مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
ترامب يعلن أن المغرب قرر تطبيع علاقاته مع إسرائيل ويعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية
شركتا الطيران الإسرائيلية "إلعال" و"يسرائير" تعلنان جاهزيتهما لتسيير رحلات طيران مباشرة إلى المغرب
الحكومة الإسرائيلية تتراجع عن فرض الإغلاق الليلي خلال عيد الأنوار والأعياد المسيحية
مقالات وتحليلات
كوخافي يلخص سنة 2020: نعمل في 6 جبهات بشكل مكثف
33 عاماً على الانتفاضة الأولى: لم نتعلم الدرس
إسرائيل تحصل على اتفاق، والولايات المتحدة توقع على الشيك
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 11/12/2020
ترامب يعلن أن المغرب قرر تطبيع علاقاته مع إسرائيل ويعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن المغرب أصبح هذه السنة الدولة العربية الرابعة التي تقدم على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان، كما اعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.

وقال ترامب في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أمس (الخميس)، إن إسرائيل والمغرب سيستأنفان العلاقات الدبلوماسية وغيرها من العلاقات، بما في ذلك الافتتاح الفوري لمكتبي اتصال في الرباط وتل أبيب وافتتاح سفارتين في نهاية المطاف.

وقالت مصادر رفيعة المستوى في واشنطن إن ذلك سيشمل أيضاً حقوق طيران مشتركة لشركات الطيران، وأشارت إلى أن البيت الأبيض يهدف إلى إقامة حفل رسمي لجعل الاتفاق رسمياً قبل مغادرة ترامب لمنصبه يوم 20 كانون الثاني/يناير المقبل.

وأشاد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والعاهل المغربي الملك محمد السادس، باتفاق التطبيع بين الدولتين.

وقال نتنياهو في احتفال أقيم في حائط المبكى [البراق] لإضاءة شموع عيد الحانوكا [الأنوار] مساء أمس، إن السلام مع المغرب سيكون دافئاً.

وأضاف نتنياهو وهو واقف إلى جانب السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان: "آمنت دائماً بهذا السلام وعملت دائماً من أجله وها هو يتحقق أمام عيوننا. أود أن أشكر الرئيس ترامب على الجهود الجبارة التي بذلها لتحقيق السلام من أجل إسرائيل". وأشار نتنياهو إلى أن الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين ستنطلق قريباً.

كما رحب كل من وزير الدفاع بني غانتس [رئيس أزرق أبيض]، وعضو الكنيست نفتالي بينت [رئيس تحالف "يمينا"]، باتفاق التطبيع بين المغرب وإسرائيل.

وقال غانتس في تغريدة نشرها في حسابه على موقع "تويتر": "نرحب بإقامة العلاقات الرسمية المتوقعة مع المغرب، إنها فرصة لترسيخ علاقة لسنوات عديدة وشراكة تاريخية ثرية ومجيدة بين الشعبين والتي ستصبح الآن رسمية. هذه خطوة مهمة ستعزز الأمن والمصالح الاقتصادية للبلدين. وأشكر الإدارة الأميركية على جهودها الحثيثة لتعزيز إسرائيل واستقرار المنطقة بأسرها".

وكتب بينت في تغريدة على "تويتر": "هذا يوم عيد لإسرائيل والمغرب وخطوة أخرى في ترسيخ دولة إسرائيل. شكرنا الكبير للرئيس دونالد ترامب الذي عمل مع فريقه على هذا التطبيع، وكل التقدير لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على هذه الخطوة المهمة".

وقال الملك محمد السادس في بيان إن المغرب سيتخذ 3 خطوات في المستقبل القريب للدفع بالعلاقات قدماً: أولاً، ستكون هناك تحركات لتسهيل الرحلات الجوية المباشرة لنقل اليهود من أصل مغربي والسياح الإسرائيليين من المغرب وإليه؛ ثانياً، سيسعى المغرب أيضاً إلى استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية في أقرب وقت؛ ثالثاً، سيسعى المغرب لتطوير علاقات ابتكارية في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية. وكجزء من هذا الهدف، سيكون هناك عمل على إعادة مكاتب الاتصال في البلدين كما كانت الحال في الماضي لسنوات عديدة حتى سنة 2002.

وشكر العاهل المغربي ترامب لاعترافه بالسيادة المغربية على منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها.

وكان البيت الأبيض أعلن أمس أن ترامب والملك محمد السادس أجريا اتصالاً هاتفياً قال فيه هذا الأخير إنه يوافق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل وتوسيع التعاون الاقتصادي والثقافي خدمة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط.

وفي بيان منفصل قالت الولايات المتحدة إنها ستعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، المنطقة الإسبانية السابقة في شمال أفريقيا التي كانت محور نزاع طويل الأمد أربك المفاوضين الدوليين لعقود.

وفي سياق إحاطة لاحقة مع الصحافيين قال صهر ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنير إن القرار بشأن الصحراء الغربية كان اعترافاً بأمر حتمي بعد أن لم يتم إحراز أي تقدم لعقود. وأعرب عن أمله في أن تجعل هذه الخطوة المنطقة أكثر استقراراً واصفاً مجتمع المغرب بأنه متسامح.

"يسرائيل هيوم"، 11/12/2020
شركتا الطيران الإسرائيلية "إلعال" و"يسرائير" تعلنان جاهزيتهما لتسيير رحلات طيران مباشرة إلى المغرب

سارعت شركتا الطيران الإسرائيلية "إلعال" و"يسرائير" إلى الإعلان أمس (الخميس) عن جاهزيتيهما لتسيير رحلات طيران مباشرة إلى المغرب، وذلك بعد لحظات من إعلان تطبيع العلاقات بين الجانبين برعاية الولايات المتحدة.

ويعتبر خط الطيران بين المغرب وإسرائيل خطاً ساخناً في ظل الإقبال الإسرائيلي على زيارة المغرب للسياحة والتواصل مع أبناء الجالية اليهودية هناك، ومن شأن الطيران المباشر بين الدولتين أن يقلص زمن الرحلة إلى المغرب إلى 5 ساعات.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "يسرائير" أوري سيركيس إنه سيكون من الممكن فتح خط طيران مباشر في غضون 3 أشهر. وأعرب عن رغبته بتدشين رحلات مباشرة إلى المغرب بدءاً من الأسبوع المقبل. وأشار إلى أن الشركة كانت حاولت قبل سنتين تسيير رحلات مباشرة من مطار بن غوريون في إسرائيل إلى المغرب لكن تم إلغاء الفكرة لأسباب أمنية.

وقالت شركة "إلعال" إنها ستبدأ الاستعدادات لتسيير رحلات مباشرة إلى الدار البيضاء. وأضافت أنها تدرس منذ فترة طويلة الجدوى الاقتصادية والتشغيلية لتسيير رحلات جوية مباشرة إلى المغرب وأكدت أنها تتوقع أن تحظى الرحلات بشعبية كبيرة بين الإسرائيليين.

"يديعوت أحرونوت"، 11/12/2020
الحكومة الإسرائيلية تتراجع عن فرض الإغلاق الليلي خلال عيد الأنوار والأعياد المسيحية

قررت الحكومة الإسرائيلية أمس (الخميس) عدم فرض إغلاق ليلي في المدن والبلدات اليهودية خلال عيد الحانوكا [الأنوار] اليهودي الذي يصادف في نهاية هذا الأسبوع، وفي البلدات العربية خلال الأعياد المسيحية في وقت لاحق من الشهر الحالي، ضمن القيود الرامية إلى الحدّ من تفشي فيروس كورونا.

وجاء هذا القرار في إثر طلب وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس [رئيس أزرق أبيض] الذي اقترح فرض إجراءات "كبح مشدد" بدلاً من الإغلاق الليلي، في حال بلغت حصيلة الإصابات اليومية بالفيروس 2500 إصابة أو في حال ارتفاع معادل انتشار الفيروس إلى 1.3.

وكانت وزارة الصحة الإسرائيلية طالبت بفرض إغلاق ليلي بدءاً من مساء أمس عشية عيد الأنوار، بحيث يحظر على شخص التواجد في منزل شخص آخر بين الساعة الخامسة والنصف مساء وحتى منتصف الليل. وشمل الطلب فرض غرامة مالية بقيمة 500 شيكل على كل من يخالف ذلك، وإغلاق المحال التجارية خلال ساعات المساء.

وعبر عدد من الوزراء عن رفضهم لطلب وزارة الصحة. وقال وزير المال يسرائيل كاتس إن الطلب يعني المساس بعشرات آلاف أصحاب المصالح وبمئات آلاف العاملين الذين سيعودون إلى دائرة البطالة.

وتشمل إجراءات "الكبح المشدد" إغلاق أماكن العمل التي تستقبل الجمهور ومنع تواجد أكثر من 10 أشخاص في مكان مغلق وأكثر من 20 شخصاً في مكان مفتوح. كذلك تشمل إغلاق المؤسسات التعليمية في البلدات الحمراء والبرتقالية وأن يكون عدد ركاب وسائط المواصلات العامة نصف سعتها.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يسرائيل هيوم"، 11/12/2020
كوخافي يلخص سنة 2020: نعمل في 6 جبهات بشكل مكثف
ليلاخ شوفال - مراسلة عسكرية

 

  • أجمل رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي في حديث مع مراسلي الشؤون العسكرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس (الخميس)، الإنجازات التي حققها الجيش خلال سنة 2020 الحالية التي توشك على الانتهاء. وأشار إلى أن أهم هذه الإنجازات هو انخفاض عدد القتلى الإسرائيليين في العمليات العدائية، وانخفاض عدد الصواريخ والقذائف الصاروخية التي تم إطلاقها في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.
  • وأوضح كوخافي أنه خلال سنة 2020 تم إطلاق 174 صاروخاً وقذيفة صاروخية في اتجاه الأراضي الإسرائيلية في حين تم إطلاق 1296 صاروخاً وقذيفة سنة 2019، و1164 صاروخاً وقذيفة سنة 2018.
  • وقال كوخافي: "تعتبر منطقة الشرق الأوسط الأكثر انقساماً وتشظياً وعنفاً في العالم. خلال السنة الحالية هاجمنا 500 هدف في كل الجبهات وقمنا بتنفيذ عمليات سرية كثيرة. إننا نعمل في ست جبهات بشكل مكثف"، من دون أن يفصّل.
  • ووفقاً للمعلومات الأمنية التي بحيازة الجيش الإسرائيلي، تقلص عدد العناصر الإيرانية في سورية وعناصر الميليشيات الموالية لطهران بشكل كبير، حيث تم إخلاء قواعد ومعسكرات ومراكز قيادة من منطقة دمشق ونقلها إلى شمال سورية وشرقها. كما جرى تقليص محاور نقل الوسائل القتالية من إيران إلى سورية بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة.
  • وأشار كوخافي إلى أن "التموضع العسكري الإيراني في سورية آخذ بالتراجع على نحو ملحوظ نتيجة لنشاط الجيش الإسرائيلي، لكن ما زالت الطريق طويلة لاستكمال الغايات التي يسعى الجيش لتحقيقها في هذا الشأن". وأضاف أن "مجال القتال المهم الذي تغيّر هذه السنة هو مجال السايبر والذي جرى في إطاره شن عمليات هجومية عديدة".
  • كما أشار رئيس هيئة الأركان العامة إلى أن هذه السنة شهدت تعاوناً وثيقاً مع الجيوش الأجنبية شمل تدريبات وتبادل خبرات عسكرية، مع التركيز على الشريك الأميركي حيث تم تعزيز نشاطات متعددة طالت مجالات عدة عملانية وتكنولوجية. وأضاف أنه تم تطوير قدرات الجيش الإسرائيلي من حيث الجهوزية لحالات الطوارئ، بما في ذلك صوغ خطط قتالية حديثة تركز على تحقيق تصور الجيش لمفهوم النصر والاستعداد لاندلاع مواجهات قتالية تتواصل لأيام على الجبهتين الشمالية والجنوبية وتوسيع نطاق الأهداف، وتكثيف التدريبات والمناورات وزيادة نطاق الوسائل القتالية.
  • على صعيد آخر أكدت مصادر مسؤولة في قيادة الجيش الإسرائيلي أنه بسبب عدم المصادقة على الميزانية العامة للدولة حتى الآن لا تزال هناك بعض الفجوات، مثل عدم إقرار صفقات وسائل الطيران الكبرى، وتمتين العائق الأمني في منطقة الحدود بين لبنان وإسرائيل، وفجوات في تحصين الجبهة الإسرائيلية الداخلية، وفي استكمال نشر منظومات "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ في شتى أنحاء البلد.
"يسرائيل هَيوم"، 9/12/2020
33 عاماً على الانتفاضة الأولى: لم نتعلم الدرس
موشيه إلعاد - محاضر في أكاديمية الجليل الغربي، وسابقأ رئيس جهاز التنسيق مع السلطة الفلسطينية

 

  • في أسبوع كهذا قبل 33 عاماً ، في 9 كانون الأول/ديسبمر 1987 نشبت الانتفاضة الأولى. كلمة "نشبت" هو وصف دقيق لما حدث: كل مدينة وقرية وحي ومنزل قرر فجأة المشاركة في أعمال شغب جماهيرية والاشتباك مع الجيش الإسرائيلي ومع المستوطنين. قاموس جديد دخل إلى كل وسائل الاعلام في العالم: تظاهرات، رشق حجارة، زجاجات حارقة، عصي، رصاص مطاطي وبلاستيكي، اعتقالات جماعية ومصابين: للتذكير طوال 20 عاماً ساد في "المناطق" هدوء مكبوت بكل معنى الكلمة، فجأة دخلت إلى حياتنا هبة، ثورة شعبية للفلسطينيين مثل بركان ثائر لا تسيطر عليه ولا تعرف متى سيثور من جديد. بمصطلحات اليوم هي اندلعت مثل الكورونا التي لم يتوقع أحد ظهورها، ولأشهر طويلة لم ينجحوا في العثور على العلاج الملائم.
  • الانتفاضة الأولى هي الحادث الأمني الأول الذي لم يشكل عدد الضحايا الذي حصدته (أقل من 100 إسرائيلي وحوالي 2500 فلسطيني) أحد أبرز ميزاتها. قيل الكثير عن الأسباب التي أدت إلى نشوب الانتفاضة: غياب أفق سياسي، بطالة قاسية، شريحة كبيرة من الشباب الفلسطيني العاطل عن العمل، اطلاق سراح 1150 أسيراً في صفقة جبريل (عام 1985) مقابل ثلاثة أسرى من الجنود الإسرائيليين- الأمر الذي فسّره الفلسطينيون كضعف كبير من قبل إسرائيل- بينما قلما جرى التشديد على تداعيات الانتفاضة التي جزء منها ما يزال يرافقنا حتى اليوم.
  • المساس بقوة الردع الإسرائيلية: هناك خط مباشر يربط بين نتائج حرب يوم الغفران [حرب تشرين/أكتوبر 1973] وجرأة المنظمات الارهابية في الأردن ولبنان (في السبعينيات)، وبين هبة سكان "المناطق" في نهاية الثمانينيات. دولة إسرائيل المرعبة في حرب الأيام الستة (1967) لم تعد تثير الخوف ومؤسستها الأمنية لم تعد تردع. صورة الولد ابن العشر سنوات يرمي حجراً على دبابة إسرائيلية في نابلس ستبقى محفورة في الوعي إلى الأبد كصورة داوود الفلسطيني الذي هدد جليات الإسرائيلي وتمكن منه. وستمر سنوات كثيرة حتى تتمكن إسرائيل من ترميم قدرتها على الردع.
  • الاضرار التي لحقت بالاقتصاد الإسرائيلي: منذ 1967 احتفظ الجيش الإسرائيلي في أقضية الضفة الغربية بقوة عسكرية صغيرة. على سبيل المثال قضاء جنين كان "مغطى" فقط بسيارتين عسكريتين تابعتين لحرس الحدود. فرضت احداث كانون الأول/ديسبمر 1987 استدعاء فرقة مدرّعة إلى السامرة وأخرى إلى يهودا. عشرات آلاف الجنود الاحتياطيين تركوا أعمالهم واضطروا إلى معالجة أعمال الشغب في مدارس رام الله ونابلس والخليل وغزة ورفح. نشاط الاقتصاد الإسرائيلي تباطأ بصورة كبيرة . تهدئة "المناطق" بالاضافة إلى رغبة إسرائيل في ايجاد روتين حياة مناسب، فرض زيادات في الميزانية بأحجام لم نشهد لها مثيل منذ العودة إلى الحياة الطبيعية في حزيران/يونيو 1967.
  • انخفاض صورة إسرائيل: انظار مُشاهد التلفزيون في الغرب أُتخمت من رؤية مشاهد الانتفاضة. طوال خمس سنوات كانت برامجه المفضلة تُقطع بأخبار عاجلة مثيرة للغضب عن جنود في الاحتياط يأمرون ولدا صغيرا أو والده محو شعارات عن حائط أو انزال علم عن عامود كهرباء. جيل الاحتياطيين في المناطق الذي حظي بلقب "عشرين ثلاث مرات" (كان أكبر من الفلسطيني بـ20 عاماً، وأثقل بـ20 كيلوغراماً، وموجوداً دائماً على بعد 20 متراَ وراءه) أصبح بعيداً عن الصورة التي رسمتها الولايات المتحدة وأوروبا عن الجيش الإسرائيلي القوي قبل 20 عاماً من ذلك.
  • التآكل في مكانة إسرائيل الدولية: لماذا أنتم ضدنا سألت مرة نروجيين، وسويديين ودانماركيين خلال زيارة لي في اسكندينافيا. الدانماركيون أجابو: "حتى 1967 تعاطفنا معكم وارسلنا 50 ألف متطوع إلى الكيبوتسات، ودعمناكم وتضامنا معكم، لكن منذ تمركزكم في المناطق خسرتم تأييدنا. ونقلناه إلى الفلسطينيين".
  • 33 عاماً مرت منذ ذلك الحين، لكن حتى اليوم لم يجر استخلاص الدروس. لم ندرك أنه أيضاَ بعد سنوات "هادئة" يمكن أن يطالب الفلسطينيون في المناطق بدولة مستقلة وبالتحرير، فضّلنا أن نرى المشكلة في منظمة التحرير الفلسطينية في الخارج ولم نفهم أن هناك منظمة تحرير فلسطينية في الداخل. هناك حادثتان في تاريخ الدولة لم تختفيا من رؤوس المسؤولين عن الاستخبارات: حرب يوم الغفران [حرب تشرين/أكتوبر 1973] ، والانتفاضة الأولى. التقصير في الحرب المشؤومة تحملنا عنه المسؤولية، في الانتفاضة الأولى اتهمنا سكان "المناطق".
"هآرتس"، 11/12/2020
إسرائيل تحصل على اتفاق، والولايات المتحدة توقع على الشيك
تسفي برئيل - محلل سياسي

 

  • بالنسبة إلى كثير من مواطني إسرائيل، استقبل الإعلان عن إقامة علاقات ديبلوماسية بين إسرائيل والمغرب بالمفاجأة. كل من زار المغرب في السنوات الأخيرة تأثر بالاستقبال الحار من قبل مضيفيه، وبالانفتاح والعفوية اللتين يُستقبل بهما السائح الإسرائيلي، إلى حد أنه يُخيل أن العلاقات الرسمية موجودة بين الدولتين على الدوام. تذّكر هذه العلاقات إلى حد ما بتلك التي كانت بين إسرائيل وتركيا قبل توقيع الاتفاقات الرسمية في التسعينيات (قبل وقت طويل من أن يغّير رجب طيب أردوغان توجهه).
  • العلاقات شبه الرسمية بين إسرائيل والمغرب، والسرية تقريياً، هي حقيقة تاريخية. تطورت في أيام الملك الحسن الثاني الذي أمر بإقامة ممثلية للمغرب في إسرائيل بعد توقيع اتفاقات أوسلو. هذه الممثلية اغلقت خلال ولاية ابنه الملك محمد السادس، بعد نشوب الانتفاضة الثانية. منذ ذلك الحين جرت لقاءات ومحادثات عديدة بين ممثلين إسرائيليين ومغاربة للدفع قدماً بعلاقات ديبلوماسية، إلى أن نضج ذلك مع إعلان دونالد ترامب الدراماتيكي عن إقامتها.
  • هذه الخطوة كانت مطروحة منذ أشهر طويلة على طاولة النقاشات، ويبدو أن الذي أعطى الدفع النهائي كان صديق إسرائيل الجديد، ولي العهد في الإمارات محمد بن زايد الذي بينه وبين الملك محمد السادس صداقة وطيدة ورثاها عن والديهما. والإمارات ليست فقط تقف على رأس الدول العربية التي تستثمر في المغرب، بل هي أيضاً تؤيد إلى جانب العديد من الدول العربية مطالبة المغرب بالاعتراف بالصحراء الغربية كجزء منه. قبل نحو شهرين أعلن محمد بن زايد عن فتح قنصلية في مدينة العيون وهي من أكبر مدن الصحراء الغربية.، وبذلك اتخذ خطوة رسمية هي الأولى من نوعها اظهرت تأييد بلاده للضم. بن زايد الذي يملك فيلا فاخرة في المغرب، التقى مؤخراً مع ملك المغرب، ويبدو أنه اتُفق على أن يعمل بن زايد على الحصول على اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية موضع الخلاف. لقاء ذلك تقيم المغرب علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل.
  • بالنسبة إلى بن زايد هذه خطوة مطلوبة ومن المتوقع أن تخفف من معارضة عمليات التطبيع مع إسرائيل من قبل الدول والجماهير العربية. بالنسبة إلى ترامب ما جرى ليس انقلاباً سياسياً: فهو أيّد علناً فرض السيادة المغربية على الصحراء الغربية، وقال إن خطة الحكم الذاتي التي عرضها الملك محمد السادس لحل الأزمة هي الوحيدة التي تسمح بحل واقعي وعادل. بالنسبة إلى إسرائيل هذا إنجاز مهم ومؤثر. الآن انضم المغرب إلى مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان، كي يبنوا معاً  محوراً سياسياً يعتبر إسرائيل عضواً معترفاً به ومقبولاً، وحتى صديقاً. لاحقاً من المحتمل أن تفحص دول إسلامية مثل باكستان وماليزيا وأندونيسيا  بجدية إقامة علاقات مع إسرائيل.
  • مع ذلك، اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية في الصحراء الغربية لا يمنح اعترافاً دولياً. في أعقاب الاعتراف الأميركي من المحتمل أن يشتد الصراع على استقلال الصحراء الغربية وسقوط ضحايا إضافية. في الوقت عينه ترامب فرض حقائق سياسية تحدث انعطافة تاريخية في وضع إسرائيل في المنطقة، لكنها لا تزيل التهديدات الاستراتيجية التي تواجهها. السلام مع المغرب أو مع الإمارات لا يقلل من التهديد الإيراني، وبالتأكيد ليس من المتوقع أن يؤثر على الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بحيث يتراجع عن خطته العودة إلى الاتفاق النووي، كما أنه ليس قادراً على حل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، الذي سيبقى سبب العداء العربي الجماهيري إزاء إسرائيل.
  • في استطاعة نتنياهو أن يتباهى عن حق بتحالفات السلام الجديدة. لكن لا يوجد هنا سلام إقليمي مع إسرائيل، بل نوع من بوفيه مفتوح تختار كل دولة عربية منه المقابل الذي يناسبها لقاء الثمن السياسي الذي تدفعه. الإمارات ستحصل على طائرات أف-35، وستحصل البحرين على دفاع أميركي، والسودان سيُرفع إسمه عن لائحة الدول المؤيدة للإرهاب ويمكنه الحصول على مساعدة حيوية من مؤسسات مالية دولية، ويحصل المغرب على اعتراف أميركي بسيادته في الشريط الصحراوي. ولا دولة من هذه الدول هي في وضع حرب فعلية في مواجهة إسرائيل، وليس بينها وبين إسرائيل أي مطالب إقليمية أو طلب تنازلات. وصندوق الدفع ليس في القدس بل في واشنطن، ومنذ الآن ستنتقل صلاحية التوقيع على الشيكات إلى بايدن.
  • نظرياً، تحتفظ هذه الدول العربية بأداة ضغط على سياسة إسرائيل، يمكن بواسطتها أن تطلب هذه الدول من إسرائيل الدفع قدماً بمفاوضات سياسية مع الفلسطينيين إذا كانت تريد التمتع بعلاقات جيدة معها. هذا هو الموقف المعلن الذي يعرضه كل الزعماء العرب الذين انضموا إلى مهرجان التطبيع أمام الفلسطينيين كتبرير للخطوة. هذا الموقف يتعارض فعلياً مع المبادرة العربية العائدة إلى عام 2002، التي تطالب إسرائيل بالانسحاب أولاً من كل المناطق المحتلة كي تحظى بالتطبيع وبحزام أمن عربي، لكن نظرياً هي تعتمد على وجهة النظر عينها التي تتحدث عن إقامة علاقات مع إسرائيل لقاء حل المشكلة الفلسطينية، لكن فقط بترتيب مقلوب.
  • عملياً، ثمة شك أن أياً من هذه الدول ستخرق أو ستلغي الاتفاقات مع إسرائيل بسبب سياستها في المناطق، وأيضاَ فإن أياً من هذه الدول لن تشترط التوقيع على الاتفاقات بانسحاب إسرائيلي أو حتى البدء بمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. الدولة الوحيدة التي تضع هذا الشرط هي السعودية، التي تُعتبر في إسرائيل الجائزة الكبرى، وهي توازي في قيمتها السلام مع الدول العربية كلها. الملك سلمان اوضح هذا الأسبوع في جلسة الحكومة أنه "يجب كبح الاستمرار في بناء المستوطنات من قبل الاحتلال الإسرائيلي"، وأن "المشكلة الفلسطينية هي مشكلة عربية أساسية، وهي في رأس المشكلات التي تؤيد المملكة ايجاد حل لها". وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أوضح أن السعودية تؤيد التطبيع مع إسرائيل، لكن فقط مقابل اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
  • السعودية ليست دولة أكثر عدلاً من الإمارات ومن الأردن أو المغرب، لكن لديها حسابات أكثر تعقيداً إزاء الولايات المتحدة ليست مرتبطة فقط بأهواء ترامب أوبتأثير إسرائيل. وهي تتعلق بمكانتها كحليفة كبيرة للولايات المتحدة خصوصاً والغرب عموماً. دورها في التطبيع ساهمت فيه بصورة مدروسة من خلال السماح للطائرات الإسرائيلية استخدام مجالها الجوي، ومن خلال "السماح" للبحرين إقامة علاقات مع إسرائيل، وتشجيع السودان على المضي قدماً بخطوة مشابهة. ما سيحدث لاحقاً مرتبط ببايدن وبسياسته إزاء المملكة- أكثر بكثير من ارتباطه ببادرات طيبة أو بمفاوضات إسرائيلية- فلسطينية.