني، وسيشارك فيها وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي.
وأشارت هذه المصادر نفسها إلى أن جهوداً كبيرة تُبذل لاستكمال اتفاق الطيران الذي يسمح بإجراء رحلات مباشرة بين إسرائيل والبحرين لتوقيعه خلال هذه القمة.
من ناحية أُخرى صادقت الحكومة الإسرائيلية في اجتماعها أمس على اتفاق السلام مع البحرين ليصبح بذلك ساري المفعول، ويتضمن إقامة علاقات دبلوماسية وسلمية ودية بين دولة إسرائيل ومملكة البحرين.
وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قبل المصادقة على الاتفاق إن إحلال السلام وتطبيع العلاقات مع البحرين والإمارات العربية المتحدة والسودان يُعدّ إنجازاً كبيراً لدولة إسرائيل.
وكان الكنيست الإسرائيلي صادق يوم الثلاثاء الماضي بأغلبية الأصوات على اتفاق السلام مع البحرين وعارضه 14 عضو كنيست من القائمة المشتركة.
طرحت سلطة التخطيط والبناء الإسرائيلية أمس (لأحد) عطاء لإقامة 1257 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "غفعات همتوس" التي تُعتبر منطقة حساسة جنوبي القدس الشرقية، وذلك قبيل مغادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه في كانون الثاني/يناير المقبل.
ووجهت سلطة التخطيط والبناء عبر موقعها الإلكتروني الدعوة إلى مقاولين للمشاركة في عطاء لإقامة هذه الوحدات السكنية بموجب خطة أعاد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو طرحها في شباط/فبراير الفائت بعد أن تسببت معارضة دولية بتجميدها فعلياً.
وقالت السلطة إن العطاء سينتهي يوم 18 كانون الثاني/يناير أي قبل يومين من أداء الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن اليمين الدستورية خلفاً للرئيس دونالد ترامب الذي ساندت إدارته الاستيطان الإسرائيلي في المناطق [المحتلة].
ودان الناطق الرسمي بلسان الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة طرح العطاء، وأكد أن هذا القرار الاستيطاني الجديد هو استمرار لمحاولات الحكومة الإسرائيلية قتل حل الدولتين المدعوم دولياً والتنكر لكل قرارات الشرعية الدولية التي أكدت مراراً أن الاستيطان غير شرعي.
وحذرت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية من تسريع عمليات التوسع الاستيطاني قبيل مغادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه في كانون الثاني/يناير 2021.
كما أكدت منظمة "عير عميم" الإسرائيلية التي تقوم برصد الاستيطان في القدس أن الشهرين المقبلين اللذين سيشهدان تغيير الإدارة الأميركية سيكونان حرجَيْن.
وشددت "عير عميم" على أن إقامة هذه الوحدات الاستيطانية في "غفعات همتوس" ستمثل ضربة مدمرة لمفاوضات السلام، وخصوصاً أنها تعزل القدس الشرقية عن بيت لحم، الأمر الذي يعرقل إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً.
وأُعلن أمس أن رؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي سيقومون بزيارة إلى "غفعات همتوس" اليوم (الاثنين) في إثر إعلان العطاء الإسرائيلي.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان صادر عنه إن هذا البناء من شأنه أن يعرقل إمكان التواصل الجغرافي بين القدس الشرقية وبيت لحم.
نفت وزارة الخارجية الإيرانية مزاعم تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية وذكرت فيه أن عملاء إسرائيليين قاموا بقتل الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة"، المعروف باسمه الحركي أبو محمد المصري، في الأراضي الإيرانية يوم 7 آب/أغسطس الفائت، بطلب من الولايات المتحدة.
وقال المتحدث بلسان وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في بيان صادر عنه أمس (السبت)، أن الولايات المتحدة وإسرائيل تحاولان بين الحين والآخر تصوير إيران بأنها على علاقة بهذه الجماعات الإرهابية من خلال الكذب وتسريب معلومات ملفقة إلى وسائل الإعلام من أجل التنصل من المسؤولية عن الأنشطة الإجرامية لهذه المجموعة وغيرها من الجماعات الإرهابية في المنطقة.
وأكد زاده أن هذه الاتهامات تأتي في سياق حرب اقتصادية واستخباراتية ونفسية شاملة ضد الشعب الإيراني، ولا ينبغي للإعلام أن يكون منصة لنشر أكاذيب البيت الأبيض التي تستهدف إيران.
وجاءت أقوال المسؤول الإيراني في إثر قيام صحيفة "نيويورك تايمز" بنشر تقرير ذكرت فيه، نقلاً عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية، أن ثاني زعيم لتنظيم "القاعدة" المتهم بأنه العقل المدبر للهجمات على السفارات الأميركية في أفريقيا تمت تصفيته في طهران.
وبحسب هؤلاء المسؤولين، قُتل المصري، واسمه الأصلي عبد الله أحمد عبد الله، بالرصاص في شوارع طهران قبل ثلاثة أشهر بناء على طلب من الولايات المتحدة.
كما ورد في التقرير أن ابنة المصري ميريام التي كانت تجلس معه في السيارة قُتلت خلال عملية الاغتيال.
وجاء في وصف الاغتيال أن واحداً من عميلين إسرائيليين كانا يستقلان دراجة نارية سحب مسدساً بكاتم للصوت وأطلق 5 أعيرة نارية أصابت 4 منها سيارة مسؤول كبير في "القاعدة"، فأدت إلى مقتله هو وابنته.
وأفاد التقرير أنه عقب حادثة الاغتيال ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن القتيلين هما أستاذ التاريخ اللبناني حبيب داود وابنته ميريام، وأن فحصاً أجرته الصحيفة أظهر أن الاسمين مزيفان. كما أفاد أن الولايات المتحدة تتهم المصري بالوقوف وراء الهجمات على سفارتيها في كينيا وتنزانيا في أواخر التسعينيات، والتي قُتل فيها أكثر من 223 شخصاً وجُرح أكثر من 4000، وأن عملية الاغتيال جرت يوم 7 آب/ أغسطس في ذكرى هذه الهجمات.
وقالت قناة التلفزة الإسرائيلية 12، نقلاً عن مصادر استخباراتية غربية، إن أبو محمد المصري بدأ مؤخراً بالتخطيط لهجمات ضد إسرائيليين وأهداف يهودية في العالم، وأضافت أن هذا أكد بصورة أكبر سبب وجود مصلحة مشتركة للولايات المتحدة وإسرائيل في القضاء عليه. وأشارت القناة إلى أن إسرائيل تزعم أن المصري أشرف على الهجوم الانتحاري الذي استهدف سنة 2002 فندقاً في كينيا يملكه إسرائيليون وراح ضحيته 3 إسرائيليين.
وأوضحت قناة التلفزة أن مقتل المصري كان نتيجة عملية ضخمة استمرت سنة ونُفذت من دون عوائق، وأن المسلحيْن من عملاء الموساد. كما أشارت إلى أن الإيرانيين قلقون للغاية من أن إسرائيل والولايات المتحدة، ونظراً إلى امتلاكهما معلومات استخباراتية، قد تحاولان القضاء على ناشطين آخرين في إيران من "القاعدة"، ومن تنظيمات أُخرى، من الآن وحتى فترة تسليم الرئاسة الأميركية في كانون الثاني/ يناير المقبل.
من جهتها ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 13 أن المسلحيْن كانا على الأرجح عميلين أجنبيين قامت إسرائيل بتجنيدهما. وقالت إن إيران تخشى الآن من تنفيذ إسرائيل والولايات المتحدة المزيد من العمليات ضد قادة الإرهاب في طهران في الأسابيع الأخيرة من رئاسة دونالد ترامب. وأشارت إلى أن طريقة القتل تشبه طريقة تنفيذ سلسلة اغتيالات لعلماء نوويين إيرانيين في السنوات الأخيرة نُسبت في تقارير أجنبية إلى إسرائيل.
ولفتت القناة نفسها إلى أن ما يثير الاستغراب أن الولايات المتحدة لم تعلن مقتل الرجل الثاني في "القاعدة"، وأن الرئيس ترامب لم يكشف عن عملية القتل خلال حملته الانتخابية، مشيرة إلى أن أحداً لم يطالب بمكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار قدمها مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) للحصول على معلومات بشأنه.
- بعد تأخيرات كثيرة نشرت سلطة التخطيط والبناء الإسرائيلية مناقصة لبناء 1257 وحدة سكنية في مستوطنة غفعات همتوس في القدس. البناء في غفعات همتوس كان طوال سنوات كثيرة بمثابة خط أحمر في نظر الإدارة الأميركية والحكومات في أوروبا، لأنه سيجعل من الصعب تقسيم القدس مستقبلاً بين إسرائيل وبين الدولة الفلسطينية عندما تقوم.
- على الرغم من 4 سنوات من ولاية ترامب، صديق المشروع الاستيطاني في البيت الأبيض، أحجمت إسرائيل عن البناء في المكان. حتى الآن. قبل لحظة من تبدّل الإدارة في الولايات المتحدة وتسلُّم جو بايدن الديمقراطي منصبه كرئيس للولايات المتحدة، تسارع الحكومة إلى الدفع قدماً بالخطة، مثل إعلان تصفيات في نهاية موسم ترامب.
- للرئيس الجديد بايدن ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ماض مرير بشأن كل ما له علاقة بالبناء ما وراء الخط الأخضر في القدس. في سنة 2010 وقعت حادثة دبلوماسية خطِرة: خلال زيارة بايدن إلى إسرائيل، عندما كان نائباً للرئيس الأميركي، صادقت اللجنة اللوائية في القدس على إقامة حي جديد ما وراء الخط الأخضر. أدت هذه الحادثة إلى نشوء أزمة عميقة في العلاقات بين إدارة باراك أوباما وحكومة إسرائيل، وإلى تجميد مستمر للبناء في القدس الشرقية، وفي المستوطنات.
- حكومة حكيمة تهمها مصلحة مواطنيها ومسؤولة إزاء المستقبل، كانت ستؤجل البناء في غفعات همتوس وفي المستوطنات، وتسعى لإقامة علاقات مع موظفي إدارة بايدن. وذلك من أجل الاستعانة بهم لاستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. لكن هكذا ليست حكومة نتنياهو.
- ينتهج نتنياهو مقاربة مختلفة؛ هو يفضل الشراء بثمن بخس حالياً، وأن يدفع ثمناً باهظاً فيما بعد. طبعاً ليس هو مَن سيدفع. الثمن كالعادة ستدفعه الأجيال المقبلة. نتنياهو يعرض الموضوع كخلاف دبلوماسي، وليس كمشكلة تتعلق بمستقبل مواطني إسرائيل. خلال سنوات حُكم ترامب ونتنياهو جرى محو تقسيم القدس ومشكلات البناء ما وراء الخط الأخضر من الحديث الإعلامي، والسياسي، والعام في إسرائيل. مَن تجرأ على طرح حجج ضد هذا البناء اصطدم بالاستهزاء والسخرية.
- لكن على كل مواطن إسرائيلي أن يعلم بأن في عاصمته يعيش مئات الآلاف من أناس ليسوا مواطنين، لأن إسرائيل لا ترغب فيهم كمواطنين. على كل مواطن أن يعلم أيضاً، بأن من دون تقسيم القدس لا مجال لتقسيم المنطقة الواقعة بين البحر ونهر الأردن.
- من دون تقييم كهذا تحكم الحكومة على مواطنيها بالعيش في دولة ثنائية القومية. دولة سيتعين عليهم أن يختاروا بين خيارين: دولة أبرتهايد، أو دولة من دون هوية يهودية وصهيونية، لا يوجد طريق ثالث.
- من المعقول الافتراض، على الرغم من أنه ليس مؤكداً بعد، أن مَن أطلق الصاروخين هذه الليلة في اتجاه مدن الساحل في أشدود وعسقلان هي حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني من قطاع غزة. كما يمكن الافتراض أن التي قامت بذلك هي مجموعة متطرفة في الحركة رفضت الانصياع إلى طلب "حماس" بالامتناع من إطلاق صواريخ في الذكرى السنوية لاغتيال بهاء أبو العطا.
- يبدو أن المجموعة المارقة أرادت إيذاء إسرائيل، وفي الأساس تنفيذ التهديدات وتسجيل نقاط لتأكيد هيبة التنظيم على الرغم من أن إسرائيل أوضحت جيداً في الأسبوع الماضي لـ"حماس"، ومن خلالها للجهاد الإسلامي أيضاً، أن ردها سيكون مؤلماً ومؤذياً، وخصوصاً لقوات "حماس" العسكرية التي تسيطر على القطاع، والمسؤولة عن منع إطلاق صواريخ من هذا النوع من طرف حركة الجهاد الإسلامي. لكن عناصر الجهاد الإسلامي الفلسطيني كانوا مصرّين بصورة خاصة على الانتقام لموت أبو العطا الذي كان رئيس المجلس العسكري للحركة في غزة وقائد اللواء الشمالي، وكثيراً ما تحدى إسرائيل، ولذلك اغتيل أبو العطا قبل عام.
- يمكن الاستنتاج من إطلاق الصواريخ الذي جرى أن الصاروخين اللذين أُطلقا كانا أكبر حجماً من الإنتاج المحلي للجهاد الإسلامي في غزة، لذلك كانا أيضاً غير دقيقين. وبالاستناد إلى مؤشرات كثيرة، كان من المفترض أن يصيب الصاروخان مدينة تقع شمال أشدود، بالإضافة إلى إصابة عسقلان. تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن بطاريات القبة الحديدية لم تعترض الصاروخين اللذين سقطا في أراض مفتوحة، ولم يتسببا بأي ضرر. ويدل هذا على أن الصاروخين أُطلقا نحو أهدافهما من خلال مسار غير تقليدي، وربما كانا موجَّهيْن. يمكن الاستنتاج من ذلك أنهم يحاولون في القطاع تحدي قدرات القبة الحديدية من خلال وسائل مختلفة، لكن من دون نجاح حتى الآن.
- كما يمكن التقدير أن الإطلاق نُفِّذ الليلة، وليس في يوم الذكرى السنوية للاغتيال، بسبب حالة الطقس العاصف والممطر الذي ساد القطاع والمنطقة الساحلية في إسرائيل. يجب التذكير أن الجهاد الإسلامي هو الحركة الثانية من حيث الحجم في القطاع، لذا تتجنب "حماس" الدخول في مواجهات معها، لكن من المهم الإشارة إلى أنه ليس لديها القدرات التكنولوجية والعملانية التي لدى "حماس".
- لم يفهم الذين أطلقوا الصاروخين من غزة أن لسلاح الجو الإسرائيلي قدرة على أن يضرب بدقة أهدافاً في عمق أراضي غزة، أيضاً في طقس غائم وممطر. من المحتمل أنهم تحركوا انطلاقاً من الافتراض أن أجهزة "حماس" الأمنية ستكون أقل يقظة في الطقس العاصف وخلال المطر الذي انهمر في الليلة التي أُطلق فيها الصاروخان، ولن تنجح في إحباط نياتهم.
- السؤال المطروح الآن كيف ستتصرف "حماس" بعد الهجوم الواسع الذي شنه الجيش الإسرائيلي في القطاع هذه الليلة. حاولت قيادة "حماس" مسبقاً كبح عناصر الجهاد الإسلامي ومنعهم من تنفيذ عمليتهم، ليس فقط لأنها كانت تعلم مسبقاً بأن الجيش الإسرائيلي سيرد بعنف ضد منشآت عسكرية، بينها منشآت تصنيع صواريخ وأنفاق قتالية ومواقع مراقبة، بل أيضاً لأن ذلك قيل لها علناً. تعلم "حماس" أيضاً بأن سكان القطاع يعانون ضائقة اقتصادية واجتماعية صعبة للغاية (49% من السكان عاطلون من العمل)، وأن إسرائيل تبدي مرونة في المفاوضات الدائرة عبر قنوات متعددة للتوصل إلى تهدئة مستقرة بين إسرائيل و"حماس" (استخدام كلمة تسوية يخلق انطباعاً خاطئاً أن إسرائيل و"حماس" يبحثان في نوع من اتفاق على وقف إطلاق النار بينما من الواضح، بحسب أيديولوجيا "حماس"، أن تسوية بعيدة الأمد هي أمر غير ممكن).
- على أي حال الأولوية العليا حالياً لدى "حماس" وفي إسرائيل هي التوصل إلى تهدئة. أيضاً إسرائيل حالياً مستعدة لتقديم المساعدة إلى "حماس" في حال حدوث تفشٍّ خطِر للكورونا في غزة، لأن المنظومة الصحية في القطاع غير مؤهلة لمعالجة عدد كبير من المرضى. موفدون من إسرائيل يعملون في قطر من أجل تأمين مساعدة مالية مستقرة للقطاع خلال سنة 2021. من أجل جميع هذه الأسباب، من مصلحة "حماس" عدم الوصول إلى تصعيد حالياً مع إسرائيل، ويمكن التقدير أنه على الرغم من الضربة التي تلقتها هذه الليلة، ثمة فرص كثيرة أن تنتقل "حماس" إلى جدول الأعمال اليومي، وألّا تنجر وراء الجهاد الإسلامي، كما أن الوسطاء المصريين سيضغطون على "حماس" كي لا ترد.