مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
"سانا": إسرائيل شنّت هجمات جوية من اتجاه هضبة الجولان ضد عدد من الأهداف في منطقة دمشق
كوخافي وغانتس يحمّلان إيران مسؤولية استهداف سفينة شحن إسرائيلية في خليج عُمان
غانتس يعقد اجتماعاً سرياً مع العاهل الأردني
قسم "ماحش" بدأ تحقيقاً لتقصّي وقائع سلوك ضباط الشرطة خلال تظاهرة في أم الفحم احتجاجاً على الجريمة والعنف
الحكومة الإسرائيلية تصادق على خطة لتطعيم أكثر من 120.000 فلسطيني يعملون في إسرائيل ومستوطنات الضفة الغربية
المحكمة الإسرائيلية العليا تجيز لابتسام مراعنة خوض الانتخابات ضمن قائمة حزب العمل
مئات الإسرائيليين يشاركون في تظاهرات الاحتجاج التي تطالب نتنياهو بالاستقالة من منصبه على خلفية اتهامه بقضايا فساد وسوء أداء الحكومة حيال أزمة كورونا
مقالات وتحليلات
قتل أحمد عريقات هو اغتيال
الهجوم في خليج عُمان هو تلميح موجّه من طهران إلى بايدن وليس إلى إسرائيل
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 1/3/2021
"سانا": إسرائيل شنّت هجمات جوية من اتجاه هضبة الجولان ضد عدد من الأهداف في منطقة دمشق

قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن إسرائيل قامت الليلة الماضية بشن هجمات جوية من اتجاه هضبة الجولان ضد عدد من الأهداف في منطقة العاصمة دمشق.

وأضافت الوكالة أن المنظومات الدفاعية الجوية تصدت لهذه الصواريخ وأسقطت معظمها. 

ورجحت وسائل إعلام أجنبية أن تكون هذه الضربات المنسوبة إلى إسرائيل في سورية رداً على عملية استهداف سفينة شحن إسرائيلية في خليج عُمان يوم الجمعة الفائت.

وكانت إذاعة "كان" الإسرائيلية [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] نقلت في وقت سابق أمس (الأحد) عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن لا مفر من القيام بردّ إسرائيلي على استهداف السفينة الإسرائيلية نظراً إلى أن الحديث يدور حول تجاوز للخطوط الحمر. وأضافت الإذاعة أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عقد أمس اجتماعاً أمنياً لمناقشة موضوع استهداف السفينة تم في ختامه التأكيد أن هذا الاستهداف لن يمر من دون رد. وحضر الاجتماع وزير الدفاع بني غانتس، ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال أفيف كوخافي، ورئيس الموساد يوسي كوهين، ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات، ورئيس جهاز الأمن العام ["الشاباك"] نداف أرغمان.

"يديعوت أحرونوت"، 1/3/2021
كوخافي وغانتس يحمّلان إيران مسؤولية استهداف سفينة شحن إسرائيلية في خليج عُمان

قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي إن إسرائيل تلقت في نهاية الأسبوع الفائت تذكيراً بأن إيران لا تشكل تهديداً نووياً فحسب، بل أيضاً تقوم بنشر الإرهاب ضد أهداف مدنية، وذلك في إشارة إلى الهجوم الذي استهدف سفينة شحن إسرائيلية في خليج عُمان يوم الجمعة الفائت.

وأكد كوخافي في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم تعيين قادة جدد في وحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] أقيمت أمس (الأحد)، أن الجيش الإسرائيلي يواصل التصدي للتهديدات المحدقة بإسرائيل، سواء أكانت قريبة أم بعيدة، مستعيناً بما توفره شعبة "أمان" من معلومات قيمة.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس أكد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام يوم السبت الفائت، أن إيران قد تكون مسؤولة عن الانفجار الذي تعرضت له سفينة إسرائيلية في خليج عُمان.

وقال غانتس إن "موقع السفينة القريب نسبياً من إيران في أثناء الانفجار يدفع إلى الاعتقاد أن الإيرانيين مسؤولون عن الانفجار، لكن هذا الأمر يتطلب مزيداً من التدقيق."

وكانت سفينة شحن السيارات "إم في هيليوس راي" الإسرائيلية متجهة على ما يبدو من الدمام في السعودية إلى سنغافورة عندما تعرضت لانفجار في شمال غرب خليج عُمان، كما أعلنت مجموعة "درياد غلوبال" التي تتخذ من لندن مقراً لها وتعنى بالأمن البحري. واعتبرت المجموعة أن إيران قد تكون مسؤولة عن الانفجار.

وأفادت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" بأن السفينة مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونغر. ونقلت عنه قوله إن الانفجار أحدث فجوتين بقطر نحو متر ونصف المتر من دون أن يتسبب بوقوع ضحايا في صفوف طاقم السفينة أو بإلحاق أضرار بالمحرك.

"يديعوت أحرونوت"، 1/3/2021
غانتس يعقد اجتماعاً سرياً مع العاهل الأردني

علمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس عقد مؤخراً اجتماعاً سرياً مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في الأردن.

ولمّح غانتس إلى اتصالاته بالأردن وانتقد علاقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعمّان، وذلك خلال اجتماع عبر "الزووم" مع ناشطين من حزب "أزرق أبيض" عُقد في نهاية الأسبوع الفائت وقال فيه: "أعتقد أن الأردن هو رصيد ثمين جداً لإسرائيل، وأعتقد أن علاقتنا بالأردن يمكن أن تكون أفضل 1000 مرة. لكن لسوء الحظ نتنياهو هو شخصية غير مرغوب فيها في الأردن، ووجوده يضر بالعلاقات بين الدولتين." وأضاف: "لديّ علاقة مستمرة بالملك الأردني وغيره من كبار المسؤولين الأردنيين، وأنا أعلم بأنه يمكننا تحقيق إنجازات كبيرة. وأعتقد أن من الممكن تنفيذ مشروع أو مشروعين مدنيين كل عام مع الأردن، وفي غضون 10 سنوات يمكن أن نصل إلى 20 أو 30 مشروعاً."

 

"معاريف"، 1/3/2021
قسم "ماحش" بدأ تحقيقاً لتقصّي وقائع سلوك ضباط الشرطة خلال تظاهرة في أم الفحم احتجاجاً على الجريمة والعنف

قالت مصادر مسؤولة في وزارة العدل الإسرائيلية أمس (الأحد) إن قسم التحقيقات الداخلية مع أفراد الشرطة الإسرائيلية ["ماحش"] بدأ بالتحقيق لتقصّي وقائع سلوك ضباط الشرطة خلال تظاهرة أقيمت في مدينة أم الفحم [المثلث] يوم الجمعة الفائت.

وأضافت هذه المصادر نفسها أن هذا التحقيق جاء في إثر قيام جمعيتيْ "مساواة" و"عدالة" بتقديم شكوى تتهم الشرطة بالوحشية والاستخدام المفرط للقوة خلال تظاهرة أقامها مئات المواطنين في أم الفحم احتجاجاً على الجريمة المنظمة والعنف في المجتمع العربي وفشل الشرطة في القضاء عليها.

وقال مسعفون إن 35 متظاهراً على الأقل أصيبوا في هذه التظاهرة، بمن فيهم عضو الكنيست يوسف جبارين من القائمة المشتركة الذي أصيب في ظهره بعيار مطاطي، وتم نقله على وجه السرعة إلى مستشفى محلي. كما تعرض رئيس بلدية أم الفحم سمير صبحي محاميد الذي رافق جبارين للضرب على أيدي الضباط وتلقى علاجاً طبياً. وقال محاميد إنه تعرض للهجوم بأوامر من قائد شرطة المنطقة.

في المقابل قالت مصادر الشرطة إن 8 ضباط أصيبوا بجروح طفيفة بعد تعرضهم للرشق بالحجارة من طرف المتظاهرين.

"يديعوت أحرونوت"، 1/3/2021
الحكومة الإسرائيلية تصادق على خطة لتطعيم أكثر من 120.000 فلسطيني يعملون في إسرائيل ومستوطنات الضفة الغربية

صادقت الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد) على خطة تهدف إلى تطعيم أكثر من 120.000 فلسطيني يعملون بصورة قانونية داخل إسرائيل وفي المستوطنات الإسرائيلية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية].

وأعلن منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق [المحتلة] أنه سيتم إطلاق حملة التطعيم هذه في المعابر الحدودية والمناطق الصناعية في جميع أنحاء الضفة الغربية وسيقوم موظفو الرعاية الصحية الإسرائيليون بتقديم الجرعات.

ورحبت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" في إسرائيل بهذه المصادقة، لكنها في الوقت عينه أكدت أن إسرائيل لم تفِ بعد بوعدها بتطعيم جميع الفلسطينيين.

وقال مدير المنظمة: "إن تطعيم العمال الفلسطينيين خطوة ضرورية، لكن إسرائيل ملزمة أخلاقياً وقانونياً بتوفير الرعاية لجميع السكان الفلسطينيين، وعليها أن تعمل على تطعيم كل من يعمل في المناطق التي تسيطر عليها."

"معاريف"، 1/3/2021
المحكمة الإسرائيلية العليا تجيز لابتسام مراعنة خوض الانتخابات ضمن قائمة حزب العمل

نقضت المحكمة الإسرائيلية العليا مساء أمس (الأحد) قرار لجنة الانتخابات المركزية القاضي بإلغاء ترشُّح ابتسام مراعنة - منوحين ضمن قائمة حزب العمل للانتخابات المقبلة، وبالتالي أجازت لها خوض الانتخابات.

وكان المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت عارض هو الآخر شطب ترشيح مراعنة وقدم إلى المحكمة رأياً قانونياً أكد فيه أنه لم تتوفر لديه أدلة كافية تبرر منع مراعنة من التنافس في الانتخابات المقبلة ضمن قائمة حزب العمل. وجاء موقف مندلبليت رداً على طلب التماس يطالب بمنعها من الترشح للانتخابات بحجة أنها تعتنق مواقف مناوئة لدولة إسرائيل وللشعب اليهودي.

وعقّبت أوساط في اليمين على قرار المحكمة العليا بالقول إن المحكمة رضخت مرة أُخرى أمام أعداء إسرائيل.

وكانت مراعنة اعتذرت أمام المحكمة عن تصريحات وتدوينات كانت نشرتها في الماضي واعتبرها ناشطون من اليمين مناوئة للدولة.

"يديعوت أحرونوت"، 28/2/2021
مئات الإسرائيليين يشاركون في تظاهرات الاحتجاج التي تطالب نتنياهو بالاستقالة من منصبه على خلفية اتهامه بقضايا فساد وسوء أداء الحكومة حيال أزمة كورونا

شارك مئات الإسرائيليين مساء أمس (السبت) في تظاهرات الاحتجاج التي تطالب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالاستقالة من منصبه على خلفية اتهامه بقضايا فساد وسوء أداء الحكومة في إدارة قضايا الاقتصاد والبطالة وأزمة فيروس كورونا.

وتجري هذه التظاهرات كل أسبوع منذ أكثر من 7 أشهر.

وأقام المتظاهرون مسيرة أمام مقر رئيس الحكومة في القدس ومسيرة أُخرى أمام منزله الخاص في مدينة قيسارية، بينما تجمع عدد آخر من المتظاهرين على الجسور والتقاطعات وهم يحملون الأعلام الإسرائيلية والأعلام السوداء.

وكان نتنياهو أكد الأسبوع الفائت أنه في حال فوزه بمهمة تأليف الحكومة بعد الانتخابات، التي ستجري يوم 23 آذار/مارس الحالي، لن يستخدم منصبه للتهرب من المحاكمة في التهم الموجهة إليه من خلال سن قوانين أو من خلال طلب الحصانة.

كما أعلنت المحكمة المركزية في القدس أن الاستماع إلى الشهود في محاكمة رئيس الحكومة سيبدأ يوم 5 نيسان/أبريل المقبل.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 1/3/2021
قتل أحمد عريقات هو اغتيال
افتتاحية
  • التقرير الذي نشرته في الأسبوع الماضي منظمة "الهندسة الجنائية"، ومقرها في لندن، بالتعاون مع منظمة "الحق" في رام الله، يجب أن يثير القلق لدى أي مواطن في إسرائيل. التقرير حقق في ظروف مقتل أحمد عريقات (27 عاماً) من سكان أبو ديس، على يد أحد حراس الحدود على حاجز "الكونتينر" (وادي النار) في حزيران/يونيو الماضي.
  • إسرائيل ادّعت أن عريقات - وهو ابن أخت صائب عريقات الذي كان مسؤولاً في السلطة الفلسطينية عن المفاوضات مع إسرائيل - حاول القيام بهجوم دهس، وأُطلقت عليه النار لأنه عرّض حياة حراس الحدود على الحاجز للخطر. محققو "الهندسة الجنائية" استعانوا بشهود، وبأفلام فيديو من ساحة الحادثة، وبآراء خبير جنائي من الولايات المتحدة، وتوصلوا إلى استنتاج أن ما جرى كان "عملية قتل من دون محاكمة" كما نُشر (جدعون ليفي وأليكس ليباك "هآرتس" 26/2)
  • أثار التقرير شكوكاً إزاء نيات عريقات الذي كان يقود سيارته بسرعة 15 كيلومتراً في الساعة ودهس شرطية. الشرطية أصيبت إصابة طفيفة ونهضت فوراً. وحدّد الخبير الجنائي أن عريقات لم يقُد سيارته بسرعة في أي مرحلة، ربما حاول إيقافها. هذه الحقيقة تثير شكوكاً بشأن نياته: لو أراد دهس رجال الشرطة كان عليه أن يسرع في سيارته.
  • تطور الأحداث بعد ذلك كان خطيراً للغاية. عريقات خرج فوراً من سيارته، ورفع يديه وتراجع إلى الخلف، يزعم حراس الحدود أنه حاول الاقتراب منهم. عريقات لم يكن مسلحاً. خلال ثانيتين أطلقت الشرطة ست رصاصات بالنيران الحية على الجزء الأعلى من جسده، على الرغم من أنه لم يكن يشكل أي خطر.
  • بحسب التقرير، مُنع عريقات من تلقّي أي علاج كان يمكن أن ينقذ حياته. في الدقائق الأولى كان يشاهَد وهو يحرك يديه. تدّعي الشرطة أنه فُحص، لكن بحسب نتائج التقرير، مُنعت سيارة إسعاف فلسطينية من الاقتراب منه، وطاقم سيارة الإسعاف الإسرائيلي عالج الشرطية فقط. وظلت جثة عريقات ملقاة على الطريق وقتاً طويلاً، وجزء منها عارٍ. وشوهد رجال شرطة وجنود وهم يدخنون ويتجولون بالقرب منه فيما بدا إهانة لكرامة الميت.
  • بالإضافة إلى ذلك، وحتى اليوم، وبعد مرور 8 أشهر على التحقيق، لم تُعد إسرائيل الجثمان إلى عائلته بسبب تجارة الجثامين التي تحاول القيام بها مع "حماس" في غزة.
  • عريقات لم يكن الضحية الفلسطينية الوحيدة في الأشهر الأخيرة. لكن لأول مرة تحقق منظمة دولية بصورة جذرية وبوسائل متطورة في ظروف عملية القتل. كان يجب أن نتوقع أن تقوم شرطة إسرائيل التي قتل عناصرها عريقات بتحقيق مماثل. لكن طبعاً هذا لم يحدث ولن يحدث.
  • الآن تطالب العائلة باستعادة جثمان ابنها الذي قُتل في يوم زواج شقيقته.

 

"يديعوت أحرونوت"، 27/2/2021
الهجوم في خليج عُمان هو تلميح موجّه من طهران إلى بايدن وليس إلى إسرائيل
رون بن يشاي - محلل عسكري
  • في واشنطن وفي طهران يدركون أن العودة إلى الاتفاق النووي، إذا ومتى حدث ذلك، ستكون معقدة وطويلة. الطرفان يتحصنان بمواقفهما ويلمّحان إلى بعضهما البعض بأنهما غير مستعدين للتنازل عن مطالبهما المسبقة.
  • الهجوم في خليج عُمان، والذي نُفّذ على يد الحرس الثوري الإيراني ضد سفينة تجارية انطلقت من السعودية ليل الخميس هو تلميح كهذا. تقع إيران على الساحل الشمالي لمضيق هرمز، الذي يبلغ عرضه بضع عشرات من الكيلومترات، وللحرس الثوري قاعدة بحرية في إحدى الجزر الموجودة في وسط المضيق.
  • في تقدير جهات غربية وإسرائيلية بكثير من اليقين أن الإيرانيين هم وراء الهجوم على السفينة التي كانت ترفع علم جزر الباهاماس. ما يدل على ذلك أسلوب التنفيذ: على ما يبدو جرى لصق العبوات على طرفيْ السفينة بواسطة زوارق سريعة خلال مرورها في مضيق هرمز. هناك إمكانية أقل معقولية، هي إطلاق صواريخ صغيرة على السفينة. على أي حال، من الواضح أن الهجوم هدفه التهديد وليس التسبب بضرر خطير.
  • المسّ بالسفينة كان مقصوداً أن يكون فوق الماء بطريقة لا تهدد السفينة أو الطاقم. إغراق السفينة كان يمكن أن يؤدي إلى رد قاس من طرف الساحة الدولية وتجميد المحادثات مع الأميركيين، وهذا ما لا يريده الإيرانيون على ما يبدو. صحيح أن السفينة يملكها رجل الأعمال رامي أونجر، لكن بحسب كل المؤشرات، لم يتقصد الإيرانيون مهاجمة رصيد إسرائيلي أو يعود إلى إسرائيليين، بل تهديد الولايات المتحدة- إذا لم تسارع إلى الاستجابة لمطالبهم وترفع العقوبات، فإن طهران ستمس بتزود الأسواق العالمية بالطاقة، وبالمصالح الأميركية ومصالح حلفائها في الشرق الأوسط.
  • أيضاً الهجوم الأميركي على معسكر للميليشيات الموالية لإيران في سورية في اليوم عينه كان تلميحاً. هدف الهجوم أن يوضح للإيرانيين أن واشنطن لا تنوي السكوت على الاستفزازات، حتى لو كانت تُنفَّذ على يدي وكلاء إيران الذين يطلقون صواريخ على قواعد أميركية في العراق. هذا أيضاً كان بطاقة صفراء لإيران وتحذيراً إلى آيات الله من محاولة الدفع قدماً بمشروعهم النووي للضغط على الولايات المتحدة. بايدن ورجاله راكموا تجربة واستخلصوا الدروس من فترة الرئيس أوباما، ولا يريدون تكرار الكلام الفارغ "كل الاحتمالات مطروحة على الطاولة"، لكن الهجوم المدروس والمحسوب كان ينطوي على رسالة إلى طهران هي أن في جعبة واشنطن يوجد أيضاً أدوات عسكرية وليس دبلوماسية فقط.

تفاؤل حذر في إسرائيل

  • المصادر الرفيعة المستوى في إسرائيل، والتي تتابع عملية ليِّ الأذرع المتبادلة بين طهران وواشنطن متشجعة وتبدي في هذه الأيام تفاؤلاً حذراً. سبب ذلك أن الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة لم تسارع إلى رفع ضغط العقوبات عن طهران في سعيها مجدداً لاتفاق نووي معها، ولأن الأوروبيين أيضاً يقظون وحذرون في علاقتهم بإيران وإزاء نواياها أكثر مما كانوا في وقت توقيع الاتفاق النووي في سنة 2015. سبب إضافي للتفاؤل هو أيضاً أن الإدارة في الولايات المتحدة، وأيضاً الأوروبيون (بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا) يجرون مع إسرائيل حواراً في الموضوع على عدة قنوات، وهم مستعدون – وربما يريدون - أن يسمعوا ماذا لدينا بشأن الموضوع.
  • ليس جميع هذه القنوات علنياً، لكن أُعلن أن وزير الخارجية غابي أشكنازي يتحدث في الموضوع مع وزير الخارجية الجديد أنتوني بلينكن، ومع نظيره الألماني هيكو ماس، وأن رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات يُجري في المقابل اتصالات مكثفة بمستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جاك ساليفان، وبجهات أُخرى رفيعة المستوى في إدارة بايدن. بن شبات هو اليوم المنسق الكبير من طرف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في المسألة الإيرانية. وبينما تتفاوض واشنطن وبروكسيل مع طهران على طريقة إجراء المفاوضات المسبقة للعودة إلى الاتفاق النووي، لا يمكن أن نطلب أكثر من الإصغاء إلى المعلومات والتبصرات التي تراكمت في إسرائيل.
  • حتى الآن، إيران تضغط على بايدن ورجاله للتراجع بواسطة انتهاكات فاضحة للاتفاق النووي ترتكبها بوتيرة عالية ومتزايدة، وأيضاً بواسطة هجمات صاروخية تشنها الميليشيات الموالية لإيران على منشآت أميركية وسعودية في المنطقة، وبواسطة استفزازات، مثل الهجوم على سفينة تجارية في خليج عُمان. في إيران يحاولون زيادة الشعور بالإلحاح لدى واشنطن كي تعتقد أنها إذا لم تسارع إلى الاستجابة للمطالب قد يجد جنودها أنفسهم متورطين في قتال في الشرق الأوسط.

ماذا تريد إيران؟

  • الطلب الإيراني الأساسي والوحيد في هذه المرحلة، هو أن تقوم الولايات المتحدة بالخطوة الأولى وترفع عنها كل العقوبات التي فرضها ترامب عليها في أيار/مايو 2018. وهي عقوبات تخنق الاقتصاد الإيراني، وتفرّغ خزينة الدولة من خلال منع تصدير النفط والحصول على عشرات المليارات من الدولارات مقابله، وتقفل المنظومة المالية الدولية في وجه المصارف في إيران.
  • فقط عندما تستجيب الولايات المتحدة للطلب الإيراني، سيعطي المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي ضوءاً أخضر للرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف للعودة من جديد إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا والاتحاد الأوروبي. سؤال مَن سيقوم بالخطوة الأولى، هل ستوقف إيران خرقها للاتفاق، أو سترفع الولايات المتحدة أولاً العقوبات، ليس مسألة إجرائية، وأيضاً ليس فقط مسألة كرامة وطنية. هذه مسألة جوهرية يمكن أن تحدد كيفية ومضمون المفاوضات المستقبلية بين إيران وبين الدول العظمى.
  • المسألة مهمة إلى حد أنها كانت الموضوع الفعلي الأساسي على جدول أعمال اجتماع المنتدى الأمني الذي عقده نتنياهو يوم الاثنين. تتخوف القدس من أن تستجيب الولايات المتحدة أولاً وتقوم بالخطوة الأولى، بينما إسرائيل وحلفاؤها الأوروبيون لا يملكون أوراق مقايضة، ومن دون أداة ضغط جديدة على طهران عندما يجلسون معها على طاولة المفاوضات.
  • في مثل هذا الوضع ستكون إيران في وضع تفاوضي تستطيع في إطاره رفض البحث في أي شيء سوى في اتفاق جديد، وحتى الإصرار على منع إدخال تغييرات على بنود الاتفاق القديم لتصحيح العيوب والنواقص فيه، في الأساس في بند "غروب الشمس" الذي يرفع عن إيران، لدى انتهاء صلاحيته في سنة 2030، كل القيود المفروضة عليها في المجال النووي، بحسب القانون الدولي.
  • الأخطر من ذلك، إذا رفعت الولايات المتحدة أولاً كل العقوبات، في إمكان إيران أن تصبح أكثر ذكاء وتملصاً، وأن تتنصل كعادتها أيضاً من موضوع المطالبة الأميركية التي تشاركها فيها الدول العظمى الأُخرى، وهي مطالبة إيران بوقف الانتهاكات للاتفاق النووي التي قامت بها منذ انسحاب ترامب منه.

الخلاف بين نتنياهو وغانتس إزاء المفاوضات

  • في موضوع الشروط التي ستسمح للولايات المتحدة برفع العقوبات هناك خلاف جدي في القيادة الإسرائيلية. وزير الدفاع بني غانتس، بعد خمسة نقاشات معمقة أجراها مع المؤسسة الأمنية ومع أجهزة الاستخبارات (بما فيها الموساد)، توصل إلى خلاصة أنه يجب عدم معارضة عملية، في إطارها يعود الأميركيون أولاً إلى الاتفاق النووي الأصلي، طبعاً بعد مفاوضات، ومن هناك يواصلون المفاوضات بشأن الموضوعات الأُخرى. في المقابل نتنياهو يعتقد أنه يجب عدم رفع ضغط العقوبات ما دامت العملية لم تنته كلها. في رأيه، يجب ألّا يتخلى بايدن عن رافعة الضغط الفعالة الوحيدة التي يملكها ما دام لم يجرِ الاتفاق على كل شيء، أو تقريباً على كل شيء، كما ترغب واشنطن التي تتشاور أيضاً مع إسرائيل ومع حلفائها العرب.
  • في أوساط رئيس الحكومة مقتنعون بأنه إذا لم يسارع الأميركيون إلى رفع العقوبات فإن الصبر سيؤتي ثماره. الأوليغارشيا الدينية -الشيعية الإيرانية ستضطر بعد وقت إلى تفضيل الحاجات الحيوية للسكان على الحاجة إلى تحدي الولايات المتحدة والدفع قدماً بمشروعها النووي العسكري. ربما بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران/يونيو المقبل، التي من المتوقع أن يحقق فيها آيات الله من المحافظين والحرس الثوري سيطرتهما، سيفضلون حينها المحافظة على بقائهم على ما يسمونه "المقاومة"، وسيكونون مستعدين لقبول المخطط الأميركي - الأوروبي.
  • حتى الآن التفكير الاستراتيجي في البيت الأبيض ليس بعيداً عن المواقف الإسرائيلية. تعتقد إدارة بايدن كما يعتقد الأوروبيون أن الشرط الأساسي للبدء بعملية العودة إلى الاتفاق النووي القديم (ورفع العقوبات) يجب أن يكون التزاماً إيرانياً صارماً بالاستمرار في العملية الدبلوماسية التي يمكن من خلالها إيجاد رد فعلي على كل العيوب في الاتفاق القديم- وأيضاً التراجع عن التقدم الذي تحقق في المشروع النووي في العام ونصف العام الأخيرين. بالإضافة إلى ذلك، تطالب الدول العظمى إيران بالموافقة – قبل أن ترفع الولايات المتحدة كل العقوبات- على البحث في القيود على مشروع الصواريخ البعيدة المدى والتآمر والعنف اللذين تستخدمهما إيران بواسطة وكلائها في دول المنطقة في محاولة لتحقيق هيمنة إقليمية.
  • ..... في مطلع الأسبوع الماضي أظهرت إدارة بايدن التزامها باستخدام الدبلوماسية كأداة لحل الأزمات الدولية، والعمل في الساحة الدولية مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين. لكن إيران تتجاهل الدعوة التي وجهها إليها وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل لعقد لقاء للدول التي وقّعت الاتفاق النووي، وأضافت تحدياً على صورة فرض قيود مهمة على نشاط مراقبي المشروع النووي التابعين للأمم المتحدة.
  • لقد حرصت إيران على عدم تحطيم كل القواعد، ووافقت مع رئيس وكالة الطاقة النووية على مواصلة المراقبين القيام بمهماتهم، لكن الخطوة الاستفزازية هدفت إلى التلميح بأن آيات الله لن يتنازلوا عن مطالبتهم بأن تقوم الولايات المتحدة بالخطوة الأولى.
  • في إسرائيل يقدّرون أن افراد إدارة بايدن يتعلمون من التجربة، ولن يسمحوا للإيرانيين بالتلاعب بهم. والسبب هو التخوف من أن تنازلهم للإيرانيين سيتيح للجمهوريين، وخصوصاً مؤيدي ترامب الكثر، شن هجوم سياسي شرس وفعال على القاطن الجديد في البيت الأبيض، وعلى رجاله. على أي حال، يوم الأربعاء الماضي أعلن وزير الخارجية الأميركية في واشنطن "أن صبرنا ليس من دون حدود". وفي اليوم عينه أعلن وزير الخارجية الإيراني أن بلاده ستكون مستعدة لمفاوضات غير رسمية مع الولايات المتحدة، وهذا على ما يبدو مؤشر إلى ليونة معينة من جانب طهران.