مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال السفير الروسي لدى إسرائيل أناتولي فيكتوروف إن إسرائيل تزعزع الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط أكثر من إيران.
وأضاف فيكتوروف في سياق مقابلة أجرتها معه صحيفة "جيروزاليم بوست" ونشرتها أمس (الثلاثاء): "إن المشكلة في المنطقة ليست النشاطات الإيرانية بل نقص التفاهم بين الدول وعدم الامتثال لقرارات الأمم المتحدة بشأن النزاع الإسرائيلي - العربي والصراع الإسرائيلي - الفلسطيني."
وأشارت الصحيفة إلى أنه لدى سؤال السفير الروسي عمّا إذا كان نطاق الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين يزعزع استقرار المنطقة أكثر مما تفعله إيران من خلال جماعاتها المسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، رفض فيكتوروف فكرة أن إيران تموّل جماعات إرهابية شيعية، وقال إن إسرائيل تهاجم حزب الله وحزب الله لا يهاجم إسرائيل، في إشارة إلى هجمات ضد شحنات أسلحة إيرانية إلى حزب الله في الأراضي السورية نُسبت إلى إسرائيل.
وقال فيكتوروف إنه رأى الأنفاق الممتدة من لبنان إلى إسرائيل، والتي قالت هذه الأخيرة إن عناصر حزب الله قاموا بحفرها من أجل استخدامها لمحاولة مهاجمة العمق الإسرائيلي، مشيراً إلى أنه لا يوجد دليل على أن حزب الله حفر هذه الأنفاق. وأكد أن على إسرائيل ألّا تهاجم أراضي دول ذات سيادة أعضاء في الأمم المتحدة.
من ناحية أُخرى أكد السفير الروسي استمرار التنسيق العسكري الروسي - الإسرائيلي في سورية، والذي تقدّم إسرائيل من خلاله إلى روسيا إشعاراً مسبقاً قبل أن تهاجم مواقع إيرانية بالقرب من منطقة الحدود السورية - الإسرائيلية، وأشار إلى أن ذلك يتعلق بسلامة الجيش الروسي في سورية، مؤكداً أن لا مجال لأن توافق روسيا على أي ضربات إسرائيلية ضد أهداف سورية، وأن هذا الأمر لم يحدث في الماضي ولن يحدث في المستقبل.
أعلن عضو الكنيست جدعون ساعر انسحابه من حزب الليكود واستقالته من الكنيست، وأكد أنه سيعمل على تشكيل حزب جديد لخوض الانتخابات المقبلة ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كي يحلّ محله.
وجاء إعلان ساعر هذا في سياق مؤتمر صحافي عقده في تل أبيب مساء أمس (الثلاثاء) وأكد فيه أيضاً أنه لم يعد بإمكانه دعم رئيس الحكومة أو البقاء في حزب بقيادته. وأضاف أن دولة إسرائيل لا تسير في الاتجاه الصحيح وأن نتنياهو لا يلتزم بقيم الليكود كما كان في الماضي.
وأشار ساعر إلى أنه لم يعد قادراً على أن يكون عضواً في حزب يعتمد على مصالح شخص واحد من دون إجراء حوار معمق وبنّاء بشأن السياسة والنهج الواجب اتباعهما.
وقالت مصادر سياسية في القدس إن من المتوقع أن تنضم إلى ساعر شخصيات في الكنيست الحالي وخارجه، مثل يوعز هندل وتسفي هاوزر وربما الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة غادي أيزنكوت. كذلك من المتوقع أن ينضم إليه عضوا الكنيست من الليكود يفعات شاشا بيتون وشران هسكيل.
واتهم حزب الليكود ساعر بأنه ينجر خلف اليسار الإسرائيلي.
وجاء في بيان صادر عن الليكود أن ساعر يترك صفوف الحزب لأنه هُزم في الانتخابات التمهيدية، ولأنه تراجع إلى المراكز العشرة الثانية في استطلاعات الليكود الداخلية التي أجريت في الأيام الأخيرة.
وأضاف البيان أن ساعر حنث بكل وعوده وتنازل عن الليكود في الوقت الذي يقوم فيه رئيس الحكومة نتنياهو بجلب ملايين اللقاحات إلى مواطني إسرائيل، وهو ما يقلل من معدلات الإصابة بفيروس كورونا والوفيات إلى واحدة من أدنى المستويات في العالم، وبعقد اتفاقات سلام تاريخية.
واتهم البيان ساعر بالتخلي عن اليمين والانضمام إلى قائمة طويلة من السياسيين الذين تخلوا عن الليكود ثم انهاروا تماماً.
أعرب "المنتدى الإسرائيلي للعائلات الثكلى" أمس (الثلاثاء) عن ارتياحه لقرار قاضي المحكمة الإسرائيلية العليا ميني مزوز الاستقالة من منصبه قبل انتهاء ولايته بخمس سنوات.
وأشار المنتدى في بيان صادر عنه إلى أن سبب ارتياحه يعود أساساً إلى كون قرارات القاضي مزوز اتسمت بمعارضة عمليات هدم بيوت عائلات "الإرهابيين" في المناطق [المحتلة] في الوقت الذي تدافع الحكومة الإسرائيلية عن هذا الإجراء مؤكدة أنه يسمح بردع الذين ينوون تنفيذ هجمات.
وقدم مزوز استقالته أول أمس (الاثنين) لأسباب قال إنها شخصية قبل أن يصل إلى نهاية فترته. وقد ولد مزوز الذي شغل سابقاً منصب المستشار القانوني للحكومة، سنة 1955 وأمامه خمس سنوات أُخرى كقاض في هذه المحكمة، وهو ثاني قاض في المحكمة العليا يتقاعد قبل سن السبعين، وسبقه تسفي زيلبرتال الذي تقاعد سنة 2017 عندما كان يبلغ من العمر 67 عاماً.
وبلّغ مزوز رئيسة المحكمة العليا إستير حيوت ووزير العدل آفي نيسانكورن [أزرق أبيض] نيته الاستقالة، وأعرب الاثنان عن أسفهما لهذه الخطوة.
وكان مزوز من القضاة الليبراليين في المحكمة العليا، ويجعل تقاعده قبل خمس سنوات من الموعد المحدد إلى جانب تقاعد القاضي حنان ميلتسر والقاضي تسفي هندل في غضون السنة ونصف السنة المقبلتين، هوية الوزير الذي سيتولى حقيبة العدل أمراً بالغ الأهمية، إذ من المتوقع أن يتم في الفترة القليلة المقبلة تعيين 8 قضاة جدد في المحكمة العليا.
أعلنت الحكومة الإسرائيلية مساء أمس (الثلاثاء) أنها تبحث عن بدائل من قرار الإغلاق الليلي الذي أقره المجلس الوزاري المصغر لشؤون كورونا أول أمس (الاثنين) للحد من انتشار الفيروس، وذلك في ظل الصعوبات القانونية القائمة.
وجاء هذا الإعلان في إثر موقف قدمه نائب المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية وشدد فيه على أن عدم وجود موقف واضح وصريح من جانب وزارة الصحة يؤكد أن فرض الإغلاق الليلي قد يؤدي إلى خفض معدلات الإصابة وسيجعل من غير الممكن الدفاع عن القرار أمام المحكمة الإسرائيلية العليا.
وقال نائب المستشار القانوني إن هناك صعوبات قانونية في الحصول على دعم لقرار الحكومة بفرض حظر للتجول خلال فترة الإغلاق الليلي من دون موقف واضح من وزارة الصحة يدعم قرار الإغلاق.
تجدر الإشارة إلى أن الموقف الذي عبّرت عنه وزارة الصحة خلال الاجتماع الذي عقده المجلس الوزاري المصغر لشؤون كورونا واتخذ فيه قرار الإغلاق الليلي، أكد عدم فعالية هذا الإجراء لوقف انتشار الفيروس.
وبناء على كل هذه التطورات تقرّر إلغاء اجتماع للحكومة الإسرائيلية مساء أمس للمصادقة على قرارات المجلس الوزاري المصغّر، بما في ذلك قرار فرض الإغلاق الليلي بدءاً من اليوم (الأربعاء).
من ناحية أُخرى بلّغت وزارة الصحة الإسرائيلية صناديق المرضى أمس أن الموعد المقرر لبدء التطعيم بلقاح ضد فيروس كورونا هو يوم 20 كانون الأول/ديسمبر الحالي.
وأوضح المدير العام لوزارة الصحة البروفيسور حيزي ليفي خلال اللقاء الذي عقده مع مندوبي صناديق المرضى أمس، أنه سيتم تطعيم أعضاء الطواقم الطبية في البداية، وأشار إلى أن وزارة الصحة تعمل على وضع قائمة لتحديد أصحاب حق الأولوية في تلقّي التطعيم، وأكد أن هذا الإجراء سينتهي في اليومين المقبلين.
كما أشار ليفي إلى أن نطاق التطعيم ووتيرته يعتمدان على كمية اللقاحات التي ستصل، وعلى وتيرة وصولها، وتشير التوقعات إلى أن اللقاح سيصل إلى إسرائيل خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكانت مصادر مسؤولة في وزارة الصحة بدأت تتحدث في الأيام الأخيرة عن بدء وصول لقاحات طورتها شركتا "فايزر" و"موديرنا" الأميركيتان قبل نهاية السنة الحالية، وأشارت إلى أنها تنتظر قيام إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) بمناقشة مسألة المصادقة على هذه اللقاحات في وقت لاحق من الأسبوع الحالي.
- أحد السيناريوهات التي تتكهن بها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية كرد إيراني على اغتيال "أبو القنبلة النووية" العالم محسن فخري زادة هو هجوم بصواريخ باليستية دقيقة بعيدة المدى من إيران باتجاه أهداف استراتيجية في إسرائيل من المحتمل أن يجري قبيل نهاية الشهر.
- أحد التقديرات أن الإيرانيين سيحاولون ضرب خزانات الغاز في إسرائيل، الضرر سيكون كبيراً جداً ويرمز في نظر إيران إلى "رد مناسب"، لكن عدد المصابين سيكون قليلاً. في تقدير الإيرانيين، بذلك لن تكون إسرائيل مضطرة إلى الرد وبإمكانها احتواء الهجوم. في تقدير جهات أمنية في إسرائيل يمكن أن ينفَّذ الهجوم قبل نحو 3 أسابيع من دخول بايدن إلى البيت الأبيض، ويعتقد الإيرانيون أن هجوماً كهذا لن يورطهم مع الإدارة الجديدة.
- في مقابل ذلك قال إليوت أبرامز، الموفد الأميركي الخاص بموضوع إيران، في 3 كانون الأول/ديسمبر أنه يقدّر أن إيران لن ترد على اغتيال العالم فخري زادة قبل دخول بايدن إلى البيت الأبيض. في تقديره تتخوف إيران من أن رداً كهذا سيؤدي إلى عدم رفع العقوبات المفروضة عليها إذا قامت بمثل هذه الخطوة.
- طبعاً سيناريو الهجوم الإيراني بصواريخ باليستية على أهداف استراتيجية في إسرائيل هو احتمال يمكن ألّا يتحقق، لكنه يعكس تخوّف إسرائيل من مشروع الصواريخ الباليستية الدقيقة لإيران.
- أحد التقصيرات الكبيرة في الاتفاق النووي الذي وقّعه الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران من وراء ظهر إسرائيل ووضعها أمام حقيقة منتهية، هو عدم إدراج مشروع الصواريخ الباليستية في الاتفاق النووي.
- هذا موضوع فائق الأهمية بالنسبة إلى أمن إسرائيل ويشكل خطراً كبيراً. تنقل إيران بين معدات أُخرى، هذه الصواريخ إلى وكلائها في الشرق الأوسط، على سبيل المثال المتمردين الحوثيين في اليمن. قبل أسبوعين أُطلق صاروخ باليستي إيراني على منشأة نفط تابعة لشركة أرامكو في جدة في السعودية وكانت الإصابة دقيقة وتسببت بأضرار كبيرة.
موقف بايدن من الصواريخ الباليستية
- في مقابلة أعطاها الرئيس المنتخَب جو بايدن للصحافي توماس فريدمان في "النيويورك تايمز" في الأول من كانون الأول/ديسمبر كشف أن إدارته تنوي إجراء مفاوضات مع إيران بشأن موضوع مشروع الصواريخ الباليستية وإدخاله في "اتفاق لاحق" جديد. وقال بايدن: "بالتشاور مع حلفائنا وشركائنا، سنتوجه نحو إجراء مفاوضات لإدخال إضافات إلى الاتفاق النووي تشمل إحكام وإطالة مدة بنود في الاتفاق، وهذه الاتفاقات اللاحقة تعالج أيضاً موضوع مشروع الصواريخ وليس فقط المشروع النووي." وأضاف: "تستطيع الولايات المتحدة دائماً إعادة العقوبات عند الضرورة وإيران تعلم ذلك."
- مع ذلك من الواضح من كلامه أن في رأس سلم اهتماماته الآن تجديد الاتفاق النووي مع إيران لمنعها من الحصول على سلاح نووي. وشدد بايدن على أن "السبيل الأفضل لتحقيق استقرار معين في المنطقة هو مواجهة المشروع النووي الإيراني." وبحسب كلامه: "إذا حصلت إيران على قنبلة نووية فإن هذا سيشكل ضغطاً كبيراً على السعوديين، وعلى تركيا، وعلى مصر، وعلى دول أُخرى في المنطقة من أجل الحصول على سلاح نووي خاص بها، وآخر ما نحتاج إليه في هذا الجزء من العالم مراكمة قدرة نووية." وكرر بايدن موقفه أنه سيرفع العقوبات عن إيران إذا عادت إلى التقيد بصرامة بشروط الاتفاق النووي.
مفاوضات صعبة
- الافتراض الأساسي للرئيس المنتخَب هو أنه سينجح في جلب الإيرانيين إلى التفاوض مجدداً على المشروع النووي. الإيرانيون متمرسون بالمفاوضات وبدأوا منذ الآن بتحضير الأرضية للمفاوضات بأساليب متعددة من خلال وضع شروط مسبقة على الإدارة الجديدة حتى قبل دخول بايدن إلى البيت الأبيض.
- فقد طالب الرئيس الإيراني قبل نحو شهر بأن تعوض الإدارة الجديدة إيران عن الأضرار التي تسببت بها إدارة ترامب، ويصرح مسؤولون إيرانيون كبار بأنه لن تحدث مفاوضات جديدة على الاتفاق النووي.
- تصريحات بايدن بشأن موضوع الاتفاق النووي ومشروع الصواريخ الباليستية تفسرها إيران كضعف، ويقدّر الإيرانيون أن جو بايدن، بعكس الرئيس ترامب، يتخوف من مواجهة عسكرية معهم، لذا من المتوقع أن يتحدّونه ويضعونه في قيد الاختبار في التوقيت الملائم بالنسبة إليهم.
- الرئيس الأميركي المنتخَب يشعر بالقلق من سباق تسلح في الشرق الأوسط تحاول خلاله دول، مثل مصر والسعودية الحصول على قنبلة نووية إذا لم يُجدّد الاتفاق النووي مع إيران.
- يأمل بايدن بأن تتغلب أصوات المعتدلين في إيران، مثل صوت الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، على أصوات المتطرفين، لكن إيران تنوي إجراء مفاوضات متصلبة مع الرئيس الجديد، وليس لديها أي نية للتنازل عن إنجازاتها في المجال النووي، وفي مجال الصواريخ الباليستية، وهي أيضاً غير مستعدة للالتزام بتقليص تطلعاتها التوسعية في الشرق الأوسط، وتصدير "الثورة الخمينية" هو جزء لا يتجزأ من أيديولوجيتها، ولا تنوي التخلي عنه.
- في أيار/مايو من المنتظَر أن تجري في إيران انتخابات رئاسية وانتخابات برلمانية، وثمة شك كبير في أن ينجح بايدن في التوصل إلى اتفاق جديد مع القيادة الإيرانية قبل الانتخابات، ومن المعقول أن تتأثر المفاوضات بالانتخابات التي يمكن أن تدفع الإيرانيين إلى تشديد مواقفهم. ماذا سيحدث لو فاز التيار المتطرف بالانتخابات وكيف سيؤثر هذا في العلاقات مع إدارة بايدن؟ لا جواب حالياً على هذا السؤال.
خلاصة
- مشروع الصواريخ الباليستية ليس أقل خطراً بالنسبة إلى إسرائيل من المشروع النووي الإيراني، إيران تنقل هذه الصواريخ إلى حزب الله في لبنان ووكلائها في سورية، والعراق، واليمن، وسيأتي يوم ستصل هذه الصواريخ إلى قطاع غزة.
- بالاستناد إلى مصادر سياسية في القدس، يدرك الرئيس المنتخَب جو بايدن جيداً خطر الصواريخ الباليستية، والمستوى السياسي في القدس يمده بصورة دائمة بالمستجدات والمعلومات الاستخباراتية التي لدى إسرائيل عن الموضوع.
- الرئيس السابق باراك أوباما تجاهل الموقف الإسرائيلي من الموضوع، وأقصى إسرائيل عن المفاوضات التي أجراها مع إيران ووضع إسرائيل أمام حقيقة منتهية.
- لقد سبق أن أوضح بايدن أن إدارته لن تكون "نسخة ثالثة عن إدارة أوباما"، لذلك من المهم جداً أن يجري المستوى السياسي حواراً متواصلاً ومثمراً مع الرئيس الجديد يقوم على الثقة المتبادلة من أجل الدفع قدماً بالموضوعات المهمة بالنسبة إلى أمن دولة إسرائيل.
- الذعر الذي اندلع في الأمس في مقر رئاسة الحكومة في بلفور مبرر. الأسباب ليست سياسية بل قضائية. الخطوة الجريئة التي قام بها جدعون ساعر تبعد الانتخابات. لمن لم يفهم بعد: الدوافع الوحيدة لنتنياهو هي بنود الاتهام الثلاثة الموجهة إليه: الرشوة، والاحتيال، وخيانة الأمانة. لا الكورونا ولا الإصلاحات في منظومة القضاء، ولا تأليف حكومة. في اللحظة التي يشكل فيها ساعر حزباً، وعلى افتراض أنه سيدخل إلى الكنيست، فرص نتنياهو في الحصول على 61 مقعداً في الكنيست تمنحه الحصانة/التغلب، وتلغي محاكمته ستتهاوى بشكل خارق. ومن المحتمل أيضاً أن عضو الكنيست عباس منصور قد تحول في الأمس من أمل إلى سراب. في اللحظة التي تتهاوى هذه الفرصة تتهاوى الانتخابات أيضاً. هذا ليس نهائياً وهو مفتوح للنقاش، لكن هذه كانت الصورة مساء أمس.
- جماعة رئيس الحكومة تحدثوا في الأمس عن تداعي السور. عن تفكك. لقد نجحوا في وضع علامة "يسار" على ليبرمان، على الرغم من أن ليبرمان يميني أكثر من نتيناهو. ونجحوا في تحويل نفتالي بينت إلى نوع من ولد، على الرغم من أن بينت أيضاً أكثر يمينية بكثير من نتنياهو. سيكون من الصعب أن يفعلوا ذلك مع جدعون ساعر. فهو من لحم ودم الليكود. مواقفه اليمينية مثبتة، وموثوق بها، وراسخة، ودائماً إلى يمين نتنياهو. يمكن أن يكون ساعر السنونوة الأولى التي تبشر بمجيء الشتاء إلى مقر رئاسة الحكومة. ساعر هو يميني حقيقي يقول "فقط ليس بيبي" ولديه كل الأسباب التي في العالم.
- إلى أين ستصل قضية ساعر؟ الجواب المنطقي إلى إلغاء الانتخابات. نتنياهو سبق أن أرسل بصورة غير مباشرة اقتراح تسوية إلى غانتس في الأيام الأخيرة، لكنه استُقبل بتجاهل. في تقديري أنه سيرسل اقتراحاً محسناً مثل تمديد ولاية نتنياهو كرئيس للحكومة من سنة ونصف السنة إلى سنتين. بحيث لا تحدث المداورة في المناصب في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 بل في نيسان/أبريل 2022. والحكومة والكنيست يمرران الميزانية المتعددة السنوات، الأمر الذي سيهدىء غانتس بصورة نهائية حيال تنفيذ المداورة. بالإضافة إلى ذلك هناك حالة انتقال وزارة مهمة من يدي الليكود إلى أزرق أبيض. وبالإضافة إلى ذلك: تسويات في إصدار التعيينات، وبروتوكول الحكومة وغيره.
- بكلمات أُخرى، من أجل تجفيف خطر ساعر، سيوافق نتنياهو على المداورة في منصب رئاسة الحكومة، مع أن ولايته باقية لمدة سنة ونصف السنة بصورة كاملة. بهذه الطريقة سيجري تجفيف أنصار ساعر من خلال إبقائهم في الخارج، وليبرمان وبينت مستمرون في التجفف وشركاؤهما في المعارضة. هل سيحدث هذا؟ لا يمكن معرفة ذلك.
- غانتس سيكون رئيس حكومة بالفعل والمناوبة في آن معاً. زوجته رفيتال غانتس ستحصل على سيارة أودي 16 مصفحة، وستحصل على اللقاح قبل سارة نتنياهو. وهلم جراً. لن يبقى إغراء لن يقدّم إلى غانتس من أجل تحييد ساعر. هكذا يعمل نتنياهو. السؤال ماذا سيفعل غانتس. في عالم طبيعي يجب عليه أن يرمي جانباً نتنياهو ووكلاءه من كل المستويات، ويواصل بكل قوة المضي قدماً. إمّا أن ينكسر بيبي وتجري المداورة في موعدها، وإمّا أن نذهب إلى انتخابات ويتحقق أخيراً الهدف الذي من أجله نشأ حزب أزرق أبيض منذ البداية: تحرير الدولة من احتضان عائلة نتنياهو الخانق لها.