مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
يعتزم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو زيارة مصنع نبيذ في مستوطنة "بساغوت" بالقرب من رام الله خلال زيارة سيقوم بها إلى إسرائيل الأسبوع المقبل، وستكون هذه أول زيارة يقوم بها وزير خارجية أميركي إلى مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية.
وقالت مصادر رفيعة المستوى في السفارة الأميركية في إسرائيل أمس (الخميس)، إن مسؤولين من الخدمات السرية الأميركية وجهاز الأمن الإسرائيلي العام ["الشاباك"] يجرون استعدادات على قدم وساق لهذه الزيارة الاستثنائية التي تعتبر الأولى من نوعها لمسؤول رفيع في الإدارة الأميركية.
وكان بومبيو أعلن في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غير شرعية. وأضاف أنه بعد درس جميع جوانب النقاش القانوني بعناية خلصت الولايات المتحدة إلى أن إنشاء مستوطنات مدنية إسرائيلية في الضفة الغربية لا يتعارض في حد ذاته مع القانون الدولي.
وجاء إعلان بومبيو في حينه رداً على وسم الاتحاد الأوروبي بضاعة المستوطنات الإسرائيلية، بما في ذلك نبيذ مستوطنة "بساغوت"، تمهيداً لمقاطعتها.
ويبدأ بومبيو اليوم (الجمعة) جولة في 7 دول حليفة للولايات المتحدة.
وقال بومبيو إن محطته الأولى ستكون فرنسا ومنها سيتوجه إلى تركيا، ثم إلى جورجيا، وبعدها إلى إسرائيل والسعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر. وسيبحث خلال الجولة الجهود التي يبذلها ترامب والرامية إلى إرساء السلام والتعاون في الشرق الأوسط.
وذكرت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى أن من المتوقع أن يبحث بومبيو في جولته تشديد الضغوط على إيران خلال الشهرين المتبقيين من ولاية إدارة الرئيس الأميركي ترامب الذي انسحب سنة 2018 من الاتفاق النووي المبرم مع طهران.
قبلت المحكمة الإسرائيلية العليا مساء أمس (الخميس) النظر في طلب التماس تقدمت به الحركة من أجل جودة الحكم في إسرائيل ضد الحكومة الإسرائيلية الحالية التي أُقيمت في أيار/مايو الفائت بموجب اتفاقية ائتلاف حكومية بين حزبيْ الليكود و"أزرق أبيض".
وأصدرت المحكمة أمراً مشروطاً يُلزم الحكومة الإسرائيلية بالرد على استفسارات تتعلق ببنود اعتبرتها إشكالية في اتفاقية الائتلاف، وفي مقدمها البند الذي ينص على تناوب رئيس الليكود بنيامين نتنياهو ورئيس "أزرق أبيض" بني غانتس على منصب رئاسة الحكومة بموجب تعديل أُدخل على قانون أساس الحكومة.
وقررت المحكمة النظر في طلب الالتماس بهيئة موسعة من تسعة قضاة، وطالبت الجهات المعنية، بمن في ذلك نتنياهو وغانتس، بتقديم توضيحات خلال 21 يوماً بشأن اشتراط إلغاء التعديل الذي أُدخل على قانون أساس الحكومة بتأييد أغلبية من 70 عضو كنيست وليس أغلبية عادية من 61 عضو كنيست، وبشأن عدم وجود بند يوضح على نحو صريح أن القرار المتعلق برئيس الحكومة البديل ينطبق على الكنيست الحالي فقط وليس على الكنيست المقبل.
وتعقيباً على قرار المحكمة العليا هذا قال رئيس الكنيست ياريف ليفين [الليكود] إن المحكمة العليا تمهد الطريق لتجاوز خط أحمر والتدخل في قوانين الأساس وهذا يتعارض مع المبادئ الأساسية الديمقراطية.
وأضاف ليفين أن كل خطوة من هذا القبيل من طرف المحكمة العليا تزيد من التأييد الشعبي لتغيير أسلوب اختيار القضاة وإبعاد القضاة الذين يستخدمون مناصبهم لتدمير الديمقراطية من صفوف الجهاز القضائي.
في المقابل رحبت الحركة من أجل جودة الحكم بقرار المحكمة العليا. وأكدت في بيان صادر عنها أن على المحكمة العليا حماية الهيكل الديمقراطي لدولة إسرائيل وعدم السماح بإلحاق أضرار جسيمة بأسس النظام المعتمد في الدولة.
سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" بكشف النقاب عن تفصيلات مخطط إسرائيلي لاغتيال ياسر عرفات وقيادة حركة "فتح" بتفجير استاد في بيروت سنة 1982 تم إلغاء تنفيذه في اللحظات الأخيرة بأوامر من رئيس الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت مناحيم بيغن.
ووفقاً لهذا المخطط كان من المفروض تنفيذ عملية عسكرية أُطلق عليها اسم "أولمبيا" في الفاتح من كانون الثاني/يناير 1982، وتشمل تفجير استاد كرة قدم في العاصمة اللبنانية بيروت بهدف اغتيال عرفات وأبو جهاد وقادة آخرين من حركة "فتح". ومن الواضح أنه لو تم إخراج هذه العملية إلى حيز التنفيذ لكانت منطقة الشرق الأوسط ستبدو مختلفة تماماً.
وتُظهر المعلومات التي سُمح بنشرها عن المخطط والعملية أنه جرى وضع كميات كبيرة من المتفجرات تحت المقاعد في استاد بيروت الذي كان سيشهد مهرجاناً لحركة "فتح" في ذلك اليوم. وقام مبعوثو الاستخبارات الإسرائيلية بإخفاء عدة كيلوغرامات من المتفجرات تحت المقاعد، وكان من المفترض أن تقف 3 مركبات مفخخة تحمل طنين من المتفجرات إلى جانب المدرج.
وكانت الخطة تقضي بتفعيل المتفجرات التي وُضعت تحت المقاعد أولاً، وبعد نحو دقيقة ومع تدفق الناجين يجري تفجير المركبات المفخخة عبر منظومة تحكّم عن بعد.
وجرى التخطيط لعملية "أوليمبيا" في إثر العملية المسلحة التي نفذها سمير القنطار في مدينة نهاريا [شمال إسرائيل] في نيسان/أبريل 1979 وأسفرت عن مقتل أفراد إحدى العائلات في المدينة. وتشير وثائق الجيش الإسرائيلي إلى أنه فور انتهاء مراسم جنازات أفراد تلك العائلة أصدر رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي آنذاك الجنرال رفائيل إيتان أوامر إلى قائد المنطقة العسكرية الشمالية اللواء يانوش بن غال تنص على قتل جميع قيادات "فتح" في بيروت وعلى رأسهم عرفات، ومن أجل تنفيذ هذه المهمة جرى تجنيد اللواء مئير داغان الذي تولى منصب رئيس جهاز الموساد لاحقاً وكان يخدم في قيادة الجيش في ذلك الوقت. وبقيت مجموعة صغيرة فقط على دراية بالخطة. وبغية التحضير للعملية تمت الاستعانة بوحدة ظل سرية تابعة للجيش الإسرائيلي في لبنان تولت تنفيذ هجمات إرهابية وعمليات قتل واغتيالات للفلسطينيين، وجرى إخفاء معظم تفصيلات العملية عن رئيس الحكومة في حينه مناحيم بيغن. كما أن العملية لم تحصل على مصادقة كل المستويات القيادية.
لكن العملية أُلغيت في اللحظات الأخيرة، فقبل ساعات من التنفيذ جرى استدعاء المخططين إلى ديوان بيغن الذي كان مريضاً في سريره وأمرهم بإلغائها وعدم إخراجها إلى حيز التنفيذ.
وأكد داغان في شهادة أدلى بها إلى الصحيفة قبل وفاته أن إسرائيل أضاعت فرصة ذهبية بعدم تنفيذ العملية. وقال: "لو تمت الموافقة على تنفيذ العملية لكنا صفّينا قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ولوفر علينا ذلك خوض حرب لبنان الأولى [التي اندلعت في حزيران/يونيو 1982]، ومشاكل أُخرى لا حصر لها."
انتهى اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر لشؤون كورونا أمس (الخميس) من دون اتخاذ أي قرارات بشأن تخفيف الإغلاق أكثر.
وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إن الحكومة ستشكل لجنة وزارية لمراقبة التطعيمات وسبل توزيعها.
وأشار المنسق العام لشؤون مكافحة كورونا روني غامزو إلى أن نسبة الإصابات الإيجابية بالفيروس في المجتمع العربي تبلغ 5.8% في حين أن المعدل العام في إسرائيل بلغ 1.3%. ودعا الحكومة إلى تشديد القيود المفروضة في المجتمع العربي.
أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "معاريف" بواسطة معهد "بانلز بوليتيكس" المتخصص في شؤون الاستطلاعات هذا الأسبوع أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 الآن سيحصل حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على 30 مقعداً، في حين أن قوته خلال ذروة الموجة الأولى من تفشي فيروس كورونا وصلت إلى أكثر من 40 مقعداً.
كما أظهر الاستطلاع ازدياداً كبيراً في قوة قائمة "يمينا" بزعامة عضو الكنيست نفتالي بينت المكونة من حزب اليمين الجديد برئاسة بينت، وحزب الاتحاد القومي برئاسة بتسلئيل سموتريش، والممثلة في الكنيست الحالي بـ5 مقاعد، إلى 23 مقعداً.
ووفقاً للاستطلاع، سيحصل تحالف "يوجد مستقبل- تلم" بزعامة عضو الكنيست يائير لبيد على 17 مقعداً، وتحصل القائمة المشتركة على 11 مقعداً، ويحصل كل من قائمة حزب "أزرق أبيض" بزعامة وزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل بني غانتس، وقائمة حزب شاس لليهود الحريديم [المتشددون دينياً] على 9 مقاعد، ويحصل كل من قائمة حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان، وقائمة حزب يهدوت هتوراه الحريدي على 8 مقاعد، وتحصل قائمة حزب ميرتس على 5 مقاعد.
ولن تتمكن قوائم أحزاب العمل والبيت اليهودي و"غيشر" و"ديرخ إيرتس" و"عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).
وشمل الاستطلاع عينة مؤلفة من 549 شخصاً يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4.4%.
- تواجه القائمة المشتركة منذ عدة أشهر أزمة داخلية حادة تهدّد استمرار التعاون بين مركّباتها الأربعة، حداش [الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة]، وراعم [القائمة العربية الموحدة]، وتعل [الحركة العربية للتغيير]، وبلد [التجمع الوطني الديمقراطي]. وبدأت الخلافات الداخلية وصراعات القوى في القائمة فور تأليف الحكومة بدءاً من التوصية ببني غانتس لتأليف الحكومة وحتى قضايا أُخرى، مثل قانون التحوّل الجنسي [الذي يجيز لمن يرغب في تحويل جنسه أن يفعل ذلك].
- وتفاقمت الخلافات في الأشهر الأخيرة عندما بدأ رئيس راعم عضو الكنيست منصور عباس بإجراء مفاوضات في مقابل الليكود وديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وهوجم عباس من طرف زملائه في الحزب وأوساط أُخرى في المجتمع العربي، بحجة أنه لا يمكن التعاون مع رئيس حكومة لا يتردّد في التحريض على الجمهور العربي، ووصف أعضاء القائمة المشتركة بأنهم مؤيدون للإرهاب، وعمل من أجل سن "قانون القومية".
- ورفض عباس النقد وادعى أن هذه السياسة ستتيح له إمكان المساهمة الفعلية في اللعبة السياسية ومراكمة إنجازات على غرار خطة مكافحة الجريمة التي وعد نتنياهو بإدراجها على طاولة الحكومة في غضون أسبوعين.
- بموازاة ذلك، وربما كخطوة مضادة، بدأ بني غانتس و"أزرق أبيض" بالدفع قدماً بحوار مباشر مع رئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة بشأن نيتهم تجميد قانون كمينتس [قانون مكافحة البناء غير المرخص في المجتمع العربي] الذي ينطوي على تداعيات كبيرة وخطرة بالنسبة إلى البلدات العربية.
- لا شك في أن ما يقوم به نتنياهو الذي يعمل فقط بدافع الحفاظ على بقائه السياسي، وما يقوم به غانتس الذي فضّل في اللحظات الحاسمة أن يأتلف مع متهم جنائي على أن يقيم ائتلافاً يستند إلى العرب، هو بمثابة مهزلة صارخة. ويدور الحديث عن إجراءات كان يتعين على الحكومة أن تتخذها من أجل مواطنيها العرب من دون علاقة مع الضائقة السياسية لقادة الليكود و"أزرق أبيض".
- ومع ذلك لا يجوز لطموح عباس أن يحظى بقوة سياسية ذات نفوذ من جهة، والمطالب العادلة للمجتمع العربي من جهة أُخرى، أن تُنسي ممثلي هذا المجتمع هوية الذين يتعاملون معهم. يكفي رؤية ماذا فعل نتنياهو لقائمة رؤساء هيئة الأركان العامة المشتركة ["أزرق أبيض"] كي يتم الفهم أن الحديث يدور حول خصم سياسي خطر وخبير في سياسة فرّق تسد.
- إن من يرغب في الانتقال من هامش الملعب السياسي إلى مركزه قد يجد نفسه خارج اللعبة تماماً. وتعلمنا التجربة أن الإطار الأجدى بالنسبة إلى المجتمع العربي الذي لديه القوة للحفاظ على الإنجازات التي يستحقها شرعاً هو إطار القائمة المشتركة.
[أجرت الصحيفة مقابلة خاصة مع قائد فرقة الجليل العميد شلومو بندر تطرق فيها إلى حالة التأهب على الحدود مع لبنان واحتمالات المواجهة مع حزب الله. نقتطف أهم ما جاء فيها]
- "منذ أكثر من أربعة أشهر والجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى في قطاع لبنان. في انتظار هجوم مؤكد من حزب الله. مرتان حاول الحزب ضرب أهداف إسرائيلية للانتقام لموت ناشط له في تموز/يوليو الماضي بالقرب من مطار دمشق. في أول مرة وصل عناصره إلى مداخل موقع غلديولا في مزارع شبعا، وفروا من هناك بعد اكتشافهم. في المرة الثانية حاول قناص من حزب الله إطلاق النار على جنود إسرائيليين بالقرب من المنارة، وأخطأ."
- "لا أنصح نصر الله بأن يختبرنا من جديد، لأن الرد سيكون غير متناظر مع ما يُتوقع حدوثه. نحن مستعدون جيداً، أيضاً لوضع نضطر فيه إلى خوض عدة أيام قتال. حزب الله سيدفع ثمناً باهظاً."
- يعتقد بندر أن التوتر الحالي في مواجهة حزب الله ليس مرتبطاً فقط بمقتل الناشط في الحزب قبل 4 أشهر. في رأيه أن حزب الله يجر وراءه سلسلة طويلة من حوادث أقل نجاحاً من ناحيته، في السنوات الست الأخيرة - من اغتيال جهاد مغنية وسمير القنطار، مروراً بإخفاقاته في تدفيع ثمن المس بعناصره في سورية، وانتهاء بالكشف عن الأنفاق التي حفرها الحزب في الأراضي الإسرائيلية وتدميرها. يقول بندر: "كانت هذه ضربة قاسية بالنسبة إليه. أمر مزعج جداً أن يكشف مشروع استراتيجي كهذا - كلفه ملايين الدولارات."
- في رأيك هل تخلى الحزب عن الفكرة؟
- "لقد توقف. نحن نواصل التعقّب طوال الوقت. حالياً لا علم لنا بوجود أنفاق جديدة. لكن هذا لا يعني أنهم تخلوا عن الفكرة. حالياً أخذوا هدنة للتوقف والتفكير في مسار جديد."
- كان يجب أن توفر لهم الأنفاق المفاجأة، فهل يوجد بديل منها بالنسبة إليهم؟
- "عندما تكون غير قادر على الدخول من تحت الأرض لا يعني هذا أنك غير قادر على الدخول من فوقها. لا يوجد عائق لا يمكن تجاوزه. هجمتهم مخططة لأن تكون برية، مثلما فعلوا أكثر من مرة في سورية. نحن نحضر أنفسنا لذلك."
- ماذا يريد الحزب تحقيقه؟
- "أمران مركزيان: إحباط عملية هجومية لنا، واحتلال أراض. مهمتنا في الفرقة هي ألاّ تسقط مناطق حيوية، في الأساس مستوطنات، في يدي حزب الله."
المقصود هو تحدٍّ غير سهل. في جزء كبير من منطقة الحدود يتمتع الحزب بتفوق طوبوغرافي بارز. ثمة شك في أن العائق الموجود سينجح في وقف تقدمه نحو الـ22 مستوطنة القريبة من السياج الحدودي، أو إلى مواقع الجيش الإسرائيلي المبنية في الأساس لمواجهة تهديد إرهابي فلسطيني في السبعينيات، ولا تتلاءم مع مواجهة حرب عصابات متقدمة مثل التي يخوضها حزب الله.
يقول بندر: "الطريقة لمنع ذلك هي إعادة تنظيم المنطقة ونيران مترابطة من كل الأنواع. هناك ميزة واضحة للمهاجم، لكن أيضاً هناك ميزة للمدافع: يمكنه إعداد مفاجآت وحيل، ونحن نستغل كل دقيقة للقيام بذلك بدقة. سيواجه حزب الله هنا الكثير من المفاجآت المتعلقة بمخططاته، وهذا سيسمح لنا بتدميره بصورة أكثر فعالية."
كجزء من هذا الجهد الدفاعي، يقيم الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة جدراناً في عدد من القطاعات، الغرض منها عرقلة التسلل إلى أراضي إسرائيل، وأيضاً جعل إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية صعباً. أُقيم مثل هذا السور بالقرب من رأس الناقورة، وكذلك بين مسغاف عام والمطلة. يصر بندر على تسمية الجدار بـ"جدار محكم" ويقول "هو يبقى رداً جيداً لكن جزئياً."
- لو كان في الإمكان هل كنت بنيت جداراً كهذا على طول الحدود؟
- "كنت بنيت الجدار بصورة منسقة. جزء من الباطون وجزء من أمور أُخرى، مع تكنولوجيا متقدمة. لكن بالتأكيد، لو لم يكن هناك مشكلة ميزانية، لكنت فعلت أكثر."
يقول بندر: في حال نشوب حرب، سيسعى الجيش لإجلاء السكان من المستوطنات القريبة من السياج الحدودي، وهذا الأمر هو موضع حوار دائم مع القيادة المدنية، التي الحوار معها ناجح جداً ويجري بصورة مستمرة وجدية. ويشير إلى أنه "لا يوجد سبب لبقاء السكان هنا، ومَن سيبقى سيكون جزءاً من طواقم الدفاع عن المستوطنات." في مقابل ذلك القوات ستبقى هناك، لكن ليس كأهداف مريحة "هذا جزء مما فعلناه هنا في الأشهر الأخيرة: عدم إعطاء العدو أهدافاً أو هدايا مجانية."
يقول بندر إن حزب الله لا يريد حرباً، هو يريد "تسوية مسألة المعادلات" أي أن يكون واضحاً أن كل ناشط من الحزب تقتله إسرائيل في لبنان أو سورية - هو سيقتل جندياً إسرائيلياً. الهدف ردع الجيش الإسرائيلي وإعاقة عملياته في المنطقة الشمالية. ويضيف: "أريد أن أوضح هذا الأمر. نحن لا نعمل انطلاقاً من معادلاته. سنفعل ما هو ملائم لنا في اللحظة الزمنية المعينة. أريد أن نكون متقدمين خطوتين عليه. هذا لا يعني أنه إذا فعلوا شيئاً هنا سنفعل تماماً الأمر عينه للطرف الثاني. حادثة المنارة أثبتت ذلك: أطلقوا رصاصتين على قوات الجيش الإسرائيلي وأخطأوا الهدف، فكان ردنا بإطلاق 180 قذيفة على الأراضي اللبنانية، ودمرنا موقعين للمراقبة."
- هل هذا يعني أنه إذا قتلوا هنا جندياً، سيكون الرد متناسباً؟
- "ليس لدي أي نية للتطرق إلى خططنا. لكنني أعتقد أنه إذا حدث هذا سيكتشف حزب الله أنه ارتكب خطأ كبيراً. مستوى جهوزيتنا اليوم لمواجهة القتال مرتفع جداً، ونحن أيضاً مستعدون لأن نخاطر في هذا الأمر، ولسنا مستعدين للعيش ضمن هذه المعادلات."
- هل تقول إن حزب الله مصرّ على وجود المعادلة، وأنت مصرّ على عدم وجودها؟
- "أنا مصرّ على عدم الحديث عن معادلات. مهمتنا هي ألّا نكون في حالة جمود، وأن نكون مستعدين لكل التطورات."
- في حال واجهتم أيام قتال، ما الذي تريدون تحقيقه؟
- "من دون الدخول في الأهداف أجيبك بعبارة واحدة: في المرة المقبلة سيفكر حزب الله جيداً قبل أن يتحرك مجدداً."
يعتقد بندر أن سلوك حزب الله في الأشهر الأخيرة يشير مجدداً إلى أنه تنظيم عقلاني. حقيقة أنه لا يتحرك عاطفياً دليل على أنه يقوم بتقييمات للوضع، ويأخذ في الحسبان اعتبارات واسعة، مثل الوضع الاقتصادي في لبنان، الذي هو على حافة الإفلاس، وأزمة الكورونا (في الأسبوع الماضي سجل لبنان نحو 2000 إصابة في اليوم).
أيضاً المفاوضات الجارية مع إسرائيل على ترسيم المياه الاقتصادية تشغل حزب الله، لأن المقصود فرصة غير عادية للبنان للحصول على مليارات الدولارات الموجودة تحت سطح البحر. يقول بندر: "أعتقد أن هناك نية لدى الطرفين لتسوية هذا الموضوع، لكن هذه الفرصة يمكن أن تضيع بسرعة إذا قرر حزب الله إشعال النيران هنا والتصعيد."
في السنوات الأخيرة تحول حزب الله من تنظيم إرهابي إلى "جيش إرهابي". وفي ذلك عدة مزايا لمواجهته، لكن هناك أيضاً مساوىء واضحة، يقول بندر: "ستكون حرباً قاسية، وسيكون هناك العديد من المصابين - من الجنود وأيضاً من المدنيين - ويجب أن نكون أفضل منهم لنصل في نهاية الأمر إلى وضع يصبح فيه حزب الله لا يريد، أو لا يقدر على الدخول في معركة كهذه مرة أُخرى على الإطلاق."
- يوجد في السنوات الأخيرة عدد غير قليل من الانتقادات لمستوى الجهوزية في الجيش للحرب، فهل انت راض؟
- "أعتقد أننا أصبحنا أفضل. هذا لا يعني أنه لا يوجد ما نفعله. أنا راض عن مستوى الالتزامات، والقيم والاحترافية، لكن هذه أمور يجب العمل عليها باستمرار. التوتر في الأشهر الأخيرة كان رفع الجهوزية إلى أفضل ما يمكن، وخلالها ارتفعت قدرات القوات بصورة دراماتيكية، كل عناصر الاحتياط عندي مروا هنا، كل المراكز تعمل، وتتدرب، قمنا بكمية كبيرة من الأساليب القتالية، والدفاع على كل المستويات واستخدمنا نيراناً وتدريبات."
- هل ترى تحسناً أيضاً لدى الطرف الثاني؟
- "طبعاً أرى تحسناً. نحن في معركة، هم أيضاً يتعلمون من الأخطاء ويحاولون تصحيحها. هم يقومون بالأمر عينه. التحدي الأكبر بالنسبة إلينا هو محاولة فهم عملية تحسُّنهم وإيجاد رد عليها. هذا سباق مستمر، المعركة هي من يتعلم أكثر وأسرع."
- هل الإيرانيون يحشرون حزب الله في الزاوية؟
- "الإيرانيون يؤثرون كثيراً فيما يجري في منطقتنا، أيضاً في سورية وفي لبنان. هم طبعاً ليسوا عامل كبح، والوحيد الذي يستطيع أن يكبح نفسه في لبنان هو حزب الله. لبنان لا يهم الإيرانيين."