مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو حاول شرعنة 6 بؤر استيطانية غير قانونية في الضفة لكن غانتس أحبط محاولته
الحكومة الإسرائيلية تصادق على تمديد الإغلاق العام مدة 10 أيام إضافية حتى نهاية الشهر الحالي
قصف إسرائيلي لمواقع تابعة لـ"حماس" رداً على إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة
استطلاع قناة التلفزة 12: 51 مقعداً لمعسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حكم نتنياهو وفي حال انضمام "يمينا" يمكنه تأليف حكومة يؤيدها 64 عضو كنيست
مقالات وتحليلات
معطيات المكتب المركزي للإحصاء: وضع اليهود في إسرائيل أفضل كثيراً من وضع العرب في معظم مؤشرات جودة الحياة
اختبار التطبيع: إسرائيل، دول الخليج والتحدي الإيراني
الانتخابات في السلطة الفلسطينية: أسئلة أكثر من أجوبة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 20/1/2021
نتنياهو حاول شرعنة 6 بؤر استيطانية غير قانونية في الضفة لكن غانتس أحبط محاولته

بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية على إقامة نحو 800 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية] الأسبوع الفائت، حاول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمس (الثلاثاء) شرعنة 6 بؤر استيطانية غير قانونية، لكن وزير الدفاع بني غانتس [رئيس "أزرق أبيض"] أحبط محاولته.

وقالت مصادر مقربة من غانتس إن نتنياهو حاول أن يُدرج في جدول أعمال الاجتماع، الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الثلاثاء) لمناقشة أزمة كورونا وإمكان تمديد الإغلاق العام، اقتراحاً يتضمن الاعتراف بـ6 بؤر استيطانية في المناطق [المحتلة] تُعتبر غير قانونية بموجب القانون الإسرائيلي، وذلك قبل يوم واحد من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الأمر الذي قد يزيد تعقيد علاقات إسرائيل بالإدارة الأميركية الجديدة.

وأضافت هذه المصادر أن غانتس تحرّك بسرعة لحذف هذا البند من جدول الأعمال وطالب بألا يُطرح في اجتماع الحكومة أي اقتراح دبلوماسي غير مسؤول في مثل هذا الوقت الحساس.

يُذكر أن الكنيست صادق بالقراءة التمهيدية الشهر الفائت على مشروع قانون قدمه عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش من "يمينا" ينص على شرعنة عشرات البؤر الاستيطانية غير القانونية ويسمح لها رسمياً بالارتباط بشبكتي الكهرباء والمياه.

ويشمل مشروع القانون إنهاء إجراءات شرعنة 65 بؤرة استيطانية غير قانونية خلال السنتين المقبلتين. وبموجبه سيتم تحديد بعض البؤر الاستيطانية على أنها أحياء في مستوطنات قائمة، بينما سيتم تسجيل البعض الآخر كأحياء جديدة.

وتقع أغلبية البؤر الاستيطانية في أراضٍ حددتها اتفاقية أوسلو الثانية التي تم توقيعها سنة 1995 بأنها في المنطقة ج التي تتولى إسرائيل المسؤولية عن القضايا المدنية والأمنية فيها. وتشكل المنطقة ج نحو 60% من مساحة الضفة الغربية.

"معاريف"، 20/1/2021
الحكومة الإسرائيلية تصادق على تمديد الإغلاق العام مدة 10 أيام إضافية حتى نهاية الشهر الحالي

صادقت الحكومة الإسرائيلية أمس (الثلاثاء) على تمديد الإغلاق العام مدة 10 أيام إضافية، في الوقت الذي تشهد فيه إسرائيل أعلى معدلات إصابة بفيروس كورونا منذ بداية الوباء.

وكان من المقرر أن ينتهي الإغلاق ليلة الخميس المقبل تلقائياً إذا لم تتم المصادقة على تمديده. وبعد قرار الحكومة هذا من المقرر أن ينتهي الإغلاق يوم 31 كانون الثاني/يناير الحالي.

بالإضافة إلى ذلك صادقت الحكومة أيضاً على فرض غرامة بقيمة 2500 شيكل على كل شخص يصل إلى البلد ولا يعرض فحص كورونا يُظهر نتيجة سلبية. وبموجب هذه السياسة الجديدة، يجب إجراء الفحص في غضون 72 ساعة قبل الهبوط في إسرائيل.

وذكرت مصادر في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أنه في ضوء معدلات الإصابة المرتفعة بفيروس كورونا مؤخراً دعم وزراء أحزاب الحريديم تمديد الإغلاق بعد أن ترددوا في السابق في تطبيق إجراءات الإغلاق بسبب تأثيرها في مراسم الصلاة وغيرها من جوانب الحياة اليومية للمجتمع الحريدي.

وأضافت هذه المصادر أن وزراء "أزرق أبيض" اشترطوا دعمهم لمثل هذا الإجراء بتشديد إنفاذ أوامر الإغلاق وألا تزيد مدة التمديد عن 10 أيام، بالإضافة إلى شروط أُخرى تتعلق بوقف التمييز في تطبيق قيود الإغلاق الحالية، إذ تقوم السلطات بفرض غرامات أقل بكثير في المناطق الحريدية على الرغم من التفشي الشديد للفيروس فيها.

وقال بيان صادر عن وزارة الصحة أمس أنه تم في اليوم السابق تسجيل رقم قياسي جديد في عدد الإصابات الجديدة بالفيروس بلغ 10.051 إصابة ليصل بذلك عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس منذ بداية الوباء في إسرائيل إلى 565.629 شخصاً، بينهم 82.652 حالة نشطة. وتجاوزت نسبة نتائج الفحوصات الإيجابية عتبة 10% لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وأضاف البيان أن أكثر من 2.2 مليون إسرائيلي تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح في حين تلقى أكثر من 400.000 الجرعة ثانية أيضاً.

موقع Ynet، 20/1/2021
قصف إسرائيلي لمواقع تابعة لـ"حماس" رداً على إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن الجيش قام الليلة الماضية بقصف مواقع تابعة لحركة "حماس" في قطاع غزة رداً على إطلاق قذيفة صاروخية من شمال القطاع مساء أمس (الثلاثاء).

وأضاف البيان أن القذيفة سقطت في منطقة مفتوحة في جنوب إسرائيل ولم تتسبب بوقوع إصابات بشرية أو أضرار مادية كبيرة.

وقالت مصادر فلسطينية إن مدفعية الجيش الإسرائيلي استهدفت بعدة قذائف نقطة تتبع للضبط الميداني شرقي بلدة بيت حانون في شمال القطاع ونقطة أُخرى تتبع للضبط شرقي حي الزيتون في شرق غزة ونقطتين شرقي مخيمي المغازي والبريج وسط القطاع من دون أن يُبلَّغ عن وقوع إصابات.

وكانت طائرات حربية إسرائيلية قامت في ساعة مبكرة من صباح أول أمس (الاثنين) بشنّ غارات على قطاع غزة رداً على إطلاق صواريخ من القطاع في اتجاه إسرائيل.

"يسرائيل هيوم"، 20/1/2021
استطلاع قناة التلفزة 12: 51 مقعداً لمعسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حكم نتنياهو وفي حال انضمام "يمينا" يمكنه تأليف حكومة يؤيدها 64 عضو كنيست

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته قناة التلفزة الإسرائيلية 12 أمس (الثلاثاء) أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 الآن سيحصل معسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حُكم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والمؤلف من أحزاب "أمل جديد" و"يوجد مستقبل" و"إسرائيل بيتنا" وميرتس و"أزرق أبيض" و"الإسرائيليون" من دون القائمة المشتركة على 51 مقعداً، وإذا انضم إليه تحالف "يمينا" هناك إمكانية لتأليف حكومة تستند إلى تأييد 64 عضو كنيست، في حين أن معسكر الأحزاب الذي يدعم إقامة حكومة برئاسة نتنياهو والمؤلف من أحزاب الليكود واليهود الحريديم [المتشددون دينياً] سيحصل على 46 مقعداً، وإذا انضم إليه تحالف "يمينا" سيصبح لديه 59 مقعداً لكنها غير كافية لتأليف حكومة.

ووفقاً للاستطلاع، تحصل قائمة الحزب الجديد "أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر المنشق عن حزب الليكود على 15 مقعداً، وتحصل قائمة حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على 30 مقعداً، وقائمة "يوجد مستقبل" بزعامة عضو الكنيست يائير لبيد على 14 مقعداً، وقائمة "يمينا" بزعامة عضو الكنيست نفتالي بينت على 13 مقعداً.

وتحصل القائمة المشتركة على 10 مقاعد، ويحصل كل من قائمة حزب شاس الحريدي وقائمة حزب يهدوت هتوراه الحريدي على 8 مقاعد، وتحصل قائمة حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان على 7 مقاعد، وقائمة حزب ميرتس على 6 مقاعد، وقائمة "أزرق أبيض" برئاسة وزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل بني غانتس على 5 مقاعد، وقائمة "الإسرائيليون" برئاسة رئيس بلدية تل أبيب رون خولدائي على 4 مقاعد.

ولن تتمكن قوائم أحزاب الصهيونية الدينية والعمل و"البيت اليهودي" و"غيشر" و"الحزب الاقتصادي" برئاسة المحاسب العام السابق لوزارة المال يارون زليخا و"تنوفا" [انطلاقة] برئاسة عضو الكنيست السابق عوفر شيلح الذي انشق عن حزب "يوجد مستقبل" و"قدامى إسرائيل" برئاسة رئيس جهاز الموساد السابق داني ياتوم و"عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 20/1/2021
معطيات المكتب المركزي للإحصاء: وضع اليهود في إسرائيل أفضل كثيراً من وضع العرب في معظم مؤشرات جودة الحياة
موشيه كوهين - محلل اقتصادي
  • لا تنطوي المعطيات التي نشرها المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء أمس (الثلاثاء) على أي مفاجأة: وضع السكان اليهود في إسرائيل أفضل كثيراً من وضع السكان العرب في معظم مؤشرات جودة الحياة.
  • التشغيل: نسبة السكان اليهود الذين حصلوا على شغل بلغت 65% سنة 2019 في حين بلغت لدى السكان العرب 49%. وبلغ متوسط الدخل لدى اليهود 19.845 شيكل في حين بلغ لدى العرب 12.368 شيكل.
  • الأمن الشخصي: بلغت نسبة حوادث القتل بين السكان اليهود 0.6% من بين كل 100.000 في حين بلغت بين السكان العرب 3.9%. وبلغت نسبة القتلى في هذه الحوادث بين السكان اليهود 3% من بين كل 100.000 مقابل 6% بين السكان العرب.
  • الصحة وجودة الحياة: بلغ معدل العمر بين الرجال اليهود 81.7 عام وبين الرجال العرب 78.1 عام. وبلغ معدل العمر بين النساء اليهوديات 85.1 عام وبين النساء العربيات 81.9 عام. وبلغت حالات وفاة الأطفال بين السكان اليهود 2.2 حالة بين كل 1000 ولادة مقابل 5.3 حالة بين السكان العرب.
  • السكن: أعرب 89% من السكان اليهود عن رضاهم عن المنازل التي يقطنون فيها في حين أعرب 79.9% من السكان العرب عن رضاهم. وقال 59.8% من اليهود أنهم راضون عن أوضاع النظافة في مناطق سكناهم في حين قال 41.1% من العرب أنهم راضون عنها. وأكد 68.7% من اليهود أن هناك متنزهات ومساحات عامة في مناطق سكناهم بينما قال 16.3% فقط من العرب إن لديهم متنزهات ومساحات عامة في مناطق سكناهم.
  • التربية والتعليم: تبلغ نسبة الذين يواجهون صعوبات في امتحانات الرياضيات الدولية "البيزا" بين التلامذة اليهود 23.4% في حين تبلغ بين التلامذة العرب 66.8%. وتبلغ نسبة أصحاب الدراسة ما بعد الثانوية والجامعية في صفوف أبناء 30 عاماً فما فوق 59.4% بين السكان اليهود و37% بين السكان العرب. وتبلغ نسبة مستحقي شهادة البجروت [شهادة الثانوية العامة] في صفوف أبناء 26 عاماً 55.9% بين اليهود و37% بين العرب.
"نظرة سياسية - أمنية"، 18/1/2021
اختبار التطبيع: إسرائيل، دول الخليج والتحدي الإيراني
أودي أفينطال - باحث في معهد السياسات والاستراتيجيا في مركز هرتسليا المتعدد المجالات
  • تكشف عملية التطبيع بين دول الخليج وبين إسرائيل اعترافاً متزايداً بأهمية إسرائيل كشريك مهم وشرعي في المنطقة وتفتح أمامها فرصاً متنوعة لتعاون محتمل. في المجال السياسي - الأمني أحد أهداف إسرائيل المركزية إنشاء جبهة إقليمية واسعة لكبح نفوذ إيران في الشرق الأوسط. منذ البداية التهديد الإقليمي المشترك المترائي من إيران كان أحد الحوافز البارزة، بالإضافة إلى الحاجة إلى محاربة الإرهاب والإسلام المتطرف، وهذا ما دفع دول الخليج وإسرائيل إلى إجراء اتصالات وتعاون أمني في المرحلة الأولى، وتحويلها إلى اتصالات رسمية وعلنية لاحقاً.
  • على خلفية المصلحة الواضحة لإدارة أوباما وبعدها إدارة ترامب في تقليص تدخّل الولايات المتحدة في المنطقة، دول الخليج، التي تتخوف من "التخلي" الأميركي عن المنطقة، تعتبر إسرائيل عنصراً مؤثراً في واشنطن، وهي مستعدة للدخول في مواجهة مع الإدارة الأميركية وعرض موقفها أيضاً (كما حدث في مواجهة إدارة أوباما بشأن مسألة الاتفاق النووي مع إيران). تدرك هذه الدول أيضاً أن إسرائيل هي اللاعبة الوحيدة في المنطقة التي لا تتردد في التحرك بفعالية، وفي استخدام القوة من أجل صد جهود التمدد الإيراني.
  • في هذه الأيام، ومع تولّي إدارة أميركية جديدة مهماتها، قدرة إسرائيل ودول الخليج على ترجمة المصالح الاستراتيجية المشتركة فيما يتعلق بإيران إلى سياسة متفَّق عليها بصورة عامة، وإزاء واشنطن بصورة خاصة، هي موضع الاختبار. فيما يلي وجهات النظر والعوامل المتعددة التي ستؤثر في حجم وعمق التنسيق والتعاون بين الأطراف فيما يتعلق بالمسألة الإيرانية.
  • تصور التهديد الإيراني وحجم الاعتماد على الولايات المتحدة- تركز إسرائيل على المشروع النووي الإيراني، وعلى التهديدات التي تعمل إيران على ترسيخها ضدها على حدودها ومن جبهات أبعد. أيضاً تتخوف دول الخليج من تهديد مباشر لأنظمتها على خلفية جهود إيران التآمرية، وخصوصاً من ناحية السكان الشيعة في أراضيها؛ وتشعر بالقلق أيضاً من تحدٍّ مركزي آخر لأنظمتها - التهديد الذي يمثله الإخوان المسلمون والدعم الذي يحظون به من تركيا.
  • وبينما إسرائيل قادرة على مواجهة تهديدات الصواريخ على أنواعها والمسيّرات من إيران، فإن دول الخليج تعتمد اعتماداً عميقاً وكبيراً على مظلة الدفاع الأميركية. ميزان الردع بينها وبين إيران يميل بصورة حاسمة إلى مصلحة طهران، وهي لا تجرؤ على مواجهتها بصورة مباشرة (على الرغم من السلاح المتطور الذي تزودها به الولايات المتحدة) حتى عندما تتعرض لهجوم إيراني ساحق مثل الهجوم الذي أوقع ضرراً استراتيجياً بمنشأت النفط الأساسية في السعودية في أيلول/سبتمبر 2019.
  • لإسرائيل مصلحة في المحافظة على وجود أميركي مهم في الشرق الأوسط، مثلاً في العراق، لكنه في نظر دول الخليج ضرورة وجودية، وهي تسعى للحصول على ضمانات من الولايات المتحدة بأن التفاهمات مع إيران لن تأتي على حسابها.
  • مقاربات خليجية متنوعة إزاء إيران - لا يمكن تصنيف دول الخليج كمجموعة متجانسة عندما يكون المقصود سياستها إزاء إيران. على الرغم من الخطوة الجريئة التي قامت بها دولة الإمارات في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، فهي في المقابل تعمل على "تقييد المخاطر" في مواجهة إيران، وتموضِع نفسها بين واشنطن وطهران. في هذا الإطار تدير أبو ظبي مع إيران منظومة علاقات براغماتية، وتُجري الدولتان حواراً أمنياً لتخفيف التوترات في الخليج.
  • السعودية أيضاً درست إمكان إجراء حوار مشابه مع طهران، في ظل شكوكها في صدقية الدعم الأميركي، بعد امتناع الولايات المتحدة من الرد على الهجوم الإيراني على أراضي السعودية في أيلول/سبتمبر 2019. مع ذلك تنتهج الرياض منذ ذلك الحين خطاً أكثر تشدداً ضد إيران، وهي مستعدة لمواجهتها مباشرة. في هذا السياق برزت مؤخراً، في أثناء قمة المصالحة مع قطر، دعوة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دول الخليج إلى الوحدة ضد التهديد الإيراني. المنطق في علاقة دول الخليج بإيران جرى التعبير عنه أيضاً في السياسة المستقلة التي تقودها عُمان وقطر. تدير عُمان بصورة تقليدية علاقات وثيقة وتتعاون مع طهران؛ وقطر التي وثّقت علاقتها بإيران في أعقاب مقاطعة دول الخليج لها، لم تخضع ولم تتخلّ عن هذه العلاقات في إطار المصالحة مع هذه الدول، على الرغم من أن أحد المطالب كان أن تقلص الدوحة علاقاتها بطهران.
  • إسرائيل ودول الخليج إزاء الإدارة الأميركية- تريد إسرائيل ودول الخليج أن تتشاور إدارة بايدن معهم وألّا تفاجئهم بخطواتها حيال طهران. تسعى إسرائيل لحوار بنّاء وحميم مع الإدارة، في مركزه المسألة النووية. حوار من هذا النوع هو حساس ومعقد للغاية، سواء من ناحية المضامين السياسية والعملانية والتكنولوجية التي يحتوي عليها، أو من ناحية الصورة الاستخباراتية التي يعتمد عليها، والتي تستند إلى مصادر حساسة ومشتركة للدولتين. من المعقول أن يُطلَب من دول الخليج وإسرائيل على حد سواء المحافظة على الحصرية وخصوصية القنوات القائمة بينها وبين واشنطن، بصورة ستجعل من الصعب التنسيق السياسي الوثيق والتفصيلي بينهما (خصوصاً في تفصيلات المسألة النووية) التي تتخطى خطوطاً سياسية عامة.
  • حوار إقليمي برعاية أميركية - إحدى الأفكار التي تفحصها إدارة بايدن كجزء من استخلاص الدروس من المفاوضات مع إيران في فترة أوباما، هي إجراء حوار إقليمي بقيادة دول الخليج. وذلك في مقابل المفاوضات مع إيران في المسألة النووية التي ستقودها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا (5+ واحد) إذا نشأت فعلاً قناة إقليمية لتخفيف التوتر مع إيران، التي من الواضح جداً أن إسرائيل لن تكون جزءاً منها.
  • المحافظة على التفوق النوعي - دول جديدة ستنضم إلى دائرة التطبيع وعلى رأسها السعودية، ستطلب من الولايات المتحدة الحصول على منظومات سلاح متطور من نوع طائرات أف-35 ومسيّرات مسلحة، على غرار التي قُرِّرت في الاتفاق بين إسرائيل والإمارات. وذلك بحجة أن هذه القدرات المتطورة مطلوبة لمواجهة التهديد الإيراني. من جهة أُخرى تتخوف إسرائيل من سباق تسلح إقليمي، وتعطي المحافظة على تفوقها العسكري أهمية خاصة وتعتبره مكوناً مهماً لضمان استقرار الشرق الأوسط، وتقدّر أن معقولية استخدام دول الخليج لهذا السلاح ضد إيران منخفضة للغاية. تعي دول الخليج التحفظات العميقة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن الموضوع، وهذه مسألة يمكن أن تلقي بظلالها على العلاقات الثلاثية بين إسرائيل- الولايات المتحدة - الخليج.
  • احتمال تعاون عملاني خليجي - إسرائيلي - بالاستناد إلى تقارير منشورة، كان هناك تعاون استخباراتي وأمني في مواجهة التهديد الإيراني وتحديات أُخرى في إطار الأمن والمعلومات موجوداً بين إسرائيل ودول الخليج حتى قبل اتفاقات التطبيع. بعدها من المحتمل ارتفاع درجة العلاقات إلى حد منح إسرائيل مجالاً لنصب قدرات بالقرب من حدود إيران.
  • على الصعيد العلني تفتح اتفاقات التطبيع فرصاً أمام تعاون أمني مستقبلي، في الأساس في المجالات الدفاعية. مثلاً إنشاء هندسة مشتركة دفاعية في مواجهة الصواريخ برعاية أميركية، تخدم مصالح كل الأطراف. تستطيع دول الخليج الاستفادة من القدرات الاعتراضية الإسرائيلية المتطورة للصواريخ، وتستطيع إسرائيل تحسين فرص اعتراض إطلاق الصواريخ من إيران، وتستطيع الولايات المتحدة أن تقود السيطرة والرقابة على المنظومة، وأن تضم إليها قدرات أميركية للدفاع عن أرصدتها في المنطقة.
  • مع ذلك، تعاونات أمنية - استراتيجية على المستويات السرية والعلنية ليست أمراً مفروغاً منه. بالإضافة إلى التعقيد المتعلق بالكشف عن تكنولوجيا وتعاون أمني استخباراتي، يمكن أن تتردد دول الخليج تخوفاً من ردة فعل إيرانية ضدها. وذلك على خلفية تهديدات إيران للإمارات والبحرين بأنهما ستتحملان النتائج الخطِرة إذا منحتا إسرائيل موطئ قدم على أراضيهما أو في الخليج بصورة تهدد أمن إيران القومي.

الصورة الواسعة

  • لإسرائيل ودول الخليج مجموعة مصالح متطابقة فيما يتعلق بإيران والتهديدات الناجمة عنها، وخصوصاً الحاجة إلى كبح طموحاتها للهيمنة الإقليمية وحصولها على قدرة نووية، وإحباط هجماتها من جبهات مجاورة بواسطة وكلائها، أو بصورة مباشرة من أراضيها.
  • على الرغم من تطابق المصالح، فإن تحليلها من خلال نظرة واسعة وشاملة يكشف أن السبيل إلى تعاون استراتيجي فعال وعميق ومكثف بين إسرائيل ودول الخليج في المسألة الإيرانية- معقد. التحديات المتعلقة بذلك لها علاقة بالفوارق في مقاربة التهديد الإيراني والعلاقات المتعددة لدول الخليج بإيران، والفجوات في علاقات الأطراف بالولايات المتحدة ومدى اعتمادها عليها، وتعقيد التعاون من الناحية العملانية.
  • في ضوء المواقف المستقلة لكل من قطر وعُمان حيال إيران، ومقاربة الكويت المعادية لإسرائيل، وجهود دولة الإمارات لضمان أمنها بواسطة حوار أمني مع إيران، تبدو السعودية، أكبر وأقوى دولة في الخليج وتنتهج أيضاً خطاً معادياً بشدة لإيران في نظر إسرائيل، كشريك محتمل ومهم للغاية في السياق الإيراني،.
  • استلام إدارة بايدن عملها وسياستها المعلنة إزاء إيران تضع إسرائيل والسعودية والإمارات أمام أول اختبار لقدرتها على العمل بصورة منسقة في المسألة الإيرانية. في هذه المرحلة ليس واضحاً ما إذا كانت السعودية مستعدة لمواجهة إدارة بايدن فيما يتعلق بسياستها إزاء إيران، أو أنها ستعطي الأولوية لمساعيها لترميم العلاقات مع واشنطن التي تضررت بسبب قضايا حقوق الفرد، وعلى خلفية الحرب الوحشية التي تخوضها في اليمن.
  • بالنسبة إلى إسرائيل - رسائل منسقة مع السعودية والإمارات في المسألة الإيرانية وموقف إقليمي مشترك في الشأن الإيراني يمكن أن تشكل رافعة مهمة للغاية في المساعي الرامية إلى التأثير في السياسات الأميركية. يتعين على إسرائيل - التي تستعد في هذه الأيام لحوار مع إدارة بايدن، وتصوغ مواقفها من قضايا إيران - أن تأخذ في حسابها في هذا السياق أيضاً سياستها إزاء دول الخليج. في هذا الإطار المطلوب منها أن تفحص القواسم المشتركة التي يمكن التوصل إليها مع إدارة بايدن، وعلناً؛ بناء قنوات تواصل للتشاور والتنسيق وتبادل المستجدات الجارية؛ أن تحدد مسبقاً المستوى الذي ترغب إسرائيل في إشراك دول الخليج في الحوار النووي؛ أخيراً، التفكير في كيفية التغلب على توترات مفهومة بين الأطراف، مثلاً في مسألة المحافظة على التفوق النوعي.

 

"يديعوت أحرونوت"، 19/1/2021
الانتخابات في السلطة الفلسطينية: أسئلة أكثر من أجوبة
سمدار بيري - مراسلة الشؤون العربية

  • كيف نفحص من وجهة نظر إسرائيلية "الأمر الرئاسي" الذي أصدره رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن؟ قبل كل شيء من المهم القول أنه فعل ذلك فجأة وبخلاف رغبته الفعلية. لو كان الأمر يعود إليه فقط لكان عباس، ابن الـ85 عاماً، ينهي أيامه على الكرسي في المقاطعة.
  • الآن الأسئلة: هل ينوي عباس الإعداد بجدية لإجراء انتخابات في القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة؟ هل أخذ في حسابه أنه يمكن أن يخسر على الأقل جولتين من 3 جولات اقتراع؟ هل يحلم أبو مازن بالتخلي عن كل شيء والانضمام إلى زوجته أمينة التي تسكن منذ عدة أعوام في منزل واسع في العاصمة عمّان؟ أم أن كل ما يجري هو ذر للرماد في عيون الجيل الفلسطيني الشاب، وفي مواجهة معارضيه الشرسين في رام الله وخصومه المحبَطين في غزة؟
  • أم أن ما يجري هو ذر رماد في العيون إزاء المنظمات الأوروبية التي وظفت مالاً كبيراً - باليورو والجنيه الإسترليني والدولارات- جزء كبير من عشرات الملايين تبخر واختفى، وفعلياً لن يحدث أي شيء حقيقي؟
  • في نهاية الأسبوع الماضي وقّع عباس أمراً رئاسياً قدمه له رئيس لجنة الانتخابات في الضفة حنا ناصر. وقبل أن يجف الحبر خرجت حركة "حماس" في غزة عن طورها وسارعت إلى التهنئة بصوت عال، وتعهدت أيضاً المشاركة. لا داعي للتعجب، تؤكد أرقام استطلاع داخلي أن إسماعيل هنية زعيم "حماس" في غزة سيفوز بنسبة كبيرة، نحو 50% مقابل 43% لعباس. أيضاً في انتخابات المجلس التشريعي الفوز ليس في جيب أبو مازن. إذا فازت "حماس" في الجولة الأولى والثانية فإن فوزها مضمون أيضاً في الجولة الثالثة والأخيرة في انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.
  • يجب أن نتذكر الشباب الذين يصوتون لأول مرة- ولا صلة لهم أو علاقة بمؤسسات السلطة الفلسطينية. أعطوهم عملاً ومالاً للتسلية وأبعدوهم عن كبار السن في السلطة الفاسدة.
  • في هذه المرحلة ليس واضحاً أبداً إذا كان أكثر من مليون شخص من الذين يحق لهم الاقتراع والترشح في غزة سيقدرون على تحقيق إرادتهم. هل سيأتي سكان القطاع إلى صناديق الاقتراع التي ستفتح في وسط البلدة وفي مخيمات اللاجئين؟ هل من سيكون في تلك الفترة موجوداً في الضفة سيقدر على التصويت؟ وماذا بشأن سكان القدس الشرقية؟
  • حتى هذه الساعة إسرائيل ساكتة، لكنها حرصت على التوضيح أنها لن توافق على عمليات سياسية في أراضيها كون القدس الشرقية "مضمومة" إلى دولة إسرائيل. في هذه الأثناء عباس يضغط لإشراك الفلسطينيين في كل مكان، حتى لو كان لا يقدر على تقرير مستقبل سكان المنطقة ج. هل سكان المنطقة الراقية الروابي، وأغلبيتهم من الشباب المرتاح مادياً، ينوون المشاركة في التصويت؟ وهل سينتخبون أبو مازن الذي لم تطأ قدمه بلدتهم؟
  • من الصعب تخيل أبو مازن يخرج بإرادته الحرة من مبنى الحكومة في رام الله، ويتنازل عن كل شيء ويقرر أن يقضي إجازة في أراضي السلطة، أو في عمّان، أو لدى أحد أبنائه في الإمارات الخليجية. حتى سنده الأقوى، المملكة الأردنية، يقوم بجولات: الملك عبد الله في أبو ظبي، ووزير خارجيته أيمن الصفدي عند السعوديين.
  • أبو مازن يسير وفق ما هو مطلوب منه، وليس صدفة أنه أصدر تحديداً الآن "أمر الانتخابات"، قبل أيام معدودة من دخول الرئيس الأميركي الجديد إلى البيت الأبيض. وسبق أن أوضح أنه يريد استئناف المفاوضات مع إسرائيل بوساطة أميركية. من المعقول الافتراض أنه سيترك للزمن وفقدان الاهتمام الدولي بمسائل الفلسطينيين أن يفعلا فعلهما.