مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
"سانا": الجيش الإسرائيلي قام بشن هجوم جوي على مواقع جنوبي القنيطرة وفي ريف دمشق
نتنياهو يعلن نيته القيام بزيارة إلى البحرين قريباً
مقتل طيار ومتدرب في حادثة تحطم طائرة عسكرية إسرائيلية
رئيسة المحكمة الإسرائيلية العليا تنتقد بشدة عدم قيام الكنيست بالمصادقة على مشروع الميزانية العامة للدولة للسنة المقبلة
مصادر في الليكود و"أزرق أبيض": إسرائيل في طريقها إلى الانتخابات
المحكمة تقرر إرجاء مرحلة الإثباتات في ملفات الفساد المتهم بها نتنياهو إلى شباط/فبراير 2021
مقالات وتحليلات
نتنياهو يتجاهل قواعد اللعبة المعتمدة مع المؤسسة الأمنية لأغراض سياسية
السعوديون لم ينضجوا لإقامة علاقات مع إسرائيل
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Ynet، 25/11/2020
"سانا": الجيش الإسرائيلي قام بشن هجوم جوي على مواقع جنوبي القنيطرة وفي ريف دمشق

قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن الجيش الإسرائيلي قام الليلة الماضية بشن هجوم جوي على مواقع بالقرب من قرية رويحينة جنوبي القنيطرة، وفي محيط جبل المانع في ريف دمشق.

ونقلت "سانا" عن مصدر في الجيش السوري قوله إن الهجوم الجوي الإسرائيلي نُفّذ من ناحية منطقة الجولان السوري المحتلة، وإن الأضرار اقتصرت على الماديات.

وكان الجيش الإسرائيلي شن الأسبوع الفائت غارات على عدة مواقع تابعة لـ"فيلق القدس" الإيراني والجيش السوري في الأراضي السورية، رداً على زرع عبوات ناسفة بالقرب من منطقة الحدود في هضبة الجولان.

ونشر الجيش الإسرائيلي شريط فيديو يوثق تلك الغارات ويشمل صور انفجارات قوية يظهر بعدها دخان كثيف.

وفي وقت لاحق ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن الوحدة الإيرانية 840 التابعة لـ"فيلق القدس" هي المسؤولة عن زرع العبوات الناسفة في منطقة الحدود مع سورية. وأضاف البيان أنه في آب/أغسطس الفائت رصدت قوات الجيش الإسرائيلي خلية قامت بزرع عبوات ناسفة بالقرب من السياج الحدودي بإيعاز من إيران، وفي الأمس تم الكشف عن حقل من العبوات الناسفة تمكنت قوات الجيش من تحييدها. 

وأشار البيان إلى أن الوحدة 840 الإيرانية وحدة عملانية تعمل سراً نسبياً وتأخذ على عاتقها تخطيط وإنشاء بنى تحتية إرهابية خارج إيران موجهة ضد أهداف غربية ومعارضة. 

"معاريف"، 25/11/2020
نتنياهو يعلن نيته القيام بزيارة إلى البحرين قريباً

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أنه ينوي قريباً القيام بزيارة رسمية إلى البحرين.

وجاءت أقوال نتنياهو هذه في سياق شريط فيديو نشره في صفحته الخاصة على موقع "فايسبوك" أمس (الثلاثاء)، معلناً أنه أجرى مكالمة هاتفية مع ولي العهد البحريني سلمان بن حمد آل خليفة ناقش الاثنان خلالها تقوية العلاقات بين البلدين.

وأضاف نتنياهو أن المحادثة بينهما كانت ودية جداً، وقال: "كلانا تأثرنا من حقيقة أننا قادران على جلب ثمار السلام إلى شعبينا ودولتينا في فترة قصيرة جداً. ولذلك دعاني إلى القيام بزيارة رسمية إلى البحرين، وقريباً سأفعل ذلك." 

وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس أنه من المتوقع أن يقوم وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي ["أزرق أبيض"] بزيارة إلى البحرين يوم 4 كانون الأول/ديسمبر المقبل، وأشارت إلى أن نتنياهو يريد زيارة البحرين قبل أشكنازي حتى يكون أول مسؤول إسرائيلي يزور المملكة. 

من ناحية أُخرى وقّع المدير العام لوزارة الصحة الإسرائيلية حيزي ليفي أمس قراراً يُدخل البحرين إلى قائمة الدول الخضراء، وبموجبه لا يتم إجبار العائدين منها على الدخول إلى الحجر الصحي. وجرى توقيع القرار بهدوء، ونُشرت نسخة منه في السجلات الرسمية من دون إخطار وسائل الإعلام والجمهور العريض بذلك من خلال نشر بيان رسمي. ويشمل القرار السعودية أيضاً التي قالت تقارير إعلامية إن نتنياهو قام بزيارة سرية إليها يوم الأحد الفائت.

"معاريف"، 25/11/2020
مقتل طيار ومتدرب في حادثة تحطم طائرة عسكرية إسرائيلية

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن طياراً في سلاح الجو وجندياً متدرباً في دورة الطيارين لقيا مصرعهما جرّاء تحطم طائرة تدريب عسكرية من طراز "سنونيت" في النقب [جنوب إسرائيل] أمس (الثلاثاء).

وأضاف البيان أن المدرب ضابط احتياط خدم في السابق في سرب طائرات "إف-16" والمتدرب كان في الشهر الرابع من دورة تدريبية للطيارين. وأشار إلى أن هذا هو أول حادث مميت منذ سنة 2008، عندما قُتل مدرب ومتدرب على متن طائرة تدريب من طراز مختلف.

وأوضح البيان أن الطائرة أقلعت من قاعدة سلاح الجو في "حتسريم" في النقب وتحطمت في منطقة مفتوحة بالقرب من مستوطنة "مشمار هنيغف".

وقال مصدر رفيع المستوى في سلاح الجو الإسرائيلي إن سلطات الجيش شرعت في التحقيق في ظروف الحادث، ولم يُعرف بعد ما إذا كان سبب التحطم يعود إلى عطل فني أو إلى خطأ بشري، وأشار إلى أنه لم يكن هناك أي شيء استثنائي في الاتصال بين الطائرة وبرج المراقبة، كما أن الأحوال الجوية كانت جيدة.

وأوضح المصدر نفسه أن قائد سلاح الجو اللواء عميكام نوركين أمر بوقف كافة طلعات التدريب وقام بتشكيل طاقم تحقيق لتقصّي وقائع الحادث.

وأكد المصدر أيضاً أنه من المتوقع أن تشارك شركة "إلبيت" التي تقوم بصيانة هذه الطائرات في هذا التحقيق.

 

"يديعوت أحرونوت"، 25/11/2020
رئيسة المحكمة الإسرائيلية العليا تنتقد بشدة عدم قيام الكنيست بالمصادقة على مشروع الميزانية العامة للدولة للسنة المقبلة

انتقدت رئيسة المحكمة الإسرائيلية العليا القاضية إستير حيوت بشدة عدم قيام الكنيست بالمصادقة على مشروع الميزانية العامة للدولة للسنة المقبلة.

وجاء انتقاد حيوت هذا خلال قيام المحكمة العليا أمس (الثلاثاء) ببحث طلب التماس بهذا الشأن قدمته إليها الحركة من أجل نزاهة الحكم. وأكدت حيوت أن التأخر في إقرار الميزانية يشكل انتهاكاً لقانون الأساس المعني. وبدوره أكد القاضي نيل هِنْدِل أنه لا يوجد أي مبرر لعدم إقرار الميزانية قبل انتهاء السنة الحالية، وهو ما يعني افتتاح السنة المقبلة من دون ميزانية.

وطلبت المحكمة من ممثلة الدولة أن تُقدّم مبررات جديدة لسياسة الحكومة في هذا الشأن بعد أن أكدت أنها غير راضية عن تلك التي عُرضت خلال الجلسة.

وكانت المحكمة العليا أمهلت الدولة قبل نحو أسبوعين مدة 21 يوماً لشرح لماذا لا يجب إلغاء اتفاق التناوب على رئاسة الحكومة بين بنيامين نتنياهو وبني غانتس كما طالبت عدة طلبات التماس قُدمت إليها.

 

"يديعوت أحرونوت"، 25/11/2020
مصادر في الليكود و"أزرق أبيض": إسرائيل في طريقها إلى الانتخابات

أفادت مصادر إسرائيلية مطلعة أن مشادة كلامية حادة اندلعت الليلة قبل الماضية بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس الحكومة البديل ووزير الدفاع بني غانتس خلال الاجتماع الذي عقده المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون كورونا.

وتطرّق نائب وزير الصحة يوآف كيش [الليكود] الذي شارك في هذا الاجتماع إلى الأجواء التي سادته، فقال في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية 12 أمس (الثلاثاء)، أنه يُقدّر أن يتم حل الكنيست الشهر المقبل.

وانتقد كيش قرار غانتس إقامة لجنة تحقيق لتقصّي الوقائع المرتبطة بقضية امتلاك إسرائيل غواصات من شركة ألمانية، وأكد أنه قرار لا لزوم له، لكنه على ما يبدو يسير جنباً إلى جنب مع قرار غانتس الذهاب إلى انتخابات. 

وأثارت قضية إعلان غانتس إقامة لجنة لتقصّي الوقائع في قضية الغواصات التوتر في الائتلاف الحكومي، إذ يعارض الليكود إقامة اللجنة. وشن نتنياهو هجوماً على غانتس واتهمه باستخدام الجيش الإسرائيلي كأداة للمنافسة السياسية.

في سياق متصل، أفادت قناة التلفزة "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] أمس أن حزب "أزرق أبيض" يدرس تقديم مشروع قانون لحل الكنيست الأسبوع المقبل حتى يكون هو مَن يقوم بالعملية، وعدم السماح لحزب "يوجد مستقبل" بأخذ زمام المبادرة. وكان رئيس "يوجد مستقبل عضو الكنيست يائير لبيد أعلن أول أمس (الاثنين) أنه سيقوم بتقديم مشروع قانون لحل الكنيست يوم الأربعاء المقبل، وأكد أنه هذه المرة لن يتراجع عن القرار. 

وأضافت قناة التلفزة نفسها أن "أزرق أبيض" لم يحسم قراره بعد، وأشارت إلى أن غانتس قال خلال محادثة مع رؤساء فروع للحزب أنه لا يعتقد أن أداء الحكومة سيتغير، ولذا فإن إسرائيل في طريقها إلى الانتخابات. ونقلت القناة عن مقربين من غانتس قولهم أنه بعد المشادة بينه وبين نتنياهو خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغّر انتهت القصة عملياً، ولا توجد أي طريقة لمنع الانتخابات. 

"معاريف"، 25/11/2020
المحكمة تقرر إرجاء مرحلة الإثباتات في ملفات الفساد المتهم بها نتنياهو إلى شباط/فبراير 2021

قررت المحكمة المركزية في القدس مساء أمس (الثلاثاء) إرجاء مرحلة الإثباتات في ملفات الفساد المتهم بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من كانون الثاني/يناير 2021 حتى شباط/فبراير من السنة نفسها.

وجاء قرار المحكمة هذا تلبية لطلب محامي الدفاع عن نتنياهو بحجة ملاءمة الترتيبات في المحكمة للتعليمات الصحية المتعلقة بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا.

وكانت المحكمة حددت جدولاً زمنياً لمحاكمة نتنياهو وقررت بدء مرحلة الإثباتات في كانون الثاني/يناير المقبل بوتيرة 3 جلسات أسبوعية.

وكان من المفترض أن يقدم نتنياهو رده على لوائح الاتهام حتى يوم 29 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، ومع ذلك طلب محامو الدفاع عنه تعديل ما وصفوه بأنه عيوب جوهرية في صوغ لوائح الاتهام. وأشيرَ في الطلب إلى أن أبرز هذه العيوب أن لائحة الاتهام تتعامل مع نتنياهو ومع أفراد عائلته بأنهم شخص واحد خلافاً للقاعدة التي بموجبها يجب أن يتم التعامل مع كل متهم على حِدة. وقال المحامون إن النيابة الإسرائيلية العامة نسبت إلى رئيس الحكومة أفعالاً أشارت هي بنفسها إلى أنها ارتُكبت بواسطة زوجته وابنه.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 25/11/2020
نتنياهو يتجاهل قواعد اللعبة المعتمدة مع المؤسسة الأمنية لأغراض سياسية
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • الزيارة المفاجئة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى السعودية في مطلع هذا الأسبوع تدحرجت في هذه الأثناء إلى قضية أُخرى - منع مكتب رئيس الحكومة السكرتير العسكري العميد آفي بلوط من تبليغ قادته في الجيش الإسرائيلي خبر الزيارة في الوقت الحقيقي. يواصل نتنياهو تسجيل إنجازات سياسية لنفسه، لكن في طريقه إلى جمعها يتجاهل معظم قواعد اللعبة المعتمدة مع المؤسسة الأمنية. رئيس الحكومة يتصرف طوال الفترة الأخيرة كمن يؤمن في قرارة نفسه بعبارة "الدولة هي أنا".
  • الاجتماع في المدينة المستقبلية السعودية نيوم مع ولي العهد محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هو استمرار لثلاثة اجتماعات سرية جرت بين هذه الأطراف، الغرض منها تحصين الحلف المعادي لإيران في المنطقة، الذي تعزز خلال ولاية إدارة ترامب. لكن وراء نشر الخبر في وسائل الإعلام الإسرائيلية كان هناك كما يبدو اعتبارات سياسية داخلية. لذلك لم يكن يُطلب من الرقابة منع النشر كما هو معتمد في مثل هذه الحالات. بالإضافة إلى ذلك، أحد مستشاري نتنياهو نشر تغريدة، عدّلها بسرعة، لكنها كانت كافية لجذب انتباه وسائل الإعلام الإسرائيلية.
  • أراد نتنياهو، من خلال نشر خبر الاجتماع، تحقيق 3 أهداف: أن يحصّن صورته كشخصية سياسية عليا قادرة على مراكمة خطوات سرية ومفاجئة مع الأميركيين والسعوديين؛ وعلى أن يحرج مجدداً شركاءه في الحكومة من حزب أزرق أبيض، الذين علموا هذه المرة بالرحلة السرية من الصحف؛ وأن يغيّر بسرعة جدول الأعمال الإعلامي اليومي كي يزيل من العناوين الأولى للصحف خبر لجنة التحقيق في قضية الغواصات والسفن، والتي عيّنها وزير الدفاع بني غانتس. لكن من أجل إحراج أزرق أبيض، من الضروري المحافظة على الإقصاء. وكما أخفى نتنياهو اتفاقات التطبيع مع الإمارات والبحرين عن غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي، أخفى عنهما هذا الأسبوع رحلته إلى السعودية. وكي لا يعرف وزير الدفاع، يجب إقصاء رئيس الأركان أيضاً أفيف كوخافي.
  • مَن وقع رغماً عنه في قلب القضية هو السكرتير العسكري بلوط. هذه ليست أول مرة يرمي فيها نتنياهو به في سلة المهملات، هو أو غيره عندما تدعو الحاجة إلى ذلك. قبل عامين سرّب مكتب رئيس الحكومة خبراً ضد بلوط، الذي اتُّهم بأنه لم يبلغ الجيش الإسرائيلي بموعد الإعلان عن وقف إخلاء منازل في عمونة. وفي سنة 2009 حرص المستشار الإعلامي لنتنياهو نير حيفتس (هو اليوم شاهد للدولة ضده) على إحراج السكرتير العسكري آنذاك اللواء مئير كليفي، بالكذب على وسائل الإعلام لإخفاء زيارة سرية قام بها رئيس الحكومة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
  • نتنياهو وصل حالياً إلى مرحلة غدت كل الوسائل مسموحة في صراعه من أجل البقاء. لكن الأهم من المسّ بسكرتيره العسكري كان المسّ برئيس الأركان. في القيادة الأمنية كان كوخافي الوحيد الذي لم يعلم. وسائل الإعلام تحدثت عن مشاركة رئيس الموساد يوسي كوهين ومستشار الأمن القومي مئير بن شبات في القمة. وكما يبدو، ربما كان رئيس الشاباك، نداف أرغمان (التابع لنتنياهو وليس لغانتس) على علم بالزيارة من خلية الحراسة التي رافقت الرحلة.
  • في الجيش يحاولون أن يتذكروا وجود سابقة مشابهة من هذا النوع. اللواء في الاحتياط داني ياتوم الذي كان سكرتيراً عسكرياً ليتسحاق رابين وشمعون بيرس، ادعى أنه في أثناء خدمته في وظيفته في ذروة عملية أوسلو حدث العديد من الزيارات من دون تبليغ رؤساء الأركان بالمستجدات. لكن في السنوات الأخيرة تحديداً نشأ انطباع في الجيش بأن مكتب رئيس الحكومة يبلّغ المستجدات بصورة خفية من دون خوف من التسريب. ما تغيّر هو طبيعة العلاقات: نتنياهو لم يكن يتحمل أيضاً وزيريه السابقين للدفاع أفيغدور ليبرمان ونفتالي بينت، لكن العلاقات مع غانتس أسوأ وأكثر توتراً، وبالتأكيد مع احتمال إعلان انتخابات رابعة خلال عامين.
  • بالاستناد إلى أشخاص كانوا على اطّلاع على هذه الأمور في الماضي، تتطلب رحلة كهذه في ظل إجراء عادي استعدادات سرية، لكنْ منظمة، للدولة وللجيش: مثل تعيين قائم بأعمال رئيس الحكومة، تحديد إجراءات الاتصال بالوفد المرافق، تحديث مسبق لسلاح الجو في حال الحاجة إلى مهمة إنقاذ (ماذا كان سيحدث مثلاً لو اضطرت الطائرة إلى الهبوط في الصحراء السعودية؟). أي شيء من هذا لم يحدث هذه المرة، بسبب الرغبة في إقصاء وإحراج غانتس وزعماء أزرق أبيض (كأنهم لا يقومون بعمل جيد بما يكفي بأنفسهم).
  • في ظروف عادية، يمكن أن ننتظر من رئيس الأركان أن يحتج أمام رئيس الحكومة. لكنها ليست ظروفاً عادية. تثبت الحادثة الأخيرة فقط ما ادّعاه خصوم نتنياهو طوال الوقت: مهما كنت خبيراً وماهراً لا يمكن الاستمرار في إدارة دولة معقدة مثل إسرائيل والمحافظة على الموضوعية ورباطة الجأش عندما تكون محالاً على المحاكمة في ثلاث تهم خطِرة، ولا تزال توظف جزءاً كبيراً من وقتك في محاولات العثور على حيلة سياسية تنقذك من مصيرك.

 

"يديعوت أحرونوت"، 24/11/2020
السعوديون لم ينضجوا لإقامة علاقات مع إسرائيل
شميرت مئير - محللة سياسية
  • اسم المدينة السعودية نيوم – NEOM - التي التقى فيها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وولي العهد محمد بن سلمان، مؤلف من كلمة NEO، أي جديد باللغة اليونانية، والحرف الأول من كلمة "مستقبل" بالعربية. "مستقبل جديد". هذه المدينة من المفترض أن تكون إرث ولي العهد، الذي لا يهدأ، للأجيال - مدينة ذكية، خضراء، وُلدت باستثمارات ضخمة بمئات مليارات الدولارات، يجتمع فيها الشرق مع الغرب، وقبائل بدوية مع التكنولوجيا المتطورة، مدينة ستكون وطناً لمجتمع، متعدد الثقافات والأديان، سيكون فيها قمر اصطناعي، ومسيّرات بدلاً من سيارات التاكسي، وخدمات تنظيف يقوم بها أشخاص آليون.
  • ظاهرياً، ليس هناك أكثر ملاءمة من نيوم لاستضافة تعاون علني بين أهم بلدين في المنطقة: إسرائيل والسعودية، ولبضع ساعات بدت كأنها هي أيضاً تنتظرنا في حال سئم الإسرائيليون من أبو ظبي ودبي الممتلئتين فعلاً بهم.
  • لكن كما جرى في مرات غير قليلة مؤخراً، الشطرنج الإقليمي يتداخل مع شيش – بيش [طاولة الزهر] الحياة السياسية في إسرائيل، الموجودة على حافة معركة انتخابية. لقد سُرّبت الرحلة إلى السعودية لتحويل الحديث عن لجنة فحص شراء الغواصات التي شُكّلت، وفي المناسبة عينها، لإحراج وزير الدفاع بني غانتس.
  • المشكلة الوحيدة كانت أن نتنياهو نسي أخذ الإذن من السعوديين. في الرياض سكتوا محرَجين نصف يوم، ونجحوا في فرض التجاهل المطلق على كل وسائل الإعلام التابع لهم - إلى أن كذّب وزير الخارجية السعودية في النهاية حدوث الاجتماع.
  • بالنسبة إلى الفلسطينيين الذين سئموا من الغضب، كان التكذيب كافياً. ليس جديداً على أحد أن إسرائيل والسعودية تقيمان علاقات على مستوى عالٍ جداً. الفلسطينيون يدركون أن للدولتين مصالح. وما دام هناك محافظة على السرية، في استطاعتهم استيعاب ذلك. ما يزعجهم هو الكلام العلني عن السلام والأخوّة بين إسرائيل والعرب، والذي يعتبرونه سكيناً في الظهر. التكذيب السعودي استُقبل بارتياح في رام الله. كلهم فرحوا بالتظاهر أنهم لم يروا سجلات رحلة نتنياهو.
  • في حقيقة الأمر التنسيق في مواجهة إدارة الرئيس الأميركي المقبل جو بايدن ضروري للسعودية أكثر مما هو بالنسبة إلينا، لأنها ستكون في موقف حساس جداً في واشنطن الجديدة. تعيين جو بايدن أنتوني بلينكن وزيراً للخارجية، وجاك سلفيان مستشاراً للأمن القومي، هما تلميح إلى أن ما حصل عليه ابن سلمان من باب المجاملة من جاريد كوشنير ودونالد ترامب، قد انتهى.
  • لا يؤذي السعوديين الوصول إلى حفل تنصيب الرئيس الجديد لا وهم مختبئون وراء المكانة التي لا تزال لإسرائيل في واشنطن، لموازنة صورتهم الإشكالية في مسائل حقوق الإنسان.
  • مع ذلك، فإننا عرفنا في الأمس أن السعوديين لا يزالون غير مستعدين حتى لالتقاط صورة مشتركة. ومع كل الاحترام للإمارات، السعودية حامية الأماكن المقدسة في الإسلام، هي الأمر الأساسي، وهذه خطوة تاريخية على ما يبدو ستتطلب المزيد من الوقت.
  • المشكلة ليست مع العرب، والمشكلة هي نحن. الانتقال البسيكولوجي من عهد ترامب وعودة إدارة ديمقراطية تنوي السعي مجدداً لعلاقة دبلوماسية مع إيران، هو أمر معقد جداً. إذن ماذا يفعل الإسرائيليون؟ يضيفون عليها ألعاب قوة لا تنتهي بين رئيس الحكومة ووزيريْ الدفاع والخارجية، وفقدان الاهتمام بسبب معركة انتخابية إضافية، تحديداً في أشهر حاسمة تتبلور فيها إدارة أميركية جديدة. البلد في حالة فوضى.