مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
تداعيات توقيع اتفاق المصالحة بين السعودية وقطر على إسرائيل
نفتالي بينت يعلن عزمه على الترشح لرئاسة الحكومة، ويتهم نتنياهو وغانتس بالمسؤولية عن الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات بالكورونا
وزيرة المساواة الاجتماعية ميراف كوهين تعلن انسحابها من حزب أزرق أبيض وانضمامها إلى حزب يائير لبيد
وزير الصحة يدعو الحكومة إلى فرض الحجر الشامل وإغلاق المدارس ومنع التجمعات
مقالات وتحليلات
العدو في الجنوب - التهديد من اليمن
مَن المتعاون مع "حماس"؟
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هَيوم"، 5/1/2021
تداعيات توقيع اتفاق المصالحة بين السعودية وقطر على إسرائيل

قبل أسبوعين من انتهاء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمكنت الإدارة الأميركية من  التوصل إلى اتفاق آخر في الشرق الأوسط ينهي 3 سنوات من مواجهة سياسية واقتصادية بين السعودية وقطر. جاء ذلك نتيجة الوساطة التي قام بها مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنير والموفد الأميركي الخاص آفي باركوفيتش. ومن المتوقع أن يجري توقيع اتفاق مصالحة اليوم (الثلاثاء).

مسؤول كبير في البيت الأبيض علّق على الحدث قائلاً إنه من دون المصالحة بين السعودية وقطر من الصعب التوصل إلى تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل. لكنه استبعد أن يحدث ذلك خلال الفترة القصيرة التي بقيت لترامب في البيت الأبيض. وتحدث المسؤول عن الوضع الإشكالي لدولة قطر التي من جهة تحافظ على علاقات قوية مع الغرب، ولا سيما مع الولايات المتحدة، وتوجد في أراضيها قواعد عسكرية أميركية، لكن من جهة ثانية يوظّف أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني مبالغ طائلة للدفع قدماً بالإسلام المتطرف. وبعكس دول الخليج التي تتخوف من تهديدات إيران وتنتهج خطاً متشدداً إزاءها، تقيم قطر علاقات وثيقة مع الجمهورية الإسلامية. كذلك هناك علاقة مزدوجة لقطر مع إسرائيل. فهي من خلال قناة "الجزيرة" تبث رسائل معادية لإسرائيل، لكنها من ناحية ثانية تتحمل العبء الاقتصادي في قطاع غزة وتحوّل مبالغ شهرية إلى القطاع تساعد من خلالها "حماس"، لكن في نظر إسرائيل، هي تتحمل عبء المحافظة على الدورة الاقتصادية في القطاع.

صحيفة "معاريف" أوردت تعليقاً على اتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وقطر، للمحلل السياسي في القناة الإخبارية 13 تسبيكا يحزقآلي الذي قال: "الاتفاق يدل على تقارب قطر من محور  دول الخليج التي وقّعنا اتفاقاً للسلام معها. وهذا يقرّبها منا أكثر ويبعدها عن إيران.

"يديعوت أحرونوت"، 5/1/2021
نفتالي بينت يعلن عزمه على الترشح لرئاسة الحكومة، ويتهم نتنياهو وغانتس بالمسؤولية عن الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات بالكورونا

حمّل زعيم حزب"يمينا" نفتالي بينت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بني غانتس المسؤولية عن الارتفاع الكبير في أعداد المصابين بوباء الكورونا. وقال في مقابلة أجرتها معه الصحيفة: "في اليوم التالي للوباء، سيكون هنا هيروشيما اقتصادية، مليون عاطل من العمل لا يعرفون متى يعودون إلى أعمالهم". ورأى بينت أن سبب المأساة التي تشهدها إسرائيل حالياً هو جبن المسؤولين السياسيين وتفضيل الاعتبارات السياسية والاقتصادية على أرواح الناس. وأشار إلى أنه حذّر من موجة تفشٍّ جديدة للوباء، ونصح بإغلاق الحدود ومنع الدخول إلى إسرائيل إلا لمن خضع للفحص. ولو تشددت إسرائيل في تطبيق الإجراءات لما وصلت إلى هذا الوضع، وكان في الإمكان منع وصول الموجة الثانية والثالثة. وقال: الفارق بيني وبين نتنياهو أنني لن أخضع لضغط أي طرف أو رجل أعمال.

في المقابلة أعلن بينت أنه ينوي الترشح لمنصب رئاسة الحكومة، وأنه وقّع مع حزب جدعون ساعر الجديد اتفاقاً لتبادل الفائض في الأصوات. وتهرّب بينت من الإجابة عن سؤال ما إذا كان ينوي التعاون مع حزب يائير لبيد، لكنه وعد بإقامة حكومة مهمتها إعادة مليون شخص إلى أعمالهم.

"معاريف"، 5/1/2021
وزيرة المساواة الاجتماعية ميراف كوهين تعلن انسحابها من حزب أزرق أبيض وانضمامها إلى حزب يائير لبيد

أعلنت وزيرة المساواة الاجتماعية ميراف كوهين اليوم انضمامها إلى حزب يوجد مستقبل برئاسة يائير لبيد. ومن المنتظر أن تقدّم ميراف استقالتها من الحكومة ومن الكنيست كما فعل معظم زملائها.

وكوهين ليست أول وزيرة تغادر أزرق أبيض وتنضم إلى حزب سياسي آخر، فقد سبقها وزير العدل آفي نيسنكرون الذي انضم إلى حزب خولدائي مع عضو الكنيست عينيف كبالا، وكان غابي أشكنازي أعلن خروجه من الحياة السياسية، وأعلن وزير العلوم مغادرة الحزب، بالإضافة إلى عدد آخر من أعضاء الكنيست من حزب أزرق أبيض.

"يديعوت أحرونوت"، 5/1/2021
وزير الصحة يدعو الحكومة إلى فرض الحجر الشامل وإغلاق المدارس ومنع التجمعات

دعا وزير الصحة يولي إدلشتاين صباح اليوم (الثلاثاء) الحكومة إلى فرض الإغلاق الشامل والمُحكم لمواجهة الارتفاع الكبير في أعداد المصابين بالكورونا. ورأى أنه إذا لم تتخذ الحكومة قرار الإغلاق الآن، فإن أعداد الوفيات سترتفع إلى المئات يومياً، وسيبلغ عدد المصابين الآلاف، مشيراً إلى أن عدد المصابين بلغ في الأمس 8000 شخص. ودعا إدلشتاين المواطنين إلى تحمّل المسؤولية الشخصية لوقف تفشي الوباء. واعتبر أن التردد والتأخر في اتخاذ قرار الإغلاق سيدفع ثمنه الناس من حياتهم، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من المصابين بالفيروس هم من المتقدمين في السن الذين سبق أن تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
الموقع الإلكتروني للمركز 4/1/2021
العدو في الجنوب - التهديد من اليمن
يوني بن مناحيم - محلل في مركز القدس للشؤون العامة
  • تنظر الجهات الأمنية في إسرائيل بقلق كبير إلى تعاظم قوة المتمردين الحوثيين (الشيعة) في اليمن. المتمردون المنتمون إلى تنظيم "أنصار الله" المدعومون من إيران. هم تحولوا إلى وكيل لها في اليمن، مثل حزب الله في لبنان، والميليشيات الإيرانية في العراق، وتنظيمي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة.
  • عملية التعاظم العسكري للمتمردين الحوثيين في اليمن مستمرة منذ عدة سنوات. تهرّب إيران كميات كبيرة من السلاح إلى اليمن عن طريق البحر، وترسل إليه خبراء عسكريين لتحسين تكنولوجيا إنتاج صواريخ بعيدة المدى ودقيقة، وأيضاً مسيّرات دقيقة للمتمردين في اليمن.
  • هذا السلاح موجّه حالياً ضد السعودية، لكن المتمردين الحوثيين سبق أن هددوا في الماضي باستخدامه ضد إسرائيل. وهم يستخدمون ألغاماً بحرية وسفناً مفخخة صغيرة للقيام بتفجيرات انتحارية ضد سفن كبيرة.
  • تعمل الولايات المتحدة وإسرائيل بصورة مشتركة وسراً في وسط البحر على إحباط تهريب سلاح إيراني عبر البحر إلى المتمردين الحوثيين في اليمن، من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية بينهما. حقيقة أن إسرائيل أرسلت قبل نحو أسبوعين غواصة إلى البحر الأحمر لتقديم رد عسكري على تهديد المتمردين الحوثيين في اليمن قبيل الذكرى السنوية لاغتيال قاسم سليماني، تدل على التخوف الكبير في المؤسسة الأمنية من فتح جبهة جديدة في مواجهة إيران في اليمن. إيران تسيطر فعلياً على صنعاء بواسطة المتمردين الحوثيين، كما تسيطر أيضاً على عواصم عربية، مثل دمشق وبيروت وبغداد، بواسطة وكلائها.
  • الأخبار التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية والأجنبية عن الغواصة الإسرائيلية التي أُرسلت إلى مياه البحر الأحمر، ثم إلى منطقة الخليج الفارسي، أغضبت الحوثيين في اليمن.
  • هيئة الاستخبارات في تنظيم "أنصار الله" أعلنت أنها "تتابع كل تحركات إسرائيل في المنطقة وكل مخططاتها العدوانية تجاه اليمن". رئيس الهيئة الجنرال عبد الله يحيى الحكيم قال إن تنظيم "أنصار الله" في جهوزية أمنية وعسكرية ومعنوية لتنفيذ كل "العمليات النوعية" لمواجهة المعتدين والمرتزقة، وعلى العدو الصهيوني المحتل "أن يفهم تحذيراتنا وألّا يقوم بأعمال حمقاء، متسرعة أو مغامرة."
  • التهديد الحوثي جاء في أعقاب المقابلة التي أجرتها الصحيفة السعودية إيلاف مع الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي هدي زيلبرمان، والتي أعلن فيها أن إسرائيل تتابع عن كثب التحركات الإيرانية في اليمن والعراق.

هل ستعلن الولايات المتحدة أن الحوثيين تنظيم إرهابي؟

  • المتمردون الحوثيون في اليمن قدموا قبل بضعة أيام نموذجاً لقدرتهم الإرهابية من خلال هجوم إرهابي نفذوه ضد الحكومة الجديدة في اليمن لإفشال "اتفاق الرياض" الذي تم التوصل إليه في السعودية، وكي يظهروا فشل السعودية في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، وأنهم لا يزالون يمسكون بخيوط اللعبة في اليمن. الهجوم استهدف المطار في عدن بعد وصول وزراء الحكومة اليمنية الجديدة في طائرة من السعودية حطت في المطار. وأسفر قصف المطار عن مقتل 26 شخصاً وجرح 100، بينما لم يُصَب وزراء الحكومة لأنهم لم يكونوا قد نزلوا من الطائرة.
  • الهجوم على مطار عدن سيزيد على ما يبدو مطالبة المملكة السعودية من إدارة ترامب الإسراع في الإعلان أن المتمردين الحوثيين وتنظيم "أنصار الله" تنظيمان إرهابيان، وفرض عقوبات عليهم قبل أن يغادر الرئيس [ترامب] البيت الأبيض.
  • بالاستناد إلى مصادر أميركية، اتفقت الولايات المتحدة مع السعودية على زيادة الضغط على الميليشيات الموالية لإيران حتى نهاية ولاية ترامب. وبدأت الولايات المتحدة بفحص احتمال الإعلان أن المتمردين الحوثيين "تنظيم إرهابي"، لكنها تتعرض لضغوط من أطراف متعددة لعدم القيام بخطوة في هذا الاتجاه. ألمانيا والسويد والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان تطلب من الولايات المتحدة الامتناع من القيام بهذه الخطوة التي ستؤدي في رأيهم إلى مفاقمة الوضع الإنساني وإلى الجوع في شمال اليمن. في رأيهم، فرض العقوبات على المتمردين الحوثيين يمكن أن يجعل من الصعب توزيع الغذاء والمساعدة الطبية، وتدّعي منظمات حقوق الإنسان أن عامليها لن يستطيعوا العمل على الأرض، وأن المساعدة الطبية والغذائية لن تصل بواسطة متعهدين محليين.
  • المطالبة الدولية المتبلورة حالياً هي أن تستبعد الولايات المتحدة موضوع المساعدة الإنسانية من أي عقوبات تُتخذ ضد المتمردين الحوثيين في اليمن من أجل المحافظة على خيار التوصل إلى وقف إطلاق النار.
  • المتمردون الحوثيون يصعّدون هجماتهم على السعودية بواسطة صواريخ بعيدة المدى ومسيّرات دقيقة. والهدف من الهجمات ممارسة ضغط على السعودية في أي مفاوضات لإنهاء الحرب، وتحقيق إنجازات تخدم إيران، مثل التقدم في اتجاه مناطق حيوية لأمن السعودية بالقرب من حدودها في منطقة مأرب.
  • يواجه السعوديون صعوبة كبيرة من الناحية العسكرية لحسم الحرب في اليمن لمصلحتهم. هم الآن في سباق مع الزمن إزاء الإدارة الأميركية فيما يتعلق بتصنيف الحوثيين "كتنظيم إرهابي"، الحوثيون يتّكلون على بايدن الذي لا يؤيد المملكة السعودية ويريد، بحسب تصريحاته، إنهاء الحرب في اليمن بسرعة.
  • سياسة جو بايدن إزاء اليمن والمتمردين الحوثيين تؤثر في إسرائيل، وفي تقدير جهات سياسية في القدس، سيكون من الصعب على إسرائيل أن تتحرك ضد الحوثيين في اليمن إذا هاجموا أهدافاً إسرائيلية في البحر الأحمر من دون الحصول على موافقة إدارة بايدن. السياسة المتساهلة المتوقعة للرئيس الجديد إزاء إيران، في تقدير جهات سياسية في القدس، ستشجع فقط العمليات الإرهابية لوكلاء إيران في الشرق الأوسط، الأمر الذي سيحول اليمن إلى جبهة إضافية ستضطر إسرائيل إلى مواجهتها في المواجهة مع إيران، على الرغم من بعدها الجغرافي الكبير.
"هآرتس"، 5/1/2021
مَن المتعاون مع "حماس"؟
إيهود باراك - رئيس حكومة سابق
  • من وقائع الفترة الأخيرة نرى بنيامين نتنياهو والحركة الإسلامية متعانقين؛ تركيا تريد تحسين علاقتها بإسرائيل؛ بضعة صواريخ من غزة يجري اعتراضها في سماء غلاف غزة، والجيش يرد على أهداف ثانوية؛ القطريون يدرسون استئناف دفع الملايين لـ"حماس" في غزة. ظاهرياً تبدو الأحداث غير مترابطة، وإيجابية بمعنى ما. في نظرة عن قرب تتضح صورة أكثر تعقيداً بكثير، تخبرنا شيئاً عن "حماس" وأيضاً عن نتنياهو.
  • يتضح أن حركة "حماس" بفرعيها في غزة، وبفرعها الأيديولوجي في إسرائيل [راعام]، ومؤيديها وراعيها في المنطقة، يرغبون في فوز نتنياهو في الانتخابات، ويساهمون في تحقيق ذلك. سقوطه بالنسبة إليهم تهديد، وهم يعلمون لماذا.
  • ليس لدينا بين الفلسطينيين عدو شرس مثل "حماس". دماء مئات الإسرائيليين على يديها. نتذكر وعد نتنياهو كرئيس للمعارضة بالقضاء عليها. في ذروة موسم البالونات الحارقة حاول أن يظهرهم بأنهم يحاولون حرق أطفال الروضات أحياء في غلاف غزة. هذا نتنياهو وكلامه. الواقع مختلف. منذ عامين سكان غلاف غزة متروكون. يواصل نتنياهو السماح بوصول الأموال إلى الحركة مع معرفته أن جزءاً منها يذهب إلى بنيتها العسكرية، وامتنع من دق إسفين بينه وبين السكان على شكل مشاريع مدنية، مثل مشاريع صرف صحي وحتى محطة توليد للطاقة، كما يقترح الجيش والشاباك.
  • على حساب سكان غلاف غزة الذين تخلى عنهم، وعلى حساب الغزيين العاجزين ينشط حلف غير مكتوب بين نتنياهو و"حماس". تقدم "حماس" لنتنياهو عدواً مثالياً، مجموعة إرهابيين يريدون رؤية إسرائيل تغرق في الدماء. عدو لا أمل منه - أو باللغة الحقيقية الداخلية لنتيناهو ليس هناك فرصة في أن يتغير، وهو بذلك يساعد في تعميق الخوف من "وحوش مفترسة" و"عماليق" يتربصون بنا لتدميرنا. وفرعهم الأيديولوجي في البلد، الحركة الإسلامية، كانت تصوَّر حتى مؤخراً كجزء من "الخونة"، أي كل المواطنين العرب في إسرائيل، وكل "الرموز" وكل عدو سياسي لنتنياهو. في عالمه تقدّم "حماس" من جهة كخطر وجودي، الأمر الذي يتجاوز كثيراً قدرتها العملانية، ومن جهة أُخرى يجري التعامل معها كنبتة محمية. السلطة الفلسطينية، على الرغم من كل قيودها، تتعاون مع الجيش الإسرائيلي ومع الشاباك في الحرب على الإرهاب، لكن نتنياهو يسعى لتقوية "حماس" على حسابها. يعطي نتنياهو "حماس" فرادتها وأهميتها في مقابل السلطة، كأنها تحارب إسرائيل من دون أن تدفع ثمناً لذلك.
  • لكن في السنة الأخيرة، وفي مواجهة الجائحة وأزمة المعيشة والقانون، يتصاعد خطر حقيقي لفقدان السلطة. في انتظار إدارة بايدن ومواقف مصر، والأردن، والسعودية، وأصدقائنا في الخليج – الذين هم من كبار المؤيدين لمحمد دحلان - قد يكون مطلوباً من الحكومة الجديدة في إسرائيل البحث في إمكان الخروج من النفق المسدود في غزة إلى تسوية طويلة الأجل. في هذه الحالة تُزود "حماس" نتنياهو بالذريعة الحاسمة لإفشال أي مبادرة: السلطة الفلسطينية لا تسيطر على نصف شعبها. احتمال التسوية ليس بسيطاً لكنه موجود، ويمكن أن يتطور إلى تهديد وجودي لـ"حماس" في غزة. هذا التهديد تستعد له "حماس" والقطريون والحركة الإسلامية والأتراك. هم يقرأون جيداً محنة المتهم جنائياً الذي يريد أن يُنتخب من جديد؛ في ضائقته أيضاً إنقاذ "حماس" وأتباعه يعتبر مساعدة مناسبة.
  • مشروعية مشاركة فاعلة لأحزاب عربية في الائتلاف هي أمر مرحّب به وحان وقته. لكن يجب أن نفهم أن هذه في أساسها صفقة مرفوضة بين رئيس حكومة هو من أسوأ أعداء التهدئة والتسامح في المنطقة. وإذا كان هذا ملاذ المتهم، فإن هذا ليس السبيل.