مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
طائرة مسيّرة تستهدف شاحنة بالقرب من معبر عسكري بين العراق وسورية
اعتقال نحو 20 إسرائيلياً بشبهة تطوير وإنتاج صواريخ لدولة آسيوية بصورة غير قانونية
الناطقة بلسان البيت الأبيض: بايدن يعتزم التحادث مع نتنياهو قريباً
استطلاع "معاريف": 53 مقعداً لمعسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حكم نتنياهو وفي حال انضمام "يمينا" يمكنه تأليف حكومة يؤيدها 65 عضو كنيست
مقالات وتحليلات
التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن هناك عاصفة آخذة بالتدحرج من جهة الولايات المتحدة
تتخوفون من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي: توصلوا إلى تسوية مع الفلسطينيين
حسم النزاع بشأن الميزانية بين وزارتيْ المال والدفاع، احزروا مَن انتصر!
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 12/2/2021
طائرة مسيّرة تستهدف شاحنة بالقرب من معبر عسكري بين العراق وسورية

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 4 أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم جرّاء استهداف طائرة مسيّرة من دون طيار لشاحنة قادمة من العراق كانت تقل ذخيرة إلى الفصائل الموالية لإيران بالقرب من معبر عسكري غير شرعي بين العراق وسورية قبل ظهر أمس (الخميس).

وأضاف المرصد في تغريدة نشرها مديره في حسابه الخاص على موقع "تويتر": "قام طيران مسيّر نهار أمس باستهداف شاحنة تقل ذخيرة إلى الميليشيات الموالية لإيران بعد دقائق قليلة من دخولها الأراضي السورية"، مشيراً إلى أن "الميليشيات الإيرانية تستخدم المعبر للتنقل بين البلدين وإدخال التعزيزات والشاحنات منه، وذلك بالقرب من مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي."

وقالت وسائل إعلام عراقية إن انفجارات عنيفة دوت في المنطقة في إثر استهداف الشاحنة المحملة، وأكدت أنه لم ترِد معلومات رسمية عن حجم الخسائر البشرية والمادية.

وأفاد مصدر أمني عراقي لوكالة "السومرية نيوز" العراقية بأن الضربة الجوية لم يُعرف مصدرها إلى الآن، بينما رجحت وسائل إعلام سورية بأنها إسرائيلية.

 

"يديعوت أحرونوت"، 12/2/2021
اعتقال نحو 20 إسرائيلياً بشبهة تطوير وإنتاج صواريخ لدولة آسيوية بصورة غير قانونية

سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الخميس) بنشر نبأ قيام جهاز الأمن العام ["الشاباك"] والشرطة الإسرائيلية باعتقال نحو 20 إسرائيلياً، بينهم عاملون سابقون في الصناعات الأمنية الإسرائيلية، بشبهة تطوير وإنتاج صواريخ بصورة غير قانونية لدولة آسيوية لم يتم ذكرها.

وقال بيان صادر عن جهاز "الشاباك" إنه يشتبه بارتكاب المعتقلين مخالفات ضد أمن الدولة، وضد قانون مراقبة تصديرات المنتوجات الأمنية، ومخالفات تبييض أموال ومخالفات اقتصادية إضافية. ونشرت الشرطة صورة لصاروخ موجَّه ضُبط بحيازتهم.

وأضاف البيان أنه اتضح في التحقيق الذي أُجريَ خلال الشهرين الفائتين، وكان تحقيقاً مشتركاً بين جهاز "الشاباك" ووحدة "لاهف 433" في الشرطة ووزارة الدفاع الإسرائيلية، أن هذه المجموعة حصلت على تعليمات للعمل من جهات ومسؤولين في تلك الدولة الأجنبية في مقابل الحصول على مبالغ كبيرة من المال ومزايا إضافية، كما قامت المجموعة بتطوير إنتاج صواريخ وإجراء تجارب وبيع صواريخ لهذه الدولة. 

وأشار البيان إلى أن العلاقة بين المشتبه بهم والمسؤولين في هذه الدولة كانت سرية، وأن المتورطين حاولوا عدم كشف الدولة التي يتم إرسال السلاح إليها. وقال إن التحقيق كشف معلومات كثيرة عن طريقة عمل هؤلاء المسؤولين الأجانب مع الإسرائيليين، بما في ذلك استخدام تقنيات إخفاء وسرية في تنفيذ صفقات وتحويل العائدات إليهم. 

وأكد البيان "أن هذه القضية توضح الضرر المحتمل على أمن الدولة، والذي يتجسد في صفقات ينفذها مواطنون إسرائيليون مع جهات أجنبية وبصورة غير قانونية، مع المخاوف من أن هذه التكنولوجيا من الممكن أن تتسرب إلى دولة معادية لإسرائيل."

"يسرائيل هيوم"، 12/2/2021
الناطقة بلسان البيت الأبيض: بايدن يعتزم التحادث مع نتنياهو قريباً

قالت الناطقة بلسان البيت الأبيض جين ساكي إن الرئيس الأميركي جو بايدن يعتزم التحادث مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قريباً، لكنها لم تحدد موعداً.

وقالت ساكي على هامش حديثها إلى الصحافيين خلال إحاطة إعلامية أمس (الخميس): "يتطلع الرئيس بايدن إلى التحدث مع رئيس الحكومة نتنياهو، ليس لدي موعد محدد، لكن ذلك سيحدث قريبا. فهو طبعاً شخص يرتبط بعلاقة طويلة الأمد به."

وأكدت ساكي أن هناك "علاقة مهمة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وأن إسرائيل هي صديق أمني وشريك استراتيجي في منطقة الشرق الأوسط."

وكان سفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة داني دانون نشر رقم هاتف نتنياهو ضمن تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر" أول أمس (الأربعاء)، وناشد الرئيس الأميركي بايدن الاتصال به.

وكتب دانون أن بايدن اتصل بزعماء 10 دول متعددة، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة القدامى كندا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، وتساءل: "ألم يحن الوقت للاتصال بزعيم إسرائيل، أقرب حليف للولايات المتحدة؟"

"معاريف"، 12/2/2021
استطلاع "معاريف": 53 مقعداً لمعسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حكم نتنياهو وفي حال انضمام "يمينا" يمكنه تأليف حكومة يؤيدها 65 عضو كنيست

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "معاريف" بواسطة معهد "بانلز بوليتيكس" المتخصص في شؤون الاستطلاعات أمس (الخميس) أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 الآن سيحصل معسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حُكم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والمؤلف من أحزاب "أمل جديد" و"يوجد مستقبل" و"إسرائيل بيتنا" وميرتس و"أزرق أبيض" والعمل من دون القائمة المشتركة، على 53 مقعداً، وإذا انضم إليه تحالف "يمينا" هناك إمكان لتأليف حكومة تستند إلى تأييد 65 عضو كنيست، في حين أن معسكر الأحزاب الذي يدعم إقامة حكومة برئاسة نتنياهو، والمؤلف من أحزاب الليكود والصهيونية الدينية واليهود الحريديم [المتشددون دينياً]، سيحصل على 47 مقعداً، وإذا انضم إليه تحالف "يمينا" سيصبح لديه 59 مقعداً، لكنها غير كافية لتأليف حكومة.

ووفقاً للاستطلاع، تحصل قائمة حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على 28 مقعداً، وقائمة "يوجد مستقبل" برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد على 19 مقعداً، وقائمة "أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر المنشق عن حزب الليكود على 13 مقعداً، وقائمة "يمينا" برئاسة عضو الكنيست نفتالي بينت على 12 مقعداً.

ويحصل كل من القائمة المشتركة، وقائمة حزب شاس الحريدي على 8 مقاعد، ويحصل كل من قائمة حزب يهدوت هتوراه الحريدي، وقائمة حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان على 7 مقاعد، وتحصل قائمة حزب العمل برئاسة عضو الكنيست ميراف ميخائيلي على 6 مقاعد، ويحصل كل من قائمة حزب ميرتس، وقائمة "أزرق أبيض" برئاسة وزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل بني غانتس، وقائمة الصهيونية الدينية برئاسة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش التي تضم "عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا على 4 مقاعد.

ولن تتمكن قائمتا "الحزب الاقتصادي" برئاسة المحاسب العام السابق لوزارة المال يارون زليخا، و"قدامى إسرائيل" برئاسة رئيس جهاز الموساد السابق داني ياتوم، من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).

وشمل الاستطلاع عينة مؤلفة من 585 شخصاً يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4.2%.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 12/2/2021
التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن هناك عاصفة آخذة بالتدحرج من جهة الولايات المتحدة
عميت سيغل - المحلل السياسي لقناة التلفزة الإسرائيلية 12
  • يبدو أن الضجيج المتواتر لأزمة فيروس كورونا ولجولة الانتخابات القريبة [يوم 23 آذار/مارس المقبل] ينجح حتى الآن في صرف الأنظار عن عاصفة آخذة بالتدحرج من جهة الولايات المتحدة. فلقد مرت ثلاثة أسابيع منذ أن وضع الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن يده على كتاب التناخ وأقسم يمين الولاء، ولم يكلف نفسه بعد عناء التحادث مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
  • سبق لجو بايدن أن قال لنتنياهو عندما شغل منصب نائب رئيس الولايات المتحدة [في إبان ولاية الرئيس السابق باراك أوباما]: "أنا لا أتفق مع أي كلمة تقولها لكنني أحبك." لكن يبدو أن بايدن كرئيس للولايات المتحدة يحاول أن يعلم نتنياهو فصلاً في قواعد الحب الصارم.
  • ولا بد من القول إن عدداً من كبار المسؤولين الإسرائيليين مرعوبون من الخط الذي تنتهجه الإدارة الأميركية الجديدة، والذي شمل هذا الأسبوع معارضة قرار الاعتراف الأميركي بالسيادة على هضبة الجولان، والإسراع نحو عقد اتفاق نووي مع إيران. ويصف هؤلاء المسؤولون فقدان الجمهوريين مجلس النواب الأميركي بفارق 12.000 صوت في جورجيا بأنه ينطوي على أبعاد تاريخية، إذ إن بايدن الذي يحظى بأكثرية في مجلسي الكونغرس يعيّن في الإدارة، وخصوصاً في الوظائف المرتبطة بالشرق الأوسط، موظفين من الجناح الراديكالي في إدارة أوباما، يبدو روبرت مالي المسؤول عن المفاوضات مع إيران من ناحية إسرائيل، صديقاً قديماً ذات مرة بالنسبة إليهم.
  • ولا شك في أن اتجاه المصالحة الذي وعد بايدن بالسير فيه سيكون متركزاً في السياقات الأميركية الداخلية وليس فيما يخص العلاقة بإسرائيل. وفي ضوء ذلك يبدو مستغرباً أن تختار الحكومة سفيراً لإسرائيل في الولايات المتحدة بنصف وظيفة [النصف الآخر مخصص لوظيفة سفير في الأمم المتحدة].
  • على المستوى السياسي يمكن أن تساعد هذه التطورات نتنياهو في الانتخابات المقبلة، ولا شك في أنه سيقول لناخبي اليمين: امنحوني حكومة ولو بأكثرية 61 مقعداً حتى تتجنبوا الانسحاب إلى خطوط 1967. ومع ذلك لا بد من القول إن في حال تأليف حكومة برئاسة نتنياهو بأكثرية 61 عضو كنيست وتعتمد على صوت ممثل حزب "عوتسما يهوديت" إيتمار بن غفير يُحتمل أن يكون ذلك بمثابة كابوس رهيب.
  • ميدانياً نلاحظ أن هناك تجميداً غير مباشر لأعمال البناء في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] على الرغم من أن التصريحات اليمينية لا تزال تنتمي إلى عصر ترامب. والتقدير أنه في ظل الإدارة الأميركية الجديدة لن يقتصر عدم الشرعنة على أعمال البناء الجديدة بل قد يطال مستوطنات قديمة.
  • إن نتنياهو بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة كي يهرب من التحقيق الذي ينتظر إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وسيكون من الصعب الحصول على مثل هذه المساعدة في ظل السياسة اليمينية التي انزاحت إسرائيل إليها في السنوات الأخيرة وازدادت غلواء مع احتمال قيام نتنياهو بضم الصهيونية الدينية وأتباع مئير كهانا إلى حكومته. وكان حرياً بنتنياهو أن يفكّر بأن يضم إلى حكومته حزباً من الجناح اليساري كي يحسّن وضعه في مقابل الإدارة الأميركية الجديدة، لكن توجد بهذا الشأن مشكلتان: الأولى، أنه يواجه لائحة اتهام بشبهة ارتكاب مخالفات فساد؛ الثانية، أنه لم يبق يسار في البلد.
"يديعوت أحرونوت"/ 10/2/2021
تتخوفون من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي: توصلوا إلى تسوية مع الفلسطينيين
البروفيسور دانيال فريدمان - وزير عدل سابق
  • قرار المحكمة الدولية بشأن محاكمة إسرائيل بجرائم الحرب، هو طبعاً فضيحة من الدرجة الأولى. لقد منحت المحكمة نفسها صلاحية البحث في موضوع ليس من صلاحياتها أن تنظر فيه على الإطلاق. لقد أخذت المحكمة في لاهاي على عاتقها، أو للمزيد من الدقة، فتحت الباب أمام الادعاء لمعالجة موضوع سياسي مغطى حالياً بعباءة قانونية. ومرة أُخرى نسأل أنفسنا هل هذه الظاهرة تجري فقط في لاهاي؟
  • كل هذا لا يخفف من الحقيقة التي من المتوقع أن تسبب صداعاً جدياً لإسرائيل. يمكن أن نضيف إلى ذلك أن الموضوع كان متوقعاً. الفلسطينيون يعملون عليه منذ عدة سنوات، بما في ذلك التدخل في لاهاي وميول المدعية العامة هو أيضاً لم يكن سراً. المسألة الآن هي ماذا يجب علينا أن نفعل، بينما نعلم من تجاربنا بأن ليس من السهل مواجهة مسألة سياسية مغلفة بغطاء قضائي.
  • لذا فإن الأمر الأول من حيث الأهمية هو ترميم علاقتنا بالحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الذي يحكم اليوم هذه القوة العظمى. في هذا الشأن نجح رئيس حكومتنا في الإساءة بصورة لا بأس بها إلى هذه العلاقة، وكل من يصرخ اليوم فقط بنيامين نتنياهو هو القادر، من الأجدى أن يفكر في مسار جديد. وإذا حظينا بعد الانتخابات الحالية بزعيم آخر، يجب أن نأمل بأنه لن يفتتح ولايته وهو يلوّح بشعار تأييده للمستوطنات وضمها.
  • خطوة لا تقل أهمية هي ترميم علاقاتنا مع الجالية اليهودية الكبيرة في الولايات المتحدة، التي أجزاء كبيرة منها منفصل عنا. كل هذا إلى جانب الحاجة إلى تعزيز مكانتنا في أوروبا.
  • وهنا نصل إلى الموضوع المركزي: حتى لو كان قرار لاهاي يستحق كل كلمات الإدانة في العالم، وهو فعلاً يستحق ذلك، على الرغم من هذا كله يجب أن يصحو لدينا تفكير جديد في شأن كل ما له علاقة بالقضية الفلسطينية. كما هو معروف، وهذا الكلام قيل أكثر من مرة في وسائل الإعلام، الفلسطينيون هم المسؤولون عن كل مآسيهم ومآسينا. هم رفضوا السلام، وهم الذين رفضوا كل الاقتراحات التي طُرحت عليهم، وهم يؤيدون العمليات ضد إسرائيل، ويدفعون رواتب للأسرى وعائلاتهم، ويمكن الحديث طويلاً عن كتب تعليمهم.
  • كل هذا جيد لكنه لا يعفينا من مساءلة أنفسنا، هل إسرائيل بريئة تماماً. أصدقاؤنا في أوروبا وفي الولايات المتحدة ليسوا مقتنعين بذلك. وأيضاً مسموح لنا بأن نسأل: هل الفلسطينيون في المناطق الخاضعة لسيطرتنا، محميون في وجه مثيري الشغب الذين يهاجمونهم ويهدمون أملاكهم ويلحقون الضرر بمزروعاتهم ومحاصيلهم.
  • أكثر من ذلك، هل الفكرة العبقرية، التي جرى وفقاً لها تحديد مناطق واسعة في الضفة الغربية كأملاك للدولة، معناها أن كل ذلك لنا وليس لهم شيء؟ وكيف جرى أننا لم نكتفِ بهذا والآن نحن نشهد استيطاناً بحجم لا بأس به في أراض فلسطينية خاصة؟
  • من الطبيعي أن علاقة أكثر إنصافاً مع الفلسطينيين سستحسّن في المقابل علاقتنا بالجهات الليبرالية في الولايات المتحدة وأوروبا، وستساعدنا في مواجهة الصراع غير العادل ضدنا في لاهاي. لكن من أجل الحقيقة هذه اعتبارات مهمة، لكنها ثانوية. الاعتبار المركزي هو أن المصلحة الحيوية لنا، دولة إسرائيل، هي في التوصل إلى إنهاء سيطرتنا على ملايين الأفراد الذين ليست لديهم حقوق مدنية. هذا وضع لا يُحتمل وهو مستمر منذ عشرات السنوات، ويجب ألّا نستمر فيه، ومن المحتمل جداً في نهاية الأمر أنه لا يمكننا أن نفعل ذلك.
  • في هذا السياق، يجب علينا التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، من خلال إعادة التفكير، وعند الضرورة، بواسطة خطوات أحادية عادلة ومتوازنة تغيّر الصورة، وتغيّر كل ما نفعله في الضفة الغربية وفي العلاقة بين الشعبين عموماً.

 

"هآرتس"، 12/2/2021
حسم النزاع بشأن الميزانية بين وزارتيْ المال والدفاع، احزروا مَن انتصر!
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • أقر المجلس الوزاري المصغر خطة شراء بالدولارات للجيش الإسرائيلي في السنوات المقبلة. سبق القرار جدل حاد بين وزارة المال ووزارة الدفاع التي وافقت على إعادة قرض حصلت عليه في الماضي كي يمكّنها تأجيل موعد إعادته من التوقيع على صفقات جديدة. وزارة الدفاع فازت في النزاع، والنتائج المالية ستكون دفع فائدة إضافية تقدّر بنحو 800 مليون شيكل تعهدت وزارة الدفاع بدفعها من ميزانيتها.
  • ستتيح هذه الموافقة حصول الجيش على نحو 9.4 مليارات دولار، هذا المبلغ سيخصَّص معظمه لاحتياجات سلاح الجو حتى سنة 2028، وكل هذا المال يأتي من المساعدة الأمنية الأميركية. ولقد أُعطيت الأفضلية لشراء طائرات تزويد بالوقود (كي-سي 46 من إنتاج بوينغ)، التي ستصل إلى إسرائيل بعد عامين. بعدها بالدور طوافات ساعر (يسعور من طراز K الجديد لشركة لوكهايد مارتين، أو طوافة تشينوك محسّنة من صنع بوينغ)، وطائرات حربية (على ما يبدو مزيج من طائرات أف-35 مع طائرات أف-15 محسّنة)، ذخيرة لسلاح الجو وصواريخ اعتراضية لمختلف بطاريات منظومتنا الدفاعية الجوية.
  • هناك إمكانية لم تُستبعَد تماماً من الصورة، هي المتعلقة بشراء V-22، وهي مزيج من طائرة وطوافة، أيضاً من إنتاج شركة بوينغ. توجد أيضاً في جدول الأولويات الفروع التي تحظى بأفضلية أقل في مشتريات الجيش الإسرائيلي - شعب الاستخبارات وسلاح البر.
  • الموافقة على الشراء بالدولار قدم جرعة مركزة، ونادرة، من الأخبار الجيدة لرئيس الأركان أفيف كوخافي، الذي وقع دفعه قدماً بخطته المتعددة السنوات "تنوفا" ضحية الأزمة في المنظومة السياسية والهزات التي تسببت بها الكورونا. لقد كان من الصعب على كوخافي أن يصارع من أجل ميزانية الدفاع التي تتنافس حالياً مع الحاجات الملحة للاقتصاد. وهو لا يزال يخوض صراعاً حاداً لكبح خطوات إضافية بادرت إليها وزارة المال، مثل إلغاء الزيادة المختلَف عليها على التعويض الذي يمنحه رئيس الأركان للمتقاعدين من الخدمة النظامية.

عُرضة للكوارث

  • لبنان. طرأ تبدُّل معين في تقدير شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي لسنة 2021: الساحة الشمالية لم تعد الساحة الأكثر خطراً فقط، بل توصف أيضاً بأنها الأكثر عرضة للكوارث. في الخلفية تُذكر الحسابات المفتوحة لإيران وحزب الله بسبب العمليات التي تُنسب إلى إسرائيل، لكنها ليست الاعتبار الوحيد. إيران هي الآن في ذروة جهدها  لنشر منظومة دفاع جوية في الدول الخاضعة لنفوذها، مثل العراق وسورية. حزب الله في لبنان معنيّ بتقليص نشاط المسيّرات الإسرائيلية (الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وعد بإبعادها بعد هجوم بالمسيّرات نُسب إلى إسرائيل في ضاحية بيروت في آب/أغسطس 2019).
  • في ضوء التوترات، نُشر مؤخراً المزيد من بطاريات القبة الحديدية في شمال البلد لوقت طويل. مع ذلك هناك أصوات في رئاسة الأركان العامة للجيش تتساءل ما إذا كانت شعبة الاستخبارات العسكرية أمان تبالغ في تصوير خطورة التهديد الحالي لحزب الله، في ضوء الأزمة السياسية والاقتصادية العميقة في لبنان. في رأي هؤلاء الضباط، نصر الله لا يستطيع أن يسمح لنفسه بخوض جولة قتال لعدة أيام في مواجهة الجيش الإسرائيلي، بينما الساحة الداخلية محتدمة والدولة في حالة إفلاس.
  • الفلسطينيون. بحسب الجيش الإسرائيلي، هناك تطوران يقلصان خطر اشتعال الساحة الفلسطينية. 360 مليون دولار تعهدت قطر بتحويلها هذه السنة إلى السلطة الفلسطينية، وإلى "حماس" في القطاع، تؤمّن استقراراً اقتصادياً في الحد الأدنى على الأقل. الاتفاق بين السلطة و"حماس" على إجراء الانتخابات هذه السنة يركز الاهتمام على العملية السياسية.
  • أيضاً سلسلة هجمات الطعن وإطلاق النار التي حدثت في الضفة الغربية مؤخراً لم تُحدث اضطرابات. في الأساس بسبب الرد الجيد للجنود على الأرض وإحباطهم المحاولات. في رئاسة الأركان هناك إجماع على أن "حماس" اختارت خياراً استراتيجياً بالتوجه إلى تسوية وهي ليست معنية بمواجهة عسكرية مع إسرائيل. كالعادة هناك دائماً عناصر تستطيع أن تتسبب بتصعيد: جمود في تقديم التسهيلات بسبب تعثر المفاوضات بشأن المفقودين والأسرى، محاولة تحريض إيرانية بواسطة الجهاد الإسلامي، وفي الأساس - وضع البنى التحتية في القطاع الذي لا يزال خطِراً للغاية.