مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة يطالب مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات صارمة ضد التموضع العسكري الإيراني في سورية
الخلاف بين مركبات القائمة المشتركة آخذ بالاتساع في إثر تحركات عضو الكنيست منصور عباس ودعوته إلى تحسين العلاقات مع اليمين الإسرائيلي ومع نتنياهو
مقتل شاب فلسطيني من القدس الشرقية بحجة محاولة تنفيذ عملية دهس عند حاجز عسكري
نتنياهو يوعز بالنظر في احتمال إغلاق المعابر بين إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية في إثر ارتفاع عدد حالات الإصابة بكورونا في الضفة
مقالات وتحليلات
نشاط أردوغان الزاحف خارج تركيا والآن في لبنان يجب أن يثير قلق جهات عديدة في الشرق الأوسط
خمسة أهداف تسعى إدارة ترامب لتحقيقها قبل خروجها من البيت الأبيض
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 26/11/2020
سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة يطالب مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات صارمة ضد التموضع العسكري الإيراني في سورية

طالب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة غلعاد إردان مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات صارمة ضد التموضع العسكري الإيراني في سورية بعد عدة حوادث تم فيها زرع عبوات ناسفة على الجانب الإسرائيلي من منطقة الحدود من طرف جهات موالية لطهران.

وكان الجيش الإسرائيلي حمّل "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني مسؤولية زرع عبوات ناسفة في منطقة الحدود مع سورية يوم 17 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، وقام بشن هجمات في الأراضي السورية. وأوضح الجيش أنه تم زرع العبوات في الجانب السوري من السياج الأمني، وهي منطقة تقوم فيها القوات الإسرائيلية بدوريات منتظمة، وهو ما يشير إلى أنها كانت مُعدّة لاستهداف هذه القوات، وأكد أنها زُرعت بتوجيهات من "فيلق القدس".

ووجّه إردان الليلة قبل الماضية رسالة إلى رئيسة مجلس الأمن، وإلى السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريتش، قال فيها إن الحوادث الأخيرة تشكل انتهاكاً مباشراً لاتفاقية فك الاشتباك بين سورية وإسرائيل التي تم التوصل إليها سنة 1974 وأنهت حرب "يوم الغفران" [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973] وتم بموجبها إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود.

وقال إردان أنه تم تزويد نائب قائد قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك [أوندوف] في منطقة الحدود الإسرائيلية- السورية بتفصيلات وأدلة على محاولات الهجمات. وأشار إلى أن هذه الحوادث التي ينفذها وكلاء إيران في سورية تثبت مجدداً أن الأراضي السورية، بما في ذلك منطقة الفصل، تتعرض لانتهاكات من طرف عناصر معادية تحمل معها احتمال حدوث تصعيد خطر في المنطقة، وتشكل خطراً ليس على السكان الإسرائيليين فحسب، بل أيضاً على عناصر الأمم المتحدة.

ودعا إردان مجلس الأمن إلى شجب هذه الأعمال الخطرة والمتكررة، والمطالبة بالانسحاب الكامل لإيران ووكلائها من سورية، وإزالة البنى التحتية العسكرية الإيرانية من الأراضي السورية.

من ناحية أُخرى أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن 8 اشخاص غير سوريين ينتمون إلى الميليشيات الموالية لإيران وحزب الله قُتلوا في الغارتين الجويتين المنسوبتين إلى إسرائيل اللتين تعرضت لهما منطقتا القنيطرة وريف دمشق الجنوبي الليلة قبل الماضية. وأضاف المرصد أن الغارتين أدتا إلى تدمير مستودعات صواريخ وآليات في مركز عسكري تابع لعناصر المقاومة السورية لتحرير الجولان.

"هآرتس"، 26/11/2020
الخلاف بين مركبات القائمة المشتركة آخذ بالاتساع في إثر تحركات عضو الكنيست منصور عباس ودعوته إلى تحسين العلاقات مع اليمين الإسرائيلي ومع نتنياهو

بدا أمس (الأربعاء) أن الخلاف بين مركبات القائمة المشتركة آخذ بالاتساع في إثر تحركات عضو الكنيست منصور عباس زعيم "راعم" [القائمة العربية الموحدة] الذي دعا إلى تحسين العلاقات مع اليمين الإسرائيلي، ومع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

ويُنظر إلى عباس في الآونة الأخيرة على أنه يتمتع بعلاقات ودية مع نتنياهو وحزبه الليكود، وكان لمّح إلى إمكان دعم رئيس الحكومة في عمليات تصويت متعددة في المستقبل، بما في ذلك قانون يمنح نتنياهو الحصانة من الملاحقة القضائية في ثلاث قضايا فساد ضده، في حال اهتمام هذا الأخير في المقابل بمصالح الناخبين العرب. وحض عباس القائمة المشتركة على عدم الانحياز تلقائياً إلى اليسار على حساب اليمين.

وعلى الرغم من أن نتنياهو سعى للتقليل من أهمية العلاقات مع عباس، وقال في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في الأيام القليلة الماضية أنه لن يعتمد على القائمة المشتركة لأن أعضاءها مؤيدون للإرهاب، فإن عباس أصر على استراتيجيته الجديدة، وأدلى الليلة قبل الماضية بمقابلة غير مسبوقة لقناة التلفزة الإسرائيلية اليمينية 20 الموالية لنتنياهو، انتقد فيها القائمة المشتركة لفشلها في استخدام نفوذها البرلماني للتعاون مع الأحزاب الصهيونية وتأمين الأموال والإصلاحات اللازمة للمجتمع العربي في إسرائيل.

وقال عباس في سياق المقابلة: "إذا سارت القائمة المشتركة في المسار الذي أعرضه سيكون لديها فرصة للاستمرار في الوجود، وإذا كررت القائمة المشتركة نفس الأخطاء والمواقف التي لا تساعد المجتمع العربي تفقد مبرر وجودها."

وهاجم عضو الكنيست إمطانس شحادة، من حزب بلد [التجمع الوطني الديمقراطي]، تصريحات عباس هذه.

وكتب شحادة في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر" أمس: "لا عجب أن يختار عضو الكنيست منصور عباس بوق نتنياهو واليمين المتطرف [القناة 20] لإعلان قرب انسحابه من القائمة المشتركة. إنها طريقة أصلية لخدمة نتنياهو. إن عضو الكنيست عباس غير جدير بالقيادة."

كما هاجمت عضو الكنيست عايدة توما - سليمان، من حداش [الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة]، تصريحات عباس، وقالت: "أشعر بالحرج لأنه لا يزال هناك شخص يعتقد أن بإمكانه الحصول على شيء جيد من نتنياهو. لسنا بحاجة إلى إقناع اليمين الفاشي من أجل الحصول على حقوقنا. هذا أمر لا يغتفر."

"معاريف"، 26/11/2020
مقتل شاب فلسطيني من القدس الشرقية بحجة محاولة تنفيذ عملية دهس عند حاجز عسكري

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية إن جنود حرس الحدود قتلوا بالرصاص شاباً فلسطينياً من القدس الشرقية حاول دهس جندي بعد أن تم القبض عليه وهو يقدم أوراق هوية مزورة عند حاجز عسكري بعد ظهر أمس (الأربعاء).

وأضاف البيان أنه تم توقيف المشتبه به عند حاجز الزعيم في القدس الشرقية وطُلب منه أن يعرّف بنفسه، لكن بدا أن الأوراق التي قدمها للضباط تخص شخصاً آخر، وفي أثناء استجوابه قام بقيادة سيارته بسرعة في اتجاه أحد عناصر حرس الحدود وأصابه بجروح طفيفة.

وقالت مصادر فلسطينية إن الشاب القتيل هو نور جمال شقير (30 عاماً) من سكان بلدة سلوان في القدس الشرقية.

"يسرائيل هيوم"، 26/11/2020
نتنياهو يوعز بالنظر في احتمال إغلاق المعابر بين إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية في إثر ارتفاع عدد حالات الإصابة بكورونا في الضفة

أوعز رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الأربعاء) إلى الجهات المعنية بالنظر في احتمال إغلاق المعابر بين إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية في إثر ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في هذه المناطق.

وأعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة أمس تسجيل 3 حالات وفاة و1107 حالات إصابة جديدة بالفيروس في الضفة الغربية خلال الساعات الـ24 الماضية.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 26/11/2020
نشاط أردوغان الزاحف خارج تركيا والآن في لبنان يجب أن يثير قلق جهات عديدة في الشرق الأوسط
يتسحاق ليفانون - دبلوماسي إسرائيلي سابق
  • لا يكف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مدّ أيادي الأخطبوط التركي إلى شتى أنحاء الكون من أجل تحقيق غايته، وهي تحوّل تركيا إلى دولة إقليمية عظمى يكون هو سلطانها حامل لقب "الباب العالي" كما كانت عليه الحال إبان حكم السلاطين العثمانيين الذين اتخذوا من إسطنبول مقراً لعروشهم.
  • حتى سنة 1974 كان لتركيا وجود عسكري خارج حدودها في شمال قبرص فقط، عندما انفصل القسم التركي بالقوة من سائر مناطق هذه الجزيرة. لكن منذ تولي أردوغان زمام الحكم تغيرت الصورة وبات الوجود العسكري التركي في عدة أماكن مثيراً للانتباه، وفي الوقت عينه مثيراً للقلق.
  • وحالياً يوجد لتركيا وجود عسكري أو مدني في كل من العراق، وسورية، وليبيا، والصومال، وأذربيجان، وأفغانستان، وألبانيا، والبوسنة، وكوسوفو. وكان لها وجود في السودان، غير أن السودانيين تراجعوا وألغوا الإذن لها بمثل هذا الوجود. ويُعد هذا انتشاراً يمكن أن تتباهى به أي دولة إمبريالية أو كولونيالية.
  • ويمكن القول إن آخر "رصيد" لأردوغان في هذا الشأن هو في لبنان. ووفقاً لما تقوله جانا جبور، وهي خبيرة في الشؤون التركية في جامعة القديس يوسف في بيروت، فمن أجل أن يحقق أردوغان تطلعه إلى الهيمنة الإقليمية يستخدم لبنان في إطار الدبلوماسية الإنسانية. وتقوم بأداء هذا الدور الوكالة التركية tika بالتعاون مع الصليب الأحمر التركي. وتتركز تركيا في طرابلس في شمال لبنان وفي صيدا في جنوبه. وينطلق النشاط التركي من بلدة صغيرة بالقرب من منطقة الحدود السورية يقطنها سُنّة انتموا ذات مرة إلى الإمبراطورية العثمانية، ولديهم حنين إلى دولتهم الأم. وتحظى تركيا بتأييد كبير في هذه البلدة، ويعبّر سكانها عن تأييدهم هذا في مناسبتين مهمتين لهم: يوم الاستقلال التركي، ويوم إحباط الانقلاب ضد أردوغان.
  • من المعروف أن السعودية قامت بتقليص تدخّلها في لبنان تعبيراً عن غضبها على سعد الحريري وتعامله المتسامح مع حزب الله. ويستغل أردوغان هذا من أجل أن يحل محلها. وهو يصعّد غزله للحريري، المكلف تأليف الحكومة اللبنانية المقبلة.
  • ومن المفترض أن يكمل أردوغان إقامة مستشفى بتمويل تركي في صيدا، بينما يدفع قدماً بمشاريع جماهيرية في طرابلس تحت شعار: "نفعل ذلك مجاناً باسم الأخوة". كما يتم إرسال شبان لبنانيين للدراسة مجاناً في تركيا ويحصل عدد منهم على الجنسية التركية. وثمة طابور طويل من المواطنين الذين يئسوا من أوضاع بلدهم ويطالبون بالهجرة إلى جارتهم في الشمال يصطف أمام باب السفارة التركية في بيروت. وتتجاوب تركيا مع طلباتهم بسخاء كبير. وفقط في سنة 2019 صودق على 10.000 طلب هجرة.
  • ويمكن القول إن هذا النشاط التركي الزاحف والواثق في لبنان يثير على نحو خاص الطائفة الأرمنية التي تقيم بلبنان منذ إبادة الشعب الأرمني بأيادي الأتراك في القرن الفائت. ونظراً إلى كون هذه الطائفة ذات نفوذ في البرلمان اللبناني فهي تبذل كل ما في وسعها لكبح مطامع تركيا في لبنان. في الوقت عينه لا يحظى هذا النشاط التركي برضى كل من السعودية، وفرنسا، وإيران. والانطباع السائد هو أن أردوغان مستمر في محاولة بسط هيمنته.
  • وفي إسرائيل يشعر المسؤولون بهذا الزحف التركي في القدس الشرقية. ولا شك في أن هذا الانتشار الذي نجح أردوغان في تحقيقه يجب أن يقلق كل شخص في الشرق الأوسط. إن تأييد أردوغان لأيديولوجيا الإخوان المسلمين، وطريقة العمل التي يتبعها، والقائمة على فرض وقائع على الأرض، وتجاهُل الأطراف الأُخرى يجعل الوجود التركي في المناطق المذكورة أعلاه، والآن في لبنان، مثيراً للقلق الملموس الذي يجب إبداء الرأي حياله.

 

"يديعوت أحرونوت"، 23/11/2020
خمسة أهداف تسعى إدارة ترامب لتحقيقها قبل خروجها من البيت الأبيض
رون بن يشاي - محلل عسكري
  • غروب إدارة دونالد ترامب والفوضى السياسية في الولايات المتحدة هما اللذان يديران الشرق الأوسط حالياً، ويبدو أن هذا سيستمر أيضاً بعد مغادرة ترامب البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير 2021. معظم اللاعبين الإقليميين الكبار، والولايات المتحدة ذاتها، يستغلون الوضع في واشنطن للدفع قدماً بمصالحهم الاستراتيجية، وتحسين مواقفهم إزاء إدارة جو بايدن، وأيضاً لتقليص مخاطر تبدُّل الحرس في البيت الأبيض.
  • اللاعب الرئيسي الذي يعمل حالياً بصورة مكثفة هو إدارة ترامب. الرئيس المنتهية ولايته ووزير الخارجية مايك بومبيو يحاولان تحقيق خمسة أهداف أساسية حتى نهاية الولاية. الأول، استخدام كل الطرق الممكنة كي يكون من الصعب على بايدن وطاقمه رفع العقوبات عن إيران والعودة إلى الاتفاق النووي. لهذا فرضت إدارة ترامب في الأيام الأخيرة المزيد من العقوبات على شركات ومؤسسات وشخصيات إيرانية لها ضلع في نشاط إيران التآمري، وفي تطوير وإنتاج صواريخ باليستية لطهران.
  • في إمكان بايدن إلغاء العقوبات المفروضة على إيران بسبب نشاطها النووي من خلال التوقيع على أوامر رئاسية، وإعلان العودة إلى الاتفاق النووي العائد إلى سنة 2015، والذي انسحب منه ترامب. لكن في كل ما يتعلق بنشاط إيران لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وتحدّي الولايات المتحدة، يحتاج بايدن إلى موافقة مجلسيْ النواب والشيوخ. ليس أكيداً أنه سيكون لبايدن سيطرة أيضاً على مجلس الشيوخ الأميركي، الذي يسيطر عليه حالياً الجمهوريون. لذلك لا يستطيع بايدن إبطال العقوبات التي يفرضها ترامب الآن.
  • الهدف الثاني للإدارة المنتهية ولايتها هو ردع الإيرانيين عن زيادة وتيرة تخصيب اليورانيوم وتطوير أجهزة الطرد المركزي الجديدة التي تخصّب اليورانيوم أسرع بثماني مرات من أجهزة الطرد القديمة. وتتخوف أوساط استخباراتية في الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا من أن إيران على وشك القيام بخطوة استفزازية تدفع بها قدماً بصورة واضحة نحو إنتاج سلاح نووي في الفترة المتبقية حتى تنصيب بايدن، من أجل وضع الرئيس الجديد أمام أمر واقع، والضغط عليه للاستجابة إلى مطالبها، ورفع العقوبات عنها.
  • في الزيارة الأخيرة إلى القدس قال بومبيو لمحاوريه الإسرائيليين إن الولايات المتحدة مصرّة على منع حدوث مثل هذه الخطوة. هذا هو أيضاً سبب تسريب واشنطن إلى وسائل الإعلام العالمية أن ترامب فحص إمكان مهاجمة منشأة نووية في إيران في أعقاب تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية الذي نُشر قبل أسبوعين، وجاء فيه أن طهران تواصل خرق شروط الاتفاق النووي. مسرّبو الرواية قالوا للمراسلين إن مستشاري الرئيس كبحوه بصعوبة كبيرة ومنعوه من قصف منشأة تخصيب اليوارنيوم في نتانز.
  • كانت هذه خطوة ردع تستهدف الوعي، وقد أحدثت وقعاً كبيراً في طهران. آيات الله والمرشد الأعلى علي خامنئي تعاملوا مع التهديد بجدية كبيرة، وأرسلوا كبار المسؤولين في الجيش والحرس الثوري، بهلع، إلى العراق للتحاور مع نظرائهم العراقيين وإقناعهم بمنع الولايات المتحدة من مهاجمة إيران من الأراضي العراقية. الافتراض الإيراني أن الأميركيين يستطيعون مهاجمة إيران فوراً، في الأساس من قواعدهم في العراق، وفي دول الخليج السنية الأُخرى. لا تملك إيران أي تأثير في دول الخليج المعادية لها، وعلى رأسها السعودية ، لكنها تستطيع التاثير في حكومة العراق الشيعية، وهذا ما حدث.
  • الهدف الثالث لإدارة ترامب هو منع إيران من تحقيق إنجازات في العراق. تتطلع طهران إلى طرد الأميركيين من العراق لأن طهران تعتبر وجود قوات برية وجوية أميركية على الحدود مع إيران الخطر رقم واحد بالنسبة إلى نظام آيات الله.
  • يمارس النظام الإيراني ضغطاً كبيراً على الحكومة العراقية، وفي المقابل يعمل ضد القوات الأميركية بواسطة الميليشيات الشيعية التي تمولها إيران وتحصل على توجيهات من فيلق القدس والحرس الثوري. هذه الميليشيات أطلقت مؤخراً صواريخ على القواعد الأميركية القليلة التي بقيت في العراق. في الأسبوع الماضي أعلن ترامب أنه ينوي تقليص عدد الجنود المنتشرين في العراق بـ500. وهذا يعطي الإيرانيين أملاً بأنهم قادرون على تحقيق هدفهم الاستراتيجي في الأسابيع المقبلة من خلال الضغط على الحكومة العراقية.
  • الهدف الرابع لإدارة ترامب هو بلورة وتسليح محور مُعادٍ لإيران في منطقة الخليج الفارسي، الذي أصبحت إسرائيل حالياً جزءاً منه. الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى السعودية واجتماعه ببومبيو وبولي العهد السعودي محمد بن سلمان هما جزء من هذا الجهد.
  • الهدف الخامس لإدارة ترامب مرتبط بالهدف الرابع، وهو منح إسرائيل تقديمات في اللحظة الأخيرة بصورة تخدم ترامب وطاقمه وسط جمهور الناخبين الإنجيليين في الولايات المتحدة، في حال قرر ترامب أو بومبيو خوض المعركة الرئاسية في سنة 2024.
  • إعلان بومبيو في القدس أن الإدارة الأميركية قررت اعتبار حركة الـBDS منظمة مُعادية للسامية، كذلك أيضاً الاجتماع في السعودية، هدفهما خدمة هذا الهدف. لكن الهدف الذي لا يقل أهمية لهاتين الخطوتين هو تقديم مساعدة في اللحظة الأخيرة لنتنياهو في انتخابات ستجري في إسرائيل، على ما يبدو بعد بضعة أشهر.
  • من الممكن الافتراض، بمعقولية كبيرة جداً، أن اللقاء في نيوم لم يؤد إلى تطبيع أو اتفاق بين السعودية وإسرائيل. ربما محمد بن سلمان معني بذلك، لكن الملك المُسن سلمان بن عبد العزيز يعارض ذلك. فهو مصرّ على ضرورة حل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني قبل أن تطبّع السعودية علاقتها رسمياً مع إسرائيل. هذا هو أيضاً سبب عدم إجراء اللقاء الثلاثي في العاصمة السعودية الرياض، بل في مدينة نيوم على البحر الأحمر. لقاء لا يمكن اعتباره خطوة رسمية للاعتراف بإسرائيل، لكن الزيارة "السرية" المسرَّبة تخدم جيداً، سواء صورة نتنياهو أو صورة بن سلمان.
  • من الممكن الافتراض أن هذا اللقاء بحث أيضاً في الوسائل المحتملة التي ستتخذها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الشرق الأوسط إذا حاولت إيران استغلال الفوضى في الولايات المتحدة من أجل تخصيب اليورانيوم إلى درجات مرتفعة قريبة من تلك المطلوبة لسلاح نووي. الولايات المتحدة التي تتخوف من ذلك قامت بخطوة إضافية لردع إيران عندما أرسلت القاذفة B52 برحلة مباشرة حلقت فوق إسرائيل والأردن والسعودية إلى القاعدة الأميركية الكبيرة في قطر. هذه القاذفة هي واحدة من الطائرات القليلة القادرة على حمل قنابل ضد التحصينات تحت الأرض، تبلغ زنتها 16 طناً، وقادرة أيضاً على تدمير منشأة نووية مخبأة تحت الأرض في نتانز، وفي فوردو.
  • هذا التلميح أيضاً التقطته طهران جيداً. من المعقول الافتراض أن نتنياهو وبن سلمان سمعا من بومبيو عن الوسائل التي ينوي ترامب بواسطتها جعل رفع العقوبات عن إيران صعباً على بايدن. حقيقة أن نتنياهو لم يصطحب معه إلى الاجتماع وزير الدفاع بني غانتس، ورئيس الأركان أفيف كوخافي، ورئيس الاستخبارات العسكرية تامير هايمن، واكتفى برئيس الموساد يوسي كوهين، يدل على أن المجتمعين بحثوا في موضوعات سياسية، وليس في خطة مشتركة للهجوم على إيران.
  • لكن حقيقة عدم تشاوُر نتنياهو مع كبار وزراء حكومته، ومع الجهاز المسؤول عن شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، تثبت مرة أُخرى أن نتيناهو قرر اتخاذ القرارات وحده، وبالاستناد إلى اعتبارات تنحصر فيه فقط أيضاً في موضوعات حساسة تتعلق بالأمن القومي لإسرائيل. وهذا ليس طبيعياً، بل يمكن أن يكون خطِراً.