مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو يطلب من المحكمة تعديل لائحة الاتهام ضده لكونها تتعامل معه ومع أفراد عائلته على أنهم شخص واحد
الكنيست يصادق على البيان المشترك لإقامة علاقات دبلوماسية وسلمية وودية بين إسرائيل والبحرين
رئيس الحكومة: اسرائيل تُجري مفاوضات مع شركة "فايزر" للحصول على اللقاح ضد كورونا الذي يسعى كل العالم للحصول عليه
وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي ووزير الداخلية الإماراتي يتفقان على إقامة طاقم مشترك لتعزيز التعاون الأمني
مقالات وتحليلات
نتنياهو بدأ ببث رسائل بشأن المنافع التي ستعود عليه من فوز بايدن
مَن يعرّض المحادثات مع لبنان للخطر هي إسرائيل
لأول مرة في التاريخ: اليهود حسموا مصير الانتخابات الرئاسية الأميركية
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 12/11/2020
نتنياهو يطلب من المحكمة تعديل لائحة الاتهام ضده لكونها تتعامل معه ومع أفراد عائلته على أنهم شخص واحد

طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من المحكمة المركزية في القدس أمس (الأربعاء) تعديل لائحة الاتهام ضده نظراً إلى ما تحتويه من عيوب، وأكد أن هذه العيوب لم تظهر من باب الصدفة.

وأشار نتنياهو في طلبه الذي قُدم إلى المحكمة بواسطة محامي الدفاع عنه، إلى أن أبرز هذه العيوب أن لائحة الاتهام تتعامل معه ومع أفراد عائلته على أنهم شخص واحد خلافاً للقاعدة التي يجب أن يتم التعامل بموجبها مع كل متهم على حدة، وقال إن النيابة الإسرائيلية العامة نسبت إليه أفعالاً أشارت هي بنفسها إلى أنها ارتُكبت بواسطة زوجته وابنه.

وتطرق الطلب إلى التهم الموجهة إلى نتنياهو في ملفيْ التحقيق في القضيتين 1000 و4000 واللتين اتُّهم فيهما بتلقي رشوة، والاحتيال، وخيانة الأمانة، والحصول على منافع من أثرياء يهود.

كما اعترض الطلب على عملية الاتهام بأكملها، معتبراً أن العيوب في لائحة الاتهام ليست عرضية، بل ممنهجة وموجهة ضد نتنياهو، وتستند إلى إجراء تحقيقي معيب ومنحاز، واعتبارات تتعارض مع مبادئ العدالة والإنصاف القانوني.

وطلب محاميا نتنياهو من المحكمة المركزية إصدار أمر إلى النيابة العامة يقضي بإعادة صوغ لائحة الاتهام قبل الموعد النهائي لتقديم المرافعات والردود الأولية على التهم حتى يتمكن المدعى عليه من الرد عليها بالشكل المطلوب.

وجاء هذا الطلب في الوقت الذي اقترب موعد تقديم المرافعات الأولية والردود على التهم المقدمة ضد نتنياهو إلى المحكمة.

"يديعوت أحرونوت"، 12/11/2020
الكنيست يصادق على البيان المشترك لإقامة علاقات دبلوماسية وسلمية وودية بين إسرائيل والبحرين

صادق الكنيست الإسرائيلي بأغلبية كبيرة الليلة قبل الماضية على "البيان المشترك لإقامة علاقات دبلوماسية وسلمية وودية" بين إسرائيل والبحرين.

وجاءت هذه المصادقة بعد جلسة عقدها الكنيست استمرت 5 ساعات وشارك فيها نحو 80 عضو كنيست في إلقاء الكلمات.

وأيّد البيان 62 عضو كنيست وعارضه 14 عضواً جميعهم من القائمة المشتركة، ولم يكن هناك امتناع من التصويت.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في مستهل الجلسة إن البحرين دولة صغيرة لكن لديها تطلعات كبيرة. وأشار إلى أن دولاً عربية أُخرى ستعلن قريباً تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

وقال نتنياهو: "إن براعم التطبيع موجودة فعلاً، ونحن في انتظار أن تتفتح. سأستمر في السياسة التي رسمتها. أنا مقتنع بأن الازدهار سيظهر فوق السطح أيضاً وسيكون هناك المزيد من الدول التي ستنضم إلى دائرة السلام. وستقف اتفاقات التطبيع كجدار ضد قوى الإسلام المتطرف بقيادة إيران."

وأضاف نتنياهو: "أن اتفاقات السلام مع الإمارات والبحرين والتطبيع مع السودان لم تسقط علينا من السماء، بل جاءت من تغيير في السياسة. في العقد الماضي عززت الحكومات الإسرائيلية قوتنا بطريقة منهجية عندما يتعلق الأمر بالأمن والاقتصاد والسايبر والعلاقات الخارجية ومجالات أُخرى."

وانتقد نتنياهو التعنت الفلسطيني بشأن عملية السلام وقال "أعتقد أن اتفاقات السلام مع العالم العربي يمكن أن توقظ الفلسطينيين في نهاية المطاف، ونتيجة ذلك سيتخلون عن مطالبهم المتطرفة، التي ستكون نتيجتها العملية تدمير إسرائيل."

وتكلم في الجلسة رئيس الحكومة البديل ووزير الدفاع بني غانتس [رئيس "أزرق أبيض"] فانتقد هو أيضاً الفلسطينيين. وقال: "يمكن لاتفاقات أبراهام أن تمتد إلى دول أُخرى في المنطقة، لكن بنفس القدر من الأهمية يجب أن تمتد روحها لتشمل أقرب جيراننا، الفلسطينيين. ولسوء الحظ لم تستوعب القيادة الفلسطينية حقيقة أن الوقت حان لتنحية الأعذار جانباً والعودة إلى طاولة المفاوضات والتنسيق الأمني والمدني والعمل معا لإيجاد حلول."

في المقابل انتقد رئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة احتفال الإسرائيليين بالاتفاق مع دول خليجية بعيدة في الوقت الذي لا يزال الفلسطينيون بلا دولة، وأكد أنه لن يكون هناك سلام من دون إنهاء الاحتلال.

"يسرائيل هيوم"، 12/11/2020
رئيس الحكومة: اسرائيل تُجري مفاوضات مع شركة "فايزر" للحصول على اللقاح ضد كورونا الذي يسعى كل العالم للحصول عليه

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أنه أجرى محادثة ناجحة مع ألبرت بوريلا الرئيس التنفيذي لشركة "فايزر" الأميركية للأدوية التي أفادت قبل يومين بأن اللقاح الذي قامت بتطويره ضد فيروس كورونا فعال بنسبة 90%، ووصف المحادثة بأنها ودية للغاية، مضيفاً أن اسرائيل تجري مفاوضات مع الشركة للحصول على اللقاح الذي يسعى كل العالم للحصول عليه.

وقال نتنياهو في شريط فيديو بثه في صفحته الخاصة على موقع "فايسبوك" أمس (الأربعاء)، إن بوريلا استجاب فوراً لطلبه بالحديث معه، وذكر أن بوريلا فخور جداً بأصوله اليونانية واليهودية من سالونيكي، وأنه بلّغه تقديره البالغ لمساعيه الرامية إلى تحسين العلاقات بين اسرائيل واليونان خلال السنوات الأخيرة. 

وكانت مصادر إسرائيلية أكدت بعد إعلان شركة "فايزر" نجاح لقاحها، أن مفاوضات متقدمة تجري بين إسرائيل والشركة بهدف الحصول على اللقاح، لكن في الوقت عينه قدّرت هذه المصادر أنه حتى لو وقّعت اسرائيل اتفاقاً مع الشركة لا يعني هذا أنها ستكون من الأوائل الذين سيحصلون على اللقاح، وأن الافضلية ستُمنح للدول الكبرى. 

كما أعلن أن وزير المال الإسرائيلي يسرائيل كاتس تحادث هاتفياً مع وزير المال الأميركي ستيف منوتشين وطلب من الإدارة الأميركية أن تخصص لإسرائيل 5 ملايين وجبة لقاح من مئات ملايين الوجبات التي ستحصل عليها من الشركة. 

وقالت شركة "فايزر" إن تجربة اللقاح تمت حتى الآن على 43.000 شخص في 6 دول ولم تُسجل أي مشكلة. وأضافت أنها تستعد لتقديم طلب للحصول على مصادقة طارئة من إدارة الدواء والغذاء الأميركية لاستخدام اللقاح حتى نهاية الشهر المقبل، أي حتى نهاية سنة 2020.

موقع قناة 7، 12/11/2020 https://www.inn.co.il/
وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي ووزير الداخلية الإماراتي يتفقان على إقامة طاقم مشترك لتعزيز التعاون الأمني

عُقد الليلة الماضية اجتماع عبر نظام "الفيديو كونفرنس" بين نائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ سيف بن زايد آل نهيان ووزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أمير أوحانا [الليكود].

وتناول الاجتماع تعزيز أواصر التعاون بين البلدين ضمن جهود تفعيل اتفاق السلام الذي وقّعته الدولتان مؤخراً.

وأفيد بأنه تمت مناقشة برامج ومشاريع مشتركة بين الوزارتين، من ضمنها برامج ومشاريع تكنولوجيا ابتكارية، وبرامج تتعلق بمكافحة الجرائم العابرة للحدود.

وجاء في بيان أصدرته وزارة الأمن الداخلي أن الوزيرين ركزا في حديثهما على ضرورة دعم القطاع الاقتصادي والسياحي للدولتين من خلال تطوير خدمات مشتركة تستهدف أمن وسلامة مجتمعي الدولتين. كما تم الاتفاق خلال الاجتماع على تشكيل فريق مشترك للعمل على تنفيذ البرامج والمشاريع المشتركة تمهيداً لإطلاقها في المستقبل، ووجّه كل وزير دعوة إلى الآخر لزيارة بلاده.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يسرائيل هيوم"، 12/11/2020
نتنياهو بدأ ببث رسائل بشأن المنافع التي ستعود عليه من فوز بايدن
ماتي توخفيلد - محلل سياسي
  • منذ أعلنت وسائل الإعلام الأميركية أن جو بايدن انتُخب رئيساً للولايات المتحدة مرت المؤسسة السياسية الإسرائيلية بما يمكن اعتباره بايدنية. وبات الجميع يتكلم بصوت متزن ومعتدل ضد "التقاطب والكراهية" ويدعو إلى كبحهما فور انصراف دونالد ترامب خاصتنا، هو ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، من حياتنا.
  • ويمكن الاستدلال على هذه البايدنية من الخطابات التي ألقاها كل من رئيس تحالف "يوجد مستقبل- تلم" وزعيم المعارضة عضو الكنيست يائير لبيد، ورئيس تحالف "يمينا" عضو الكنيست نفتالي بينت، في الكنيست هذا الأسبوع. ووجّه لبيد وبينت سهامهما إلى نتنياهو الذي يعتبره كثيرون من اليسار الإسرائيلي أنه التوأم السيامي للرئيس ترامب.
  • والحقيقة أن نتنياهو نفسه استشعر قبل لبيد وبينت ما يمكن أن تسفر عنه نتائج الانتخابات الأميركية. وبناء على ذلك أوقف بصورة شبه مطلقة هجومه على المعارضة، وعلى حزب "أزرق أبيض" شريكه في الائتلاف الحكومي، وعلى منظومة إنفاذ القانون، وذلك على الرغم من وجود أكثر من فرصة سانحة لشن مثل هذا الهجوم ضد هؤلاء جميعاً. ويمكن القول إن نتنياهو ما زال غير قادر على ضبط نفسه ضد بينت فقط، لكن من المحتمل أن ينضبط في هذا الشأن في قادم الأيام.
  • لا شك في أن إعلان فوز بايدن خيّب أمل نتنياهو الذي رغب في فوز ترامب بولاية ثانية، لكنه في الوقت ذاته سرعان ما شخّص أن انتصار بايدن يعود عليه بالنفع أيضاً. ولم ينتظر نتنياهو كثيراً كي يوضح منذ الآن أن الخط السياسي الجديد في مقابل الإدارة الأميركية المقبلة، وأساساً في مقابل الجمهور الإسرائيلي العريض، هو الإصرار العنيد على مصالح دولة إسرائيل. ويبدو أن الرسالة التي يريد نتنياهو بثها فحواها أنه لا يوجد له منافسون في كل ما يتعلق بالصمود في وجه إدارة أميركية معادية أو نصف معادية للسياسة الإسرائيلية. وسيسأل نتنياهو: على مَن ستعتمدون عندما تبدأ الإدارة الأميركية الجديدة بممارسة الضغوط على إسرائيل لنقل مناطق [محتلة] إلى العرب؟ هل ستعتمدون على بني غانتس الذي يفتقر إلى عمود فقري؟ أو على نفتالي بينت عديم التجربة؟ أو على قائد من اليسار سيستسلم فوراً؟
  • فضلاً عن ذلك لا يرى نتنياهو نفسه شبيهاً بترامب، كما يحاولون عرضه، لا من ناحية الأسلوب، ولا من ناحية الجوهر، فهذا الأخير مثلاً استهتر بفيروس كورونا منذ اللحظة الأولى ورفض ارتداء كمامة واقية، في حين أنه [نتنياهو] وخلافاً لترامب، تعامل مع الفيروس بمنتهى الجدية والخطورة وكان أول مَن طالب الجمهور الإسرائيلي العريض بالتباعد الاجتماعي وعدم المصافحة بالأيدي.
"معاريف"،11/11/2020
مَن يعرّض المحادثات مع لبنان للخطر هي إسرائيل
يتسحاق لفانون - سفير سابق
  • تسريبات جهات إسرائيلية لوسائل الإعلام عن جوهر المفاوضات مع لبنان على ترسيم الحدود البحرية تعرقل المفاوضات، ويمكن أيضاً أن تضر بفرص التوصل إلى تسوية سريعة. لقد تابعتُ وسائل الإعلام اللبنانية منذ بدء المحادثات، ووجدت تقارير مقتضبة عن الأجواء، وعن الموعد المقبل للاجتماع، من دون أي ذكر لجوهر المحادثات داخل خيمة الناقورة.
  • لبنان جاء إلى المفاوضات مع توتر داخلي غير قليل. حزب الله طالب بأن يضم الوفد اللبناني شخصيات عسكرية فقط وليس مدنية، لإعطاء الاجتماع طابعاً عسكرياً بين طرفين معاديين. بضغط أميركي، رفض رئيس الجمهورية ميشال عون، حليف نصر الله، الطلب، الأمر الذي ولّد توتراً بينهما. ينتظر حزب الله فرصة للمس بالمحادثات. وقد طالب نبيه بري رئيس مجلس النواب، وهو شيعي أيضاً، بربط المحادثات على الحدود البحرية بالمحادثات على الحدود البرية. وهو أيضاً ينتظر. علينا ألّا نساعدهم.
  • ما نُشر عن خرائط "استفزازية" قدمتها إسرائيل، على ما يبدو رداً على خرائط لبنان، سيُدخل الطرفين في دفاع [عن مواقفهما] من الصعب الخروج منه. في محادثات الناقورة كما في كل مفاوضات، يطرح الطرفان مطالب قصوى، ويتراجعان عنها شيئاً فشيئاً، بما يتلاءم مع تطور النقاشات، إلى أن يصلا إلى تسوية. التسريبات لوسائل الإعلام في مرحلة مبكرة من المحادثات مربكة وتسبّب تشدداً في المواقف لا لزوم له.
  • في المحادثات بين إسرائيل ولبنان هناك جانبان آخران يجب أخذهما في الحسبان: الأميركيون والأمم المتحدة. تسريبات المحادثات تجعل مهمتهما صعبة، وتطيل الوقت للتوصل إلى تسوية. الدبلوماسية الصامتة البعيدة عن التسريبات هي أكثر فعالية.
  • على أي حال هناك مصلحة إسرائيلية ولبنانية في التوصل إلى نتيجة مقبولة من الطرفين. هناك تفاهم على أن أي طرف لا يريد أن يسلب شيئاً من الطرف الثاني، ولا يريد الاستيلاء على ثروات خارج المثلث المتنازَع عليه، 860 كيلومتراً مربعاً. علاوة على ذلك، أودع لبنان وإسرائيل خرائط لدى الأمم المتحدة بشأن الحدود التي تعتبر كل دولة أنها حدودها النهائية. بكلمات أُخرى، هناك أساس للنقاشات. التسريبات التي تتحدث عن وجود خطين لإسرائيل، أحدهما استفزازي والثاني معتدل، يشكل مسّاً بالمحادثات.
  • الاجتماع المقبل سيُعقد في وقت قريب. يجب أن نوضح للجانب اللبناني أن ما تنشره وسائل الإعلام الإسرائيلية لا يعكس موقف إسرائيل. ويجب أن نوضح للبنانيين ألّا يقعوا في خطأ التسريبات. يجب إبقاء النقاشات داخل جدران الغرفة والامتناع من استخدامها لأغراض سياسية.
  • ترسيم الحدود، عندما سيحصل، لا يكفي لطمأنة الطرفين. هناك صعوبة لدى كل طرف في استخراج الغاز والنفط في المنطقة المتنازَع عليها لأن هذه الثروات في قاع البحر، ومن المحتمل انزلاقها من طرف إلى آخر. للتغلب على ذلك طُرحت فكرة لا تزال غير ناضجة، مفادها بأن تقوم شركة توتال، التي تعاقد معها لبنان، باستخراج الغاز في المثلث المختلَف عليه، وأن توزعه بين الطرفين بحسب توزيع متفَّق عليه. هذا يُسمى تعاوناً لبنانياً - إسرائيلياً بمساعدة طرف ثالث. وهذا أيضاً مدخل لاتصالات مستقبلية يمكن أن تتطور في ظروف معينة إلى واقع آخر بيننا وبين لبنان، جارنا في الشمال.

 

"هآرتس"، 12/11/2020
لأول مرة في التاريخ: اليهود حسموا مصير الانتخابات الرئاسية الأميركية
حيمي شاليف - محلل سياسي
  • لأول مرة في التاريخ حسمت الجالية اليهودية مصير الانتخابات الرئاسية الأميركية. اليهود توّجوا جو بايدن وحولوا ترامب إلى شخص مثير للشفقة، ينكر هزيمته. لولا اليهود لكان ترامب فاز في الانتخابات واحتفل بأربع سنوات إضافية في البيت الأبيض مع كل ما يعينه على ذلك.
  • مجموعات أُخرى، بينها نساء سود وشبان وشابات، وقفوا إلى جانب بايدن وصوّتوا بنسب قياسية، ومنحوه تفوقاً بخمسة ملايين صوت في مواجهة ترامب. لكن الأرقام لا تكذب. مع معدل تصويت لامس الـ80% أيضاً في أيام عادية، ومع تفضيل واضح لبايدن بنسبة 3 مقابل واحد، الاستنتاج الذي لا مفر منه: لولا الصوت اليهودي لما كان بايدن فاز.
  • في بنسلفانيا التي أوصلت بايدن إلى مستوى 270 ناخباً كبيراً وحسمت السباق، يعيش نحو 300 ألف يهودي من البالغين، معظهم حول فيلادلفيا. بحسب الفرز، نحو 249 ألفاً منهم شاركوا في التصويت، 180 ألفاً صوتوا لبايدن، و60 ألفاً لترامب. اليهود أعطوا بايدن فائضاً بـ120 ألف صوت في فيلادلفيا التي يتقدم فيها بنحو 45 ألف صوت فقط. الحساب بسيط.
  • في استطاعة بايدن أن يفوز أيضاً من دون بنسلفانيا، إذا أُعلن فائزاً في أريزونا وجورجيا. هناك أيضاً اليهود منحوه تقدماً. 100 ألف من يهود أريزونا أعطوا بايدن فائضاً بـ40 ألف صوت، وهو متقدم حالياً فقط بنحو 17 ألفاً. 130 ألف يهودي في جورجيا أعطوه فائضاً بـ50 ألف صوت، وهو يتقدم بنحو 11% فقط.
  • لا جديد في هذا. نحو 75% من الجالية اليهودية تصوت لمرشحين ديمقراطيين، لكن تأثيرهؤلاء كان أكبر في النشاطات والتبرعات، ولم يكن صوتهم حاسماً قط. هم يتمركزون في ولايات مثل كاليفورنيا ونيويورك، اللتين فيهما أغلبية ديمقراطية راسخة، ونسبتهم أصغر من أن تحسم الانتخابات في الولايات الأساسية حتى انتخابات 2020 التي هي ربما الأكثر مصيرية.
  • ترامب الذي شهّر بـ"خيانة" اليهود الذين يواصلون دعم الديمقراطيين على الرغم من كرمه مع إسرائيل، يمكن أن يشعر بأنهم طعنوه في الظهر. يهود يمينيون في أميركا وفي إسرائيل يشاركونه غضبه وخيبة أمله. وعدوا ترامب بأن اليهود سيدينون له بالفضل بسبب علاقته بإسرائيل، وسيتدفقون إلى صناديق الاقتراع لرد الجميل. بدلاً من ذلك، دق اليهود المسمار الأخير في نعشه السياسي.
  • لكن إسرائيل ليست في رأس اهتمامات يهود أميركا. ومع أن ترامب صديق بنيامين نتنياهو ومخلّص إسرائيل فإنه يُعتبر في نظر أغلبية اليهود خطراً واضحاً مباشراً على سلامتهم وسلامة بلدهم. فقد تمرد على الديمقراطية، وخرّب سلطة القانون، وأنكر العلم والطب، وخدم المسيحيين المسيانيين، وانتهك القيم الليبرالية، واستخف بالأقليات ونمّى العنصرية البيضاء التي هي جوهر العداء للسامية.
  • إسرائيليون كثيرون رأوا ترامب من خلال عيني نتنياهو، كهدية لم تتوقف عن العطاء. ولقد تأثروا بمبادراته الحسنة وبيده القاسية إزاء إيران، ولم يزعجهم محو الفلسطينيين عن جدول الأعمال، أو إطلاق يد نتنياهو لتخريب الديمقراطية الإسرائيلية التي لا تهمه فعلاً، بعكس أسلافه. ولم يتأثروا بالأضرار الهائلة التي تسبب بها ترامب لأميركا خصوصاً، وللعالم الحر والديمقراطي عموماً.
  • يهود الولايات المتحدة لم يترددوا. ظلوا أوفياء لقيمهم، وبفضل الظروف الخاصة لانتخابات 2020 كان من نصيبهم الدور التاريخي الحاسم. ربما هناك إسرائيليون يشعرون بالإحباط، لكن أنصار الحرية والمساواة والديمقراطية والنزاهة الإنسانية الأساسية التي يفتقر إليها ترامب، يدينون لهم بشكر كبير.